هل داعش ظالمة أم مظلومة ؟
سؤال أسأله لنفسك وكلا منا يضع الإجابة عليه بمالدية ..
هل ماتقوم به وقامت به داعش يقع فى نطاق الظلم أم لا؟
بادئ ذى بدء نضع الأعمال والأفعال التى أتت بها داعش وتوزن بميزان الإسلام على ماجاء به من تعاليم سمحة ومن امر بمعروف أو نهى عن منكر ومن افعل ولاتفعل ومن هذا حلال وذاك حرام ونقول:
1_ روعوا الناس فى مأمنهم.
2_قتلوا النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق دون ذنب اقترفوه وتفننوا فى أساليب القتل بما لم يأتى بها أحد من قبلهم.
3_دمروا وحرقوا كل مايقع فى طريقهم من منافع الناس ولم يتركوا شجر ولاحجر ولاشيخ ولاطفل ولانساء إلا روعوه.
4_دمروا دور العبادة من كنائس ومساجد يذكر فيها اسم الله بل فجروا مساجد وقبور للأنبياء.
5_فجروا كل مايمت بصلة لتاريخ الحضارة من أثار ومتاحف وهو مالم يفعله من كان قبلهم من الصحابة والأئمة والخلفاء.
6_جعلوا القتل طريقهم وشعارهم وهو ما لم يامر به الإسلام ولم يفعله.
7_أولوا الدين حسب هواهم وطوعوا الأيات بمالاتحتمل وبمايخدم هدفهم.
8_قتلوا المسلمين من يقولون لاإله إلا الله وتحالفوا مع أعداء الإسلام من أجل محو بلاد الإسلام ولم ينالوا من عدو الإسلام شيئا من أجل تحرير المقدسات والدفاع عن مجد أمة بل تحالفوا مع الشيطان الذى أمدهم بالسلاح ليقتلوا أبناء جلدتهم نيابة عن الشيطان وليدمروا بلاد امة لاإله إلا الله ليمكنوا أعداء دينهم من السيطرة على مقدرات أمتهم دون أن ينالهم تعب ولاصخب.
هذه هى داعش التى ألتف حولها من فقد العقل والبصر والبصيرة من اجل طموحات ماأنزل الله بها من سلطان ضحوا بأنفسهم ودمروا بلاد المسلمين ووقامت فصائلهم ومن يسيرون على دربهم بأن جعلوا البيت الأبيض منزلا لايضاهيه منزلا يحجون إليه بدلا من بيت الله الحرام ورضخوا لأعداء دينهم بل تملقوهم بالموافقة على أراءهم فى ما حرمه دين الإسلام.
بعد كل ماسبق أسأل نفسك السؤال هل داعش ظالمة أم مظلومة؟
إن كانت افعالها تندرج تحت لواء الإسلام ومنهجهه وتعاليمه وتحت لواء الأديان والأعراف والمواثيق الإنسانية فقل داعش مظلومة وهى على حق وإن كانت غير ذلك فهى ظالمة ظالمة ظالمة بكل المعانى وبكل اللغات .
هنا نسأل الأزهر الشريف لماذا لم تكفروا داعش؟
يقولون أن الأزهر لايكفر احدا وأن ذلك متروك للقضاء.
نقول وهل يملك القضاء أكثر علما فى الدين مما يملكه الأزهر ؟
وهل تأثير القضاء على المسلمين اكثر قوة من تأثير الأزهر؟
يقولون لا بل أن الأزهر لايملك أن يكفر احدا ينطق بالشهادتين ويستقبل قبلتنا ويترك امره إلى الله.
وماتوصيف الكافرون إذا حتى نعلم انهم كافرون بميزان الإسلام وليس بميزان غيره وهل أتى القرءان بوصفهم وهل ينطبق ذلك على داعش أم لا؟
يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى الأية رقم 254 من سورة البقرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)
هنا الأية الكريمة تحدد من هم الكافرون وحددتهم بأنهم هم الظالمون اليس كذلك ولنأتى لتفسيرها من تفسير الإمام الطبرى كمايلى:
وأما قوله: " والكافرون هم الظالمون "، فإنه يعني تعالى ذكره بذلك: والجاحدون لله المكذبون به وبرسله=" هم الظالمون "، يقول: هم الواضعون جحودهم في غير موضعه، والفاعلون غير ما لهم فعله، والقائلون ما ليس لهم قوله.
* * *
* * *
قال أبو جعفر: وفي قوله تعالى ذكره في هذا الموضع: " والكافرون هم الظالمون "، دلالة واضحة على صحة ما قلناه، وأن قوله: " ولا خلة ولا شفاعة "، إنما هو مراد به أهل الكفر، فلذلك أتبع قوله ذلك: " والكافرون هم الظالمون " . فدل بذلك على أن معنى ذلك: حرمنا الكفار النصرة من الأخلاء، والشفاعة من الأولياء والأقرباء، ولم نكن لهم في فعلنا ذلك بهم ظالمين، إذ كان ذلك جزاء منا لما سلف منهم من الكفر بالله في الدنيا، بل الكافرون هم الظالمون أنفسهم بما أتوا من الأفعال التي أوجبوا لها العقوبة من ربهم.
* * *
فإن قال قائل: وكيف صرف الوعيد إلى الكفار والآية مبتدأة بذكر أهل الإيمان؟
قيل له: إن الآية قد تقدمها ذكر صنفين من الناس: أحدهما أهل كفر، والآخر أهل إيمان، وذلك قوله: وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ . ثم عقب الله تعالى ذكره الصنفين بما ذكرهم به، بحض أهل الإيمان به على ما يقربهم إليه من النفقة في طاعته (15) وفي جهاد أعدائه من أهل الكفر به، قبل مجيء اليوم الذي وصف صفته. وأخبر فيه عن حال أعدائه من أهل الكفر به، إذ كان قتال أهل الكفر به في معصيته ونفقتهم في الصد عن سبيله، فقال تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا أنتم مما رزقناكم في طاعتي، إذ كان أهل الكفر بي ينفقون في معصيتي= من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه فيدرك أهل الكفر فيه ابتياع ما فرطوا في ابتياعه في دنياهم= ولا خلة لهم يومئذ تنصرهم مني، ولا شافع لهم يشفع عندي فتنجيهم شفاعته لهم من عقابي. وهذا يومئذ فعلي بهم جزاء لهم على كفرهم، (16) وهم الظالمون أنفسهم دوني، لأني غير ظلام لعبيدي. وقد:-
5762 - حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثني عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان، يحدث عن عطاء بن دينار أنه قال: الحمد لله الذي قال: " والكافرون هم الظالمون "، ولم يقل: " الظالمون هم الكافرون ".
*********************************
قال تعالى:(فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون)الأنعام: 135.
قال تعالى:(واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين) هود: 116.
قال تعالى:(وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) العنكبوت: 49.
قال تعالى:(تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) البقرة: 229.
قال تعالى:(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة: 45
اتباع الهوى: وقد أشار القرآن الكريم إلى أظهر مصاديق الظلم الناتج عن اتباع الهوى:
1: قصد إضلال الناس –لتأمين المصالح- قال تعالى(ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم) الأنعام: 144.
2: منع ذكر اسم الله –إذا تعارض مع المصالح- قال تعالى(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) البقرة: 114.
3: خذلان الحق وعدم الشهادة له، قال تعالى(ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) البقرة: 140 وقال تعالى(ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جائه) العنكبوت: 68.
4: عدم اتباع الصدق ومحاولة تكذيبه –خوفاً على المصالح- قال تعالى(فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) الزمر: 32.
ولذا فإن القرآن الكريم يحث الناس على مقارعة الظلم وعدم الخوف من الظالمين، قال تعالى:(إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني) البقرة: 150، فينبغي أن لا يخاف من الظالم بل يخاف من الله تعالى فيطيعه حينما يأمره بترك الظلم ومحاربته.
كما إن الإسلام يأمر بفضح الظالم والمجاهرة ضده، لأن ذلك يوجب بقاء قبح الظلم ولعله يوجب ارتداع الظالم عن ذلك الظلم أو عن توسيع دائرة الظلم.
وفي القرآن الكريم: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) النساء: 148. وكما أنه يجب مقارعة الظلم كذلك يجب نصر من يحارب الظلمة قال تعالى في صفات المؤمنين: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) الشورى: 39، أي يطلبون النصر من المؤمنين. وذلك يستلزم النصر وإلا كان لغواً.
وكما يحرم الركون إلى الظالمين، كذلك يحرم الدفاع عنهم وفي القرآن الكريم (قال رب بما انعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين) القصص: 17.
وقد دللنا على معنى " الظلم " بشواهده فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته .
والأيات كثيرة ومتعددة فى وصف الظلم والظالمون ومن هنا:
نعود للسؤال الذى طرحناه اعلاه مرة اخرى هل داعش ظالمون أم مظلومون؟
كلا يضع إجابته على التسأل بمالديه من علم فى هذا الموضع وجزاكم الله كل خير.
ونسأل الله سبحانه وتعالى الهداية والهدى لكل الناس فى الدنيا والأخرة والحمد لله رب العالمين.