يا مروة ردي دموعك
فما غابت عن مصر الرجال.
************************
بالأمس كتبت المستشارة الجليلة مروة هشام بركات علي صفحتها قائلة:
"ما أراكم إلا أفسدتم عليه دنياه وبلغتوه صلاح أخرته
ولعنتم عليكم دنياكم وأفسدتم عليكم أخرتكم."
كانت هذه رسالتها البليغة لمن "بالحماس" قتلوا والدها,,
الشهيد الصائم المستشار هشام بركات.
و قد وعدها قائد البلاد قبل أن يواري جسد الشهيد الثري إنه
سيعمل علي تحقيق العدالة الناجزة.
فله أيضاً أرفع هذا النداء
فما عهدناه إلا للوعد نافذاً و للعهد حافظاً.
و العدالة الناجزة تعوقها قوانين للإجراءات الجنائية ضج منها القضاة قبل المتقاضين.
وفي مصر هب أسد القضاة خالد محجوب بمشروع لتعديل الإجراءات الجنائية.
خالد محجوب هو من هوي بمطرقة القضاء علي أباطرة الإرهاب
و كان بالحق رجلاً في زمن عز فيه الرجال ,,, أو تعززوا!
فهز بمطرقته من شمال الإسماعيلية سفارة الأمريكان بالقاهرة.
وخالد محمد علي محجوب
لأنه نجل رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس
ساؤه أيضاً أن لا يكون للمصريين في القصاص حياة.
و قد تقدم بمشروع قانون تعديل الإجراءات الجنائية.
و مازال مشروعه قيد الدراسه حتي يومنا هذا !
والشعب قد زلزل الأرض بثورتين
بينما نواب الشعب عن الوعي غائبين.
و منذ أيام تمكن أسود الداخلية المصرية
من ضبط قتلة أكرم الرجال
الشهيد الصائم المستشار هشام بركات.
و القتلة إعترفوا
ولكنهم ما زالوا يحلمون بعمر مديد
في ظل قوانين أطول عمراً من عمر الجناة!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
و يد القضاة مكبلة بإجراءات وقوانين
المشرعون عن تعديلها عازفين.
فشهداء مصر عند ربهم أحياءاً خالدين
والمشرعون فيها صاروا أمواتاً نائمين!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
اليوم أقول للمستشارة والشقيقة والإبنة
الأستاذة الفاضلة مروة هشام بركات.
أنا لن أرثي أباك اليوم بقلمي
بل سأرثيه يوم يتم القصاص.
فأنا من أعماق الصعيد
وفي صعيدنا القصاص يسبق العزاء.
طالبت علي هذه الصفحة
يوم إستشهاد والدك
بأن يطلق إسم الشهيد هشام بركات علي ميدان رابعة.
وقد تم لي يومها ما طلبت في نفس الإسبوع.
و اليوم وقد تم ضبط الجناة
فلن أقدم لك العزاء حتي يقتص المشرع المصري لدم أبيك.
وبعد أن يتم إقرار تعديلات خالد محجوب علي القانون الجنائي.
بعدها سأكتب عن والدك رثاءاً يليق به.
فأنا أعلم عنه و عن مواقفه الكثير
فحبه في قلبي صادق دفين.
وأبشرك أنك بلقياه ستنعمين.
في مكتبة والدك الشهيد كتابين لوالدي رحمه
واحد في الإجراءات الجنائية
وآخر في فلسفة الروح.
و علي غلاف إحداهما كتب والدي رحمه الله:
"لا تجزعوا أيها الآباء و الأبناء
فإن بعد الفراق لقاء و أي لقاء."
^^^^^^^^^^^^^^^^^
و لحين لقياكِ بأبيك أعدك
أن تبقي ذكري المستشار الشهيد
حيةً في قلوب كل المصريين.
و أنا علي يقين أن المستشار الزند
سوف يكرم ذكري أبيكِ
بأن يراجع مشروع تعديل الإجراءات الجنائية
الذي قدمه المستشار خالد محمد علي محجوب.
فالمستشار الزند أب لكل قضاة مصر
و هو أيضاً ممن وعدوا المصريين بالعدالة الناجزة.
و لن أتحدث عن محبة المستشار خالد محجوب للشهيد البطل.
فلست في حٍل أن أقول كل ما أعلم.
و لكن يكفي أن أقول أنهم قد "سارا" المشوار معاً
و إن لم يكونا في "سيارة" واحدة في ذلك اليوم الأليم.
ذكري رحيل والدك الي عالم أفضل ستحل بعد شهور ثلاثة.
وأعدك إنه إن لم يتم تعديل قانون الإجراءات الجنائية
حسب ما إقترح المستشار خالد محجوب
(وفاءاً لوالدك و لشهداء مصر أجمعين)
وإن لم يطرح للتصويت في الدورة الحالية
(قبل التاسع و العشرين من يونية القادم).
سيكون للمصريين مع مجلس الشعب الحالي
حساب و ألف حساب.
و أقول لكل "نائبٍ" و"نائمٍ" في البرلمان:
"إتقي شر الشعب الحليم إذا غضب."
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
و أقول لإبنة الشهيد المستشار
و لأبناء كل شهداء مصر الأبرار,,
كفوا دموعكم فآباؤكم في السماء أحياء,
وأما الذين قتلوهم فهم علي الأرض أموات.
و أختم من حيث بدأت قائلاً للمستشارة الفاضلة:
"يامروة ردي دموعك
فقد كان أباكِ خير الرجال
و إن غاب بالأمس عنا
فعن مصرَ لن تغيب الرجال."
********************** صادق رؤوف عبيد