إردوغان "الخليفة التركي المزعوم"، يخلع ملابسه و يرتمي عارياً في أحضان الكيان الصهيوني "إسرائيل".

إردوغان "الخليفة التركي المزعوم"،
يخلع ملابسه و يرتمي عارياً في أحضان الكيان الصهيوني "إسرائيل".
- ياسر بركات-
- ما توقعناه الأسبوع الماضي، حدث قبل أن ينتهى الأسبوع!
- قلنا بوضوح الأسبوع الماضي إن الهدف الأول من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى (اليونان)
كان تشكيل تحالف اقتصادي في مجال الطاقة، سيكون هو الأكبر في العالم نظراً لموارد البحر المتوسط الهائلة، و التي ستصبح رسمياً تحت سيطرة الدول الثلاث، عقب انتهاء عمليات ترسيم الحدود بين الدول، و تحديد مناطق النفوذ الاقتصادي، و بهذا التحالف أو "الكونسرتيوم"، الذي ستتولى (مصر) إدارته تكون قد وجهت صفعة قوية لـ "إسرائيل و تركيا"، بجعلهما خارج الحسابات.. و الخسارة الأكبر، سياسياً و اقتصادياً ستكون من نصيب تركيا.
- و بالنص كتبتُ أن "تركيا" اتخذت، مؤخراً، عدة خطوات غامضة في تقاربها مع إسرائيل، كان أولها استيراد الغاز الإسرائيلي بديلاً من الغاز الروسي، و أن إسرائيل قررت بموافقة اللجنة الاقتصادية في الكنيست، التوجه لتركيا التي تعاني من أزمة مع "روسيا" إثر إسقاطها طائرتها، كما أكدت القناة الأولى في التليفزيون الإسرائيلي، أن "تركيا" معنية باستيراد الغاز من إسرائيل كي لا تكون تحت سيطرة روسيا، مضيفة أن
عدّة شركات تركية طلبت من إسرائيل شراء الغاز الإسرائيلي بعد تلك الأزمة.
وتوقفنا عند ما كشفه نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، آفيف شيرئون، بعد يوم واحد من الاتفاق على صفقة الغاز، أن إسرائيل و تركيا اتفقتا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى
مستوى القائم بالأعمال.
- كما أشرنا إلى ما كشفه "عاموس يادلين" مدير معهد دراسات الأمن القومي، في بحث نشره مؤخراً، خطة القيادة الإسرائيلية للتقارب مع "تركيا" دون أن تخسر "روسيا"، موضحاً أن بين الروس و الأتراك مواجهات حربية واسعة النطاق على خلفية صراعات السيطرة و النفوذ في البلقان و البحر الأسود،
و ترى "أنقرة" في موسكو تهديداً دائماً لمصالحها، مضيفاً: "إردوغان" و "بوتين" نموذجان عدائيان طموحان يعكس كل منهما رغباته في تحويل بلده إلى قوة عظمى، و ليس مصادفة تسمية أحدهما «السلطان» و الثاني «القيصر».
- و رصدنا الفوائد العديدة التي ستعود على إسرائيل بتعاون تركيا معها و فتح السوق التركية أمام الغاز الإسرائيلي و تحسين مشاركة إسرائيل في عمليات حلف شمال الأطلسي، و كذلك عودة تركيا كلاعب
أساسي في العملية السياسية بين إسرائيل وفلسطين، و هو ما يعني أن تركيا ستلعب هذه المرة بوضوح لصالح إسرائيل بعد أن كان لعبها مستتراً.
- كان ذلك، في عدد الأسبوع الماضي، الذي انتهى قبل أن يتم الإعلان بوضوح و ببجاحة عن توصل تركيا وإسرائيل إلى اتفاق مبدئي لإعادة تطبيع العلاقات بينهما -حسبما صرح مسئول إسرائيلي- لهيئة
الإذاعة البريطانية (BBC)، و هو الاتفاق الذي أفادت تقارير بأنه تم التوصل إليه خلال اجتماع بين مسئولين أتراك و إسرائيليين في "سويسرا"، و سيتم على أساسه رفع الدولتين لمستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما.. و أضاف المسئول الإسرائيلي، كما نقلت (BBC) أن هناك محادثات ستبدأ حول مد خط أنابيب للغاز من "إسرائيل" إلى "تركيا".
- كما ذكرت مصادر تركية و إسرائيلية أن اتفاق تطبيع العلاقات بين أنقرة و تل أبيب ينص على طرد "صالح العاروري"، القيادي في حركة حماس، من تركيا، و شمل الاتفاق أيضاً وقف «النشاط الإرهابي»
لحركة حماس، و صالح العاروري كان سجيناً لدى إسرائيل قبل أن تقرر السلطات الاسرائيلية إبعاده عن فلسطين قبل أكثر من 5 سنوات و يقيم حالياً في إسطنبول، و تزعم إسرائيل أنه يقوم بتمويل و تنظيم
مجموعات عسكرية في الضفة الغربية و التخطيط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
- و الواقع هو أن تركيا أشبه بـ «خزينة رصاص» مسدس أمريكي زناده هو إسرائيل، بما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها الاستغناء عن أيٍّ منهما، ولا يمكن أن تسمح بغير بقائهما متحالفين،
مهما ادعى أيّ طرف غير ذلك!.
- و يكفي مؤقتاً، و حتى نتناول الموضوع بقدر من التفاصيل، أن تعرف أن العلاقات بين الكيانين بدأت في مارس 1949م باعتراف تركيا كأوّل دولة إسلامية -إذا جاز وصفها بذلك- بـ «إسرائيل»، و تعزّزت تلك العلاقات بحصول تركيا على عضوية حلف الأطلسي سنة 1952م لتصبح العلاقات راسخة و عميقة بمباركة أمريكية، و لتصبح إسرائيل أحد أهم مورّدي السلاح للجيش التركي.
- و دائماً كانت تركيا هي الظهير و همزة الوصل بين الكيان الصهيوني و الغرب، وعدد من دول المنطقة حتى في أحلك الظروف و في أسوأ الظروف العدائية بينها و بين الدول العربية.
يكفي أيضاً أن تعرف، مؤقتاً أن العلاقات السياسية و الاقتصادية تطورت، بشكل ملحوظ بين "إسرائيل" و "تركيا"، في تسعينيات القرن الماضي، وأن هناك لجنة مشتركة بينهما تم تشكيلها منذ سنة 1993م
أطلقوا عليها اسم «لجنة التعاون الاستراتيجي»، عقدت اجتماعها الأول في فبراير 1994م و مع بداية 1995م تم توقيع ثلاث اتفاقيات للتعاون العسكري، تضمنت مجالات متعددة في التعاون العسكري و
الأمني بينهما، و كان من بين تلك المجالات إنشاء ما يسمى بـ « مجموعة عمل التقويم الاستراتيجي Group Strategic Assessment Working بهدف تنسيق التعاون الاستراتيجي و المخابراتي
و المساعدات الإسرائيلية لتنظيم و تدريب الجيش التركي!.
- كما أن إسرائيل قدمت إلى تركيا مساعدات كبيرة سنة 1999م في عمليات الإغاثة إثر كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب مدينة "إزميت"، و تضمَّنت المساعدة فرقاً للبحث و الإغاثة بالإضافة إلى إقامة
مستشفى ميداني مع فريق طبي كبير شارك فيه مئات من الأطباء و الممرضين من الجيش و المؤسسات الرسمية الأخرى، و كان الأكبر بين الفرق الأجنبية كلها التي وصلت إلى تركيا لتدارك آثار الزلزال الذي
تسبَّب في مقتل ما يزيد على 17 ألف شخص.
- و لعل ما يثبت قوة العلاقات الاستراتيجية بين "إسرائيل" و "تركيا" و يؤكدها، هو وجود مجموعات عسكرية إسرائيلية -إلى الآن- داخل الأراضي التركية تمثل مختلف فروع الجيش، مثل "شعبة العمليات" و "قادة الميدان" و "سلاح الجو"، و "سلاح البحرية"، و تتألف من12 ضابطاً من رتبة "عقيد" و "عميد"، بهدف تنسيق التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
- يكفي ذلك مؤقتاً، حتى نتناول الموضوع في مقال لاحق، بقدر من التفصيل-