Mohammed Haffz
.الكوميديا الإلهية لشاعر إيطاليا الأعظم ومؤسس لغتها «دانتى أليجيري 1265 - 1321» و «صلاح الدين الأيوبي»
.......
في الكوميديا الإلهية لشاعر إيطاليا الأعظم ومؤسس لغتها «دانتى أليجيري 1265 - 1321» ، والتي تحكى رحلته التخيلية إلى الفردوس، عبر المرور بالجحيم ثم المطهر، نجد أن دانتي حين وصف رحلته فى «الجحيم» التي تتدرج حلقاتها إلى الأسفل والأقسى فى شدة العذاب، وفقا لحجم «الخطيئة»، يصف لنا كل من رآهم فى كل حلقة (30 حلقة) ، ولأنه يجل و يقدر «صلاح الدين الأيوبي»، فقد وضعه فى «الحلقة الأولى فى الجحيم»... غرفة الانتظار الأبدي (II Limbo).. فى مدخل الجحيم ، حيث «عذاب الروح لا الجسد».
ووفقا لثقافة أواخر العصور الوسطى السائدة.. التى كانت تتسم بالتزمت والتعصب الدينى المتبادل إلى حد التوحش، فإن المكانة التى وضع فيها «دانتى» صلاح الدين تعبرعن تقدير عظيم له، حيث وضعه في نفس المكانة مع العلماء والفلاسفة أمثال «سقراط» و«أفلاطون» و«أرسطو» و«ابن رشد» و«ابن سينا» بسبب إعجابه الشديد بهم ، ولولا عدم اعتناقهم المسيحية لوضعهم جميعا في الفردوس .
.
وبعد «دانتى» يأتى «بوكاتشو 1313 - 1375»، الذى كتب على غرار قالب «ألف ليلة وليلة» رائعته، «عشرة أيام Decameron»، وفيها يحكى عشرة من الرواة (سبع نساء وثلاثة رجال)، مائة حكاية، عبر أيام عشر.
وفي رائعة بوكاتشو ، نستطيع أن نلمح بوضوح شديد تقدير بوكاتشو الكبير لـ «صلاح الدين» ، فقد اختصه بالدور الرئيسى فى حكايتين من «الديكاميرون»، مغدقاً عليه العديد من الصفات الحميدة .
و في رائعته الأدبية «الطلسم» للأديب والروائي الأسكتلندي ؛ السير «والتر سكوت» يسرد لنا المؤلف العديد من الصفات النبيلة للقائد العربي «صلاح الدين» ، وهو نفس ما نلمحه بوضوح في كتابات المؤرخة البريطانية والباحثة في علوم مقارنات الأديان «كارين آرمسترونج» والمؤرخ وعالم الأنثروبولجي الفرنسي «جوستاف لوبون» في كتابه «حضارة العرب» الذي كتبه عام 1884م عن حطين وكيفية دخول صلاح الدين ومعاملته للحجاج المسيحيين بإنصاف
.
وحين دخل أول قائد فرنسي «الجنرال هنري جورو» إلى سوريا في أعقاب معركة ميسلون عام 1920 ، كان أول شئ فعله الجنرال المنتصر أنه ذهب إلى قبر صلاح الدين في دمشق ووضع قدمه على قبره قائلا عبارته الشهيرة «ها قد عدنا يا صلاح الدين».. في إشارة إلى ثأر الغرب الدفين منذ قرون ضد صلاح الدين
.
فاذا كانت هذه هي نظرة أدباء الغرب وقادته العسكريين إلى القائد صلاح الدين الأيوبي «وخيركم من شهد له أعداؤه» ، فلا يجب أن نكترث لما قاله ذلك الخرتيت الناطق الذي أتى في غفلة من الزمان ، وتحت دعاوى "هدم التابوهات" وتحطيم أصنام الآلهة البشرية الممجدة ، لكي يحاول أن يهيل التراب على واحد من أعظم القادة والسلاطين في التاريخ الإنساني قاطبةً.
.
وإياك أن تظن أن هذا الهجوم قد أتى عشوائيا أو بمحض الصدفة ، فبدءا من صلاح الدين.. ومرورا بالظاهر بيبرس ، و محمد علي ..ثم وصولا إلى الزعيم جمال عبد الناصر.. نجد أن الهجوم عادة ما يتركز على الشخصيات المحورية الفارقة في التاريخ العربي والمصري ، فجميعهم شخصيات مؤثرة وصلت بالشرق الأوسط لوضعه السياسي الحالي.. ولهم بصماتهم المطبوعة على جسد الغرب الاستعماري حتى اليوم
.
هذه القائمة ليست عشوائية أبدا
لا شئ يأتي صدفة