Khaled Ragab
دبي، United Arab Emirates ·
اليهود و الثورة الروسية سنة 1917
================
في روسيا تم تخفيف الأحكام والتعليمات الصادرة بحق اليهود ( منها الإقامة الجبرية ومنع الانتقال من مكان لمكان وارتداءهم زي موحد ) منذ عام 1772 على يد الكسندر الأول ، وخلفه نيكولا الأول سنة 1852 الذي حاول أن يذيب اليهود في المجتمع الروسي فأصدر قانونا بإلزام اليهود بإرسال ابناءهم للتعليم في المدارس الحكومية الروسية ( ونسي يصدر هذا القانون بحق الفقراء الروس أنفسهم !! ) وكانت النتيجة أن اليهود أصبحوا الطبقة الأكثر ثقافة وتعليما في المجتمع الروسي !!
وفي عام 1855 ارتقى الحكم القيصر الكسندر الثاني الذي كرس حياته لتحسين أحوال الفلاحين وحرر العبيد ( 23 مليون عبد في روسيا كانوا يباعوا ويشتروا ) ، وفي عام 1879 كان اليهود أطباء ومهندسين وأطباء أسنان ورجال أعمال ومهن ، ومع ذلك كانوا على اتصال بالجماعات الإرهابية اليهودية في أوروبا التي كانت تقوم باغتيالات سياسية واللعب بالأسواق والمراباه ، وزرع فكرة الثورة والتمرد في كل مجتمع حتى المجتمع الروسي نفسه ، وتمت محاولة اغتيال قيصر روسيا سنة 1866 ومحاولة أخرى فاشلة حتى نجحت المحاولة الأخيرة عام 1881 في بيت امرأة يهودية اسمها هسيا هلفمان!!! .. وأدى ذلك لموجات غضب شعبية ضد اليهود في روسيا ويقولون :" إذا كانت سياسة التسامح التي اتبعها القيصر مع روسيا لم ترضهم ، فلن يرضيهم إلا أن يحتلوا كل روسيا "!!!
وفي عام 1882 كتب القيصر الكسندر الثالث في الثالث من سبتمبر:" خلال العشرين سنة الماضية لم يكتف اليهود بالسيطرة على التجارة والأعمال بفروعها بل على أجزاء كبيرة من الأرض ، وكرسوا جهودهم لا لإثراء الدولة بل لخداع الشعب الروسي بحيلهم الملتوية ، ولا يسع الحكومة الآن إلا أن تتخذ القوانين القاسية لتخليص الشعب من اضطهاد اليهود وأعمالهم الشريرة "
حاولت القيادات المصرفية ( اليهودية ) باوروبا اقتياد روسيا لحرب مع بريطانيا لكي تتدمران اقتصاديا فيقعا فريسة المرابين حتى قيل في مجلة "القرن التاسع عشر " كتب الاستاذ جولدوين في عدد تشرين أكتوبر 1881 :" كنا على حافة حرب مع روسيا وكان مقدرا لهذه الحرب أن تورط الامبراطورية بأكملها وكانت المصالح الأوروبية في أوروبا وأداتها الرئيسية صحافة فيينا تسعى بكل جهد لدفعنا للمعركة"
عندئذ قامت القيادات الثورية اليهودية بإنشاء الحزب الاشتراكي الثوري وأعطوا قيادته لرجل في منتهى القسوة اسمه جيرشوني .. وكان تنظيم القطاعات المقاتلة من نصيب خياط !!! اسمه يفنوا ارنف ..
وإلى جانب الاغتيالات والخراب الاقتصادي كانت الجماعات اليهودية تسعى إلى عمل بلبلة دينية في الأوساط الشعبية الروسية ما بين عام 1900 - 1906 حتى أوصلت الدولة لحالة غليان وثورة سنة 1905 ، فتم قتل وزير التربية بوجوليبوف سنة 1901 احتجاجا على سياسات وزارة التربية التي كانت ضد اليهود، ووزير الداخلية سيباجين سنة 1902 وحاكم يوفا بوجاندوفيتش عام 1903 ورئيس الوزراء فيشيليف فون بيلف سنة 1905 ................
بعدما ألقى القيصر باللوم على اليهود في الخراب المالي والحالة الأمنية الداخلية المتردية أتت الأوامر للبارون جينزبيرج ( يهودي ورجل أعمال كان يعيش في روسيا ) بالعمل على تفتيت روسيا ، ومنها خلق الفوضى والأضطرابات في الجيش الروسي عن طريق تدمير خطوط المواصلات في سيبيريا مما أدى إلى وقف المعونات والامدادات عن الجيش البري والبحري الروسي.
كما أمر ضابط بحري في البحرية الروسية بإطلاق النار على سفينة من أسطول الصيد البريطانية في بحر الشمال ، وكان رد الفعل الشعبي في بريطانيا عنيفا ، فقد تطوع عدد كبير من ضباط البحرية في الجيش البريطاني وملاحي السفن لخدمة الاسطول الياباني الذي كان في حالة حرب مع روسيا في ذاك الوقت ، ثم قام أصحاب البنوك اليهود العالميين بعمل حظر تجاري على روسيا وعقوبات اقتصادية أوصلتها لحد الإفلاس تقريبا ، وبعد توريط روسيا في الحرب مع اليابان نكثت مؤسسة روتشيلد وعودها ورفضت امداد روسيا بالمساعدات المالية بينما قامت شركة كوهين-لوب وشركاءها في نيويورك بإمداد اليابان بكل المساعدات والقروض التي طلبتها ( بسبب اضطهاد الروس لليهود .
وفي سويسرا انضم لينين وبليخانوف الذان كانا من غير اليهود إلى اليهود المعارضين بعدما أقنعاهم اليهود بان السبيل للثورة هي تنظيم لجنة دولية تتولى الخطة فألفوا جمعية ماركسية أسموها " جماعة تحرير العمال".
عاد لينيم إلى روسيا ليمارس الابتزاز والسرقات وكل ما هو غير مشروع واغتصاب أموال الناس والمصارف وبرر ذلك بأنه من المنطقي أن يأخذ أموال الناس الذين يخطط لقلب نظام حكومتهم !!! ودرب أتباعه على سرقة المصارف وتفجير مراكز الشرطة.
وفي عام 1895 تسببوا في أعمال شغب واسعة وهو الأسلوب الأمثل لخلق الثورات وهو تطوير الحوادث الصغيرة لتصبح أعمال شغب والتسبب في مواجهات فعلية ومباشرة بين الشعب والشرطة.
ألقي القبض على لينين ومارتوف وأنهى سجنهما عام 1897 ( ودي غلطة النظام الحاكم ) وهكذا أخذ لينين زوجته اليهودية وذهبا للمنفى وأنشأ صحيفة هناك لجمع شتات المفكري أمثالهم ( الإعلام).....
عام 1900 بعد انتهاء فتره نفيه قام لينين بعمل صحيفة الابسكرا ومعناها الشرارة وكانت زوجته سكرتيرة مجلس التحرير وكانت تطبع في ميونيخ بألمانيا ويتم تهريبها لداخل روسيا عبر مكاتب ماسونيي الشرق الأقصى ، وأصبح لينيم زعيما لجماعة البولشفيك وكانوا أكثرية ومارتوف زعيما لمجموعة المنشفيك وكانوا اقلية.
قام المنشفيك بثورتهم عام 1905 في روسيا بعد أحداث ثبت بأن وراءها أيدي خفية (طرف ثالث) وكانت الألوف من الشعب الروسي لازالوا يدينون بالولاء للقيصر وكانوا يدعونه الأب الصغير ، وفي الثانيوالعشرين من يناير قامت مسيرة سلمية اشترك فيها آلاف العمال مع نساءهم وأطفالهم إلى قصر القيصر ، وكانت اللافتات التي معهم بها عبارات مؤيدة للقيصر ، وفجأة انهالت الرصاصات على المسيرة فقتلت العمال وعائلاتهم بالمئات وهو ما يدعى يوم الأحد الدامي ، وعرف أن ضابطا بالقصر هو الذي أمر بإطلاق النار تنفيذا لأوامر يهودية من الخارج .. وكانت هذه هي الشرارة التي بدأت بها الثورة الكبرى .. تحول العمال الذين كانوا يدينون بالولاء للقيصر للطرف الآخر في لحظات ، في المقابل حاول القيصر عمل لجنة تقصي حقائق ( لجنة شيدلوفسكي ) وأجرى مجليا ديمقراطيا (الدوما ) وأمر بعفو شامل عن السياسيين المعارضين ، وعاد لينين والبلاشفة في أكتوبر ولم يستطع القيصر إلجام المد الثوري.
ثم بدأت سلسلة طويلة من الاضرابات والاعتصامات في جميع ربوع روسيا المنتجة ، منذ 1905 ، وفي 1907 اصطدم لينين ومارتوف وأصبح لينين مضادا لليهود الذين هادنوه ..
ثم بدأت اصدارات الصحف لينين أصدر البروليتاريا في 1908 وتروتسكي أصدر فيينا برافدا
وفي 1909 حصل لينين على تأييد اثنين يهود من مراكز القوى هما زينوفييف وكامينيف وسمي ذلك بالترويكا يعني الثلاثي..
وقام القيصر بعمل اصلاحات للفلاحين وبدأ الدوما في العمل ، ولكن مع ذلك كان هم الثوريين هي السلطة مهما كانت الإصلاحات ، ففي عام 1906 حاولت جماعة ارهابية قتل ستولين وحيكت الحيل لقتل أفضل رئيس وزراء في تاريخ روسيا وتم ذلك في 1911 بينما كان يحضر عرضا مسرحيا في مسرح كييف وكان القاتل محاميا يهوديا اسمه موردخاي بورغوف..
ومع ذلك أكملت الحكومة ما بدأه ستولين وقيصر روسيا بإعطاء التأمينات الاجتماعية والبدلات للعمال والتوسع في إنشاء المستشفيات والمدارس وعمل قوانين انتخابات نزيهة ...
قامت اجهزة الدعاية الشيوعية فنظمت حملة مدروسة من التشهير في روسيا على غرار ما جرى في فرنسا وانجلترا في ثورتيهما ، وهكذا أصبح الشخص العادي يتصور القيصر كأنه متوحش والنبلاء كأنهم سفاحين يقتلون الفلاحات ويغتصبونهم ويطلقون النار على الفلاحين الفقراء في رحلات الصيد .. وكلها أمور كاذبة
وفي اول اختبار من الأستاذ لتلميذه .. طلب لينين من ستالين سرقة بنك تيفليس ، وتم ذلك بإلقاء قنبلة على سيارة البنك وقتل في هذا الهجوم 30 شخص واسولى على 250 ألف روبل ....
تم افتعال جريمة ألصقت بقيصر روسيا نيكولاس الثاني وقتل مئات العمال وعائلاتهم أمام بوابات قصره دون ان يكون له دخل في هذه الجريمة ، وانقلب عليه مؤيدوه في لحظات ، فحاول ان يصلح بينه وبين الشعب وأن يتقرب للشعب أكثر بعمل إصلاحات غير مسبوقة بمساعدة أعظم رئيس وزراء في تاريخ روسيا ستولين ، ولكن اليهود قتلوا ستولين ومع ذلك أكملت الحكومة أوامر القيصر باتباع سياسات ستولين بالإصلاح ليعيد حب الشعب إليه.
بالفعل أصبح الشعب ميالا للقيصر مرة أخرى واستمرت حركات الإصلاح سنوات من 1914 إلى 1917 واستفاد 6 ملايين و200 ألف فلاح بالإصلاحات
علم لينين أنه لو تأخرت الثورة عقدين من الزمان فلن تنجح أبدا ، فدعا الفلاحين "للاستيلاء على أراضيهم" ( هي مش أراضيهم ولكنه دغدغ حسهم وطمعهم فيها )
وكانوا قد ملكوا بالفعل ثلاثة أرباعها في ذلك الوقت ، ، ومن سوء الحظ كان راسبوتين يمارس ضغوطا على رجال ونساء البلاط القيصر بعدما استطاع ايقاف نزيف ابن القيصر..وكان واضحا ان راسبوتين كان يتمتع بقوى مغناطيسية خارقة فاستطاع ان يضع الامبراطورة تحت سيطرته ( ساحر من عبدة الشيطان ) مما أدى لاستياء الشعب منه .. وكان راسبوتين يدخل رجال ونساء إلى البلاط الملكي ليمارسوا طقوس سحرية وثنية مدعيا : " أن الأرواح لا تنجوا إلا إذا انحدرت في الدرك الأسفل من الخطيئة " ( عبدة الشيطان ) وعلم من أسرار البلاط ما استفاد به في ابتزاز اصحاب هذه الأسرار.
كانت روسيا خارجة للتو من حربها مع اليابان وفقدت الآلاف من زهرة شبابها وكان لينين ومارتوف في سويسرا اثناء الحرب العالمية الأولى ينقلان أخبارها عبر صحفهم
وكانوا ينظمون الروس الذي لجأوا إلى الولايات المتحدة لإعدادهم للثورة في روسيا وأتتهم الفرصة سنة 1917 بعد تنفيذهم أعمال تخريب في أجهزة الاتصالات ومركز النقل ووزارة التموين ، ونتج عن ذلك نقص الكثير من المواد التموينية في بترسبرج ، وكانت المدينة تعاني من التضخم الواقع بها لوفود العديد من العمال للعمل في مصانعها ( طلب على السلعة وأموال ولا يوجد سلع ) .. وصل الأمر بالعمل بتقنين الطعام وأصبح القلق من المجاعة عاما في المدينة ، وزاد الطلب على الخبز لتخزينه غالبا ) وكان القيصر على الجبهة يزور جنوده ..
في السابع من مارس 1917 بدأت المظاهرات من المنشفيك وكانت نسائية احتجاجا على نقص الخبز ( ثورة الجياع ) وكانت جماعة مختارة تفعل مظاهرات جانبية ( الطرف الثالث مرة أخرى ) وحاولت الشرطة تفريق كل هذه التظاهرات بدون وقوع اصابات كما حدث من قبل .. ومع الوقت زادت الحشود .. وكان رد فعل الجنود سلميا .. فزاد غيظ القوات الثورية !!! وعلقوا أسلحتهم النارية في أماكن خفية من المدينة .. وبالصدفة مر شخص بالخطأ في أماكن الثوار يرتدي رداء فرو أبيض بعربته فانهال عليه الحشد ضربا فقتلوه بعدما هشموا رأسه ، وعندما رأوا الدم ازدادت لوثتهم وجنونهم فهشموا النوافذ والأبواب فانهالت رصاصات خفية عليهم من كل جانب وهاج الرعاع وهاجموا الشرطة المتهمة بذلك وقتلوا شرطيا ذبحا ، وحرروا المجرمين والسجناء من السجون وعمت الفوضى ..
وفي الثاني عشر من مارس هاج بعض الجنود على ضباطهم وقتلوا بعضهم واستسلمت الحاميات العسكرية وقاد الثوريون حكومة ثورية ببطرسبرج واعلنوا ان حكومة القيصر لا تمثلهم.، وأمر القيصر بسحب جيشه من محاربة ألمانيا في الحرب العالمية وأدخل لينين 90 ألف جندي ثوري مدرب ومتطرفين وغالبيتهم من يهود متطرفين كانوا في نيويورك .. يتبع
كان هدف لينين هو الزعامة على كل القوى الثورية ، وكان تروتسكي ( زميل لينين في الثورة ومنافسه في الزعامة بعد ذلك ) قد عاد هو الآخر إلى روسيا ومعه الآلاف من الروس المهاجرين إلى كندا وأمريكا وغالبيتهم من اليهود ، وساعدوا جميعا في وصول لينين إلى السلطة ، ثم كأي ديكتاتور تم إعدامهم بعد ذلك أو ذهبوا في غياهب سجون سيبيريا.
ومن هنا أصبح لينين بالنسبة لليهود عدو بعدما كان رفيقا ..فانقسم اليهود الروس إلى فريقين الأول الثوريون المتشبثون بالنظريات الماركسية في إقامة اتحاد جمهوريا اشتراكية ( التروتسكيون ) ، والثاني يحبذون العودة إلى فلسطين !!!!
في مارس 1918 غير البلاشفة اسمهم من " حزب العمل الديمقراطي الروسي " إلى " الحزب الشيوعي " نقلوا مقرهم إلى موسكو....
وحاول الفريق الأول اغتيال لينين في 30 اغسطس 1918 ولكنه نجا ( كعادة الديكتاتوريين ) بينما قتل يوروتسكي الذي عينه لينين قائدا لجماعة شيكا ..واستغل لينين هذه المحاولة الفاشلة في عملية قمع رهيبة حتى إن الشخص كان يذهب لينام لا يدري هل سيقوم حيا أم سيتم نومه قتيلا ..
لقد كان القتل والتعذيب والبتر والاغتصاب والحرق الصخرة العقيمة التي قام عليها ما يدعى " بجمهورية السوفييت الاشتراكية "
مات الملايين من المواطنين الروس بينما يقدر أن 12 مليونا حكم عليهم بالخدمة المؤبدة حتى الموت........... النهاية
موضوع: اليهود و الثورة الروسية سنة 1917 
السبت أبريل 22, 2017 5:59 am
