فاخر الكيالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يقول الدكتور أيضا : ولإرتباط
هذين الجهازين السمبتاوي والجار سمبتاوي الغضبيين بالانفعال الوجداني
والتوازن الفسيولوجي لأعضاء الجسم الحيوية كالقلب والاوعية الدموية
والرئتين كان لزاما ان يحتاط المرء في الافراط في الانفعال حزنا أو فرحا
ولاجدال ان في الفرح والحزن ما قتل آجلا أو عاجلا 0
وقد قال صلى الله عليه وسلم " كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة 0000
ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب 0
والقلب قلبان :- قلب هو العبارة عن مضخة ترسل الدم الى سائر البدن 0
وقلب معنوي : وهو مكان الإيمان ومحل نظر الله تعالى 0
ودمتن بخير /
وجمعة مباركة/كثرة الضحك تميت القلب
المصدر: قناة الإعجاز العلمي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن موقع فرسان الدعوة السلفية نقتبس
[size=16][size=21][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال صلّ الله عليه وسلم
[size=25]"لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب "
رواه الترمذى
[/size][/size][size=21][size=29]المزاح
[/size][/size]
معنى المزاح
هو الدعابة، والمزح نقيض الجد.
ذم المزاح
الأصل في المسلم أن يكون جاداً، إذ لم يخلق في هذه
الدنيا للعبث واللعب، والمزاح قد يخرج المرء عن الواجب الذي خلق له، ومن
هنا ذم المزاح، إنما ذم لما يؤدي إليه من كذب أو ترويع أو استهزاء أو غفلة
عن الله وذكره.
قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدة فتخلفه)) [ضعيف أخرجه الترمذي 1995].
والمقصود بالنهي كما قال العلماء الإفراط والمداومة.
1- الإفراط في المزاح يؤدي إلى كثرة الضحك التي تميت القلب.
وفي الحديث عند الترمذي وغيره وفيه فقال: ((ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) [رواه الترمذي ح2305، وابن ماجه ح4193، وأحمد ح7748].
نظر وهيب بن الورد إلى قوم يضحكون في عيد فطر فقال: إن
كان هؤلاء قد غفر لهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان لم يغفر لهم فما
هذا فعل الخائفين.
2- المزاح يؤدي إلى الغفلة، والمسلم يحتاج إلى قلب حي
لا تتسرب الغفلة إليه فيجس صراعه مع الشيطان فقد أقسم الشيطان على
غوايتنا {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص:83-84].
والغفلة هي صفة الكافرين {فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون} [الطور:11-12]. {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} [الزخرف:83]. {ثم ذرهم في خوض يلعبون} [الأنعام:91]. وفي يوم القيامة يقال لهم {ما سلككم في سقر} [المدثر:42]. فكان من جوابهم {وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:45].
وهذه الغفلة حذر منها السلف أشد الحذر، فكان أبو يعلى يقول: ((أتضحك ولعل أكفانك قد خرجت من عند القصار)).
وقال محمد بن واسع: "إذا رأيت رجلاً في الجنة ويبكي
ألست تعجب من بكانه؟ قيل: بلى. قال: فالذي يضحك في الدنيا ولا يدري إلى
ماذا يصير هو أعجب منه".
3- وقد يؤدي المزاح حال كثرته إلى قلة الهيبة أو اجتراء السفهاء على المازح، قال عمر رضي الله عنه: "من مزح استخف به".
وقال محمد بن المنكدر: قالت لي أمي: يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عندهم.
وعن سعيد بن العاص أنه قال: "لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا الدنيء فيجترئ عليك". وقال الحسين بن عبد الرحمن: كان يقال: المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة.
4- وقد يسبب المزاح شيئاً من الضغينة فيكون مذموماً، قال عمر بن عبد العزيز: "اتقوا
الله وإياكم المزاح فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح، فحدثوا بالقرآن
وتجالسوا به، فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال".
قال خالد بن صفوان: كان يقال: لكل شيء بذر، وبذر العداوة المزاح.
وقال الحسين بن عبد الرحمن: كان يقال: المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة.
ويصبح المزاح حراماً إذا صاحبه مخالفة شرعية
1-الترويع:
وفيه أن أصحاب رسول الله كانوا يسيرون مع رسول الله في
مسير فنام رجل منه فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل
فزع فضحك القوم فقال: ما يضحككم فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً)) [رواه أحمد في مسنده ح21986 ونحوه أبو داود ح5004].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه جاداً ولا لاعباً، وإذا وجد أحدكم عصا صاحبه فليردها عليه)) [رواه أحمد في مسنده ح17261 و أبو داود2194].
2-الكذب في المزاح:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له)) [رواه الترمذي ح 2315 وأبو داود ح 4990، الدارمي ح2702].
((إن الرجل ليتكلم الكلمة لا يريد بها بأساً إلا ليضحك بها القوم فإنه يقع فيها أبعد ما بين السماء والأرض)) [رواه أحمد ح10903].
عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا قال: )(إني لا أقوال إلا حقاً)) [رواه الترمذي ح1990 وأحمد ح8366].
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط
الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) [رواه أبو داود ح4800].
3- المزاح الذي قد يؤدي إلى الإضرار بالممزوح معه.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: ((لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار))، وفي مسلم: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) [البخاري ح7072، ومسلم ح2617].
الكارتون الإسلامي::حدود المزاح(صحبة ريحان)
4- المزاح الذي تنتهك فيه حدود الله.
فقد يمتد المزاح إلى باب كبير من أبواب الكبائر
كالاستهزاء ببعض القرآن أو النبي أو الأحكام الفقهية أو العلماء، كما وقع
من بعض المنافقين يوم تبوك حين استهزءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فنزل: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [التوبة:64-65].
وقد حذر الله من مجالسة هؤلاء الذين يمزحون في هذا الباب من الكبائر {وإذا
رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما
ينسينّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام:86].
وقال: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن
إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معه حتى يخوضوا في
حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم
جميعاً} [النساء:140].
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في ذلك
جاءت صور كثيرة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يمازح أصحابه ويمازحونه، وهذا يفيد إباحة المزاح إذا خلى عن الحرام
كالكذب والترويع.
عن جابر كان رسول الله إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت:
نذير قومٍ أتاهم العذاب، فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أخلق الناس وجهاً وأكثرهم
ضحكاً (تبسماً) وأحسنهم بشراً. [قال الهيثمي: رواه البزار، وإسناده حسن].
عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا قال: ((إني لا أقوال إلا حقاً)) [رواه الترمذي ح1990 وأحمد ح8366].
ومزاح النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن للعبث أو لمجرد الترويح، بل كان جزءً من تربيته لأصحابه:
1-المزاح للتحبب
قدم صهيب على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر
وخبز قال: أدن فكل، فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: ((إن بعينك رمداً))، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أنس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا حاملوك على ولد ناقة، قال: وما أصنع بولد الناقة، فقال صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق)) [رواه أبو داود ح 4998، والترمذي ح 1991].
عن أنس قال: ربما قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا ذا الأذنين)) [رواه الترمذي ح 3828 وأبو داود ح 5002].
يقول عوف بن مالك الأشجعي أتيت رسول الله في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم، فسلمت فرد وقال: ((أدخل فقلت: أكلي يا رسول الله؟ قال: كلك، فدخلت)).
قال عثمان بن أبي العاتكة: إنما قال: (أدخل كلي) من صغر القبة. [رواه أبو داود ح5000 وأحمد ح 22846].
قال كعب بن مرة سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: ((ارموا، من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة)) قال ابن النمام: يا رسول الله وما الدرجة؟ قال: ((أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام)) [رواه النسائي ح3144، وأحمد ح17369].
وعن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان
يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن زاهر باديتنا ونحن حاضروه)).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه
وهو لا يبصره فقال الرجل: أرسلني. من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله
عليه وسلم فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين
عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله: إذاً والله تجدني كاسداً فقال: صلى الله عليه وسلم، لكن عند الله لست بكاسد أو قال: لكن عند الله أنت غالٍ)) [رواه أحمد ح12187].
وبينما أسيد رضي الله عنه يحدث القوم وكان فيه مزاح،
بينما يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال:
أصبرني، فقال: ((اصطبر))، قال: إن عليك
قميصاً وليس علي قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه،
وجعل يقبل كشحه قال: إنما أردت هذا يا رسول الله. [رواه أبو داود ح5224].
2- المزاح للمواساة.
وعن أنس: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: ((يا أبا عمير ما فعل النغير)) [رواه البخاري ح6129].
وفي رواية لأحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يدخل على أم سليم ولها ابن من أبي طلحة يكنى: أبا عمير، وكان يمازحه
فدخل عليه فرآه حزيناً فقال: ((مالي أرى أبا عمير حزيناً ؟ فقالوا: مات نغره الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: أبا عمير ما فعل النغير)) [رواه أحمد ح12489].
3- المزاح من أجل التربية.
وفيه أن خوات بن جبير الأنصاري كان جالساً إلى نسوة من بني كعب بطريق مكة فطلع عليه رسول الله فقال: ((يا أبا عبد الله مالك مع النسوة؟)) فقال: يفتلن ضفيراً لجمل لي شرود، فمضى رسول الله لحاجته ثم عاد فقال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) قال خوات: فاستحيت وسكت، فكنت بعد ذلك أتفرر منه حتى قدمت المدينة فرآني في المسجد يوماً أصلي فجلس إلي فطولت فقال: ((لا تطول فإني أنتظرك))، فلما سلمت، قال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) فسكت واستحيت فقام، وكنت بعد ذلك أتفرر منه حتى لحقني يوماً وهو على حمار وقد جعله رجليه في شق واحد.
فقال: ((يا أبا عبد الله أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟)) فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد منذ أسلمت فقال: ((الله أكبر، الله أكبر، اللهم اهد أبا عبد الله)).
قال: فحسن إسلامه وهداه الله. [قال:الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين،
ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد، وهو ثقة].
مزاح الصحابة
والصحابة رضي الله عنهم كانوا أكثر الناس جداً وأقلهم غفلة، ومع ذلك كانوا يتمازحون.
روى البخاري في الأدب المفرد "كان أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ [1] فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال"
[الأدب المفرد 266 وهو صحيح].
"وقيل لابن سيرين هل كانوا يتمازحون؟: قال: ما كانوا إلا كالناس".
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: "لم
يكن أصحاب رسول الله منحرفين ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الأشعار في
مجالسهم ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء في دينه دارت
معاليق عينيه" [رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن، وصححه الألباني].
لما جاء أبو موسى الأشعري من عند عمر مذعوراً عندما استأذن ثلاثاً وانصرف فقال له عمر: والله لتأتيني على هذا ببرهان أو ببينة أو لأفعلن بك، فذهب إلى مجمع للأنصار ليبحث عن شاهد.. "فجعل القوم يمازحونه" [رواه الترمذي ح2690].أي ليخففوا عنه.
وفي مسند أحمد "فجاءنا أبو موسى كأنه مذعور" [رواه أحمد ح10605].
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله كان لا يلتفت إذا
مشى، وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشيء، فلا يلتفت حتى يرفعوه لأنهم
كانوا يمزحون ويضحكون، وكانوا قد أمنوا التفاته صلى الله عليه وسلم.
[رواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: إسناده حسن]. أي أن الصحابة كانوا
يهابونه صلى الله عليه وسلم فلا يمزحون أمامه.
وهذا عبد الله بن عمر يمازح مولاة له فيقول لها: خلقتي
خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام. فتغضب وتصيح وتبكي، ويضحك عبد الله بن
عمر.
وممن عرف بالمزاح من الصحابة نعيمان بن عمرو، وكان لا
يدخل المدينة طُرفة، أو فاكهة، إلا اشترى منها، وأكل بعضها، وأهدى الباقي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء صاحبها يطلب ثمنها من نُعيمان
أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أعط هذا ثمن متاعه!! فيقول
النبي صلى الله عليه وسلم: ((أولم تهده لي؟)) فيقول: نعم، ولكن، والله ليس عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله. فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ويأمر لصاحبه بالثمن.
ومن نوادره: أن أعرابياً دخل على النبي صلى الله عليه
وسلم وأناخ ناقته بفنائه، وكانت – ناقة – فتية سمينة، فقال بعض أصحاب
نُعيمان: لو عقرتها فأكلناها. فإنا قد قرمنا إلى اللحم. فقام نُعيمان وعقر
الناقة.
فخرج الأعرابي من عند النبي صلى الله عليه وسلم ووجد
ناقته تُسلخ، ونُعيمان يتولى توزيع لحمها. فصاح: يا محمد، واعقراه:
واناقتاه.
فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ((من فعل هذا؟))
فقالوا: النُعيمان. فأتبعه يسأل عنه، حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت
الزبير بن عبد المطلب. واستخفى تحت سرب (دكة تكون خارج الغرفة) فوقه
جريد.
فأشار بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكانه: فأمر بإخراجه. وقال له: ((ما حملك على ما صنعت؟)).
قال: الذين دلوك عليّ يا رسول الله، هم الذين قَرِموا إلى اللحم، وأمروني بعقر الناقة.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يمسح التراب عن وجهه، ثم غرم ثمنها للأعرابي.
[انظره في ترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة].
المزاح مع الأهل من زوجة وأولاد
يقول صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).
قال ابن مسعود: "خالط الناس ودينك لا تكلمنه والدعابة مع الأهل" [رواه البخاري في الأدب / الانبساط].
ومنه ما رواه أحمد أنه خرج من بعض أسفاره ومعه عائشة فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي: ((تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني.
حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت
خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا ثم قالي لي: تعالى
أسابقك فسابقته، فسبقني فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك)).
وروى الشيخان في حديث عائشة قالت: ((والله
لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون
بالحراب في المسجد، ورسول الله يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين أذنه
وعاتقه ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا الذي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية
الحديثة السن الحريصة على اللهو)) [ رواه مسلم ح892، ونحوه في البخاري ح5236].
ويروي الحاكم من حديث عمرة قالت سألت عائشة كيف كان
رسول الله إذا خلا مع نسائه، قالت: كالرجل من رجالكم إلا أنه من رجالكم
إلا أنه كان أكرم الناس وألين الناس ضحاكاً وبساماً.
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن أنه كان رسول الله يصفّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً بني العباس ثم يقول: ((من سبق إلي فله كذا. قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم)) [رواه أحمد في مسنده ح1739].
وقالت عائشة كان عندي رسول الله وسودة فصنعت حريرة
وجئت به فقلت لسودة: كلي. فقالت: لا أحبه فقلت: والله لتأكلين أو لألطخن
به وجهك. فقالت: ما أنا بذائقته، فأخذتُ بيدي في الصحفة شيئاً منه فلطخت
به وجهها، ورسول الله جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه
لتستقيد مني، فتناولتْ من الصحفة شيئاً، فمسحت بها وجهي، ورسول الله يضحك"
[رواه أبو يعلى بإسناد جيد].
وأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى الصبي لسانه فيهش له.
الهوامش
[1] المقصود بالبطيخ ذو القشرة الصفراء اللينة ،
فالبدح رميك بكل شيء فيه رخاوة . انظر فضل الله الصمد في توضيح الأدب
المفرد للجيلاني 1/366.
[b]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ
|
|
د. بدر عبد الحميد هميسه
|
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ. أخرجه أحمد (2/310 ، رقم 8081) ، والترمذي (4/551 ، رقم 2305) ، وقال : غريب ، والبيهقى في شعب الإيمان (7/78 ، رقم 9543) .قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 637 :أخرجه الترمذي ( 2 / 50 ) و أحمد ( 2 / 310 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 100 في صحيح الجامع. الضحك من خصائص الإنسان فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه، فيضحك منه. والإسلام -بوصفه دين الفطرة- لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلي الضحك والانبساط بل هو علي العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلي الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود. وأسوة المسلمين في ذلك هو: رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقد كان -برغم همومه الكثيرة والمتنوعة- يمزح ولا يقول إلا حقًا، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم. يقول زيد بن ثابت، وقد طلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وقال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ؟ (رواه الطبراني بإسناد حسن كما في مجمع الزوائد "9/17"). وقد وصفه أصحابه بأنه كان من أفكه الناس في. (كنز العمال برقم 18400) . وقد رأيناه في بيته -صلي الله عليه وسلم- يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلي أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري. ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز" ! فبكت المرأة حيث أخذت الكلام علي ظاهره، فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء وتلا عليها قول الله تعالي في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا).(الواقعة: 35-37) والحديث أخرجه الترمذي في "الشمائل"، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي،وغيرهم، وحسنه الألباني في "غاية المرام"). وجاء رجل يسأله أن يحمله علي بعير، فقال له عليه الصلاة والسلام: "لا أحملك إلا علي ولد الناقة" ! فقال: يا رسول الله، وماذا أصنع بولد الناقة ؟ ! -انصرف ذهنه إلي الحوار الصغير- فقال: "وهل تلد إلا النوق" ؟ (رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح وأخرجه أبو داود أيضًا). وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض" ؟ قالت: والله ما بعينه بياض فقال: "بلي إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال -صلي الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض" (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع اختلاف، كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء). وأراد به البياض المحيط بالحدقة. وقال أنس: كان لأبي طلحة ابن يقال له أبو عمير، وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يأتيهم ويقول: "يا أبا عمير ما فعل النغير" ؟ (متفق عليه). لنغير كان يلعب به وهو فرخ العصفور. وقالت عائشة رضي الله عنها: كان عندي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وسودة بنت زمعة فصنعت حريرة -دقيق يطبخ بلبن أو دسم- وجئت به، فقلت لسودة: كلي، فقالت: لا أحبه، فقلت: والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك، فقالت، ما أنا بذائقته، فأخذت بيدي من الصحفة شيئًا منه فلطخت به وجهها، ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئًا فمسحت به وجهي ! وجعل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يضحك. (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة وأبو يعلي بإسناد جيد كما في تخريج الإحياء). وكان -صلي الله عليه وسلم- يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس، وخصوصًا في المناسبات مثل الأعياد والأعراس. ولما أنكر الصديق أبو بكر -رضي الله عنه- غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد" ! وفي بعض الروايات: "حتى يعلم يهود أن في ديننا فسحة". وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة" !. وكان أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداءً بنبيهم -صلي الله عليه وسلم- واهتداء بهديه. حتى إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب -علي ما عرف عنه من الصرامة والشدة- يروي عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام ! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبينًا: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل ؟؟ وقد ذكروا أنه كان ممن شهد العقبة الأخيرة، وشهد بدرًا وأُحدًا، والخندق، والمشاهد كلها. روي عنه الزبير بن بكار عددًا من النوادر الطريفة في كتاب "الفكاهة والمرح" نذكر بعضًا منها: قال: وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشتري منها، ثم جاء بها إلي النبي -صلي الله عليه وسلم-، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها، أحضره إلي النبي -صلي الله عليه وسلم-، قائلا: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أو لم تهده لي" ؟ فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه. وأخرج الزبير قصة أخري من طريق ربيعة بن عثمان قال: دخل أعرابي علي النبي -صلي الله عليه وسلم-، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلي اللحم ؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد ! فخرج النبي -صلي الله عليه وسلم- فقال: "من فعل هذا" ؟ فقالوا: النعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفي تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- حيث هو فأخرجه فقال له: "ما حملك علي ما صنعت" ؟ قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم غرمها للأعرابي. قال الزبير أيضا: حدثني عمي عن جدي قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول، فصاح به، الناس، المسجد المسجد، فأخذه نعيمان بن عمرو بيده، وتنحي به، ثم أجلسه في ناحية أخري من المسجد فقال له: بل هنا قال: فصاح به الناس فقال: ويحكم، فمن أتي بي إلي هذا الموضع ؟! قالوا نعيمان، قال: أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت ! فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء الله، ثم أتاه يومًا، وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان قال: نعم قال: فأخذه بيده حتى أوقفه علي عثمان، وكان إذا صلي لا يلتفت فقال: دونك هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه، فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربت أمير المؤمنين، فذكر بقية القصة. (ذكر هذه القصص الحافظ ابن حجر في ترجمة نعيمان من كتابه: "الإصابة" نقلاً عن كتاب الزبير بن بكار في كتابه: "الفكاهة والمرح"). ولا ريب أن هناك من الحكماء والأدباء والشعراء من ذم المزاح، وحذر من سوء عاقبته، ونظر إلي جانب الخطر والضرر فيه، وأغفل الجوانب الأخرى. قال بعضهم: المزاح مجلبة للبغضاء، مثلبة للبهاء، مقطعة للإخاء، وقيل: إذا كان المزاح أول الكلام كان آخره الشتم واللكام، وسئل الحجاج بن الفرية عن المزاح فقال: أوله فرح، وآخره ترح، وهو نقائص السفهاء مثل نقائص الشعراء، والمزاح فحل لا ينتج إلا الشر. وقال مسعر بن كدام:
أما المزاحة والمراء فدعهما * * * خلقان لا أرضاهما لصديق
ونحوه قول الشاعر:
فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ* * * عليك الطفل والدنس النذلا
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: لا يكون المزاح إلا من سخف أو بطر، وقيل: المزاح يبدي المهانة ويذهب المهابة، والغالب فيه واتر، والمغلوب ثائر. ولكن ما جاء عن الرسول -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه أحق أن يتبع، وهو يمثل التوازن والاعتدال. وقد قال لحنظلة حين فزع من تغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، واتهم نفسه بالنفاق: "يا حنظلة لو دمتم علي الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يًا حنظلة ساعة وساعة"، وهذه هي الفطرة، وهذا هو العدل. روي ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله -صلي الله عليه وسلم- متحزقين ولا متماوتين. كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم علي شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون. (المصنف لابن أبي شيبة 8/711 بلفظ "منحرفين" بدل "متحزقين" والتصويب من غريب الحديث للخطابي 3/49). وسئل ابن سيرين عن الصحابة: هل كانوا يتمازحون ؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس. كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر. (رواه أبو نعيم في: الحلية 2/275). وأما النصوص الدينية التي ذكرها السائل، والتي فهم منها من فهم أن الإسلام يدعو إلي الحزن والاكتئاب والتجهم، فأود أن ألقي بعض الضوء عليها حتى لا نسيء فهمها، ونخرجها عن الإطار الذي أريد بها. فقوله تعالي علي لسان قوم قارون له ناصحين: (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) لا يفهم منه ذم الفرح بإطلاق، بل الفرح المراد هنا -كما يدل عليه السياق- هو فرح الأشر والبطر والغرور والانتفاخ الذي ينسي صاحبه فضل الله عليه، وينسب كل فضل إلي نفسه، فهو فرح بغير الحق، كذلك الذي ذم به القرآن المشركين حين قال لهم بعد دخولهم النار: (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون). (غافر: 75). وهو أشبه بفرح الذين سألهم النبي -صلي الله عليه وسلم- من اليهود عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وخرجوا من عنده فرحين بما صنعوا من الكتمان والكذب ولم يكتفوا بذلك، بل طلبوا الحمد علي أنهم سئلوا فأجابوا بالحقيقة وفيهم نزل قوله تعالي: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم). (آل عمران: 188). فقوله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" فالحديث واضح الدلالة علي أن المنهي عنه ليس مجرد الضحك، بل كثرته، وكل شيء خرج عن حده انقلب إلي ضده. وأما وصفه -صلي الله عليه وسلم- "بأنه متواصل الأحزان" فالحديث ضعيف، والضعيف لا تقوم به حجة. ويعارضه الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، أنه كان -صلي الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الهم والحزن. وفي هذا قال الإمام علي رضي الله عنه: "إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة". وقال: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أكره عمي" ! وفي هذا يقو |
|