منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش  لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش  لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش  لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله   خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش  لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 02, 2015 4:38 am


خصائص الإسلام (6)


رعاية مصلحتي المعاد والمعاش


لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله


الإسلام ملة قيمة؛ وشريعة مطهرة؛ شرعها العليم الحكيم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؛ فجاءت تامة كاملة لا يعتورها نقص، ولا تطوف بجنباتها شية عيب؛ صالحة لكل حين، موائمة لكل صقع؛ وافية بحاجة البشر، مساوقة للفطرة.
 

وما من شريعة من شرائع الأرض إلا وفيها مغمز لغامز، وملمَز للامز: إن صلحت لأمة لا تصلح لأخرى؛ وإن واءمت عصراً لا توائم آخر، وإن أفادت شعباً أضرت بشعب، وإن نهضت بقوم هبطت بآخرين.
 

وإن من أمة إلا أحست في شرائعها مناحي نقص، ومظاهر خلل فعملت على أن تكمل هذا النقص، وتصلح ذلك الخلل؛ حتى إذا مضت أحقاب تبدلت تلك الشرائع ولم يبق من أصلها إلا قليل، لأن الشرائع تتطور بتطور الأمم، وتتغير طوعاً لتغير أحوالها، وتبدل ظروفها، فتوضع الشريعة موافقة لحال العصر الذي وضعت فيه والبيئة التي سنت من أجلها. فإذا تقدم الزمن، ومضت الأيام، أظهر العمل نواحي الضعف في هذا التشريع، فيعمل الناس على تقويته بسن شرائع جديدة، وإضافة مواد تفي بحاجة الدولة، وتكفل حسن النظام فيها، وتساير تجدد العمران، وتجاوب الحاجات الجديدة، والأحداث الطارئة. ذلك دأب الشرائع الوضعية جميعا. والشرائع السماوية التي شرعت بين يدي الإسلام لم يشرعها الله لتكون قانونا يخضع له الناس كافة، وتصدع بأمره أمم الأرض قاطبة، ولكن كان يشرعها لجيل خاص؛ وشعب معين، وهو يعلم أنه سينسخها بشريعة أخرى، إذا بلغ كتابها أجله واقتضت حكمته أن يأتي بخير منها.
 

وإذا استثنينا التوحيد - الذي هو القطب الذي دارت حوله سائر الأديان، واشتركت في الدعوة إليه جميع الشرائع – ألفينا من الشرائع ما أنزل لصقع من الأصقاع كشريعتي هود وصالح، وما أنزل لشعب معين، كشريعتي موسى وعيسى، وما أنزل لمحاربة رذيلة خاصة قد وضح ضررها، واستشرى فسادها، كشريعتي شعيب ولوط.
 

أما الشريعة الإسلامية فهي الشريعة التي أنزلها الله للناس كافة. وللأمم جميعاً. لمحاربة الرذائل عامة. وبث الفضائل طراً.
 

لم يكفل الله حفظ الشرائع التي شرعت قبل الإسلام، لعلمه تعالى أنها بلاغ إلى حين، وأنه سينزل من بعدها شريعة جامعة خالدة، تنتظم العالم كله، وتجمع على هداها الناس كافة. فلما نزل الشريعة الإسلامية ضمن لها البقاء إلى آخر الدهر. وكتب على نفسه لكتابها الحفظ. لأنه مهيمن على سائر الكتب، ومصدق لما بين يديه من الشرائع. قال تعالى ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ وقال جل شأنه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾.
 

إن شريعة كُتب لها الخلود، وكفل لها البقاء. وفرضها اللطيف الخبير على الناس جميعاً، وتأخذ الناس بما لو اتبعوه لعاشوا سعداء، وبعثوا سعداء، وقضوا في الدنيا حياة تكتنفها العزة والكرامة، وأحلهم الله في الآخرة دار المقامة من فضله لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب. قال الله تعالى ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾.
 

جاءت الشريعة الإسلامية المطهرة بأحكام، وعبادات، وآداب تكفل للناس حفظ دينهم، وتصون دماءهم، وتبقى على حياتهم وصحتهم وعقولهم وأموالهم. ولم تجمد عند هذه الضروريات بل أتت بأمور توسع على الناس، وترفع عنهم الضيق المؤدي إلى الحرج، ودعت إلى أمور تألفها العقول السليمة، وتميل إليها الفطر المستقيمة، ومجموعة هذه الأمور كفيلة بسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة لو أنه رعاها حق رعايتها، وأحسن القيام بحقها.
 

ولنفصل ذلك بعض التفصيل:
هذه الشريعة تدعوك إلى عبادة ربك، والتوجه إليه بقلبك وقالبك، لتنقى نفسك من أدران الشرور، ووضر الذنوب، وتتزود للآخرة، وتتأهب لدار الخلد.
 

تدعوك الشريعة إلى هذا ولكنها لا تحول بينك وبين الطيبات من الرزق.
 

ولا تحرم عليك كسب المال من وجوهه المشروعة. بل تدعوك إلى ذلك دعوة حازمة لا هوادة فيها، حرصا على أن تمتعك بعزة المؤمن، وتصون ماء وجهك عن ذل الابتذال ولا تحرمك المتاع بكل ما في الحياة من لذة ومتعة، ما دمت واقفا عند حدد الله. غير متعد لها. ولا مبتغ ما وراءها. قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾، وقال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾.
 

وقال صلى الله عليه وسلم "ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" وجاء في الأثر عن علي رضي الله عنه: "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
 

لم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بع ما تملك واتبعني" ولكن قال لسعد بن أبي وقاص حين عاده يوم مرض بمكة، واستشاره في أن ينخلع من ماله كله صدقة لله تعالى "الثلث. والثلث كثير. إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".
 

فرض الله عليك الصوم تزكية للنفس، وتصفية للروح، وتنقية للقلب، وتقوية للعزم، ومراناً على مجانبة الهوى ومخالفة الشيطان، وحضاً على التقوى، وبعثاً على مراقبة الله في السر والعلن، ولكن انظر كيف كان حرص الشارع على صحتك، فقد أباح لك أن تدع الصوم إن أفضى إلى الإضرار بالبدن فخيف منه المرض أو شدته، بل قد أوجب عليك الفطر إن غلب على الظن وقوع الضرر منه؛ كما أباح لك الفطر إن كنت على سفر لأنه مظنة المشقة والتعب. قال تعالى ﴿ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
 

الوضوء والغسل من شروط صحة الصلاة، ولكن إذا خشي الضرر من استعمال الماء، أو كان الحصول عليه يستوجب مشقة وعنتاً. أجاز الاستعاضة عنهما بالتيمم قال تعالى ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
 

القيام في صلاة الفرض لا تصح الصلاة إلا به؛ ولكن إن عرضت فيه مشقة، وسبب ألماً ليس في الوسع احتماله، ساغ تركه، وأداء الصلاة كما يطيق المكلف وبالصفة التي يقدر عليها ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾.
 

والنظر في الأمثلة المتقدمة وأشبهاها يقنعك بأن الإسلام ينشد سلامة الجسم كما ينشد سلامة الروح ويريد الإبقاء على دينك كما يريد الإبقاء على دنياك.
 

شرع الإسلام للناس شرائع تكفل لهم سعادة الآخرة، وهي العبادات التي فيها تزكية الروح؛ وتطهير البدن، والفوز بدار النعيم؛ وشرع لهم شرائع تكفل لهم نظام الدنيا، واستكمال العمران؛ ومن ذلك تشريع المعاملات من بيع وشراء، وإجارة؛ وعارية، ورهن واستصناع؛ وغير ذلك مما تدعو إليه ضرورة الاجتماع وتقدم المدنية والعمران.
 

دعا إلى الوفاء بالعقود، وأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، لينتظم العالم الإنساني، ويسود النظام، ويعيش الناس في ظل الوئام والائتلاف أخوة متوادين متراحمين لا يبغي بعضهم على بعض ولا يظلم بعضهم بعضاً.
 

أمر بالقصد في النفقة، ونهى عن الإسراف والتبذير؛ ليكفل للإنسان عيشة راضية وحياة سعيدة هانئة؛ لا يغزوها الندم، ولا تهاجمها الحسرة ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾.
 

شرع نظام الحروب دفعاً للعدوان، وصوناً للإسلام؛ ودعا إلى الحيطة واتخاذ الحذار وإعداد العدة. قال تعالى ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ وقال تبارك اسمه ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ وقال عز شأنه ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾.
 

يتضح لك مما قلت آنفاً أن الإسلام دين المدنية الصحيحة. فإن ظن ظان أو توهم متوهم أن الإسلام عدو للمدنية الصحيحة فهو غافل عن حقيقة الإسلام، أو جاهل بحقيقة المدنية.
 

فإن كانت المدنية هي العلم الصحيح، والعمران المبني على قواعد للعدل والنظام، والغنى الذي مبعثه الجد والعمل، وإن كانت المدنية هي النظافة التامة، والرقي الخلقي القائم على طهارة النفس؛ وسلامة القلب وخلوص الضمير، لا على النفاق والمواربة والرياء والأكاذيب، وإن كانت المدنية هي إقامة الحدود على الشريف والوضيع استمساكا بقواعد الحق والعدل؛ وردعاً للنفوس عن الانصياع في الباطل والإيغال في الفساد، وإبقاء على حسن الصلات بين الناس، إن كانت المدنية هي ما تقدم فهي الإسلام أو بعض مظاهر الإسلام. أما إن كانت شيئاً وراء ذلك فالإسلام منها براء لأنها لا تكون إلا فساداً محضاً، وباطلا خالصاً وشراً مستطيراً وإثما عظيما ووحشية يبرأ منها كل ذي قلب سليم.
 

إن كانت المدنية هي التورط في الفحش. والتلوث بالخنا. وغشيان دور الفساد. ومخاصرة النساء. ومعاقرة الخمر. وترك الصلاة. ولزوم الموائد الخضراء. وسهر الليالي في قتل الفضائل. فالله يشهد أن هذا هو الانتكاس في الخلق. والارتكاس في الفتنة. والبعد عن المدنية الصحيحة، والارتداد إلى الجاهلية الجهلاء والعياذ بالله تعالى.
 

وصفوة القول أن الإسلام دين الله الحق الذي سيظهره على الدين كله. وكلما ارتقت الأمم واتسع أفقها العقلي نبذت عاداتها الأولى وأدركت شناعة تقاليدها الموروثة. ودنت من الإسلام تحول أن تقف على حقيقته وتدرك سره، فيلوح لها ماثلا في جلاله؛ شامخاً في جماله، فترتمي في أحضانه، وتتخذه ديناً تدين به وتحرص عليه وتدعو إليه وقريباً تظهر معجزة القرآن الكبرى ويظهر الإسلام على الدين كله وتدخل الأمم في دين الله أفواجا ويصبح الإسلام دين العالم جميعا.
 

والإسلام الآن – بالرغم من تهاون أهله - يغزو العالم كله بروحه القوية؛ وتعاليمه السامية، وشريعته السمحة التي تجمع بين سعادتي الدنيا والآخرة.
 

أسأل الله أن يجعلنا من المسلمين الصادقين الذين جمع الله قلوبهم على الهدى حتى ندرك السعادتين، ونفوز بالفلاح في الدارين آمين.

رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصائص الإسلام (6) رعاية مصلحتي المعاد والمعاش لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من خصائص الإسلام إنصاف المرأة لفضيلة الشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله
» من خصائص الإسلام العمل على تحرير العبيد لفضيلة الشيخ ابو الوفاء محمد درويش رحمه الله
» خصائص الإسلام الاعتراف بالعواطف الإنسانية لفضيلة الشيخ أبوالوفاء محمد درويش رحمه الله
» خصائص الإسلام بيان أن للوجود سننًا لا تتحول ولا تتبدل لفضيلة الشيخ أبوالوفاء محمد درويش رحمه الله
» من خصائص الإسلام (3) أنه قضى على عقائد الشرور والآثام وتقديم القرابين للشيخ أبو الوفاء محمد درويش رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: