منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام** Empty
مُساهمةموضوع: ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام**   ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام** I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2011 6:29 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الفصل الثاني الوعد القرآني في سورة آل عمران

خسارة وحسرة الكفار:

في سورة آل عمران عدة آيات، تتضمن وعوداً بهزيمة الكفار وانتصار المسلمين. من هذه الآيات:

أولاً: قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ، قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ، قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ) [آل عمران: 10-13].

تقرر هذه الآيات حقيقة قرآنية قاطعة، هي خسارة الكفار وحسرتهم، فهم لا يفلحون ولا ينجحون، لا في الدنيا ولا في الآخرة. إنهم في الدنيا مهزومون مغلوبون هالكون، لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم، ولا تدفع عنهم عذاب الله، وفي الآخرة هم وقود النار، مخلدون فيها.

وتقدم الآيات نموذجين من الكفار، تمثلت فيهما هذه الحقيقة: نموذج آل عمران، ونموذج كفار قريش.

آل فرعون والذين من قبلهم، كذبوا بآيات الله، وحاربوا رسل الله، وأشركوا بالله، وحاربوا دين الله، فخابوا وخسروا، وأخذهم الله بذنوبهم، وأهلكهم ودمرهم، ولم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئاً.

هزيمة الكفار في بدر عبرة:

أما كفار قريش، فإنهم يعلمون ماذا جرى لهم على أرض بدر. ولذلك أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: أيها الكفار! لا جدوى من محاربتكم للحق، فالحق منصور بإذن الله، والمؤمنون غالبون بإذن الله، وأنتم مهزومون فاشلون، ومغلوبون خاسرون، وفي الآخرة ستحشرون إلى جهنم، وبئس المهاد والمصير والقرار.

وتذكر الآيات ما جرى في غزوة بدر بين المسلمين وبين الكافرين، وتجعل ذلك آية وعبرة، وتخاطب الناس قائلة: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ).

التقت الفئتان على أرض بدر، ووقعت بينهما أول معركة بين الحق والباطل في تاريخ المسلمين. فئة المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الفئة تقاتل في سبيل الله، وفئة الكافرين بقيادة أبي جهل (عمرو بن هشام)، وكانت تقاتل في سبيل الطاغوت.

وكان الكافرون مثلي عدد المؤمنين: (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ). أي: يرى المسلمون الكافرين مثلَيْهم، عندما ينظرون إليهم بعيونهم.

ومعلوم أن عدد الكفار في غزوة بدر كان ضعفي عدد المسلمين، فبينما كان عدد المسلمين ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، كان عدد الكفار حوالي ألف رجل.

ومع قلة عدد المسلمين في غزوة بدر إلا أن الله نصرهم على أعدائهم، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) [آل عمران: 123].

وعد الله بنصر عباده المجاهدين:

ومن سنة الله المطردة، أنه ينصر عباده المجاهدين على أعدائهم الكافرين، ولذلك قال تعالى: (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ).

ولا يلتفت إلى هذه الآيات، ولا يعتبر بما فيها من العبر والعظات، إلا أصحاب البصائر الإيمانية.

ونأخذ من هذه الآيات وعداً إيمانياً قرآنياً، بنصر الله لعباده المؤمنين المجاهدين، في أية صورة من صور النصر، التي يختارها بحكمته سبحانه وتعالى. ونتعامل مع الكافرين من اليهود والصليبيين وغيرهم على ضوء قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً). ونوقن أنهم خاسرون في النهاية، في أي معركة يخوضونها ضد إسلامنا العظيم.

ونخاطب هؤلاء اليهود والصليبيين بما أمرنا الله أن نخاطبهم: يا أيها الذين كفروا: ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد، ولا فائدة لكم من محاربة الإسلام، فقد حاربه كفار قبلكم، ففشلوا في القضاء عليه، واقرؤوا التاريخ لتعتبروا.



أتباع عيسى فوق الكفار:

ثانياً: قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [آل عمران: 55].

وهذا وعد آخر لنصر المؤمنين، والتمكين لهم في الأرض، وعده الله عيسى بن مريم عليه السلام، عندما كان عيسى عليه السلام يعيش الخطر المباشر من قبل اليهود والرومان، حيث أرادوا قتله وصلبه، فأنقذه الله ونجاه منهم.

وقبل أن ينجيه الله منهم أوحى إليه أنه سيحميه ليطمئن ويأمن، حيث قال له: يا عيسى إني سأتوفاك، بأن أُلقي عليك النوم، وعندما تنام سأرفعك إلي، وأُصْعِدك إلى السماء، وأنت نائم، وبذلك سأحميك وأطهرك من الكافرين، الذين أرادوا قتلك وصلبك.

وأنجز الله لعيسى عليه السلام أن يجعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

من هم الذين اتبعوا عيسى عليه السلام:

والذين اتبعوه هم الحواريون والنصارى، الذين دخلوا في دينه، وكانوا مسلمين خاضعين لله، الذين قالت عنهم الآيات السابقة: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 52].

هم الذين آمنوا أن عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، وصبروا على كل ما صبّ عليهم من صور العذاب والاضطهاد.

وليس الذين اتبعوه الذين كفروا بالله، وألّهوا عيسى عليه السلام، وقال فريق: إنه إله، وقال آخرون: إنه ابن الله، وقال آخرون: إنه ثالث آلهة ثلاثة، الأب والابن والروح القُدُس. هؤلاء كفار بالله، وعيسى عليه السلام يتبرأ منهم. قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) [المائدة: 116-117].

والذين اتبعوه حقاً وصدقاً أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذين آمنوا أن عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله، وأنزل الله عليه كتابه الإنجيل، وأحبوه ووقروه، ودافعوا عنه ونزهوه، ونظروا له نظرة إيمانية إيجابية، كنظرتهم إلى كل أنبياء الله ورسله، عليهم الصلاة والسلام.

هؤلاء هم الذين اتبعوه حقاً، وهؤلاء أعزهم الله وأيدهم، وجعلهم فوق أعدائه الكافرين، من اليهود الذين حاولوا قتله، والنصارى الذين ألّهوه وغالوا فيه، وبقي هؤلاء المؤمنون الصالحون الأعلى إلى يوم القيامة. كما قال الله عنهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [الصف: 14].

ووعد الله منجَز، فالمسلمون أتباع عيسى عليه السلام الحقيقيون فوق الكافرين، ظاهرون عليهم بالحجة والمنطق، والإسلام ظاهر بأدلته وبراهينه، ولا تقف أمامه فكرة أو دعوة. والداعية العالم المفكر غالب ظاهر، في أي حوار أو نقاش أو ندوة، لأن الحق واضح غالب، والباطل ضعيف مغلوب.

الأمة المسلمة خير الأمم:

ثالثاً: قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ، لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ، ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) [آل عمران: 110-112].

تبدأ الآيات بتقرير حقيقة قاطعة، حول خيرية هذه الأمة، والخطاب في الآية للأمة المسلمة، بجميع أجناسها وشعوبها، فالله الحكيم أخرج هذه الأمة للناس إخراجاً، وأنشأها على إسلامها، الذي ميزها به، وعلق قوتها وعزتها على التزامها به.

الأمة المسلمة هي خير الأمم وأفضلها، وهي الأمة الوسط، الشاهدة على ما سواها من الأمم، المتميزة عنها بالمنهج والرسالة. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة: 143].

وذكرت الآية وظيفة الأمة، التي تميزت بها، فكانت خير أمة، وذلك في قولها: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).. فهي خيرية وظيفة ومهمة، تقوم على الالتزام بالإسلام، والحركة به، والدعوة إليه، من خلال الإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

حاجة الأمم المعاصرة لمنهاج الأمة المسلمة:

وأوضح ما تكون خيرية الأمة المسلمة في هذا الزمان، الذي شَهِد إقصاء الإسلام عن الوجود الفعلي المؤثر في بلاد المسلمين، وإزاحة الأمة المسلمة عن مكانتها العالمية الحضارية، والذي شهد سيطرة الكفار على العالم، وقيادة الجاهلية للبشرية!.

رأينا في هذا الزمان الأفكار والمذاهب الجاهلية الكافرة، وسيطرتها على الناس، في أفكارهم وتصوراتهم، ومشاعرهم وخواطرهم، وأقوالهم وأفعالهم، وتصرفاتهم وسلوكياتهم، واهتماماتهم ورغباتهم.. رأينا السوء والخبث في ما تفرزه وتنتجه الحياة الغربية الجاهلية، في الفكر والعلم، والإنتاج والصناعة، والمال والاقتصاد، والسياسة والاجتماع، والخُلُق والسلوك.. رأينا القيم والمبادئ الشيطانية تُغرقُ البشرية في أوحال الإباحية والشهوات.. وتحول الرجال والنساء إلى حيوانات، عبيد للشهوة والهوى والشذوذ!!.

لقد حوّل الجنس والمخدرات الأمم إلى (شر) أمم عاشت على وجه الأرض، ومسخت فيها إنسانية الإنسان، وسحقته إلى أدنى من مرتبة الحيوان.. وصار البقية من العقلاء عند الغربيين يبحثون عن الرصيد المتبقي من الإنسانية عند الإنسان الغربي الكافر المعذب، فلا يجدون لها أثراً.

مما جعل البشرية بأمس الحاجة إلى هذه الأمة المسلمة، الخيرة الفاضلة، المتميزة بأخلاقها ورسالتها، لتعيد للبشرية المعذّبة إنسانيتها المسلوبة.

هدف الكفار القضاء على المسلمين:

وأهل الكتاب من اليهود والنصارى يحسدون هذه الأمة، ويحقدون عليها بسبب خيريتها، ولذلك كفروا بدينها، ولو آمنوا به وكانوا مسلمين لكان خيراً لهم: (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ).

ولم يكتفوا بالكفر، وإنما أعلنوها حرباً شرسة عنيفة ضد هذه الأمة، على مدار قرون التاريخ الإسلامي، بهدف ردة المسلمين عن دينهم، كما قال الله عنهم: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) [البقرة: 217].

وقد جزم الله أنهم لن يحققوا هدفهم هذا ضد المسلمين، ولن ينجحوا في القضاء عليهم، وستبقى الأمة في مواقعها، تواجههم وتصد كيدهم، وكل ما يمكن أن يقدروا عليه هو (إيذاء) المسلمين. قال تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى).

أي: لن ينجح الأعداء في تحقيق أهدافهم ضدكم، ولن يوصلوا الضرر إلى دينكم، ولن يقتلعوه منكم، وسيبقى قوياً راسخاً ثابتاً، كالشجرة الصلبة الممتدة، وهي التي شبّه الله بها قوة الإسلام ورسوخه، في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) [إبراهيم: 24-25].

ضر الكفار مجرد أذى سطحي:

إن الكفار سيؤذون المسلمين، مجرد أذى، وهو أذى سطحي خارجي، يصيب الجانب المادي من الإنسان، كأعضاء جسمه، بحيث يعذِّبون بعض المسلمين، وقد يقطعون بعض أطرافهم، وقد يأخذونهم أسرى ويضعونهم في السجون، ويحكمون عليهم بأكثر من سجن مؤبد، وقد يحاربونهم في أموالهم وممتلكاتهم، وتجاراتهم وأعمالهم، ولكن هذا كله مجرد (أذى) خارجي سطحي، سرعان ما يزال، حتى لو طال فترة من الزمان فإنه يمكن تحمّله واحتماله، والصبر عليه، واحتساب آلامه.

أما الإيمان في القلب، واليقين والثقة، وقوة العزيمة والإرادة، والتصميم على التحدي والمواجهة، والصبر والثبات، فإن الأعداء لن يصلوا إليها في كيان المؤمنين الصادقين المجاهدين الثابتين.

وكلما ازدادت هجمة الأعداء على الأمة شدة وعنفاً، كلما ازداد المؤمنون المجاهدون الثابتون عزيمة وهمة وتصميماً وجهاداً ومواجهة.

ونرى في أيامنا مصداق هذا الوعد القرآني في عجز اليهود والصليبيين عن القضاء على إرادة الجهاد والمواجهة في نفوس المجاهدين الصادقين، وكل ما يقدرون عليه إصابة أبدانهم وممتلكاتهم بالأذى!!.



هزيمة الكفار أمام المجاهدين الصادقين:

وتقدم الآيات وعداُ قرآنياً آخر، بهزيمة الكفار أمام المؤمنين الصادقين: (وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ).

وعندما كان الكافرون يواجهون جيوش المؤمنين الصادقين كانوا ينهزمون أمامهم، ويتحقق هذا الوعد القرآني القاطع.

ولا قياس على الفترة الحرجة التي يعيشها المسلمون المستضعفون في هذا الزمان، والتي انهزم فيها المسلمون أمام الكافرين، وولوا أدبارهم أعداءهم، وانتصر الأعداء في حروبهم المستمرة ضدهم. فهذه فترة خاصة، ولا يتحمل الوعد القرآني مسؤوليتها، ولم يتخلف هذا الوعد بسببها، لأن المسلمين المعاصرين هم السبب في ما أصابهم، لأنهم أخلّوا بشرط النصر الذي شرطّه الله عليهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].

وسيعود المسلمون إلى دينهم، وسيعود هذا الوعد القرآني إلى التحقق في حياتهم، وسيرون انهزام الأعداء أمامهم، هذا عندنا يقين، وهو قادم بإذن الله.

ذلة اليهود والحبال الممدودة لهم:

وأخبرنا الله عن الذلة التي أوقعها باليهود بالذات: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ).

ولا يتعارض ما عليه اليهود في هذه الأيام من مظاهر قوة وتمكين، وهيمنة وسيطرة على العالم، مع الوعد القرآني بإيقاع وضرب الذلة والمسكنة عليهم.

فقد نصت الآية على استثناء ذلك من حالة الذلة العامة، وجعلته فترة قصيرة، وجعلته حبلاً ممدوداً إليهم من الله: (إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ)، لكنه حبل قصير، سرعان ما يقطع، ولكنها فترة قصيرة لن تزيد عن عشرات السنين، وماذا تساوي عشرات السنين أمام عشرات القرون، التي عاشها اليهود في الماضي، بالذلة والمسكنة واللعن والغضب؟ وإن اليهود الملعونين ينتظرهم مستقبل أسود مظلم، يعيشونه بالذلة والمسكنة، والضعف والعجز والهوان، على أيدي المؤمنين الصادقين المجاهدين، الذين سيصدقهم الله هذا الوعد، ويمكّنهم من أعدائهم!.

عداوة الأعداء للمسلمين:

رابعاً: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ، هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) [آل عمران: 118-120].

تنهى هذه الآيات المؤمنين عن موالاة الأعداء واتخاذهم بطانة وخبراء ومستشارين للمؤمنين، وترينا شدة عداوتهم لنا، وتقدم لهم صوراً كاشفة، وتحليلات صائبة.

الأعداء الكافرون لا يُقصرون في إصابة المؤمنين بالخبال والضعف والعجز، وهم حريصون على إصابة المؤمنين بالعنت والشدة والمشقة والأذى.

ومهما حاولوا إخفاء عداوتهم عن المسلمين، والتحلي بالدبلوماسية والخداع تجاههم، فإن ألسنتهم تخونهم أحياناً، فتتكلم ببعض الكلمات والعبارات، التي تُصرّح بالكراهية والبغضاء للمسلمين، والتي تشير إلى ما تخفي صدروهم من ذلك.. إنهم حاقدون كارهون، مبغضون للمسلمين.

ولن ينجح المسلمون في إزالة العداوة والبغضاء من قلوبهم وصدورهم، وإذا حاولوا حسن التعامل معهم ومحبتهم، والنظر إلى إنسانيتهم، فإن الأعداء لا يمكن أن يحبّوهم، وأنى يوجد مكان صغير للحب في قلب امتلأ حقداً وكرهاً وعداوة وبغضاء؟!.

تحليل قرآني لنفسيات الكفار:

وهؤلاء الأعداء المبغضون يحاولون التجمّل والتمثيل أمام المسلمين، فإذا لقوهم زعموا اتفاقهم معهم على الإيمان، والتعاون لخدمة الأدبان، والتنسيق لمحاربة الفساد والإلحاد. ولكنهم إذا خلوا ببعضهم صرحوا بكرههم للمسلمين، وعضّوا عليهم الأنامل من الغيظ.

ومن بغضهم للمسلمين وحقدهم عليهم، أنهم لا يحبون أن ينال المسلمون خيراً، ولا أن تتحسن أحوالهم، أو تُحَل مشكلاتهم، وإن أصابت المسلمين حسنة استاؤوا وتألموا، وإن أصابتهم سيئة فرحوا واستبشروا بها!!.

لقد كانت هذه الآيات صادقة في تحليلها لنفسيات الكافرين، وكشفها لعداوتهم وبغضهم وكرههم للمسلمين. وهي لا تتحدث عن فريق خاص من الكافرين، ولا عن صنف خاص منهم، عاشوا في زمان معين، أو مكان معين! إنها تنطبق على الكافرين في كل زمان ومكان. وابتُلِي المسلمون في كل فترات تاريخهم الماضي والحاضر بهؤلاء الكافرين الحاقدين!.

وصدق الله العظيم، فإننا نرى هذه الآيات، تتحدث حديثاً تحليلياً كاشفاً، عن الكافرين الحاقدين علينا في هذا الزمان، من اليهود والهنود والروس والأمريكان، وغيرهم من الأعداء الحاقدين المحاربين.

الصبر والتقوى لمواجهة الكفار:

وبعدما قدمت الآيات هذه الصور الكاشفة للكفار، دلت المسلمين على الطريقة التي يبطلون بها كيدهم، وذلك في قولها: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً).

وهذا وعد قرآني قاطع، يجب على المؤمنين أن يأخذوه بيقين، وأن يتعاملوا معه بثقة، وأن يلتزموا بالشرط لينالوا الجزاء والنتيجة.

الخطة القرآنية المضمونة لإبطال كيد الأعداء تقوم على عنصرين:

الأول: الصبر المطلق، بمعناه العام الشامل، باعتباره زاداً إيمانياً ضرورياً، للثبات على الحق، والتصميم على استمرار التحدي للباطل.

الثاني: التقوى المطلقة لله، بمعناها العام الشامل، باعتبارها حالة إيمانية دائمة، لا تفارق المسلم في أي لحظة من حياته.

بالصبر والتقوى يواجه المسلمون الكافرين، ويبطلون عداوتهم، ولا يضرهم كيدهم شيئاً، ويذلك يفشل الكافرون في حربهم ضد المسلمين، وعند ذلك يمكن للمسلمين أن يخاطبوا الكافرين المغتاظين بما أمرهم الله به في قوله: (قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ).

ولا بد أن يتزود المسلمون المعاصرون بزاد الصبر، وأن يعيشوا دائماً حالة التقوى، وأن يلتزموا بكل أحكام الإسلام، ويحققوا كل شروطه، ليواجهوا بذلك حقد وكراهية كفار هذا الزمان، الذي صعّدوا حربهم ضد المسلمين، وعمّقوا حقدهم عليهم.

وعندما نقرأ قوله تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) نتذكر ونستحضر الوعد القرآني القاطع في قوله تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى) [آل عمران: 111].

ونتذكر قوله تعالى في أواخر سورة آل عمران: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [آل عمران: 186].

وعندما تشتد عداوة كفار هذا الزمان، نتذكر هذه الآيات الكاشفة، ونقول: هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله. ونلتزم بالخطة القرآنية حتى ننال النتيجة: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)!.

* * *



وعود القرآن بالتمكين للإسلام

الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ســــــــــــــــورة آل عمــــــــــــــــــران والوعد القــــــــــــرآنى بالتمكين للإسلام**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ســـــــــــــورة الــــــــروم والوعد القرآنى بالتمكين للإسلام**
» ســــــــورة البقــــــــــــــرة والوعد القــــــــــــــــــــرآنى بالتمكين**
» ســــــــــــــــــورة هود والوعد القرآنى بالتمكين للمسلمين**
» ســـــــــورة الأنبيــــــــــــاء والوعــــــــد القــــــــرآنى بالتمكين للإسلام**
» ســـــــــــــــــــــــــورة الصف والوعد القرآنى بالتمكين للمسلمين**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: التفسير-
انتقل الى: