Mohammed Haffz
.............................
الأخوة الوطنيين اللي مش عاجبهم حوار عماد أديب مع الارهابي الليبي ؛ سواءلأسباب تتعلق بشخص المحاور أو القناة أو حتى مستوى النقاش، معلهش انا عندي كده شوية ملاحظات
1- هل تعتقد إن اللقاء ده بالذات لم يتم تدبيره واخراجه ومونتاجه واختيار القائمين عليه بواسطة رجال العميقة ؟
.
2- حضرتك كنت عايز الحوار يتم إزاي ؟ وإيه الأفكار اللي تنطرح فيه ولم يتناولها البرنامج ؟ ، واللا هو نقد لمجرد النقد ؟
.
3- عماد أديب تم اختياره لهدوءه في الكلام ولاتباعه طريقة التفكير المنهجي ولحرفيته في فن إدارة حوار خطير بالشكل ده.. ليه مثلا لم يتم اختيار شقيقه عمرو اديب لاجراء اللقاء ده..؟ الاجابة ببساطة لأن عمرو شخص شعبوي سطحي التفكير مقارنة بأخيه..بالبلدي كده عمرو خفيف ، لكن عماد أتقل منه بكتير وقارئ ومثقف أكتر منه بكتير
.
4- هل حضرتك فاكر إن اللقاء ده موجه للداخل فقط ؟ متهيألي الاجابة واضحة
.
5- في رأيي المتواضع إن اللقاء ده كان عبارة عن عصف ذهني من النوع التقيل بهدف كشف ضلال أفكار التكفيريين وفضح عوار معتقداتهم بشكل منهجي اكاديمي ومبسط في نفس الوقت ، وبصراحة مفيش حد كان يقدر على إدارة الحوار بالحرفية دي غير عماد اديب ، وده بيفسر ليه تم اختيار عماد لهذه المهمة الصعبة
الهدف الاستراتيجي من اللقاء ده هو تعرية أفكار الارهابيين وكشف الأساس الفكري اللي بيستندوا إليه وإزاي بيعملوا تأصيل شرعي لمنهجهم التكفيري المختل ، وتوضيح سطحية هذا الفكر - رغم خطورته - وتهافت الأساس الفكري المبني عليه ، وكيف يسقط الشخص في براثن هذا الفخ المدمر ، وأيضا كشف أن هذه الفئة من آلات القتل البشرية لا ينفع معها أي مناقشة أو حوار أو احتواء
.
6- على المستوى التنظيمي ، اللقاء مكون من مقدمة وثلاثة اجزاء متكاملة ، وعشان نحكم على اللقاء بشكل موضوعي ، لازم المشاهد يشوف الثلاثة أجزاء ويتعامل معها ككل متكامل ، مش يشوف جزء ويغفل الباقي :
- الجزء الأول كان محاورة الارهابي وجها لوجه ومناقشة أفكاره الضلالية التكفيرية
- الجزء الثاني عرض النظير المضاد له ، وهو لقاء البطل عماد الحايس ، لتوضيح الفرق بين نمطين متعاكسين في التفكير... نمط إرهابي معندوش مشكلة في أنه يقتل أبرياء ويخسر حياته ، ونمط بطل معندوش مشكلة يضحي بحياته ليقينه بأنه بيدافع عن أرواح بريئة ، تطبيقا لمبدأ "بضدها تُعرف الأشياء"
- الجزء الثالث ، وهو الأهم في نظري ،هو الحلقة النقاشية اللي تم فيها استضافة ثلاثة من كبار الباحثين في شأن الجماعات التكفيرية ، منهم واحد هو نفسه كان من أمراء التكفير ومن زعماء تنظيم القاعدة ( نبيل نعيم) وذلك لدحض أفكار الارهابي التكفيري والرد على كل نقطة اتكلم فيها من منظور شرعي وديني سليم ومواجهة الفكر بالفكر ( مقارعة الحجة بالحجة )
وأخيرا هذا اللقاء كان لقصف جبهة يتامى البنا ومراكيبهم وكل من كان يقول إن اللي حصل ده تمثيلية مفبركة..
ويمكن السؤال الوحيد اللي كنت أتمنى إن عماد يسأله للارهابي ، هو سؤاله مباشرة وبوضوح عن رأيه في تنظيم الاخوان وعلاقته بيهم ونظرته لموقفهم الشرعي من وجهة نظره المختلة ، لكن غير كده فاللقاء في مجمله كان مستواه ممتاز فكريا وتنظيميا