منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة**

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رونى
مشرف المنتدى اللقانونى
مشرف المنتدى اللقانونى
رونى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 911
تاريخ الميلاد : 21/02/1987
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 37

التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** Empty
مُساهمةموضوع: التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة**   التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 12:16 pm


التاريخ الإسـلامي



دولة الأغالبة
(184-296هـ/800-909م)
هل تعلم أن نية العرب يوم فتحوا
شمالى إفريقية كانت تتجه إلى توحيد إدارتها وإدارة الأندلس فى ولاية
واحدة أسموها "إفريقية" وعاصمتها "القيروان"؟!
ولكن موقف "البربر"
المتقلب، والبعد عن الخلافة، ونفوذ الأمويين فى الأندلس، كل ذلك ساعد على
قيام الدويلات، فقامت "دولة الأدارسة" فى المغرب كما عرفتَ، وحاول الرشيد
أن يوقف نفوذهم وتقدمهم، فاختار صديقًا له يدعى "ابن الأغلب" وولاه على
القيروان (تونس). وأفهمه أن مهمته الأولى هي: إيقاف "الأدارسة" عند حدهم.
واستطاع إبراهيم بن الأغلب بعد أن وصل إلى "القيروان" أن يوقف زحف الأدراسة
العلوية، وأن يقى الدولة العباسية شر غزوات البربر والإغارة على
الأقاليم الشرقية للدولة، وحقق إبراهيم بن الأغلب للرشيد ما أراد.
وكانت
هذه الدويلة تمثل الدويلات ذات العلاقة الاسمية بالدولة العباسية بخلاف
دولة الأدارسة التى كانت معادية للخلافة العباسية. لقد استطاع "إبراهيم بن
الأغلب" أن يوقف الأدارسة. وبعد مناوشات بين الطرفين اقترحوا عليه ألا
يعتدى أحد الطرفين على الآخر، وأن يبقى كل فى إقليمه، فقبل "ابن
الأغلب".
واستقل "إبراهيم بن الأغلب" بالإقليم، ولكنه ظل على علاقة
بالخلافة العباسية، فهو يذكر اسم الخليفة فى خطبة الجمعة، ويضع اسمه على
العملة، ولكن فيما عدا هذين الأمرين فليس للخليفة العباسى أى نفوذ على
دولة الأغالبة، فهم يتوارثونها أبًا عن جد، ويصرِّفون أمورها كما يشاءون
دون رقيب.
ولما قويت شوكة الأغالبة بدءوا التوسع، ولكن الأدارسة حدوا من
توسعهم غربًا، والصحراء حدتهم جنوبًا، والعباسيون شرقًا، فلم يبقَ لهم سوى
الاتجاه شمالا حيث البحر!
فهل توقف الأغالبة؟ كلا، فها هم أولاء
ينشئون أسطولا ضخمًا، يبنونه فى سنوات معدودات، ويبدءون جهادهم المبارك ضد
الصليبيين بقيادة "أسد بن الفرات" فى البحر الأبيض المتوسط، ترى إلى
أين؟ هاجموا جزيرة "صقلية" مرارًا على مدى ثمانين عامًا حتى استطاعوا
القضاء على مقاومة الرومان من أهل الجزيرة وحكامها، وضموها لأراضى
المسلمين، ثم استولوا على جزيرتى "مالطة" و"سردينيا" ونزلوا بعد ذلك فى
كثير من السواحل الأوربية، وبخاصة سواحل إيطاليا الجنوبية والغربية،
والسواحل الجنوبية لفرنسا.
لقد عاشوا أكثر من قرن من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها، ويحكمون صقلية، ويفرضون هيبتهم على الدول الأوربية.
وقد
استطاعوا فى بعض هذه السواحل إقامة حاميات وحصون دائمة، وإن لم يستطيعوا
التوغل فى بعض هذه البلاد والاستيلاء عليها من أيدى أهلها.
وقد يتساءل البعض: ما قيمة هذه الفتوح وهى ليست إلا بعض جزر، وبعض نقاط السواحل؟
إنها
فى حقيقة الأمر على جانب كبير من الأهمية، ذلك أن هذه الجزر والسواحل
الضيقة كانت جسرًا عبرت عليه الحضارة الإسلامية إلى أوربا فى زمن كانت فيه
أوربا فى ظلام حالك.
كما أن السيطرة على هذه الجزر كان يؤمن التجارة
الإسلامية فى غرب البحر المتوسط وكانت الثقافة الإسلامية الضوء الوحيد فى
العالم الذى أنار وجه الأرض حينذاك.
وعاشت دولة الأغالبة قرنًا وتسعة
أعوام من سنة800م إلى سنة 909م، وازدهرت الحياة الاقتصادية والعمرانية فى
تونس على عهدهم، ولعبت مساجدهم فى تونس دورًا كبيرًا فى دعم الحضارة
الإسلامية، وكان جامع الزيتونة جامعة إسلامية عظيمة.
وقد انتهت حياتها على يد الفاطميين يوم دخلوا القيروان فاتحين.
***


التاريخ الإسـلامي



الدولة الطاهرية
(205-259هـ/821-873م)
قامت هذه الدولة فى خراسان، وقد أسسها طاهر بن الحسين أحد كبار قواد الجيش فى عهد الخليفة المأمون.
ولكن كيف يتسنى له أن يقيم دولة والدولة العباسية فى أول عهدها، وفى عصر المأمون الذى يعد العصر الذهبى للدولة العباسية؟!
إن
لقيام هذه الدولة قصة، فقد كان لإقليم خراسان وضع خاص فى الدولة العباسية
منذ نشأتها، إذ كان هؤلاء الخراسانيون-كما علمتَ فى قيام الدولة
العباسية-يشعرون بأنهم أصحاب فضل على الدولة العباسية، وبأن سيدهم "أبا
مسلم الخراساني" هو المؤسس الأكبر لهذه الدولة، ورغم ذلك لم يحسن العباسيون
جزاءهم حين قتل المنصور أبا مسلم.
والواقع أن الخلافة العباسية كانت
تتجاوز كثيرًا عن الخراسانيين، وتحاول إرضاءهم؛ اعترافًا بفضلهم على
الدولة. وفى عصر المأمون، كان طاهر بن الحسين وابنه عبد الله من كبار رجال
الدولة وخيرة قادتها فى ذلك الوقت؛ الذى بدأ فيه الصراع بين الأمين
والمأمون.
ولقد وقف طاهر بن الحسين إلى جوار المأمون فى كثير من
المواقف الحرجة حتى تمكن من الخلافة. ولم يمرَّ إلا عامان حتى أقدم "طاهر
بن الحسين" على خطوة جريئة فى سنة 207هـ/ 823م. أتدرى ما هي؟ لقد قطع
الدعاء فى الخطبة للمأمون، وكان قطع الدعاء يعنى الاستقلال عن الخلافة.
ولكن يشاء الله أن يموت طاهر فى العام نفسه، ترى هل تعود الدولة الطاهرية إلى الدولة العباسية بعد موت مؤسسها؟
لقد
تولى ابنه طلحة بعد أبيه بأمر من الخليفة المأمون، وظل الطاهريون يحكمون
خراسان، ولكنهم يتبعون "الدولة العباسية" تبعية اسمية مما جعل الخلافة
العباسية تلجأ إلى الطاهريين، تلتمس منهم المؤازرة والمساندة ضد الخارجين
على سلطانهم.
لقد حارب عبدُالله بن طاهر نصرَ بن شبث حين قام بثورة فى
شمال حلب سنة 209هـ، وأتى به أسيرًا إلى المأمون. وظل الطاهريون على
ولائهم للعباسيين حيث اشترك عبد الله بن طاهر فى إخماد فتنة وقعت فى عهد
المعتصم بطبرستان، وهكذا استقل الطاهريون استقلالا داخليا هادئًا فى
خراسان، وظلوا يتولون أمرها، ويتوارثون الإمارة فيها، ولم يمنعهم استقلالهم
من مساندة الخلافة العباسية، ومساعدتها فى كل ما واجهته من فتن وثورات.
ولكن عندما جاءت سنة 259هـ/ 873م، استطاع يعقوب الصفار أن يقيم دولته على أنقاض دولة الطاهريين.
***


التاريخ الإسـلامي



الدولة الصفارية
(254-290هـ/ 868-903م)
قضى يعقوب بن الليث الصفار
على الدولة الطاهرية، وأقام دولته على أنقاضها، وقد لقب بهذا اللقب؛ لأنه
كان فى بداية أمره يحترف صناعة النحاس الأصفر بسجستان، ثم اشتهر
بالفروسية، فتطوع لقتال الخوارج مع رجل صالح كان يظهر التطوع لقتال الخوارج
فى سجستان بجنوب خراسان، فقاتل معه يعقوب، ثم مع من خلفه حين مات، فصار
الأمر إليه، فراح يحارب الخوارج فى "سجستان" معلنًا ولاءه للخليفة المعتز،
ومظهرًا شجاعة خارقة فى قتال الخوارج حتى سيطر على سجستان، وأمر
بالمعروف ونهى عن المنكر، وصار يمد نفوذه على الأقاليم المجاورة حتى ملك
"هراة"، وكانت تابعة للدولة الطاهرية.
وقد توجه "الصَّفَّار" إلى
"كِرْمَان"، وبسط نفوذه عليها، ثم توجه إلى فارس فأخذها بعد قتال عنيف مع
غريمه "على بن الحسين" الذى وقع أسيرًا جريحًا فى يده.
ولم يكتفِ
بهذا، بل توجه إلى خراسان، وحاصر العاصمة "نيسابور" ودخلها سنة 259هـ/ 873م
-خلافًا لما أمره به الخليفة- بحجة أن أهل خراسان طلبوه للضعف الذى
يعانيه الطاهريون فى عهد الخليفة العباسى "المعتمد"، وقبض على جميع
الطاهريين بها، واستولى على البلاد التى كان يحكمها الطاهريون.
وتقدم
"الصّفار" فى البلاد بعد أن هزم خصومه، وذهب إلى "طَبَرِسْتان" فدخلها
سنة 260هـ/874م، وهزم صاحبها "الحسن ابن زيد العلوي" الذى عاد إليها مرة
أخرى فى نفس العام 261هـ/875م.
ويدرك الخليفة خطره، فقد اتجه إلى
بغداد، ولم يبْقَ فى يد الخليفة إلا هي، بعد استيلائه على "الأهواز"،
فأمر الخليفة أن يجهز جيشًا بقيادة أخيه الموفق لمواجهة "يعقوب"، وذلك فى
عام 262هـ/ 876م
ويشاء الله أن تدور الدائرة على يعقوب فيهزم، ولكن
"المعتمد" يرى الاحتفاظ بولائه للخلافة، فمثله يمكن الاعتماد عليه فى
مواجهة الثورات والانتفاضات، فبعث إليه يستميله ويتَرضَّاه، ويقلده أعمال
فارس وغيرها مما هو تحت يديه، ويصل رسول الخليفة إليه، وهو فى مرض الموت،
ولكن بعد أن كَوَّنَ دولة، وبسط سلطانه عليها.
ويظهر أخوه (عمرو) من
بعده ولاءَهُ للخليفة، فيوليه الخليفة خراسان، وفارس، وأصبهان، وسجستان،
والسند، وكرمان، والشرطة ببغداد، وكان "عمرو" كأخيه ذا أطماع واسعة، فانتهز
فرصة تحسن العلاقة بينه وبين الخليفة وراح يتمم رسالة أخيه.
لقد اتجه بنظره إلى إقليم ما وراء النهر الذى كان يحكمه السامانيون، ولكن قوتهم لا يستهان بها، فما العمل؟
كتب
إلى الخليفة المعتضد ليساعده على تملك هذا الإقليم، ولكنْ على الباغى
تدور الدوائر، وما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع، لقد هُزم عمرو بن
الليث الصفار هزيمة ساحقة ماحقة، ووقع أسيرًا فى أيدى السامانيين، وأُرسل
به إلى بغداد ليقضى عليه فيقتل سنة 289هـ/ 902م.
ولم تكد تمر ثمانى سنوات حتى كان السامانيون قد قضوا نهائيا على الصفاريين واستولوا على أملاكهم، والأيام دول.
***


التاريخ الإسـلامي



الدولة السامانية
(266-389هـ/ 880-999م)
تنتمى الدولة السامانية إلى
"نصر بن أحمد الساماني" الذى ولاه الخليفة "المعتمد" على ما وراء النهر
سنة 261هـ، وكان لنصر هذا أخ يدعى "إسماعيل الساماني" فولاه الخليفة
بخاري.
وقد عرف أن السامانيين كانوا فى بلاد ما وراء النهر، وأنهم قضوا على الصفاريين واستولوا على أملاكهم.
حتى
إذا جاء عام 279هـ/893م، مات نصر فقام أخوه إسماعيل مقامه فى بلاد ما
وراء النهر، فوطَّد أمرها، وثبت قواعدها، وقام بحملة عسكرية ضد المجاورين
له من المسيحيين؛ لأنهم كانوا يهاجمون المناطق الإسلامية من حين إلى آخر،
وقد نتج عن هذه الحملة انتصاره فى هذه الحروب، ودخول كبار قادة هذه البلاد
فى الإسلام، وتبعتهم فى ذلك الجماهير التابعة لهم، لقد كان إسماعيل يحب
الخير والعلم، فقرب إليه العلماء، ونشر الخير فيمن حوله.
وفى عهده، تم
القضاء على الدولة الصفارية، وامتد نفوذه إلى خراسان، واستولى على
طبرستان بعد أن انتصر على واليها العلوى "محمد بن زيد" عام 287هـ/ 900م،
وصرعه فى أثناء القتال.
وتمكن إسماعيل بعد ذلك من ضم الرى وقزوين إلى حوزته وتحت سيطرته.
وتوارثت
الأجيال السامانية الولاية بعد إسماعيل السامانى حتى سنة 389هـ/ 999م ؛
حيث سقطت الدولة السامانية بسبب الأطماع والخلافات؛ مما أطمع القواد
والعمال فى الخروج على الحاكمين من السامانيين.
ولا ينسى التاريخ أن
يذكر للدولة السامانية اهتمامها بالعلم والعلماء ورعايتها للآداب، وقيامها
بنهضة فنية رائعة فى العمارة، وصناعة الخزف والمنسوجات الحريرية، وصناعة
الورق التى انتشرت فى سمرقند، ومنها انتشرت فى بقية العالم الإسلامي،
وكان اهتمامهم باقتناء الكتب عظيمًا، فالمطلع على مكتبة الدولة يجد مالا
يوجد فى سواها من كتب المعارف والعلوم.


التاريخ الإسـلامي



الدولة الغزنوية
(351-582هـ/ 962-1186م)
هل سمعت أو قرأت أحد هذين الاسمين؟ "سُبُكْتِكين" و"البُتْكِين"؟
إنهما
اسمان تركيان، أما أولهما فتنسب إليه الدولة الغزنوية، وقد كان أحد مولى
الثاني. وكان الثانى أميرًا على مدينة "هراة" التابعة لخراسان، ويصدر أمر
عبد الملك السامانى بعزله، فأين يذهب؟ ذهب إلى "غزنة" واستولى عليها سنة
352هـ/963م، ويحل محله بعد موته على إمارة غزنة ابنه إسحاق، ويموت إسحاق
وليس هناك من يرثه.
لقد جاء الدور على "سبكتكين" أحد موالى "البتكين"
الذى كان معروفًا بالتدين والمروءة، ورجاحة العقل، وكان لابد من توسيع
رقعة مملكته لتشمل "بشاور" فى الهند، وخراسان التى كان يليها أول الأمر
نائبًا عن السامانيين.
ويتولى الأمر بعد "سبكتكين" ابنه إسماعيل، ثم تولى الأمر بعده أخوه محمود.
ولم تجئ سنة 388هـ/ 998م حتى كان محمود الغزنوى قد شرع فى مهاجمة "نيسابور" بعد أن ملك غزنة.
ويتمكن محمود فى سنة 389هـ/ 999م من الاستيلاء على خراسان معلنًا ولاءه للخليفة العباسى القادر بالله.
ويولى
"محمود بن سبكتكين" أخاه "نصرًا" قيادة جيوش خراسان، ويسير إلى "بلخ"
فيجعلها دار ملكه. ويصبح "محمود الغزنوي" من الشخصيات العظيمة فى التاريخ
الإسلامى بسبب جهاده المتواصل فى اتجاه الهند. لقد قاد سبع عشرة غزوة على
الهند مكنته من ضم إقليم "البنجاب"، وجزء من "السند" إلى بلاده.
إن المسلمين فى الهند وباكستان يذكرون "محمودًا الغزنوي" ولا ينسونه، وكيف ينسى وهو الذى حمل النور إليهم ونشر الإسلام بينهم؟!
لم
يكتفِ محمود بهذا، بل أخضع "الغور" وهى تجاور "غزنة" ونشر الإسلام هناك،
فيا لها من جهود تُذكر فتُشكر! وإلى جانب فتوحاته فى كشمير وبنجاب نراه قد
استولى على بخاري، وما وراء النهر آخذًا بعض ممتلكات بنى بويه كالرى
وأصفهان، وحتى إقليم سجستان أخضعه لسلطانه، وهكذا كان محمود الغزنوى رحمه
الله، محبّا للجهاد والغزو ونشر دين الله فى ربوع الأرض.
لقد لقى
محمود ربه سنة 421هـ/ 1030م، وكان خَيرًا، عاقلا، دَينًا، عنده علم ومعرفة،
قصده العلماء من أقطار البلاد، وكان يكرمهم، ويقبل عليهم، ويحسن إليهم،
وكان عادلا، كثير الإحسان إلى رعيته ملازمًا للجهاد، كثير الغزوات.
ويتولى
مسعود بن محمود أمر البلاد بعد أبيه، ويسير على نهج أبيه، ولكن الدول
تضعف فى أواخر عهده ؛ وينتهى أمر هذه الدولة الفتية عام 582هـ.
وبعد..
فما أكثر الدول التى قامت فى فارس ! إننا لا ننسى الدولة البويهية
(323-447هـ/ 935-1055م)، وتنسب إلى أبى شجاع بن بويه، الذى كان رئيسًا
لقبيلة من الديلم تسكن جنوبى بحر قزوين وتحترف الجندية.
لقد قامت
دولتهم فى فارس والرى وهمذان وأصبهان، وكان مؤسسوها من الفرس، وعندما
نذكر الدولة البويهية نذكر "الدولة السلجوقية" التى قامت فى فارس وهمذان
والعراق، ومؤسسوها من الأتراك.
وقد عرفت أنهم قوم بدو نزحوا من بلاد التركستان إلى بخاري، واعتنقوا المذهب السني، وظلت دولتهم قائمة من سنة (429-700هـ/1038-1301م).
وخلفهم
المغول فى حكم البلاد، ويأتى الحديث عن الدول المستقلة عن الخلافة
العباسية إلى ذكر "الدولة الأيوبية" التى حاربت الصليبيين، وكانت مستقلة
عن الخلافة العباسية أيضًا وإن ظلت على الولاء الظاهرى لها، "والدولة
المملوكية" التى سقطت الخلافة فى عهدها على يد التتار، فقامت بإحيائها
فى القاهرة على يد الظاهر بيبرس البندقداري.
وتبقى الدولة العثمانية
التى أخذت الخلافة من الخليفة العباسى فى مصر، وظلت تقوم بمهام الخلافة
إلى أن نجحت المؤامرات فى إسقاطها، وانفرط عقد الوحدة إلى يومنا هذا.

***
التاريخ الإسـلامي



الدولة الطولونية
(254-292هـ/ 868-905م)
فى عهد الخليفة الواثق،
كانت مصر من نصيب "باكباك" التركى حيث ازداد نفوذ الأتراك، وأخذوا يتولون
المناصب الكبري، ويتقاسمونها فيما بينهم.
ولكن "باكباك" فَضَّلَ أن يبقى فى العاصمة "بغداد" ويبعث من ينوب عنه فى ولاية مصر.
ووقع
الاختيار على أحمد بن طولون، ذلك الشاب الذى نشأ فى صيانة وعفاف ورياسة
ودراسة للقرآن العظيم مع حسن صوت به، وكان والده مملوكًا تركيا بعث به
وإلى بلاد "ما وراء النهر" إلى الخليفة "المأمون العباسي" ولما مات والده
تزوج باكباك أمه.
وجاء أحمد بن طولون ليحكم مصر نيابة عن "باكباك"
التركي، ولكن موقع مصر الجغرافي، وبُعد المسافة بين العاصمة المصرية
"الفسطاط" والعاصمة العباسية "بغداد" شجع وإلى مصر الجديد على الاستقلال
بها.
فلم يكد أحمد بن طولون يستقر فى مصر سنة 254هـ حتى أخذ يجمع السلطة كلها فى يده.
لقد عزل الموظف العباسى المختص بالشئون المالية فى مصر واسمه "عامل الخراج" وصار هو الحاكم الإدارى والمالى والعسكري.
وكان له ما أراد، فأقر الأمور فى البلاد، وقضى على الفتن، ونشر الطمأنينة فى ربوع الوادي، وعَمَّ البلاد الرخاء.
استقلال مصر عن الخلافة:
ولقد
أتاحت له الظروف أن يعلن استقلاله بالبلاد فى عهد الخليفة المعتمد
العباسي، عندما بعث ابن طولون بإعانة مالية للخلافة مساعدة منه فى القضاء
على "ثورة الزنج". ولكن "طلحة" أخا الخليفة بعث يتهم ابن طولون بالتقصير
فى إرسال المال الكافي، ويتهدده ويتوعده، وهنا كان رد ابن طولون قاسيا
وعنيفًا، ولم يكتف بهذا بل أعلن استقلاله بالبلاد.
وتأسست فى مصر
"الدولة الطولونية" نسبة إلى منشئها أحمد ابن طولون، وراح أحمد بن طولون
يعدّ جيشًا قويا لحماية البلاد داخليا وخارجيا؛ وقد بلغ جيش مصر فى عهد
أحمد بن طولون مائة ألف جندي.
القطائع عاصمة مصر:
وراح يفكر فى
اتخاذ عاصمة له غير "الفسطاط" تضارعها وتنافسها، فاتخذ الأرض الواقعة بين
السيدة زينب والقلعة وسماها "القطائع"، وعليها أقام جامعه الكبير الذى ما
زال موجودًا حتى الآن، وجعله معهدًا لتدريس العلوم الدينية، وكان ابن
طولون رجل صلاح وبرٍّ، يتصدق من خالص ماله فى كل شهر ألف دينار.
وقد رابطت فى العاصمة الجديدة طوائف الجند حيث أقطعهم أحمد بن طولون أرضًا يقيمون عليها.
حماية الثغور:
وأمام
ما وصل إليه أحمد بن طولون من قوة، كان لابد أن تتقرب إليه الخلافة
العباسية ليقف إلى جانبها فى مواجهة الروم البيزنطيين، الذين لا يكفُّون
عن الإغارة من آسيا الصغري.
إن شمال الشام منطقة حساسة، وكانت المناطق
الملاصقة للروم فيه تعرف باسم "إقليم العواصم والثغور" فهى تشتمل على
المنافذ والحصون القائمة فى جبال طوروس.
فليس عجيبًا إذن أمام ضعف الخليفة وقوة أحمد بن طولون أن يعهد إليه بولاية الثغور الشامية للدفاع عنها ورد كيد المعتدين.
لقد
كان أحمد بن طولون مهيأً لهذه المهمة وجديرًا بها، فبعث بجزء من جيشه
وأسطوله ليرابط هناك على الحدود، يحمى الثغور، ويؤمن المنافذ والحصون.
الوحدة بين مصر والشام:
ثم يتوفى والى الشام التركى سنة 264هـ، فيضم أحمد بن طولون البلاد إليه لكى يستكمل وسائل الدفاع على إقليم الثغور.
وصارت
مصر والشام فى عهد الدولة الطولونية وحدة لها قوتها فى الشرق العربي،
تحمل راية الدفاع عن أرض الإسلام ضد الروم، بينما عجزت الخلافة العباسية فى
ذلك الوقت عن مواجهة قوى الشر والعدوان، وأمام قوة أحمد بن طولون وقيامه
بتوحيد الشام ومصر تحت إمرته خشى أباطرة الروم سلطانه، وخافوا سطوته،
فبعثوا إليه يودون أن يعقدوا هدنة معه، بل لقد حدث أكثر من ذلك، لقد عزم
الخليفة العباسى "المعتمد" على مغادرة البلاد سرّا فرارًا من سيطرة أخيه
الموفق "طلحة"، فأين يذهب يا تري؟!
لقد قرر اللجوء إلى أحمد بن طولون صاحب القوة الجديدة فى مصر والشام، ولكن أخاه الموفق أعاده إلى عاصمة الخلافة بالعراق.
وظلت
الوحدة بين الشام ومصر قائمة فى عهد أحمد بن طولون، وراحت قواته البحرية
والبرية تحمى هذه الوحدة وتعلى قدرها فى شرق البحر الأبيض المتوسط.

ولاية خمارويّه:
ويتولى
ابنه "خُمارويه" بعده حاملاً راية الدفاع عن مصر والشام كما كان أبوه.
ولكن "طلحة" أخا الخليفة "المعتمد" يعود إلى محاولاته ودسائسه لإعادة مصر
والشام إلى سيطرة الخلافة العباسية.
ويعد خمارويه جيشًا يتولى قيادته
بنفسه، ويهزم قوات أخى الخليفة عند دمشق فى معركة "الطواحين" سنة 273هـ/
887م، فلا يملك إلا أن يعقد مع "خمارويه" صلحًا اعترفت فيه الخلافة
العباسية بولاية خمارويه على مصر والشام، ولأبنائه من بعده لمدة ثلاثين
سنة. وكان نصرًا رائعًا أتاح له أن يسيطر على منطقة العواصم والثغور،
وأصبح "خمارويه" قوة يرهبها الروم.
مصاهرة الخليفة:
وهكذا القوة تكسب
أصحابها الاحترام والسيطرة والنفوذ، وتزداد العلاقة بين خمارويه والخلافة
العباسية قوة، حيث يتزوج الخليفة المعتمد "العباسة" بنت خمارويه المعروفة
باسم "قطر الندي"، وهى التى جهزها أبوها بجهاز لم يسمع بمثله.
وراح
خمارويه يهتم بمرافق الدولة، ويخصص الأموال لمساعدة الفقراء والمحتاجين،
ويشيد القصور الضخمة فى عاصمة أبيه "القطائع". وظل خلفاء خمارويه فى
الحكم ما يقرب من عشر سنوات بعد وفاته مقتولا عام 282هـ/ 895م.
إعادة الدولة إلى الخلافة:
لقد
ولى مصر بعد خمارويه ثلاثة من آل طولون لم يسيروا على نهجه، بل انغمسوا
فى اللهو والملذات، فكثر الطامعون فى الحكم، وانتشرت الفوضي، وانتهى
الأمر بعودة جيوش الخلافة العباسية لاسترداد مصر من يد رابع الولاة
الطولونيين عليها.
وفى سنة 292هـ/ 905م دخلت الجيوش العباسية القطائع
تحت قيادة محمد بن سليمان وقد قبض على الطولونيين وحبسهم وأخذ أموالهم
وأرسلهم إلى الخليفة، وأزال بقايا الدولة الطولونية التى حكمت مصر والشام
مدة ثمانية وثلاثين عامًا.
***

التاريخ الإسـلامي



الدولة الإخشيدية
(323 - 358هـ/ 935 - 969م)
عادت مصر بعد سقوط
الدولة الطولونية إلى الخلافة العباسية وعلى الرغم من ذلك ظلت ثلاثين
عامًا تعانى من الاضطراب والفوضى والفتن الداخلية. وظل النفوذ العباسى
غير مستقر فى مصر بعد زوال الدولة الطولونية. ويتطلع أحد القادة الأتراك
فى الجيش العباسى فى مصر إلى الانفراد بالسلطة وحده دون القادة
المتنازعين، والولاة العباسيين.
فيا ترى من هو؟ إنه "محمد بن طُغج
الإخشيد"، لقد ساعده على ذلك ما قدمه من خدمات فى الدفاع عن البلاد ضد
هجمات الدولة الفاطمية التى قامت فى تونس، وراحت تهدد مصر من جهة الشمال
الإفريقي، وذلك فى عام (321-324هـ/ 933- 936). وفى سنة 323هـ/ 935م تولى
الإخشيد ولاية مصر وصار الحاكم المطلق فى البلاد.
سبب التسمية:
ولكن من أين "لمحمد بن طغج" هذا اللقب "الإخشيد" وهو لقب إيراني؟
لقد رغب الخليفة "الراضي" العباسى فى اكتساب مودة محمد بن طغج إلى جانبه، فمنحه لقب "الإخشيد" وهو لقب إيرانى تلقب به الأمراء.
ويدل هذا على مكانة الإخشيد فى مصر وما بلغه من سلطان واسع ونفوذ كبير.
توحيد مصر والشام وبلاد العرب:
لقد
أصبح "محمد بن طغج" مؤسس الدولة الإخشيدية فى مصر وإليه تنتسب أسرته.
وظلت الأمور على ما يرام بين محمد بن طغج الإخشيد والخلافة العباسية حتى
جاء اليوم الذى أرسل فيه الخليفة الراضى جيشًا بقيادة "محمد بن رائق" إلى
الشام لانتزاع مصر من الإخشيد سنة 328هـ/ 940م.
وعندئذ ألغى الإخشيد اسم الخليفة العباسى من الخطبة وأعلن استقلاله بمصر، واستطاع هزيمة القائد ابن رائق والاحتفاظ بملكه سليمًا.
وكان
ابن رائق قد هزم محمد الإخشيدى فى بداية الأمر، وانشغل جنود ابن رائق
بجمع الأسلاب، فخرج كمين لابن الإخشيد عليهم، وهزمهم، وفرقهم، وتفرغ
الإخشيد بعد هزيمة قائد الخليفة إلى الداخل، فنجح فى القضاء على الفتن
والقلاقل الداخلية، وراح يعمل على دراسة أحوال العالم العربى المجاور
لمصر.
وأخذ يفكر فى وحدة تقف فى وجه العدوان الخارجى من قبل الروم.
وبعد
سنتين من قيام الدولة الإخشيدية ضم الإخشيد إليه الشام بعد موت ابن رائق
سنة 130هـ ؛ ليعيد القوة إلى الشرق العربي، وليتسنى له الوقوف فى وجه
الروم البيزنطيين، وهنا خاف أباطرة الروم، وأسرعوا يخطبون وده كما فعلوا مع
أحمد بن طولون.
وفى العام التالى لهذه الوحدة، مد الإخشيد نفوذه إلى مكة والمدينة، وراح يتولى أمر الحجاز ويشرف على الحرمين الشريفين.
ولقى الإخشيد ربه سنة 334هـ/469م.
إمارة كافور:
وبعد
وفاته تولى وزيره أبو المسك كافور الوصاية على ولديه الصغيرين، وأثبت
هذا الوصى مقدرة فى إدارة شئون البلاد والدفاع عنها ضد الأخطار التى
تهددها من طائفة "القرامطة"، وأفلح فى القضاء عليها.
فلقد حافظ على
وحدة مصر والشام وبلاد العرب، وامتد سلطان الدولة الإخشيدية إلى "جبال
طوروس"، فى أقصى شمال الشام وصارت قوية الجانب يرهبها البيزنطيون.
وأبو المسك كافور هذا هو الذى خلع عليه الشاعر المتنبى أجمل قصائد المدح، ثم عاد وهجاه؟
نعم،
إنه هو بعينه، فلقد كان المتنبى يطمع فى أن يوليه كافور "ولاية" تنافس
مملكة سيف الدولة بن حمدان، فمدحه لينال رضاه، فلما لم يولِّه هجاه.
لقد
بلغت إمارة كافور على مصر ثلاثًا وعشرين سنة حكم فيها باسم أبناء الإخشيد
عدا سنتين انفرد فيها بالأمر وظل اسمه طوال هذه المدة موضع الهيبة
والإجلال، ويدعي له من منابر المساجد من طرسوس بأطراف الشام ومصر والحجاز،
ولقد كان كافور شهمًا جيد السيرة.
ترى من يخلفه بعد وفاته؟ وهل تظل الدولة الإخشيدية بعده رافعة أعلامها؟!
سقوط الدولة بعد كافور:
لقد
لقي كافور ربه فخلفه "أبو الفوارس أحمد بن علي أبو الحسن" حفيد الإخشيد،
وكان طفلا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره، وكان لابد في مثل هذه الظروف أن
تعود الفوضى إلى البلاد، وأن يكثر من حولها الطامعون.
واشتدت هجمات
الفاطميين من بلاد المغرب على مصر حيث حاول الخليفة المعز لدين الله
الفاطمي الاستيلاء عليها، وعجزت الدولة العباسية عن الوقوف إلى جانب
الإخشيديين، فلم يكن بد من استيلاء الفاطميين عليها سنة 358هـ/ 969م،
ليحلوا محل الدولة الإخشيدية.
***


التاريخ الإسـلامي



الدولة الحمدانية
(317-399هـ/ 929-1009م)
ينتسب الحمدانيون إلى قبيلة
تغلب، وكان بنو تغلب بن وائل من أعظم بطون ربيعة بن نزار، وكانوا من نصارى
العرب الجاهلية الذين لهم محل في الكثرة والعدد.
وكانت مواطنهم في
الجزيرة وديار ربيعة، ثم ارتحلوا مع هرقل إلى بلاد الروم، ثم رجعوا إلى
بلادهم، وفرض عليهم عمر بن الخطاب الجزية، فقالوا: يا أمير المؤمنين، لا
تذلنا بين العرب باسم الجزية، واجعلها صدقة مضاعفة ففعل.
وعلى هذا فالحمدانيون من بني تغلب ينحدرون من أصل عربي أصيل من العدنانية التي ولدت العربية في كنفها.
وما
زالوا يتنقلون بماشيتهم وأموالهم وخيامهم على مثل حالة القبائل العربية من
تهامة إلى نجد إلى الحجاز إلى أرض ربيعة إلى ضفاف الفرات حيث نزلوا ساحل
"الرقَّة" الفسيح، ومنها انتقل حمدان بن حمدون إلى "الموصل".
وكان حمدان
جد الأمراء الحمدانيين رئيس قبيلة أنجبت عدة أولاد اعتمدوا على أنفسهم،
وألقوا بأنفسهم في ميادين المغامرة والحرب، فانتصروا وخذلوا، وكانت حياتهم
تتصف بالعنف والقوة، ولا تعرف الهدوء والسلم إلا قليلا.
وقد رافقت نشأة الحمدانيين ضعف الدولة العباسية، وغروب شمسها .
ويشاء
الله أن يشهد الحمدانيون الأحداث التي هزت الإمبراطورية الإسلامية هِزَّة
انتهت إلى فرط عقدها وظهور دويلات وإمارات مستقلة على يد الأتراك، والفرس،
والكرد، وبعض القبائل العربية، وشهدوا تقلص نفوذ العرب وذوبانه تحت سيطرة
الدخلاء بشكل يدعو للأسف، فرأوا أن يقوموا بنصيبهم من حمل هذا العبء، وأن
يصونوا التراث العربي، وأن يردوا ما استطاعوا هجمات الروم عن الثغور
الإسلامية.
يرافق ظهور الأسرة الحمدانية ارتقاء "المتقي"عرش الخلافة،
وقد تسلمها وهي على ما هي عليه من التفكك والانحلال، على يد الأتراك أصحاب
وظيفة "أمير الأمراء" في بغداد ؛ حيث استبد أولئك الأمراء بالسلطة دون
الخليفة العباسي، وراحت بعض القبائل العربية التي سكنت بادية الشام ووادي
الفرات تستغل ضعف الخلافة العباسية، وتستقل بالمدن والقلاع الواقعة في
أرضها.
ويعتبر ما قامت به قبيلة "تغلب" مثلا لهذا الذي كان يقع في فترة ضعف الخلافة وسيادة الأمراء.
الدولة الحمدانية في الموصل:
لقد
استطاعت "قبيلة تغلب" بفضل أبناء زعيمها "حمدان بن حمدون" أن تؤسس دولة في
شمال العراق، وأن تتخذ من مدينة "الموصل" عاصمة لها (317-358هـ/
929-969م).
وتعصبت هذه الدولة للعروبة، وساءها استبداد الأتراك بالخلافة
العباسية، فجاء زعيمها "الحسن بن عبد الله الحمداني" إلى بغداد، ومعه أخوه
لمناصرة الخليفة المتقي بالله سنة 330هـ/ 942م.
وكافأ الخليفة هذا
الزعيم الحمداني بأن عينه في وظيفة "أمير الأمراء"، ومنحه لقب "ناصر
الدولة"، ثم منح الخليفة المتقي أخاه لقب "سيف الدولة الحمداني".
موقف توزون:
وعاش
الأخوان: "ناصر الدولة" و"سيف الدولة" ببغداد إلى جانب الخليفة الذي عرف
لهما قدرهما، ولكن ذلك لم يعجب الأتراك، فاستطاعوا بزعامة قائدهم "توزون"
أن يطردوا الحمدانيين، وأن يحملوهم على العودة إلى الموصل سنة 321هـ/ 933م.
الدولة الحمدانية في حلب:
وتطلع
سيف الدولة بعد خروج الحمدانيين من بغداد إلى القيام بمغامرة حربية تعلي
من شأن دولته بالموصل فسار سنة 323هـ/ 935م إلى شمال الشام واستولى على
"حلب" وأخرج منها حاكمها التابع للدولة الإخشيدية، صاحبة السيادة حين ذاك
على مصر والشام.
وكانت هذه النزاعات بين أقاليم الأمة المسلمة الواحدة
وراء التعجيل بنهاية هذه الدولة، وأصبح سيف الدولة بذلك صاحب الدولة
الحمدانية وعاصمتها حلب التي استمرت في شمال الشام حتي سنة 399هـ/ 1009م.
ومن
يقلِّب صفحات التاريخ يجد مجالس سيف الدولة الحمداني تضم أولئك المشهورين
في تاريخ الحضارة الإسلامية وعلى رأسهم الشاعر أبو الطيب المتنبي، والمؤرخ
أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني، والخطيب الفصيح ابن نباتة،
والفارابي الفيلسوف المشهور، والشاعر أبو فراس الحمداني.
قتال البيزنطيين:
وكان
قيام الدولة الحمدانية على طول منطقة الأطراف الإسلامية المتاخمة لأراضي
الدولة البيزنطية في جنوب آسيا الصغرى وفي شمال العراق حاجزًا ضد هجمات
البيزنطيين في وقت أضحت الدولة الإسلامية نهبًا للفوضى والقلاقل الداخلية،
وليس لديها قوة حربية كافية!
ولقد خلد التاريخ اسم "سيف الدولة" من خلال حروبه المتكررة ضد البيزنطيين، والتصدي لأعمالهم العدائية على أرض المسلمين.
لقد
بدأ إغارته على آسيا الصغرى سنة 337هـ/ 949م دون أن تمر سنة واحدة بغير
تجهيز حملة حربية لهذا الغرض النبيل، ولقد تسنى له أن يستولي على كثير من
الحصون البيزنطية مثل "مرعش" وغيرها من مدن الحدود.
ومن بطولات سيف
الدولة: استيلاؤه على قلعة الحدث (وهي قلعة متاخمة لحدود الدولة البيزنطية)
كان سيف الدولة قد بناها، وهجم عليها الرومان فخربوها، وهدموها فأعد سيف
الدولة جيشًا قويا، وهزم الروم هزيمة ساحقة، واستولى على قلعة الحدث، وقد
قال المتنبي في ذلك قصيدة طويلة في مدح سيف الدولة وبطولته في هذه المعركة،
منها:
يكلف سيف الدولة الجيش همـــه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
سقوط حلب في أيدي البيزنطيين:
ولقد
عاصرت حركات سيف الدولة قيام أعظم إمبراطورين عسكريين عرفتهما الدولة
البيزنطية في هذه الآونة، فقد استطاع نقفور فوقاس أن يستولي على "حلب"
نفسها عاصمة سيف الدولة سنة 351هـ/ 962م ودخل أنطاكية بجنوده، وقتل فيها ما
يقرب من عشرين ألفًا، غير أن الدولة البيزنطية انسحبت منها بعد ثمانية
أيام بسبب المقاومة الحمدانية. وقد اتجه الإمبراطور الروماني "حنا شمشيق"
إلى الاستيلاء على "بيت المقدس"، وتوغل كثيرًا في أراضي الشام، ولكنه عاد
سريعًا من غارته الخاطفة بفضل مقاومة الحمدانيين في حلب، ومقاومة الفاطميين
في سائر الشام.
سعد الدولة:
ولقد تولى "سعد الدولة" ابن سيف الدولة
بعد أبيه سنة (357- 381هـ/ 967 - 991م)، لكن الدولة دخلت في مرحلة الضعف
والنزاع الداخلي، وذلك بعد أن اعترف منصور بن لؤلؤة والي الحمدانيين على
حلب بسلطان الفاطميين على حلب عام 383هـ وأصبحت إمارة فاطمية بعد أن كانت
حارسة على أطراف الدولة الإسلامية في وقت لم يدرك الخلفاء العباسيون في
بغداد قيمة الدفاع عنها.
ولجأ بعض المتنازعين على السلطة من الحمدانيين
إلى الخلافة القائمة في مصر والشام وقت ذاك على حين ظلت الخلافة العباسية
غارقة في الضعف والفوضي.
ورغم كل ذلك سقطت الدولة الحمدانية التي تمثلت كل عظمتها في شخص "سيف الدولة".
***

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رونى
مشرف المنتدى اللقانونى
مشرف المنتدى اللقانونى
رونى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 911
تاريخ الميلاد : 21/02/1987
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 37

التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** Empty
مُساهمةموضوع: رد: التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة**   التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة** I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 12:21 pm


التاريخ الإسـلامي



الدولة الفاطمية
(358-567هـ/ 969-1172م)
مَنْ الفاطميون؟ وإلى مَنْ ينتسبون؟ وكيف نشأت دولتهم؟ ومتي كان ذلك؟ وهل تنتسب هذه الدولة إلى دول الإسلام؟
حب آل البيت:
لقد
ملك حب آل البيت النبوي قلوب المسلمين جميعًا، أما هؤلاء المعروفون
بالشيعة والذين خرجوا علينا في التاريخ الإسلامي يغيرون في المفاهيم
الواضحة لديننا الحنيف، ويسبون أئمة الهدي من الخلفاء الراشدين بدعوي أنهم
سلبوا الخلافة من علي كرم الله وجهه، هؤلاء هم المتشيعون الذين يزعمون حب
علي وهو منهم براء.
لقد كان علي -رضي الله عنه- على العكس مما زعموا،
فقد كان مستشارًا أمينًا، ووزير صدق للخلفاء جميعًا، ولما قامت الدولة
الأموية لم يتقبلها بعض المسلمين والهاشميين؛ رفضًا لمبدأ توريث الخلافة.
ولما
قامت دولة بني العباس لم تُمَكِّن لأبناء علي بن أبي طالب أن يكون لهم شيء
في الحكم والخلافة، ونشط المتشيعون يشعلون الثورات في كل مكان، لكن الدولة
العباسية كانت في بدايتها قوية، فتمكنت من القضاء عليها جميعًا، وسحقتها
في عنف وشدة.
دعاة الشيعة:
فهل انقطعت حركة الشيعة أو توقفت أمام تلك المطاردة؟!
لا..
لم تنقطع حركات المتشيعين ولم تتوقف، فقد كانوا متعصبين لآرائهم، مؤمنين
بفكرتهم، يزعمون أن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل السيدة فاطمة
الزهراء، فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمر باطل يجب أن يمحي، وما هو إلا
شرّحَلَّ بالمسلمين يجب أن يزال. ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم،
وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة، مثل أطراف فارس واليمن وبلاد
المغرب.
أبو عبدالله الشيعي:
وكان من هؤلاء الدعاة "أبو عبدالله
الشيعي" وهو رجل من صنعاء اتجه إلى المغرب بعد أن رأى دويلات "الأغالبة"
و"الأدارسة" وغيرهما تنشأ وتقام بعيدًا عن يد الدولة العباسية وسلطانها،
وركز "أبو عبد الله" دعايته بين البربر، وسرعان ما انضموا إليه في آلاف
عديدة، فأرسل إلى زعيمه الفاطمي الكبير "عبيد الله بن محمد".
عبيد الله:
وقال
"عبيد" هذا بأنه شريف علوي فاطمي، ولكن الخليفة العباسي علم بالأمر فطارد
"عبيد الله" هذا، وأمر بالقبض عليه، فاضطر حين وصل مصر إلى أن يتنكر في زي
التجار، ثم حاول أن يفلت من دويلات شمال إفريقيا، ولكنه سقط أخيرًا في يد
أمير "سجلماسة".
الاستيلاء على القيروان:
كان "أبو عبد الله"
الراعية الشيعي في هذا الوقت قد جمع قواته من البحر، وهاجم بها "دولة
الأغالبة" التي ما لبثت أن سقطت في يده سنة 297هـ/ 909م، ودخل عاصمتها،
وأخذ من الناس البيعة لعبيد الله الأمير الأسير.
وما لبث "أبو عبد الله
الشيعي" أن سار على رأس جيوش ضخمة نحو "سجلماسة" لينقذ عبيد الله، ولما
أدرك صاحب "سجلماسة" أن لا قِبلَ له بمواجهة الجيش المغير هرب من عاصمته
بعد أن أطلق أسيره "عبيد الله الفاطمي".
دخل عبيد الله القيروان التي
اتخذها عاصمة للدولة الفاطمية، وهناك بايعه الناس ولقب "المهدي أمير
المؤمنين"، وصار خليفة للمسلمين تأكيدًا لفكرة الشيعة عن أحقية أبناء علي
-رضي الله عنه- بالخلافة، ولقد اعتبر نفسه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض
عدلا بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا.
الاستيلاء على دولة الأدراسة:
وتوالى
الخلفاء من نسل المهدي عبيد الله، وكان منهم "المعز لدين الله الفاطمي"
الذي أرسل قائده الشهير "جوهر الصقلي" ففتح "دولة الأدارسة"، ووصل إلى
المحيط الأطلسي، ثم مد حدوده إلى مصر وفتحها عام 359هـ/ 969م.
فكيف استولى عليها الفاطميون؟ وماذا كان موقف الخلافة العباسية منهم؟
الاستيلاء على مصر:
لقد
أرسل "المعز لدين الله الفاطمي" قائده الكبير "جوهر الصقلي" ليفتح مصر،
فسار في جيش ضخم بعد أن مهد الطرق لمسير الجيش، وحفر الآبار على طول
الطريق، وأقام "استراحات" على مسافات معقولة في الطريق، وأحسن تدريب الجيش
وتنظيمه وتموينه بعد أن جمع الأموال اللازمة لهذا كله.
وسار الجيش إلى
الإسكندرية، وما لبث أن دخلها دون قتال، وأحسن معاملة المصريين، وكَفَّ
جنوده عنهم، ثم سار إلى "الفسطاط" فسلَّم له أهلها على أن يكفل لهم حرية
العقيدة، وينشر الأمن والعدل والمساواة.
وطار الخبر بالاستيلاء على مصر إلى "المعز" فسر سرورًا عظيمًا، وأقام الاحتفالات والولائم، وحوله الشعراء ينشدون.
لقد ساعد علي نجاح هذا الغزو ضعف واضطراب الأحوال في مصر، وكثرة الشيعة الذين عاونوا الغزاة كل المعاونة آنذاك.
وهكذا سُلخت مصر عن الخلافة العباسية، وأصبحت ولاية فاطمية عام 359/ 969م.
بناء القاهرة:
وهنا
بدأ "جوهر" يعد العدة لنقل مركز الدولة الفاطمية إلى مصر ؛ فبنى للخليفة
قصرًا فخمًا شمال الفسطاط، وبنى معه منازل الوزراء والجند، وكانت هذه بداية
مدينة القاهرة.
لقد كانت "الفسطاط" هي العاصمة بعد دخول عمرو بن العاص
وبعدها "العسكر" في عهد العباسيين، ثم "القطائع" في عهد الطولونيين، ثم
أصبحت "قاهرة المعز" هي العاصمة حتى الآن.
وبعد أن تم إنشاؤها دعا
"جوهر" "المعز" أن ينتقل إليها، وأصبحت القاهرة عاصمة الخلافة الفاطمية
(362هـ/ 973م)، أي بعد أربع سنوات من فتحها، وأمر المعز بمنع صلاة التراويح
في رمضان، وأمر بصيام يومين مثله، وقنت في صلاة الجمعة قبل الركوع، وأسقط
من أذان صلاة الصبح "الصلاة خير من النوم" وزاد "حي على خير العمل.. محمد
وعلي خير البشر".
الاستيلاء على الحجاز:
وما لبثت جيوش المعز أن سارت
نحو الحجاز ففتحته، وأصبحت المدينتان: مكة والمدينة تحت سلطان الفاطميين
لاالعباسيين، كما فتحت جيوشهم بلاد الشام، وفلسطين، وجزيرة صقلية. وهكذا
أصبحت دولة الفاطميين تضم الحجاز، والشام، وفلسطين، ومصر، وشمال إفريقية
حتى المحيط الأطلسي.
بناء الجامع الأزهر:
ومن أعمال الدولة الفاطمية:
إنشاؤها "الجامع الأزهر" الذي كان أول أمره مسجدًا عاديا، ثم أقيمت فيه
حلقات الدراسة، وقد اهتم بهذه الدراسات خلفاء الفاطميين لأنها كانت مقتصرة
على الفقه الشيعي، ثم تطورت بعد الفاطميين لما تولى صلاح الدين حكم مصر،
فأصبحت تدرس الفقه على كل المذاهب والعلوم الدينية دون تمييز، وعلى غير ما
أراد الفاطميون، فقد صار الأزهر أول جامعة في العالم لنشر الثقافة العربية
الإسلامية، وما زال منارة يهتدي بها أبناء العروبة والإسلام، وحصنًا يحمي
البلاد من المذاهب الهدامة والعقائد الفاسدة.
نهاية:
لكل شيء نهاية،
ففي آخر عهد الدولة الفاطمية حكمها عدد من الخلفاء الذين كانوا ضعاف
الشخصية وصغار السن، فكان من نتيجة ذلك أن سيطر الوزراء على الدولة
وأداروها لمكاسبهم الخاصة مهملين شئون الدولة إهمالا تامّا.
لقد كانت
ظاهرة الاعتماد على أعداء الإسلام من اليهود والنصارى واضحة في هذه الدولة،
فمن هؤلاء كان كثير من الوزراء وجباة الضرائب والزكاة والمستشارين في شئون
السياسة والاقتصاد والعلم والطب، ولقد ترك الخليفة العزيز الفاطمي لوزيره
اليهودي "يعقوب بن كلس" أمر تعليم الناس "فقه الطائفة الإسماعيلية" التي
ينتمي إليها الفاطميون وهي من أشد فرق الشيعة تطرفًا وبعدًا عن حقيقة
الإسلام.
وقد ألَّف يعقوب نفسه كتابًا في فقه هذه الطائفة.
فلا عجب
إذن أن شهدت الدولة كثيرًا من المؤامرات والفتن والدسائس والقلاقل، فقامت
ثورات داخلية، وانتفاضات، وراح الناس يستجيرون من تسلط اليهود والنصارى فلا
يجارون، وزادت الحال سوءًا بظهور أفكار دينية شاذة كالاعتقاد بحلول روح
الله في الخليفة، وأن الخليفة أعلى من بني الإنسان، وأن الخلفاء إلى الله
أقرب ؛ كما حدث للحاكم بأمر الله، الذي كان له كثير من البدع والخرافات
التي أدخلها في دين الله تعالي، وألّهه بعض الناس وراح البعض ينتظر عودته
بعد اختفائه، وعرف هؤلاء بالدروز الذين يوجد أسلافهم ببلاد الشام. وكثرت
الأمراض، وهلك عدد كبير من الناس، في حين كان الأمراء والحكام الفاطميون
ينعمون بالثروات ويعيشون في ترف وبذخ.
وأسهمت المجاعات والأوبئة نتيجة
انخفاض ماء النيل عدة مرات في اختلال الأمن، وكثرة الاضطرابات، وسوء
الأحوال في البلاد، ولم تر البلاد صلاحًا ولا استقام لها أمر، ولم يستقر
عليها وزير تحمد طريقته.
تفكك الدولة:
أما في الخارج فقد خرج بعض
الولاة على الخلفاء الفاطميين خصوصًا في شمال إفريقية؛ مما أدى إلى استقلال
تونس والجزائر، واستولت الدولة السلجوقية السُّنِّية التي قامت بفارس
والعراق على معظم بلاد الشام التابعة للفاطميين، وإلى جانب هذا كله عمل
الصليبيون في الاستيلاء على الأراضي المقدسة فاستولوا على بيت المقدس من
أيدي الفاطميين سنة 492هـ/ 1099م، ثم أخذوا يغيرون على أطراف الدولة
المصرية.
وهكذا أخذت الدولة في الضعف حتى جاء صلاح الدين الأيوبي، وقضى على الخلافة الفاطمية وذلك في سنة 567هـ/1172م.
وانقض الصليبيون فهاجموا عدة مرات هذه الدولة التي طالما أعانتهم في بداية أمرهم على ضرب المسلمين من أهل السنة.
***


التاريخ الإسـلامي



الدولة الأيوبـية
(567-648هـ/ 1172-1250م)
يعتبر صلاح الدين يوسف بن
أيوب هو المؤسس الحقيقي للدولة الأيوبية، وذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا
للخليفة الفاطمي ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود، فعمل صلاح الدين على
أن تكون كل السلطات في مصر تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد
لمصر التبعية للدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة
العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
التوجه إلى النوبة:
ومما
يذكر أن نور الدين محمود -الذي بعث أسد الدين شيركوه وصلاح الدين إلى مصر-
ما زال حيّا، وكان صلاح الدين خائفًا أن يحاربه نور الدين، ففكر لأجل ذلك
أن ينظر مكانًا آخر يقيم عليه دولة له، فبدأ صلاح الدين مبكرًا في إرسال
بعض خاصته يستطلعون الأحوال في بلاد النوبة واليمن وبرقة.
أما النوبة
فكان يحكمها قبيلة الكنوز التابعة للفاطميين فأرسل صلاح الدين أخاه
تورانشاه، وعينَّه على "قوص" و"أسوان" و"عذاب" و"النوبة"، ولما استدعى صلاح
الدين أخاه إلى القاهرة أناب تورانشاه عنه رجلا من نوابه وزوده بقوة
عسكرية.
وفاة نور الدين:
أما برقة، فإن الفرصة لم تدع لأولئك -الذين
بعثهم صلاح الدين لاستكشاف الأمر- أن يصنعوا شيئًا ذا بال؛ لأن نور الدين
محمود قد توفي في شوال سنة 569هـ، وبدأ الأمر يستقر لصلاح الدين، وبدأ يعمل
على توحيد الدولة الأيوبية وحماية أركانها في مصر والشام.
امتداد الدولة:
بالفعل،
بدأ صلاح الدين التوجه إلى بلاد الشام بعد وفاة نور الدين، فدخل دمشق، ثم
استولى منها علىحمص، ثم حلب، وبذا أصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر والشام.
ثم عاد إلى مصر وبدأ الإصلاحات الداخلية، وخاصة في القاهرة والإسكندرية،
ثم سافر إلى الشام؛ ليبدأ ما كان قد بدأه من قبل، وهو جهاده المشرق ضد
الصليبيين.
وكانت دولة الأيوبيين قد امتدت إلى بلاد الحجاز؛ حيث قام
صلاح الدين بتحصين جنوب فلسطين، والاستعداد لأي أمر يقوم به أرناط صاحب
قلعة الكرك، والذي كان يدبر للهجوم على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة،
وكان صلاح الدين قد اعتني بميناء القلزم وميناء جدة، لأن أرناط كان قد
عمَّر أسطولا في ميناء أَيْلَة أو العقبة، وأرسل سفنًا بلغت عِيذاب،
فاستولى صلاح الدين على أيلة، وأخذ منها أسرى من الصليبيين، وكذلك قبض
رجاله على بعض الصليبيين الذين وصلوا إلى عيذاب، وأرسلوا جميعًا مصفَّدين
بالأغلال، حيث ذُبحوا مع الهدي الذي أهداه الحجاج لله سبحانه في ذي الحجة
سنة 578هـ ، واستولى صلاح الدين على بيت المقدس، وقد وقع في الأسر ملك بيت
المقدس، ونفر من الفرسان الصليبيين ومن بينهم أرناط الذي لم تكد عين صلاح
الدين تقع عليه حتى أمر بقتله.
وعقب استيلاء صلاح الدين على بيت المقدس
سقطت في يده كل موانئ الشام، فيما عدا موانء إمارة طرابلس، وأنطاكية،
وانتهت الحروب الصليبية بصلح الرملة بين صلاح الدين والصليبيين.
وظل
صلاح الدين رافعًا راية الجهاد حتى صعدت روحه إلى بارئها عام 589هـ بعد أن
قسم دولته بين أولاده وأخيه العادل، ولكنهم تناحروا فيما بينهم، وظل بعضهم
يقاتل بعضًا في ظروف كانت الدولة تحتاج فيها إلى تجميع القوى ضد الصليبيين
ممن يكيدون للإسلام، ولم يمنع ذلك أن كانت لهم وقفات ضد الصليبيين، ففي
الحملة الصليبية التي تعرضت لها دمياط، والتي كان يقودها لويس التاسع، الذي
وقع أسيرًا، وحبس في دار ابن لقمان في عهد الملك توران شاه ابن نجم الدين
أيوب، وبوفاة توران شاه انتهت دولة الأيوبيين.
***

التاريخ الإسـلامي



دولة المماليك
(648-923هـ/1250-1517م)
من المماليك؟ وما موطنهم الأصلي؟ وكيف وصلوا إلى الحكم؟ وما دورهم في حماية العالم الإسلامي ؟
فضل المماليك:
إنها
أسئلة تخطر بالبال حين يذكر أولئك الرجال الذين حكموا مصر والشام، وكان
لهم شأنهم في موقعة "عين جالوت"، ومازال العالم كله يذكر فضلهم في أول
هزيمة أصابت المغول.
إن المؤرخين جميعًا يعتبرون انتصار المماليك
انتصارًا عالميّا؛ فقد عجزت الدولة الخُوارزمية، والدولة العباسية عن
مقاومة المغول أو مدافعتهم، وبعد أن انهارت القوى المسيحية أمام الزحف
المغولي على أجزاء من "روسيا" و"بولندا" و"المجر" الحالية! لقد كانت
"موقعة عين جالوت" أول صدمة في الشرق لجيوش المغول ورؤسائهم الذين خُيّل
لمعاصريهم أنهم قوم لا يُغلَبون، فجاءت هذه الواقعة لتقول للدنيا لا غالب
إلا الله، وأن فوق كل قوي من هو أقوى منه، وأن النصر من عند الله ينصر من
يشاء.
ومن هنا كسبت سلطنة المماليك مركز الصدارة بين سلاطين المسلمين،
كما استقامت لمصر زعامة جديدة في العالم الإسلامي. ولكن، ما أصل أولئك
المماليك؟
أصل المماليك:
إنهم خليط من الأتراك والروم والأوربيين والشراكسة، جلبهم الحكام ليستعينوا بهم في القرن السادس الهجري وحتى منتصف القرن السابع.
كان
كل حاكم يتخذ منهم قوة تسانده، وتدعم الأمن والاستقرار في إمارته أو
مملكته، وممن عمل على جلبهم والاستعانة بهم الأيوبيون، وبخاصة في عصورهم
المتأخرة لما أصابهم الضعف واحتاجوا إلى الرجال. لقد كانوا يُباعون للملوك
والأمراء، ثم يُدَرَّبون على الطاعة والإخلاص والولاء.
المماليك في مصر:
وعرفت مصر نوعين من هؤلاء المماليك:
1-
المماليك البحرية وهم الذين أسكنهم الملك الصالح الأيوبي قلعة في جزيرة
الروضة، ونسبوا إلى بحر النيل، أو سمّوا بذلك لأنهم قدموا من وراء البحار،
وهؤلاء حكموا مصر من سنة (648-784هـ/ 1250-1382م) وتداول عرش مصر في عهدهم
أربعة وعشرون سلطانًا .
2- أما النوع الثاني فهم المماليك البرُجية أو
الجراكسة، وسُمّوا بذلك لأن السلطان قلاوون أسكنهم أبراح قلعة الجبل، ولأن
الجراكسة كانوا أكثر عددًا، وهؤلاء حكموا مصر من سنة (784-923هـ/
1382-1517م) وهم ثلاثة وعشرون سلطانًا.
لقد عرفت البداية لدولة
المماليك، ولقد كانت النهاية على يد العثمانيين عند مرج دابق والريدانية
(حي العباسية) سنة 923هـ، وكانت الغلبة للعثمانيين الذين آلت إليهم ممتلكات
المماليك ليبدءوا عهدًا جديدًا.
ولم يأخذ المماليك بمبدأ وراثة العرش،
وإنما كان الطريق مفتوحًا أمام من أبدي شجاعة وإقدامًا ومقدرة. هذه هي
المؤهلات في دولة المماليك التي قامت على أنقاض دولة الأيوبيين، وبعد مقتل
توران شاه آخر سلاطين الأيوبيين بمصر.
التصدي للمغول:
إن المغول يزحفون..وإن الخطر قادم فلتتوقف الخلافات بين المسلمين، ولتتوحد القوى في مواجهة هذا العدو!
لقد
استولى المغول علىالأراضي الإسلامية التابعة لخوارزم شاه، ثم واصلوا سيرهم
-كما عرفت من قبل- مهددين العراق حتى أسقطوا الخلافة العباسية.
كانت
مصر في ذاك الوقت يحكمها علي بن أيبك الذي كان في الخامسة عشرة، والذي تولى
مصر بعد وفاة أبيه المعز أيبك، وكان ضعيفًا لا حول له في هذه الظروف
الصعبة. وراحت مصر تتطلع إلى مملوك قوي يحمي حماها، ويصون أرضها. لقد سقطت
الخلافة العباسية، واستولى التتار على بغداد وبقية مدن العراق، ثم اتجهوا
نحو بلاد الشام التي كانت مقسَّمة إلى إمارات يحكمها أمراء أيوبيون، وتمكن
التتار من الاستيلاء على حلب سنة 657هـ/1277م.
سيف الدين قطز:
وفي
هذه اللحظات التاريخية ظهر "سيف الدين قطز" وقد تولى حكم مصر، وقال قولته
المشهورة : لابد من سلطان قاهر يقاتل عن المسلمين عدوهم.
ووصلت إلى مصر
صرخات أهل الشام، واستغاثات أمرائهم من الأيوبيين: أن تحركوا واعملوا على
إنقاذنا، لقد قتلوا العباد، وخربوا البلاد، وأسروا النساء والأطفال، وأصبحت
مصر هي الأمل بعدما ضاع الأمل في الخلافة، وفي أمراء الشام. خرج "سيف
الدين قطز" في عساكره، حتى انتهي إلى الشام.
عين جالوت:
وكان اللقاء
عظيمًا عند "عين جالوت" في الخامس والعشرين من رمضان الذي وافق يوم جمعة.
ولأول مرة يلقى المغول من يصدهم ويهزمهم هزيمة ساحقة، وكان النصر لراية
الإسلام. وكانت صيحة واحدة صدق بها المسلمون ربهم "وا إسلاماه"، وفي يوم
واحد، انقلبت الأوضاع، وأذن الله بنصره بعد عصر طويل من الذل والمهانة،
وبعد جبال الأشلاء وأنهار الدماء التي غرق فيها المسلمون .
عزة بعد ذل:
ولكي
تدرك مدى الضعف الذي كان عليه المسلمون قبل أن يعودوا إلى ربهم، فاعلم أن
التتري كان يلقى المسلم في بغداد وليس معه سيف، فيقول للمسلم: قف مكانك حتى
أحضر السيف لأقتلك. فيبقى المسلم جامدًا ذليلا في مكانه حتى يأتيه التتري
بالسيف فيقتله به!
لقد قاتل سيف الدين قطز قتالا عظيمًا، وقاتل معه الأمراء المماليك حتى النصر .
ووقف
قطز يوم "عين جالوت" على رجليه تاركًا جواده، وهو يقول لمن راح يلومه على
ذلك خائفًا عليه: إنني كنت أفكر في الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه!
لقد قام قطز بنفس الدور الذي قام به صلاح الدين.. عرف الحقيقة، وأعلنها على
الناس:
لقد انهزمتم أمام التتار لتهاونكم في أمر دينكم، فاستمسكوا بهذا
الدين، والله منفذ وعده الذي وعد:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ
خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) [النور:55].
الظاهر بيبرس:
ولكنه
لقي مصرعه وهو في طريق العودة بعد النصر! ويتولى الأمر من بعده "الظاهر
بيبرس البندقداري"، يتولى سلطنة مصر، والشام، ويبعث بإحضار أحد العباسيين
إلى مصر ويعينه خليفة للمسلمين، وهو المستنصر بالله، وقد تولى بعد مقتله
الحاكم بأمر الله الخلافة بمصر، وأُطلق عليه أمير المؤمنين، وكان يدعي له
على المنابر، أما الأمر والنهي فهو للمماليك حتى سقطت الخلافة، وانتقلت من
العباسيين إلى العثمانيين.
قتال الصليبيين:
وإذا كان التاريخ قد سجل
للمماليك في حرب المغول بطولة رائعة، فقد سجل لهم قبل سنة 648هـ/ 1250م
بسالتهم وإقدامهم في قتال الصليبيين عند "المنصورة" وعند "فارسكور" بقيادة
الظاهر بيبرس.
إن الظاهر بيبرس لم يترك سنة في فترة ولايته دون أن يغزو
الصليبيين ويحقق انتصارات عليهم. لقد استرد "الكرك" سنة 661هـ/ 1263م،
و"قَيْسَارِيَّة" سنة 663هـ/ 1265م، وكثيرًا من البلاد التي استولى عليها
الصليبيون مثل "صفد"، و"يافا"، و"أنطاكية" سنة 666هـ/ 1268م. لقد وقف بيبرس
للتتار وللصليبيين معًا بعد أن تحالفت قوى التتار والصليبيين ضد المسلمين.
وكان لهما بالمرصاد، وأسس دولة المماليك تأسيسًا قويّا، وعندما لقي ربه
سنة 676هـ/ 1278م، استمر الملْك في ذريته حتى سنة 678هـ/ 1279م .

الملك الأشرف خليل:
ومرت
سنوات قبل أن يتولى الملك "الأشرف خليل" أمر البلاد بعد وفاة والده قلاوون
سنة 690هـ/ 1281م، وفيها أسدل الستار على الصراع الصليبي مع المسلمين في
العصور الوسطى .
لقد فتحت "عكا" وبقية مدن الساحل في هذه السنة، وهرب
الصليبيون إلى "قبرص" التي أصبحت ملجأ لهم في الشرق، وهكذا قطع الله دابر
القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .
لقد حُلّت العقدة التي سادت
الناس جميعًا كما سادتهم قديمًا عن عدم إمكان هزيمة الجيوش المغولية مهما
كانت أعدادها، وكسبت سلطنة المماليك مركز الصدارة بين سلاطين المسلمين، كما
استقامت لمصر زعامة جديدة في العالم الإسلامي .
غزو الصليبيين:
ويستمر
عهد المماليك البحرية حتى سنة 784هـ/1382م، وكان عهد استقرار ورخاء، ولكن
بوفاة الناصر محمد بن قلاوون سنة 741هـ/ 1341م، اضطربت البلاد المملوكية
مما شجع الصليبيين على غزو مصر سنة 767هـ/ 1366م، من جزيرة "قبرص" حتى سقطت
الإسكندرية في أيديهم بعد أن ساءت أحوال البلاد لعدم وجود رجل قوي على رأس
المماليك بعد الناصر قلاوون، وسقط كثير من الشهداء على أيدي الصليبيين
الذين اعتدوا على البنات والنساء.

بداية عهد المماليك البرجية:
ولكن يشاء الله أن يبدأ عهد جديد على "المماليك البرجية" يعيد للمسلمين مجدهم، ويرفع راية الإسلام من جديد على ربوع الوادي .
لقد
بدأ عهد المماليك البرجية بالظاهر برقوق سنة 784هـ/ 1382م، وانتهى بالأشرف
قنصوه الغوري الذي قتل في مرج دابق على يد العثمانيين سنة 922هـ/ 1516م.
ولا
ننسى للمماليك بصفة عامة دفاعهم عن الإسلام وأهله ودياره ضد التتار، فلقد
أبلوا بلاء حسنًا، وكانوا خير عَونْ للإسلام والمسلمين في كل فترة من
فترات تاريخهم .
حضارة المماليك:
ولقد اهتم المماليك بالأوضاع
الحضارية من بناء للمدارس والمساجد والعمائر، حتى يعد عصرهم من أزهى العصور
في العمارة، فقد كان للمماليك إسهام رائع في مجال العمارة، فقد أصبح فن
العمارة على أيديهم إسلاميًا يستقي قواعده من مبادئ الإسلام وأصوله، ففن
بناء البيوت مثلا على عهدهم انطلق من مبدأ منع الاختلاط والغيرة على
النساء، فتبني البيوت الطابق الأول للرجال ويسمى"السلاملك" والسفلي للنساء
ويسمى "الحرملك" ومدخل البيت ينحرف غربًا نحو دهليز ومنه إلى حجرة الضيوف،
حتى لا يرى الدَّاخِل مَنْ في وسط البيت، وكانت هناك مداخل خاصة بالنساء
فقط، وكانت شبابيك البيوت مرتفعة بحيث لا يرى السائر في الطريق ولو كان
راكبًا من بداخل البيت، وكانت هذه الشبابيك عبارة عن خشب مثقوب يسمح بدخول
الضوء والهواء، ويسمح لمن بداخل البيت برؤية من بالخارج بحيث لا يري من
بالخارج من بداخل الحجرات .
كما كانوا يجعلون أماكن خاصة في الدور
السفلي للدواب والمواشي، وحجرات خاصة للمطابخ، وهم الذين ابتكروا نظام
دولاب الحائط الذي يوضع فيه الأطباق الخزفية، وعنهم أخذ هذا النظام.
وكان
لهم اهتمامهم بالزراعة والصناعة، إلى جانب تأليف الموسوعات العلمية
والأدبية، ومن هذه الموسوعات التي ازدهرت في عهدهم "صبح الأعشى في صناعة
الإنشا" للقلقشندي، و"نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري .
كما ازدهرت
في عهدهم التآليف التاريخية، مثل المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار
للمقريزي، وكافة مؤلفاته، ومؤلفات ابن تغري بردي وغيرهما .
***

[center]الحقوق محفوظة لكل مسلم



Powered by arabseyes.com


[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التاريخ الإسـلامي دولة الأغالبة**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التاريخ الإسـلامي دولة الأدارسة**
» التاريخ الإسـلامي دولة الخلافة العثمانية--
»  التاريخ الإسـلامي... دولة الخلافة العباسية..**
»  التاريخ الإسـلامي... دولة الخلافة العباسية الثانية..**
» التاريخ الإسـلامي الإمارة في الأندلس**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم التاريخ :: التاريخ الاسلامى-
انتقل الى: