منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
غزوة المريسيع. >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
غزوة المريسيع. >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 غزوة المريسيع.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

غزوة المريسيع. Empty
مُساهمةموضوع: غزوة المريسيع.   غزوة المريسيع. I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 03, 2011 12:00 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
غزوة المريسيع



غزوة المريسيع

في سنة خمس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان وقدم المدينة لهلال رمضان وغاب شهرا إلا ليلتين .
حدثنا الواقدي قال حدثني محمد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر ، وابن أبي سبرة ومحمد بن صالح وعبد الحميد بن جعفر وابن أبي حبيبة وهشام بن سعد ، ومعمر بن راشد وأبو معشر وخالد بن إلياس وعائذ بن يحيى ، وعمر بن عثمان المخزومي ، وعبد الله بن يزيد بن قسيط وعبد الله بن يزيد الهذلي ، وكل قد حدثني بطائفة وغير هؤلاء قد حدثني قالوا : إن بلمصطلق من خزاعة كانوا ينزلون ناحية الفرع ، وهم حلفاء في بني مدلج وكان رأسهم وسيدهم الحارث بن أبي ضرار ، وكان قد سار في قومه ومن قدر عليه من العرب ، فدعاهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتاعوا خيلا وسلاحا وتهيئوا للمسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وجعلت الركبان تقدم من ناحيتهم فيخبرون بمسيرهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث بريدة بن الحصيب الأسلمي يعلم علم ذلك واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول فأذن له فخرج حتى ورد - ص 405 - عليهم ماءهم فوجد قوما مغرورين قد تألبوا وجمعوا الجموع فقالوا : من الرجل ؟ قال رجل منكم قدمت لما بلغني عن جمعكم لهذا الرجل فأسير في قومي ومن أطاعني فتكون يدنا واحدة حتى نستأصله . قال الحارث بن أبي ضرار : فنحن على ذلك فعجل علينا .
قال بريدة : أركب الآن فآتيكم بجمع كثيف من قومي ومن أطاعني . فسروا بذلك منه ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر القوم فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وأخبرهم خبر عدوهم فأسرع الناس للخروج وقادوا الخيول وهي ثلاثون فرسا ، في المهاجرين منها عشرة وفي الأنصار عشرون ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان وكان علي عليه السلام فارسا ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبيد الله ، والمقداد بن عمرو .
وفي الأنصار سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وأبو عبس بن جبر وقتادة بن النعمان ، وعويم بن ساعدة ومعن بن عدي وسعد بن زيد الأشهلي ، والحارث بن حزمة ومعاذ بن جبل ، وأبو قتادة ، وأبي بن كعب ، والحباب بن المنذر ، وزياد بن لبيد ، وفروة بن عمرو ، ومعاذ بن رفاعة بن رافع .
قالوا : وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قط مثلها ، ليس بهم رغبة في الجهاد إلا أن يصيبوا من عرض الدنيا ، وقرب عليهم السفر .
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك على الحلائق فنزل بها ، فأتي يومئذ برجل من عبد القيس ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم - ص 406 - أين أهلك ؟ قال بالروحاء . قال أين تريد ؟ قال إياك جئت لأومن بك وأشهد أن ما جئت به الحق ، وأقاتل معك عدوك . قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداك للإسلام . قال يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال الصلاة في أول وقتها ، قال فكان الرجل بعد ذلك يصلي حين تزيغ الشمس وحين يدخل وقت العصر وحين تغرب الشمس . لا يؤخر الصلاة إلى الوقت الآخر قال فلما نزل ببقعاء أصاب عينا للمشركين فقالوا له ما وراءك ؟ أين الناس ؟ قال لا علم لي بهم .
فحدثني هشام بن سعد ، عن يعقوب عن زيد بن طلحة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتصدقن أو لأضربن عنقك . قال فأنا رجل من بلمصطلق ، تركت الحارث بن أبي ضرار قد جمع لكم الجموع وتجلب إليه ناس كثير ، وبعثني إليكم لآتيه بخبركم وهل تحركتم من المدينة . فأتى عمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وعرضه عليه فأبى وقال لست بمتبع دينكم حتى أنظر ما يصنع قومي ; إن دخلوا في دينكم كنت كأحدهم وإن ثبتوا على دينهم فأنا رجل منهم . فقال عمر يا رسول الله أضرب عنقه فقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه فذهب الخبر إلى بلمصطلق .
فكانت جويرية بنت الحارث تقول بعد أن أسلمت جاءنا خبره ومقتله ومسير رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فسيء أبي ومن معه وخافوا خوفا شديدا ، وتفرق عنهم من كان قد اجتمع إليهم من أفناء العرب ، فما بقي منهم أحد سواهم .
- ص 407 - ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع وهو الماء فنزله وضرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبة من أدم ومعه من نسائه عائشة وأم سلمة . وقد اجتمعوا على الماء وأعدوا وتهيئوا للقتال فصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر رضي الله عنه وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه ويقال كان مع عمار بن ياسر رضي الله عنه راية المهاجرين .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنادى في الناس قولوا لا إله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم . ففعل عمر رضي الله عنه فأبوا فكان أول من رمى رجل منهم بسهم فرمى المسلمون ساعة بالنبل ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يحملوا ، فحملوا حملة رجل واحد فما أفلت منهم إنسان وقتل عشرة منهم وأسر سائرهم .
وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء والذرية [ وغنمت ] النعم والشاء وما قتل أحد من المسلمين إلا رجل واحد . وكان أبو قتادة يحدث قال حمل لواء المشركين يومئذ صفوان ذو الشقر فلم تكن لي بأهبة حتى شددت عليه وكان الفتح .
وكان شعارهم يا منصور ، أمت أمت وكان ابن عمر يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم . والحديث الأول أثبت عندنا .
وكان هاشم بن ضبابة قد خرج في طلب العدو فرجع في ريح - ص 408 - شديدة وعجاج فتلقى رجلا من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس فظن أنه من المشركين فحمل عليه فقتله فعلم بعد أنه مسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج ديته .
ويقال قتله رجل من بني عمرو ابن عوف ; فقدم أخوه مقيس على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بالدية فقبضها ، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله ثم خرج إلى قريش مرتدا وهو يقول

شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا *** يضرج ثوبيه دماء الأخادع
ثأرت به فهرا وحملت عقله *** سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به وتري وأدركت ثؤرتي *** وكنت إلى الأوثان أول راجع

سمعت عبد الرحمن يقول أنشدنيها أبي . فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه حتى قتله نميلة يوم الفتح
وحدثني سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه عن جدته وهي مولاة جويرية قالت سمعت جويرية بنت الحارث تقول - ص 409 - أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على المريسيع فأسمع أبي يقول أتانا ما لا قبل لنا به . قالت فكنت أرى من الناس والخيل ما لا أصف من الكثرة فلما أن أسلمت وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعنا جعلت أنظر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى ، فعلمت أنه رعب من الله تعالى يلقيه في قلوب المشركين
فكان رجل منهم قد أسلم فحسن إسلامه يقول لقد كنا نرى رجالا بيضا على خيل بلق ما كنا نراهم قبل ولا بعد .
حدثني ابن أبي سبرة عن الحارث بن الفضيل قال حدثني ابن مسعود بن هنيدة عن أبيه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقعاء فقال أين تريد يا مسعود ؟ فقلت : جئت لأن أسلم عليك وقد أعتقني أبو تميم . قال بارك الله عليك ، أين تركت أهلك ؟ قال تركتهم بموضع يعرف بالخذوات والناس صالحون وقد رغب الناس في الإسلام وكثر حولنا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد الذي هداهم ثم قال مسعود يا رسول الله قد رأيتني أمس ولقيت رجلا من عبد القيس فدعوته إلى الإسلام فرغبته فيه فأسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإسلامه على يديك كان خيرا لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت . ثم قال كن معنا حتى نلقى عدونا ، فإني أرجو أن ينفلنا الله أموالهم .
قال فسرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غنمه الله أموالهم وذراريهم فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة من إبل وقطعة من غنم فقلت : يا رسول الله كيف أقدر أن أسوق الإبل ومعي الغنم ؟ اجعلها غنما كلها أو إبلا كلها . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أي ذلك أحب إليك ؟ قلت : تجعلها إبلا . قال أعطه عشرا من الإبل . قال فأعطيتها . فيقال له قارعه من المال أو من الخمس ؟ قال والله ما أدري ، فرجعت إلى أهلي ، فوالله ما زلنا في خير منها إلى يومنا هذا
فحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله - ص 410 - بن أبي جهم قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسرى فكتفوا وجعلوا ناحية واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب . وأمر بما وجد في رحالهم من رثة [ المتاع ] والسلاح فجمع وعمد إلى النعم والشاء فسيق . واستعمل عليهم شقران مولاه وجمع الذرية ناحية واستعمل على المقسم - مقسم الخمس - وسهمان المسلمين محمية بن جزء الزبيدي فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس من جميع المغنم فكان يليه محمية بن جزء الزبيدي
وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، وعبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قالا : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمس المسلمين محمية بن جزء الزبيدي قالا : وكان يجمع الأخماس وكانت الصدقات على حدتها ، وأهل الفيء بمعزل عن الصدقة وأهل الصدقة بمعزل عن الفيء وكان يعطي من الصدقة اليتيم والمسكين والضعيف . فإذا احتلم اليتيم نقل إلى الفيء وأخرج من الصدقة ووجب عليه الجهاد فإن كره الجهاد وأباه لم يعط من الصدقة شيئا ، وخلوا بينه وبين أن يكسب لنفسه .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع سائلا ، فأتاه رجلان يسألانه من الخمس فقال إن شئتما أعطيتكما منه ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب
قالوا : فاقتسم السبي وفرق فصار في أيدي الرجال وقسمت الرثة وقسم النعم والشاء وعدلت الجزور بعشر من الغنم وبيعت الرثة فيمن يريد وأسهم للفرس سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم .
وكانت الإبل ألفي بعير وخمسة آلاف شاة وكان السبي مائتي أهل بيت . فصارت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس وابن عم - ص 411 - له فكاتبها على تسع أواق ذهب .
فحدثني عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن ثوبان ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت كانت جويرية جارية حلوة لا يكاد يراها أحد إلا ذهبت بنفسه فبينا النبي صلى الله عليه وسلم عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها . قالت عائشة : فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت ، فقالت يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه أصابنا من الأمر ما قد علمت ، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وابن عم له فتخلصني من ابن عمه بنخلات له بالمدينة ، فكاتبني ثابت على ما لا طاقة لي به ولا يدان وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوخير من ذلك ؟ فقالت ما هو يا رسول الله ؟ قال أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك . قالت نعم يا رسول الله قد فعلت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت فطلبها منه فقال ثابت هي لك يا رسول الله بأبي وأمي . فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كتابتها ، وأعتقها وتزوجها . وخرج الخبر إلى الناس ورجال بني المصطلق قد اقتسموا وملكوا ووطئ نساؤهم فقالوا : أصهار النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي . قالت عائشة رضي الله عنها : فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها
فحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال - ص 412 - قالت جويرية : رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري ، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سبينا رجوت الرؤيا ، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر ، فحمدت الله عز وجل
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق ، ويقال جعل صداقها عتق أربعين من قومها .
فحدثني ابن أبي سبرة عن عمارة بن غزية قال كان السبي منهم من من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير فداء ومنهم من افتدي وذلك بعد ما صار السبي في أيدي الرجال فافتديت المرأة والذرية بست فرائض . وكانوا قدموا المدينة ببعض السبي فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها . . وهذا الثبت .
فحدثني عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن عمران بن حصين قال قدم الوفد المدينة فافتدوا السبي بعد السهمان .
وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن جدته وهي مولاة جويرية ، كان عالما بحديثهم قالت سمعت جويرية تقول افتداني أبي من ثابت بن قيس بن شماس بما افتدي به امرأة من السبي ثم خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي فأنكحني . قالت وكان اسمها بر فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية ، وكان يكره أن يقال خرج من بيت برة
قال ابن واقد : وأثبت ( من ) هذا عندنا حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى عنها كتابتها وأعتقها وتزوجها
- ص 413 - وحدثني إسحاق بن يحيى ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم لها كما كان يقسم لنسائه وضرب عليها الحجاب
وحدثني الضحاك بن عثمان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن أبي محيريز وأبي ضمرة عن أبي سعيد الخدري ، قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا ، وبنا شهوة النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء فأردنا العزل فقلنا : نعزل . ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسأله عن ذلك فسألناه فقال ما عليكم ألا تفعلوا ، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة
وكان أبو سعيد يقول فقدم علينا وفودهم فافتدوا الذرية والنساء ورجعوا بهن إلى بلادهم وخير من خير منهن أن تقيم عند من صارت في سهمه فأبين إلا الرجوع .
قال الضحاك : فحدثت هذا الحديث أبا النضر فقال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، قال قال رجل من اليهود ، وخرجت بجارية لي أبيعها في السوق فقال لي : يا أبا سعيد لعلك تريد بيعها وفي بطنها منك سخلة قال فقلت كلا ، إني كنت أعزل عنها . فقال تلك الموءودة الصغرى . قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ذلك فقال كذبت اليهود كذبت اليهود - ص 414 -

كتاب المغازي

للواقدي



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

غزوة المريسيع. Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة المريسيع.   غزوة المريسيع. I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 03, 2011 12:02 pm



ذكر ما كان من أمر ابن أبي

قالوا - ص 415 - فبينا المسلمون على ماء المريسيع قد انقطعت الحرب وهو ماء ظنون . إنما يخرج في الدلو نصفه أقبل سنان بن وبر الجهني - وهو حليف في بني سالم - ومعه فتيان من بني سالم يستقون فيجدون على الماء جمعا من العسكر من المهاجرين والأنصار ، وكان جهجا بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فأدلى سنان وأدلى جهجا دلوه وكان جهجا أقرب السقاء إلى سنان بن وبر فالتبست دلو سنان ودلو جهجا ، فخرجت إحدى الدلوين وهي دلو سنان بن وبر . قال سنان فقلت : دلوي . فقال جهجا : والله ما هي إلا دلوي . فتنازعا إلى أن رفع جهجا يده فضرب سنانا فسال الدم فنادى : يا آل خزرج وثارت الرجال . قال سنان وأعجزني جهجا هربا وأعجز أصحابي ، وجعل ينادي في العسكر يا آل قريش يا آل كنانة فأقبلت إليه قريش سراعا . قال سنان فلما رأيت ما رأيت ناديت بالأنصار . قال فأقبلت الأوس والخزرج ، وشهروا السلاح حتى خشيت أن تكون فتنة عظيمة حتى جاءني ناس منالمهاجرين يقولون اترك حقك
[ قال سنان ] : وإذا ضربته لم يضررني شيئا . قال سنان فجعلت لا أستطيع أفتات على حلفائي بالعفو لكلام المهاجرين ، وقومي يأبون أن - ص 416 - أعفو إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أقتص من جهجا . ثم إن المهاجرينكلموا حلفائي ، فكلموا عبادة بن الصامت وناسا من حلفائي ، فكلمني حلفائي فتركت ذلك ولم أرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان ابن أبي جالسا في عشرة من المنافقين ابن أبي ، ومالك وداعس وسويد ، وأوس بن قيظي ومعتب بن قشير ، وزيد بن اللصيت وعبد الله بن نبتل - وفي القوم زيد بن أرقم غلام لم يبلغ أو قد بلغ - فبلغه صياح جهجا : يا آل قريش فغضب ابن أبي غضبا شديدا ، وكان مما ظهر من كلامه وسمع منه أن قال والله ما رأيت كاليوم مذلة والله إن كنت لكارها لوجهي هذا ولكن قومي غلبوني قد فعلوها ، قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا ، وأنكروا منتنا . والله ما صرنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك . والله لقد ظننت أني سأموت قبل أن أسمع هاتفا يهتف بما هتف به جهجا وأنا حاضر لا يكون لذلك مني غير . والله ) لئن رجعنا إلى ( المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضر من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم فنزلوا منازلكم وآسيتموهم في أموالكم حتى استغنوا أما والله لو أمسكتم بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادكم ثم لم يرضوا بما فعلتم حتى جعلتم أنفسكم أغراضا للمنايا ، فقتلتم دونه فأيتمتم - ص 417 - أولادكم وقللتم وكثروا . فقام زيد بن أرقم بهذا الحديث كله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجد عنده نفرا من أصحابه من المهاجرين والأنصار - أبا بكر ، وعثمان ، وسعدا ، ومحمد بن مسلمة وأوس بن خولي وعباد بن بشر - فأخبره الخبر . فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره وتغير وجهه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام لعلك غضبت عليه قال لا والله لقد سمعته منه . قال لعله أخطأ سمعك قال لا يا نبي الله قال لعله شبه عليك قال لا والله لقد سمعته منه يا رسول الله وشاع في العسكر ما قال ابن أبي ، وليس للناس حديث إلا ما قال ابن أبي ، وجعل الرهط من الأنصار يؤنبون الغلام ويقولون عمدت إلى سيد قومك تقول عليه ما لم يقل وقد ظلمت وقطعت الرحم فقال زيد والله لقد سمعت منه قال ووالله ما كان في الخزرج رجل واحد أحب إلي من عبد الله بن أبي ، والله لو سمعت هذه المقالة من أبي لنقلتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأرجو أن ينزل الله تعالى على نبيه حتى يعلموا أنا كاذب أم غيري ، أو يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق قولي . وجعل زيد يقول اللهم أنزل على نبيك ما يصدق حديثي فقال قائل يا رسول الله مر عباد بن بشر فليأتك برأسه . فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المقالة ويقال قال قل لمحمد بن مسلمة يأتك برأسه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه ) لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ( وقام النفر من الأنصار الذين سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ورده على الغلام فجاءوا إلى ابن أبي فأخبروه وقال أوس بن خولي يا أبا الحباب إن كنت قلته - ص 418 - فأخبر النبي يستغفر لك ، ولا تجحده فينزل ما يكذبك . وإن كنت لم تقله فأت رسول الله فاعتذر إليه واحلف لرسول الله ما قلته . فحلف بالله العظيم ما قال من ذلك شيئا . ثم إن ابن أبي أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن أبي ، إن كانت سلفت منك مقالة فتب . فجعل يحلف بالله ما قلت ما قال زيد ولا تكلمت به وكان في قومه شريفا ، فكان يظن أنه قد صدق وكان يظن به سوء الظن .
فحدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن عمر بن الخطاب ، قال لما كان من قول ابن أبي ما كان أسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير وأسرعت معه وكان معي أجير استأجرته يقوم على فرسي ، فاحتبس علي فوقفت له على الطريق أنتظره حتى جاء فلما جاء ورأى ما بي من الغضب أشفق أن أقع به فقال أيها الرجل على رسلك ، فإنه قد كان في الناس أمر من بعدك ، فحدثني بمقالة ابن أبي . قال عمر فأقبلت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فيء شجرة عنده غليم أسيود يغمز ظهره فقلت : يا رسول الله كأنك تشتكي ظهرك . فقال تقحمت بي الناقة الليلة . فقلت : يا رسول الله إيذن لي أن أضرب عنق ابن أبي في مقالته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوكنت فاعلا ؟ قال نعم والذي بعثك بالحق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لأرعدت له آنف بيثرب كثيرة لو أمرتهم بقتله قتلوه . قلت : يا رسول الله فمر محمد بن مسلمة يقتله . قال لا يتحدث الناس أن محمدا قتل أصحابه قال فقلت : فمر الناس بالرحيل . قال نعم . فأذنت بالرحيل في الناس .
- ص 419 - ويقال لم يشعر أهل العسكر إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلع على راحلته القصواء وكانوا في حر شديد وكان لا يروح حتى يبرد إلا أنه لما جاءه خبر ابن أبي رحل في تلك الساعة . فكان أول من لقيه سعد بن عبادة ، فقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام فقال يا رسول الله قد رحلت في ساعة منكرة ما كنت ترحل فيها ويقال لقيه أسيد بن حضير - قال ابن واقد : وهو أثبت عندنا - فقال يا رسول الله خرجت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم يبلغكم ما قال صاحبكم ؟ قال أي صاحب يا رسول الله ؟ قال ابن أبي ، زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل قال فأنت يا رسول الله تخرجه إن شئت ، فهو الأذل وأنت الأعز ، والعزة لله ولك وللمؤمنين . ثم قال يا رسول الله ارفق به فوالله لقد جاء الله بك ، وإن قومه لينظمون له الخرز ما بقيت عليهم إلا خرزة واحدة عند يوشع اليهودي قد أرب بهم فيها لمعرفته بحاجتهم إليها ليتوجوه فجاء الله بك على هذا الحديث فما يرى إلا قد سلبته ملكه .
قال فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير من يومه ذلك وزيد بن أرقم يعارض النبي صلى الله عليه وسلم براحلته يريه وجهه في المسير ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث راحلته فهو مغذ في السير إذ نزل عليه الوحي . قال زيد بن أرقم فما هو إلا أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذه البرحاء ويعرق جبينه وتثقل يدا راحلته حتى ما كاد ينقلها ، عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورجوت أن يكون ينزل - ص 420 - عليه تصديق خبري . قال زيد بن أرقم فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأذني وأنا على راحلتي حتى ارتفعت من مقعدي ويرفعها إلى السماء وهو يقول وفت أذنك يا غلام وصدق الله حديثك ونزل في ابن أبي السورة من أولها إلى آخرها وحده ) إذا جاءك المنافقون ( فحدثني عبيد الله بن الهرير عن أبيه عن رافع بن خديج ، قال سمعت عبادة بن الصامت يقول يومئذ لابن أبي قبل أن ينزل فيه القرآن إيت رسول الله يستغفر لك . قال فرأيته يلوي رأسه معرضا . يقول عبادة أما والله لينزلن في لي رأسك قرآن يصلى به .

وحدثني يونس بن محمد الظفري ، عن أبيه عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال مر عبادة بن الصامت بعبد الله بن أبي عشية راح النبي صلى الله عليه وسلم من المريسيع ، وقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم سورة المنافقون فلم يسلم عليه ثم مر أوس بن خولي فلم يسلم عليه فقال ابن أبي : إن هذا الأمر قد تمالأتما عليه . فرجعا إليه فأنباه وبكتاه بما صنع وبما نزل من القرآن إكذابا لحديثه وجعل أوس بن خولي يقول لا أكذب عنك أبدا حتى أعلم أن قد تركت ما أنت عليه وتبت إلى الله إنا أقبلنا على زيد بن أرقم نلومه ونقول له كذبت على رجل من قومك حتى نزل القرآن بتصديق حديث زيد وإكذاب حديثك . وجعل ابن أبي يقول لا أعود أبدا وبلغ ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي مقالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم مر محمد بن مسلمة يأتك برأسه فجاء إلى النبي - ص 421 - صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن كنت تريد أن تقتل أبي فيما بلغك عنه فمرني ، فوالله لأحملن إليك رأسه قبل أن تقوم من مجلسك هذا . والله لقد علمت الخزرج ما كان فيها رجل أبر بوالد مني ، وما أكل طعاما منذ كذا وكذا من الدهر ولا يشرب شرابا إلا بيدي ، وإني لأخشى يا رسول الله أن تأمر غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله فأدخل النار وعفوك أفضل ومنك أعظم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله ما أردت قتله وما أمرت به ولنحسنن صحبته ما كان بين أظهرنا . فقال عبد الله يا رسول الله إن أبي كانت هذه البحرة قد اتسقوا عليه ليتوجوه عليهم فجاء الله بك ، فوضعه الله ورفعنا بك ، ومعه قوم يطيفون به ويذكرون أمورا قد غلب الله عليها . قال فلما انصرف من عند النبي صلى الله عليه وسلم وعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تركه ولم يأمره بقتله قال - ص 422 -
ألاإنما الدنيا حوادث تنتظر*** ومن أعجب الأحداث ما قاله عمر
يشير على من عنده الوحي هكذا *** ولم يستشره بالتي تحلق الشعر
ولو كان للخطاب ذنب كذنبه *** فقلت له ما قال في والدي كشر

غداة يقول ابعث إليه محمدا *** ليقتله بئس لعمرك ما أمر
فقلت رسول الله إن كنت فاعلا *** كفيتك عبد الله لمحك بالبصر
تساعدني كف ونفس سخية *** وقلب على البلوى أشد منالحجر

وفي ذاك ما فيه والأخرى غضاضة *** وفي العين مني نحو صاحبها عور
فقال ألا لا يقتل المرء طائعا *** أباه وقد كادت تطير بها مضر



أنشدنيها إسماعيل بن مصعب بن إسماعيل بن زيد بن ثابت ، قال أخذتها في الكتاب . وإبراهيم بن جعفر بن محمود عن محمد بن مسلمة . فحدثني عبيد الله بن الهرير عن أبيه عن رافع بن خديج ، قال لما رحنا من المريسيع قبل الزوال كان الجهد بنا يومنا وليلتنا ، ما أناخ منا رجل إلا لحاجته أو لصلاة يصليها . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث راحلته ويخلف بالسوط في مراقها حتى أصبحنا ، ومددنا يومنا حتى انتصف النهار أو كرب ولقد راح الناس وهم يتحدثون بمقالة ابن أبي وما كان منه فما هو إلا أن أخذهم السهر والتعب بالمسير فما نزلوا حتى ما يسمع لقول ابن أبي في أفواههم - يعني ذكرا . وإنما أسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ليدعوا حديث ابن أبي ، فلما نزلوا وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما . ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس مبردا ، فنزل من الغد ماء يقال له بقعاء فوق النقيع ، وسرح الناس ظهرهم فأخذتهم ريح شديدة حتى أشفق الناس منها ، وسألوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخافوا أن يكون عيينة بن حصن خالف إلى المدينة ، وقالوا : لم تهج هذه الريح إلا من حدث وإنما بالمدينةالذراري والصبيان . وكانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عيينة مدة فكان ذلك حين انقضائها فدخلهم أشد الخوف فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عليكم بأس منها ، ما بالمدينة من نقب إلا عليه ملك يحرسه وما كان ليدخلها عدو حتى تأتوها ; ولكنه مات اليوم - ص 423 - منافق عظيم النفاقبالمدينة ، فلذلك عصفت الريح . وكان موته للمنافقين غيظا شديدا ، وهو زيد بن رفاعة بن التابوت مات ذلك اليوم .
فحدثني خارجة بن الحارث عن عباس بن سهل عن جابر بن عبد الله ، قال كانت الريح يومئذ أشد ما كانت قط إلى أن زالت الشمس ثم سكنت آخر النهار . قال جابر فسألت حين قدمت قبل أن أدخل بيتي : من مات ؟ فقال زيد بن رفاعة بن التابوت . وذكر أهل المدينة أنهم وجدوا مثل ذلك من شدة الريح حتى دفن عدو الله فسكنت الريح .
وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال قال عبادة بن الصامت يومئذ لابن أبي أبا حباب مات خليلك قال أي أخلائي ؟ قال من موته فتح للإسلام وأهله . قال من ؟ قال زيد بن رفاعة بن التابوت . قال يا ويلاه ، كان والله وكان فجعل يذكر فقلت : اعتصمت بالذنب الأبتر . قال من أخبرك يا أبا الوليد بموته ؟ قلت : رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الساعة أنه مات هذه الساعة . قال فأسقط في يديه وانصرف كئيبا حزينا . قالوا : وسكنت الريح آخر النهار فجمع الناس ظهورهم .
فحدثني عبد الحميد بن جعفر عن ابن رومان ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قالا : وفقدت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء من بين الإبل فجعل المسلمون يطلبونها في كل وجه فقال زيد بن اللصيت - وكان منافقا وهو في رفقة قوم من الأنصار ، منهم عباد بن بشر بن وقش ، وسلمة بن سلامة بن وقش وأسيد بن حضير - فقال أين يذهب هؤلاء في كل وجه ؟ قالوا : يطلبون ناقة رسول الله - ص 424 - قد ضلت . قال أفلا يخبره الله بمكان ناقته ؟ فأنكر القوم ذلك عليه فقالوا : قاتلك الله يا عدو الله نافقت ثم أقبل عليه أسيد بن حضير فقال والله لولا أني لا أدري ما يوافق رسول الله من ذلك لأنفذت خصيتك بالرمح يا عدو الله فلم خرجت معنا وهذا في نفسك ؟ قال خرجت لأطلب من عرض الدنيا ، ولعمري إن محمدا ليخبرنا بأعظم من شأن الناقة يخبرنا عن أمر السماء . فوقعوا به جميعا وقالوا : والله لا يكون منك سبيل أبدا ولا يظلنا وإياك ظل أبدا ، ولو علمنا ما في نفسك ما صحبتنا ساعة من نهار . ثم وثب هاربا منهزما منهم أن يقعوا به ونبذوا متاعه فعمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس معه فرارا من أصحابه متعوذا به . وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما قال من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافق يسمع إن رجلا من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله وقال ألا يخبره الله بمكانها ؟ فلعمري إن محمدا ليخبرنا بأعظم من شأن الناقة ولا يعلم الغيب إلا الله وإن الله تعالى قد أخبرني بمكانها ، وإنها في هذاالشعب مقابلكم قد تعلق زمامها بشجرة فاعمدوا عمدها . فذهبوا فأتوا بها من حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر المنافق إليها قام سريعا إلى رفقائه الذين كانوا معه . فإذا رحله منبوذ وإذا هم جلوس لم يقم رجل من مجلسه . فقالوا له حين دنا : لا تدن منا قال أكلمكم فدنا فقال أذكركم بالله . هل أتى أحد منكم محمدا فأخبره بالذي قلت ؟ قالوا : لا والله ولا قمنا من مجلسنا هذا . قال فإني قد وجدت عند القوم ما تكلمت به . وتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ص 425 - وإنه قد أتي بناقته وإني قد كنت في شك من شأن محمد فأشهد أنه رسول الله والله لكأني لم أسلم إلا اليوم . قالوا له فاذهب إلى رسول الله يستغفر لك . فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر له واعترف بذنبه . ويقال إنه لم يزل فسلا حتى مات وصنع مثل هذا في غزوة تبوك .
وحدثني ابن أبي سبرة عن شعيب بن شداد قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنقيع منصرفه من المريسيع ورأى سعة وكلأ وغدرا كثيرة تتناخس وخبر بمراءته وبراءته فسأل عن الماء فقيل يا رسول الله إذا صفنا قلت المياه وذهبت الغدر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة أن يحفر بئرا ، وأمر بالنقيع أن يحمى ، واستعمل عليه بلال بن الحارث المزني ، فقال بلال يا رسول الله وكم أحمي منه ؟ قال أقم رجلا صيتا إذا طلع الفجر على هذا الجبل - يعني مقملا - فحيث انتهى صوته فاحمه لخيل المسلمين وإبلهم التي يغزون عليها . قال بلال يا رسول الله أفرأيت ما كان من سوائم المسلمين ؟ فقال لا يدخلها . قلت : يا رسول الله أرأيت المرأة والرجل الضعيف تكون له الماشية اليسيرة وهو يضعف عن التحول ؟ قال دعه يرعى . فلما كان زمان أبي بكر رضي الله عنه حماه على ما كان رسول - ص 426 - الله صلى الله عليه وسلم حماه ، ثم كان عمر فكثرت به الخيل وكان عثمان فحماه أيضا . وسبق النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بين الخيل وبين الإبل فسبقت القصواء الإبل وسبق فرسه - وكان معه فرسان لزاز وآخر يقال له الظرب - فسبق يومئذ على الظرب وكان الذي سبق عليه أبو أسيد الساعدي والذي سبق على ناقته بلال .

كتاب المغازي

للواقدي



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

غزوة المريسيع. Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة المريسيع.   غزوة المريسيع. I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 03, 2011 12:04 pm


ذكر عائشة رضي الله عنها وأصحاب الإفك

حدثني يعقوب بن يحيى بن عباد عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال قلت لعائشة رضي الله عنها : حدثينا يا أمه حديثك في غزوة المريسيع . قالت يا ابن أخي ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج في سفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، وكان يحب ألا أفارقه في سفر ولا حضر . فلما أراد غزوة المريسيع أقرع بيننا فخرج سهمي وسهم أم سلمة فخرجنا معه فغنمه الله أموالهم وأنفسهم ثم انصرفنا راجعين . فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ليس معه ماء ولم ينزل على ماء . وقد سقط عقد لي من عنقي ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بالناس حتى أصبحوا ; وضج الناس وتكلموا وقالوا : احتبستنا عائشة . وأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى إلى ما صنعت عائشة ؟ حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . فضاق بذلك أبو بكر رضي الله عنه فجاءني مغيظا فقال ألا ترين ما صنعت بالناس ؟ حبست رسول - ص 427 - الله صلى الله عليه وسلم والناس على غير ماء وليس معهم ماء . قالت عائشة فعاتبني عتابا شديدا وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه على فخذي وهو نائم . فقال أسيد بن حضير والله إني لأرجو أن تنزل لنا رخصة ونزلت آية التيمم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من قبلكم لا يصلون إلا في بيعهم وكنائسهم وجعلت لي الأرض طهورا حيثما أدركتني الصلاة فقال أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر . قالت وكان أسيد رجلا صالحا في بيت من الأوس عظيم . ثم إنا سرنا مع العسكر حتى إذا نزلنا موضعا دمثا طيبا ذا أراك قال يا عائشة هل لك في السباق ؟ قلت : نعم . فتحزمت بثيابي وفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استبقنا فسبقني ، فقال هذه بتلك السبقة التي كنت سبقتيني . وكان جاء إلى منزل أبي ومعي شيء فقال هلميه فأبيت فسعيت وسعى على أثري فسبقته . وكانت هذه الغزوة بعد أن ضرب الحجاب .
قالت وكان النساء إذ ذاك إلى الخفة هن إنما يأكلن العلق من الطعام لم يهيجن باللحم فيثقلن . وكان اللذان يرحلان بعيري رجلين أحدهما مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له أبو موهبة وكان رجلا صالحا ، وكان الذي يقود بي البعير .
وإنما كنت أقعد في الهودج فيأتي فيحمل الهودج فيضعه على البعير ثم يشده بالحبال ويبعث بالبعير ويأخذ بزمام البعير فيقود بي البعير .
- ص 428 - وكانت أم سلمة يقاد بها هكذا ، فكنا نكون حاشية من الناس يذب عنا من يدنو منا ، فربما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبي وربما سار إلى جنب أم سلمة . قالت فلما دنونا من المدينة نزلنا منزلا فبات به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الليل ثم ادلج وأذن للناس بالرحيل فارتحل العسكر . وذهبت لحاجتي فمشيت حتى جاوزت العسكر وفي عنقي عقد لي من جزع ظفار ، وكانت أمي أدخلتني فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قضيت حاجتي انسل من عنقي فلا أدري به فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده وإذا العسكر قد نغضوا إلا عيرات وكنت أظن أني لو أقمت شهرا لم يبعث بعيري حتى أكون في هودجي ، فرجعت في التماسه فوجدته في المكان الذي ظننت أنه فيه فحبسني ابتغاؤه وأتى الرجلان خلافي ، فرحلوا البعير وحملوا الهودج وهم يظنون أني فيه فوضعوه على البعير ولا يشكون أني فيه - وكنت قبل لا أتكلم إذ أكون عليه فلم ينكروا شيئا - وبعثوا البعير فقادوا بالزمام وانطلقوا ، فرجعت إلى العسكر وليس فيه داع ولا مجيب ولا أسمع صوتا ولا زجرا . قالت فألتفع بثوبي واضطجعت وعلمت أني إن افتقدت رجع إلي . قالت فوالله إني لمضطجعة في منزلي ، قد غلبتني عيني فنمت . وكان صفوان بن معطل السلمي ثم الذكواني على ساقة الناس من ورائهم فادلج فأصبح عند منزلي في عماية الصبح فيرى سواد إنسان فأتاني ، وكان يراني قبل أن ينزل الحجاب وأنا متلفعة فأثبتني فاستيقظت باسترجاعه حين - ص 429 - عرفني . فخمرت وجهي بملحفتي ، فوالله إن كلمني كلمة غير أني سمعت استرجاعه حين أناخ بعيره . ثم وطئ على يده موليا عني ، فركبت على رحله وانطلق يقود بي حتى جئنا العسكر شد الضحا ، فارتعج العسكر وقال أصحاب الإفك الذي قالوا - وتولى كبره عبد الله بن أبي - ولا أشعر من ذلك بشيء والناس يخوضون في قول أصحاب الإفك . ثم قدمنا فلم أنشب أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى ذلك إلى أبوي وأبواي لا يذكران لي من ذلك شيئا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لطفه بي ورحمته فلا أعرف منه اللطف الذي كنت أعرف حين اشتكيت ، إنما يدخل فيسلم فيقول كيف تيكم ؟ فكنت إذا اشتكيت لطف بي ورحمني وجلس عندي . وكنا قوما عربا لا نعرف الوضوء في البيوت نعافها ونقذرها ، وكنا نخرج إلى المناصع بين المغرب والعشاء لحاجتنا . فذهبت ليلة ومعي أم مسطح ملتفعة في مرطها ، فتعلقت به فقالت تعس مسطح فقلت : بئس لعمر الله ما قلت ، تقولين هذا لرجل من أهل بدر ؟ فقالت لي مجيبة ما تدرين وقد سال بك السيل . قلت : ماذا تقولين ؟ فأخبرتني قول أصحاب الإفك فقلص ذلك مني ، وما قدرت على أن أذهب لحاجتي ، وزادني مرضا على مرضي ، فما زلت أبكي ليلي ويومي . قالت ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقلت : ائذن لي أذهب إلى أبوي وأنا أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما . فأذن لي فأتيت أبوي فقلت لأمي : يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به وذكروا ما ذكروا ولا تذكرين لي من ذلك شيئا فقالت يا بنية خفضي عليك الشأن فوالله ما كانت جارية حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها القالة - ص 430 - وكثر الناس عليها . فقلت : سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا كله ؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم .

قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة فاستشارهما في فراق أهله .
قالت وكان أحد الرجلين ألين قولا من الآخر . قال أسامة يا رسول الله هذا الباطل والكذب ولا نعلم إلا خيرا ، وإن بريرة تصدقك . وقال علي عليه السلام لم يضيق الله عليك ، النساء كثير وقد أحل الله لك وأطاب فطلقها وانكح غيرها . قالت فانصرفا ، وخلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببريرة فقال يا بريرة ، أي امرأة تعلمين عائشة ؟ قالت هي أطيب من طيب الذهب والله ما أعلم عليها إلا خيرا ، والله يا رسول الله لئن كانت على غير ذلك ليخبرنك الله عز وجل بذلك إلا أنها جارية ترقد عن العجين حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها ، وقد لمتها في ذلك غير مرة . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ولم تكن امرأة تضاهي عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها . قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد كنت أخاف عليها أن تهلك للغيرة علي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا زينب ماذا علمت على عائشة ؟ قالت يا رسول الله حاشى سمعي وبصري ، ما علمت عليها إلا خيرا . والله ما أكلمها وإني لمهاجرتها ، وما كنت أقول إلا الحق . قالت عائشة رضي الله عنها : أما زينب فعصمها الله وأما غيرها فهلك مع من هلك . ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن فقالت حاشى سمعي - ص 431 - وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا . ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي ؟ ويقولون لرجل والله ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا ، وما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي ، ويقولون عليه غير الحق . فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن يك من الأوس آتك برأسه وإن يك من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك نمضي لك . فقام سعد بن عبادة - وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن الغضب بلغ منه وعلى ذلك ما غمص عليه في نفاق ولا غير ذلك إلا أن الغضب يبلغ من أهله - فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله . والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنه من الخزرج ، ولو كان من الأوس ما قلت ذلك ولكنك تأخذنا بالذحول كانت بيننا وبينك في الجاهلية وقد محا الله ذلك فقال أسيد بن حضير كذبت والله لنقتلنه وأنفك راغم فإنك منافق تجادل عن المنافقين والله لو نعلم ما يهوى رسول الله من ذلك في رهطي الأدنين ما رام رسول الله مكانه حتى آتيه برأسه ولكني لا أدري ما يهوى رسول الله قال سعد بن عبادة : تأبون يا آل أوس إلا أن تأخذونا بذحول كانت في الجاهلية . والله ما لكم بذكرها حاجة وإنكم لتعرفون لمن الغلبة فيها ، وقد محا الله بالإسلام ذلك كله . فقام أسيد بن حضير فقال قد رأيت موطننا يومبعاث ثم تغالظوا ، وغضب سعد بن عبادة فنادى : يا آل خزرج فانحازت الخزرج - ص 432 - كلها إلى سعد بن عبادة . ونادى سعد بن معاذ : يا آل أوس فانحازت الأوس كلها إلى سعد بن معاذ .
وخرج الحارث بن حزمة مغيرا حتى أتى بالسيف يقول أضرب به رأس النفاق وكهفه . فلقيه أسيد بن حضير وهو في رهطه وقال ارم به يحمل السلاح من غير أمر رسول الله لو علمنا أن لرسول الله في هذا هوى أو طاعة ما سبقتنا إليه . فرجع الحارث واصطفت الأوس والخزرج ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحيين جميعا أن اسكتوا ، ونزل عن المنبر فهدأهم وخفضهم حتى انصرفوا .
قالت عائشة رضي الله عنها : وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي فجلس عندي ، وقد مكث شهرا قبل ذلك لا يوحى إليه في شأني . قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة ، فإنه بلغني كذا وكذا ، فإن كنت بريئة يبرئك الله وإن كنت ألممت بشيء مما يقول الناس فاستغفري الله عز وجل فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه . قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ذهب دمعي حتى ما أجد منه شيئا ، وقلت لأبي : أجب رسول الله . فقال والله ما أدري ما أقول وما أجيب به عنك . قالت فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله . فقالت والله ما أدري ما أجيب عنك لرسول الله . وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن . قالت فقلت : إني والله قد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث فوقع في أنفسكم فصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ، ولئن اعترفت لكم بأمر يعلم الله أني منه بريئة لتصدقوني . وإني - ص 433 - والله ما أجد لي مثلا إلا أبا يوسف إذ يقول ) بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ( والله ما يحضرني ذكر يعقوب وما أهتدي من الغيظ الذي أنا فيه . ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وقلت : والله يعلم أني بريئة وأنا بالله واثقة أن يبرئني الله ببراءتي . فقال أبو بكر رضي الله عنه فما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر . والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد الله ولا ندع له شيئا ، فيقال لنا في الإسلام قالت وأقبل علي أبي مغضبا . قالت فاستعبرت فقلت في نفسي والله لا أتوب إلى الله مما ذكرتم أبدا ، وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل في قرآن يقرؤه الناس في صلاتهم ولكن قد كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئا يكذبهم الله عني به لما يعلم من براءتي ، أو يخبر خبرا ، فأما قرآن فلا والله ما ظننته قالت فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى يغشاه من أمر الله ما كان يغشاه . قالت فسجي بثوبه وجمعت وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت ما رأيت فوالله لقد فرحت به وعلمت أني بريئة وأن الله تعالى غير ظالم لي . قالت وأما أبواي فوالذي نفسي بيده ما سري عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا أن يأتي أمر من الله تحقيق ما قال الناس . ثم كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وهو يضحك وإنه ليتحدر منه مثل الجمان وهو يمسح جبينه فكانت أول كلمة قالها - ص 434 - يا عائشة ، إن الله قد أنزل براءتك . قالت وسري عن أبوي وقالت أمي : قومي إلى رسول الله . فقلت : والله لا أقوم إلا بحمد الله لا بحمدك . فأنزل الله هذه الآية ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه ) الآية . قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس مسرورا ، فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم تلا عليهم بما نزل عليه في براءة عائشة . قالت فضربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ، وكان مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت . قال أبو عبد الله ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضربهم - وهو أثبت عندنا .
وكان سعيد بن جبير يقول في هذه الآية من رمى محصنة لعنه الله في الدنيا والآخرة . فقال إنما ذاك لأم المؤمنين خاصة .
فحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أفلح مولى أبي أيوب أن أم أيوب قالت لأبي أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال بلى ، وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ فقالت لا والله . قال فعائشة والله خير منك . فلما نزل القرآن وذكر أهل الإفك قال الله تعالى : ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) يعني أبا أيوب حين قال لأم أيوب ويقال إنما قالها أبي بن كعب .
فحدثني خارجة بن عبد الله بن سليمان عن إبراهيم بن يحيى ، عن أم سعد بنت سعد بن ربيع قالت قالت أم الطفيل لأبي بن كعب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال أي ذلك ؟ قالت ما يقولون . - ص 435 - قال هو والله الكذب أوكنت تفعلين ذلك ؟ قالت أعوذ بالله . قال فهي والله خير منك . قالت وأنا أشهد فنزلت هذه الآية .
قالوا : ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما ، ثم أخذ بيد سعد بن معاذ في نفر فخرج يقود به حتى دخل به على سعد بن عبادة ومن معه فتحدثا عنده ساعة وقرب سعد بن عبادة طعاما ، فأصاب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعد بن معاذ ومن معه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكث أياما ، ثم أخذ بيد سعد بن عبادة ، ونفر معه فانطلق به حتى دخل منزل سعد بن معاذ ، فتحدثا ساعة وقرب سعد بن معاذ طعاما ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعد بن عبادة ومن معهم ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يذهب ما كان في أنفسهم من ذلك القول الذي تقاولا .
فحدثني معمر عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس ، عن عمار بن ياسر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين احتبس على قلادة عائشة رضي الله عنها بذات الجيش فلما طلع الفجر أو كاد نزلت آية التيمم فمسحنا الأرض بالأيدي ثم مسحنا الأيدي إلى المناكب ظهرا وبطنا ، وكان يجمع بين الصلاتين في سفره .
فحدثني عبد الحميد بن جعفر عن ابن رومان ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر ، وعبد الله بن يزيد بن قسيط عن أمه فكل قد حدثني من هذا الحديث بطائفة وعماد الحديث عن ابن رومان وعاصم وغيرهم قالوا : لما قال ابن أبي ما قال وذكر جعيل بن سراقة وجهجا ، وكانا من فقراء المهاجرين قال ومثل هذين يكثر على قومي ، وقد - ص 436 - أنزلنا محمدا في دور كنانة وعزها والله لقد كان جعيل يرضى أن يسكت فلا يتكلم فصار اليوم يتكلم . وقول ابن أبي أيضا في صفوان بن معطل وما رماه به فقال حسان بن ثابت :

أمسى الجلابيب قد راعوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد

فلما قدموا المدينة جاء صفوان إلى جعيل بن سراقة فقال انطلق بنا ، نضرب حسان فوالله ما أراد غيرك وغيري ، ولنحن أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه . فأبي جعيل أن يذهب فقال له لا أفعل إلا أن يأمرني رسول الله ولا تفعل أنت حتى تؤامر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك . فأبى صفوان عليه فخرج مصلتا السيف حتى ضرب حسان بن ثابت في نادي قومه فوثبت الأنصار إليه فأوثقوه رباطا - وكان الذي ولي ذلك منه ثابت بن قيس بن شماس - وأسروه أسرا قبيحا . فمر بهم عمارة بن حزم فقال ما تصنعون ؟ أمن أمر رسول الله ورضائه أم من أمر فعلتموه ؟ قالوا : ما علم به رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال لقد اجترأت ، خل عنه ثم جاء به وبثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوقهم فأراد ثابت أن ينصرف فأبى عمارة حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حسان يا رسول الله شهر علي السيف في نادي قومي ، ثم ضربني لأن أموت ولا أراني إلا ميتا من جراحتي . فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفوان فقال ولم ضربته وحملت السلاح عليه ؟ وتغيظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله آذاني وهجاني وسفه علي وحسدني على الإسلام . ثم أقبل على حسان فقال أسفهت على قوم أسلموا ؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احبسوا صفوان فإن مات حسان فاقتلوه به
- ص 437 - فخرجوا بصفوان فبلغ سعد بن عبادة ما صنع صفوان فخرج في قومه من الخزرج حتى أتاهم فقال عمدتم إلى رجل من أصحاب رسول الله تؤذونه وتهجونه بالشعر وتشتمونه فغضب لما قيل له ثم أسرتموه أقبح الإسار ورسول الله بين أظهركم قالوا : فإن رسول الله أمرنا بحبسه وقال إن مات صاحبكم فاقتلوه . قال سعد والله إن أحب إلى رسول الله للعفو ولكن رسول الله قد قضى بينكم بالحق وإن رسول الله يعني ليحب أن يترك صفوان . والله لا أبرح حتى يطلق فقال حسان ما كان لي من حق فهو لك يا أبا ثابت . وأبى قومه فغضب قيس ابنه غضبا شديدا فقال عجبا لكم ما رأيت كاليوم إن حسان قد ترك حقه وتأبون أنتم ما ظننت أن أحدا من الخزرج يرد أبا ثابت في أمر يهواه . فاستحيا القوم وأطلقوه من الوثاق فذهب به سعد إلى بيته فكساه حلة ثم خرج صفوان حتى دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صفوان ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال من كساه ؟ قالوا : سعد بن عبادة ، فقال كساه الله من حلل الجنة . ثم كلم سعد بن عبادة حسان بن ثابت فقال لا أكلمك أبدا إن لم تذهب إلى رسول الله فتقول كل حق لي - ص 438 - قبل صفوان فهو لك يا رسول الله . فأقبل حسان في قومه حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كل حق لي قبل صفوان بن معطل فهو لك . قال قد أحسنت وقبلت ذلك . فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا براحا وهي بيرحاء وما حولها وسيرين ، وأعطاه سعد بن عبادة حائطا كان يجد مالا كثيرا عوضا له مما عفا عن حقه .
قال أبو عبد الله فحدث هذا الحديث ابن أبي سبرة فقال أخبرني سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير ، أن حسان بن ثابت حبس صفوان فلما برئ حسان أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال يا حسان أحسن فيما أصابك . فقال هو لك يا رسول الله . فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم براحا وأعطاه سيرين عوضا .
فحدثني أفلح بن حميد عن أبيه قال ما كانت عائشة رضي الله عنها تذكر حسان إلا بخير . ولقد سمعت عروة بن الزبير يوما يسبه لما كان منه فقالت لا تسبه يا بني أليس هو الذي يقول
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

وحدثني سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال حدثني من سمع أبا عبيدة - ص 439 - ابن عبد الله بن زمعة الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر ، أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن . وقال حسان يمدح عائشة رضي الله عنها :
حصان رزان لا تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كان ما قد جاء عني قلته فلا رفعت سوطي إلي أناملي

هي أبيات أنشدنيها ابن أبي الزناد وابن جعفر .
حدثني عبد الله بن جعفر بن مسلم عن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله ، قال كنت رفيق عبد الله بن رواحة في غزوة المريسيع ، فأقبلنا حتى انتهينا إلى وادي العقيق في وسط الليل فإذا الناس معرسون . قلنا : فأين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : في مقدم الناس قد نام . فقال لي عبد الله بن رواحة : يا جابر هل لك بنا في التقدم والدخول على أهلنا ؟ فقلت : يا أبا محمد لا أحب أن أخالف الناس لا أرى أحدا تقدم . قال ابن رواحة والله ما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقدم . قال جابر أما أنا فلست ببارح . فودعني وانطلق إلى المدينة ، فأنظر إليه على ظهر الطريق ليس معه أحد ، فطرق أهله بلحارث بن الخزرج ، فإذا مصباح في وسط بيته وإذا مع امرأته إنسان طويل فظن - ص 440 - أنه رجل وسقط في يديه وندم على تقدمه . وجعل يقول الشيطان مع الغر فاقتحم البيت رافعا سيفه قد جرده من غمده يريد أن يضربهما . ثم فكر واذكر فغمز امرأته برجله فاستيقظت فصاحت وهي توسن فقال أنا عبد الله فمن هذا ؟ قالت رجيلة [ ماشطتي ] ، سمعنا بمقدمكم فدعوتها تمشطني فباتت عندي . فبات فلما أصبح خرج معترضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه ببئر أبي عتبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسير بين أبي بكر وبشير بن سعد فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بشير فقال يا أبا النعمان . فقال لبيك . قال إن وجه عبد الله ليخبرك أنه قد كره طروق أهله . فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله خبرك يا ابن رواحة . فأخبره كيف كان تقدم وما كان من ذلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطرقوا النساء ليلا قال جابر فكان ذلك أول ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال جابر فلم أر مثل العسكر ولزومه والجماعة لقد أقبلنا من خيبر ، وكنا مررنا على وادي القرى فانتهينا إلى الجرف ليلا ، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطرقوا النساء ليلا قال جابر فانطلق رجلان فعصيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيا جميعا ما يكرهان .

كتاب المغازي

للواقدي



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة المريسيع.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: