من قبل Mohammed Haffz.
21 ديسمبر، الساعة 10:16 م ·
قتل الأطفال مش سهل أبدا...
حتى بالنسبة لأحط أنواع القتلة المحترفين وأغلظهم قلباً و أكثرهم شراً بيبقي الموضوع ده صعب جدا .. إنك تنهي حياة طفل بريء مفيش أي احتمال إنه يكون أذى حد.. و لسه ماقضاش أي وقت في الحياة أصلا.. دي عملية صعبة جدا على النفس البشرية ، حتى على نفوس القتلة المحترفين...عشان كده في مجال الجريمة.. الأطفال اللي بتتقتل بفعل فاعل.. لتنحية الطفل عن إرث أو ثروة أو غيره.. بيبقي ليها قاتل محترف مخصوص...
أي قاتل محترف ممكن يقتل لك أي حد مقابل المبلغ اللازم.. بس الأطفال ليها شخص "معين".. بيبقى معروف في العالم السفلي للجريمة.. و الغريب إن باقي القتلة المحترفين بيحتقروا المجرم اللي من النوع دا..
بالرغم من كده بتبقي أتعابه عالية جدا.. أعلى منهم كلهم...
لكن قاتل المافيا المحترف "فرانك دي لوكا Frank DeLuca" كان من النوع دا...
جه من صقلية إلى أمريكا متشرد كالعادة.. و بعدين سنة 1920، زي أي صايع إيطالي وقتها، انضم لرجل العصابات الشهير "جوزيف جيوفاني Joseph DiGiovanni"..
وبالرغم من إن "دي لوكا" شكله عادي.. و ملامحه بريئة جدا.. إلا إنه كان فظ غليظ بلا قلب.. ومارس مع "جيوفاني" كل الموبقات اللي تتخيلها.. من تهريب لسرقة لخطف لقتل لفرض إتاوات لبلطجة و ترويع.. لكل حاجة.. و كان بيقتل أي حد بالفلوس.. حتى الأطفال...
و ارتفعت أسهم "دي لوكا" جدا و بقى ثري فعليا.. لأن تقريبا مكانش في حد في معظم الولايات المتحدة في الفترة دي بيقبل اغتيال الأطفال غيره...
اتقبض علي "دي لوكا" ميت مرة و خرج من السجن ميت مرة بسبب براعة محامين "جيوفاني".. وراقبته كل جهة أمنية في الولايات المتحدة.. و مع ذلك واصل جرايمه.. و ازداد قوةً و نفوذا.. لدرجة إنه في "جلسات لجنة مجلس الشيوخ حول الجريمة المنظمة Senate Select Committee hearings on organized crime" سنة 1952 اتحط "دي لوكا" بالاسم.. كواحد من "أقوى خمس رجال Five Iron Men" في مدينة كانساس...
.
بتيجي اللحظة الحاسمة لما الأخ "دي لوكا" سنة 1967 هو و "جيوفاني" بيقلبوا على بعض.. و عشان "دي لوكا" عارف إن "جيوفاني" رجل عصابات و هو و أسرته متربيين على الخطر و الموت بالنسبة لهم رفيق دائم منتظرينه طول الوقت.. فمش بيهدد حد منهم.. لا.. بيهدد "جيوفاني" باغتيال حفيده اللي عنده ست سنين...
وعشان "جيوفاني" عارف إن "دي لوكا" قذر وقادر على تنفيذ تهديده.. فبيبعت وراه جيش من القتلة المحترفين.. بس دي لوكا بيتخلص منهم جميعاً..
لحد ما بيفتكر جيوفاني نقطة ضعف "دي لوكا" الوحيدة.. اللي اكتشفها بالصدفة لما كلف "دي لوكا" باغتيال أحد منافسيه من رجال الأعمال..الثعابين...
"دي لوكا" على كل جبروته ده.. كان مصاب بـ "فوبيا الزواحف Herpetophobia " لأنه في مرة لما دخل منزل الهدف مع أحد رجال "جيوفاني".. اتفاجيء بإن الخصم يهوى تربية الثعابين، و إنه قد اقتنى بعضها في أقفاص زجاجية...
و يومها شحب وجه "دي لوكا" و هرب الدم منه ووقع علي الأرض فاقد النطق.. و انخفض ضغطه لدرجة في غاية الخطورة.. لولا إن زميله في العملية سحبه خارج المنزل و انطلق بيه لطبيب "جيوفاني" الخاص...
و افتكر "جيوفاني" الداهية؛ الحتة دي.. ولعمت في ذهنه فكرة بسيطة جدا ، لكن نتيجتها مؤكدة
و في نفس اليوم.. تسلل بعض رجال "جيوفاني" إلي منزل "دي لوكا" و افرغوا في فراشه تحت الأغطية أكتر من 10 ثعابين حقل صغيرة غير سامة و لا مؤذية...
و رجع "دي لوكا" لبيته.. و غير هدومه و اندس تحت الأغطية.. قبل ما يشعر بملمس بارد ناعم علي ساقيه.. فمد ايده للأباجورة جنب سريره و نوّرها و رفع أغطية الفراش... ليفاجئ بعدة ثعابين في فراشه بتزحف على جسده العاري
و تاني يوم الصبح.. وبالتحديد في صبيحة 14 مايو 1967.. كان الطبيب الشرعي بيغطي جثة "دي لوكا" شاخصة العينين اللي بتحدق في السقف في فزع.. و بيشخص وفاته" بـ"الصدمة العصبية Neurogenic shock".. و أدهشه وجود عدد من الثعابين الغير سامة في الغرفة.. و إن كان محدش فهم وقتها سبب وجودها هناك...
.
و من "دي لوكا" إلي القاهرة.. سنة 1993 "الظواهري" عمل تفجير في القاهرة استشهدت فيه طفلة عندها 11 سنة إسمها "شيماء عبد الحليم".. اللي في الصورة الأولى.. وقتها كان فيه إتجاه سخيف بين العديد من أطياف الشعب المصري بيعتبر بن لادن و الظواهري أبطال لأنهم حاربوا "المحتل السوفيتي الشرير" و كده..
كان إعلامنا الرسمي العبيط بالمناسبة وقتها مسميهم: "المجاهدين الأفغان"...!
صحيح إن بعض من المثقفين كان عارف إنهم كلاب للمخابرات المركزية الأمريكية.. و ندرة كانوا فاهمين إنها خطة ممنهجة لتوطين الإرهاب في بلد ليكون شوكة في ظهر روسيا و مخلب قط غير معلن في المنطقة.. لكن محدش كان يقدر يعلن دا و إلا الناس تقطعه.. لأن الشائع وقتها أنهم "مجاهدين"..
و لحد دلوقتي بنلاقي حد زي أحمد خالد توفيق مثلا عنده الصفاقة الكافية لأن يقول بالحرف:
"صحيح إن تدريبهم تم علي يد برجينسكي علي سبيل المقلب الذي أعدته المخابرات الأمريكية للسوفيت؛ لكنه كان جهادا بالمعنى الحرفي للكلمة"...
بمنتهى السطحية قرر الكاتب إن: "مفيش مانع تحط إيدك في إيد الصهاينة لما تقتضي الضرورة - برجينسكي درّب بن لادن و حثالته علشان (يعمل مقلب) في السوفيت هيهيهيهيهي".. يهدها الكولة....!
وبنفس المنطلق ، الخونة والسفهاء دول هللوا و طبلوا لما تل أبيب قصفت سوريا - لاحظ انها مقصفتش بشار الأسد - قصفت "سوريا".. بس أتحالف مع إبليس لو فيه مصلحة ليا مش مشكلة.. المهم أبقى رافع راية "إسلامية"... و بنفس المبدأ حطوا إيدهم في إيد جماعة مفيش في تاريخها نقطة بيضاء.. كل تاريخها دم و خيانة.. و عصروا ليمون و اتحالفوا مع حركة من أخطر الحركات السفلية السافلة في تاريخ الشرق...
وفاة الطفلة شيماء أدى ساعتها لانقلاب مروّع في اتجاه الشارع المصري و نظرته للعصابة بتاعة بن لادن و الظواهري.. لدرجة إن الظواهري كتب رسالة قال فيها بالنص:
"وقد آلمنا جميعا مقتل هذه الطفلة البريئة بدون قصد.. ولكن ما حيلتنا ولابد لنا من جهاد الحكومة المحاربة لشرع الله والموالية لأعدائه..."
و مع ذلك فضل دم شيماء بالذات بيطارده ككابوس بشع.. فاضطر بعدها بتلات سنين سنة 96 - "لاحظ إن الموضوع فضل يؤرق الإرهابي القاتل دا 3 سنين" - يصدر رسالة جديدة اسمها "شفاء صدور المؤمنين" حاول فيها يلاقي مخرج لأزمة قتل المدنيين أثناء الجهاد ضد الحكومات الكافرة.. و قرر إنه "على القاتل أن يصوم 3 أيام كفارة"...!
فضل بعد كده ضميره يأنبه برضه.. فطلع علينا بكتاب عبيط كامل اسمه "فرسان تحت راية النبي ﷺ" في 2001.. قرر فيه ان صيام 3 أيام مش كفاية.. و إنه يجب على القاتل دفع دية المقتول لأهله...
بالرغم من كده فضل شبح شيماء ورا العميل القاتل الدموي المجنون "الظواهري".. لدرجة انه في تسجيل له في سنة 2007 - و بدون أي مناسبة في الحوار - عرض الديّة صراحة علي أهل شيماء...
في 2008 أعلن الظواهري السبب الغامض لوقف العمليات في مصر من التسعينات.. و قرر إنه بسبب مقتل شيماء بالذات و "لأن الشارع المصري انقلب علينا"...
.
الظواهري على الرغم من إنه إرهابي محترف وتلميذ المخابرات المركزية الامريكية و خاين و عميل و تاجر مخدرات.. عنده ذرة ما في مكان ما من بقايا ضمير بيؤرقه بسبب حادثة معينة.. مقتل طفلة...
عندنا دلوقتي شباب مكون ماشاء الله ظهير إعلامي للإرهاب.. من أنصار "المصالحة و الإحتواء و الإنسانية".. و الجماعة اللي "على الحياد" أثناء الحرب.. و شايفين الإرهابي له مبررات و قضية.. و "الدم كله حرام" ...
دم الإرهابي اللي فخخ بنته اللي عندها سبع سنين.. "حرام"...!
الناس دي مش مدركين إنهم حقيقة.. أسوأ من الظواهري و فرانك دي لوكا...
على الأقل دول كانوا عارفين إنهم مجرمين قتلة..
دم الأطفال دي هيكون لعنة علي رؤوسكم واحد واحد.. منفذ و مؤيد و متعاطف و مبرراتي و "عامل مش واخد باله"..
و هتبكوا بدل الدموع دم...
دا وعد...
#بأي_ذنبٍ_قُتِلت !!
.
-------------------------------
By: Alaa Hammouda
موضوع: ايها القتلة المجرمون الإرهابيون قتل الأطفال مش سهل أبدا... 
السبت ديسمبر 24, 2016 4:22 pm
