من العمليات الحقيقيه للمخابرات العامه المصريه
=============================
صيد ثمين
استيقظت قرية ( نوسا الغيط ) التابعة لمركز ( أجا ) ،
بمحافظة ( الدقهلية ) كعادتها مع مشرق الشمس ، فى ذلك اليوم فى بداية الأسبوع ،
فى منتصف شهر مارس عام 1996م ، و سرعان ما دب النشاط فى طرقاتها ، و امتلأت شوارعها بالعشرات ، والذين يستعدون لركوب وسائل المواصلات المختلفة ، للحاق بأعمالهم فى مركز ( أجا ) ،
فى مدينة ( المنصورة ) ،
التى تبعد بضعة كيلومترات عن القرية ، فى حين اتجه عشرات آخرون الى حقولهم ، ليحرثوا و يزرعوا تلك الأراضى ، التى ارتوت بعرقهم و عرق آبائهم و أجدادهم ، منذ عشرات السنين ..
و راح الوقت يمضى بسرعة – كالمعتاد – والجميع منهمكون فى أداء أعمالهم فى القرية ، حتى انتصف النهار ..
و فجأة !
و فى الساعة الثانية عشرة ظهراً ،
اقتحمت سيارات الشرطة المحملة بجنود الأمن المركزى القرية ، و أغلقت مداخلها ،
و نزل الجنود منها ينتشرون فى القرية ،
و يحتلون أسطح منازلها ، و أُعلن حظر التجول فيها وسط ذهول و فزع الأهالى ، الذين تساءلوا فى مزيج من الدهشة و الحيرة و الخوف عما يحدث فى قريتهم ، و عن السبب الذى دعا الشرطة لمعاملتها على هذا النحو ..
و على الرغم من الحصار و حظر التجول ، انتشرت فى القرية شائعة تقول
ان رجال الشرطة حاصروا منزلاً بعينه ..
منزل رقيب متطوع سابق فى البحرية المصرية ، ترك الخدمة و أحيل إلى المعاش منذ سنوات عديدة ..
وتساءل أهالى القرية مرة أخرى عن سبب هذا الإجراء ..
و قبل أن تطول تساؤلاتهم ،أو تتجه الى مواضع عديدة ،
ظهرت سيارة كبيرة تقل عدداً من الرجال ،
و برفقتهم ابن القرية صاحب ذلك المنزل المستقل المكون من طابق واحد ، و الذى يحيط به رجال الأمن المركزى .
و اتجهت السيارات الى ذلك المنزل مباشرة ..