Mohammed Haffz.
18 ساعة ·
خبير عسكري سوري يشرح تداعيات و معنى تفعيل منظومة الـ"إس-400" في المنطقة
===============================================
في لقاء خاص مع الخبير العسكري السوري الدكتور حسن حسن مع وكالة سبوتنيك الروسية ، شرح فيه الأبعاد الاستراتيجية وتداعيات نشر منظومة الدفاع الجوي الروسية الأحدث والأخطر في العالم S400 ، بدأ سيادته بالحديث عن المواصفات الفنية والتقنية لهذه المنظومة المرعبة ، حيث قال إن الـ س-400" قادر على رصد وتدمير الأهداف في نصف قطر 400 كلم، وتشمل تلك الأهداف الطائرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز، ويصل مدى هذه المنظومة إلى 3,500 كلم وبسرعة 3 أميال بالثانية، فضلا عن تمكنها من كشف الطائرات الشبحية، وبهذا تعد منظومة "إس-400" أكثر أنظمة الدفاع الجوي في العالم تطوراً حتى اليوم، وهذا ما يفوق عمل أي منظومة أخرى.
وبيّن أن "هذه المنظومات من ضمن مجموع الأسطول الحربي الروسي والمنظومات العسكرية المرسلة إلى سواحل المتوسط، للقيام بعمليات ضرب الإرهاب في سوريا".
وأكد الدكتور حسن، أن الإعلان عن تفعيل هذه المنظومة في الوقت الحالي أتى "لمنع تكرار أي حادثة أو حماقة مشابهة لإسقاط الطائرة الروسية".
وتابع، "عندما أُخذ القرار للقضاء على الإرهاب ضمن الأراضي السورية، إنما كان لحماية الأمن القومي الروسي، وأيضا دفاعاً عن الأمن القومي الإقليمي والعالمي بشكل عام… وبالتالي لو كان هناك من فكر استراتيجي غربي يدرس الأمور بشكل صحيح لما كانت وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه".
وأوضح، بأنه عادة، حسب التقييم الفكري العسكري، يتم الإعلان عن وجود سلاح نوعي لتحقيق أهم مبدأ من مبادئ الاستراتيجية العسكرية، وهو تحقيق العامل الدفاعي، فالحرب الأنجح هي الحرب التي تستطيع تحقيق أهدافها دون الاضطرار إلى استخدام السلاح.
ويعتقد الخبير العسكري السوري، "أن العملية الأخيرة في استهداف المقاتلة الروسية، إنما أتت بعد القراءة الاستراتيجية الأمريكية، ورغبة منها في التأكد من قدرة تحويل الروس عوامل القوة إلى قوة فعلية، فكان هذا الضوء الأخضر لحكومة العدالة والتنمية، لارتكاب مثل هذه الحماقة".
وتابع المتحدث، "إن الحديث عن منظومات "إس-"300 و"إس-400"، إنما هوالحديث عن القدرة على إغلاق أجواء منطقة واسعة تمتد مئات الكيلومترات".
وهنا أيضا الحديث عن قدرة فائقة لاكتشاف أي هدف يتحرك بمجرد انطلاقه من الأرض على بعد آلاف الكيلومترات، "كأن تنطلق أي طائرة أو صاروخ ليس فقط في عمق المتوسط، إنما في أي قاعدة أمريكية في الخليج العربي". لذلك فان نشر هذه المنظومة يمثل كابوسا حقيقيا يلاحق مقاتلات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى المنطقة ويمنعهم من الإقتراب.
وهنا وصف القدرة الهائلة التي ستتفعل في اللاذقية، على أنها جبروت عسكري يفوق أحدث ما توصلت إليه منظومات الدفاع والأسلحة الجوية. حيث تستطيع منظومة صواريخ الدفاع الجوي إس- 400 "تريومف" تدمير طائرات التشويش الإلكتروني، وطائرات الاستطلاع والكشف الراداري والتحكم عن بعد وطائرات التجسس، والطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، والصواريخ الباليستية التكتيكية والعملياتية التكتيكية، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، وجميع وسائل الهجوم الجوي الفضائي الحالية والمستقبلية.. حيث تستخدم منظومة "إس-400 تريومف" عدة أنواع من الصواريخ التي تستطيع إسقاط جميع وسائل الهجوم الجوي الموجودة حالياً بما فيها الطائرات والمروحيات والطائرات الموجهة عن بعد التي هي بدون طيار، والصواريخ الجوالة والصواريخ البالستية التكتيكية التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية.
ووفقا للعسكريين، فإن نظام الرادار الحديث الذكي، قادر على فعل أمور لاتصدق، على سبيل المثال فالرادار قادر على رؤية كل الأجسام التي تحلق حوله في الجو، وحتى يمكنه أن يلاحظ الطائرات الصغيرة جدا، وبالإضافة إلى ذلك يكشف الرادار كل الأهداف الأرضية حوله ، مشيراَ إلى أن هذا النظام لايعرف مفهوم "الطائرة الشبح" فهو قادر على كشف جميع الأهداف".
وبرأي الدكتور حسن، فإن هذا يعني أمراً واحداً، وهو " أن زمن التفرد الأمريكي في أجواء أي منطقة أصبح مستحيلاً وأمراً منسياً وغير واقعي".
كما ذهب للحديث بأنه ليس مع الآراء التي تتحدث عن إمكانية انفجار حرب تتجاوز الواقع الإقليمي، بدليل هذا الموقف المتردد من قبل حلف الناتو، وهذا الموقف الخجول من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وهنا يجزم بأن "قواعد الاشتباك ستكون كما يخطها العقل الروسي، وليس كما كانت عليه، خاصةً أن ما حدث كان عدواناً سافراً من قبل الأتراك، بدليل كل ما تم عرضه عبر الوثائق، وأنه، كما عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طعنة بالظهر".
واختتم د. حسن حديثه بوصف ما حدث على أنه مخطط أمريكي، كان العقل المدبر له هو الولايات المتحدة ، بينما كانت رأس الحربة التي طعنت هي تركيا.