منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1** Empty
مُساهمةموضوع: ¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1**   ¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1** I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 4:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الحلقة الأولى

بيت المقدس عين القلب من العالم الإسلامي جغرافياً ودينياً.

الدعاية الصهيونية في العالم تزعم علاقة خاصة لليهود بالمدينة.
دخلها العرب في الألف الرابعة قبل الميلاد وفتحها الخليفة عمرسلما فأسلمت وتعربت.
هذا حديث عن الفتح العربي لمدينة القدس،وهويأتي في وقت تشتد فيه الحملة الصهيونية الاستعمارية على القدس؛لاستكمال اغتصابها وتهويدها، وفي وقت تستكمل انتفاضة الأقصى فيه عاماً كاملاً؛دفاعاً عن القدس وسعياً لتحريرها وتحريرفلسطين .
وقد تضمنت تلك الحملة الشريرة محاولة الصهيونية تزييف تاريخ القدس بتقديم قراءة صهيونية له تتحدث عن ارتباط القدس باليهود دون غيرهم، وتطرح عدداً من المقولات الصهيونية بشأنه.وقد فصلنا الحديث عن هذه الحملة في بحوثنا وفندناها.وصادفنا ونحن نكتب هذا الحديث كتاب"لمن القدس Whose Jerusalem" لتيرنس بريتي "Terrence Prittie" وبتقديم تيدي كوليك،مثلاً آخرعلى الدعاية الصهيونية،التي تتحدث عن "العاصمة الأبدية"وتحاول أن تنفي عروبة القدس.

وكان الغرب قد شهد منذ مطلع القرن التاسع عشرالميلادي حركة تأليف تاريخي صهيونية استعمارية موّلها صندوق استكشاف فلسطين،قدمت صورة مشوهة لتاريخ فلسطين.كما تضمنت الحملة الصهيونية الاستعمارية على القدس محاولة اغتصاب الحرم القدسي خاصة التي تولى كبرها في مفاوضات الوضع النهائي(رئيس الوزراء الصهيوني السابق)إيهود باراك

و(الرئيس الأمريكي السابق)بيل كلينتون صيف 2000،ثم تابعها آرائيل شارون وجورج بوش في هذا العام.وهاهي الأحداث تتصاعد في القدس وفلسطين،ثم في أمريكا والعالم بعد يوم الثلاثاء 11 أيلول (سبتمبر)2001 الذي شهد زلزلة الهجوم على نيويورك وواشنطن التي استهدفت رمزي السلاح والمال فيهما"البنتاجون ومركزالتجارة الدولي" .


ما نود التأكيد عليه فيما يتصل ببعد المكان الموقع المتميزمن أرض فلسطين الذي قامت عليه مدينة القدس،الذي جعل منها"صرة الوطن المقدس،وملتقى أقطاره"على حد قول إسحاق موسى الحسيني في كتابه عروبة بيت المقدس.

ولهذا الموقع أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لجميع"الحواضر"في منطقتنا عواصم الأقطار.وقد شاء الله أن يجعل أهل القدس وفلسطين من خلال هذا الموقع في رباط إلى يوم القيامة.وبيت المقدس في منظورالجغرافيا السياسية هوأيضاً"عين القلب من العالم الإسلامي جغرافياً ودينياً"على حد تعبيرعالم الجغرافيا السياسية جمال حمدان في كتابه"العالم الإسلامي اليوم".

فالصلة وثيقة بين القدس ودائرتها الحضارية.والخطرالذي يتهددها يتهدد هذه الدائرة بعالميها العربي والإسلامي.
نشيرأيضاً إلى أن هذا الموقع جعل فلسطين حلقة اتصال بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا،ومركزاً لتفاعل الثقافات.وقد اتصف الوضع الجغرافي لفلسطين وبلاد الشام عامة بتجاورالسهل مع الجبل والصحراء والغوروتتالى الفصول الأربعة.واحتوت فلسطين على نمطي البداوة والحضارة،مما جعلها مسرح تفاعل متواصل بين النمطين فيه التعاون غالباً والتدافع أحياناً.
كما جاورت فلسطين منذ فجرالحضارة أقدم مركزين حضاريين عرفهما الإنسان في بلاد الرافدين شرقاً،وفي وادي النيل إلى الجنوب الغربي، وتعرضت في الوقت نفسه لتأثيرات من جهة البحر المتوسط،حيث كريت واليونان وإيطاليا،ومن جهة البرحيث فارس والهند شرقاً.وكانت بفعل ذلك جزءاً من طريق دولي قديم.وقد كانت القدس قبلة ومحجاً للمؤمنين منذ تأسست على هضبة ممتدة مرتفعة عن سطح البحربحوالي 750 متراًوعلى بعد 50 كم منه في مرتفع الضهورعلى مقربة من عين الماء جيحون.

بقى أن نقول إننا في تناولنا لتاريخ القدس منذ الفتح العربي وإلقاء أضواء عليه،سوف نبدأ بتقديم حدث الفتح العظيم،ونوليه حقه من التفصيل،ثم نعرض بإيجاز لتاريخ القدس في المراحل التالية من الحكم العربي الإسلامي فيها ضمن دولة الخلافة حتى وقوع الغزو الفرنجي،ثم نقف أمام هذا الغزو وماحدث للقدس أثناءه؛لنتابع عرض المراحل التالية من تاريخها العربي الإسلامي،وصولاً إلى الوقوف أمام الصهيونية الاستعمارية لها منذ القرن التاسع الميلادي،الثالث عشرالهجري .

بانطلاقة العرب المسلمين بدعوة الإسلام في القرن السابع الميلادي،الأول الهجري في عصرالفتوحات الإسلامية،دخلت القدس وما حولها مرحلة جديدة من تاريخها الممتد.كان ذلك في عهد دولة الخلافة الإسلامية التي قامت في المدينة المنورة إثرهجرة محمد بن عبد الله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إليها.وقد دخلت فلسطين كجزء من بلاد الشام هذه الدولة بعد معركة اليرموك الفاصلة سنة 13 هـ، 633م .

وصولح على إيلياء (القدس)سنة 15هـ ،635 م في عهد الخليفة الراشد الثاني عمربن الخطاب-رضي الله عنه-وبقيت فلسطين والقدس تحت ظل الخلافة الإسلامية حتى آخرعام 1917بغض النظرعن مركزالخلافة أوأن يكون الخليفة أموياً أوعباسياً أوعثمانياً.

وتعرضت في عام 1099م للغزوالفرنجي لمنطقتنا الذي تم القضاء عليه عام 1187م،على مدى حوالي قرنين (493هـ - 583هـ)،ثم في القرن العشرين الميلادي حين تعرضت للغزو والاستعمارالصهيوني في القرن الرابع عشر الهجري ولا تزال ترزح تحت وطأته.

كان ذلك الفتح عربياً إسلامياً.وقد سبقه بقرون الوجود العربي في فلسطين والقدس منذ أن اعتُمرت فلسطين بالكنعانيين العرب الذين قدموا من الجزيرة العربية في الألف الرابعة قبل الميلاد وتلاهم العموريون والأراميون في هجرات متتابعة،ومنذ أن أسست قبيلة يبوس العربية الكنعانية مدينة القدس حوالي سنة 3000 ق.م.كما يقول عارف العارف في كتابه"المفصل في تاريخ القدس".

وقد نهج عدد من المؤرخين الثقاة العرب والأجانب في الربط بين الهلال الخصيب وشبه جزيرة العرب التي كانت مركزطرد سكاني.وهذاما دعاهم إلى أن ينبهوا إلى"أن الفتح العربي الإسلامي سبقه فتح عربي من قديم العصوروالأزمان".

كان عرب الجزيرة العربية الذين قاموا بهذا الفتح يعرفون جيداً "أدنى الأرض" أي أقربها إلى الحجاز،وهي فلسطين في جنوب سوريا.وكانوا قد تابعوا الحرب التي جرت هناك بين الفرس والروم في مطلع البعثة المحمدية وأشارإليها مطلع سورة"الروم"في القرآن الكريم.وتعوَّد تجَّارهم القيام برحلة الصيف إلى بلاد الشام شمالاً.وكانت محطتها الكبرى في البتراء عاصمة الأنباط.ومنها كانت القوافل تتجه إلى دمشق وإلى غزة التي توفي فيها هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويذكرعبد اللطيف الطيباوي في كتابه"القدس الشريف في تاريخ العرب والإسلام"أن عمروبن العاص،أحد تجار مكة،عرف جنوب فلسطين حتى بيت المقدس قبل أن يعرفها قائداً للجيش الإسلامي الذي حاصرتلك المدينة. وقد فصّل نبيه عاقل الحديث عن الوجود القبلي العربي في بلاد الشام قبل الإسلام،والصلات التي قامت بين رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وبينهم، وذلك في بحثه القيم في الموسوعة الفلسطينية"فلسطين من الفتح العربي الإسلامي إلى أواسط القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي".

وتذكركتب تاريخ العرب اسم فلسطين الذي اتخذه الرومان للقسم الجنوبي من سوريا واسم"إيلياء"عند الكلام عن الروم أوبيت المقدس عند الكلام عن المسلمين.
قبيل هذا الفتح رفع الله شأن بيت المقدس حين أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.وأنزل عليه في ليلة الإسراء،كما ورد في تفسيرالطبري،آية من سورة الزخرف هي الوحيدة التي لم تنزل في مكة أو المدينة.وهي"واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون"وذلك بعد أن لقيهم وصلّى بهم إماماً قرب الصخرة المشرفة. وسمي محمد-صلى الله عليه وسلم-المسجد الأقصى واحداً من المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال،مع المسجد الحرام ومسجده.
وقد روي عنه أنه بشَّرالصحابي معاذ بن جبل بفتح بلاد الشام وبيت المقدس،ووصف الذين يقيمون فيها من الرجال والنساء بأنهم"مرابطون إلى يوم القيامة.فمن احتل ساحلاًمن سواحل الشام وبيت المقدس،فهو في جهاد إلى يوم القيامة".كما بشَّر شداد بن أوس بهذا الفتح أيضا،وقال له"وتكون أنت وولدك أئمة بها إن شاء الله"كما يورد عارف العارف في كتابه نقلاً عن"مثيرالغرام بفضائل القدس والشام لابن سرور".وتروي السيرة النبوية العطرة أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مهَّد لفتح الشام والقدس بقيامه بثلاث من الغزوات على الروم في معركة مؤتة 629م - 8هـ،ومعركة تبوك،ثم جهَّزفي السنة الحادية عشر للهجرة 632م جيشاً أمَّرعليه أسامة بن زيد،ولكن المنية وافته قبل أن يتحرك الجيش.
بات فتح بيت المقدس من أهم أهداف الدولة الإسلامية،وجاء في المرحلة الثالثة من مراحل فتحها بلاد الشام.فقد أكمل أبوبكرالصديق-رضي الله عنه-وصية النبي-صلى الله عليه وسلم-وأرسل الجيش بقيادة أسامة وزوده بالنصيحة"لاتخونوا،ولاتغدروا،ولاتغلوا،ولاتمثلوا،ولاتقتلوا طفلاًولاشيخاً كبيراًولاامرأة،ولاتعقروا نخلاًولاتحرقوه،ولاتقطعوا شجرة مثمرة،ولا تذبحوا شاة ولابقرة ولابعيراً إلا لمأكله.وسوف تمرون بأقوام فرّغوا أنفسهم في الصوامع،فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".ثم استنفرأبوبكرالعرب،وجهّز أربعة جيوش لفتح بلاد الشام خصص واحداً منها لفلسطين بقيادةعمروبن العاص.ونجح عمروبن العاص في فتح معظم أرض فلسطين،غزة وسبسطية ونابلس،ثم اللد ويُبنى وعمواس وبيت جبرين ويافا ورفح،ثم حاصرالقدس.وحين تولى عمربن الخطاب الخلافة بعد وفاة الصديق عام 13هـ أوعزإلى أبي عبيدة بن الجراح بعد أن فتح قنسرين في شمال سورية،أن يزحف إلى القدس،وسيّرإلى الشام سبع فرق بخمسة وثلاثين ألفاً من الجند،وسبعة قواد هم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والمرقال بن هاشم وقيس بن المرادي وعروة بن مهلهل بن يزيد الخليل.
تضمن كتاب الفتوحات تفاصيل كثيرة عن فتح القدس والشام،لايتسع مجال هذا الحديث لذكرها.ونكتفي هنا بالإشارة بشأن فتح القدس إلى أن أبا عبيدة حين وصل إلى الأردن بعث الرسل إلى أهل إيلياء برسالة الفاتح المسلم المتضمنة الدعوة إلى الإسلام وأخوَّته"فإن شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم وذراريكم،وكنتم لنا أخواناً"،أوالإقراربأداء الجزية،أوالقتال.

وقد وقع القتال من قبل جيش الروم المرابط في المدينة.ونشبت معركة دامية حتى اليوم العاشر.وفي اليوم الحادي عشرأشرقت راية أبي عبيدة، وفي رفقته عبد الرحمن بن أبي بكر،ونفرمن الأبطال المجاهدين،فاستقبله المسلمون بالتهليل والتكبير،فدب الرعب في قلوب الروم.ودام الحصار أربعة شهور..فرأوا التسليم وخرجوا إلى أبي عبيدة مستأمنين يتقدمهم البطريرك صفرنيوس حاملاً على صدره الصليب،وعلى جانبيه القسس والرهبان كل منهم يحمل إنجيلاً،فطلبوا الصلح.فتلقاهم أبوعبيدة بالترحيب. واشترطوا أن لايسلموا المدينة إلالشخص الخليفة فوافقهم.فسارت هدنة استمرت إلى أن جاء عمربن الخطاب،كما أوردعارف العارف وهويشير إلى كتاب"تاريخ القدس الشريف"لركيس.ويورد العارف أيضاً كتاب ابن عبيدة إلى الخليفة،ومشاورةعمرالصحابة،وأخذه برأي علي بن أبي طالب بالسفر،ونزوله بالجابية من قرى حوران بالجولان واستقباله فيها وفداً من أهل إيلياء على رأسهم"العوام"،وتوجهه من ثم إلى بيت المقدس ليتسلمها "صلحاً".

يصف ميخائيل مكسي في كتابه"القدس عبرالتاريخ"كيف وصل الخليفة "ممتطياً جملاًصغيراً،ولم يكن معه سوى عبده وسلاحه،واستقرعلى جبل الزيتون،ثم رحل إلى القدس ففتحت له المدينة أبوابها سنة 638 م،دون أن يتم تدميرأي شيء فيها،وتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرنيوس في حفل كبير،ثم زاركنيسة القيامة.

وتجمع كل المصادرالتاريخية الإسلامية والمسيحية على أنه لما حان موعد الصلاة طلب منه البطريرك أن يؤديها حيث كان،فاعتذرعمرحفاظاً على المقدسات المسيحية؛كي لاتكون صلاته هناك سنة لمن يجيء بعده.ولهذا اختارمكاناً آخرإلى الجنوب وصلى هناك وذلك نقلاًعن مارماردش.
وقد فصّل العارف وصف دخول عمرإلى بيت المقدس نقلاً عن المؤرخين العرب المسلمين.وأعطى عمرالبطريرك صفرنيوس"العهدة العمرية"التي جاء فيها بعدالبسملة:"هذا ما أعطى عبد الله عمرأميرالمؤمنين أهل إيلياء من الأمان.أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم،أنه لاتُسكن كنائسهم ولاتهدم ولاينتقص منها..ولامن شيء من أموالهم،ولايكرهون على دينهم،ولايضارأحد منهم ولايسكن إيلياء أحد من اليهود".
وتضمنت أيضاً أن على أهل إيلياء أن يخرجوا من المدينة الروم واللصوص،"فمن خرج منهم فهوآمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم" ومن كان فيها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد،وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية،ومن شاء سارمع الروم،ومن رجع إلى أهله فإنه لايؤخذ منهم شيء من الجزية حتى يحصدوا حصادهم" .

ويفسرالطيباوي عبارة أهل الأرض بأنهم الفلاحون الذين التجأوا إلى المدينة قبل حصارها،وهويلاحظ أن الوثيقة تفرق بين طائفتين من الناس:الروم وأهل البلاد.فأما الروم فهم حكام غرباءعليهم أن يخرجوا.وأماأهل البلاد الذين كانوا نصارى يحكمون الآرامية من الجنس العربي فهم باقون في بلادهم مع ضمان الحرية الدينية وسلامة الأرواح والأموال والكنائس.

وقد وضعت هذه الوثيقة نواة الاستقلال الطائفي"الملي"الذي قدرله أن يكون أساس السماحة الإسلامية مع أهل الكتاب الذين صالحوا المسلمين.
قام عمربزيارة مكان الصخرة المشرفة،وكانت قد تجمعت عليها الأقذار، مما طرحته الروم إغاظة لليهود."فأخذ الخليفة ينظفها هوبنفسه،فحذا حذوه من كان معه من الصحابة والقواد وغيرهم حتى رفعت الأقذار".

ويتابع مصطفى مراد الدباغ في كتابه"بلادنا فلسطين"قائلاً:"ثم أمرعمر ببناء الحرم،فبني من الخشب مايتسع لحوالي ثلاثة آلاف من المصلين". وهوينقل عن ابن البطريق وصفه لما حدث،ويذكرأن أميرالمؤمنين أقام في بيت المقدس بضعة أيام؛متفقداً معالمها،باحثاً شؤونها قبل أن يغادرها راجعاً إلى المدينة المنورة.وقد خطب في الناس وصلى،وعيَّن يزيد بن أبي سفيان عاملاًعلى إدارتها تحت إمرة أبي عبيدة.وعيِّن سلامة بن قيصرإماماً للصلاة،وعلقمة بن مجزرمشرفاًعلى شؤونها العسكرية،كما جاء في"الأنس الجليل في تاريخ مصروالخليل".

ويذكرعارف العارف عن هذا المصدرأن عمراً كما أعطى أهل إيلياء عهداً، أخذعليهم عهداً.كما يذكرأنه زارالقدس مرة أخرى عام 17هـ،639م في عام الرمادالشهيروطاعون عمواس.ويختم ميخائيل مكسي عرضه لهذه الصفحة من تاريخ القدس بالحديث عن سماحة الحكم الإسلامي،ويورد شهادة أرنولد في كتابه"الدعوة إلى الإسلام"،وما نقله توماس المرجا عن أحد البطاركة عن معاملة العرب الحسنة،وعن مودتهم للنصرانية.ويقول:

"والخلاصة أن الحكم الإسلامي دخل إلى القدس مصحوباً بالتسامح والسلام والنظام ..وأكد كثيرمن الكتاب الغربيين أن فلسطين ازدهرت في بداية العصر العربي،وصارت أهم طريق للقوافل؛بسبب موقعها في وسط الدولة الإسلامية في الشام وشمال إفريقيا".
ولم يتغير وضع السكان إلا قليلاً.فقد هاجرعدد من الإغريق وحل محلهم العرب المسيحيون والمسلمون وخلت المدينة المقدسة من اليهود في تلك الفترة.وعنى المؤرخون العرب المسلمون بذكرأسماء جميع الصحابة الذين اشتركوا في فتح بيت المقدس.


إن لنا في ختام هذا الحديث عن فتح العرب المسلمين لبيت المقدس في 20ربيع الأول 15هـ الموافق 2 أيار(مايو) 632م،أن نلاحظ أن المدينة المباركة وفلسطين وبلاد الشام والمنطقة دخلت بهذا الفتح مرحلة جديدة من تاريخها الطويل،تأكدت فيها عروبتها،وانتشرت وعمت فيها رسالة الإسلام،وقامت فيها حضارته.وبقيت القدس في هذه المرحلة فلسطينية عربية كما كانت،واستمرت مركزاً روحياً للمؤمنين،ومطمعاً للغزاة الطغاة الباغين.

نلاحظ أيضاً أن أهل القدس وفلسطين وبلاد الشام عامة تعاطفوامع هذا الفتح.وقد علل فيليب حتّي ذلك بقوله"وغالب الظن أن السوريين من أبناء القرن السابع اعتبروا العرب المسلمين أقرب إليهم عنصراً ولغة،وربما ديناً من أسيادهم الروم البيزنطيين"وذلك في كتابه"تاريخ سوريا و لبنان و فلسطين".وتذكركتب الفتوحات أن اليهود عبروا بقوة عن هذا التعاطف؛ ليتخلصوا من اضطهاد الروم لهم بسبب وقوفهم قبل ذلك مع الفرس.

وقد أورد البلاذري أن السامرة"كانواعيوناً وأدلاء"للعرب المسلمين،وأن يهود حمص قاموا بحراسة أبواب المدينة حين خرج منها جيش المسلمين للالتحاق بمعركة اليرموك"وكذلك فعل أهل المدن التي صولحت من النصارى واليهود".
منقول // مجلة السادة الأشراف//


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي **1**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: