منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها)) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها)) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 60
المزاج مصر العربيه

((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها)) Empty
مُساهمةموضوع: ((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها))   ((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها)) I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 08, 2011 2:30 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المعاصي تخرج العبد من دائرة الإحسان



ومن
عقوباتها : أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان وتمنعه من ثواب المحسنين ،
فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي ، فإن من عبد الله كأنه يراه ،
لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه ، بحيث يصير
كأنه يشاهده ، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية ، فضلا عن مواقعتها ،
فإذا خرج من دائرة الإحسان ، فاته صحبة رفقته الخاصة ، وعيشهم الهنيء ،
ونعيمهم التام ، فإن أراد الله به خيرا أقره في دائرة عموم المؤمنين ، فإن
عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان كما قال النبي - صلى الله عليه
وسلم : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب
الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا
ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه فيها الناس أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن
فإياكم إياكم ،
والتوبة معروضة بعد .

العاصي يفوته ثواب المؤمنين

ومن
فاته رفقة المؤمنين ، وحسن دفاع الله عنهم ، فإن الله يدافع عن الذين
آمنوا ، وفاته كل خير رتبه الله في كتابه على الإيمان ، وهو نحو مائة خصلة ،
كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها .

فمنها : الأجر العظيم : وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما [ سورة النساء : 146 ] .

ومنها : الدفع عنهم شرور الدنيا والآخرة : إن الله يدافع عن الذين آمنوا [ سورة الحج : 38 ] .

ومنها : استغفار حملة العرش لهم : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا [ سورة غافر : 7 ] .

ومنها : موالاة الله لهم ، ولا يذل من والاه الله ، قال الله تعالى : الله ولي الذين آمنوا [ سورة البقرة : 257 ] .

ومنها : أمره ملائكته بتثبيتهم : إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا [ سورة الأنفال : 12 ] .

ومنها : أن لهم الدرجات عند ربهم والمغفرة والرزق الكريم .

ومنها : العزة : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون [ سورة المنافقون : 8 ] .

ومنها : معية الله لأهل الإيمان : وأن الله مع المؤمنين [ سورة الأنفال : 19 ] .

ومنها : الرفعة في الدنيا والآخرة : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات [ سورة المجادلة : 11 ] .

ومنها : إعطاؤهم كفلين من رحمته وإعطاؤهم نورا يمشون به ومغفرة ذنوبهم .

ومنها : الود الذي يجعله سبحانه لهم ، وهو أنه يحبهم ويحببهم إلى ملائكته وأنبيائه وعباده الصالحين .

ومنها : أمانهم من الخوف يوم يشتد الخوف : فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون [ سورة الأنعام : 48 ] .

ومنها : أنهم المنعم عليهم الذين أمرنا أن نسأله أن يهدينا إلى صراطهم في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة .

ومنها : أن القرآن إنما هو هدى لهم وشفاء : قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد [ سورة فصلت : 44 ] .

والمقصود
أن الإيمان سبب جالب لكل خير ، وكل خير في الدنيا والآخرة فسببه الإيمان ،
وكل شر في الدنيا والآخرة فسببه عدم الإيمان ، فكيف يهون على العبد أن
يرتكب شيئا يخرجه من دائرة الإيمان ، ويحول بينه وبينه ، ولكن لا يخرج من
دائرة عموم المسلمين ، فإن استمر على الذنوب وأصر عليها خيف عليه أن يرين
على قلبه ، فيخرجه عن الإسلام بالكلية ، ومن هاهنا اشتد خوف السلف ، كما
قال بعضهم : أنتم تخافون الذنوب ، وأنا أخاف الكفر .

المعاصي تضعف القلب

ومن
عقوبتها : أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة ، أو تعوقه أو
توقفه وتقطعه عن السير ، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة ، هذا إن لم ترده عن
وجهته إلى ورائه ، فالذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ، وينكس الطالب ،
والقلب إنما يسير إلى الله بقوته ، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي
تسيره ، فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه ، والله
المستعان .

فالذنب إما يميت القلب ، أو يمرضه مرضا مخوفا ، أو يضعف
قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي -
صلى الله عليه وسلم - وهي : [ الهم ، والحزن ، والعجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال ] وكل اثنين منها قرينان .

فالهم
والحزن قرينان : فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل
يتوقعه أحدث الهم ، وإن كان من أمر ماض قد وقع أحدث الحزن .

والعجز والكسل قرينان : فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح ، إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل .

والجبن والبخل قرينان : فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن ، وإن كان بماله فهو البخل .

وضلع الدين وقهر الرجال قرينان : فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين ، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال .

والمقصود أن الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية ، كما أنها من
أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة
الأعداء ، ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله ، وتحول عافيته إلى
نقمته وتجلب جميع سخطه .

المعاصي تزيل النعم

ومن
عقوبات الذنوب : أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة
إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله
عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة .

وقد قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [ سورة الشورى : 30 ] .

وقال تعالى : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [ سورة الأنفال : 53 ] .

فأخبر
الله تعالى أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير
ما بنفسه ، فيغير طاعة الله بمعصيته ، وشكره بكفره ، وأسباب رضاه بأسباب
سخطه ، فإذا غير غير عليه ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد .

فإن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية ، والذل بالعز .

وقال تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال [ سورة الرعد : 11 ] .

وفي
بعض الآثار الإلهية ، عن الرب تبارك وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي ، لا
يكون عبد من عبيدي على ما أحب ، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره ، إلا انتقلت له
مما يحب إلى ما يكره ، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ، فينتقل عنه إلى
ما أحب ، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب .

وقد أحسن القائل :

إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد *** فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت *** فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى *** لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم *** شهود عليهم ولا تتهم
وما كان شيء عليهم أضر *** من الظلم وهو الذي قد قصم
فكم تركوا من جنان ومن *** قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعيم *** وكان الذي نالهم كالحلم

المعاصي تلقي الرعب والخوف في القلوب

ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي ، فلا تراه إلا خائفا مرعوبا .

فإن
الطاعة حصن الله الأعظم ، من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا
والآخرة ، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب ، فمن أطاع الله انقلبت
المخاوف في حقه أمانا ، ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف ، فلا تجد العاصي إلا
وقلبه كأنه بين جناحي طائر ، إن حركت الريح الباب قال : جاء الطلب ، وإن
سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب ، يحسب أن كل صيحة عليه ، وكل مكروه
قاصد إليه ، فمن خاف الله آمنه من كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه من كل
شيء :


بذا قضى الله بين الخلق مذ خلقوا أن المخاوف والأجرام في قرن


المعاصي توقع في الوحشة

ومن
عقوباتها أنها توقع الوحشة العظيمة في القلب فيجد المذنب نفسه مستوحشا ،
قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه ، وبين الخلق وبين نفسه ، وكلما كثرت الذنوب
اشتدت الوحشة ، وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين ، وأطيب العيش عيش
المستأنسين ، فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية وما توقعه من الخوف والوحشة
، لعلم سوء حاله ، وعظيم غبنه ، إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة
المعصية وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له .

كما قيل :


فإن كنت قد أوحشتك الذنوب *** فدعها إذا شئت واستأنس


]
وسر المسألة : أن الطاعة توجب القرب من الرب سبحانه ، فكلما اشتد القرب
قوي الأنس ، والمعصية توجب البعد من الرب ، وكلما زاد البعد قويت الوحشة .

ولهذا
يجد العبد وحشة بينه وبين عدوه للبعد الذي بينهما ، وإن كان ملابسا له ،
قريبا منه ، ويجد أنسا قويا بينه وبين من يحب ، وإن كان بعيدا عنه .

والوحشة
سببها الحجاب ، وكلما غلظ الحجاب زادت الوحشة ، فالغفلة توجب الوحشة ،
وأشد منها وحشة المعصية ، وأشد منها وحشة الشرك والكفر ، ولا تجد أحدا
ملابسا شيئا من ذلك إلا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه ، فتعلو الوحشة
وجهه وقلبه فيستوحش ويستوحش منه .

المعاصي تمرض القلوب

ومن
عقوباتها : أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه ، فلا
يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه ، فإن تأثير
الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان ، بل الذنوب أمراض القلوب
وداؤها ، ولا دواء لها إلا تركها .

وقد أجمع السائرون إلى الله أن
القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها ، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون
صحيحة سليمة ، ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها ، فيصير نفس دوائها ،
ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها ، فهواها مرضها ، وشفاؤها مخالفته ، فإن
استحكم المرض قتل أو كاد .

وكما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت
الجنة مأواه ، فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة ، لا يشبه نعيم
أهلها نعيما البتة ، بل التفاوت الذي بين النعيمين ، كالتفاوت الذي بين
نعيم الدنيا والآخرة ، وهذا أمر لا يصدق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا .

ولا تحسب أن قوله تعالى : إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم
[ سورة الانفطار : 13 - 14 ] مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط بل في
دورهم الثلاثة كذلك - أعني دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار -
فهؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ، وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب
إلا عذاب القلب ؟ وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن ، وضيق الصدر ،
وإعراضه عن الله والدار الآخرة ، وتعلقه بغير الله ، وانقطاعه عن الله ،
بكل واد منه شعبة ؟ وكل شيء تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء
العذاب .

فكل من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار
، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل ، فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من
سلبه وفواته ، والتنغيص والتنكيد عليه ، وأنواع من العذاب في هذه المعارضات
، فإذا سلبه اشتد عليه عذابه ، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار .


وأما في البرزخ : فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لا يرجو عودة وألم
فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده ، وألم الحجاب عن الله ،
وألم الحسرة التي تقطع الأكباد ، فالهم والغم والحزن تعمل في نفوسهم نظير
ما يعمل الهوام والديدان في أبدانهم ، بل عملها في النفوس دائم مستمر ، حتى
يردها الله إلى أجسادها ، فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى وأمر ،
فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه ، واشتياقا إليه ،
وارتياحا بحبه ، وطمأنينة بذكره ؟ حتى يقول بعضهم في حال نزعه : واطرباه .

ويقول الآخر : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها ، وما ذاقوا أطيب ما فيها .

ويقول الآخر : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف .

ويقول الآخر : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .

فيا
من باع حظه الغالي بأبخس الثمن ، وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه
قد غبن ، إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسل المقومين ، فيا عجبا من
بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى ، والسفير الذي جرى على يده عقد
التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقد
بعتها بغاية الهوان ، كما قال القائل :


إذا كان هذا فعل عبد بنفسه فمن ذا له من بعد ذلك يكرم


ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء [ سورة الحج : 18 ] .

المعاصي تعمي البصيرة

ومن عقوباتها : أنها تعمي بصيرة القلب ، وتطمس نوره ، وتسد طرق العلم ، وتحجب مواد الهداية .

وقد قال مالك للشافعي لما اجتمع به ورأى تلك المخايل : إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .

ولا
يزال هذا النور يضعف ويضمحل ، وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل
الليل البهيم ، فكم من مهلك يسقط فيه ولا يبصر ، كأعمى خرج بالليل في طريق
ذات مهالك ومعاطب ، فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب ، ثم تقوى تلك الظلمات ،
وتفيض من القلب إلى الجوارح ، فيغشى الوجه منها سواد ، بحسب قوتها
وتزايدها ، فإذا كان عند الموت ظهرت في البرزخ ، فامتلأ القبر ظلمة ، كما
قال النبي - صلى الله عليه وسلم : إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة ، وإن الله ينورها بصلاتي عليهم .

فإذا
كان يوم المعاد ، وحشر العباد ، علت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد
، حتى يصير الوجه أسود مثل الحممة ، فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا
بأجمعها من أولها إلى آخرها ، فكيف بقسط العبد المنغص المنكد المتعب في
زمن إنما هو ساعة من حلم ؟ والله المستعان .

المعاصي تصغر النفس

ومن
عقوباتها : أنها تصغر النفس ، وتقمعها ، وتدسيها ، وتحقرها ، حتى تكون
أصغر كل شيء وأحقره ، كما أن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها ، قال تعالى : قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها [ سورة الشمس : 9 - 10 ] ، والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها ، وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله .

وأصل التدسية : الإخفاء ، ومنه قوله تعالى : أم يدسه في التراب [ سورة النحل : 59 ] .

فالعاصي
يدس نفسه في المعصية ، ويخفي مكانها ، يتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به ،
وقد انقمع عند نفسه ، وانقمع عند الله ، وانقمع عند الخلق ، فالطاعة والبر
تكبر النفس وتعزها وتعليها ، حتى تصير أشرف شيء وأكبره ، وأزكاه وأعلاه ،
ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى ، وبهذا الذل حصل لها هذا
العز والشرف والنمو ، فما أصغر النفوس مثل معصية الله ، وما كبرها وشرفها
ورفعها مثل طاعة الله .

المعاصي في سجن الشيطان

ومن
عقوباتها : أن العاصي دائما في أسر شيطانه ، وسجن شهواته ، وقيود هواه ،
فهو أسير مسجون مقيد ، ولا أسير أسوأ حالا من أسير أسره أعدى عدو له ، ولا
سجن أضيق من سجن الهوى ، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة ، فكيف يسير إلى الله
والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد ؟ وكيف يخطو خطوة واحدة ؟

وإذا
قيد القلب طرقته الآفات من كل جانب بحسب قيوده ، ومثل القلب مثل الطائر ،
كلما علا بعد عن الآفات ، وكلما نزل استوحشته الآفات .

وفي الحديث : الشيطان ذئب الإنسان .

وكما
أن الشاة التي لا حافظ لها وهي بين الذئاب سريعة العطب ، فكذا العبد إذا
لم يكن عليه حافظ من الله فذئبه مفترسه ولا بد ، وإنما يكون عليه حافظ من
الله بالتقوى ، فهي وقاية وجنة ، حصينة بينه وبين ذئبه ، كما هي وقاية بينه
وبين عقوبة الدنيا والآخرة ، وكلما كانت الشاة أقرب من الراعي كانت أسلم
من الذئب ، وكلما بعدت عن الراعي كانت أقرب إلى الهلاك ، فأسلم ما تكون
الشاة إذا قربت من الراعي ، وإنما يأخذ الذئب القاصية من الغنم ، وهي أبعد
من الراعي .

وأصل هذا كله : أن القلب كلما كان أبعد من الله كانت الآفات إليه أسرع ، وكلما قرب من الله بعدت عنه الآفات .

والبعد
من الله مراتب ، بعضها أشد من بعض ، فالغفلة تبعد القلب عن الله ، وبعد
المعصية أعظم من بعد الغفلة ، وبعد البدعة أعظم من بعد المعصية ، وبعد
النفاق والشرك أعظم من ذلك كله .

المعاصي تسقط الكرامة

ومن
عقوباتها : سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه ، فإن أكرم
الخلق عند الله أتقاهم ، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له ، وعلى قدر طاعة
العبد تكون له منزلته عنده ، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه ، فأسقطه من
قلوب عباده ، وإذا لم يبق له جاه عند الخلق وهان عليهم عاملوه على حسب ذلك
، فعاش بينهم أسوأ عيش خامل الذكر ، ساقط القدر ، زري الحال ، لا حرمة له
ولا فرح له ولا سرور ، فإن خمول الذكر وسقوط القدر والجاه معه كل غم وهم
وحزن ، ولا سرور معه ولا فرح ، وأين هذا الألم من لذة المعصية لولا سكر
الشهوة ؟

ومن أعظم نعم الله على العبد : أن يرفع له بين العالمين
ذكره ، ويعلي قدره ، ولهذا خص أنبياءه ورسله من ذلك بما ليس لغيرهم ، كما
قال تعالى : واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار [ سورة ص 45 : - 46 ] .

أي
: خصصناهم بخصيصة ، وهو الذكر الجميل الذي يذكرون به في هذه الدار ، وهو
لسان الصدق الذي سأله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حيث قال : واجعل لي لسان صدق في الآخرين [ سورة الشعراء : 84 ] .

وقال سبحانه وتعالى عنه وعن بنيه : ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا [ سورة مريم : 50 ] .

وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم : ورفعنا لك ذكرك [ سورة الشرح : 4 ] .

فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم ، وكل من خالفهم فإنه بعيد من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم .

الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ( ابن قيم الجوزية)
المصدر /منتديات القلوب البيضاء الإسلامية


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
((المعاصي وشرورها مغضبة للرب مجلبة للكرب فأحذروها))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المعاصي وأثرها على الإيمان عند أهل السنة (المعاصي تنقسم إلى كبائر وصغائر )
»  المعاصي وأثرها على الإيمان عند أهل السنة (حكم أهل الكبائر عند أهل السنة وأدلتهم )
» هل جربت ¨ لذة ترك المعاصي.؟
» أضرار المعاصي على الأفراد والمجتمعات
»  المعاصي وأثرها على الإيمان عند أهل السنة (الفرق بين الصغائر والكبائر )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الدين والحياة-
انتقل الى: