سلسلة أحلام الصبايا.....ندمت لأني تزوجت بدون موافقة أهلي
السؤال ♦ ملخص السؤال:
فتاة تَقَدَّم لها شابٌّ للزواج منها، لكن أهلها رفَضُوا، ثم تزوجتْه بدون مُوافَقة الأهل، وسافرتْ خارج البلاد، والآن تريد التواصُل مع أهلها والرجوع إليهم.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدَّم لي شابٌّ للزواج مني، وصليتُ استخارة، وأحسستُ براحةٍ نفسيةٍ شديدةٍ، وصرَّحْتُ له بذلك، لكن أبي لم يُوافِقْ؛ لأنَّ الشابَّ لا يَمْلِك راتبًا كبيرًا، ووظيفته غير حكومية، وتعليمه قليل!
حاولتُ إقناعَه بأنه طيبٌ، وأني مرتاحة له، لكنه لم يقتنعْ، وقال لي: سيأتي أفضل منه!
حصلت مشكلات كثيرة بيني وبين والدي لرفضه الشاب بدون سبب، وأنا أحبه وأريده!
لم يوافقوا، فقررتُ الزواج منه بدون رضاهم، ثم سافرتُ بعد الزواج، وابتعدتُ عن أهلي فترة كبيرة.
الآن اكتشفتُ أنه كان يتوجَّب عليَّ أن أُقْنِعَهم بأسلوبٍ لينٍ، وأقدم رضاهم على رضاي، وأفكر في السفر لأهلي مرة أخرى لأُرْضيهم.
فكرتُ في إرسال رسالة لهم أبين فيها أن رضاهم مهم لديَّ، وإن لم يوافقوا سأطلب الطلاق، حتى إن كنتُ أحبه، وأعترف لهم بخطئي في الزواج بدون رضاهم.
فما رأيكم؟
الجواب الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أُرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات الألوكة، وبعدُ:
فإني أستغرب مِن جُرأتِك، ومِنْ ضَرْب رأي أهلك عرْض الحائط، وإقدامك على الزواج دون مُوافقتهم، ولا أعرف إن كان في عقد زواجك وليٌّ أو لا؛ فالرسولُ صلى الله عليه وسلم أعلمنا أن أي زواج من غير وليٍّ باطل باطل باطل، ومُوافقة وليِّ الأمر مهمة جدًّا، مهما بلغت المرأة مِن العمر، وإن كانت ثيبًا، فماذا عن البكر؟
عزيزتي، أنت أخطأتِ خطأً كبيرًا بإقدامك على الزواج بدون مُوافقة الأهل، وعليك إصلاح الأمر، ولا أنصحك بكتابة رسالة لوالدك، بل العودة إليه، وإصلاح ما فعلته، وإن لم يُوافِقْ والدك على الزواج منه فعلى زوجك أن يُطَلِّقك!
إن كنتِ تجدين في زوجك الإصلاح، وأنه مناسبٌ لك دينيًّا وخلُقيًّا وعلميًّا وماديًّا، وأن إصرارَ والدك فيه تعصُّب في حقك، فيمكنك توسيط من يمكنه التأثير عليه، وإن لم تُجْدِ محاولاتك نفْعًا فيمكنك رفْع أمرك للقاضي، فيكون وليك، وطبعًا بعد العودة إلى رأي أحدٍ مِن أهل العلم، ممن يوثق بعلمِه والتزامِه ورجاحة عقلِه.
عزيزتي، عُودي إلى الله تعالى، واجعلي الشرْع قانونَ حياتك، وأكثري مِن الصلاة والاستغفار، والتمِسي ساعات الإجابة، خاصَّة في جوف الليل، واطلبي مِن الله تعالى العفو والغُفران وإصلاح أمرك؛ فإنه القادرُ الغفورُ الرحيمُ.
أسأل الله تعالى أن يُلْهِمك رشدك، وأن يصلح لك الأمر كله، والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته