صلاح الدين
.......................
إن في الدنيا جنة !!!.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخـــرة ) .
تلك الجنـــــة هي محبــة الله عز و جل و معرفته و دوام ذكره على كل حال و إفراده ليس بالعبادة فحسب بل بالحـــب و الخــوف و التوكـــل و الرجـــاء بحيث يصبح جل و علا وحده المستولي على هموم العبد و عزماتـه و إرادته و متى ما أصبح العبد كذلك فقد حظي بجنــــة الدنيا و النعيـــم الذي لا يشبهه نعيــــم أبدا .
و ذلك في لذة قيام الليل و لقائه عز و جل لعباده فيـه , فما بالك أخي المسلم فيمن داوم على ذكر الله و عظُمت محبته في قلبه و عرفه تمام المعرفة .
قــــال أحد السلف رحمة الله عليهم : ( مساكيـــن أهل الدنيا خرجوا منها و ما ذاقوا أطيب ما فيـــها .
قيل : و ما أطيب ما فيها ؟
قال : محبة الله عز و جل و معرفته و ذكـــره ).
حيـــن ذلك فإن الله جل و علا يُشهد عبــاده جنته قبل لقائــه و يفتـــح لهم من أبوابـــها في دار العمــل قبل دار الحساب , فيأتيهم من روحهــا و نسيمهــا و طيبــــها ليكون دافعــاً لهـم في الإستزاده من الصالحـــات .
قــال أحد السـلف رحمة الله عليهم في ذلك :
" إنه لتمر بي أوقات أقول إن كــان أهـــل الجنـــة في مثل هذا إنهم لفي عيش رغيــــد " .
ذلك الحب و تلك المعرفة و المداومة على الذكــر تجسدت لنـا جلية حين سجن ابن تيمية شيــخ الإســلام رحمه الله تعالى فقال مره مايصنع أعدائـي بي ؟ إن جنتي و بستاني في صدري , أينما رحت فهي معي لا تفارقني , إن حبسي خلوة , و قتلي شهادة , و إخراجي من بلدي سياحـــة ) .
فمــــن لنـــا بعــد ذلك بمثــــل هذا الشمـــــوخ الإيمــــــاني ؟!
و من يُضيّـــــع بعــد ذلك هـــذه الجنــــة فقد يخســــر جنــــــة الآخــــرة.