إسرائيل والجاسوس دانييل غرافيل الضابط في الموساد**

إسرائيل والجاسوس دانييل غرافيل الضابط في الموساد**

دفع إسرائيل بالجاسوس دانييل غرافيل الضابط في الموساد أو بمجموعة جواسيس إلى مصر ليس مستغربا أو مفاجئا، فقد اعتبرت نفسها بخلع كنزها الاستراتيجي، مهددة بالخطر الأكبر الذي لا يأتي إلا من الدولة الأقوى في العالم العربي.
السيولة الأمنية هي لا شك عامل مساعد للجواسيس. لكن قدرة المخابرات المصرية على ملاحقة غرافيل في كل مكان ذهب إليه حتى في أيام مظاهرات الثورة، أعطت انطباعا بالأمان النفسي لكل المصريين. أمان يقول لكل مواطن: لا تخش شيئا.. العيون الساهرة لا تنام أبدا.
انهارت الشرطة وسقط جهاز أمن الدولة فظن الموساد أن الداخل أصبح مباحا يسهل اختراقه والتأثير فيه، يحفزهم اغراء الفلتان الأمني الذي يجتاح البلاد والمظاهرات والاعتصامات التي تقطع الطرق العامة وتعطل الحياة.
مصلحة إسرائيل أن يبقى هذا الاضطراب ويستمر، وأن يفور الغضب أكثر وأكثر، وأن تصل إلى مبتغاها بوضع الجيش في موضع الشرطة قبل الثورة، أي جعله في خصام مع الشعب وتصويره على أنه يرتكب نفس تجاوزات أجهزة أمن حبيب العادلي.
من حسن حظ مصر أن أجهزتها الأمنية السيادية الأقوى بقيت بعيدة عن تأثير نظام عائلة مبارك، وأن وريثه جمال لم ينخرط في الجيش كضابط مثل بشار الأسد على سبيل المثال أو مثل بعض أبناء القذافي وعلي عبدالله صالح. وهذه نقطة مفصلية فارقة جعلت يد العائلة التي خربت كل حياة المصريين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تفشل عن الدخول إلى الباب الأهم والأقوى متمثلا في القوات المسلحة والمخابرات.
ورغم الصداقة الحميمة التي جمعت مبارك بعمر سليمان الرئيس السابق لجهاز المخابرات والنائب السابق لرئيس الجمهورية، فإنه لم يمكنه أبدا الاقتراب من هذا الجهاز العظيم ذي التاريخ الناصع.
طبيعة جهاز المخابرات العامة الذي دخل في معارك تاريخية كبيرة مع الموساد خرج من معظمها منتصرا، تجعل الخطأ غير مسموح إطلاقا، ومن ثم ظل ممسكا بثروته في انتاج قادته وضباطه وأفراده الأكفاء.
انتابت إسرائيل حالة من الصدمة بعد إعلان مصر القبض على جاسوسهم. وذكرت صحيفة "معاريف" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت لقاء الضابط المعتقل رغم أنها كانت قد نفت من قبل معرفتها به، ورفضت السلطات المصرية الطلب.
ونقلت "معاريف" عن مصدر أجنبي أن "هناك إثباتات تشير إلى واقعة التجسس".
صحيفة "هآرتس" أجرت مقابلة مع غرفل في عام 2006 عندما كان يرقد في مستشفى "رمبام" في حيفا إثر إصابته في الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو من ذلك العام.

في المقابلة تحدث غرفل عن قرار الهجرة إلى إسرائيل قبل الحرب بثلاث سنوات، وأنه انخرط في صفوف الجيش الإسرائيلي، ووجد نفسه في فرقة المظليين بعد أن رفضته الوحدات القتالية.

وأعادت الصحافة الإسرائيلية ما أعلنته مصر حول تكليف غرفيل للتجسس لصالح "الموساد"، وجمع معلومات وبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير، والتواجد بأماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب ونشر الفوضى بين المواطنين.

وقال دانيال غرفيل والد "الجاسوس" في حديث لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن ابنه التحق بفرقة "المظليين" في الجيش الإسرائيلي في عام 2005 وأصيب في حرب 2006، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة.

بثت وسائل الإعلام صورا لغرفيل في جميع الأماكن التي تردد عليها. في الجامع الأزهر حيث ادعى أنه داعية إسلامي ووسط المظاهرات والاعتصامات وفي إمبابة حيث كادت تقع الفتنة الكبرى بين المسلمين والمسيحيين.

لن يكون غرفيل الجاسوس الأخير. ولن يتقبل الموساد هذه الرسالة المصرية بسهولة، ومن ثم علينا أن نكون في منتهى اليقظة وأن نحمي بلدنا مما يهددها ونحمي ثورتنا بالعودة إلى الحياة الطبيعية والانتاج وإغلاق ماسورة الغضب وفتح الطريق للديمقراطية، وأن تكف برامج التوك شو عن الهاء الناس في قضايا مفتعلة تؤدي إلى تقسيم الشعب وتستهلك قوى الثورة الشابة.

رسالة القبض على الضابط الإسرائيلي يجب أن توجه إلينا في الداخل أيضا، فبلدنا مستهدفة، وعدونا الأكبر ما يزال يحاربنا ولا يضيع وقته في منع أي محاولة لبناء مصر القوية القادرة الحرة المستقلة بقرارها.
منقول**

إسرائيل والجاسوس دانييل غرافيل الضابط في الموساد** 7a8fd5fd4c

إسرائيل والجاسوس دانييل غرافيل الضابط في الموساد** 7a8fd5fd4c

» إسرائيل تعيد إحياء مخطط «حقل الأشواك» لتوطين الفلسطينيين فى سيناء.. مصادر دبلوماسية: إسرائيل بدأت تنفيذ الخطة بمنح الفلسطينيين تصاريح زيارة للضفة الغربية مسجلاً بها محل الميلاد «قطاع غزة وسيناء»
» هزة عنيفة من قلب الموساد
» حرب أكتوبر في عيون الموساد
» " .. قصة "شاب" قاده الفضول للتعرّف على الموساد
» بطل من أكتوبر ضابط الصاعقة المصرية والمجموعة 39 قتال وأحد أبطال عملية إيلات المقاتل الضابط على عثمان بلتك.