منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2011 3:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الحلقة الأولى

بيت المقدس عين القلب من العالم الإسلامي جغرافياً ودينياً.

الدعاية الصهيونية في العالم تزعم علاقة خاصة لليهود بالمدينة.
دخلها العرب في الألف الرابعة قبل الميلاد وفتحها الخليفة عمرسلما فأسلمت وتعربت.
هذا حديث عن الفتح العربي لمدينة القدس،وهويأتي في وقت تشتد فيه الحملة الصهيونية الاستعمارية على القدس؛لاستكمال اغتصابها وتهويدها، وفي وقت تستكمل انتفاضة الأقصى فيه عاماً كاملاً؛دفاعاً عن القدس وسعياً لتحريرها وتحريرفلسطين .
وقد تضمنت تلك الحملة الشريرة محاولة الصهيونية تزييف تاريخ القدس بتقديم قراءة صهيونية له تتحدث عن ارتباط القدس باليهود دون غيرهم، وتطرح عدداً من المقولات الصهيونية بشأنه.وقد فصلنا الحديث عن هذه الحملة في بحوثنا وفندناها.وصادفنا ونحن نكتب هذا الحديث كتاب"لمن القدس Whose Jerusalem" لتيرنس بريتي "Terrence Prittie" وبتقديم تيدي كوليك،مثلاً آخرعلى الدعاية الصهيونية،التي تتحدث عن "العاصمة الأبدية"وتحاول أن تنفي عروبة القدس.

وكان الغرب قد شهد منذ مطلع القرن التاسع عشرالميلادي حركة تأليف تاريخي صهيونية استعمارية موّلها صندوق استكشاف فلسطين،قدمت صورة مشوهة لتاريخ فلسطين.كما تضمنت الحملة الصهيونية الاستعمارية على القدس محاولة اغتصاب الحرم القدسي خاصة التي تولى كبرها في مفاوضات الوضع النهائي(رئيس الوزراء الصهيوني السابق)إيهود باراك

و(الرئيس الأمريكي السابق)بيل كلينتون صيف 2000،ثم تابعها آرائيل شارون وجورج بوش في هذا العام.وهاهي الأحداث تتصاعد في القدس وفلسطين،ثم في أمريكا والعالم بعد يوم الثلاثاء 11 أيلول (سبتمبر)2001 الذي شهد زلزلة الهجوم على نيويورك وواشنطن التي استهدفت رمزي السلاح والمال فيهما"البنتاجون ومركزالتجارة الدولي" .


ما نود التأكيد عليه فيما يتصل ببعد المكان الموقع المتميزمن أرض فلسطين الذي قامت عليه مدينة القدس،الذي جعل منها"صرة الوطن المقدس،وملتقى أقطاره"على حد قول إسحاق موسى الحسيني في كتابه عروبة بيت المقدس.

ولهذا الموقع أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لجميع"الحواضر"في منطقتنا عواصم الأقطار.وقد شاء الله أن يجعل أهل القدس وفلسطين من خلال هذا الموقع في رباط إلى يوم القيامة.وبيت المقدس في منظورالجغرافيا السياسية هوأيضاً"عين القلب من العالم الإسلامي جغرافياً ودينياً"على حد تعبيرعالم الجغرافيا السياسية جمال حمدان في كتابه"العالم الإسلامي اليوم".

فالصلة وثيقة بين القدس ودائرتها الحضارية.والخطرالذي يتهددها يتهدد هذه الدائرة بعالميها العربي والإسلامي.
نشيرأيضاً إلى أن هذا الموقع جعل فلسطين حلقة اتصال بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا،ومركزاً لتفاعل الثقافات.وقد اتصف الوضع الجغرافي لفلسطين وبلاد الشام عامة بتجاورالسهل مع الجبل والصحراء والغوروتتالى الفصول الأربعة.واحتوت فلسطين على نمطي البداوة والحضارة،مما جعلها مسرح تفاعل متواصل بين النمطين فيه التعاون غالباً والتدافع أحياناً.
كما جاورت فلسطين منذ فجرالحضارة أقدم مركزين حضاريين عرفهما الإنسان في بلاد الرافدين شرقاً،وفي وادي النيل إلى الجنوب الغربي، وتعرضت في الوقت نفسه لتأثيرات من جهة البحر المتوسط،حيث كريت واليونان وإيطاليا،ومن جهة البرحيث فارس والهند شرقاً.وكانت بفعل ذلك جزءاً من طريق دولي قديم.وقد كانت القدس قبلة ومحجاً للمؤمنين منذ تأسست على هضبة ممتدة مرتفعة عن سطح البحربحوالي 750 متراًوعلى بعد 50 كم منه في مرتفع الضهورعلى مقربة من عين الماء جيحون.

بقى أن نقول إننا في تناولنا لتاريخ القدس منذ الفتح العربي وإلقاء أضواء عليه،سوف نبدأ بتقديم حدث الفتح العظيم،ونوليه حقه من التفصيل،ثم نعرض بإيجاز لتاريخ القدس في المراحل التالية من الحكم العربي الإسلامي فيها ضمن دولة الخلافة حتى وقوع الغزو الفرنجي،ثم نقف أمام هذا الغزو وماحدث للقدس أثناءه؛لنتابع عرض المراحل التالية من تاريخها العربي الإسلامي،وصولاً إلى الوقوف أمام الصهيونية الاستعمارية لها منذ القرن التاسع الميلادي،الثالث عشرالهجري .

بانطلاقة العرب المسلمين بدعوة الإسلام في القرن السابع الميلادي،الأول الهجري في عصرالفتوحات الإسلامية،دخلت القدس وما حولها مرحلة جديدة من تاريخها الممتد.كان ذلك في عهد دولة الخلافة الإسلامية التي قامت في المدينة المنورة إثرهجرة محمد بن عبد الله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إليها.وقد دخلت فلسطين كجزء من بلاد الشام هذه الدولة بعد معركة اليرموك الفاصلة سنة 13 هـ، 633م .

وصولح على إيلياء (القدس)سنة 15هـ ،635 م في عهد الخليفة الراشد الثاني عمربن الخطاب-رضي الله عنه-وبقيت فلسطين والقدس تحت ظل الخلافة الإسلامية حتى آخرعام 1917بغض النظرعن مركزالخلافة أوأن يكون الخليفة أموياً أوعباسياً أوعثمانياً.

وتعرضت في عام 1099م للغزوالفرنجي لمنطقتنا الذي تم القضاء عليه عام 1187م،على مدى حوالي قرنين (493هـ - 583هـ)،ثم في القرن العشرين الميلادي حين تعرضت للغزو والاستعمارالصهيوني في القرن الرابع عشر الهجري ولا تزال ترزح تحت وطأته.

كان ذلك الفتح عربياً إسلامياً.وقد سبقه بقرون الوجود العربي في فلسطين والقدس منذ أن اعتُمرت فلسطين بالكنعانيين العرب الذين قدموا من الجزيرة العربية في الألف الرابعة قبل الميلاد وتلاهم العموريون والأراميون في هجرات متتابعة،ومنذ أن أسست قبيلة يبوس العربية الكنعانية مدينة القدس حوالي سنة 3000 ق.م.كما يقول عارف العارف في كتابه"المفصل في تاريخ القدس".

وقد نهج عدد من المؤرخين الثقاة العرب والأجانب في الربط بين الهلال الخصيب وشبه جزيرة العرب التي كانت مركزطرد سكاني.وهذاما دعاهم إلى أن ينبهوا إلى"أن الفتح العربي الإسلامي سبقه فتح عربي من قديم العصوروالأزمان".

كان عرب الجزيرة العربية الذين قاموا بهذا الفتح يعرفون جيداً "أدنى الأرض" أي أقربها إلى الحجاز،وهي فلسطين في جنوب سوريا.وكانوا قد تابعوا الحرب التي جرت هناك بين الفرس والروم في مطلع البعثة المحمدية وأشارإليها مطلع سورة"الروم"في القرآن الكريم.وتعوَّد تجَّارهم القيام برحلة الصيف إلى بلاد الشام شمالاً.وكانت محطتها الكبرى في البتراء عاصمة الأنباط.ومنها كانت القوافل تتجه إلى دمشق وإلى غزة التي توفي فيها هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويذكرعبد اللطيف الطيباوي في كتابه"القدس الشريف في تاريخ العرب والإسلام"أن عمروبن العاص،أحد تجار مكة،عرف جنوب فلسطين حتى بيت المقدس قبل أن يعرفها قائداً للجيش الإسلامي الذي حاصرتلك المدينة. وقد فصّل نبيه عاقل الحديث عن الوجود القبلي العربي في بلاد الشام قبل الإسلام،والصلات التي قامت بين رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وبينهم، وذلك في بحثه القيم في الموسوعة الفلسطينية"فلسطين من الفتح العربي الإسلامي إلى أواسط القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي".

وتذكركتب تاريخ العرب اسم فلسطين الذي اتخذه الرومان للقسم الجنوبي من سوريا واسم"إيلياء"عند الكلام عن الروم أوبيت المقدس عند الكلام عن المسلمين.
قبيل هذا الفتح رفع الله شأن بيت المقدس حين أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.وأنزل عليه في ليلة الإسراء،كما ورد في تفسيرالطبري،آية من سورة الزخرف هي الوحيدة التي لم تنزل في مكة أو المدينة.وهي"واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون"وذلك بعد أن لقيهم وصلّى بهم إماماً قرب الصخرة المشرفة. وسمي محمد-صلى الله عليه وسلم-المسجد الأقصى واحداً من المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال،مع المسجد الحرام ومسجده.
وقد روي عنه أنه بشَّرالصحابي معاذ بن جبل بفتح بلاد الشام وبيت المقدس،ووصف الذين يقيمون فيها من الرجال والنساء بأنهم"مرابطون إلى يوم القيامة.فمن احتل ساحلاًمن سواحل الشام وبيت المقدس،فهو في جهاد إلى يوم القيامة".كما بشَّر شداد بن أوس بهذا الفتح أيضا،وقال له"وتكون أنت وولدك أئمة بها إن شاء الله"كما يورد عارف العارف في كتابه نقلاً عن"مثيرالغرام بفضائل القدس والشام لابن سرور".وتروي السيرة النبوية العطرة أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-مهَّد لفتح الشام والقدس بقيامه بثلاث من الغزوات على الروم في معركة مؤتة 629م - 8هـ،ومعركة تبوك،ثم جهَّزفي السنة الحادية عشر للهجرة 632م جيشاً أمَّرعليه أسامة بن زيد،ولكن المنية وافته قبل أن يتحرك الجيش.
بات فتح بيت المقدس من أهم أهداف الدولة الإسلامية،وجاء في المرحلة الثالثة من مراحل فتحها بلاد الشام.فقد أكمل أبوبكرالصديق-رضي الله عنه-وصية النبي-صلى الله عليه وسلم-وأرسل الجيش بقيادة أسامة وزوده بالنصيحة"لاتخونوا،ولاتغدروا،ولاتغلوا،ولاتمثلوا،ولاتقتلوا طفلاًولاشيخاً كبيراًولاامرأة،ولاتعقروا نخلاًولاتحرقوه،ولاتقطعوا شجرة مثمرة،ولا تذبحوا شاة ولابقرة ولابعيراً إلا لمأكله.وسوف تمرون بأقوام فرّغوا أنفسهم في الصوامع،فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".ثم استنفرأبوبكرالعرب،وجهّز أربعة جيوش لفتح بلاد الشام خصص واحداً منها لفلسطين بقيادةعمروبن العاص.ونجح عمروبن العاص في فتح معظم أرض فلسطين،غزة وسبسطية ونابلس،ثم اللد ويُبنى وعمواس وبيت جبرين ويافا ورفح،ثم حاصرالقدس.وحين تولى عمربن الخطاب الخلافة بعد وفاة الصديق عام 13هـ أوعزإلى أبي عبيدة بن الجراح بعد أن فتح قنسرين في شمال سورية،أن يزحف إلى القدس،وسيّرإلى الشام سبع فرق بخمسة وثلاثين ألفاً من الجند،وسبعة قواد هم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والمرقال بن هاشم وقيس بن المرادي وعروة بن مهلهل بن يزيد الخليل.
تضمن كتاب الفتوحات تفاصيل كثيرة عن فتح القدس والشام،لايتسع مجال هذا الحديث لذكرها.ونكتفي هنا بالإشارة بشأن فتح القدس إلى أن أبا عبيدة حين وصل إلى الأردن بعث الرسل إلى أهل إيلياء برسالة الفاتح المسلم المتضمنة الدعوة إلى الإسلام وأخوَّته"فإن شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم وذراريكم،وكنتم لنا أخواناً"،أوالإقراربأداء الجزية،أوالقتال.

وقد وقع القتال من قبل جيش الروم المرابط في المدينة.ونشبت معركة دامية حتى اليوم العاشر.وفي اليوم الحادي عشرأشرقت راية أبي عبيدة، وفي رفقته عبد الرحمن بن أبي بكر،ونفرمن الأبطال المجاهدين،فاستقبله المسلمون بالتهليل والتكبير،فدب الرعب في قلوب الروم.ودام الحصار أربعة شهور..فرأوا التسليم وخرجوا إلى أبي عبيدة مستأمنين يتقدمهم البطريرك صفرنيوس حاملاً على صدره الصليب،وعلى جانبيه القسس والرهبان كل منهم يحمل إنجيلاً،فطلبوا الصلح.فتلقاهم أبوعبيدة بالترحيب. واشترطوا أن لايسلموا المدينة إلالشخص الخليفة فوافقهم.فسارت هدنة استمرت إلى أن جاء عمربن الخطاب،كما أوردعارف العارف وهويشير إلى كتاب"تاريخ القدس الشريف"لركيس.ويورد العارف أيضاً كتاب ابن عبيدة إلى الخليفة،ومشاورةعمرالصحابة،وأخذه برأي علي بن أبي طالب بالسفر،ونزوله بالجابية من قرى حوران بالجولان واستقباله فيها وفداً من أهل إيلياء على رأسهم"العوام"،وتوجهه من ثم إلى بيت المقدس ليتسلمها "صلحاً".

يصف ميخائيل مكسي في كتابه"القدس عبرالتاريخ"كيف وصل الخليفة "ممتطياً جملاًصغيراً،ولم يكن معه سوى عبده وسلاحه،واستقرعلى جبل الزيتون،ثم رحل إلى القدس ففتحت له المدينة أبوابها سنة 638 م،دون أن يتم تدميرأي شيء فيها،وتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرنيوس في حفل كبير،ثم زاركنيسة القيامة.

وتجمع كل المصادرالتاريخية الإسلامية والمسيحية على أنه لما حان موعد الصلاة طلب منه البطريرك أن يؤديها حيث كان،فاعتذرعمرحفاظاً على المقدسات المسيحية؛كي لاتكون صلاته هناك سنة لمن يجيء بعده.ولهذا اختارمكاناً آخرإلى الجنوب وصلى هناك وذلك نقلاًعن مارماردش.
وقد فصّل العارف وصف دخول عمرإلى بيت المقدس نقلاً عن المؤرخين العرب المسلمين.وأعطى عمرالبطريرك صفرنيوس"العهدة العمرية"التي جاء فيها بعدالبسملة:"هذا ما أعطى عبد الله عمرأميرالمؤمنين أهل إيلياء من الأمان.أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم،أنه لاتُسكن كنائسهم ولاتهدم ولاينتقص منها..ولامن شيء من أموالهم،ولايكرهون على دينهم،ولايضارأحد منهم ولايسكن إيلياء أحد من اليهود".
وتضمنت أيضاً أن على أهل إيلياء أن يخرجوا من المدينة الروم واللصوص،"فمن خرج منهم فهوآمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم" ومن كان فيها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد،وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية،ومن شاء سارمع الروم،ومن رجع إلى أهله فإنه لايؤخذ منهم شيء من الجزية حتى يحصدوا حصادهم" .

ويفسرالطيباوي عبارة أهل الأرض بأنهم الفلاحون الذين التجأوا إلى المدينة قبل حصارها،وهويلاحظ أن الوثيقة تفرق بين طائفتين من الناس:الروم وأهل البلاد.فأما الروم فهم حكام غرباءعليهم أن يخرجوا.وأماأهل البلاد الذين كانوا نصارى يحكمون الآرامية من الجنس العربي فهم باقون في بلادهم مع ضمان الحرية الدينية وسلامة الأرواح والأموال والكنائس.

وقد وضعت هذه الوثيقة نواة الاستقلال الطائفي"الملي"الذي قدرله أن يكون أساس السماحة الإسلامية مع أهل الكتاب الذين صالحوا المسلمين.
قام عمربزيارة مكان الصخرة المشرفة،وكانت قد تجمعت عليها الأقذار، مما طرحته الروم إغاظة لليهود."فأخذ الخليفة ينظفها هوبنفسه،فحذا حذوه من كان معه من الصحابة والقواد وغيرهم حتى رفعت الأقذار".

ويتابع مصطفى مراد الدباغ في كتابه"بلادنا فلسطين"قائلاً:"ثم أمرعمر ببناء الحرم،فبني من الخشب مايتسع لحوالي ثلاثة آلاف من المصلين". وهوينقل عن ابن البطريق وصفه لما حدث،ويذكرأن أميرالمؤمنين أقام في بيت المقدس بضعة أيام؛متفقداً معالمها،باحثاً شؤونها قبل أن يغادرها راجعاً إلى المدينة المنورة.وقد خطب في الناس وصلى،وعيَّن يزيد بن أبي سفيان عاملاًعلى إدارتها تحت إمرة أبي عبيدة.وعيِّن سلامة بن قيصرإماماً للصلاة،وعلقمة بن مجزرمشرفاًعلى شؤونها العسكرية،كما جاء في"الأنس الجليل في تاريخ مصروالخليل".

ويذكرعارف العارف عن هذا المصدرأن عمراً كما أعطى أهل إيلياء عهداً، أخذعليهم عهداً.كما يذكرأنه زارالقدس مرة أخرى عام 17هـ،639م في عام الرمادالشهيروطاعون عمواس.ويختم ميخائيل مكسي عرضه لهذه الصفحة من تاريخ القدس بالحديث عن سماحة الحكم الإسلامي،ويورد شهادة أرنولد في كتابه"الدعوة إلى الإسلام"،وما نقله توماس المرجا عن أحد البطاركة عن معاملة العرب الحسنة،وعن مودتهم للنصرانية.ويقول:

"والخلاصة أن الحكم الإسلامي دخل إلى القدس مصحوباً بالتسامح والسلام والنظام ..وأكد كثيرمن الكتاب الغربيين أن فلسطين ازدهرت في بداية العصر العربي،وصارت أهم طريق للقوافل؛بسبب موقعها في وسط الدولة الإسلامية في الشام وشمال إفريقيا".
ولم يتغير وضع السكان إلا قليلاً.فقد هاجرعدد من الإغريق وحل محلهم العرب المسيحيون والمسلمون وخلت المدينة المقدسة من اليهود في تلك الفترة.وعنى المؤرخون العرب المسلمون بذكرأسماء جميع الصحابة الذين اشتركوا في فتح بيت المقدس.


إن لنا في ختام هذا الحديث عن فتح العرب المسلمين لبيت المقدس في 20ربيع الأول 15هـ الموافق 2 أيار(مايو) 632م،أن نلاحظ أن المدينة المباركة وفلسطين وبلاد الشام والمنطقة دخلت بهذا الفتح مرحلة جديدة من تاريخها الطويل،تأكدت فيها عروبتها،وانتشرت وعمت فيها رسالة الإسلام،وقامت فيها حضارته.وبقيت القدس في هذه المرحلة فلسطينية عربية كما كانت،واستمرت مركزاً روحياً للمؤمنين،ومطمعاً للغزاة الطغاة الباغين.

نلاحظ أيضاً أن أهل القدس وفلسطين وبلاد الشام عامة تعاطفوامع هذا الفتح.وقد علل فيليب حتّي ذلك بقوله"وغالب الظن أن السوريين من أبناء القرن السابع اعتبروا العرب المسلمين أقرب إليهم عنصراً ولغة،وربما ديناً من أسيادهم الروم البيزنطيين"وذلك في كتابه"تاريخ سوريا و لبنان و فلسطين".وتذكركتب الفتوحات أن اليهود عبروا بقوة عن هذا التعاطف؛ ليتخلصوا من اضطهاد الروم لهم بسبب وقوفهم قبل ذلك مع الفرس.

وقد أورد البلاذري أن السامرة"كانواعيوناً وأدلاء"للعرب المسلمين،وأن يهود حمص قاموا بحراسة أبواب المدينة حين خرج منها جيش المسلمين للالتحاق بمعركة اليرموك"وكذلك فعل أهل المدن التي صولحت من النصارى واليهود".



المصدر//مجلة السادة الأشراف العدد (4)**


بسم الله الرحمن الرحيم تحية وبعد ارجو التكرم تصحيح الاخطاء التاريخية والمطبعية في الحلقة الاولى من تاريخ القدس مثل الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل وليس بتاريخ مصر والخليل ، ثانيا ان جزيرة كريت كانت هي واقعة تحت تأثير الحضارة العربية الكنعانيةالقادمة لها من بلاد الشام - سوريا الطبيعية - ولم تقع فلسطين تحت تاثيرها، ثالثا لم يكن الروم او البيزنطيين اسيادا لاهل فلسطين او سوريا كما يدعي فليب حتي ، ان اهل سوريا وفلسطين كانوا من العرب والقادمون هم من العرب يحملون دينا جديدا ، والتاريخ 638م وليس 632م اشكركم واتمنى تصحيح المعلومات


ضاحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2011 3:27 pm



الحلقة الثانية
تاريخ القدس منذ الفتح وحتى الغزو الفرنجي


عاش اليهود فيها بأمان وبرزمنهم كتاب وعلماء كبارفي الدولة الإسلامية

تلقى فيها الخلفاء المسلمون البيعة وألزموا عمالهم بزيارتها وجاورفيها

علماؤهم.
غدت فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي إقليماً تابعاً للدولة الإسلامية في المدينة،يحمل اسم جند فلسطين.وحين نشبت الفتنة الكبرى في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان كان معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام، واعتزل عمرو بن العاص الفتنة في ضيعة له بالسبع هي عجلان قرب قرية بربرة شمال شرق غزة.وبقيت فلسطين مع بقية بلاد الشام تحت حكم معاوية زمن خلافة علي بن أبي طالب .

حين آل أمرالخلافة إلى معاوية بعد معركة صفين،استهل عهده بالذهاب إلى بيت المقدس،حيث أعلن خلافته منهاعام 40هـ - 661 م،ومن ثم بايعه الناس.وروي أنه بعد مبايعته زارجبل الجلجلة وصلى هناك ثم قصد إلى الجثمانية وهبط إلى قبرالسيدة مريم وصلى هناك.وقد زارالقدس في عهده الأسقف الفرنسي أركولفوس حاجاً عام 760 م،وقضى فيها تسعة شهور وكتب وصفاً مسهباً لكنيسة القيامة والكنائس الأخرى،وذكرأن المسلمين بنوا مسجداً مربع الأضلاع يتسع لثلاثة آلاف من المصلين.

كان من أهم ما قام به الأمويون بناء الحرم القدسي الشريف،في بقعة مقدسة منذ القديم،تعود إلى نشأة المدينة.ويتألف هذا الحرم من المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وما بينهما وما حولهما من منشآت على مساحة 140900 متراً مربعاً.وقد بناها عبد الملك بن مروان عام 66هـ - 685م،وأوقف على نفقاتهما خراج مصر لمدة سبع سنين . واكتمل بناء بقية الصخرة سنة 70هـ - 691م.ويسهب المؤرخون القدماء والحديثون عرباً وأجانب في وصف تكوينه الرائع الذي جاء آية في فن الهندسة على مرالعصور.وقد سجل الدباغ والعارف في كتابيهما العديد من الشهادات على ذلك.

حفظ التاريخ لعبد الملك بن مروان أنه حوّل الدواوين إلى العربية،ونقش الدراهم والدنانيربالعربية،"الله أحد"على وجه و"الله الصمد"على الوجه الآخر.ويذكرأنه اعتنى بفتح الطرق وتعبيدها.

وهنا ازدهرت القدس في عهده وعهد ابنه الوليد.وغدت-على قول الدباغ - "واحدة من المراكزالعظيمة في الدولة الأموية.ففضلاً عن إقامتهما مباني الحرم الشريف،فإنهما أعادا بناء الأسوارالمحيطة بالمدينة،وبنوا القصور والأبنية الفخمة بجوارالزاوية الجنوبية لسور الحرم التي استمرت مسكونة من قبل أمراء القدس في العهود الأموية والعباسية والفاطمية .

وحين ولي سليمان بن عبد الملك الخلافة بعد أخيه الوليد سنة 96هـ - 715م،أتى بيت المقدس كما يقول صاحب"الأنس الجليل"،"وأتته الوفود بالبيعة،فلم يروا وفادة كانت أهنى من الوفادة إليه..وقد همَّ بالإقامة في بيت المقدس،واتخاذها منزلاًوجمع الأموال والناس بها.وحين تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان طلب من جميع ولاته أن يزوروا القدس ويقسموا يمين الطاعة والعدل في المعاملة بين الناس في مسجدها،كما يذكر الدباغ نقلاً عن محمود العابدي في كتابه "قدسنا".

في تتبعنا لأخبارالقدس في عهد الدولة العباسية،نذكر أن الخليفة المنصور زارها عام 154هـ،وقد طلب منه أهل بيت المقدس ترميم ما أصاب الحرم الشريف من خراب؛بسبب زلزال حدث عام 130هـ فقام بذلك.ووضع تقليداً أن يزوركل خليفة عباسي القدس.وقد زارها الخليفة المهدي.وزارها الخليفة المأمون سنة 216هـ وهو في طريقه إلى مصر،وفق ما ذكره الدباغ عن صاحب"الأنس الجليل"وهويعدد ما جاء في الكتب من أخبارها.

وخرج عارف العارف من تتبعه للقدس في العصرالعباسي بأن"تأثير العباسيين في فلسطين ولاسيما في عهدهم الأخيركان ضئيلاً"،وعلل ذلك بسبب بعد المسافة.وعني الطيباوي بتقديم مقتبسات مختصرة من مؤلفات أربعة من الكتاب المسلمين الذين عرفوا القدس والخليل في ذلك العصر. وهم ابن واضح اليعقوبي الذي ألف كتاب"البلدان"،وشمس الدين المقدسي الجغرافي الرحالة،صاحب كتاب"أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، وناصرخسرو الرحالة الفارسي الذي وصل القدس في رمضان 438هـ - 1047م،وأبوحامد الغزالي الذي زارالقدس والخليل،وكتب"المنقذ من الضلال"الذي تحدث فيه عن اعتكافه في مسجد قبة الصخرة.وقد التفوا جميعهم على الإشادة بفضائل بيت المقدس.واستنتج الطيباوي مما كتبوه عنها "وجود أوقاف فيها وفي الخليل،كان يصرف ريعها على الحجاج وطلاب العلم والضيوف.وكذلك وجود بيوت وزوايا لإيواء القادمين للمجاورة أوالمارين في طريقهم إلى مكة أوالعائدين منها.وأيضاً وجود مستشفى واحد على الأقل في القدس لمنفعة المقيمين والقادمين".


أعلام مرموقون ولدوا في القدس أو زاروها أوجاوروها.وقد قام مصطفى الدباغ بذكرأربعين علماً في موسوعة"بلادنا فلسطين".وعني أيضاً مع مؤرخين آخرين بذكرمن زار القدس من الرحالة الأجانب.فبعد المطران فرنك أركولف الذي سبق ذكره،زارها عام 870م السائح برنارد الحكيم وكتب عن زيارته مشيداً بما بين المسلمين والمسيحيين من تفاهم تام، وباستتباب الأمن،ومتحدثاً عمن لقي من الحجاج المسيحيين الذين كانوا ينزلون معه في نزل أسسه الملك شارلمان الذي قامت بينه وبين هارون الرشيد صلات ودية.وقد فصل الحديث عن هذا الرحالة نقولا زيادة في كتابه"رواد الشرق العربي في العصورالوسطى".

كانت السماحة الدينية أبرزسمات العيش في القدس وفي الدولة الإسلامية عامة،كما سبق أن ذكرنا.وقد عني ميخائيل مكسي بالوقوف أمام ذلك في كتابه"القدس في التاريخ"،وقال في ذلك"امتازالعباسيون بحسن معاملة المسيحيين خصوصاً في عهد هارون الرشيد 786م الذي سمح للإمبراطور شارلمان بترميم الكنائس وبناء كنيسة باسم العذراء،وعمل على حماية الحجاج المسيحيين".

هذا بشأن المسيحيين من أهل الكتاب الذين حكم التعامل الإسلامي معهم مبدأ "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".فماذا بشأن اليهود؟.

لقد عني كاتب هذا الحديث بتناول هذا الموضوع في بحثه"الوجود اليهودي في القدس منذ أقدم العصور"،فعرض لوجودهم قبل الغزوالفرنجي منذ الفتح،في ظل انتمائهم لحضارة الإسلام،قائلاً:نستدل من العهدة العمرية على عدم وجود أحد من اليهود في إيلياء في يوم الفتح،حيث طلب أهلها الذين كانوا يدينون بالنصرانية "ألا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود"وقد استجاب الخليفة الراشد عمربن الخطاب-رضي الله عنه-لهذا الطلب الذي تقدم به باسم أهل إيلياء البطريرك صفرنيوس وكان هذا البطريرك قد اشترط حين اشتد حصارالمسلمين للمدينة أن يسلمها للخليفة نفسه،فلبى عمر وجاء بنفسه وأعطى عهده الشهيرإلى أهل إيلياء من الأمان"لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ولايكرهوا على دينهم ولايضارأحد منهم" ولبّى طلبهم ألايسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود الذين كانوا كما مربنا قد حالفوا الفرس ضد الروم وآذوا النصارى.

وبقيت القدس خالية من اليهود تنفيذاً لما جاء في هذا العهد فترة من الزمن لم تطل؛لأن الحكم الإسلامي الذي كفل حرية الاعتقاد فلا إكراه في الدين واحترم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وترك لكل ملة أن تنظم شؤونها الدينية،ورحب بمشاركة جميع الأقوام والملل في الحياة العامة،سمح لليهود بزيارة القدس،ثم بالعمل فيها وسكناها.

ويذكرإسحاق موسى الحسيني في كتابه"عروبة بيت المقدس"نقلاً عن مجير الدين الحنبلي أن عبد الله بن مروان الأموي أتاح لعشرة من اليهود أن يخدموا صناعاً في المسجد الأقصى يعملون القناديل والأقداح والثريات وغير ذلك"لايؤخذ منهم جزية جارياً عليهم وعلى أولادهم"وقد انتهت خدمتهم في عهد عمربن عبد العزيز.ويقول عبد اللطيف الطيباوي في معرض وقوفه أمام هذا الأمر"وكذلك لايوجد سند تاريخي يثبت نقص ما جاء في العهد العمري لنصارى إيلياء بمنع إقامة اليهود فيها.كلا،ولابينة تفسرسبب إهمال العمل بهذا النص والغالب أن الشرط لم يلغ بل قلّ الالتفات إليه تدريجياً في جو التسامح العام وكان هناك عدد من اليهود في مدن فلسطين الأخرى،عسقلان وقيسارية وغزة وطبرية،وقد رأوا سماحة الحكم العربي بالإسلام،فرحبوا به،وهللوا له،وكتب عراف يهودي عن هذا الحكم فجعل ملاكاً يقول لكاهن"لاتخف يا بن يهوه فالخالق تبارك اسمه لم يضع مملكة إسماعيل إلا ليخلصكم من هذا الشر"يقصد حكم الروم البيزنطيين كما نقل برنارد لويس في كتابه العرب في التاريخ،وكان اليهود يطلقون على دولة العرب المسلمين اسم مملكة إسماعيل.

في ظل هذا الحكم عاش في القدس نفرمن اليهود إلى جانب أهلها من النصارى والمسلمين،وقد تزايد عدد العرب المسلمين فيها؛لما اتصفت به من جاذبية لهم بحكم قدسيتها فجذبت مهاجرين منهم إليها،ولأن الدين الإسلامي كان ينشرتدريجياً في أوساط المسيحيين واليهود.

وتشيرمصادر يهودية اعتمد عليها بن زيون دينور في بحثه المنشورفي كتاب"اليهود في أرضهم"إلى أن سبعين أسرة سكنت القدس في العصر الأموي وذلك بعد أن عبرت سماحة العرب تجاه الجماعات الدينية عن نفسها في العهد الأموي على حد قوله وبوضوح أشد في العهد العباسي.

وقد سجل دينورهذه الحقيقة،وحاول إلقاء ظلال من الشك عليها،بإيراد تعليلات غيرموضوعية لهاجعلت حديثه حافلاً بالمتناقضات.ويستدل من حديث الرحالة المسلم ناصر خسرو الذي زارالقدس سنة 438هـ الموافق لـ 1047م أن عدد سكان المدينة كان عشرين ألفاً وأن مثل هذا العدد من الحجاج كان يزورها سنوياً.

استمرالوجود اليهودي في القدس منذ الفتح العربي الإسلامي لها إلى أن احتلها الفرنجة عام 1099م وفي فلسطين والمنطقة التي أصبحت تعرف بدار الإسلام عامة،وساهم في هذا الاستمرارهجرات أفراد من اليهود إلى فلسطين؛طلباً للأمن أوالعلم أوبغرض التعبد سواء من دارالإسلام أومن خارجها.وقد لاحظ باركس في كتابه "تاريخ فلسطين من 135 إلى الزمن الحديث"أن الحكام المسلمين لم يرفضوا في أية فترة السماح ليهود من بلاد أجنبية أن يدخلوا فلسطين،ويقيموا فيها،وبدون هذه الهجرة ما كان لوجودهم أن يستمر؛وذلك لأن أعداداً منهم كانت تعتنق الإسلام بكامل رغبتها وألحق هذا السماح الذي يشير إليه باركس لليهود المستأمنين الذين يأتون مسالمين وهونابع من تعاليم الدين الحنيف.

عاش أهل فلسطين والقدس في ظل الحكم الإسلامي التحول العظيم الذي حدث في القرن الأول الهجري بفعل نشوء العمران الحضاري العربي الإسلامي وشاركوا بمختلف مللهم في ازدهار هذا العمران الحضاري من موقع الانتماء الحضاري إليه.وهذه ظاهرة يوقف أمامها،وقد كانت لها تجلياتها في طابع حياتهم في القدس ودارالإسلام.ومن الذين وقفوا أمام هذه الظاهرة أحد يهود الإسلام كما يصف نفسه إلى جانب كونه أحد يهود العرب هو جدع جلادي الذي كتب"إسرائيل نحوالانفجار الداخلي" وخصص الفصل الأول من كتابه هذا لتأمل هذه الظاهرة،واختارعنواناً للفصل"الوئام بين يهود العالم الإسلامي والأمة الإسلامية".وقد أحسن جلادي الإحاطة بالظاهرة فيما كتب،وتتبع جذورها فعرض بداية تعامل الرسول-صلى الله عليه وسلم-مع اليهود،وحلل مضمون الصحيفة،ثم تحدث عن اليهود والفتوحات الإسلامية وترحيبهم بها ثم شرح نظام الملل الإسلامية وأطلق عليه مصطلحاً حديثاً هو"الحكم الذاتي اليهودي"،ثم فصل الحديث عن اليهود في الحكم الإسلامي،وإسهامهم في ازدهار الاقتصاد،ثم وقف أمام تعرب اليهود في الإسلام لساناً وثقافة وحضارة،وعرض أسماء من برزوا منهم في مختلف العلوم والآداب،وفصل الحديث عن التسامح الإسلامي،وختم بحديث عن يهود الغرب ويهود العراق.

وكان كاتب هذا الحديث قد وقف أمام هذه الظاهرة في بحثه"تطور حياة اليهود في فلسطين"وفي بحثه عن"التعددية الدينية في الإسلام"المنشورفي كتابه"وحدة التنوع".كما تناولت كتابات عربية وأجنبية الظاهرة بالدراسة. ولافت للنظرأن الكتابات الصهيونية حين وقفت أمامها حارت في كيفية التعامل معها،فحفلت بالتناقض مع نفسها،ومثّل عليها الفصل الذي كتبه بن زيون دينورفي كتاب"اليهود في أرضهم".

إن هذه الظاهرة تفسرخلوتاريخ يهود الحضارة الإسلامية من أية ثورات على الحكم على ما رأيناه في تاريخ اليهود في ظل حضارتي اليونان والرومان،كما تفسرالإسهام الإيجابي لليهود في هذه الحضارة،وانعكاسها الإيجابي على حياتهم.وقد عرض فؤاد حسنين في كتابه"المجتمع (الإسرائيلي)منذ تشريده حتى اليوم"مثلاً على ذلك ظهورمذهب القرائين الذي هو ولاشك وليد الإسلام والمجتمع الإسلامي،وكان اليهود قبله يخضعون دينياً لنظام تلمودي شديد يقيد حريتهم،فإذا بالحضارة العربية الإسلامية تهزهم وتزعزع ثقتهم في التلمود،فكان أن ظهرهذا المذهب الجديد وطور"الربانيون"منهم مذهبهم..وهكذا برزعنان الذي أسس القرائين في العصرالعباسي وتأثربتيارات الفكر الإسلامي.وبرزأيضاً سعيد الفيومي الذي دافع عن اليهودية "السنية"ضد القرائين وألف عدداً من الكتب.

والحديث عن انتماء يهود الإسلام إلى الحضارة العربية الإسلامية،وإسهامهم فيها يغري بالاستطراد،ولكن مجال هذا الحديث يضيق عنه ونكتفي بالإشارة إلى أعلام يهود برزوا من أمثال موسى بن ميمون وابن كمونة والسمؤل بن حنفي وغيرهم.




المصدر// مجلة السادة الأشراف العدد(5)**
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:52 am

المسجد الأقصى وعهود بني إسرائيل

1-في عهد يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام وهو المعروف باسم "إسرائيل"، أعيد بناء المعبد على مكان الصخرة، وقصة ذلك عند أهل الكتاب: (أن يعقوب عليه السلام لما خرج من عند أبيه "إسحق" وأخيه "عيسو" وآخر ذلك اليوم أدركه المساء في موضع فنام فيه أخذ حجراً فوضعه تحت رأسه ونام فرأى في نومه ذلك عراجاً منصوباً من السماء إلى الأرض وإذا الملائكة يصعدون فيه وينزلون والرب تبارك وتعإلى يخاطبه ويقول له إني سأبارك عليك وأكثِّر ذريتك وأجعل لك هذه الأرض ولعقبك من بعدك. فلما هبَّ من نومه فرح بما رأي ونذرلله لئن رجع إلى أهله سالماً ليبنينّ في هذا الموضع معبداً لله عز وجل, وان جميع ما يرزقه من شيء يكون لله عشره، ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل عليه دهناً يتعرفه به وسمى ذلك الموضع بيت إيل أي بيت الله وهو موضع بيت المقدس اليوم[1]. ثم إن يعقوب عليه السلام خرج بأبنائه من بيت المقدس, والتحق بابنه يوسف الذي كان عزيزاً في مصر, بعد أن اجتاح بلاد الشام وكثيراً من البلدان سنوات عجاف.

2-وفي عهد موسى بن عمران عليه السلام أعظم أنبياء بني إسرائيل, لما أنجاه الله ومن معه من فرعون وملائه, وجاوز بهم موسى البحر, حثَّ بني إسرائيل على قتال من كان في أرض بيت المقدس من المشركين الجبارين من الحيثانيين والفزاريين والكنعانيين, لأنها أرض لا ينبغي أن تكون ألا لعباد الله الصالحين كما قال تعالى عن موسى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين)[2] فأبو ونكلو عن الجهاد، فسلط الله عليهم الخوف وألقاهم في التية في مفازة سيناء أربعين سنة, ولما شعر موسى عليه السلام بموته ولما يدخل الأرض المقدسة, سأل الله تعالى أن يكون مماته قريباً منها رمية بحجر فلبى الله طلبه كما هو ثابت في الصحيحين[3].

3-أول جهاد في التاريخ لفتح بيت المقدس: كان في عهد نبي الله تعالى يوشع من بنون الذي خلف موسى وهارون في بني إسرائيل, فخرج بالجيل الثاني وما بقي من جيل الجبن والهزيمة, فأجرى الله تعالى على يده الفتح المبين, بعد أن محَّص الله المؤمنين, وقد وقع قبيل الفتح آية باهرة, ومعجزة ظاهرة, كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: "لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن, ولا آخر قد بنى بنياناً ولم يرفع سقفها, ولا آخر قد اشترى غنماً أو خَلِفات وهو منتظر ولادها" قال : فغزا، فأدنى للقرية حين صلاة العصر, أو قريباً من ذلك, فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور, اللهم احبسها عليَّ شيئاً, فحبست عليه حتى فتح الله عليه..)[4], وهذا كان في فتح بيت المقدس كما في رواية أخرى: (إنّ الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس)[5]، وهذه معجزة فريدة لهذا النبي في أول غزوة لفتح بيت المقدس كما قال الشافعي : (وقد صحَّ أنَّ الشمس حبست على يوشع ليالي قاتل الجباريين)[6].

ولما دخل بهم باب المدينة بيت المقدس، أُمروا أن يدخلوها سجداً أي ركعاً متواضعين شاكرين لله عزَّ وجل على ما منَّ به عليهم من الفتح العظيم الذي كان الله وعدهم إيّاه، وان يقولوا حال دخوله حطة، أي حطَّ عنَّا خطايانا التي سلفت من نكولنا الذي تقدّم، ولكنهم خالفوا ما أُمروا به قولاً وفعلاً، دخلوا الباب يزحفون على استاههم يقولون حبّة في شعرة، وفي روايةٍ حنطة في شعرة، وحكى القرآن عن ذلك في سورة البقرة والأعراف، وفي الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة فدخلوا على استاههم فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة) [7]

المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

____________________________

1 البداية والنهاية1/182.

2 المائدة آية 21.

[3] البداية والنهاية 1/182.

[4] رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

[5] رواه أحمد 2/325, الطحاوي 2/10 وانظر البداية والنهاية 1/323.

[6] اللآلئي المصنوعة للسيوطي 1/341.

4 رواه البخاري ومسلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:53 am

تابـــــــع المسجد الاقصى وعهود بني اسرائيل

4-عهد داود وسليمان وتوسعة المسجد وبناءه العظيم:

بعد وفاة النبي يوشع عليه السلام تلى عهد القضاة واستمر مدة 400سنة, ثم عصر الملوك, وكان القضاة في آخر عهودهم قد دبّ فيهم الضعف, فسلب الله منهم الأرض المقدسة, فلجأ بنو إسرائيل إلى نبي لهم أن يبعث عليهم ملكاً يقاتلون معه الكافرين الذين أخرجوهم من ديارهم وأبنائهم , فكان طالوت عليهم ملكاً كما هي القصة في سورة البقرة، وأراد طالوت أن يمحِّص جيشه كما محَّص النبي يوشع من قبل جيشه, ولكن كان ذلك هنا بطريقة أخرى كما أخبر القرآن الكريم: (قال إنَّ الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفةً بيده) فما صفا منهم إلا قلة مؤمنة صابرة على الجلاد والطعان[8], فهزموا المشركين بإذن الواحد الديان (وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلّمه مما يشاء)[9]. ثم أصبح داود النبي ملكاً على بني إسرائيل, وكان فتح المدينة المقدسة في نهاية القرن الألف ق. م. وعندها تجهز داود لتجديد بناء مسجد بيت المقدس ولكن الله تعالى كتب بناءه على يد ابنه سليمان عليه السلام كما هو عند الطبراني من حديث رافع بن عميرة: (أن داود عليه السلام ابتدأ بناء بيت المقدس ثم أوحى الله إليه: إني لأقضى بناءه على يد سليمان[10]، فتولّى سليمان عليه السلام البناء من بعد والده, فبنى المسجد على هيئة ضخمة فخمة, حتى نسب المعبد بعد ذلك اليه, وراح الناس يدعونه "معبد سليمان" قال الخطابي: يشبه أن يكون المسجد الاقصى أول ما وضع بناءه بعض أولياء الله قبل داود وسليمان ثم داود وسليمان زادا فيه ووسعاه, فا ضيف اليهما بناؤه[11], قال ابن تيميه: المسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم عليه السلام لكن سليمان عليه السلام بناه بناءً عظيماً[12].

5-السبي البابلي وتدمير معبد سليمان:

ضعفت المملكة بعد عهدها الزاهر, عهد سليمان عليه السلام, وعم الفساد في بني اسرائيل وطم فالقي الله بينهم العداوة والبغضاء فأصبحوا بعد الوحدة والاتفاق, مملكتين إحداهما في الشمال (السامرة) إسرائيل وعاصمتها شكيم (نابلي) وتسلط عليها سرجون ملك الأثوريين فاستولى عليها, والشانير مملكة (يهودا) في الجنوب وعاصمتها أورشليم (القدس), غزاها الفراعنة فاستولوا عليها وعلى مملكة الشمال التي ظهر عليها الأشوريون أول مرة, ثم زحف (بحتنصر)(*) ملك البابلين على فلسطين فدمّر المسجد وبيت المقدس عام 587 ق.م وحقت كلمة العذاب على بني إسرائيل بما ظلموا , قال تعالى : (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً. فاذا جاء وعدُ أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً)[13].

فبقي بيت المقدس كذلك خراباً يباباً عقوداً من الزمان, بعد أن كانت كثيرة البنيان, وفيرة السكان, ولعل حكاية القرآن عن قصة ذلك الرجل في قوله تعالى : (أوكالذي مرّ على قرية وهي خاويةٌ على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها, فأماته الله مائة عام ثم بعثته)[14] فربما كان وقوعها في تلك الحقبة التي ظل بيت المقدس فيها أطلالاً, كما قال ابن جريج وغيره: بلغنا أن عزيراً خرج فوقف على بيت المقدس, وقد خرّبه بُخت نصر, فوقف فقال: أبعد ما كان لك من القدس والمقابلة والمال ما كان ‍‍!! فحزن , وقال وهب بن منبه وغيره إنما هو آرميا مرّ على بيت المقدس, والأشهر الأول, والله اعلم [15].

6-إعادة بناء المسجد وعهد أنبياء الله زكريا ويحي وعيسى عليهم السلام:

تمكن كورش الفارسي الذي تزوج من يهودية اسمهما (أستير) من احتلال بلاد الشام وضمها إلى دولته –فارس- عام 538 ق.م وقدم له اليهود مساعادات في فتحه بابل والشام ومصر, فسمح لمن يريد العودة من اليهود إلى أرض كنعان, وانتهى حكم الفرس عام 332 ق. م , وبدأ حكم اليونان باستيلاء الاسكندر المقدوني على بلاد الشام , واستمرّ حكمهم لبلاد الشام حتى عام 63 ق. م إذ استطاع القائد الروماني بومبي أن ينهي احتلال اليونان وبقي الرومان يحكمونها إلى أن أنقذها الاسلام عام 636 ب. م, وما يهمنا من تلك الأحقاب عهد الرومان, حيث تمكن اليهود في عهد (هيردوس) الملك على بيت المقدس من قبل الرومان من إعادة بناء المعبد (الهيكل) عام 20ق. م. وكان من أئمة مسجد الأقصى آنذاك زكريا نبي الله وابنه السيد الحصور يحي عليهما السلام, وكانا قد اتخذا من محراب المسجد ومنبره مجالاً للدعوة إلى الاسلام, وتقويم اعوجاج بني إسرائيل, ولما ولدت مريم البتول (خالة يحي عليه السلام) المسيح عيسى ابن مريم سلك ذات النهج في الدعوة إلى الله, وكان عوناً لهما في ذلك , ومن ذلك ما حدّث به الحارث الأشعري أن رسول الله صلى ا لله عليه وسلم قال: (إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات: يعمل بهنّ ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن وإن عيسى بن مريم قال له: إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن, وتأمر بهن بني إسرائيل يعملون بهن فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم قال: إنك أن تسبقني بهنّ, خشيت أن أُعذب أو يخسف بي) قال (فجمع النّاس في بيت المقدس حتى امتلأ, وقعد الناسُ في الشرفات قال: (فوعظهم...) الحديث[16].

ولكنّ بني إسرائيل كانوا في غفلة عن ذلك كله, قست قلوبهم, وأُشربوا فيها حبّ الدنيا, ونسوا الدار الآخرة فتردت أخلاقهم, وسفهت أحلامهم وانتهكوا حرمة المسجد الأقصى, فاتخذوه سوقاً للصيارفة, وملعباً للحمام, بل همّوا بأنبيائهم , فذبحوا السيد الحصور يحي, ونشروا بالمنشار زكريا, وأنذرهم عيسى بن مريم بأمر الله الذي لا يُردّ عن القوم الظالمين, وقال لهم فيما قال: (إن هذا المعبد سيهدم ولن يبقى فيه حجر على حجر), فما انتهوا عن غيهم, ولا ارعوَوا عن بغيهم, بل تماروا بالنذر حتى سدروا في طغيانهم , ودبّروا مكيدة للمسيح ابن مريم ليقتلوه ويصلبوه ولكن الله تعالى أنجاه منهم , وبعد انصرام أربعين سنة من رفعه عليه السلام حاق ببني إسرائيل بأس الله وتنكيله, ومكر بهم إذ أرادوا المكر بأنبيائه وأوليائه، حيث وقف اليهود ضد المسيحية مع الوثنية الرومانية. ثم حاولوا الثورة على الرومان عام 70م فقاد القائد الروماني (تيطس) حملة دخلت بيت المقدس, وأعمل فيها القتل والحرق والنهب, وشرد اليهود في أجزاء الأرض.

المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

_______________________

[8] روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال: (كنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث ان عدة اصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر, ولما يجاود معه إلا بضعة عشر وثلاثمائة مؤمن).

[9] البقرة 251.

[10] فتح الباري 6/408.

[11] فتح الباري 6/409.

[12] الفتاوي 27/351.

* وهكذا سلط الله على بني إسرائيل بسبب بغيهم وعصيانهم جبابرة لا يرقبون فيهم إلاًّ ولا ذمة كما قال وهب بن منية: أوحي الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا, حين ظهرت فيهم المعاصي, أن قم بين ظهراني قومك فأخبرهم أن لهم قلوباً لا يفقهون واعيناً لا يبصرون وآذاناً لا يسمعون... وأن هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه اباءهم والتمسوا الكرامة من غير وجهها , أما أحبارهم فأنكروا حقي, واما قراؤهم فعبدوا غيري واما نسّاكهم فلم ينتفعوا بما علموا وأما ولاتهم فكذبوا عليّ وعلى رسلي, وإني أقسم بجلالي وعزتي لأهيجنّ عليهم جيولاً لا يفقون ألسنتهم ولا يعرفون وجوههم ولا يرحمون بكاءهم ولأبعثنّ فيهم ملكاً جباراً قاسياً له عساكر كقطع السحاب.. ) البداية والنهاية 2/31.

4 سورة الإسراء آية 4.

5 البقرة259..

1 البداية والنهاية 2/31.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:55 am

تابـــــــع المسجد الاقصى وعهود بني اسرائيل

6-إعادة بناء المسجد وعهد أنبياء الله زكريا ويحي وعيسى عليهم السلام:

تمكن كورش الفارسي الذي تزوج من يهودية اسمهما (أستير) من احتلال بلاد الشام وضمها إلى دولته –فارس- عام 538 ق.م وقدم له اليهود مساعادات في فتحه بابل والشام ومصر, فسمح لمن يريد العودة من اليهود إلى أرض كنعان, وانتهى حكم الفرس عام 332 ق. م , وبدأ حكم اليونان باستيلاء الاسكندر المقدوني على بلاد الشام , واستمرّ حكمهم لبلاد الشام حتى عام 63 ق. م إذ استطاع القائد الروماني بومبي أن ينهي احتلال اليونان وبقي الرومان يحكمونها إلى أن أنقذها الاسلام عام 636 ب. م, وما يهمنا من تلك الأحقاب عهد الرومان, حيث تمكن اليهود في عهد (هيردوس) الملك على بيت المقدس من قبل الرومان من إعادة بناء المعبد (الهيكل) عام 20ق. م. وكان من أئمة مسجد الأقصى آنذاك زكريا نبي الله وابنه السيد الحصور يحي عليهما السلام, وكانا قد اتخذا من محراب المسجد ومنبره مجالاً للدعوة إلى الاسلام, وتقويم اعوجاج بني إسرائيل, ولما ولدت مريم البتول (خالة يحي عليه السلام) المسيح عيسى ابن مريم سلك ذات النهج في الدعوة إلى الله, وكان عوناً لهما في ذلك , ومن ذلك ما حدّث به الحارث الأشعري أن رسول الله صلى ا لله عليه وسلم قال: (إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات: يعمل بهنّ ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن وإن عيسى بن مريم قال له: إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن, وتأمر بهن بني إسرائيل يعملون بهن فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم قال: إنك أن تسبقني بهنّ, خشيت أن أُعذب أو يخسف بي) قال (فجمع النّاس في بيت المقدس حتى امتلأ, وقعد الناسُ في الشرفات قال: (فوعظهم...) الحديث[16].

ولكنّ بني إسرائيل كانوا في غفلة عن ذلك كله, قست قلوبهم, وأُشربوا فيها حبّ الدنيا, ونسوا الدار الآخرة فتردت أخلاقهم, وسفهت أحلامهم وانتهكوا حرمة المسجد الأقصى, فاتخذوه سوقاً للصيارفة, وملعباً للحمام, بل همّوا بأنبيائهم , فذبحوا السيد الحصور يحي, ونشروا بالمنشار زكريا, وأنذرهم عيسى بن مريم بأمر الله الذي لا يُردّ عن القوم الظالمين, وقال لهم فيما قال: (إن هذا المعبد سيهدم ولن يبقى فيه حجر على حجر), فما انتهوا عن غيهم, ولا ارعوَوا عن بغيهم, بل تماروا بالنذر حتى سدروا في طغيانهم , ودبّروا مكيدة للمسيح ابن مريم ليقتلوه ويصلبوه ولكن الله تعالى أنجاه منهم , وبعد انصرام أربعين سنة من رفعه عليه السلام حاق ببني إسرائيل بأس الله وتنكيله, ومكر بهم إذ أرادوا المكر بأنبيائه وأوليائه، حيث وقف اليهود ضد المسيحية مع الوثنية الرومانية. ثم حاولوا الثورة على الرومان عام 70م فقاد القائد الروماني (تيطس) حملة دخلت بيت المقدس, وأعمل فيها القتل والحرق والنهب, وشرد اليهود في أجزاء الأرض.

7-بناء معبد وثني مكان المسجد الأقصى:

حاول اليهود الانتفاضة مرة أخرى عام 135م زمن الامبراطور (هادريان), فقاد حملة بنفسه حتى قتل من اليهود 580 ألفاً وقضي على وجودهم نهائياً في فلسطين, ومنعهم من دخول بيت المقدس, ودعاها (إيليا كابيتولينا), وما أدق وصف القرآن لذلك التدمير الثاني: (ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً)[17], وبنوا حيث كان المسجد الأقصى معبداً وثنياً أسموه (جويبتار), حتى اعتنق الرومان النصرانية [18] المحرّفة في عهد الامبراطور (قسطنطين) فهدم المعبد الوثني وبقي مكان المسجد خالياً من بناء مقام فيه بقية عهد الرومان النصارى.

8-امتهان النصارى المسجد الأقصى واتخاذ مكانه كُناسة:

لم يكن للرومان النصارى اهتمام بالمسجد الأقصى, بل اتخذوا مكانه مزبلة, حتى إن المرأة كانت ترسل خرقة حيضتها من داخل الحوز لتلقى في الصخرة, وذلك مكافأة لما كانت اليهود عاملت به القمامة, وهو المكان الذي صُلب فيه شبيه المسيح ابن مريم, فظنت اليهود والنصارى أنه المسيح عليه السلام (وما قتلوه وماصلبوه ولكن شُبِه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلاّ اتباع الظن وما قتلوه يقيناً) [19]. فاتخذ اليهود مكان الصلب قمامة حتى اذا ظهر النصارى الرومان اتخذوه كنيسة هائلة بنتها أم الملك قسطنطين, واتخذوا مكان قِبلة اليهود مزبلة, فلما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه, بيت المقدس, وتحقق موضع الصخرة, أمر بازالة ما عليها من الكناسة حتى قيل إنه كنسها بردائه[20].

وهكذا كان عام 135م نهاية للوجود اليهودي في أرض بيت المقدس, وانتهت علاقة اليهود بفلسطين سياسياً وسكانياً أي أنه كان الخروج الأخير, وبقيت محرمة على اليهود حتى الفتح الإسلامي أي خمسة قرون, إلاّ ما مُنحته أجيال اليهود من القدوم إلى آثارهم كي يقوموا بالبكاء والنواح على مجدهم الزائل عند حائط البراق (المبكى).




المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

__________________________

16- رواه احمد والترمذي والحاكم, وحسنه الحافظ ابن كثير في التفسير (1/102) وصححه ابن خزيمة وغيره. وهو حديث عظيم في فضل التوحيد والصلاة والصيام والصدقة وذكر الله, وفي آخره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنا أمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله, فمن فارق الجماعة قيد شبر, خلع ربقة الاسلام من رأسه, إلاّ أن يرجع, ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثي جهنم). قيل: وإن صام وصلى؟ قال: (وإن صلي وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله.

[17] الإسراء 4.

[18] في الحقيقة ليس الرومان هم الذين تنصروا ولكن النصرانية هي التي تروّمت حيث تحولت النصرانية من عقيدة التوحيد إلى عقيدة التثليث!.

[19] النساء 157.

20- رواه أحمد 1/268 قال أحمد شاكر: واسناده صحيح.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:56 am

من أول من بنى المسجد الأقصى؟

اختلف العلماء من أهل التفسير والحديث والتاريخ في تعيين أول من وضع المسجد الأقصى, وبتتبع أقوالهم واستقرائها, بدا لي أنها لا تخرج عن ثلاثة آراء:

الأول: إن آدم عليه السلام هو الذي أسس كلا المسجدين, ذكر ذلك العلامة ابن الجوزي, ومال إلى ترجيح هذا الرأي الحافظ ابن حجر في الفتح, واستدلّ له بما ذكره ابن هشام في كتاب "التيجان" أنّ آدم لما بني الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه. وبناء آدم عليه السلام الكعبة مشهور وفيه عدة آثار:

1- روى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (لمّا كان زمن الطوفان رفع البيت, وكان الأنبياء يحجونه, ولا يعلمون مكانه حتى بوّأه الله لإبراهيم وأعلمه مكانه).

2- روى البيهقي في "الدلائل" من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً : (بعث الله جبريل إلى آدم فأمر ببناء البيت فبناه آدم, ثم أمره بالطواف وقيل له أنت أول الناس, وهذا أول بيت وضع للناس).

3- روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء (أن آدم أول من بنى البيت).

وهذا القول أثبت كما قال الحافظ في الفتح وعليه فإنّ الذي أٍسس المسجد الأقصى هو آدم نفسه أو أحد أبنائه لأنّ المدة الفاصلة بين المسجدين أربعون سنة فقط[5].



الثاني: أن الخليل إبراهيم عليه السلام هو الذي أٍسس المسجد, لأنّ بناءه للمسجد الحرام مشهور بنص القرآن: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل)[6] وقوله تعالى : (وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت)[7]، وإذا ثبت بالنص أنه بني الكعبة، فإنّ بناءه لمسجد الأقصى محتمل راجح لقرب العهد بين المسجدين. وممن نصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: (والمسجد الأقصى, صلت فيه الانبياء من عهد الخليل), وفي موضع آخر قال: (فالمسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم عليه السلام), ولكن يرد على هذا القول إشكالان: أحدهما: أنّ بناء إبراهيم عليه السلام للكعبة لم يكن وضعاً وتأسيساً وإنما كان رفعاً وتجديداً, والثاني, أنّه لم ترد آثار في تأسيسه للمسجد الأقصى, سوى ما عند أهل الكتاب: (أنّه لما قدم الشام أوحى الله إليه إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك, فابتنى إبراهيم مذبحاً لله شكراً على هذه النعمة, وضرب قبته شرقي بيت المقدس)[8] ولكن هذا الذي بناه مذبح[9]وليس بمسجد, ثم ان هذا كان أول قدومه الشام أي قبل مولد إسماعيل وبناء الكعبة بمدة, وإنما بناء مسجد بيت المقدس كان بعد وضع الكعبة كما في حديث أبي ذر في الصحيحين.



القول الثالث: أن الذي بناه هو يعقوب عليه السلام, ورجّح هذا القول العلامة ابن القيم رحمه الله حيث قال: (والذي أسسه هو يعقوب بن اسحق صلى الله عليهما وآلهما وسلم بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا المقدار – أي أربعين سنة-..)[10] وهذا الذي ذكره ابن القيم موجود عند أهل الكتاب كما قال ابن كثير: (ثم مرّ -أي يعقوب- على أورشليم قرية شخيم فنزل في القرية واشترى مزرعة شخيم بن جحور بمائة نعجة فضرب هنالك فسطاطاً، وابتنى ثم مذبحاً فسماه بيت إيل إله إسرائيل وأمر الله بناء المستعلن له فيه وهو بيت المقدس اليوم الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام)[11].

وأوجه الآراء الثلاثة, وأدناها إلى الرجحان قول من قال: إنّ الذي أسسه هو آدم عليه السلام أو أحد أبنائه، وأنّ الذي وقع من البناء بعد ذلك إنما هو تجديد لا تأسيس, والآثار المروية تسند هذا القول وتجعله أقرب إلى الصواب والله أعلم, وأمّا حديث أبي ذر: (أي مسجد وضع في الأرض أوّل؟.. ) فليس فيه تعيين الواضع الأول المؤسس، ولا يصلح أن يكون تفسيراً لقوله تعالى : (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت), ولذلك فان البخاري رحمه الله أورد الحديث في موضعين من كتاب الأنبياء، الأول في فضائل الخليل إبراهيم عليه السلام، والثاني في فضائل سليمان عليه السلام, فيفهم من صنيعِهِ هذا أنه أراد فضل بناء المسجدين, لا تعيين أول من أسسهما. ولهذا قال القرطبي: (إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان لما بنيا المسجدين ابتدآ وضعهما لهما




المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

__________________________

[6] البقرة 127.

[7] الحج 26

[8] البداية والنهاية 1/142.

[9] المذبح عند اهل الكتاب : ما خصص لايقاد البخور ويورد العهد القديم وصفاً مفصلاً له , فيصنع بان يكون طوله ذراعاً وعرضه ذراعاً وارتفاعه ذراعين, وأن يصنع من خشب السنط.. ) سفر الخروج 30 : 1 – 10.

[10] زاد المعاد 1/50.

[11] البداية والنهاية 1/184.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:57 am

المسجد الأقصى عبر القرون


المسجد الأقصى* هو الاسم الذي أطلقه القرآن على مُتعبَّد النبيين في أرض فلسطين، (إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله), ذلك المسجد الذي أٍسس على التقوى من أول يوم بُدئ فيه البناء, تولى إمامته الأنبياء, وتنسك بساحته الأولياء, واتخذ منبره الداعون إلى الإسلام عبر الدهور منارة ترشد السائرين, ومعلماً يهدي الحائرين.

والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن بهذا الاسم, إذ هو اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام, فكل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب يعتبر مسجداً بالمعنى الشرعي, فيدخل فيه على ذلك مسجد الصخرة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى المثمّن, والذي تنصرف اليه الأذهان كلما ذكر اسم المسجد الأقصى: وان كان بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمه، والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد.. وأمّا "الصخرة" فلم يصل عندها عمر رضي الله عنه ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة, بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان، ولكن لما تولى ابنه عبد الملك الشام، ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة، كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الملك أن يصرف الناس عن ابن الزبيرفبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف, ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس, ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة كما أن يوم السبت كان عيداً في شريعة موسى عليه السلام، ثم نسخ في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بيوم الجمعة فليس للمسلمين أن يخصّوا يوم السبت ويوم الأحد بعبادة كما تفعل اليهود والنصارى, وكذلك الصخرة التي يعظمها اليهود وبعض النصارى[1].



لقد مر بيت المقدس ومسجده العتيق بعهود تاريخية حافلة بالأحداث نوجزها في السرد التالي:



أولاً: سكن الكنعانيون ساحل بلاد الشام في الألف الثالث ق.م, وعرفوا في الساحل الشمالي باسم الفينيقيين, بينما عرف القسم الجنوبي بأرض كنعان, فابتنوا أهم المدن فيها: أريحا، وأسدوس، وبيرسبع، وعسقلان، وبيسان، ونابلس "شكيم"، والخليل "أربع"، والقدس "يبوس"، وكان اليبوسيون أهم بطون الكنعانيين فبنوا مدينة القدس, وأطلقوا عليها "أورسالم" أي: مدينة سالم, كما أطلقوا عليها أسم "يبوس"، وكانت لغتهم عربية قديمة, ولكنها تختلف عن لغة القرآن التي نتحدث بها اليوم.

ولما تعرضت بلاد اليونان وجزر إيجة لغارات البرابرة اليونان، هربت قبيلة "بلست" من جزيرة "كريت" وغزت أرض كنعان، واستقرت في السهل الساحلي الجنوبي الغربي من يافا إلى غزة, وسمي هذا الجزء باسم فلسطين, وبقي الاسم على جزء من أرض كنعان إلى أن شملها كلها في العصور الحديثة.

ثانياً: تجلت قدسية بيت المقدس وما حوله – تاريخياً- بهجرة الخليل إبراهيم عليه السلام حوالي الألف الثاني ق.م, انتقل إبراهيم عليه السلام من "أور" بالعراق إلى أرض الشام "أرض الكنعانيين" وفي صحبته ابن أخيه لوط, وزوجه سارة بعد أن اعتزل أباه وقومه كما حكى القرآن (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين)[2] (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)[3]. قال ابن كثير: وأوحى الله إلى إبراهيم الخليل فأمره أن يمدّ بصره، وينظر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وبشره بأن هذه الأرض كلها سأجعلها لك ولخلفك إلى آخر الدهر، وسأكثر ذريتك حتى يصبروا بعدد تراب الأرض, وهذه البشارة اتصلت بهذه الأمة, بل ما كملت ولا كانت أعظم منها في هذه الأمة المحمدية، يؤيد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها).[4]

فغدا بيت المقدس بلد (إبراهيم) الخليل وموطنه, ومكث بها مدة, ثم خرج منها إلى مصر, إثر قحط دبَّ في الشام, ثم عاد إليها, خوفاً على زوجته من فرعون مصر آنذاك, الذي حاول الظفر بها ولكن الله تعالى أنجاها منه ورد كيد الكافر, فأطلق سراحها وأخدمها (هاجر)، التي ولدت بعد ذلك إسماعيل, فلما غارت (سارة) من (هاجر) وولدها, أمر الله تعالى إبراهيم خليله, أن يرتحل بهاجر وإسماعيل إلى أرض مكة المكرمة, وكانت مكة حين ذاك وادياً لا زرع فيه ولا ضرع، فتركهما هناك بأمر ربه، وعاد إلى أرض التيمن وحفظ الله هاجر والغلام, وفجّر لهما في الوادي ماءً عذباً أبرك من غيث الغمام, فانجفل إلى مكة لسكناه الأنام, وفي إحدى زيارات الخليل إلى مكة من بلاد الشام, بني بمعاونة ابنه إسماعيل الكعبة البيت الحرام, أشرف المساجد في أشرف البقاع, ودعا لأهلها باليمن والبركات وأن يرزقوا من كل الثمرات مع قلة المياه, وعدم الأشجار والزروع والثمار, وهنا ذكر بعض العلماء أنه لما عاد إلى مهاجره بيت المقدس بنى المسجد الأقصى.


المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

_______________________________


* قيل له الاقصى لبعد المساحة بينه وبين الكعبة وقيل لان لم يكن وراءه موضع عبادة وقيل لبعده عن الأقذار والجنائس, والمقدس لمطهر عن ذلك فتح الباري 408.

[1] الفتاوي 27/11 – 13.



[2] الصافات آية 99.

[3] الأنبياء آية 71.

[4] البداية والنهاية. جـ1 / 144.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 6:59 am

فضل المسجد الأقصى وبيت المقدس في القرآن الكريم

(1) وصف القرآن الكريم في كثير من آياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)[1].



وقال تعالى (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)[2]. وهذا حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام في هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام.



وقال تعالى : (وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها)[3]. وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: (ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها..)[4].



وقال تعالى على لسان موسى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم)[5].

وعند حديث القرآن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً)[6] وهي قرى بيت المقدس كما روى العوفي عن ابن عباس[7].



(2) وصف القرآن أرضها بالرَّبوة ذات الخصوبة وهي أحسن ما يكون فيه النبات, وماءها بالمعين الجاري. قال تعالى : (وجلعنا ابنَ مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ)[8]. "قال الضحاك وقتادة: وهو بيت المقدس قال ابن كثير: وهو الأظهر"[9].



(3) أنه القبلة التي كان يتوجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل تحويلها إلى الكعبة, حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم حُوِّلت، وأشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول)[10].



(4) أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحانه: (واستمع يوم يُنادي المُنادِ من مكانٍ قريبٍ)[11]. "قال قتادة وغيره: كنا نحدَّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة, وهي أوسط الأرض"[12].

قال ابن تيمية رحمه الله: "ودلّت الدلائل المذكورة على أن (ملك النبوة) بالشام والحشر إليها, فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام, كما أن مكة أفضل من بيت المقدس, فأول الأمة خيرٌ من آخرها، كما أن في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام, كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى[13].



(5) نَعَت الله تعالى المانعين لإقامة الشعائر فيه بأنهم أظلم البشر, وتوعدهم بالخوف عند دخوله, وبحلول الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الأخرى كما قال سبحانه: (ومن أظلمُ ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين)[14]. ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في (بختنصّر) لأنه كان خرّب بيت المقدس, وروي عن ابن عباس وعن قتادة قال: "أولئك أعداء الله النصارى حملهم إبغاض اليهود على أن أعانوا (بختنصر) البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس"، ومعلوم أن هذا التخريب بقي إلى زمان عمر رضي الله عنه[15]. ولكن الآن يعمّ حكمها كل مسجد مُنِعَ الناس من إقامة شعائر الله فيه سواء بالتخريب الحسي كما فعل (بختنصر) بمعبد بيت المقدس أو بصدّ الناسكين عنه كما فعلت قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم.



المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الاسراء. آية 1.

[2] الانبياء آية 71.

[3] الاعراف آية 137.

[4] الانبياء آية 81.

5 المائدة آية 21.

[6] سبأ آية 18.

[7] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/497.

[8] المؤمنون آية 50.

[9] تفسير القران العظيم 3/233.

[10] البقرة آية 143.

[11] ق آية 41.

[12] تفسير الطبري 11/429.

[13] مجموع فتاوي ابن تيميه 27/443.

[14] البقرة آية 114.

[15] انظر تفسير القرطبيج2 ص 75، وأنظر قاموس القرآن الدامغاني ص321.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸   ¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸ I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 7:00 am

السنة الصحيحة وفضل المسجد الأقصى

(1) مشروعية السفر إلى المسجد الأقصى لقصد التعبد:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشَدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد, مسجدي هذا, والمسجد الحرام, والمسجد الأقصى)[1]. فالشارع ينهي عن السفر إلى أي مكان مسجداً كان أو غيره لقصد العبادة ما عدا المساجد الثلاثة المستثناة في أسلوب الحصر, ومما يدل على تعميم كل الأماكن إلا المساجد المذكورة مارواه الإمام مالك بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجتَ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تعمل المطي الاّ إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيليا أو بيت المقدس يشك)[2]. قال ابن تيمية: "وكذلك ينهى عن السفر إلى الطور المذكور في القرآن فمن باب أولى أن ينهى عن السفر إلى غيرهما من الأمكنة"[3].



(2) أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني في الأرض:

لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه)[4]. وسيأتينا مزيد بيان لهذا الحديث عند الكلام عن تاريخ بناء المسجد الأقصى[5].





(3) إتيان المسجد الأقصى بقصد الصلاة فيه يكفر الذنوب ويحط الخطايا:

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكماً يصادف حكمه, وملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده, و ألاّ يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريد إلاّ الصلاة فيه إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إثنتان فقد أعطيهما, وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة)[6]. ولأجل هذا الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما يأتي من الحجاز, فيدخل فيصلي فيه, ثم يخرج ولا يشرب فيه ماء مبالغةً منه لتمحيص نية الصلاة دون غيرها, لتصيبه دعوة سليمان عليه السلام[7].

وليس في بيت المقدس مكان يقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى، لكن إذا زار قبور الموتى وسلم عليهم وترحم عليهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه فحسن[8].

قال ابن تيمية: "والعبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام, فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد الطواف بالكعبة, واستلام الركنين اليمانيين, وتقبيل الحجر الأسود, وأما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به, ولا فيها ما يتمسح به, ولا ما يقبّل، فلا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم, ولا بغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء.. بل ليس في الأرض مكان يطاف به كما يطاف بالكعبة. ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو شرٌ ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة.. فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلةً يصلى إليها فهو كافرٌ مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل, مع أنها كانت قبلة لكن نُسخ ذلك, فكيف بمن يتخذها مكاناً يطاف به كما يطاف بالكعبة؟!.. فهذه الأمور التي يشبه بها بيت المقدس في الوقوف والطواف والذبح والحلق من البدع والضلالات"[9].



(4) مدح النبي صلى الله عليه وسلم لمصلاه، وأن ثواب الصلاة فيه مضاعف:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل: أمسجد رسول الله أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاةٌ في مسجدي أفضل من أربع صلواتٍ فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خيرٌ له من الدنيا جميعا، قال: أو قال: خيرٌ له من الدنيا وما فيها[10].

وهذا حديث شريف مشتمل على فوائد جمة منها:

بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بفتح بيت المقدس لأن هذا كان قبل الفتح العمري ببضع عشرة سنة، ومن مؤيدات هذه البشارة حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس.. الحديث)[11].

الثانية: أن صلاةً في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاةً فيما سواه عدا مسجدي مكة والمدينة.



(5) ثبات أهل الإيمان فيه عند حلول الفتن.

لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي, فظننت أنه مذهوب به, فأتبعته بصري, فعمد به إلى الشام, ألا وإن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام)[12].



(6) أنها حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان.

عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: (يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة, فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك)[13].



(7) أهلها المقاتلون في سبيل الله من الطائفة المنصورة نصّاً:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وماحوله وعلى أبواب بيت المقدس وماحوله لا يضرُّهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)[14].


المَسْجدُ الأقصَى

فضائلُ وتاريخ

محمّد بن عبْدالكريم الشيْخ


--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه البخاري في باب مسجد بيت المقدس ومسلم في الحج والترمزي.

[2] الموطأ 1/109.

[3] مجموع الفتاوي الكبرى 2/59.

[4] رواه البخاري ومسلم.

5 لابد من التنبيه هنا إلى ان ما اعتاد ترديده كثير من الكتاب والخطباء من أن المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين ليس صحيحاً, يقول شيخ الإسلام ابن تيميه (وليس بيت المقدس مكان يسمى حرماً ولابتربة الخليل، ولابغير ذلك من البقاع إلاّ ثلاثة أماكن: أحدها هو حرم باتفاق المسلمين، وهو حرم مكة شرفها الله تعالى ، والثاني حرم عند جمهور العلماء، وهو حرم النبي صلى الله عليه وسلم من عير إلى ثور، بريد في بريد، فإن هذا حرم عند جمهور العلماء كمالك والشافعي وأحمد وفيه أحاديث صحيحة مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثالث: وُجّ وهو واد بالطائف، فإن هذا روي فيه حديث، رواه أحمد في المسند، وليس في الصحاح، وهذا حرم عن الشافعي لاعتقاده صحة الحديث، وليس حرماً عند أكثر العلماء، وأحمد ضعف الحديث المروي فيه فلم يأخذ به. وأما سوى هذه الأماكن الثلاثة فليس حرماً عند أحد من علماء المسلمين، فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته، ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارجاً عن هذه الأماكن الثلاثة) مجموع الفتاوى 27/15.

[6] رواه احمد وابن ماجة (1408)بسند صحيح.

[7] انظر الفتاوي 27/258.

[8] الفتاوي 27/13.

[9] الفتاوي 27/10 – 11.

[10] معجم الأوسط (8230) ورواه الحاكم في مستدركه (8553) ووافقه الذهبي.

[11] رواه البخاري.

[12] رواه أحمد (21226) والبزار وصحح سنده الحافظ ابن حجر رحمه الله.

[13] رواه احمد (21981) وأبو داود (2535) انظر صحيح الجامع الصغير للالباني (7832) والحاكم في مستدركه (8309).

[14] رواه أبو يعلى (6417) والطبراني في الأوسط (47) وهو صحيح انظر مجمع الزوائد 10/263 2640


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
¸.-~•*'¨ تاريخ القدس منذ الفتح العربي ¨'*•~-.¸
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: