المثقف والارهابى .. للكاتب والمفكر /محمد غازى

المثقف والارهابى ..

MOHAMED GHAZI·11 أبريل، 2017

قبل ان نتحدث عن دور المثقف فى مواجهة الارهاب ،يجب علينا ان نحدد اولا من هو المثقف؟حتى نجد معنى لتساؤلنا ، المثقف هو ذلك الواعى الذى هضم واستوعب تاريخ الانسانية، وعلاقة ذلك بالديانات السماوية، والفلسفات الدينية المختلفة ،مثل البوذيةوالكونفوشيوسية وغير ذلك من الفكر الانسانى، وكافة الفنون التى تتعلق بالوجدان ، وخرج من ذلك كله برؤية نقدية، تساعده على اعمال الفكر ،بحيث لايصبح مثقفا قشريا مصنوعا ، ولذلك يستطيع مناقشة الفكر الارهابى وينير الطريق لخطاب دينى متوازن كما دعاالله سبحانه وتعالى اليه من خلال اخر الانبياء والمرسلين، سيدنا محمد عليه افضل الصلوات والسلام، وبدأت رسالته بكلمة : أقرأ ” ووصفه بأنه على خلق عظيم، ونزل عليه ” عبس وتولى أن جاءه الآعمى” وبانه ” لست عليهم بمسيطر“ .

ولذلك كان على المثقف مسئولية نشر الوعى، الذى تأثر كثيرا بالفكر الوهابى، الذى حاربته مصرفى الدرعية غام 1823 بقيادة ابراهيم باشا نجل محمد على، وكان منتشرا فى الجزيرة العربية فقط ، الى ان تبنى هذا الفكرالمدعو حسن الساعاتى الذى لقب نفسه بالبنا نسبة الى الماسون ،والذين خاطبوا الجهل والفقروتقبل الخرافات والاساطير على انها حقيقة لاتقبل النقاش، وخصوصا مايسمعونه من ترهات من بعض الشيوخ الغير مؤهلين ويقفون على المنابر يبثون سمومهم دون مراجعة او رقابة من الازهر الشريف، فى الزوايا والقرى الصغيرة ، وهنا يولد الفكر المشوش ويصبح المفرخ الطبيعى للارهاب، ومصدر كلمة ارهاب هو كلمة أرهب ، يرهب ، إرهابا بمعنى التخويف وليس القتل، ولكن تصرفات بعض المسلمين كداعش وغيرها جعلت الغرب يربط بين الارهاب والقتل استنادا الى قول الله تعالى ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم ” سورة الانفال ،الايه 60

وكما حاولنا تعريف من هو المثقف؟ واوضحنا كيف يولد الفكر الارهابى، دعونا نحاول تعريف من هو الارهابى ايضا حتى تكتمل الصورة ، فى القرن الحادى عشر الميلادى اسس الحسن الصباح جماعة سميت بالحشاشين وهم من طائفة الاسماعيلية التى انفصلت عن الدولة الفاطمية ومن قلعته التى اقامها فى بلاد فارس نشر دعوته والسيطرة على اتباعة من الشباب بتبشيرهم بأن القتل والارهاب المبنى على الاغتيالات ، فى سبيل نشر دعوته ستنتهى بالشهداء منهم بالزواج من الحور العين ولذلك لم تتمكن الخلافة العباسية والفاطمية من القضاء عليه رغم تكرار المحاولات من اتباعهم كالسلاجقة والخوارزميين وحتى الايوبيين واتباع الزنكيين وحتى الصليبيين ، وكان السبب موات قلوب جنود الحشاشين الذين كانوا لايهابون الموت ، لان الشهيد سيتزوج من الحور العين ، انتهت دولتهم على يد هولاكو فى القرن الثالث عشرفى بلاد فارس وعلى يد الظاهربيبرس فى الشام عام 1273م، ولذلك كان هذا هو نفس الفكر والمنبع الذى تبنته الحركات المسماة بالاسلامية متل داعش والقاعدة والنصرة وكل الحركات الارهابيةالتى تستند الى هذا الفكر لدرجة تقنين الزنا باسم نكاح الجهاد.

على المثقف اذن ان يستوعب كل هذه الحركات، مما يدعوه الى كشفها للعامة من الناس ويدحض هذا الفكر الضال، القائم على الهدم والحرق وليس البناء والعلم، كما تدعو كل الاديان ، المثقف الحقيقى هو من يواجة الفكر المتخلف الذى يدعو اليه من هم يلقبون انفسهم بدكاترة امثال ياسر البرهامى ويوسف القرضاوى ، ان يناقش فى وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئيه خطر من يعيدون الفكر الظلامى الذى يصادر الفكر والراىالآخر المستنير، ويعمل على انتاج خطاب واعى وثقافى واثمن هنا محاولة العدل جروب انتاج فيلم مثل مولانا الذى حقق ايرادات جيدة وهذا يدل على ان المثقف يقوم بدور هام فى رفع الوعى الجمعى ، وبدلا من مهاجمة اسلام البحيرى وتكفيرة كان على الازهر مخاطبة افكارة بالشكل اللائق بالازهر الشريف بحيث يقنع المتلقى ان مايقوله ويتبناه هو الصحيح .

على المثقف الحقيقى ان يتحرك ليس طمعا فى ذهب المعز وليس خوفا من سيفه ، لانه لو كان حقيقى سيلتف الناس من حوله ،ويوم الوصول الى احترام الاخر ، ستتحقق مقولة ان الكلمة اقوى من السيف ، على المثقف إذن ان يدعو الدوله إلى اعتماد منهج تعليمى يعتمد على الفكر وليس على الحفظ ، ويواجه ثقافة ارضاع الكبير والثعبان الاقرع ،على المثقف ان يدعو الى اعمال القانون عند حدوث مشاكل تمس الفتنة الطائفية لانه حتى الان نعتمد الحلول الامنية والجلسات العرفية وهذا لايحل المشكلة وانما يؤجلها ، لذلك من الافضل ان يكون القانون هو السيد فى اقامة دولة مدنية حقيقية وليست دولة تؤسس للجهل والتخلف بعدم مواجهة مشاكل الجهل والفقر والمرض التى تعانى منها مصر بسبب تدنى التعليم والثقافة .