من مقاصد دين الحق إعداد الإنسان الرباني الفائق المفلح The true superhuman الذي يتميز بملكات ذهنية ووجدانية فائقة والمؤهل للعيش السعيد في الدنيا والآخرة والقائم بحقوق الخلافة في الأرض.

حسني المتعافي

..............................

قلنا قديما: من مقاصد دين الحق إعداد الإنسان الرباني الفائق المفلح The true superhuman الذي يتميز بملكات ذهنية ووجدانية فائقة والمؤهل للعيش السعيد في الدنيا والآخرة والقائم بحقوق الخلافة في الأرض.

المقصد من المذاهب السلفية والسنية: إعداد شيء أضل من الأنعام محرم عليه استعمال ملكاته الذهنية، ولا همَّ له إلا عبادة (الصحابة) والسلف والتسبيح بحمدهم والتقديس لهم ويمارس بعض الطقوس الشكلية ويتشبث بالتقاليد البدوية.

ومن المعلوم أن أكثر الأعراب أسلموا بمعنى أذعنوا وانقادوا، ولما يؤمنوا، وهذا يعني أنه كان من المفترض أن يتسلل الإيمان إلى قلوبهم شيئا فشيئا باختلاطهم بالمسلمين الحقيقيين.

أما الطلقاء فأكثرهم أيضًا لما يؤمنوا، بل أسلموا بعد أن تلقوا هزيمة ساحقة واستسلموا استسلاما مهينا ورأوا آلهتهم يتم تحطيمها وإلقاؤها خارج الكعبة، وكان أكثر شيوخهم قد هلكوا في المعارك التي أججوها ضد الرسول والأمة الإسلامية الوليدة فانطوت قلوبهم على رغبة في الثأر، فهؤلاء لم يفلح تأليف القلوب في جعلهم مسلمين حقيقيين، بل استمروا يتربصون بالإسلام والأمة الدوائر.

ومن بعد الرسول فوجئ الناس بأمر واقعٍ جديد، هو أن أكثر المحسوبين على الأمة ليسوا مسلمين حقيقيين، وهؤلاء لم يرتقوا أبدا إلى مستوى الإسلام، بل لكونهم الأكثرية جذبوه إلى حضيضهم وفرضوا عليه عاداتهم وتقاليدهم واساطيرهم، ولما استولى زعيم أهل البغي على الأمة وأعد العدة ليورثها لذريته من بعده بطش بالبقية من الصالحين، واستعان بالقصاص ليشغلوا الناس عن دين الحق وأركانه الكبرى ومقاصده العظمى وأرسى قواعد واحد من أبشع نظم الحكم التي عرفتها البشرية، وحتى بعد أن قضى العباسيون على الأمويين رأوا أن التمسك بسنتهم أمثل لهم فعضوا عليها بالنواجذ بل وزادوا عليهم في البغي والفسوق والعصيان.

ولكن أجيالا من المسلمين نشأت على الإيمان والإسلام، فأفزعهم الواقع المرير البعيد عن مثاليات الإسلام، وصاروا يطمحون إلى أن يروا كل شيء من خلاله، هؤلاء أدركوا بشاعة ما كان عليه أسلافهم ومدى بعدهم عن الإسلام، كان لابد من إنقاذ كرامة السلف المجرم أمام الخلف المتطلع إلى الأفضل، كان من أسلحة ذلك إحداث مصطلح الصحابة ووضع المرويات التي تغالي في تقديسهم وسوء تأويل آيات القرءان الكريم لصالحهم ولحمل الناس على الكف عن النظر في تاريخهم وأخذ العبر منه!