منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ Empty
مُساهمةموضوع: المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟   المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 1:51 pm

المعصية مجلبة للذم

ومن عقوباتها :
أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف ، وتكسوه أسماء الذم والصغار ،
فتسلبه اسم المؤمن ، والبر ، والمحسن ، والمتقي ، والمطيع ، والمنيب ،
والولي ، والورع ، والصالح ، والعابد ، والخائف ، والأواب ، والطيب ،
والمرضي ونحوها .

وتكسوه اسم الفاجر ، والعاصي ، والمخالف ،
والمسيء ، والمفسد ، والخبيث ، والمسخوط ، والزاني ، والسارق ، والقاتل ،
والكاذب ، والخائن ، واللوطي ، وقاطع الرحم ، والغادر وأمثالها .

فهذه أسماء الفسوق و بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان [ سورة الحجرات : 11 ] الذي يوجب غضب الديان ، ودخول النيران ، وعيش الخزي والهوان .

وتلك
أسماء توجب رضاء الرحمن ، ودخول الجنان ، وتوجب شرف المسمى بها على سائر
أنواع الإنسان ، فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء
وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ، ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز
بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل آمر بها ، ولكن لا مانع لما أعطى
الله ، ولا معطي لما منع ، ولا مقرب لما باعد ، ولا مبعد لمن قرب ، ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء [ سورة الحج : 18 ]
المعصية تؤثر في العقل

ومن
عقوباتها : أنها تؤثر بالخاصة في نقصان العقل ، فلا تجد عاقلين أحدهما
مطيع لله والآخر عاص ، إلا وعقل المطيع منهما أوفر وأكمل ، وفكره أصح ،
ورأيه أسد ، والصواب قرينه .

ولهذا تجد خطاب القرآن إنما هو مع أولي العقول والألباب ، كقوله : واتقون ياأولي الألباب [ سورة البقرة : 197 ] ، وقوله : فاتقوا الله ياأولي الألباب لعلكم تفلحون [ سورة المائدة : 100 ] ، وقوله : وما يذكر إلا أولو الألباب [ سورة البقرة : 269 ] ، ونظائر ذلك كثيرة .

وكيف
يكون عاقلا وافر العقل من يعصي من هو في قبضته وفي داره ، وهو يعلم أنه
يراه ويشاهده فيعصيه وهو بعينه غير متوار عنه ، ويستعين بنعمه على مساخطه
، ويستدعي كل وقت غضبه عليه ، ولعنته له ، وإبعاده من قربه ، وطرده عن
بابه ، وإعراضه عنه ، وخذلانه له ، والتخلية بينه وبين نفسه وعدوه ،
وسقوطه من عينه ، وحرمانه روح رضاه وحبه ، وقرة العين بقربه ، والفوز
بجواره ، والنظر إلى وجهه في زمرة أوليائه ، إلى أضعاف أضعاف ذلك من
كرامته أهل الطاعة ، وأضعاف أضعاف ذلك من عقوبة أهل المعصية .

فأي
عقل لمن آثر لذة ساعة أو يوم أو دهر ، ثم تنقضي كأنها حلم لم يكن ، على
هذا النعيم المقيم ، والفوز العظيم ؟ بل هو سعادة الدنيا والآخرة ، ولولا
العقل الذي تقوم به عليه الحجة لكان بمنزلة المجانين ، بل قد يكون
المجانين أحسن حالا منه وأسلم عاقبة ، فهذا من هذا الوجه .

وأما
تأثيرها في نقصان العقل المعيش ، فلولا الاشتراك في هذا النقصان ، لظهر
لمطيعنا نقصان عقل عاصينا ، ولكن الجائحة عامة ، والجنون فنون .

ويا
عجبا لو صحت العقول لعلمت أن طريق تحصيل اللذة والفرحة والسرور وطيب العيش
، إنما هو في رضاء من النعيم كله في رضاه ، والألم والعذاب كله في سخطه
وغضبه ، ففي رضاه قرة العيون ، وسرور النفوس ، وحياة القلوب ، ولذة
الأرواح ، وطيب الحياة ، ولذة العيش ، وأطيب النعيم ، ومما لو وزن منه
مثقال ذرة بنعيم الدنيا لم يف به ، بل إذا حصل للقلب من ذلك أيسر نصيب لم
يرض بالدنيا وما فيها عوضا منه ، ومع هذا فهو يتنعم بنصيبه من الدنيا أعظم
من تنعم المترفين فيها ، ولا يشوب تنعمه بذلك الحظ اليسير ما يشوب تنعم
المترفين من الهموم والغموم والأحزان المعارضات ، بل قد حصل له على
النعيمين وهو ينتظر نعيمين آخرين أعظم منهما ، وما يحصل له في خلال ذلك من
الآلام ، فالأمر كما قال تعالى : إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون [ سورة النساء : 104 ] .

فلا
إله إلا الله ما أنقص عقل من باع الدر بالبعر ، والمسك بالرجيع ، ومرافقة
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، بمرافقة
الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا .


الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)



المعاصي توجب القطيعة بين العبد والرب

ومن
أعظم عقوباتها : أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى ،
وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر ، فأي
فلاح ، وأي رجاء ، وأي عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير ، وقطع ما بينه
وبين وليه ومولاه الذي لا غنى عنه طرفة عين ، ولا بدل له منه ، ولا عوض له
عنه ، واتصلت به أسباب الشر ، ووصل ما بينه وبين أعدى عدو له : فتولاه
عدوه وتخلى عنه وليه ؟ فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع والاتصال من أنواع
الآلام وأنواع العذاب .

قال بعض السلف : رأيت العبد ملقى بين
الله سبحانه وبين الشيطان ، فإن أعرض الله عنه تولاه الشيطان ، وإن تولاه
الله لم يقدر عليه الشيطان ، وقد قال تعالى : وإذ
قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه
أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا
[ سورة الكهف : 50 ] .

يقول
سبحانه لعباده : أنا أكرمت أباكم ، ورفعت قدره ، وفضلته على غيره ، فأمرت
ملائكتي كلهم أن يسجدوا له ، تكريما له وتشريفا ، فأطاعوني ، وأبى عدوي
وعدوه ، فعصى أمري ، وخرج عن طاعتي ، فكيف يحسن بكم بعد هذا أن تتخذوه
وذريته أولياء من دوني ، فتطيعونه في معصيتي ، وتوالونه في خلاف مرضاتي
وهم أعدى عدو لكم ؟ فواليتم عدوي وقد أمرتكم بمعاداته ، ومن والى أعداء
الملك ، كان هو وأعداؤه عنده سواء ، فإن المحبة والطاعة لا تتم إلا
بمعاداة أعداء المطاع وموالاة أوليائه ، وأما أن توالي أعداء الملك ثم
تدعي أنك موال له ، فهذا محال .

هذا لو لم يكن عدو الملك عدوا
لكم ، فكيف إذا كان عدوكم على الحقيقة ، والعداوة التي بينكم وبينه أعظم
من العداوة التي بين الشاة وبين الذئب ؟ فكيف يليق بالعاقل أن يوالي عدوه
عدو وليه ومولاه الذي لا مولى له سواه ، ونبه سبحانه على قبح هذه الموالاة
بقوله : وهم لكم عدو [ سورة الكهف : 50 ] ، كما نبه على قبحها بقوله تعالى
: ففسق عن أمر ربه [ سورة الكهف : 50 ] ،
فتبين أن عداوته لربه وعداوته لنا ، كل منهما سبب يدعو إلى معاداته ، فما
هذه الموالاة ؟ وما هذا الاستبدال ؟ بئس للظالمين بدلا .

ويشبه
أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب وهو أني عاديت إبليس إذ
لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم ، ثم كان عاقبة هذه
المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)

المعاصي تمحق البركة

ومن عقوباتها : أنها تمحق بركة العمر ، وبركة الرزق ، وبركة العلم ، وبركة العمل ، وبركة الطاعة .

وبالجملة
أنها تمحق بركة الدين والدنيا ، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه
ممن عصى الله ، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق ، قال الله
تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض [ الأعراف : 96 ] .

وقال تعالى : وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه [ الجن : 16 - 17 ] .

وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .

وفي الحديث : إن
روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله
وأجملوا في الطلب ، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته ، وإن الله جعل
الروح والفرح في الرضى واليقين ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .


وقد
تقدم الأثر الذي ذكره أحمد في كتاب الزهد : أنا الله ، إذا رضيت باركت ،
وليس لبركتي منتهى ، وإذا غضبت لعنت ، ولعنتي تدرك السابع من الولد .

وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ، ولا طول العمر بكثرة الشهور والأعوام ، ولكن سعة الرزق وطول العمر بالبركة فيه .

وقد
تقدم أن عمر العبد هو مدة حياته ، ولا حياة لمن أعرض عن الله واشتغل بغيره
، بل حياة البهائم خير من حياته ، فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ،
ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ، ومحبته ، وعبادته وحده ، والإنابة إليه
، والطمأنينة بذكره ، والأنس بقربه ، ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله ،
ولو تعرض عنها بما تعوض مما في الدنيا ، بل ليست الدنيا بأجمعها عوضا عن
هذه الحياة ، فمن كل شيء يفوت العبد عوض ، وإذا فاته الله لم يعوض عنه شيء
البتة .

وكيف يعوض الفقير بالذات عن الغني بالذات ، والعاجز
بالذات عن القادر بالذات ، والميت عن الحي الذي لا يموت ، والمخلوق عن
الخالق ، ومن لا وجود له ولا شيء له من ذاته البتة عمن غناه وحياته وكماله
ووجوده ورحمته من لوازم ذاته ؟ وكيف يعوض من لا يملك مثقال ذرة عمن له ملك
السماوات والأرض .

وإنما كانت معصية الله سببا لمحق بركة الرزق
والأجل ، لأن الشيطان موكل بها وبأصحابها ، فسلطانه عليهم ، وحوالته على
هذا الديوان وأهله وأصحابه ، وكل شيء يتصل به الشيطان ويقارنه ، فبركته
ممحوقة ، ولهذا شرع ذكر اسم الله تعالى عند الأكل والشرب واللبس والركوب
والجماع لما في مقارنة اسم الله من البركة ، وذكر اسمه يطرد الشيطان فتحصل
البركة ولا معارض له ، وكل شيء لا يكون لله فبركته منزوعة ، فإن الرب هو
الذي يبارك وحده ، والبركة كلها منه ، وكل ما نسب إليه مبارك ، فكلامه
مبارك ، ورسوله مبارك ، وعبده المؤمن النافع لخلقه مبارك ، وبيته الحرام
مبارك ، وكنانته من أرضه ، وهي الشام أرض البركة ، وصفها بالبركة في ست
آيات من كتابه ، فلا مبارك إلا هو وحده ، ولا مبارك إلا ما نسب إليه ،
أعني إلى ألوهيته ومحبته ورضاه ، وإلا فالكون كله منسوب إلى ربوبيته وخلقه
، وكل ما باعده من نفسه من الأعيان والأقوال والأعمال فلا بركة فيه ، ولا
خير فيه ، وكل ما كان منه قريبا من ذلك ففيه من البركة على حسب قربه منه .


وضد البركة اللعنة ؛ فأرض لعنها الله أو شخص لعنه الله أو عمل
لعنه الله أبعد شيء من الخير والبركة ، وكلما اتصل بذلك وارتبط به وكان
منه بسبيل فلا بركة فيه البتة .

وقد لعن عدوه إبليس وجعله أبعد
خلقه منه ، فكل ما كان جهته فله من لعنة الله بقدر قربه واتصاله به ، فمن
هاهنا كان للمعاصي أعظم تأثير في محق بركة العمر والرزق والعلم والعمل ،
وكل وقت عصيت الله فيه ، أو مال عصي الله به ، أو بدن أو جاه أو علم أو
عمل فهو على صاحبه ليس له ، فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعلمه
وعمله إلا ما أطاع الله به .

ولهذا من الناس من يعيش في هذه
الدار مائة سنة أو نحوها ، ويكون عمره لا يبلغ عشرين سنة أو نحوها ، كما
أن منهم من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ويكون ماله في الحقيقة
لا يبلغ ألف درهم أو نحوها ، وهكذا الجاه والعلم .

وفي الترمذي عنه - صلى الله عليه وسلم - الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، أو عالم أو متعلم .

وفي أثر آخر : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله فهذا هو الذي فيه البركة خاصة ، والله المستعان .

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)







الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟   المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 1:53 pm

[center]المعصية تجعل صاحبها من السفلة

ومن عقوباتها : أنها تجعل صاحبها من السفلة بعد أن كان مهيئا لأن يكون من العلية ، فإن الله خلق خلقه قسمين : علية ، وسفلة ، وجعل عليين مستقر العلية ، وأسفل سافلين مستقر السفلة ، وجعل أهل طاعته الأعلين في الدنيا والآخرة ، وأهل معصيته الأسفلين في الدنيا والآخرة ، كما جعل أهل طاعته أكرم خلقه عليه ، وأهل معصيته أهون خلقه عليه ، وجعل العزة لهؤلاء ، والذلة والصغار لهؤلاء ، كما في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بعثت بالسيف بين يدي الساعة ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري

فكلما عمل العبد معصية نزل إلى أسفل ، درجة ، ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين ، وكلما عمل طاعة ارتفع بها درجة ، ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين .

وقد يجتمع للعبد في أيام حياته الصعود من وجه ، والنزول من وجه ، وأيهما كان أغلب عليه كان من أهله ، فليس من صعد مائة درجة ونزل درجة واحدة ، كمن كان بالعكس .

ولكن يعرض هاهنا للنفوس غلط عظيم ، وهو أن العبد قد ينزل نزولا بعيدا أبعد مما بين المشرق والمغرب ، ومما بين السماء والأرض ، فلا يفي صعوده ألف درجة بهذا النزول الواحد ، كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة الواحدة ، لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب .

فأي صعود يوازن هذه النزلة ؟ والنزول أمر لازم للإنسان ، ولكن من الناس من يكون نزوله إلى غفلة ، فهذا متى استيقظ من غفلته عاد إلى درجته ، أو إلى أرفع منها بحسب يقظته .

ومنهم من يكون نزوله إلى مباح لا ينوي به الاستعانة على الطاعة ، فهذا متى رجع إلى الطاعة فقد يعود إلى درجته ، وقد لا يصل إليها ، وقد يرتفع عنها ، فإنه قد يعود أعلى همة مما كان ، وقد يكون أضعف همة ، وقد تعود همته كما كانت .

ومنهم من يكون نزوله إلى معصية ، إما صغيرة أو كبيرة ، فهذا يحتاج في عوده إلى درجته إلى توبة نصوح ، وإنابة صادقة .

واختلف الناس هل يعود بعد التوبة إلى درجته التي كان فيها ، بناء على أن التوبة تمحو أثر الذنب ، وتجعل وجوده كعدمه فكأنه لم يكن ، أو لا يعود ، بناء على أن التوبة تأثيرها في إسقاط العقوبة ، وأما الدرجة التي فاتته فإنه لا يصل إليها .

قالوا : وتقرير ذلك : أنه كان مستعدا باشتغاله بالطاعة في الزمن الذي عصى فيه لصعود آخر وارتقاء تحمله أعماله السالفة ، بمنزلة كسب الرجل كل يوم بجملة ماله الذي يملكه ، وكلما تضاعف المال تضاعف الربح ، فقد راح عليه في زمن المعصية ارتفاع وربح تحمله أعماله ، فإذا استأنف العمل استأنف صعودا من نزول ، وكان قبل ذلك صاعدا من أسفل إلى أعلى ، وبينهما بون عظيم .

قالوا : ومثل ذلك رجلان يرتقيان في سلمين لا نهاية لهما ، وهما سواء ، فنزل أحدهما إلى أسفل ، ولو درجة واحدة ، ثم استأنف الصعود ، فإن الذي لم ينزل يعلو عليه ولا بد .

وحكم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين الطائفتين حكما مقبولا فقال :

التحقيق أن من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته ، ومنهم من يعود إلى مثل درجته ، ومنهم من لا يصل إلى درجته .

قلت : وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها ، وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة ، والحذر والخوف من الله ، والبكاء من خشية الله ، فقد تقوى هذه الأمور ، حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته ، ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة ، فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة ، فإنها نفت عنه داء العجب ، وخلصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله ، ووضعت خد ضراعته وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه ، وعرفته قدره ، وأشهدته فقره وضرورته إلى حفظ مولاه له ، وإلى عفوه عنه ومغفرته له ، وأخرجت من قلبه صولة الطاعة ، وكسرت أنفه من أن يشمخ بها أو يتكبر بها ، أو يرى نفسه بها خيرا من غيره ، وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين ، ناكس الرأس بين يدي ربه ، مستحيا خائفا منه وجلا ، محتقرا لطاعته مستعظما لمعصيته ، عرف نفسه بالنقص والذم . وربه متفرد بالكمال والحمد والوفاء كما قيل :
استأثر الله بالوفاء وبالحم د وولى الملامة الرجلا


فأي نعمة وصلت من الله إليه استكثرها على نفسه ورأى نفسه دونها ولم يرها أهلا ، وأي نقمة أو بلية وصلت إليه رأى نفسه أهلا لما هو أكبر منها ، ورأى مولاه قد أحسن إليه ، إذ لم يعاقبه على قدر جرمه ولا شطره ، ولا أدنى جزء منه .

[ ص: 88 ] فإن ما يستحقه من العقوبة لا تحمله الجبال الراسيات ، فضلا عن هذا العبد الضعيف العاجز ، فإن الذنب وإن صغر ، فإن مقابلة العظيم الذي لا شيء أعظم منه ، الكبير الذي لا شيء أكبر منه ، الجليل الذي لا أجل منه ولا أجمل ، المنعم بجميع أصناف النعم دقيقها وجلها - من أقبح الأمور وأفظعها وأشنعها ، فإن مقابلة العظماء والأجلاء وسادات الناس بمثل ذلك يستقبحه كل أحد مؤمن وكافر . وأرذل الناس وأسقطهم مروءة من قابلهم بالرذائل ، فكيف بعظيم السماوات والأرض ، وملك السماوات والأرض ، وإله أهل السماوات والأرض ؟ ولولا أن رحمته سبقت غضبه ، ومغفرته سبقت عقوبته ، وإلا لتدكدكت الأرض بمن قابله بما لا يليق مقابلته به ، ولولا حلمه ومغفرته لزلزلت السماوات والأرض من معاصي العباد ، قال تعالى : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا [ سورة فاطر : 41 ] .

فتأمل ختم هذه الآية باسمين من أسمائه ، وهما : " الحليم ، والغفور " كيف تجد تحت ذلك أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السماوات والأرض ؟

وقد أخبر سبحانه عن كفر بعض عباده أنه : تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا [ سورة مريم : 90 ] .

وقد أخرج الله سبحانه الأبوين من الجنة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نهيه ، ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السماوات والأرض بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره ، ونحن معاشر الحمقى كما قيل :


نصل الذنوب إلى الذنوب ونرتجي *** درج الجنان لذي النعيم الخالد
ولقد علمنا أخرج الأبوين من *** ملكوته الأعلى بذنب واحد


والمقصود أن العبد قد يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبل الخطيئة وأرفع درجة ، وقد تضعف الخطيئة همته وتوهن عزمه ، وتمرض قلبه ، فلا يقوى دواء التوبة على إعادته إلى الصحة الأولى ، فلا يعود إلى درجته ، وقد يزول المرض بحيث تعود الصحة كما كانت ويعود إلى مثل عمله ، فيعود إلى درجته .

هذا كله إذا كان نزوله إلى معصية ، فإن كان نزوله إلى أمر يقدح في أصل إيمانه ، مثل الشكوك والريب والنفاق ، فذاك نزول لا يرجى لصاحبه صعود إلا بتجديد إسلامه .

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟   المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 1:54 pm

المعاصي تجرئ على الإنسان أعداءه

ومن عقوباتها :
أنها تجرئ على العبد ما لم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات ، فتجترئ
عليه الشياطين بالأذى والإغواء والوسوسة والتخويف والتحزين ، وإنسائه ما
به مصلحته في ذكره ، ومضرته في نسيانه ، فتجترئ عليه الشياطين حتى تؤزه في
معصية الله أزا .

وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من الأذى في غيبته وحضوره ، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم .

قال بعض السلف : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي .

وكذلك
يجترئ عليه أولياء الأمر بالعقوبة التي إن عدلوا فيها أقاموا عليه حدود
الله ، وتجترئ عليه نفسه فتتأسد عليه وتصعب عليه ، فلو أرادها لخير لم
تطاوعه ولم تنقد له ، وتسوقه إلى ما فيه هلاكه ، شاء أم أبي .

وذلك
لأن الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى الذي من دخله كان من الآمنين ، فإذا
فارق الحصن اجترأ عليه قطاع الطريق وغيرهم ، وعلى حسب اجترائه على معاصي
الله يكون اجتراء هذه الآفات والنفوس عليه ، وليس له شيء يرد عنه . فإن
ذكر الله وطاعته والصدقة وإرشاد الجاهل ، والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر - وقاية ترد عن العبد ، بمنزلة القوة التي ترد المرض وتقاومه ،
فإذا سقطت القوة غلب وارد المرض فكان الهلاك ، فلابد للعبد من شيء يرد عنه
، فإن موجب السيئات والحسنات تتدافع ويكون الحكم للغالب كما تقدم ، وكلما
قوي جانب الحسنات كان الرد أقوى كما تقدم ، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا
، والإيمان قول وعمل ، فبحسب قوة الإيمان يكون الدفع ، والله المستعان .


الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟   المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة  وكيف التحصين؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 1:56 pm

المعاصي عدو لدود

ومن عقوباتها :
أنها مدد من الإنسان يمد به عدوه عليه ، وجيش يقويه به على حربه ، وذلك أن
الله سبحانه ابتلى هذا الإنسان بعدو لا يفارقه طرفة عين ، ولا ينام منه
ولا يغفل عنه ، يراه هو وقبيله من حيث لا يراه ، يبذل جهده في معاداته في
كل حال ، ولا يدع أمرا يكيده به يقدر على إيصاله إليه إلا أوصله إليه ،
ويستعين عليه ببني جنسه من شياطين الجن ، وغيرهم من شياطين الإنس ، فقد
نصب له الحبائل ، وبغى له الغوائل ، ومد حوله الأشراك ، ونصب له الفخاخ
والشباك ، وقال لأعوانه : دونكم عدوكم وعدو أبيكم لا يفوتكم ولا يكون حظه
الجنة وحظكم النار ، ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة ، وقد علمتم أن ما جرى
علي وعليكم من الخزي والإبعاد من رحمة الله بسببه ومن أجله ، فابذلوا
جهدكم أن يكونوا شركاءنا في هذه البلية ، إذ قد فاتنا شركة صالحيهم في
الجنة . وقد أعلمنا الله سبحانه بذلك كله من عدونا وأمرنا أن نأخذ له
أهبته ونعد له عدته .

ولما علم سبحانه أن آدم وبنيه قد بلوا بهذا
العدو وأنه قد سلط عليهم أمدهم بعساكر وجند يلقونهم بها ، وأمد عدوهم أيضا
بجند وعساكر يلقاهم بها ، وأقام سوق الجهاد في هذه الدار في مدة العمر
التي هي بالإضافة إلى الآخرة كنفس واحد من أنفاسها ، واشترى من المؤمنين
أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ،
وأخبر أن ذلك وعد مؤكد عليه في أشرف كتبه ، وهي التوراة والإنجيل والقرآن
، وأخبر أنه لا أوفى بعهده منه سبحانه ، ثم أمرهم أن يستبشروا بهذه الصفقة
التي من أراد أن يعرف قدرها فلينظر إلى المشتري من هو ؟ وإلى الثمن
المبذول في هذه السلعة ، وإلى من جرى على يديه هذا العقد ، فأي فوز أعظم
من هذا ؟ وأي تجارة أربح منه ؟

ثم أكد سبحانه معهم هذا الأمر بقوله : ياأيها
الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله
وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر
لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن
ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين
[ سورة الصف : 10 - 13 ] .

ولم
يسلط سبحانه هذا العدو على عبده المؤمن الذي هو أحب المخلوقات إليه ، إلا
لأن الجهاد أحب شيء إليه ، وأهله أرفع الخلق عنده درجات ، وأقربهم إليه
وسيلة ، فعقد سبحانه لواء هذه الحرب لخلاصة مخلوقاته ، وهو القلب الذي محل
معرفته ومحبته ، وعبوديته والإخلاص له ، والتوكل عليه والإنابة إليه ،
فولاه أمر هذه الحرب ، وأيده بجند من الملائكة لا يفارقونه له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله [ سورة الرعد : 11 ] .

يعقب
بعضهم بعضا ، كلما ذهب بدل جاء بدل آخر يثبتونه ويأمرونه بالخير ويحضونه
عليه ، ويعدونه بكرامة الله ويصبرونه ، ويقولون : إنما هو صبر ساعة وقد
استرحت راحة الأبد .

ثم أمده سبحانه بجند آخر من وحيه وكلامه ،
فأرسل إليه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل إليه كتابه ، فازداد قوة
إلى قوته ، ومددا إلى مدده ، وعدة إلى عدته ، وأمده مع ذلك بالعقل وزيرا
له ومدبرا ، وبالمعرفة مشيرة عليه ناصحة له ، وبالإيمان مثبتا له ومؤيدا
وناصرا ، وباليقين كاشفا له عن حقيقة الأمر ، حتى كأنه يعاين ما وعد الله
تعالى أولياءه وحزبه على جهاد أعدائه ، فالعقل يدبر أمر جيشه ، والمعرفة
تصنع له أمور الحرب وأسبابها ومواضعها اللائقة بها ، والإيمان يثبته
ويقويه ويصبره ، واليقين يقدم به ويحمل به الحملات الصادقة .

ثم
أمد سبحانه القائم بهذه الحرب بالقوى الظاهرة والباطنة ، فجعل العين
طليعته ، والأذن صاحب خبره ، واللسان ترجمانه ، واليدين والرجلين أعوانه ،
وأقام ملائكته وحملة عرشه يستغفرون له ويسألون له أن يقيه السيئات ويدخله
الجنات ، وتولى سبحانه الدفع ] والدفاع عنه بنفسه وقال : هؤلاء حزبي ،
وحزب الله هم المفلحون ، قال الله تعالى : أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون [ المجادلة : 22 ] .

وهؤلاء جندي وإن جندنا لهم الغالبون [ سورة الصافات : 173 ] .

وعلم عباده كيفية هذه الحرب والجهاد ، فجمعها لهم في أربع كلمات فقال : ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون [ سورة آل عمران : 200 ] .

ولا
يتم أمر هذا الجهاد إلا بهذه الأمور الأربعة ، فلا يتم الصبر إلا بمصابرة
العدو ، وهو مقاومته ومنازلته ، فإذا صابر عدوه احتاج إلى أمر آخر وهي
المرابطة ، وهي لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو ، ولزوم ثغر
العين والأذن واللسان والبطن واليد والرجل ، فهذه الثغور يدخل منها العدو
فيجوس خلال الديار ويفسد ما قدر عليه ، فالمرابطة لزوم هذه الثغور ، ولا
يخلي مكانها فيصادف العدو الثغر خاليا فيدخل منه .

فهؤلاء أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الخلق بعد النبيين والمرسلين ،
وأعظمهم حماية وحراسة من الشيطان ، وقد أخلوا المكان الذي أمروا بلزومه
يوم أحد ، فدخل منه العدو ، فكان ما كان .

وجماع هذه الثلاثة
وعمودها الذي تقوم به هو تقوى الله تعالى ، فلا ينفع الصبر ولا المصابرة
ولا المرابطة إلا بالتقوى ، ولا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر .

التقاء
الجيشين فانظر الآن فيك إلى التقاء الجيشين ، واصطدام العسكرين وكيف تدال
مرة ، ويدال عليك أخرى ؟ أقبل ملك الكفرة بجنوده وعساكره ، فوجد القلب في
حصنه جالسا على كرسي مملكته ، أمره نافذ في أعوانه ، وجنده قد حفوا به ،
يقاتلون عنه ويدافعون عن حوزته ، فلم يمكنهم الهجوم عليه إلا بمخامرة بعض
أمرائه وجنده عليه ، فسأل عن أخص الجند به وأقربهم منه منزلة ، فقيل له :
هي النفس ، فقال لأعوانه : ادخلوا عليها من مرادها ، وانظروا مواقع محبتها
وما هو محبوبها فعدوها به ومنوها إياه وانقشوا صورة المحبوب فيها في
يقظتها ومنامها ، فإذا اطمأنت إليه وسكنت عنده فاطرحوا عليها كلاليب
الشهوة وخطاطيفها ، ثم جروها بها إليكم ، فإذا خامرت على القلب وصارت معكم
عليه ملكتم ثغر العين والأذن واللسان والفم واليد والرجل ، فرابطوا على
هذا الثغور كل المرابطة ، فمتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير ،
أو جريح مثخن بالجراحات ، ولا تخلوا هذه الثغور ، ولا تمكنوا سرية تدخل
فيها إلى القلب فتخرجكم منها ، وإن غلبتم فاجتهدوا في إضعاف السرية ووهنها
، حتى لا تصل إلى القلب ، فإن وصلت إليه وصلت ضعيفة لا تغني عنه شيئا .

ثغر
العين فإذا استوليتم على هذه الثغور فامنعوا ثغر العين أن يكون نظره
اعتبارا ، بل اجعلوا نظره تفرجا واستحسانا وتلهيا ، فإن استرق نظره عبرة
فأفسدوها عليه بنظر الغفلة والاستحسان والشهوة ، فإنه أقرب إليه وأعلق
بنفسه وأخف عليه ، ودونكم ثغر العين ، فإن منه تنالون بغيتكم ، فإني ما
أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر ، فإني أبذر به في القلب بذر الشهوة ، ثم
أسقيه بماء الأمنية ، ثم لا أزال أعده وأمنيه حتى أقوي عزيمته وأقوده
بزمام الشهوة إلى الانخلاع من العصمة ، فلا تهملوا أمر هذا الثغر وأفسدوه
بحسب استطاعتكم ، وهونوا عليه أمره ، وقولوا له : مقدار نظرة تدعوك إلى
تسبيح الخالق والتأمل لبديع صنيعه ، وحسن هذه الصورة التي إنما خلقت
ليستدل بها الناظر عليه ، وما خلق الله لك العينين سدى ، وما خلق الله هذه
الصورة ليحجبها عن النظر ، وإن ظفرتم به قليل العلم فاسد العقل ، فقولوا
له : هذه الصورة مظهر من مظاهر الحق ومجلى من مجاليه ، فادعوه إلى القول
بالاتحاد ، فإن لم يقبل فالقول بالحلول العام أو الخاص ، ولا تقنعوا منه
بدون ذلك ، فإنه يصير به من إخوان النصارى ، فمروه حينئذ بالعفة والصيانة
والعبادة والزهد في الدنيا ، واصطادوا عليه وبه الجهال ، فهذا من أقرب
خلفائي وأكبر جندي ، بل أنا من جنده وأعوانه .



الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعاصى ذنوب وشرور كيف النجاة وكيف التحصين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ​كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلوات؟
» المعاصى وأثرها تدمر الإنسان دنيا وأخرة.
» النجاة من هم وهول وحزن يوم القيامة**
»  استعمل هذا التحصين ولن يقدر شيطان او جني او مشعوذ علي اذيتك ان شاء الله
»  استعمل هذا التحصين ولن يقدر شيطان او جني او مشعوذ علي اذيتك ان شاء الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: