منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الوضوح في التربية (ج 3 &  2  &  1 ) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
الوضوح في التربية (ج 3 &  2  &  1 ) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 الوضوح في التربية (ج 3 & 2 & 1 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

الوضوح في التربية (ج 3 &  2  &  1 ) Empty
مُساهمةموضوع: الوضوح في التربية (ج 3 & 2 & 1 )   الوضوح في التربية (ج 3 &  2  &  1 ) I_icon_minitimeالأحد يناير 09, 2011 2:54 pm

الوضوح في التربية (ج1)
منال المنصور

إن الوضوح يشكل واحدة من أكبر فضائل الحياة؛ لأنه يتصل بالبصر والبصيرة، والعلم والنور، والوعي والفهم، بل هو المحصلة الجوهرية لذلك.
ومن هنا؛ فإن الأسرة الناجحة هي أسرة واعية بأوضاعها، وواعية بأهدافها، وبالوضع الذي تريد لأطفالها أن يكونوا عليه في المستقبل، وهذا الوضوح هو ثمرة عظيمة للقراءة في التربية، ولمستجدات العصر، وحقيقة الإسلام وآدابه وأخلاقه، وثمرة للاطلاع على الممارسات التربوية خارج محيط الأسرة.
نعلم حقًّا بأن الوضوح التام في كل شيء ليس ممكنًا؛ لأننا بشر ورؤيتنا قاصرة، ووعينا محدود، ووضوح الأمور أمام عيوننا دائمًا باهت، لكن سنحاول على كل حال الوصول إلى أفضل وعي ممكن.
ولعلي أسلط الضوء على الوضوح من عدة جوانب:
* واقع الأسرة التربوي والعام.
* الأسلوب الأمثل لتعامل الأسرة مع أبنائها.
* القيم والمعاني والأخلاق التي تحب الأسرة تربية أبنائها عليها.
وضوح الوضع الحالي للأسرة:
لا شك في أن كل أسرة تمتلك بعض الملاحظات عن وضعها العام مثل: مدى استقامتها، مدى الانسجام، مدى نجاحها... لكن المطلوب دائما هو تحسين ما هو موجود، وفي اعتقادي، إن أهم ما يحتاج إلى المزيد من الوضوح الأمور التالية:
1- التفاهم بين الزوجين على السياسة التربوية التي ينبغي اتخاذها واتباعها في تربية الأبناء، ومع أن التفاهم الكامل غير ممكن وليس مطلوبًا، لكن لا يصح في حال من الأحوال أن يتمكن الأطفال من تفريق لحمة الأبوين إلى نصفين، وتحويلهما إلى شخصين متناحرين متباعدين؛ كما يحدث في كثير من الأحيان.
ولعل من المناسب في ساعات الهدوء والصفاء أن يتم تحديد بعض الأمور والاتفاق على بعض الإجراءات تجاه الظواهر السلوكية المزعجة لدى الأبناء، كما يمكن التأكيد على تقاسم الأدوار: «أنا أبدأ الحوار وعليك الإكمال».
2- نظرة الأسرة - الأبوين والكبار - إلى أسرتهم هل هي متدينة ومستقيمة...؟ وما درجة ذلك..؟
إن أدنى درجات الصلاح يتمثل في فعل الواجبات، وترك المحرمات، فهل يمكن للأبوين قول: إنهما حققا فعلا الحد الأدنى من الصلاح؟
وهل هما حريصان على صلاح أبنائهما واستقامتهم فعلا؟
وهل يتجلي ذلك في توجيهاتهما لهم؟ وإذا كان الجواب سلبيًّا فما الذي يمكن فعله لإصلاح وتدارك ما يمكن إدراكه؟
إن الأجوبة ينبغي أن تكون نظرية وعملية حتى تؤتي ثمارها على الوجه المطلوب بإذن الله.
3- ينبغي التأكد من شيء مهم هو الجو الأسري وهل هو متوفر لدينا..؟ وهل هو جو صحي وإيجابي ومريح..؟ هل هو جو يشعر الأطفال فيه بالأمن والأمان والانتماء والثقة بالنفس..؟ وهل نظرة الأبوين لأبنائهما هي أنهم أهم مشروع في حياتهما..؟ وهل تربيتهما لهم قائمة على المحبة والتواصل..؟ وهل يشعر الأبوان بأنهما يمتلكان المهارات والمقومات الضرورية واللازمة لإدارة أهم مشروع في حياتهما والنجاح في ذلك؟ هل يجلس الأبوان مع بعضهما للتذاكر في أحوال الأسرة، مع استعراض حاجاتهما التربوية..؟ أم أن كل شيء يمضي على عجل، مع الشعور بأنه ليس في قضايا الأسرة ما يستحق الجلوس للمذاكرة والمراجعة..؟ وإذا كان الأمر كذلك؛ فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة.
4- دعوة لتجديد الأعراف داخل الأسرة، دعوة لجعل العلاقات داخلها أكثر شفافية وأكثر صراحة، وليكن ذلك من خلال مساهمة الأبناء؛ وحتى تتضح هذه النقطة أضرب مثالا لذلك: نحن الكبار نقدم خدمة للصغار، ونرجو من الله الثواب عليها، وإن من حق الذين يتلقون الخدمة أن يوضحوا رأيهم فيها، وفي إحدى الأسر المرموقة والمتعلمة قام الوالد بكتابة استبيان يتخلله عدد من الأسئلة، وطلب من أولاده تعبئة الاستبيان، وبعد أن قاموا بتعبئته عقد مع أفراد الأسرة العديد من اللقاءات من أجل إنشاء خطة سير جديدة للأسرة بناء على ملاحظات الصغار، وكان المطلوب من الطفل ذكر الجواب والسبب والعلة؛ حتى يكون وضوح الإجابة عاليًا، وحتى يتأكد الوالد من أن الطفل فهم السؤال وأجاب عنه بجدية، وقد كان من جملة تلك الأسئلة:
* ما مواصفات الأسرة الجيدة في نظرك؟ وما الذي ينقص أسرتنا منها؟
* ما الشيء الذي تظن أن أسرتنا تتفوق فيه على أسر أقاربنا وأصدقائنا؟
* هل تشتاق للمنزل إذا خرجت منه؟
* ما الأشياء التي تجعلك ترتاح حين تكون في المنزل؟
* ما الذي تفخر بمساهمتك به في أسرتك؟
* هل في أسرتنا أمور تكره أن يطلع عليها الناس، وتشعر بالحرج لو سمعوا بها؟
* ما أكثر ما يثير إعجابك في أخلاق أمك وأبيك؟
يقول رب الأسرة: أستطيع أن أقول: إن حياتنا تنقسم إلى فصلين أو مرحلتين: مرحلة ما قبل الاستبيان، ومرحلة ما بعد الاستبيان، حيث إن من الصعب عليَّ أن أصف التقدم الذي حدث في أسرتنا بعد تحليل الأجوبة وتطوير علاقاتنا وأنشطتنا على أساسها.... فهل نجرب نحن؟؟
إن الوعي بالحالة الحاضرة شرط مهم لصواب الخطوة الجديدة التي علينا أن نخطوها، إننا إن لم نعرف أين نقف؛ فسوف يكون من العسير علينا أن نحدد: (إلى أين نتجه؟).

وضوح ما ينبغي عمله وكيف يعمل:
حين نهتم بتربية أبنائنا فإننا سنسعى إلى تحسين ثقافتنا التربوية التي نحتاجها في توجيههم والتعامل معهم، وتلك الثقافة هي مرشد لما ينبغي أن نعمله، ومعيار نقّوم من خلاله أساليبنا التربوية المتبعة، وفي اعتقادي، إن نجاح كثير من الآباء والأمهات يعود لأنهم استطاعوا إيصال رسائل محددة وواضحة حول ما يريدونه منهم، وحول العقوبات التي تجرى عليهم عند وقوع الخطأ منهم، ولعلي أتحدث عن شيء من وضوح تلك الرسائل عبر الآتي:
1- حين يريد أحدنا أن يتحدث مع أحد أولاده في موضوع ما، فليخطط له وليتخيل ردة فعل ابنه، وما يمكن أن يقول وكيف سيناقشه وبماذا يرد عليه... وعليه أيضًا أن يختار الوقت المناسب لمفاتحته؛ لأن الحديث المجدي والمثمر مع الأبناء يحتاج إلى استعداد يشبهه استعداد أحدنا لإجراء مكالمة هاتفية مهمة أو مقابلة رسمية، والهدف هو أن نقول ما لدينا بوضوح ودقة، وأن يقع في نفوس أبنائنا الموقع الذي نحبه.
2- حين يقع أحد الأولاد في مشكلة مثل التشاجر مع ابن الجيران مثلا، أو الرسوب في إحدى المواد، أو فقد شيء ذي قيمة عالية؛ فإن الوضوح يكون مطلوبا أيضًا من أجل تجاوز الأزمة، وتكون البداية في جعل الولد يتحدث عما جرى له بكل أريحية وهدوء، وحتى نتأكد أنه يعي ما يقول، ونتأكد من أنه واثق تمامًا مما قاله نعيد عليه ما ذكره: أنت قلت كذا كذا... هل أنت جازم بذلك؟ هل فهمت تمامًا ما نريد؟ وبعد ذلك يقوم الولد والوالد وكل من شارك في الاجتماع بكتابة قائمة بالحلول المقترحة، وبعد ذلك يجري التداول فيها من أجل اختيار أفضلها.
3- من المهم تجنب الرسائل الطويلة والغامضة.
هذا أب يقول لابنه - ابن التاسعة -: أريد منك يا بني أن تكون عطوفًا على إخوتك، ومهذبًا مع والدتك، كما أريد منك أن تكون متفوقًا في دراستك، وحين تجد بعض الوقت؛ فإني أتوقع مساعدتك في عملي في الحديقة.
هذه رسالة طويلة جدًّا وغامضة، فالطفل قد لا يفهم معنى: (عطوفًا)، ولا معنى: (مهذبًا)، اطلب من الطفل في المرة الواحدة شيئًا واحدًا، واشرح له بإسهاب طبيعة ما تطلبه منه؛ حتى تتم الاستجابة ويرغب في التنفيذ بخلاف ما لو سردت عليه قائمة من الأعمال وتطلب منه القيام بها وعلى أكمل وجه، وسيعاقب إذا لم يفعل أو يقوم بالمطلوب كما طُلب فانظر أنت لنفسك وعامل ابنك كما تحب أن تعاملك والدتك ووالدك.


الوضوح في التربية (ج2)
منال المنصور

4. حين يدخل الأولاد في طور المراهقة؛ فإن الخطاب معهم يحتاج إلى حذر، ويصبح الوضوح والتحديد أكثر أهمية؛ لأن المراهقين يعرفون كيف يعثرون على الثغرات في كلامنا حتى لا يذعنوا لما نريد ونطلب منهم، وهذا فتى في الخامسة عشرة يقول لأبيه: سأخرج مع بعض الأصحاب، فيقول له الأب: لا بأس، لكن بشرط ألا تتأخر، فيقول الولد: إن شاء الله، ويعود الفتى الساعة الواحدة ليلا، ويقلق عليه أهله، وحين يُسأل عن سبب تأخره يقول: أنا لم أتأخر، ونحن الآن في إجازة الصيف، وبعض زملائي يعودون لبيوتهم بعد الفجر..!! كان المطلوب من الأب أن يقول لابنه: أسمح لك بالذهاب بشرط أن تعود إلى المنزل قبل الساعة الثامنة، وإذا تأخرت عن هذا الموعد فلن أسمح لك بالذهاب مع أصحابك خلال هذا الشهر، هل هذا واضح؟
5. تتطلب التربية الرشيدة أن يكون في البيت بعض القوانين التي يلتزم بها الجميع مما يتعلق بالنوم، ونظافة المنزل، والهدوء، والمأكل، والمشرب، والخروج من المنزل، والعودة إليه، واستخدام الهاتف والتعامل مع الخدم، وأشياء من هذا القبيل، والمطلوب في تلك القوانين شيئان:
- أن تكون قليلة قدر الإمكان؛ حتى يحفظها الصغار.
- أن تكون واضحة جدًّا حتى يعقلوها، وبعض الأسر تكتب تلك القوانين على لوحات جميلة وتعلقها على جدران المنزل، وهذا شيء جيد جدًّا.
كما أن الغموض في المسئوليات والواجبات كثيرًا ما يؤجج الخلاف بين الأبناء، ومن هنا فإن على الأم حين توزع المسئوليات على أبنائها أن تكون واضحة جدًّا في ذلك مع تحري العدل، واتباع النظام التبادلي، فإذا كان كنس البيت على إحدى بناتها فلا يكون ذلك على نحو دائم، وإنما تقوم بإسناده إلى أختها وتحويل مسئولية الأخت إلى الأخت الأخرى وهكذا... كما ينبغي تحديد وقت لاستخدام الهاتف المنزلي والألعاب المشتركة، إذ في بعض الأحيان يكون الخلاف بين الأبناء في عدم تحديد الوقت لمن يستخدم الهاتف ووقت اللعب... أو في عدم ترتيب المهام وحسن توزيعها.
6. قد يكون من المفيد كتابة بعض العقود مع الأبناء والبنات حول سلوكهم واجتهادهم وعلاقتهم ببعضهم وبالناس من حولهم ، ولا بد من أن يكون العقد واضحًا جدًّا، وأن ينال الرضا التام من الطرفين؛ حتى إذا وقع الطفل في مشكلة أو أخل بما هو مدون في العقد قلنا له: العقد الذي بيننا في هذه القضية ينص على كذا وكذا، وبما أنك لم تلتزم بالاتفاق؛ فإن عليك أن تتقبل الجزاء والعقوبة ومن المستحسن أن يكون العقد على نسختين؛ لتبقى النسخة الثانية بحوزة الابن ويكون على اطلاع دائم بما فيها؛ ولئلا ينسى محتواها.
7. هناك شيء مهم نحتاج إلى الوضوح فيه، وهو أن التربية ليست عبارة عن متابعة مستمرة للصغار، وليست عبارة عن تضييق الدائرة عليهم، وإملاء التعليمات والتوجيهات.... إنها أكثر من ذلك، فطاقة الأبناء على تحمل الضغوط التربوية محدودة، ولهذا فإن من المهم أن نمنح الأولاد مساحة لممارسة الاجتهاد الشخصي والتعثر أحيانًا، وعلينا ألا نظن أن الولد لا يتعلم إلا من خلال إرشادنا وتوجيهنا له، إنه يتعلم على نحو أساسي حين يخوض في التجربة، وكما قال أحد الآباء: إني أشجع ابني على القيام ببعض الرياضات التي تنطوي على شيء من المغامرة والخطورة، لكن لا أغفل عنه، وإنما أقف قريبًا منه، وبيدي الضماد والمسكن، وحين يأتي باكيًا أسعفه، وأطبع على خده قبلة من أجل تخفيف وطأة الفشل.
اسأل وناقش وتابع، ولكن اترك القرار له، واترك مساحة يجرب فيها ما لديه من مواهب وإمكانات، وستجد فعلا أنك ربيت رجلا بمعنى الكلمة.
ما نحب أن يكون عليه أبناؤنا:
يقال: لا أحد يتمنى لأحد أن يكون أفضل منه إلا الأب والأم، فإنهما يتمنيان لأولادهما أن يكونا خيرا منهما، وذلك لأن الأولاد هم جزء من آبائهم وأمهاتهم، ولهذا فإن كل شخص يتمنى أن يكون أبناؤه في القمة في كل أمر مرغوب فيه، لكن الأمنيات وحدها لا تكفي، بل لا بد معها من أن نكون على وعي بالهيئة والوضعية التي نتمنى أن يكون أبناؤنا فيها وعليها؛ حتى نربيهم على الأخلاق والقيم التي تُوصل إليها.
كل الآباء يحبون أن يكون أبناؤهم قمة، لكن الذين يعرفون كيف يوصلون أبناءهم إليها قليل!!! وعلى هذا الصعيد أود أن أشير إلى الأمور التالية:
* إن أهم ما نرجوه لأولادنا أن يكونوا في المستقبل رجالا صالحين، ونساءً صالحات يلتزمون بتعاليم الإسلام نصًّا وروحًا، ويحبون الله ورسوله، ويحملون مشاعر الانتماء لهذه الأمة، وكل ذلك من أجل نجاتهم في الآخرة وفوزهم برضوان الله تعالى، وهذا يحتاج منّا أن نجعل من أنفسنا قدوات لهم في الصلاح والعبادة وحب الخير، وتزداد أهمية هذا المعنى في زماننا هذا حيث تعيد العولمة إعادة ترتيب العالم بطموحاته ومبادئه، فإذا لم تكن أعيننا مفتوحة بشكل جيد؛ فقد نخسر أبناءنا من غير أن نشعر.
* أن نبعث في نفوسهم مسألة الاعتزاز بالذات وتقديرها، أو بعبارة أخرى: أن نربي في شخصياتهم معاني المروءة والشهامة والترفع عن الدنايا، والشعور بكياناتهم وأنها كيانات جديرة ومحترمة، وذات قيمة وقادرة على الإنجاز الكبير والعطاء، وتمتلك المناعة في وجه الشرور والمغريات.
إننا في الأساس لا نريد منهم أن يطلبوا احترام الناس، لكن نريد أن ينظروا لأنفسهم على أنهم أشخاص محترمون، ويكون احترام الناس لهم نتيجة طبيعية لما يملكون من صلاح وكفاءة.
إن احترام النفس هو جوهر الصحة العقلية حقًّا، والافتقار إلى الذات هو أصل كثير من الأمراض الشخصية والاجتماعية، وإذا كنا نريد لأبنائنا أن يحترموا أنفسهم، فلنعاملهم على أنهم أشخاص محترمون فعلا، ولندربهم على طلب معالي الأمور، والترفع عن سفاسفها وعن كل ما لا يليق.


الوضوح في التربية (ج3)
منال المنصور

* لدينا مجموعة من القيم الأساسية التي تشكل عماد الشخصية الممتازة وسأعرضها على هيئة نقاط:

1- أود أن أؤكد على أمر في غاية الأهمية، وهو أن من غير الممكن فرض المبادئ والقيم على أحد، سواء أكان صغيرًا أم كبيرًا.

الأخلاق والقيم يتشربها الأطفال من خلال احتكاكهم بالكبار وإعجابهم بهم، وقد رأيت كثيرًا من الناس يفرضون سلوكيات معينة بالضغط والإكراه، ورأيت تلك الأخلاق والقيم تتهاوى سريعًا لدى أبنائهم عند أول امتحان، ولهذا فإن الإقناع والاقتناع هو الأساس، والضغط يجب أن يتجلّى في التذكير بالقيم الفاضلة بطرق مختلفة، ومع التذكير علينا أن نعترف أن غرس القيم في السلوك ليس بالأمر اليسير، وحبذا لو أننا معاشر الآباء والأمهات وقفنا مواقف غير أبوية نعترف فيها بأننا لما كنا في سنهم وقعنا في أخطاء تخالف مدلول الأخلاق، ولكن كنا نئوب ونتوب ونندم، فهذا يخفف من وطأة الشعور بالذنب، ويقرب المسافة الروحية بيننا وبينهم.

2- الصدق من أهم الأخلاق التي ينبغي أن نكون واضحين في الاهتمام بها، وأقول في البداية: إن أكاذيب الصغار ليست - في الغالب - أكثر من مجرد أمنيات، فهم يعيشون في عالم من الخيال تتحول فيه الأشياء إلى حقيقة، ولهذا فإن الصغار لا يشوهون الحقيقة عمدًا، وذلك لأن فهمهم للصدق وإحساسهم بالفضائل الأخلاقية لم ينضج بعد.

نستطيع أن نرسخ قيمة (الصدق) في عقول الأطفال من خلال طرح الكثير من الأسئلة حول الصدق والكذب، وحول بعض المواقف التي يتجلّى فيها كل منها، ومن تلك الأسئلة:

* لماذا الكذب خطأ؟

* ما الضرر في أن تقوم بالغش في أحد الامتحانات الصفية؟

* ما معنى قولهم: حبل الكذب قصير؟

* لماذا كان الصدق يهدي إلى البر؟ (البر اسم جامع لكل أنواع الخير).

* إذا جمعت نقودًا خلال سنة، وجاء من خدعك وأخذها منك، كيف يكون شعورك؟

* إذا عرض عليك شخص ما مبلغًا كبيرًا من المال كي تفشي سرًّا كنت أقسمت أن تحتفظ به طي الكتمان - مع العلم أنه لن يُضَرَّ أحد من إفشائه - هل تستجيب له؟

حين يصبح الأولاد في سن المراهقة يختلف الأمر، ويصبح تجنب كثير من الأبناء قول الحقيقة أمرًا واضحًا جدًّا؛ لأن براءة الأطفال انتهت.

1- خلق الشجاعة الأدبية أيضًا من الأخلاق المهمة، وهو يعني قول الحق والدفاع عنه، والصراحة في إبداء الملاحظات على ما يجري حول الطفل، وتعني الشجاعة أيضًا: مقاومة ضغوط الرفاق حين يدعونه إلى مشاركتهم في شيء خاطئ، كما تعني الشجاعة كذلك: عدم الاستسلام للصعوبات والشدائد، والاستمرار في محاولة الخلاص منها، والثقة بأن الله - تعالى - سيجعل بعد عسرٍ يسرًا.

حتى نوضح هذا الخلق العظيم للأطفال، وحتى نرسخه في نفوسهم، فإن علينا أن نقص عليهم شيئًا من أخبار الشجعان وحكاياتهم، وشيئًا من تجاربنا الشخصية التي نعتقد أننا وقفنا فيها مواقف شجاعة.

إذا نقدك الطفل فأصغِ إليه، وشجعه على ذلك، وإذا أخطأ في الأسلوب، فدلّه على الأسلوب الصحيح، أكد له أن المغامرة تحتاج إلى شجاعة، وأن حساب الأمور بدقة متناهية يدعو في النهاية إلى التقاعس والجبن.

2- عمل الخير والعطاء ومساعدة الآخرين أخلاق مهمة في زماننا هذا وفي كل زمان، نحن نريد من وراء ترسيخ هذه المعاني في نفوس الأبناء أن نحارب الكبر والأنانية والسلبية والعزلة التي صارت اليوم تشكل أدواء خلقية خطيرة تغزو الناس في كل مكان، لنشرح للأطفال أن الحياة مشاركة وعطاء، وأن خير الناس أنفعهم للناس وأوصلهم للرحم، وأرحمهم بالفقير.

شجع الطفل على مشاركة أبناء الضيوف والجيران في ألعابه وما لديه من حلوى، وشجعه على الانخراط في الألعاب الجماعية، ودرّبه على التبرع للفقراء، فبعض الأسر تخصص صندوقًا للإحسان والصدقة تسهم فيه كل الأسرة، وتحتفل بفتحه كل ثلاثة أشهر، وتخصص جوائز لأكثر المتبرعين، وهذا شيء جميل ورائع.

3- نحن نحتاج إلى الوضوح في مسألة التعامل مع المال، وفي مسألة العلاقة بين الدخل والعمل.

المال مال الله ونحن مؤتمنون عليه، وعلينا أن نتصرف في اكتسابه وإنفاقه وفق مراد الله - تعالى - والمال من وجه آخر من محاور الحياة بل هو عصبها، وحين يفتقده الناس يواجهون مصاعب كثيرة، لكن المال لا يحل كل المشكلات، وصدق من قال: «رجلٌ بلا مال رجلٌ فقير، وأفقر منه: رجلٌ لا يملك سوى المال» أي: لا أمانة، ولا صدق، ولا تقوى، ولا علم، ولا خلق لديه.

إن رجلا يفتقر إلى هذه المعاني هو فعلا أفقر من أي فقير.

إن العلاقة بين كسب المال والعمل الجاد علاقة غامضة في أذهان الأطفال يجب أن نوضحها لهم.

شجع الطفل على الادخار، وعلى توفير مبلغ للطوارئ، وعلينا أن لا نسرف في تقديم المكافآت المالية للأطفال حين يحصلون على درجات عالية، أو عندما يقومون بعمل ممتاز حتى لا يصبح المال رمزًا للحب والتقدير، وحتى لا يزداد تعلقهم به.

سمو الأسرة وارتقاؤها هو المقدمة لسمو المجتمع والأمة، فالخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة تنمو وتتشكل برعاية بعض الأسر النبيلة، ثم تنتشر تدريجيًّا لتصبح جزءا من النسيج الاجتماعي، ولتغيّر ملامح الحياة العامة، وإن المنهج الرباني الأقوم يوفر لنا كل الآداب التي تساعد الأسر على تربية أبنائها تربية سامية ونبيلة.

والحقيقة: إن الأخلاق والأفعال التي ترفع الإنسان ليكون من أصحاب المروءة والسمو الشخصي كثيرة جدًّا، أشير هنا على نحوٍ خاطف إلى بعضها:

* ترك المرء التدخل في الأمور التي لا تعنيه، فلا يسأل شخصًا عن مرتبه، ولا يتدخل في خلاف بين رجل وابنه ولا يحاول استقصاء نعمة هبطت على جار أو قريب... وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (.

* سعة الصدر، وسماحة النفس، وحب الخير تجعل المرء يحب للناس من الخير مثل الذي يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه.

* الكرم في المنازعات والخصومات، فلا يفجر، ولا يحاسب على الحرف والكلمة، ويغض الطرف عن العثرات، ويحتمل أذى الخصم، وسلاطة لسانه.

* الابتعاد عن مواقف الريبة وأماكن الشبهة، صيانة لعرضه من الغيبة، وشكوك الناس.

* إصلاح المال وتثميره حتى لا يحتاج إلى الناس في معيشته وقضاء حاجاته.

* الشوق للأصحاب والأصدقاء والتودد لهم، وغض الطرف عن زلاتهم وهفواتهم.

* استكثار القليل من المعروف الذي يقدم إليه، والاحتفال به، والسعي إلى مكافأة صاحبه، وقد كان سفيان - رحمه الله - يقول: «إني لأريد شرب الماء؛ فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينيها، فكأنما دق ضلعا من أضلاعي، لا أقدر على مكافأته».

* نظافة البدن، وطيب الرائحة، والعناية بالمظهر.

* مراعاة الأعراف والعادات ما لم تخالف الشرع المطهر.

* ألا يفعل المرء في السر ما يستحي منه في العلانية.

* الابتعاد عن الأكل في الطريق، والأماكن العامة.

* الامتناع عن مد الرجلين في المجالس أمام الناس من غير حاجة.

* الإقلال من المزاح، وعدم الإسراف في مباسطة الناس، وقد قال ابن عباس:

«يا بني لا تمازح السفهاء؛ فتسقط كرامتك، ولا اللئام فتذهب مروءتك».

* التطلع إلى معالي الأمور وعلو الهمة في السعي إلى الإنجازات الكبيرة، وقد قال عمر - رضي الله عنه -: «لا تصغرن هممكم؛ فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمة».

* التأدب بآداب الطعام من نحو: عدم الإسراع في الأكل، وعدم إظهار الشره والنهم، والأكل مما يليه، والتسمية.

* المعاونة والمؤازرة والإسعاف والنجدة في الشدائد والمصائب.

* الاستغناء عن الناس، وعدم سؤالهم أي شيء على قدر الإمكان.

وكل هذه خصال وأمور ينبغي على الأسرة التربي عليها وممارستها؛ لينشأ الأبناء وقد عقلوها، وتعلموها، ومارسوها في حياتهم، فتكون جزءًا من سلوكهم وعاداتهم.

المراجع:

· كتاب: (القواعد العشر).
· كتاب: (مسار الأسرة).
· كتاب: (مشكلات الأطفال) لـ. أ.د/ عبد الكريم بكار.


منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول***

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوضوح في التربية (ج 3 & 2 & 1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تربية البنت لابد أن تقوم على عدة محاور :- 1- التربية الدينية 2- التربية الأخلاقية 3- التربية الثقافية 4- الحذر
» التربية تعاطف
» التربية تفاعل ********
» التربية الجنسية للأطفال ... ما هو أسلوبها الصحيح ؟
» الأمهات والأطفال وقضايا التربية السليمة**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المرأة :: تربية الاطفال-
انتقل الى: