المؤامرة مستمرة //// الدكتورة لميس جابر

المؤامرة مستمرة

الدكتورة لميس جابر
زيها زى الثورة تمام.. وما زالت الوجوه التى خرجت لنا فى يناير 2011، والتى ملأت الشاشات وقاربت النزول من الحنفيات وظلت تشارك فى كل أحداث المولوتوف والطوب والخرطوش والحرق، من أول حرق المجمع العلمى الذى يعود عمره إلى عمر الحملة الفرنسية على مصر.
ولكن إحقاقًا للحق كان حرقًا ثوريًا مجيدًا هدفه الحرية والديمقراطية والكرامة والإنسانية.. واستمرت المسيرة الثورية المجيدة حتى وصلت إلى العباسية ليتم منها الهجوم على وزارة الدفاع المصرية لإسقاط الجيش لأن مصر كانت قد تأخرت عن الوصول إلى مرحلة سوريا والعراق واليمن وليبيا وكانت هناك نفس الوجوه.. شاهدناهم يسبون الجيش المصرى وينزعون ملابس فتاة فى التحرير ويسحلونها فى تمثيلية مكشوفة وفجة حتى تتناقل وكالات الأنباء الصورة وحتى تعلن هيلارى كلينتون أن ما حدث هو عار على الجيش المصرى.
هاجموا وزارة الداخلية وأخذوا يسبون جهاز الشرطة كله بأفظع الألفاظ.. اقتحموا أمن الدولة لأنهم ضد الأمن وضد الدولة وعند بدايات الانتخابات فى 2012 تزعموا شعار (اعصر ليمون وانتخب مرسى) وظهروا جميعًا بلا استثناء كفرق طليعية للإخوان وهدأوا واستقروا بعد انتخابات مرسى، ومنهن من شكرت وفخمت ومدحت فى الإخوان علانية.
وبعد زوال الغمة اختفوا فترة فى تركيا وأمريكا وقطر ثم عادوا للعمل مرة أخرى بالتدريج ليستقبلوا كل إنجاز بالتسفيه والسخرية بل والتكذيب ويسلطوا الأضواء على أى تقصير أو عيب، وأخذوا يستعدوا ليناير 2014 ولم ينجحوا ثم حاولوا فى يناير 2015 ولم ينجحوا، ثم أخذوا "نفحة" محترمة فى يناير 2016 ويعملون بها إلى يومنا هذا، فقد أصابتهم فورة ونشاط ثورجى ملحوظ وبنفس الطريقة التى استعملت فى 2011، وبواسطة نفس الدروس التى حفظوها عن ظهر قلب سواء فى الصرب أو فى السفارة الأمريكية أو فى قطر أو تركيا.
بدأت موجة من خلق القضايا من لا شىء أو من حدث فردى مثل حادثة (خالد سعيد) ومثلما حدث فى 2011، وكانت الشرطة هى الهدف الأول.. بدأوا فى تكرار نفس المنهج وللأسف كان موقف الداخلية المتخاذل من ائتلاف أمناء الشرطة المريب دافعًا لسلوك غير مسؤول منهم تجاه الشعب، وستظل مشكلة المشكلات لدينا هى التعامل بالحسنى وليس بالقانون خاصة مع هؤلاء.
والنتيجة أن السادة الأمناء "طاحوا" فى الخلق وتلقفت نقابة الأطباء، التى لم تتخلص من الإخوان حتى استلمها الثوريون الاشتراكيون والأبريليون، تلقفت حدثاً فردياً وهات يا ثورة وبعد مرور أكثر من شهرين ما زالوا ينددون ويهددون بالإضراب والاعتصام لأن أمناء الشرطة لم يُعدموا رميًا بالرصاص، حتى كانت الوقفة العظيمة يوم الجمعة قبل ذهاب الرئيس للبرلمان بيوم واحد، والحدثان فى نفس الشارع، وشاهدنا فيهما نفس الوجوه الينايرجية نفراً نفراً.. أيام وكانت الوقفة أمام سفارة إيطاليا تنديدًا بالداخلية المصرية التى قتلت الشاب الإيطالى مع أن الدولة الإيطالية ذات نفسها لم تصرح بهذا التصريح.. ثم كتبت الشابة الثورية أخت الثورى وبنت الثورية بيانًا إلى شعوب العالم تحذرهم من المجىء إلى مصر حتى لا يُقتلوا فى الشوارع.
بعدهم يجىء الشاب الصايع السفيه الذى سب نساء مصر على شاشات الفضائيات بأسلوب حقير وبذىء والمذيع يتعجب ولا ينهره ولا يطرده ولا يتذمر وكأن أمه ليست من بين من سُبَّت من الأمهات.. وتهل علينا قضية إبداع أخرى فقد ألف شاب مريض ومقزز كتاباً إبداعياً فى قلة الحياء والسفالة ووجدناه منشورًا فى جريدة قومية ولو كان كتابًا منشورًا لما قرأه سوى المراهقين من قراء الكتب الصفراء، وجاءت نفس الوجوه مرة أخرى فى اجتماع واهٍـ هزيل فى نقابة الصحفيين التى تمثل لغزًا محيرًا هى الأخرى، والكثير من القضايا التافهة التى يضخمها الإعلام كالعادة.
وتستمر نفس الوجوه من تسفيه الإنجازات والمشروعات العظيمة بالتركيز على السجادة الحمراء وعلى عدد موتوسيكلات التشريفة الرئاسية.. وبعد خطاب الرئيس الأخير وهو من أقوى ما حدث من خطابات تنهمر الآن سيول الفجاجة والرزالة والسخرية خاصة من دعوة "صبَّح على مصر".
وما زلنا فى الانتظار للمزيد من الهيافة والتفاهة والقضايا الفاشلة وسوف نرى أيضًا نفس الوجوه القبيحة قبح الخيانة والولاء لدافعى الدينار واليورو والدولار.. انتبهوا يا مصريين.. المؤامرة ما زالت مستمرة وأمريكا ما زالت تدفع ولن تغفر لنا أننا أفسدنا عليها "الخريف العبرى".. وصبحوا على مصر رغم أنف الحاقدين والخونة.
لميس جابر