منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى**   أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** I_icon_minitimeالجمعة يوليو 15, 2011 5:14 pm

[/center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى**
أبواب الميزان باب ما جاء في الميزان و أنه حق
***


قال الله تعالى " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً " و قال " فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * و أما من خفت موازينه * فأمه هاوية " . قال العلماء : و إذا انقضى الحساب كان بعد وزن الأعمال لأن الوزن للجزاء فينبغي أن يكون بعد المحاسبة فإن المحاسبة لتقدير الأعمال و الوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها . قال الله تعالى " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً " الآية .

و قال " فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * و أما من خفت موازينه " إلى آخر السورة .

و قال " و من خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم " الآيتين . في الأعراف و المؤمنين .

و هذه الآيات إخبار لوزن أعمال الكفار لأن عامة المعنيين بقوله خفت موازينه في هذه الآيات هم الكفار و قال في سورة المؤمنين " فكنتم بها تكذبون " و في الأعراف " بما كانوا بآياتنا يظلمون " و قال " فأمه هاوية " و هذا الوعيد بإطلاقه للكفار ، و إذا جمع بينه و بين قوله " و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين " ثبت أن الكفار يسألون عما خالفوا فيه الحق من أصل الدين و فروعه إذ لم يسألوا عما خالفوا فيه أصل دينهم من ضروب تعاطيهم و لم يحاسبوا به و لم يعتد بها في الوزن أيضاً ، فإذا كانت موزونة دل على أنهم يحاسبون بها وقت الحساب ، و في القرآن ما يدل أنهم مخاطبون بها مسؤولون عنها محاسبون بها مجزيون على الإخلال بها لأن الله تعالى يقول : " وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة " فتوعدهم على منعهم الزكاة و أخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم " ما سلككم في سقر " الآية . فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان و البعث و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ، و أنهم مسؤولون عنها محتسبون مجزيون على الإخلال بها .

و في البخاري ، " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة و اقرأوا إن شئتم " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً " " .

قال العلماء : معنى هذا الحديث أنه لا ثواب لهم و أعمالهم مقابلة بالعذاب فلا حسنة لهم توزن في موازين يوم القيامة ، و من لا حسنة له فهو في النار . قال أبو سعيد الخدري : يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئاً . و قيل : يحتمل أن يريد المجاز و الاستعارة كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ و الله أعلم . و فيه من الفقه ذم السمن لمن تكلفه لما في ذلك من تكلف المطاعم و الاشتغال بها عن المكارم ، بل يدل على تحريم كثرة الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه و السمن و قد قال صلى الله عليه و سلم " إن أبغض الرجال إلى الله الحبر السمين " .



باب منه و بيان كيفية الميزان و وزن الأعمال فيه و من قضى لأخيه حاجة


الترمذي " عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة و تسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئاً ، أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب . فيقول : أفلك عذر ؟ فقال : لا يا رب فيقول : بل إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم . قال فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء " قال حديث حسن غريب و أخرجه ابن ماجه في سننه و قال بدل قوله في أول الحديث "إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق " و ذكر الحديث

و قال محمد بن يحيى : البطاقة : الرقعة . أهل مصر يقولون للرقعة بطاقة . و في الخبر " إذا خفت حسنات المؤمن أخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بطاقة كالأنملة فيلقيها في كفة الميزان اليمنى التي فيها حسناته فترجح الحسنات فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي صلى الله عليه و سلم بأبي أنت و أمي ما أحسن وجهك و ما أحسن خلقك فمن أنت ؟ فيقول : أنا نبيك محمد و هذه صلاتك علي التي كنت تصلي علي قد وفيتك إياها أحوج ما تكون إليها " . ذكره القشيري في تفسيره ، و ذكر أبو نعيم الحافظ بإسناده " من حديث مالك بن أنس و العمري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح و إلا شفعت له " .

فصل : قال المؤلف : الميزان حق و لا يكون في حق كل أحد بدليل قوله عليه السلام فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه . الحديث ، و قوله تعالى " يعرف المجرمون بسيماهم " الآية ، و إنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملاً صالحاً و آخر سيئاً من المؤمنين و قد يكون للكافرين على ما ذكرنا و يأتي .

و قال أبو حامد : و السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لا يرفع لهم ميزان و لا يأخذون صحفاً ، و إنما هي براءات مكتوبة لا إله إلا الله محمد رسول الله . هذه براءة فلان ابن فلان قد غفر له و سعد سعادة لا يشقى بعدها فما مر عليه شيء أسر من ذلك لمقام .

قلت : و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن قال : " تنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ، و يؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ، و يؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ، و يؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ، و يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان و لا ينتشر لهم ديوان و يصب عليهم الأجر صباً بغير حساب " ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي رحمه الله .

و خرجه أبو نعيم الحافظ بمعناه ، " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب ، و يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب ، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان و لا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صباً ، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم " . هذا حديث غريب من حديث جابر الجعفي و قتادة و تفرد به قتادة عن جابر عن ابن عباس عن مجاعة ابن الزبير .

" و روى الحسين بن علي رضوان الله عليهما قال : قال لي جدي صلى الله عليه و سلم : يا بني عليك بالقناعة تكن أغنى الناس و أد الفرائض تكن أعبد الناس . يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان و لا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الأجر صباً و قرأ صلى الله عليه و سلم " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " " ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب روضة المشتاق .

فصل : فإن قيل : أما وزن أعمال المؤمنين فظاهر وجهه فتقابل الحسنات بالسيئات فتوجد حقيقة الوزن و الكافر لا يكون له حسنات ، فما الذي يقابل بكفره و سيئاته و أن يتحقق في أعماله الوزن ؟ .

فالجواب : إن ذلك على الوجهين .

أحدهما : أن الكافر يحضر له ميزان فيوضع كفره أو كفره و سيئاته في إحدى كفتيه ، ثم يقال له : هل لك من طاعة تضعها في الكفة الآخرى ؟ فلا يجدها فيشال الميزان فترتفع الكفة الفارغة و تقع الكفة المشغولة ، فذلك خفة ميزانه و هذا ظاهر الآية ، لأن الله تعالى وصف الميزان بالخفة لا الموزون ، و إذا كان فارغاً فهو خفيف .

و الوجه الآخر : أن الكافر يكون منه صلة الأرحام و مؤاساة الناس و عتق المملوك و نحوهما مما لو كانت من المسلم لكانت قربة و طاعة ، فمن كان له مثل هذه الخيرات من الكفار فإنها تجمع و توضع في ميزانه ، غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها و لم يخل من أن يكون الجانب الذي فيه الخيرات من ميزانه خفيفاً و لو لم يكن له إلا خيراً واحد أو حسنة واحدة لأحضرت و وزنت كما ذكرنا .

فإن قيل : لو احتسبت خيراته حتى يوزن لجوزي بها جزاء مثلها و ليس له منها جزاء ، لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن عبد الله ابن جدعان و قيل له : إنه كان يقري الضيف و يصل الرحم و يعين في النوائب ، فهل ينفعه ذلك ؟ فقال : " لا لأنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " و سأله عدي بن حاتم عن أبيه مثل ذلك ، فقال : " إن أباك طلب أمراً فأدركه " يعني الذكر فدل أن الخيرات من الكافر ليست بخيرات و أن وجودها و عدمها بمنزلة واحدة سواء .

و الجواب : أن الله تعالى قال " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً " و لم يفصل بين نفس و نفس ، فخيرات الكافر توزن و يجزى بها ، إلا أن الله تعالى حرم عليه الجنة فجزاؤه أن يخفف عند بدليل حديث أبي طالب فإنه قيل له : يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك و ينصرك فهل نفعه ذلك ؟ فقال " نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح و لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " و ما قاله عليه السلام في ابن جدعان و أبي عدي إنما هو في أنهما لا يدخلان الجنة و لا يتنعمان بشيء من نعيمها و الله أعلم .
[center]

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع **

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى**   أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى** I_icon_minitimeالجمعة يوليو 15, 2011 5:17 pm

أصل ميزان موزان قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها . قال ابن فورك : و قد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها ، و من المتكلمين من يقول كذلك ، و روي ذلك عن ابن عباس أن الله تعالى يقالب الأعراض أجساماً فيزنها يوم القيامة و قد تقدم بهذا المعنى . و الصحيح ان الموازين تثقل بالكتب فيها الأعمال مكتوبة و بها تخف كما دل عليه الحديث الصحيح و الكتاب العزيز . قال الله عز و جل " وإن عليكم لحافظين ...
فصل : أصل ميزان موزان قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها . قال ابن فورك : و قد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها ، و من المتكلمين من يقول كذلك ، و روي ذلك عن ابن عباس أن الله تعالى يقالب الأعراض أجساماً فيزنها يوم القيامة و قد تقدم بهذا المعنى .

و الصحيح ان الموازين تثقل بالكتب فيها الأعمال مكتوبة و بها تخف كما دل عليه الحديث الصحيح و الكتاب العزيز . قال الله عز و جل " وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين " و هذا نص . قال ابن عمر : توزن صحائف الأعمال و إذا ثبت هذا فالصحف أجسام فيجعل الله تعالى رجحان إحدى الكفتين على الأخرى دليلاً على كثرة أعماله بإدخاله الجنة أو النار . و روي عن مجاهد و الضحاك و الأعمش أن الميزان هنا بمعنى العدل و القضاء ، و ذكر الوزن و الميزان ضرب مثل كما يقول هذا الكلام في وزن هذا و في وزنه أي يعادله و يساويه و إن لم يكن هناك وزن .

قلت : و هذا القول مجاز و ليس بشيء و إن كان شائعاً في اللغة للسنة الثابتة في الميزان الحقيقي و وصفه بكفتين و لسان ، و إن كل كفة منهما طباق السموات و الأرض .

و قد جاء أن كفة الحسنات من نور ، و الأخرى من ظلام ، و الكفة النيرة للحسنات و الكفة المظلمة للسيئات ، و جاء في الخبر أن الجنة توضع عن يمين العرش و النار عن يسار العرش ، و يؤتى بالميزان فينصب بين يدي الله تعالى كفة الحسنات عن يمين العرش مقابل الجن ، و كفة السيئات عن يسار العرش مقابل النار . . و ذكره الترمذي الحكيم في نوادر الأصول .

و روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : توضع الموازين يوم القيامة فلو وضعت فيهن السموات و الأرض لوسعهتن ، فتقول الملائكة : يا ربنا ما هذا ؟ فيقول : أزن به لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة عند ذلك : ربنا ما عبدناك حق عبادتك . و قال ابن عباس رضي الله عنهما : توزن الحسنات و السيئات في ميزان له لسان و كفتان . قال علماؤنا : و لو جاز حمل الميزان على ما ذكروه لجاز حمل الصراط على الدين الحق و الجنة و النار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد من الأحزان و الأفراح و الشياطين و الجن على الأخلاق المذمومة و الملائكة على القوى المحمودة ، و هذا كله فاسد لأنه رد لما جاء به الصادق . و في الصحيحين : فيعطي صحيفة حسناته . فيخرج له بطاقة و ذلك يدل على الميزان الحقيقي و أن الموزون صحف الأعمال كما بينا ، و بالله توفيقنا .

و لقد أحسن من قال :

تذكر يوم تأتي الله فرداً *** و قد نصبت موازين القضاء

و هتكت الستور عن المعاصي *** و جاء الذنب منكشف الغطاء

فصل : قال علماؤنا رحمهم الله : الناس في الآخر ، ثلاث طبقات . متقون لا كبائر لهم ، و مخلطون و هم الذين يوافون بالفواحش و الكبائر ، و الثالث الكفار .

فأما المتقون : فإن حسناتهم توضع في الكفة النيرة و صغائرهم إن كانت لهم الكفة الآخرى ، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناً و تثقل الكفة النيرة حتى لا تبرح ، و ترتفع المظلمة ارتفاع الفارغ الخالي .

و أما المخلطون ، فحسناتهم توضع في الكفة النيرة و سيئاتهم في الكفة المظلمة ، فيكون لكبائرهم ثقل ، فإن كانت الحسنات أثقل و لو بصؤابة دخل الجنة و إن كانت السيئات أثقل و لو بصؤابة دخل النار إلا أن يغفر الله ، و إن تساويا كان من أصحاب الأعراف على ما يأتي هذا إن كانت للكبائر فيما بينه و بين الله ، و أما إن كانت عليه تبعات و كانت له حسنات كثيرة فإنه ينقص من ثواب حسناته بقدر جزاء السيئات لكثرة ما عليه من التبعات فيحمل عليه من أوزار من ظلمه ، ثم يعذب على الجميع . هذا ما تقتضيه الأخبار على ما تقدم و يأتي .

قال أحمد بن حرب : تبعث الناس يوم القيامة على ثلاث فرق : فرقة أغنياء بالأعمال الصالحة ، و فرقة فقراء ، و فرقة أغنياء ثم يصيرون فقراء مفاليس في شأن التبعات .

و قال سفيان الثوري : إنك أن تلقى الله عز و جل بسبعين ذنباً فيما بينك و بينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك و بين العباد .

قال المؤلف : هذا صحيح لأن الله غني كريم و ابن آدم فقير مسكين محتاج في ذلك اليوم إلى حسنة يدفع بها سيئة إن كانت عليه ، حتى ترجح ميزانه فيكثر خيره و ثوابه .

و أما الكافر ، فإنه يوضع كفره في الكفة المظلمة و لا يوجد له حسنة توضع في الكفة الأخرى ، فتبقى فارغة لفراغها و خلوها عن الخير ، فيأمر الله بهم إلى النار و يعذب كل واحد منهم بقدر أوزاره و آثامه .

و أما المتقون ، فإن صغائرهم تكفر باجتنابهم الكبائر و يؤمر بهم إلى الجنة و يثاب كل واحد منهم بقدر حسناته و طاعته ، فهذان الصنفان هما المذكوران في القرآن في آيات الوزن ، لأن الله تعالى لم يذكر إلا من ثقلت موازينه و من خفت موازينه ، و قطع لمن ثقلت موازينه بالإفلاح و العيشة الراضية و لمن خفت موازينه بالخلود في النار بعد أن وصفه بالكفر ، و بقي الذين خلطوا عملاً صالحاً و آخر سيئاً فبينهم النبي صلى الله عليه و سلم حسب ما ذكرناه .

و إنما توزن أعمال المؤمن المتقي لإظهار فضله ، كما توزن أعمال الكافر لخزيه و ذله ، فإن أعماله توزن تبكيتاً له على فراغه و خلوه عن كل خير ، فكذلك توزن أعمال المتقي تحسيناً لحاله و إشارة لخلوه من كل شر و تزييناً لأمره على رؤوس الأشهاد . و أما المخلط السيء بالصالح فإن دخل النار فيخرج بالشفاعة على ما يأتي .




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهوال يوم القيامة(أبواب الميزان) من كتاب التذكرة للإمام /القرطبى**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إذا كان يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)
» القصاص يوم القيامة يوم الحسرة والندامة من كتاب التذكرة للإمام القرطبى**
» ((ذكر أصحاب الأعراف)) من كتاب التذكرة للإمام القرطبى
» باب في الشافعين لمن دخل النار(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)
» الشفعاء و ذكر الجهنميين.(من كتاب التذكرة للإمام القرطبى)*

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: السنة النبوية-
انتقل الى: