أحوال مصر بعد الفتحلم يقسم المسلمون أرض مصر بين الفاتحين ولكن إكتفوا بفرض الضرائب علي المصريين، وتركوها في أيدي الشعب يتعهدها فتثمر. وفي زمن الخلفاء الراشدين مسحت الأراضي، واحتفظت الحكومة بسجلاتها، وأنشأت عدداً كبيراً من الطرق وعنيت بصيانتها، وأقيمت الجسور حول الأنهار لمنع فيضانها [21].
كما أعاد عمرو بن العاص البطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو بن العاص حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين [22].
كما أبطل المسلمون إحدي العادات السيئة التي كانت موجودة قبل الفتح وهي عادة ما تسمي بعروس النيل وهي إلقاء فتاة بكر في النيل في شهر بؤونة حتي يجري ويفيض:
«لما فتحت مصر أتى أهلُها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سُنَّةُ لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك ؟ قالوا: إذا دخلت ثنتا عشرة ليلة من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها، وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في النيل، قال لهم: إن هذا لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤونة، وأبيب، ومسرى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى همَّوا بالجلاء عنها فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر رضي الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر: "إنك قد أصبت لأن الإسلام يهدم ما كان قبله، وكتب بطاقة داخل كتابه وكتب إلى عمرو: "إني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة فإذا فيها: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد: فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك.»[23] فألقى البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة، فقطع الله تلك السُّنَّةَ السُّوء عن أهل مصر إلى اليوم [24].الجدل حول الفتح الإسلامي لمصرالمنتقدون
ما ذكره الطبري والبلاذرى في تاريخهما أنه عندما حان عام الرمادة بالمدينة المنورة طلب عمر بن الخطاب مضاعفة كميات القمح المرسلة للمدينة من خراج مصر أضعافا وقال: "أخرب الله مصر في عمار المدينة وصلاحها، فعالجه عمرو وهو بالقلزم، فكان سعر المدينة كسعر مصر، ولم يزد ذلك مصر إلا رخاء." [25][26].
عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، أراد عثمان أن يكون عمرو بن العاص على الحرب وأن يكون عبد الله بن سعد على الخراج (أي الضرائب والجزية)، فرفض عمرو قائلاً "أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها" مشبهاً بذلك مصر بالبقرة الحلوب التي تدر الخيرات على العرب.[27].
يذكر حنا أسقف نقيوس -يوحنا النقيوسي- الذي عاصر دخول العرب إلى مصر في الفصل (113) احتلال العرب لأتريب ومنوف:
«أن عمرو بن العاص قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول، وقام بأعمال فظيعة عديدة. وحدث الرعب في كل المدن المصرية وأخذ الأهالي في الهرب إلى مدينة الإسكندرية تاركين أملاكهم وأموالهم وحيواناتهم. وانضم إلى الغزاة الكثيرون من سكان مصر الأجانب الذين أتوا من الأقطار المجاورة واعتنقوا دينهم، ودخل الغزاة المدن واستولوا على أموال كل المصريين الذين هربوا". وفي الفصل (121) يقول يوحنا النقيوسي: "ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المدينة بأكملها فكان الأهالي يقدمون أولادهم بدلا من المبالغ الضخمة المطلوبة.»
أما المؤرخ المصري المسلم ابن عبد الحكم فيقول في كتابه فتوح مصر (ص ٨٧):
«إن عمرو قال للقبط: إن من كتمني كنزا عنده (ثروته) فقدرت عليه قتلته. وسمع عمرو أن أحد أهالي الصعيد اسمه بطرس كان عنده كنز، فلما سأله أنكر ولما تبين لعمرو صحة ما سمع أمر بقتله. فبدأ القبط بإخراج (إظهار) ثرواتهم خوفا من القتل.»
وفي نفس الكتاب (ص ١٥٣) يقول ابن عبد الحكم:
«أن بعض الأقباط ذهبوا لعمرو بن العاص طالبين أن يخبرنا ما على أحدنا من الجزية فيصير لها"، فأجاب عمرو: "لو أعطيتني من الأرض إلي السقف ما أخبرتك ما عليك. إنما أنتم خزانة لنا إن كُثّر علينا كثّرنا عليكم وإن خُفف علينا خففنا عليكم".»
المؤيدونفي حين يرى البعض الآخر أن دخول المسلمين مصر كان له إيجابيات عديدة منها:
يذكر الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني في كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها [1]
«أيضا وإن كنا نذكر مظالم العرب الفاتحين فلابد -إنصافا للحقيقة- أن نقول أن هذه المظالم لم تكن عامة أو شاملة خاصة في الفترة الأولي للفتح العربي فقد اكتشف البروفسير جروهمان وثيقتين برديتين يرجع تاريخهما إلى سنة 22 هـ - 642 م، مكتوبتين باليونانية، وملحق بهما نص آخر بالعربية :
الوثيقة الأولى: إيصال حرره على نفسه أحد أمراء الجند يدعى الأمير عبد الله بأنه استلم خمساً وستين نعجة لإطعام الجند الذين معه، وقد حررها الشماس يوحنا مسجل العقود، في اليوم الثلاثين من شهر برمودة من السنة المذكورة أولاً، وقد جاء بظهر الورقة ما يلي : "شهادة بتسليم النعاج للمحاربين ولغيرهم ممن قدموا البلاد وهذا خصماً عن جزية التوقيت الأول".
أما الوثيقة الثانية: فنصها "باسم الله، أنا الأمير عبد الله أكتب إليكم يا أمناء تجار مدينة بسوفتس، وأرجو أن تبيعوا إلى عمر بن أصلع، لفرقة القوطة، علفاً بثلاث دراهم كل واحد منها (بعرورتين) وإلى كل جندي غذاء من ثلاثة أصناف" ويعلق الأستاذ جروهمان على الوثيقتين بقوله : (إن هذه المعاملة إزاء شعب مغلوب، قلما نراها من شعب منتصر))[1].»
ويذكر يوحنا النقيوسي في نفس الكتاب (ص 64) :
«كان البابا بنيامين (البطريرك الـ 38) هارباً من قيرس (المقوقس) البطريرك الملكاني، وبعد الهزيمة التي مني بها الروم ورحيل جيشهم عن مصر، غدا القبط في مأمن من الخوف، وبدأوا يشعرون بالحرية الدينية، ولما علم عمرو باختفاء البابا القبطي بنيامين نتيجة الظروف التي كان يمر بها الأقباط، كتب كتاب أمان للبابا بنيامين يقول فيه: "الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر آمناً مطمئناً ويدبر حال بيعته وسياسة طائفته"..، كما يقال: (أن عمرو وهو في طريق عودته بعد فتح الإسكندرية، خرج للقائه رهبان وادي النطرون، فلما رأى طاعتهم سلمهم كتاب الأمان للبابا، فلم يلبث عهد الأمان أن بلغ بنيامين، إلا وخرج من مخبئه وعاد إلى الإسكندرية ودخلها دخول الناصرين وفرح الناس برجوعه فرحا عظيما بعد أن ظل غائباً ثلاثة عشر عاماً....، -ثم يستطرد الراهب أنطونيوس الأنطوني- كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول عن البطريرك بنيامين "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة قبل الضياع والهلاك"[1]»
ومن فضائل الفتح الإسلامي لمصر على المصريين آنذاك إعادة عمرو بن العاص للبطريرك بنيامين والذي كان فارا من اضطهاد الرومان لكرسي بابويته [2]. كما أعاد عمرو حفر قناة سيزوستريس وعرفت بخليج أمير المؤمنين.
ويقول القس منسي يوحنا في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية [28] (ص 306):
«"وكان جيش العرب في فاتحة هذا القرن، حاملاً لواء الظفر في كل مكان، وظل يخترق الهضاب والبطاح، ويجوب الفيافي والبلاد، حتى وصل إلى حدود مصر تحت قيادة عمرو بن العاص، فدخل مدينة العريش وذلك سنة 639، ومنها وصل إلى بلبيس وفتحها بعد قتال طال أمده نحو شهر، ولما استولى عليها وجد بها (أرمانوسة) بنت المقوقس فلم يمسها بأذى، ولم يتعرض لها بشرِّ، بل أرسلها إلى أبيها في مدينة منف، مكرمة الجانب، معززة الخاطر، فَعَدَّ المقوقس هذه الفعلة جميلاً ومكرمة من عمرو وحسبها حسنة له." - ثم يستطرد منسي قائلاً في (ص 307)- "فجمع المقوقس رجال حكومته، وذهب للتفاوض مع رسل من قِبَل عمرو، فبدأ وفد الروم بالتهديد والوعيد للمسلمين، بقتلهم وإفنائهم وأنه لا بديل أمام المسلمين غير الموت أو الرحيل، فلما بدأ وفد المسلمين، فلم يفعل كوفد أهل الصليب إنما طرح أمامهم ثلاثة بدائل: أولها الإسلام وثانيها الاستسلام مع دفع الجزية لقاء قيام المسلمين بتسيير أمور البلاد، ثم كان الخيار الثالث والأخير وهو الحرب والقتال الذي طرحة جيش الصليبيين الروم المحتلين لمصر كاختيار لا بديل. فاتفق رأيهم على إيثار الاستسلام والجزية، واجتمع عمرو والمقوقس وتقرر الصلح بينهما بوثيقة مفادها: أن يُعطَي الأمان للأقباط، ولمن أراد البقاء بمصر من الروم، على أنفسهم، وأموالهم، وكنائسهم، وفي نظير ذلك يدفع كل قبطي "دينارين" ماعدا: الشيخ، والولد البالغ 13 سنة، والمرأة". - ثم يستطرد منسي قائلاً - "وذكر المؤرخون أنه بعد استتباب السلطان للعرب في مصر، وبينما كان الفاتح العربي يشتغل في تدبير مصالحه بالإسكندرية، سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات، أن أمة جديدة ملكت البلاد، فسار منهم إلى عمرو سبعون آلفاً حفاة الأقدام، بثياب ممزقة، يحمل كل واحد منهم عكاز... تقدموا إليه، وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية، ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه، أجاب عمرو طلبهم، وأظهر ميله نحوهم فازداد هؤلاء ثقة به ومالوا إليه". - ويقول القس منسي - (خصوصاً لما رأوه يفتح لهم الصدور، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد، في وسط (منطقة) الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الإمارة، على حين أنه لم يكن للمسلمين معبد، فكانوا يصلون ويخطبون في الخلاء). - ويستطرد منسي قائلاً في(ص209)- "أنه قَرَّب إليه الأقباط، وردّ إليهم جميع كنائسهم التي اغتصبها الرومان".[28]»
ويذكر ابن عبد الحكم عما وصلت إليه العدل في الدولة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقتص لأحد المصريين من ابن أمير مصر عمرو بن العاص:
«فأتى رجل من أهل مصر كما حدثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال عذت معاذا قال سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول أنا ابن الأكرمين فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ويقدم بابنه معه فقدم فقال عمر أين المصري خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر اضرب ابن الأليمين قال أنس فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ثم قال عمر للمصري ضع على صلعة عمرو فقال يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو مذكم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا قال يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني [29]»
كما يعترض الكاتب جمال بدوي [30] على بعض مكتبه المؤرخ القبطي يوحنا النقيوسي قائلاً انه برغم أهمية يوحنا النقيوسي حيث انه أحد الشهادات القليلة القبطية المعاصرة لهذا الزمن إلا أن كتابته ليست دقيقة حيث:
يظهر اعتماده على الغيبيات أكثر من الحقائق التاريخية. مثل تأثير الشيطان في تصرفات الناس وتأثره بالكتابات التاريخية التي شاعت في العصور الوسطي عن حياة القديسين.
تحيزه الشديد لمذهبه واعتباره الديانة الصحيحة الوحيدة وان كان المترجم الدكتور عمر صابر عبد الجليل الذي اقتبس منه جمال بدوي يقول ان هذه كانت سمة مؤرخي هذا العصر ولكن أدى هذا في رأيه الي تناقض احكام النقيوسي من أحداث الفتح فهو يتحدث تارة عن قسوة المسلمين، ويتحدث عن رحمتهم تارة اخري، كما يكيل لهم الشتائم بدون مناسبة تارة ثالثة.
لم تصلنا النسخة الاصلية لكتاب النقيوسي بل وصلتنا النسخة الوحيدة عن طريق مترجم أثيوبي يصفه الدكتور عمر صابر عبد الجليل بأنه قد عبث بالنص والحقائق التاريخية به بما يعكس تحيزه للمسيحية وهذا كان في ظل صراع في عصر المترجم بين اثيوبيا المسيحية وجيرانها المسلمين.
كما ذكر المؤوخ ألفرد بتلر في كتابه فتح العرب لمصر أنه تم ترجمة نسخة أثيوبية من "ديوان أخبار حنا أسقف نقيوس" إلي لغة أوروبية - وحنا كان يعيش في النصف الثاني من القرن السابع - أن هناك مواضع منه شوهت فيها النسخة المخطوطة تشويها وأن فيه بغض أغلاط وفيه مواضع لا يتفق ما يذكره فيها ما سائر الحوادث [31].
حادثة سرقة رأس مارمرقس ويذكر المؤرخ المسيحي ساويرس بن المقفع في كتابه "سير الأباء البطاركة" أنه عنما احرق عمرو بن العاص بعض كنائس الإسكندرية أثناء دخوله المدينة ومنها كنيسة مارمرقس لم تمس النار رفات مارمرقس البشير - رسول المسيح حسب عقيدة المسيحيين - فدخلها بعض السارقين وسرقوا أغطية الجثة من التابوت الذي يحتوي على جسد مارمرقس حيث فتحوه ظانين أن فيه مالا. ثم اتى قائد سفينة شنودة وبحث بالتابوت فلم يجد غير الرأس فأخذها [32][33]. وجاء بعد ذلك شنوده (وكان أحد الأقباط وقد أستخدمه عمرو بن العاص لإدارة حملته البحرية ضد ليبيا والخمسة مدن الغربية) وأصدر أمره للسفن بالتحرك ولكن مركبا لم يتحرك فأوقف جميع المراكب بما فيها مركب شنودة وفتش المركب وحقق مع الجنود وعرف بأمر رأس القديس مارمرقس فمضى وأخبر كلا من عمرو والبابا بنيامين وكان البابا شاهد في رؤيا أن القديس مرقس يطلب منه أن يبنى كنيسه له وقيل أن عمرو بن العاص أمر أن تبنى الكنيسه على نفقته وأعطاه 10000 دينارا لكى يبنى كنيسه أحتراما للرأس وسميت هذه الكنيسه بالمعلقه وكان موقعها جنوب الإسكندريه بالقرب من المسله الأثريه.
"خرج عمرو في حملته الثانيه 644م-645م متجها إلى بنتابوليس [الخمسة مدن الغربية] عن طريق البحر - عن طريق حمله بحريه قادها سانوتيوس [شنوده] المحب للمسيح. وعندما اوشكت السفن للاقلاع من الاسكندريه فإن السفينه التي عليها شنوده أبت ان تبحر أو تتحرك لان أحد بحارتها قد احضر معه خلسه رأس مرقس البشير (رسول المسيح إلى مصر - حسب عقيدة المسيحيين -) بعد أن حصل عليها من قبره. وكانت رفات مرقس رسول المسيح إلى مصر موضوعا في الشرق من الكنيسه المبنيه على البحر وهو الموضع الذي كان فيه. وبتفتيش السفينه عثر على الرأس وعاد البطريرك إلى الإسكندريه والرأس في حضنه وصنع لها تابوتا صغيرا من الأبنوس وكانت الكنيسه مبنيه على مكان مرتفع فوق أسوار الكنيسه. وصار كل البطاركه الذين يرسمون يضعون الرأس أمامهم أثناء تكريسهم ثم يقدمونها إلى الشعب للتبارك منها أو يقبلونها".[32][34]»
ويذكر البطريرك شنودة الثالث في كتابه مرقس الرسول القديس والشهيد [35](إن أحد البحارة سرق رأس مار مرقس الرسول من كنيسة بوكاليا بالأسكندرية التي كان بها رأس وجسد مرقس الرسول الذي ادخل المسيحية إلي مصر وأبلغ الأنبا بنيامين البطريرك 38 للكرازة المرقسية عمرو بن العاص حاكم مصر في عام 644 م الذي فتش في كل السفن الموجودة بالإسكندرية حتي عثر عليها عمرو بن العاص في إحدي السفن، وتم تسليم رأس مارمرقس الرسول إلي البطريرك ويسلمه كذلك عمرو بن العاص مبلغ عشرة آلاف دينار لعمل كنيسة لرأس مارمرقس الرسول وهذه الكنيسة موجودة حتي الآن باسم المعقلة بالإسكندرية الكائنة بشارع المسلمة واستقر رأس مرقس الرسول بها)
«"عندما عزم عمرو بن العاص على المسير، تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء، ما عدا المركب التي كان يوجد بها الرأس المقدس مخبأ فيها. فإن هذه المركب لم تسطيع مغادرة الميناء إطلاقاً على الرغم من كل محاولات البحارين في بذل جهدهم لإخراجها! عند ذلك علموا أن في الأمر سراً. ويتابع ابن السباع روايته فيقول: فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها، فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبأ. فأخرجوه، فخرجت المركب حالاً لوحدها. ففهم عمرو بن العاص وكل من معه. وللوقت استحضر من كان سبباً في تخبئة هذه الرأس. فاعترف بعد وقت بسرقته، فضربه وأهانه." [35][36].»
هذا ويستشهد الباحث د.نبيل لوقا بباوي بهذا الكتاب للبابا شنودة في إحدى مقالاته بجريدة الأهرام[36] حيث يقول أن السارق كان مسيحي كاثوليكي بالرغم من عدم ذكر هذا الكتاب لكلمة "كاثوليكي".
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع