[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Mohammed Haffz
2 ساعة ·
إلى أول جندي رفع العلم في سيناء :
تملّيناك، حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء،
وجهك يلثم العلما
وترفعه يداك
لكي يحلق في مدار الشمس،
حر الخفق مقتحما
وكان الوجه مبتسما
ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفي .
ولم ألمح سوي بسمتك الزهراء والعينين
ولم تعلن لنا الشاشة نعتا لك أو تعلن لنا الإسما
ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك ؟
وأنت في لحظتك العظمى
تحولت إلى معني، كمعني الحب.. معني الخير.. معني النور.. معني القدرة الأسمى.
تُراك وأنت في ساح الخلود، وبين ظل الله والأملاك
تراك، وأنت تصنع آية، وتخط تاريخا
تراك، وأنت أقرب ما تكون
إلي مدار الشمس والأفلاك
تراك ذكرتني،
وذكرت أمثالي من الفانين والبسطاء
وكان عذابهم هو حب هذا العلم الهائم في الأنواء
فهل، باسمي وباسمهمو لثمت النسج محتشدا؟
وهل باسمي وباسمهمو مددت إلي الخيوط يدا ؟
وهل باسمي وباسمهمو ارتعشت بهزة الفرح
وأنت تراه يعلو الأفق متئدا
وهل باسمي وباسمهمو همست بسورة الفتح
وأجنحة الملائك حوله لم تحصها عددا ؟
وأنت ترده للشمس خدنا باقيا .. أبدا
هنيهات من التحديق،
حالت صورة الأشياء في العينين
وأضحي ظلك المرسوم منبهما
رأيتك جذع جميز على ترعة
رأيتك قطعة من صخرة الأهرام منتزعه
رأيتك حائطا من جانب القلعه
رأيتك دفقة من ماء نهر النيل
وقد وقفت علي قدمين
لترفع في المدي علما
يُحّلق في مدار الشمس،
حر الوجه مبتسما
الشاعر صلاح عبد الصبور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]