حسني المتعافي
.................
فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى
جاء في صحيح البخاري
[ 3228 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم وموسى مرتين
[ 6240 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من عمرو عن طاوس سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج آدم وموسى فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا وقال سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
جاء في صحيح مسلم
13 - (2652) حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي وأحمد بن عبدة الضبي. جميعا عن ابن عيينة (واللفظ لابن حاتم وابن دينار). قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو، عن طاوس، قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتج آدم وموسى. فقال موسى: يا آدم! أنت أبونا. خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى. اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فحج آدم موسى. فحج آدم موسى".
وفي حديث ابن أبي عمر وابن عبدة. قال أحدهما: خط. وقال الآخر: كتب لك التوراة بيده.
14 - (2652) حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "تحاج آدم وموسى. فحج آدم موسى. فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ فقال آدم: أنت الذي أعطاه الله علم كل شئ، واصطفاه على الناس برسالته؟ قال: نعم. قال: فتلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟".
15 - (2652) حدثنا إسحاق بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن يزيد الأنصاري. حدثنا أنس بن عياض. حدثني الحارث بن أبي ذباب عن يزيد (وهو ابن هرمز) وعبدالرحمن الأعرج، قالا: سمعنا أبا هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتج آدم موسى عليهما السلام عند ربهما. فحج آدم موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شئ، وقربك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها: {وعصى آدم ربه فغوى؟} [20 /طه /121]. قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فحج آدم موسى".
المرويات المتعلقة بالجدل بين آدم وبين موسي هي من الإسرائيليات الواضحة، وهي تتضمن إعلاءً لشأن موسى رغم أنها تظهر أن آدم هو الذي حج موسي، والعبارة (وخط لك بيده) تكشف مصدر المروية، ولقد حرص من وضع المروية علي فرض العقيدة الجبرية علي الناس وذلك هو اللغم الخطير فيها، وهذا يتضمن اتهام الحق سبحانه بأنه هو الذي حمل آدم علي المعصية وإلا لما حج آدم موسى (تكررت العبارة ثلاث مرات للتأكيد)، ولقد ندد القرءان بكل وضوح بمن يحملون الله تعالي مسؤولية أخطائهم، فلا يمكن أن يصدر نفس القول من آدم خاصة وأن القرءان قد نص علي أنه هو الذي عصي وأنه أقر واعترف بأنه بذلك ظلم نفسه ولم يظلمه ربه.
ولكن لماذا زعم واضع المروية أن كتابة المعصية على آدم تمت قبل خلقه بأربعين السنة بالتحديد؟ إن هذا يتضمن إخضاع الحق سبحانه لمقتضيات الزمان بينما هو الذي له الإحاطة به.