ماهو لَهْوَ الْحَدِيثِ؟

حسني المتعافي

****************

لقمان 6-7

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)

الآية واضحة تماما، فهي تتحدث عمَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوا، هل يوجد وضوح وبيان أكثر من هذا؟ وهل يلزم أن نترجم هذه الآية الواضحة إلى اللغة الدارجة أو باستعمال ألفاظ لا ترقى إليها ليفقهها الناس؟ الآية تتحدث عن شخص يتعمد استعمال لهو الحديث ليضل الناس عن سبيل ربهم ويتخذ سبيل الله هزوا، فهذا الشخص كافر بسبيل الله بلا ريب، أما لهو الحديث فهو اصطلاح عام قابل للاتساع؛ فهو يشمل أساطير الأولين والمرويات التي نسبها الناس بالباطل إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وما تتضمنه السير المكتوبة من أباطيل وضعها المنافقون والإسرائيليات والملاحم.....الخ، وكلها تُستعمل بالفعل لِتُضِلَّ الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.

فمَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوا ومن يولي مستكبرا إذا تليت عليه آيات الله هم عبيد المرويات والآثار والسلف الذين يضربون بآيات القرءان عرض الجدار إذا رأوها تمس واحدا ممن اتخذوهم أربابا من دون الله أو تتعارض مع مروية من مروياتهم المقدسة، وهم يريدون إلزام المسلمين كافة بشركهم وضلالهم، ومن المضحك أن هؤلاء الضالين يحسبون أنهم على شيء ويريد كل بوق أجوف منهم أن ينصب من نفسه معلما للبشرية وأن يقنعهم بأن سفاكي الدماء والمفسدين في الأرض هم أرباب مشرعون في الدين وأسوة حسنة للعالمين إلى يوم الدين!!

أما الغناء فهو شيء محايد، ولم يُحرَّم إلا بمروية ظنية منسوبة إلى عبد الله بن عمر، وحكمه حكم الكلام العادي، ولا يجوز تحريم الكلام والقول لأنه توجد أقوال فاحشة أو أقوال كفرية.

أما الاستماع إلى الموسيقى فلا شيء فيه مطلقا، بل هو من وسائل الرقي بالنفس وتزكيتها، هل يجوز أن تسأل أحد الناس عن مشروعية الاستماع إلى الكلام أو إلى أصوات الطيور؟

حسني المتعافي

.............

لا علاقة لما يُسمَّى بالنقاب بالإسلام من قريب أو بعيد، بل هو وسيلة لصد الناس عن سبيل الله تعالى، والهدف من زي النساء هو كما ورد في القرءان: أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ، وليس أن يتنكرن، ولقد كانت النساء في العصر النبوي سافرات الوجوه وكن يزاحمن الرجال في المساجد، إلى أن تم تخصيص باب خاص لهن، ولقد قامت امرأة سعفاء الخدين في المسجد -نعم في المسجد- وجادلت عمر بن الخطاب في موضوع المهور، ولكن الأعراب رفضوا الإسلام النقي وفرضوا عاداتهم وتقاليدهم عليه، ولقد آن الأوان لتطهير الإسلام من إلقاءات الناس والشيطان.