Adel Ansary إلى إدارة السكرى .. ما قل و دل
٢٠ ساعة
#الصحة_النفسية
الحلقة 112 .. (كيف ينجو مريض السكري من الاكتئاب؟)
* شعور المريض بإصابته بمرض مزمن يتطلب علاجا مدى الحياة ، بالإضافة لخوفه من مضاعفات داء السكري ؛ عاملان مهمان في زيادة نسبة انتشار الاكتئاب عند مرضى داء السكري .. و لا يُعتبر الاكتئاب مرضا خطيرا أو نادراً ؛ لكنه من أكثر الأمراض النفسية شيوعا .. حيث يشكل ما نسبته 50% منها.
* و يتميزُ الاكتئاب بوجود اضطرابات في مزاج وسلوك وفاعلية المريض ، و تشتمل الأعراض على: الشعور بالحزن واللامبالاة والفتور والنزق وعدم الاستقرار العاطفي والشعور بالإثم، علاوة على اضطرابات النوم والشهية والتركيز ونقص الوزن والتفكير بالانتحار.
* قد يكون الاكتئاب مرضاً مستقلاً بحدِّ ذاته ، و قد يكون ناتجاً عن ، و مرافقاً لأمراض عضوية مزمنة ؛ مثل أمراض القلب والتصلب اللويحي و السرطان و داء السكرى .. الخ.
* يُعاني نحو 20% إلى 30% من مرضى داء السكري من الاكتئاب
* و تزداد هذه النسبة عند وجود مضاعفات لداء السكري عند المريض ، و يحدث عند النساء أكثر من الرجال.
* و جدير بالذكر أن المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض لمريض داء السكري، يزيد من نسبة حدوث الاكتئاب عنده.
* و من ناحية ثانية، تزداد نسبة حدوث السكري عند مرضى الاكتئاب:-
* حيث أظهرت الكثير من الدراسات ، زيادة المقاومة لهرمون الإنسولين عند مرضى الاكتئاب ، سواء أكانوا سكريين أم لا.
* ولربما يعود ذلك إلى زيادة الكورتيزول عند مرضى الاكتئاب، والذي يعتبر بدوره هرمونا رافعاً لسكر الدم، ويزيد من المقاومة للإنسولين.
* إذاً: يزيد الاكتئاب من خطر حدوث السكري، ويزيد السكري من خطر حدوث الاكتئاب (حلقة مفرغة).
* وينبغي التفريق بين الاكتئاب و الأسى الذي يعاني منه معظم مرضى السكري في بدايات تشخيص مرضهم ؛ حيث أن أعراض الأسى (التي تشبه أعراض الاكتئاب) ؛ لا تستمر لأكثر من أسبوعين.
* يؤثر الاكتئاب على عملية إذعان المريض لخطة العلاج الدوائية والتزامه بها، ويؤدي إلى نقص الفاعلية الفيزيائية وعدم الالتزام بالنظام الغذائي، وبالتالي إلى عدم الضبط الجيد لداء السكري.
* هذه التأثيرات الخطيرة للاكتئاب على خطة معالجة وتدبير داء السكري تزيد من تطور مضاعفات السكري، والتي يؤدي حدوثها إلى زيادة شدة الاكتئاب.
* وينبغي على اختصاصيي داء السكري، ألا يعزوا الاكتئاب إلى داء السكري فقط، بل ينبغي عليهم التفكير بوجود الاكتئاب كمرض مستقل إضافي لداء السكري.
* كما ينبغي على الطبيب طلب استشارة نفسية لكل مريض تنطبق عليه معايير تشخيص الاكتئاب، ليتم تقييمه من قبل الطبيب المختص بالأمراض النفسية، لأن تلك المقاربة ستساهم في تحسين التزام المريض بخطة المعالجة السكرية والحصول على الضبط الجيد، علاوة على تحسين ذلك الضبط لحالة الاكتئاب عند المريض في الوقت نفسه.
*و ليس من السهل على مريض السكري تقبل فكرة أنه مريض نفسي أيضا، وبالتالي فإن على الطبيب أن:
* 1- يطمئن المريض إلى أن الاكتئاب مرض شائع، وهو يصيب نسبة كبيرة من البشر من غير السكريين أيضا.
* 2- يبيّن للمريض أن معالجة الاكتئاب، سواء أكانت دوائية أم سلوكية، سوف تحسن من ضبط داء السكري.
* 3- يبين للمريض أن ضبط داء السكري بحد ذاته سينعكس إيجابا على معالجة حالة الاكتئاب.
* 4- وأخيرا، ينبغي أن يكون التعاون ما بين اختصاصي الغدد الصم والسكري واختصاصي الأمراض النفسية وثيقا في معالجة كلا المرضين، وأن يتم تعديل خطة العلاج بين الفينة والأخرى اعتمادا على درجة تحسن الاكتئاب أو عدمه.