منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:26 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اقتباس :




23- سورة المؤمنون



قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ (1)


قد فاز المصدِّقون
بالله وبرسوله العاملون بشرعه.




الَّذِينَ هُمْ
فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)


الذين من صفاتهم
أنهم في صلاتهم خاشعون, تَفْرُغُ لها قلوبهم,
وتسكن جوارحهم.




وَالَّذِينَ هُمْ
عَن
ْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)

والذين هم تاركون
لكل ما لا خير فيه من الأقوال والأفعال.




وَالَّذِينَ هُمْ
لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)


والذين هم مُطَهِّرون
لنفوسهم وأموالهم بأداء زكاة أموالهم على
اختلاف أجناسها.




وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)


والذين هم لفروجهم حافظون مما
حرَّم الله من الزنى واللواط وكل الفواحش.




إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ
أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ (6)


إلا على زوجاتهم
أو ما ملكت أيمانهم من الإماء, فلا لوم عليهم
ولا حرج في جماعهن والاستمتاع بهن;
لأن الله تعالى أحلَّهن.



فَمَنْ ابْتَغَى
وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ
(7)


فمن طلب التمتع
بغير زوجته أو أمَتِه فهو من المجاوزين
الحلال إلى الحرام, وقد عرَّض نفسه لعقاب
الله وسخطه.




وَالَّذِينَ هُمْ
لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
(8
)

والذين هم حافظون
لكل ما اؤتمنوا عليه, موفُّون بكل عهودهم.




وَالَّذِينَ هُمْ
عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)


والذين هم يداومون
على أداء صلاتهم في أوقاتها على هيئتها
المشروعة, الواردة عن النبي صلى الله عليه
وسلم.




أُوْلَئِكَ هُمْ
الْوَارِثُونَ (10)


هؤلاء المؤمنون
هم الوارثون الجنة.




الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
(11)


الذين يرثون أعلى
منازل الجنة وأوسطها, هم فيها خالدون, لا
ينقطع نعيمهم ولا يزول.




وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)


ولقد خلقنا آدم
م
ن طين مأخوذ من جميع الأرض.



ثُمَّ جَعَلْنَاهُ
نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13)


ثم خلقنا بنيه متناسلين
مِن نطفة: هي مني الرجال تخرج من أصلابهم,
فتستقر متمكنة في أرحام النساء.




ثُمَّ خَلَقْنَا
النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ
مُضْغَةً فَخَلَقْ
نَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا
الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ
خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ
الْخَالِقِينَ (14)


ثم خلقنا النطفة
علقة أي: دمًا أحمر, فخلقنا العلقة بعد أربعين
يومًا مضغة أي: قطعة لحم قَدْر ما يُمْضغ,
فخلقنا المضغة الل
ينة عظامًا, فكسونا العظام لحمًا,
ثم أنشأناه خلقًا آخر بنفخ الروح فيه, فتبارك
الله, الذي أحسن كل شيء خلقه.




ثُمَّ إِنَّكُمْ
بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)


ثم إنكم أيها البشر
بعد أطوار الحياة وانقضاء الأعمار لَميتون.




ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ت
ُبْعَثُونَ (16)

ثم إنكم بعد الموت
وانقضاء الدنيا تُبْعثون يوم القيامة أحياء
من قبوركم للحساب والجزاء.




وَلَقَدْ خَلَقْنَا
فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا
عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)


ولقد خلقنا فوقكم
سبع سموات بعضها فوق بعض, وما كنا عن الخلق
غا
فلين, فلا نُغْفِلُ مخلوقًا,
ولا ننساه.




وَأَنزَلْنَا
مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ
فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ
لَقَادِرُونَ (18)


وأنزلنا من السماء
ماء بقدر حاجة الخلائق, وجعلنا الأرض مستقرًا
لهذا الماء, وإنا على ذَهاب بالماء ا
لمستقر لَقادرون. وفي هذا تهديد
ووعيد للظالمين.




فَأَنشَأْنَا
لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ (19)


فأنشأنا بهذا الماء
لكم بساتين النخيل والأعناب, لكم فيها فواكه
كثيرة الأنواع والأشكال, و
منها تأكلون.



وَشَجَرَةً تَخْرُجُ
مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ
وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ (20)


وأنشأنا لكم به
شجرة الزيتون التي تخرج حول جبل طور "سيناء",
يعصر منها الزيت, فيدَّهن ويؤتدم به.




وَإِنَّ لَكُمْ
فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ
مِم
َّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ
فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ (21)


وإن لكم- أيها الناس-
في الإبل والبقر والغنم لَعبرة تعتبرون
بخلقها, نسقيكم مما في بطونها من اللبن,
ولكم فيها منافع أخرى كثيرة كالصوف والجلود,
ونحوهما, ومنها تأكلون.




وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
(22)


وعلى الإبل والسفن
في البر والبحر تُحْمَلون.




وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ
غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (23)


ولقد أرسلنا نوحًا
إلى قومه, بدعوة ال
توحيد فقال لهم: اعبدوا الله
وحده, ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره
جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، أفلا تخشون
عذابه؟




فَقَالَ الْمَلأ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا
هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ
أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ
اللَّهُ
لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا
بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ (24)
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ
فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)


فكذَّبه أشراف
قومه, وقالوا لعامتهم: إنه إنسان مثلكم
لا يتميَّز عنكم بشيء, ولا يريد بقوله إلا
رئاسة وفضلا عل
يكم، ولو شاء الله أن يرسل إلينا
رسولا لأرسله من الملائكة, ما سمعنا بمثل
هذا فيمَن سبقنا من آباء وأجداد. وما نوح
إلا رجل به مَسٌّ من الجنون, فانتظروا حتى
يُفيق، فيترك دعوته, أو يموت, فتستريحوا
منه.




قَالَ رَبِّ انصُرْنِي
بِمَا كَذَّبُونِ (26)


قال نوح: رب انصرني على قومي; بسبب تكذيبهم
إياي فيما بلَّغتهم من رسالتك.




فَأَوْحَيْنَا
إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا
وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا
وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا
مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
إِلاَّ مَنْ سَبَقَ
عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ
وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا
إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)


فأوحينا إليه أن
اصنع السفينة بمرأى منا وبأمرنا لك ومعونتنا,
وأنت في حفظنا وكلاءتنا، فإذا جاء أمرنا
بعذاب قومك بالغرق، وبدأ الطوفان، فنبع
الماء بقوة من التنور -و
هو المكان الذي يخبز فيه- علامة
على مجيء العذاب, فأدخِلْ في السفينة من
كل الأحياء ذكرًا وأنثى; ليبقى النسل، وأدخل
أهلك إلا مَنِ استحق العذاب لكفره كزوجتك
وابنك, ولا تسألني نجاة قومك الظالمين،
فإنهم مغرقون لا محالة. وفي هذه الآية إثبات
صفة العين لله سبحانه ب
ما يليق به تعالى دون تشبيه ولا
تكييف.




فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ
فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا
مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)


فإذا علوت السفينة
مستقرًا عليها أنت ومن معك آمنين من الغرق،
فقل: الحمد لله الذي نج
َّانا من القوم الكافرين.



وَقُلْ رَبِّ أَنزِلْنِي
مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ
الْمُنزِلِينَ (29)


وقل: رب يسِّر لي
النزول المبارك الآمن، وأنت خير المنزلين.
وفي هذا تعليم من الله عز وجل لعباده إذا
نزلوا أن يقولوا هذا.




إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَاتٍ وَإ
ِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)

إن في إنجاء المؤمنين
وإهلاك الكافرين لَدلالات واضحات على صدق
رسل الله فيما جاؤوا به من الله، وإن كنا
لمختبرين الأمم بإرسال الرسل إليهم قبل
وقوع العقوبة بهم.




ثُمَّ أَنشَأْنَا
مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31)


ثم أنشأنا من بعد قوم نوح جيلا آخر هم قوم
عاد.




فَأَرْسَلْنَا
فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
أَفَلا تَتَّقُونَ (32)


فأرسلنا فيهم رسولا
منهم هو هود عليه السلام، فقال لهم: اعبدوا
الله وحده ليس لكم معبود بحق غيره، أفلا
تخ
افون عقابه إذا عبدتم غيره؟



وَقَالَ الْمَلأ
مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ
مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ
(3
3)

وقال الأشراف والوجهاء
من قومه الذين كفروا بالله, وأنكروا الحياة
الآخرة, وأطغاهم ما أُنعم به عليهم في الدنيا
من ترف العيش: ما هذا الذي يدعوكم إلى توحيد
الله تعالى إلا بشر مثلكم يأكل من جنس طعامكم,
ويشرب من جنس شرابكم.




وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ
بَشَراً مِثْلَ
كُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ
(34)


ولئن اتبعتم فردًا
مثلكم إنكم إذًا لخاسرون بترككم آلهتكم
واتباعكم إياه.




أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً
وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35)


كيف تُصَدِّقون
ما يَعِدُكم به من أنكم إذا متُّم، و
صرتم ترابًا وعظامًا مفتتة،
تُخْرَجون من قبوركم أحياء؟




هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ
لِمَا تُوعَدُونَ (36)


بعيد حقًا ما توعدون
به أيها القوم من أنكم بعد موتكم تُخْرَجون
أحياء من قبوركم.




إِنْ هِيَ إِلاَّ
حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا
وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)


ما حياتنا إلا في
هذه الدنيا، يموت الآباء م
نا ويحيا الأبناء، وما نحن بمخرجين
أحياء مرة أخرى.




إِنْ هُوَ إِلاَّ
رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً
وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)


وما هذا الداعي
لكم إلى الإيمان إلا رجل اختلق على الله
كذبًا, ولسنا بمصدقين ما قاله لنا.




قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)

فدعا رسولهم ربه
قائلا رب انصرني عليهم بسبب تكذيبهم لي.




قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)


وقال الله مجيبًا
لدعوته: عمَّا قليل ليصبحُنَّ نادمين, أي:
بعد زمن قريب سيصير هؤلاء المكذبون نادمين.




فَأَخَذَتْهُمْ
الصَّيْحَ
ةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ
غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(41)


ولم يلبثوا أن جاءتهم
صيحة شديدة مع ريح، أهلكهم الله بها، فماتوا
جميعًا، وأصبحوا كغثاء السيل الذي يطفو
على الماء، فهلاكًا لهؤلاء الظالمين وبُعْدًا
لهم من رحمة الله, فليحذر السامعو
ن أن يكذبوا رسولهم، فيحل بهم
ما حل بسابقيهم.




ثُمَّ أَنشَأْنَا
مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42)


ثم أنشأنا من بعد
هؤلاء المكذبين أممًا وخلائق آخرين كأقوام:
لوط وشعيب وأيوب ويونس صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين.




مَا تَسْبِقُ مِنْ
أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَ
مَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)

ما تتقدم أي أمة
من هذه الأمم المكذبة الوقت المحدد لهلاكها،
ولا تتأخر عنه.




ثُمَّ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً
رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا
بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ
فَبُعْداً لِق
َوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44)

ثم أرسلنا رسلنا
إلى تلك الأمم يتبع بعضهم بعضًا، كلما دعا
رسول أمته كذبوه, فأتبعنا بعضهم بعضًا بالهلاك
والدمار، ولم يَبْقَ إلا أخبار هلاكهم،
وجعلناها أحاديث لمن بعدهم, يتخذونها عبرة،
فهلاكًا وسُحْقًا لقوم لا يصدقون الرسل
ولا يطيعون
هم.



ثُمَّ أَرْسَلْنَا
مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا
وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ
وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا
قَوْماً عَالِينَ (46)


ثم أرسلنا موسى
وأخاه هارون بآياتنا التسع وهي: العصا واليد
والجراد والقُمَّل والضفادع والدم وا
لطوفان والسنون ونقص من الثمرات,
حجةً بيِّنة تقهر القلوب فتنقاد لها قلوب
المؤمنين, وتقوم الحجة على المعاندين, أرسلناهما
إلى فرعون حاكم "مصر" وأشراف قومه،
فاستكبروا عن الإيمان بموسى وأخيه، وكانوا
قومًا متطاولين على الناس قاهرين لهم بالظلم.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:28 pm

اقتباس :


فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا
وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)


فقالوا: أنصدِّق
فَرْدَيْن مثلنا، وقومهما من بني إسرائيل
تحت إمرتنا مطيعون متذللون لنا؟




فَكَذَّبُوهُمَا
فَكَانُوا مِنْ الْمُهْلَكِينَ (48)


فكذبوهما فيما
جاءا به، فكانوا من المهلكين بالغرق في
البحر.



وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
(49)


ولقد آتينا موسى
التوراة؛ ليهتدي بها قومه إلى الحق.




وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا
إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
(50)


وجعلنا عيسى بن
مريم وأمه ع
لامة دالة على قدرتنا؛ إذ خلقناه
من غير أب، وجعلنا لهما مأوى في مكان مرتفع
من الأرض، متسوٍ للاستقرار عليه، فيه خصوبة
وماء جار ظاهر للعيون.




يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا
صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
(51)


يا أيها الرسل كلوا من طيب الرزق الحلال،
واعملوا الأعمال الصالحة, إني بما تعملون
عليم, لا يخفى عليَّ شيء من أعمالكم. والخطاب
في الآية عام للرسل- عليهم السلام- وأتباعهم،
وفي الآية دليل على أن أكل الحلال عون على
العمل الصالح، وأن عاقبة الحرام وخيمة,
ومنها رد الدعاء.




وَإِنَّ هَذِهِ
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا
رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)


وإنَّ دينكم- يا
معشر الأنبياء- دين واحد وهو الإسلام, وأنا
ربكم فاتقوني بامتثال أوامري واجتناب زواجري.




فَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ
حِزْبٍ بِمَا لَدَيْه
ِمْ فَرِحُونَ (53)

فتفرَّق الأتباع
في الدين إلى أحزاب وشيع، جعلوا دينهم أديانًا
بعدما أُمروا بالاجتماع، كل حزب معجب برأيه
زاعم أنه على الحق وغيره على الباطل. وفي
هذا تحذير من التحزب والتفرق في الدين.




فَذَرْهُمْ فِي
غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)


فاتركهم - أيها الرسول - في ضلالتهم وجهلهم
بالحق إلى أن ينزل العذاب بهم.




أَيَحْسَبُونَ
أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ
وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ
بَل لا يَشْعُرُونَ (56)


أيظن هؤلاء الكفار
أن ما نمدُّهم به من أموال وأولاد في الدنيا
هو تع
جيلُ خيرٍ لهم يستحقونه؟ إنما
نعجل لهم الخير فتنة لهم واستدراجًا, ولكنهم
لا يُحِسُّون بذلك.




إِنَّ الَّذِينَ
هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ
(57)


إنَّ الذين هم من
خشية ربهم مشفقون وَجِلون مما خوَّفهم
الله تعالى به.




وَالَّذِينَ هُمْ
بِآيَاتِ رَبّ
ِهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)

والذين هم يصدِّقون
بآيات الله في القرآن، ويعملون بها.




وَالَّذِينَ هُمْ
بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59)


والذين هم يخلصون
العبادة لله وحده، ولا يشركون به غيره.




وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ
مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ
إِلَى
رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)

والذين يجتهدون
في أعمال الخير والبر, وقلوبهم خائفة ألا
تُقبل أعمالهم، وألا تنجيهم من عذاب ربهم
إذا رجعوا إليه للحساب.




أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
(61)


أولئك المجتهدون
في الطاعة, دأبهم المسارع
ة إلى كل عمل صالح، وهم إلى الخيرات
سابقون.




وَلا نُكَلِّفُ
نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا
كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ (62)


ولا نكلف عبدًا
من عبادنا إلا بما يسعه العمل به, وأعمالهم
مسطورة عندنا في كتاب إحصاء الأعمال الذي
ترفعه ال
ملائكة ينطق بالحق عليهم، ولا
يُظْلم أحد منهم.




بَلْ قُلُوبُهُمْ
فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ
مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ
(63)


لكن قلوب الكفار
في ضلال غامر عن هذا القرآن وما فيه، ولهم
مع شركهم أعمال سيئة، يُمْهلهم الله ليعملوها،
ف
ينالوا غضب الله وعقابه.



حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا
مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ
يَجْأَرُونَ (64)


حتى إذا أخذنا المترفين
وأهل البطر منهم بعذابنا, إذا هم يرفعون
أصواتهم يتضرعون مستغيثين.




لا تَجْأَرُوا
الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ
(65)


فيقال لهم: لا تصرخوا، ولا تستغيثوا
اليوم، إنكم لا تستطيعون نصر أنفسكم، ولا
ينصركم أحد من عذاب الله.




قَدْ كَانَتْ آيَاتِي
تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
تَنكِصُونَ (66)


قد كانت آيات القرآن
تُقرأ عليكم؛ لتؤمنوا بها، فكنتم تنفرون
من سماعها و
التصديق بها، والعمل بها كما
يفعل الناكص على عقبيه برجوعه إلى الوراء.




مُسْتَكْبِرِينَ
بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67)


تفعلون ذلك مستكبرين
على الناس بغير الحق بسبب بيت الله الحرام,
تقولون: نحن أهله لا نُغْلَب فيه، وتتسامرون
حوله بالسيِّئ من القول.




أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ
جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ
الأَوَّلِينَ (68)


أفلم يتفكروا في
القرآن فيعرفوا صدقه، أم منعهم من الإيمان
أنه جاءهم رسول وكتاب لم يأت أباءهم الأولين
مثله، فأنكروه وأعرضوا عنه؟




أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا
رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَ
هُ مُنكِرُونَ (69)

أم منعهم من اتباع
الحق أن رسولهم محمدًا صلى الله عليه وسلم
غير معروف عندهم، فهم منكرون له؟




أَمْ يَقُولُونَ
بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ
وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
(70)


بل أحسبوه مجنونًا؟
لقد كذَبوا؛ فإنما جاءهم بالقر
آن والتوحيد والدين الحق, وأكثرهم
كارهون للحق حسدًا وبغيًا.




وَلَوْ اتَّبَعَ
الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ
وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ
بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ
مُعْرِضُونَ (71)


ولو شرع الله لهم
ما يوافق أهواءهم
لفسدت السموات والأرض ومَن
فيهن، بل أتيناهم بما فيه عزهم وشرفهم،
وهو القرآن، فهم عنه معرضون.




أَمْ تَسْأَلُهُمْ
خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ
خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)


بل أَمَنعهم من
الإيمان أنك - أيها الرسول - تسألهم أجرًا
على دعوتك لهم فبخلوا؟
لم تفعل ذلك، فإن ما عند الله
من الثواب والعطاء خير، وهو خير الرازقين،
فلا يَقدر أحد أن يَرزق مثل رزقه سبحانه
وتعالى.




وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)


وإنك - أيها الرسول
- لتدعو قومك وغيرهم إلى دينٍ قويم، وهو
دين الإسلام.




وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ
عَنْ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)


وإن الذين لا يُصَدِّقون
بالبعث والحساب، ولا يعملون لهما، عن طريق
الدين القويم لمائلون إلى غيره.




وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ
وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا
فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْ
مَهُونَ (75)

ولو رحمناهم وكشفنا
عنهم ما بهم مِن قحط وجوع لَتمادوا في الكفر
والعناد، يتحيَّرون ويتخبطون.




وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ
بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ
وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)


ولقد ابتليناهم
بصنوف المصائب فما خضعوا لربهم, وما دعوه
خا
شعين عند نزولها.



حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ
إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)


حتى إذا فتحنا عليهم
بابًا من العذاب الشديد في الآخرة، إذا
هم فيه آيسون من كل خير، متحيرون لا يدرون
ما يصنعون.




وَهُوَ الَّذِي
أَنشَأَ لَكُمْ
السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (78)


وهو الذي أنشأ لكم
السمع لإدراك المسموعات، والأبصار لإدراك
المرئيات، والأفئدة لتفقهوا بها, ومع ذلك
فشكركم لهذه النعم المتوالية عليكم قليل
لا يُذْكَر.




وَهُوَ الَّذِي
ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْ
ضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
(79)


وهو الذي خلق جميع
الناس في الأرض، وإليه تُحشرون بعد موتكم،
فيجازيكم بما عملتم من خير أو شر.




وَهُوَ الَّذِي
يُحْيِ وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (80)


وهو وحده الذي يحيي
من العدم، ويميت
بعد الحياة, وله تعاقب الليل
والنهار وتفاوتهما, أفلا تعقلون قدرته
ووحدانيته؟




بَلْ قَالُوا مِثْلَ
مَا قَالَ الأَوَّلُونَ (81)


لكن الكفار لم يصدقوا
بالبعث، بل ردَّدوا مقولة أسلافهم المنكرين.




قَالُوا أَئِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً
أَئِنَّا لَ
مَبْعُوثُونَ (82)

قالوا: أإذا متنا
وتحللت أجسامنا وعظامنا في تراب الأرض
نحيا مرة أُخرى؟ هذا لا يكون ولا يُتصور.




لَقَدْ وُعِدْنَا
نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ
إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
(83)


لقد قيل هذا الكلام
لآبائنا من قبل, كما تق
وله لنا يا محمد، فلم نره حقيقة,
ما هذا إلا أباطيل الأولين.




قُلْ لِمَنْ الأَرْضُ
وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(84)


قل لهم: لمن هذه
الأرض ومَن فيها إن كان لديكم علم؟




سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85)


سيعترفون حتمًا
بأنها لله، ه
و خالقها ومالكها، قل لهم: ألا
يكون لكم في ذلك تذكُّر بأنه قادر على البعث
والنشور؟




قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَوَاتِ
السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ (86)


قل مَن رب السموات
السبع ورب العرش العظيم, الذي هو أعظم المخلوقات
وأعلاها؟




سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُ
لْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87)

سيقولون حتمًا:
هو الله، فقل لهم: أفلا تخافون عذابه إذا
عبدتم غيره؟




قُلْ مَنْ بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ
وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(88)


قل : مَن مالك كل
شيء ومَن بيده خزائن كل شيء، ومَن يج
ير مَنِ استجار به، ولا يقدر
أحد أن يُجير ويحمي مَن أراد الله إهلاكه،
ولا يدفع الشر الذي قدَّره الله، إن كنتم
تعلمون ذلك؟




سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ (89)


سيجيبون: بأن ذلك
كلَّه لله, قل لهم: كيف تذهب عقولكم وتُخْدَعون
وتُصْرفون عن توحيد
الله وطاعته، وتصديق أمر البعث
والنشور؟




بَلْ أَتَيْنَاهُمْ
بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
(90)


بل أتينا هؤلاء
المنكرين بالحق فيما أرسلنا به محمدًا
صلى الله عليه وسلم، وإنهم لَكاذبون في
شركهم وإنكارهم البعث.




مَا اتَّخَذَ اللَّهُ
مِنْ وَلَدٍ وَمَا ك
َانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً
لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ
عَمَّا يَصِفُونَ (91)


لم يجعل الله لنفسه
ولدًا، ولم يكن معه من معبود آخر; لأنه لو
كان ثمة أكثر مِن معبود لانفرد كل معبود
بمخلوقاته، ولكان بي
نهم مغالبة كشأن ملوك الدنيا،
فيختلُّ نظام الكون، تنزَّه الله سبحانه
وتعالى وتقدَّس عن وصفهم له بأن له شريكًا
أو ولدًا.




عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
(92)


هو وحده يعلم ما
غاب عن خلقه وما شاهدوه، فتنزَّه الله تعالى
عن الشري
ك الذي يزعمون.



قُلْ رَبِّ إِمَّا
تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلا
تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(94)


قل - أيها الرسول
-: ربِّ إما ترينِّي في هؤلاء المشركين ما
تَعِدُهم مِن عذابك فلا تهلكني بما تهلكهم
به، ونجني من عذابك وسخطك، فلا تجعلن
ي في القوم المشركين الظالمين،
ولكن اجعلني ممن رضيتَ عنهم.




وَإِنَّا عَلَى
أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ
(95)


وإننا لَقادرون
على أن نريك ما نَعِدُهم من العذاب.




ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ
بِمَا يَصِفُونَ (96)


إذا أساء إليك أعداؤك
- أيها الرسول - بالقول أو الفعل فلا تقابلهم
بالإساءة، ولكن ادفع إساءتهم بالإحسان
منك إليهم، نحن أعلم بما يصفه هؤلاء المشركون
من الشرك والتكذيب، وسنجازيهم عليه أسوأ
الجزاء.




وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ
بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)
و
َأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ
(98)


وقل - أيها النبي
-: رب أستجير بك من إغواء الشياطين ووسوستها,
المغرية على الباطل والفساد والصد عن الحق،
وأستجير بك- يا رب- مِن حضورهم في شيء من
أموري.




حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
(99)

يخبر الله تعالى
عن حال المحتضر من الكافرين أو المفرطين
في أمره تعالى، حتى إذا أشرف على الموت،
وشاهد ما أُعِدَّ له من العذاب قال: رب ردُّوني
إلى الدنيا.




لَعَلِّي أَعْمَلُ
صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا
كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَا
ئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ (100)


لعلي أستدرك ما
ضيَّعْتُ من الإيمان والطاعة. ليس له ذلك،
فلا يجاب إلى ما طلب ولا يُمْهَل. فإنما
هي كلمة هو قائلها قولا لا ينفعه، وهو فيه
غير صادق، فلو رُدَّ إلى الدنيا لعاد إلى
ما نُهي عنه، وسيبقى المتوفَّون في
الحاجز والبَرْزخ الذي بين
الدنيا والآخرة إلى يوم البعث والنشور.




فَإِذَا نُفِخَ
فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ (101)


فإذا كان يوم القيامة،
ونفخ المَلَك المكلَّف في "القرن"،
وبُعِثَ الناس من قبورهم، فلا تَفاخُرَ
بالأن
ساب حينئذ كما كانوا يفتخرون
بها في الدنيا, ولا يسأل أحد أحدًا.




فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ
(102)


فمن كثرت حسناته
وثَقُلَتْ بها موازين أعماله عند الحساب،
فأولئك هم الفائزون بالجنة.




وَمَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِ
كَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ
فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)


ومن قَلَّتْ حسناته
في الميزان، ورجحت سيئاته، وأعظمها الشرك،
فأولئك هم الذين خابوا وخسروا أنفسهم،
في نار جهنم خالدون.




تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ
النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)


تَحْرقُ النار وجوههم، وهم فيها عابسون
تَقَلَّصَتْ شفاههم، وبرزت أسنانهم.




أَلَمْ تَكُنْ
آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ
بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)


يقال لهم: ألم تكن
آيات القرآن تتلى عليكم في الدنيا، فكنتم
بها تكذبون؟




قَالُوا رَبَّنَا
غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُ
نَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ
(106)


لما بلَّغتهم رسلهم
وأنذرتهم قالوا يوم القيامة: ربنا غلبت
علينا لذاتنا وأهواؤنا المقدَّرة علينا
في سابق علمك، وكنا في فعلنا ضالين عن الهدى.




رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
(107)


ربنا أخرجنا من النار، وأعدنا إلى الدنيا،
فإن رجعنا إلى الضلال فإنا ظالمون نستحق
العقوبة.




قَالَ اخْسَئُوا
فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (108)


قال الله عز وجل
لهم: امكثوا في النار أذلاء ولا تخاطبوني.
فانقطع عند ذلك دعاؤهم ورجاؤهم.




إِنَّهُ كَانَ
فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي
يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا
فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)


إنه كان فريق من
عبادي- وهم المؤمنون- يَدْعون: ربنا آمنا
فاستر ذنوبنا، وارحمنا، وأنت خير الراحمين.




فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ
سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي
وَكُن
تُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ
(110)


فاشتغلتم بالاستهزاء
بهم حتى نسيتم ذكر الله, فبقيتم على تكذيبكم،
وقد كنتم تضحكون منهم سخرية واستهزاء.




إِنِّي جَزَيْتُهُمْ
الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ
الْفَائِزُونَ (111)


إني جزيت هذا الفريق
من عبادي المؤمنين الف
وز بالجنة؛ بسبب صبرهم على الأذى
وطاعة الله.




قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ
فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)


ويُسْألُ الأشقياء
في النار: كم بقيتم في الدنيا من السنين؟
وكم ضيَّعتم فيها من طاعة الله؟




قَالُوا لَبِثْنَا
يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ
الْعَادّ
ِينَ (113)

قالوا لِهول الموقف
وشدة العذاب: بقينا فيها يومًا أو بعض يوم،
فاسأل الحُسَّاب الذين يعدُّون الشهور
والأيام.




قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ (114)


قال لهم: ما لبثتم
إلا وقتًا قليلا لو صبرتم فيه على طاعة
ا
لله لفزتم بالجنة، لو كان عندكم
علم بذلك؛ وذلك لأن مدة مكثهم في الدنيا
قليلة جدا بالنسبة إلى طول مدتهم خالدين
في النار.




أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ
إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115)


أفحسبتم- أيها الخلق-
أنما خلقناكم مهملين, لا أ
مر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب،
وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب
والجزاء؟




فَتَعَالَى اللَّهُ
الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)


فتعالى الله الملك
المتصرف في كل شيء، الذي هو حق، ووعده حق،
ووعيده حق، وكل شيء منه ح
ق، وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا
عبثًا أو سفهًا، لا إله غيره ربُّ العرشِ
الكريمِ، الذي هو أعظم المخلوقات.




وَمَنْ يَدْعُ
مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ
لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ
رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
(117)


ومن يعبد مع الله الواحد إلهًا آخر، لا حجة
له على استحقاقه العبادة، فإنما جزاؤه
على عمله السيِّئ عند ربه في الآخرة. إنه
لا فلاح ولا نجاة للكافرين يوم القيامة.




وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ
وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
(118)


وقل- أيها النبي-:
ربِّ تجاوَزْ عن الذنوب
وارحم؛ وأنت خير من رحم ذا ذنب،
فقبل توبته ولم يعاقبه على ذنبه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:30 pm

اقتباس :




24- سورة النــور





سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا
وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(1)


هذه سورة عظيمة
من القرآن أنزلناها, وأوجبنا العمل بأحكامها,
وأنزلنا ف
يها دلالات واضحات؛ لتتذكروا-
أيها المؤمنون- بهذه الآيات البينات, وتعملوا
بها.




الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ
بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ
كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم
ِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا
طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2)


الزانية والزاني
اللذان لم يسبق لهما الزواج, عقوبةُ كل
منهما مائة جلدة بالسوط, وثبت في السنة
مع هذا الجلد التغريب لمدة عام. ولا تحملكم
الرأفة بهما على ترك العقوبة أو تخفيفها,
إن كنتم مصدق
ين بالله واليوم الآخر عاملين
بأحكام الإسلام، وليحضر العقوبةَ عدد من
المؤمنين; تشنيعًا وزجرًا وعظة واعتبارًا.




الزَّانِي لا يَنكِحُ
إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ
لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين
َ (3)

الزاني لا يرضى
إلا بنكاح زانية أو مشركة لا تُقِرُّ بحرمة
الزنى، والزانية لا ترضى إلا بنكاح زان
أو مشرك لا يُقِرُّ بحرمة الزنى, أما العفيفون
والعفيفات فإنهم لا يرضون بذلك، وحُرِّم
ذلك النكاح على المؤمنين. وهذا دليل صريح
على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب
, وكذلك تحريم إنكاح الزاني حتى
يتوب.




وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ
شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ
جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً
أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ
(4)


والذين يتهمون
بالفاحشة أن
فسًا عفيفة من النساء والرجال
مِن دون أن يشهد معهم أربعة شهود عدول, فاجلدوهم
بالسوط ثمانين جلدة, ولا تقبلوا لهم شهادة
أبدًا, وأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.




إِلاَّ الَّذِينَ
تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)


لكن مَن تاب ونَدم ورجع عن اتهامه
وأصلح عمله, فإن الله يغفر ذنبه ويرحمه,
ويقبل توبته.




وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ
إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ
أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ
لَمِنْ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ
أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ
كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (7)


والذين يرمون زوجاتهم بالزنى,
ولم يكن لهم شهداء على اتهامهم لهنَّ إلا
أنفسهم, فعلى الواحد منهم أن يشهد أمام
القاضي أربع مرات بقوله: أشهد بالله أني
صادق فيما رميتها به من الزنى, ويزيد في
الشهادة الخامسة الدعوة على نفسه باستحقاقه
لعنة الله إن كان كاذبًا في قول
ه.



وَيَدْرَأُ عَنْهَا
الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ
بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ
(Cool وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ
عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ
(9)


وبشهادته تستوجب
الزوجة عقوبة الزنى، وهي الرجم حتى الموت،
ولا يدف
ع عنها هذه العقوبة إلا أن تشهد
في مقابل شهادته أربع شهادات بالله إنه
لكاذب في اتهامه لها بالزنى، وتزيد في الشهادة
الخامسة الدعوة على نفسها باستحقاقها غضب
الله، إن كان زوجها صادقًا فى اتهامه لها،
وفي هذه الحال يفرق بينهما.




وَلَوْلا فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُ
مْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)


ولولا تفضُّل الله
عليكم ورحمته- أيها المؤمنون- بهذا التشريع
للأزواج والزوجات، لأحلَّ بالكاذب من المتلاعنين
ما دعا به على نفسه، وأن الله تواب لمن تاب
مِن عباده، حكيم في شرعه وتدبيره.




إِنَّ الَّذِينَ
جَ
اءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ
مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ
لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)


إن الذين جاؤوا
بأشنع الكذب، وهو اتهام أم المؤمنين عا
ئشة رضي الله عنها بالفاحشة،
جماعة منتسبون إليكم - معشر المسلمين- لا
تحسبوا قولهم شرًّا لكم, بل هو خير لكم،
لما تضمن ذلك مِن تبرئة أم المؤمنين ونزاهتها
والتنويه بذكرها, ورفع الدرجات، وتكفير
السيئات، وتمحيص المؤمنين. لكل فرد تكلم
بالإفك جزاء فعله من الذنب، و
الذي تحمَّل معظمه، وهو عبد
الله بن أُبيِّ بن سلول كبير المنافقين-
لعنه الله- له عذاب عظيم في الآخرة، وهو
الخلود في الدرك الأسفل من النار.




لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا
إِفْكٌ مُبِينٌ
(12)

هلا ظن المؤمنون
والمؤمنات بعضهم ببعض خيرًا عند سماعهم
ذلك الإفك، وهو السلامة مما رموا به، وقالوا:
هذا كذب ظاهر على عائشة رضي الله عنها.




لَوْلا جَاءُوا
عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ
لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ
عِنْدَ اللَّهِ ه
ُمْ الْكَاذِبُونَ (13)

هلا أتى القاذفون
بأربعة شهود عدول على قولهم، فحين لم يفعلوا
ذلك فأولئك هم الكاذبون عند الله.




وَلَوْلا فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي
مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(14)


ولولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته لكم
بحيث شملكم إحسانه في دينكم ودنياكم فلم
يعجِّل عقوبتكم، وتاب على مَن تاب منكم,
لأصابكم بسبب ما خضتم فيه عذاب عظيم.




إِذْ تَلَقَّوْنَهُ
بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ
مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ
هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ
عَظِيمٌ (15)


حين تتلقفون الإفك
وتتناقلونه بأفواهكم، وهو قول باطل، وليس
عندكم به علم، وهما محظوران: التكلم بالباطل،
والقول بلا علم، وتظنون ذلك شيئًا هيِّنًا،
وهو عند الله عظيم. وفي هذا زجر بليغ عن
التهاون في إشاعة الباطل.




وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ
قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ
بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ
عَظِيمٌ (16)


وهلا قلتم عند سماعكم
إياه: ما يَحِلُّ لنا الكلام بهذا الكذب,
تنزيهًا لك - يارب - مِن قول ذلك على زوجة
رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، فهو
كذب عظيم في الوزر واستحقاق
الذنب.




يَعِظُكُمْ اللَّهُ
أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ
كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)


يذكِّركم الله
وينهاكم أن تعودوا أبدًا لمثل هذا الفعل
من الاتهام الكاذب، إن كنتم مؤمنين به.




وَيُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّ
هُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)

ويبين الله لكم
الآيات المشتملة على الأحكام الشرعية والمواعظ،
والله عليم بأفعالكم، حكيم في شرعه وتدبيره.




إِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ
فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ و
َاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ (19)


إن الذين يحبون
شيوع الفاحشة في المسلمين من قَذْف بالزنى
أو أي قول سيِّئ لهم عذاب أليم في الدنيا
بإقامة الحد عليهم، وغيره من البلايا الدنيوية,
ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا،
والله- وحده- يعلم كذبهم,
ويعلم مصالح عباده، وعواقب الأمور،
وأنتم لا تعلمون ذلك.




وَلَوْلا فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ
اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)


ولولا فَضْلُ الله
على مَن وقع في حديث الإفك ورحمته بهم, وأن
الله يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في
عاجلهم وآجلهم,
لما بيَّن هذه الأحكام والمواعظ،
ولَعاجل مَن خالف أمره بالعقوبة.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُم
ْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ
مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ
يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ (21)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تسلكوا طرق
الشيطان، ومَن يسلك طرق الشيطان فإنه يأمره
بقبيح الأفعال ومنكراتها، ولو
لا فَضْلُ الله على المؤمنين
ورحمته بهم ما طَهُرَ منهم أحد أبدًا مِن
دنس ذنبه، ولكن الله- بفضله- يطهر من يشاء.
والله سميع لأقوالكم، عليم بنياتكم وأفعالكم.




وَلا يَأْتَلِ
أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ
أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِي
نَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ
لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)


ولا يحلف أهل الفضل
في الدين والسَّعَة في المال على ترك صلة
أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين،
ومنعهم النفق
ة؛ بسبب ذنب فعلوه, ولْيتجاوزوا
عن إساءتهم، ولا يعاقبوهم. ألا تحبون أن
يتجاوز الله عنكم؟ فتجاوزوا عنهم. والله
غفور لعباده، رحيم بهم. وفي هذا الحثُّ
على العفو والصفح، ولو قوبل بالإساءة.




إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ ل
ُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)


إن الذين يقذفون
بالزنى العفيفات الغافلات المؤمنات اللاتي
لم يخطر ذلك بقلوبهن، مطرودون من رحمة الله
في الدنيا والآخرة, ولهم عذاب عظيم في نار
جهنم. وفي هذه الآية دليل على كفر من سبَّ،
أو اتهم ز
وجة من زوجات النبي صلى الله
عليه وسلم بسوء.




يَوْمَ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(24)


ذلك العذاب يوم
القيامة يوم تشهد عليهم ألسنتهم بما نطقت،
وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما عملت.




يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ
الْمُبِينُ (25)


في هذا اليوم يوفيهم
الله جزاءهم كاملا على أعمالهم بالعدل،
ويعلمون في ذلك الموقف العظيم أن الله هو
الحق المبين الذي هو حق, ووعده حق، ووعيده
حق، وكل شيء منه حق، الذي ل
ا يظلم أحدًا مثقال ذرة.



الْخَبِيثَاتُ
لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ
مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)


كل خبيث من الرجال
والنساء
والأقوال والأفعال مناسب للخبيث
وموافق له, وكل طيِّب من الرجال والنساء
والأقوال والأفعال مناسب للطيب وموافق
له, والطيبون والطيبات مبرؤون مما يرميهم
به الخبيثون من السوء، لهم من الله مغفرة
تستغرق الذنوب، ورزق كريم في الجنة.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ل
ا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا
عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تدخلوا بيوتًا
غير بيوتكم حتى تستأذنوا أهلها في الدخول
وتسلم
وا عليهم وصيغة ذلك من السنة:
السلام عليكم أأدخل؟ ذلكم الاستئذان خير
لكم ؛ لعلكم تتذكرون- بفعلكم له- أوامر الله،
فتطيعوه.




فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا
فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى
يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا
فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى ل
َكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ (28)


فإن لم تجدوا في
بيوت الآخرين أحدًا فلا تدخلوها حتى يوجد
مَن يأذن لكم، فإن لم يأذن، بل قال لكم:
ارجعوا فارجعوا، ولا تُلحُّوا, فإن الرجوع
عندئذ أطهر لكم؛ لأن للإنسان أحوالا يكره
اطلاع أحد عليها. والله بما تعملون
عليم، فيجازي كل عامل بعمله.



لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ
مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
(29)


لكن لا حرج عليكم
أن تدخلوا بغير استئذان بيوتًا ليست مخصصة
لسكنى أناس بذاتهم,
بل ليتمتع بها مَن يحتاج إليها
كالبيوت المُعَدَّة صدقة لابن السبيل في
طرق المسافرين وغيرها من المرافق, ففيها
منافع وحاجة لمن يدخلها، وفي الاستئذان
مشقة. والله يعلم أحوالكم الظاهرة والخفية.




قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا
فُر
ُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
(30)


قل - أيها النبي
- للمؤمنين يَغُضُّوا مِن أبصارهم عمَّا
لا يحلُّ لهم من النساء والعورات، ويحفظوا
فروجهم عمَّا حَرَّم الله من الزنى واللواط،
وكشف العورات، ونحو ذلك، ذلك أطهر لهم.
إن
الله خبير بما يصنعون فيما يأمرهم
به وينهاهم عنه.




وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ
يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا
يُبْدِينَ زِينَتَه
ُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ
أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ
أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ
أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ
التَّ
ابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ
مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ
لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ
مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَل
َّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

وقل للمؤمنات يغضضن
من أبصارهن عمَّا لا يحلُّ لهن من العورات،
ويحفظن فروجهن عمَّا حَرَّم الله، ولا
يُظهرن زينتهن للرجال، بل يجتهدن في إخفائها
إلا الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها،
إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها،
وليل
قين بأغطية رؤوسهن على فتحات
صدورهن مغطيات وجوههن؛ ليكمل سترهن، ولا
يُظْهِرْنَ الزينة الخفية إلا لأزواجهن
؛ إذ يرون منهن ما لا يرى غيرهم. وبعضها،
كالوجه، والعنق، واليدين، والساعدين يباح
رؤيته لآبائهن أو آباء أزواجهن أو أبنائهن
أو أبناء أزواجهن أو إخوانهن أو
أبناء إخوانهن أو أبناء أخواتهن
أو نسائهن المسلمات دون الكافرات, أو ما
ملكن مِنَ العبيد، أو التابعين من الرجال
الذين لا غرض ولا حاجة لهم في النساء، مثل
البُلْه الذين يتبعون غيرهم للطعام والشراب
فحسب، أو الأطفال الصغار الذين ليس لهم
علم بأمور عورات النساء،
ولم توجد فيهم الشهوة بعد، ولا
يضرب النساء عند سَيْرهن بأرجلهن ليُسْمِعْن
صوت ما خفي من زينتهن كالخلخال ونحوه، وارجعوا-
أيها المؤمنون- إلى طاعة الله فيما أمركم
به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الحميدة،
واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق
والصفات ال
رذيلة؛ رجاء أن تفوزوا بخيري
الدنيا والآخرة.




وَأَنكِحُوا الأَيَامَى
مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ
وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ
يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)


وزوِّجوا- أيها
المؤمنون- مَن لا زوج له من
الأحرار والحرائر والصالحين
مِن عبيدكم وجواريكم، إن يكن الراغب في
الزواج للعفة فقيرًا يغنه الله من واسع
رزقه. والله واسع كثير الخير عظيم الفضل،
عليم بأحوال عباده.




وَلْيَسْتَعْفِفْ
الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى
يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ و
َالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ
مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ
إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ
مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا
تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ
إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا
عَرَضَ الْحَي
َاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ
فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)


والذين لا يستطيعون
الزواج لفقرهم أو غيره فليطلبوا العفة
عمَّا حَرَّمَ الله حتى يغنيهم الله من
فضله, وييسر لهم الزواج. والذين يريدون
أن يتحرروا من العبيد وال
إماء بمكاتبة أسيادهم على بعض
المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم
على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة
على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم
شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا
عليه. ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى
طلبًا للم
ال، وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن
العفة وأنتم تأبونها؟ وفي هذا غاية التشنيع
لفعلهم القبيح. ومن يكرههنَّ على الزنى
فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن
رحيم بهن، والإثم على مَن أكْرههن.




وَلَقَدْ أَنزَلْنَا
إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً
مِنْ ا
لَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)


ولقد أنزلنا إليكم-
أيها الناس- آيات القرآن دلالات واضحات
على الحق, ومثلا من أخبار الأمم السابقة
المؤمنين منهم والكافرين، وما جرى لهم
وعليهم ما يكون مثلا وعبرة لكم, وموعظة
يتعظ بها من يتقي ال
له ويَحْذَرُ عذابه.



اللَّهُ نُورُ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ
فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ
مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ
وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَا
دُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ
لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)


الله نور السموات
والأرض يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما،
فهو- سبحانه- نو
ر، وحجابه نور، به استنارت السموات
والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته
نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت
الظلمات بعضها فوق بعض. مثل نوره الذي يهدي
إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن
كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة،
فيها مصباح، حيث تج
مع الكوَّة نور المصباح فلا
يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها-
كوكب مضيء كالدُّر، يوقَد المصباح من زيت
شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية
فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا
غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار،
بل هي متوسطة في مكان من ال
أرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب،
يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن
تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء
إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق
الزيت على نور من إشعال النار، فذلك مثل
الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق
لاتباع القرآن مَن يشاء
، ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا
عنه أمثاله وحكمه. والله بكل شيء عليم, لا
يخفى عليه شيء.




فِي بُيُوتٍ أَذِنَ
اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا
اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ
وَالآصَالِ (36)


هذا النور المضيء
في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع ش
أنها وبناؤها، ويُذْكر فيها
اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل،
وغير ذلك من أنواع الذكر، يُصلِّي فيها
لله في الصباح والمساء.




رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ
تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ
وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْماً تَت
َقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ
وَالأَبْصَارُ (37)


رجال لا تشغلهم
تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله، وإقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة لمستحقيها, يخافون يوم القيامة
الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة
والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار
تنظر إلى أي مصير تكون؟




لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ
مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ (38)


ليعطيهم الله ثواب
أحسن أعمالهم، ويزيدهم من فضله بمضاعفة
حسناتهم. والله يرزق مَن يشاء بغير حساب،
بل يعطيه مِنَ الأجر ما لا يبلغه عمله
، وبلا عدٍّ ولا كيل.



وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ
لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ
عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ
سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)


والذين كفروا بربهم
وكذَّبو
ا رسله، أعمالهم التي ظنوها
نافعة لهم في الآخرة، كصلة الأرحام وفك
الأسرى وغيرها، كسراب، وهو ما يشاهَد كالماء
على الأرض المستوية في الظهيرة، يظنه العطشان
ماء، فإذا أتاه لم يجده ماء. فالكافر يظن
أن أعماله تنفعه, فإذا كان يوم القيامة
لم يجد لها ثوابًا، ووجد ال
له سبحانه وتعالى له بالمرصاد
فوفَّاه جزاء عمله كاملا. والله سريع الحساب،
فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد، فإنه لا
بدَّ مِن إتيانه.




أَوْ كَظُلُمَاتٍ
فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ ب
َعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ
اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
(40)


أو تكون أعمالهم
مثل ظلمات في بحر عميق يعلوه موج, من فوق
الموج موج آخر، ومِن فوقه سحاب كثيف، ظلمات
شديدة بعضها فوق بعض، إذا أخرج الناظر يده
لم يقارب رؤيتها من شدة الظلمات،
فالكفار تراكمت عليهم ظلمات الشرك والضلال
وفساد الأعمال. ومن لم يجعل الله له نورًا
من كتابه وسنة نبيه يهتدي به فما له مِن
هاد.




أَلَمْ تَرَى أَنَّ
اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ
وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا
يَفْعَلُونَ (41)


ألم تعلم - أيها
النبي - أن الله يُسَبِّح له مَن في السموات
والأرض من المخلوقات، والطير صافات أجنحتها
في السماء تسبح ربها؟ كل مخلوق قد أرشده
الله كيف يصلي له ويسبحه. وهو سبحا
نه عليم، مُطَّلِع على ما يفعله
كل عابد ومسبِّح، لا يخفى عليه منها شيء،
وسيجازيهم بذلك.




وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ
الْمَصِيرُ (42)


ولله وحده ملك السموات
والأرض، له السلطان فيهما، وإليه المرجع
يوم القيامة.




أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ
يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ
رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ
مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ
مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ
بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ
يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْق
ِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ
(43)


ألم تشاهد أن الله
سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء،
ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا،
فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب
الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب
به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء
منهم بحسب
حكمته وتقديره, يكاد ضوء ذلك
البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين
إليه.




يُقَلِّبُ اللَّهُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (44)


ومن دلائل قدرة
الله سبحانه وتعالى أنه يقلب الليل والنهار
بمجيء أحدهما بعد الآخ
ر, واختلافهما طولا وقِصَرًا,
إن في ذلك لَدلالة يعتبر بها كل مَن له بصيرة.




وَاللَّهُ خَلَقَ
كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ
اللَّهُ م
َا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)


والله تعالى خلق
كل ما يدِب على الأرض مِن ماء، فالماء أصل
خلقه، فمن هذه الدواب: مَن يمشي زحفًا على
بطنه كالحيَّات ونحوها, ومنهم مَن يمشي
على رجلين كالإنسان، ومنهم من يمشي على
أربع كالبهائم ونحوها. وال
له سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء،
وهو قادر على كل شيء.




لَقَدْ أَنزَلْنَا
آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(46)


لقد أنزلنا في القرآن
علامات واضحات مرشدات إلى الحق. والله يهدي
ويوفق مَن يشاء مِن عباده إلى الطريق الم
ستقيم، وهو الإسلام.



وَيَقُولُونَ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا
ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ
بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
(47)


ويقول المنافقون:
صَدَّقنا بالله وبما جاء به الرسول، وأطعنا
أمرهما، ثم تُعْرِضُ طوائف
منهم من بعد ذلك فلا تقبل حكم
الرسول، وما أولئك بالمؤمنين.




وَإِذَا دُعُوا
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ
(48)


وإذا دُعوا في خصوماتهم
إلى ما في كتاب الله وإلى رسوله؛ ليَحكُم
بينهم، إذا فريق منهم معرض لا
يقبل حكم الله وحكم رسوله, مع
أنه الحق الذي لا شك فيه.




وَإِنْ يَكُنْ
لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
(49)


وإن يكن الحق في
جانبهم فإنهم يأتون إلى النبي عليه الصلاة
والسلام طائعين منقادين لحكمه ؛ لعلمهم
أنه يقضي بالحق.




أَفِي قُلُوبِهِمْ
مَرَ
ضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ
أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ
بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50)


أسَبَبُ الإعراض
ما في قلوبهم من مرض النفاق, أم شكُّوا في
نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أم السبب
خوفهم أن يكون حكم الله ورسوله جائرًا؟
كلا
إنهم لا يخافون جورًا، بل السبب
أنهم هم الظالمون الفجرة.




إِنَّمَا كَانَ
قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى
اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51)


أما المؤمنون حقا
فدأبهم
إذا دعوا إلى التحاكم في خصوماتهم
إلى كتاب الله وحكم رسوله، أن يقبلوا الحكم
ويقولوا: سمعنا ما قيل لنا وأطعنا مَن دعانا
إلى ذلك، وأولئك هم المفلحون الفائزون
بمطلوبهم في جنات النعيم.




وَمَنْ يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ
وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِ
كَ هُمْ الْفَائِزُونَ (52)

ومن يطع الله ورسوله
في الأمر والنهي، ويَخَفْ عواقب العصيان،
ويحْذَر عذاب الله، فهؤلاء هم الفائزون
بالنعيم في الجنة.




وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ
أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا
طَاعَةٌ مَعْرُ
وفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ (53)


وأقسم المنافقون
بالله تعالى غاية اجتهادهم في الأيمان
المغلَّظة: لئن أمرتنا - أيها الرسول - بالخروج
للجهاد معك لنخرجن، قل لهم: لا تحلفوا كذبًا،
فطاعتكم معروفة بأنها باللسان فحسب، إن
الله خبير بما تعملونه، و
سيجازيكم عليه.



قُلْ أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ
تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ
تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ
إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54)


قل - أيها الرسول
- للناس: أطيع
وا الله وأطيعوا الرسول، فإن
تعرضوا فإنما على الرسول فِعْلُ ما أُمر
به من تبليغ الرسالة، وعلى الجميع فِعْلُ
ما كُلِّفوه من الامتثال، وإن تطيعوه ترشدوا
إلى الحق، وليس على الرسول إلا أن يبلغ
رسالة ربه بلاغًا بينًا.




وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم
فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي
لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً و
َمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)


وعد الله بالنصر
الذين آمنوا منكم وعملوا الأعمال الصالحة،
بأن يورثهم أرض المشركين، ويجعلهم خلفاء
فيها، مثلما فعل مع أسلافهم من المؤمنين
بالله ورسله, وأن يجعل دينهم الذي ارتضاه
لهم- وهو الإسلام-
دينًا عزيزًا مكينًا، وأن يبدل
حالهم من الخوف إلى الأمن، إذا عبدوا الله
وحده، واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا
معه شيئًا، ومن كفر بعد ذلك الاستخلاف والأمن
والتمكين والسلطنة التامة، وجحد نِعَم
الله، فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.




وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
وَ
آتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)


وأقيموا الصلاة
تامة، وآتوا الزكاة لمستحقيها, وأطيعوا
الرسول صلى الله عليه وسلم؛ رجاء أن يرحمكم
الله.




لا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ
وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَ
لَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)

لا تظننَّ الذين
كفروا معجزين الله في الأرض، بل هو قادر
على إهلاكهم، ومرجعهم في الآخرة إلى النار،
وقبُح هذا المرجع والمصير.وهو توجيه عام
للأمّة، وإن كان الخطاب فيه للرسول صلى
الله عليه وسلم.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لِيَسْت
َأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ
قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ
ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ
بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ
لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُ
مْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ
بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ
عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(58)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه مُروا عبيدكم
وإماءكم, والأطفال الأحرار دون سن الا
حتلام أن يستأذنوا عند الدخول
عليكم في أوقات عوراتكم الثلاثة: من قبل
صلاة الفجر؛ لأنه وقت الخروج من ثياب النوم
ولبس ثياب اليقظة, ووقت خلع الثياب للقيلولة
في الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء؛ لأنه
وقت للنوم، وهذه الأوقات الثلاثة عورات
لكم، يقل فيها التستر، أما ف
يما سواها فلا حرج إذا دخلوا
بغير إذن؛ لحاجتهم في الدخول عليكم, طوافون
عليكم للخدمة، وكما بيَّن الله لكم أحكام
الاستئذان يبيِّن لكم آياته وأحكامه وحججه
وشرائع دينه. والله عليم بما يصلح خلقه،
حكيم في تدبيره أمورهم.




وَإِذَا بَلَغَ
الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُ
لُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا
اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)


وإذا بلغ الأطفال
منكم سن الاحتلام والتكليف بالأحكام الشرعية،
فعليهم أن يستأذنوا إذا أرادوا الدخول
في كل الأوقات كم
ا يستأذن الكبار، وكما يبيِّن
الله آداب الاستئذان يبيِّن الله تعالى
لكم آياته. والله عليم بما يصلح عباده،
حكيم في تشريعه.




وَالْقَوَاعِدُ
مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ
نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ
أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَر
ِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ
خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(60)


والعجائز من النساء
اللاتي قعدن عن الاستمتاع والشهوة لكبرهن،
فلا يطمعن في الرجال للزواج، ولا يطمع فيهن
الرجال كذلك، فهؤلاء لا حرج عليهن أن يضعن
بعض ثيابهن كالرداء الذي يكو
ن فوق الثياب غير مظهرات ولا
متعرضات للزينة، ولُبْسهن هذه الثياب -
سترًا وتعففًا- أحسن لهن. والله سميع لأقوالكم،
عليم بنياتكم وأعمالكم.




لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى
حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا
عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ
أَنْ تَأ
ْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ
بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ
أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ
أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ
أَوْ مَا مَلَكْتُمْ
مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا
جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ
بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّ
كُمْ تَعْقِلُونَ (61)

ليس على أصحاب الأعذار
من العُمْيان وذوي العرج والمرضى إثم في
ترك الأمور الواجبة التي لا يقدرون على
القيام بها, كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على
بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض،
وليس على أنفسكم- أيها المؤمنون- حرج في
أن تأكلوا من
بيوت أولادكم، أو من بيوت آبائكم،
أو أمهاتكم، أو إخوانكم، أو أخواتكم، أو
أعمامكم، أو عماتكم, أو أخوالكم, أو خالاتكم,
أو من البيوت التي وُكِّلْتم بحفظها في
غيبة أصحابها بإذنهم، أو من بيوت الأصدقاء,
ولا حرج عليكم أن تأكلوا مجتمعين أو متفرقين،
فإذا دخلتم بيوتً
ا مسكونة أو غير مسكونة فليسلِّم
بعضكم على بعض بتحية الإسلام، وهي: السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته, أو السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين، إذا لم يوجد أحد،
وهذه التحية شرعها الله، وهي مباركة تُنْمِي
المودة والمحبة, طيبة محبوبة للسامع، وبمثل
هذا التبيين يب
يِّن الله لكم معالم دينه وآياته؛
لتعقلوها، وتعملوا بها.




إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ
لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ
الَّذِ
ينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ
شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)


إنما المؤمنون
حقًا هم الذين صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا
بشرعه، وإذا كانوا مع ال
نبي صلى الله عليه وسلم على أمر
جمعهم له في مصلحة المسلمين، لم ينصرف أحد
منهم حتى يستأذنه، إن الذين يستأذنونك
- أيها النبي - هم الذين يؤمنون بالله ورسوله
حقًا، فإذا استأذنوك لبعض حاجتهم فَأْذَن
لمن شئت ممن طلب الإذن في الانصراف لعذر،
واطلب لهم المغفرة من ال
له. إن الله غفور لذنوب عباده
التائبين، رحيم بهم.




لا تَجْعَلُوا
دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ
بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ
الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً
فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ
عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)


لا تقولوا -أيها
المؤمنون- عند ندائكم رسول الله: يا محمد،
ولا يا محمد بن عبد الله، كما يقول ذلك بعضكم
لبعض, ولكن شرِّفوه، وقولوا: يا نبي الله,
يا رسول الله. قد يعلم الله المنافقين الذين
يخرجون من مجلس النبي صلى
الله عليه وسلم خفية بغير إذنه،
يلوذ بعضهم ببعض، فليَحْذَر الذين يخالفون
أمر رسول الله أن تنزل بهم محنة وشر، أو
يصيبهم عذاب مؤلم موجع في الآخرة.




أَلا إِنَّ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا
أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ
إ
ِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا
عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(64)


ألا إن لله ما في
السموات والأرض خلقًا وملكًا وعبادة, قد
أحاط علمه بجميع ما أنتم عليه, ويوم يرجع
العباد إليه في الآخرة, يخبرهم بعملهم,
ويجازيهم عليه، والله بكل شيء عليم، لا
تخفى عل
يه أعمالهم وأحوالهم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:32 pm

اقتباس :




25- سورة الفرقان





تَبَارَكَ الَّذِي
نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ
لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1)


عَظُمَتْ بركات
الله, وكثرت خيراته, وكملت أوصافه سبحانه
وتعالى الذي نزَّل القرآن الفارق بين الحق
والباطل على عبده محمد صلى ا
لله عليه وسلم؛ ليكون رسولا
للإنس والجن, مخوِّفًا لهم من عذاب الله.




الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ
وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي
الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيراً (2)


الذي له ملك السموات
والأرض,
ولم يتخذ ولدًا, ولم يكن له شريك
في ملكه, وهو الذي خلق كل شيء, فسوَّاه على
ما يناسبه من الخلق وَفْق ما تقتضيه حكمته
دون نقص أو خلل.




وَاتَّخَذُوا
مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً
وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ
لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْع
اً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً
وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً (3)


واتخذ مشركو العرب
معبودات من دون الله لا تستطيع خَلْق شيء،
والله خلقها وخلقهم, ولا تملك لنفسها دَفْعَ
ضر أو جلب نفع, ولا تستطيع إماتة حي أو إحياء
ميت, أو بعث أحد من الأموات حيًا من قبره.




وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا
إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ
عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا
ظُلْماً وَزُوراً (4)


وقال الكافرون
بالله: ما هذا القرآن إلا كذب وبهتان اختلقه
محمد, وأعانه على ذلك أناس آخرون, فقد ارتكبوا
ظلمًا فظيعًا, وأتوا زورًا
شنيعًا؛ فالقرآن ليس مما يمكن
لبشر أن يختلقه.




وَقَالُوا أَسَاطِيرُ
الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى
عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5)


وقالوا عن القرآن:
هو أحاديث الأولين المسطرة في كتبهم، استنسخها
محمد، فهي تُقْرَأ عليه صباحًا ومساء.




قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ
فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً
رَحِيماً (6)


قل - أيها الرسول
- لهؤلاء الكفار: إن الذي أنزل القرآن هو
الله الذي أحاط علمه بما في السموات والأرض،
إنه كان غفورًا لمن تاب من الذنوب والمعاصي،
رحيمًا بهم حيث لم يع
اجلهم بالعقوبة.



وَقَالُوا مَالِ
هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ
وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ
إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً
(7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ
لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ
الظَّالِمُونَ إِنْ
تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً
مَسْحُوراً (Cool


وقال المشركون:
ما لهذا الذي يزعم أنه رسول الله (يعنون
محمدًا صلى الله عليه وسلم) يأكل الطعام
مثلنا، ويمشي في الأسواق لطلب الرزق؟ فهلا
أرسل الله معه مَلَكًا يشهد على صدقه، أو
يهبط عليه من السماء كنز من مال, أو تكون
له حديقة عظيمة يأكل من ثمرها,
وقال هؤلاء الظالمون المكذبون: ما تتبعون
أيها المؤمنون إلا رجلا به سحر غلب على
عقله.




انظُرْ كَيْفَ
ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا
فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)


انظر - أيها الرسول
- كيف قال المكذبون في حقك تلك الأقوال
العجيبة التي تشبه -لغرابتها-
الأمثال؛ ليتوصلوا إلى تكذيبك؟ فبَعُدوا
بذلك عن الحق, فلا يجدون سبيلا إليه؛ ليصححوا
ما قالوه فيك من الكذب والافتراء.




تَبَارَكَ الَّذِي
إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
وَي
َجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10)

عَظُمَتْ بركات
الله, وكَثُرَتْ خيراته, الذي إن شاء جعل
لك - أيها الرسول - خيرًا مما تمنَّوه لك،
فجعل لك في الدنيا حدائق كثيرة تتخللها
الأنهار، وجعل لك فيها قصورًا عظيمة.




بَلْ كَذَّبُوا
بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ
بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11)

وما كذبوك؛ لأنك
تأكل الطعام, وتمشي في الأسواق، بل كذَّبوا
بيوم القيامة وما فيه من جزاء، وأعتدنا
لمن كذب بالساعة نارًا حارة تُسَعَّر بهم.




إِذَا رَأَتْهُم
مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً
وَزَفِيراً (12)


إذا رأت النار هؤلاء المكذبين يوم القيامة
من مكان بعيد، سمعوا صوت غليانها وزفيرها،
من شدة تغيظها منهم.




وَإِذَا أُلْقُوا
مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ
دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13)


وإذا أُلقوا في
مكان شديد الضيق من جهنم- وقد قُرِنت أيديهم
بالسلاسل إلى أعنا
قهم- دَعَوْا على أنفسهم بالهلاك
للخلاص منها.




لا تَدْعُوا الْيَوْمَ
ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً
كَثِيراً (14)


فيقال لهم تيئيسًا،
لا تَدْعوا اليوم بالهلاك مرة واحدة، بل
مرات كثيرة، فلن يزيدكم ذلك إلا غمًّا،
فلا خلاص لكم.




قُلْ أَذَلِكَ
خَيْرٌ أَم
ْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي
وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ
جَزَاءً وَمَصِيراً (15)


قل لهم - أيها الرسول
-: أهذه النار التي وُصِفتْ لكم خيرٌ أم
جنة النعيم الدائم التي وُعِد بها الخائفون
من عذاب ربهم، كانت لهم ثوابًا على عملهم،
ومآلا يرجعون إليه في الآخ
رة؟



لَهُمْ فِيهَا
مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى
رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16)


لهؤلاء المطيعين
في الجنة ما يشتهون من ملاذِّ النعيم, متاعهم
فيه دائم، كان دخولهم إياها على ربك - أيها
الرسول - وعدًا مسؤولا يسأله عباد الله
المتقون، والله لا يخلف وعد
ه.



وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ
وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي
هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
(17)


ويوم القيامة يحشر
الله المشركين وما كانوا يعبدونه من دونه,
فيقول لهؤلاء المعبودين: أأنتم أضللتم
عبادي هؤلا
ء عن طريق الحق، وأمرتموهم بعبادتكم،
أم هم ضلوا السبيل، فعبدوكم مِن تلقاء أنفسهم؟




قَالُوا سُبْحَانَكَ
مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ
مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ
مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا
الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18)


قال المعبودون
من دون الله: تنزيهًا لك- يا ربنا- عَمَّا
فعل هؤلاء، فما يصح
ُّ أن نَتَّخِذ سواك أولياء
نواليهم, ولكن متعتَ هؤلاء المشركين وآباءهم
بالمال والعافية في الدنيا، حتى نسوا ذكرك
فأشركوا بك، وكانوا قومًا هلكى غلب عليهم
الشقاء والخِذْلان .




فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ
بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ
صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَ
نْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ
عَذَاباً كَبِيراً (19)


فيقال للمشركين:
لقد كذَّبكم هؤلاء الذين عبدتموهم في ادِّعائكم
عليهم، فها أنتم أولاء لا تستطيعون دَفْعًا
للعذاب عن أنفسكم، ولا نصرًا لها، ومَن
يشرك بالله فيظلم نفسه ويعبد غير الله،
ويمت على ذلك، يعذبه الل
ه عذابًا شديدًا.



وَما أَرْسَلْنَا
قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ
إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ
فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ
لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ
رَبُّكَ بَصِيراً (20)


وما أرسلنا قبلك
- أيها الرسول - أحدً
ا مِن رسلنا إلا كانوا بشرًا،
يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق. وجعلنا
بعضكم- أيها الناس- لبعض ابتلاء واختبارًا
بالهدى والضلال، والغنى والفقر، والصحة
والمرض، هل تصبرون، فتقوموا بما أوجبه
الله عليكم، وتشكروا له، فيثيبكم مولاكم،
أو لا تصبرون فتستحقوا العقوبة؟
وكان ربك - أيها الرسول - بصيرًا
بمن يجزع أو يصبر، وبمن يكفر أو يشكر.







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:33 pm

اقتباس :


الجزء التاسع عشر:



وَقَالَ الَّذِينَ
لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ
عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا
لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ
وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِ
يراً (21)

وقال الذين لا يؤمِّلون
لقاء ربهم بعد موتهم لإنكارهم له: هلا أُنزل
علينا الملائكة, فتُخْبِرنا بأن محمدًا
صادق، أو نرى ربنا عِيانًا، فيخبرنا بصدقه
في رسالته. لقد أُعجِبوا بأنفسهم واستعلَوْا
حيث اجترؤوا على هذا القول, وتجاوزوا الحدَّ
في طغيانهم وكفر
هم.



يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ
لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً
مَحْجُوراً (22)


يوم يرون الملائكة
عند الاحتضار، وفي القبر، ويوم القيامة،
على غير الصورة التي اقترحوها لا لتبشرهم
بالجنة, ولكن لتقول لهم: جعل الله الجنة
مكانًا مح
رمًا عليكم.



وَقَدِمْنَا إِلَى
مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ
هَبَاءً مَنْثُوراً (23)


وقَدِمْنا إلى
ما عملوه مِن مظاهر الخير والبر، فجعلناه
باطلا مضمحلا لا ينفعهم كالهباء المنثور،
وهو ما يُرى في ضوء الشمس من خفيف الغبار؛
وذلك أن العمل لا ينفع في ا
لآخرة إلا إذا توفر في صاحبه:
الإيمان بالله، والإخلاص له، والمتابعة
لرسوله محمد، صلى الله عليه وسلم.




أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ
مَقِيلاً (24)


أصحاب الجنة يوم
القيامة خير مستقرًا من أهل النار وأحسن
منازل في الجنة, فراحته
م تامة، ونعيمهم لا يشوبه كدر.



وَيَوْمَ تَشَقَّقُ
السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ
تَنزِيلاً (25)


واذكر - أيها الرسول
- ذلك اليوم الذي تتشقق فيه السماء، ويظهر
من فتحاتها السحاب الأبيض الرقيق، وينزل
الله ملائكة السموات يومئذ، فيحيطون بالخلائ
ق في المحشر، ويأتي الله تبارك
وتعالى لفصل القضاء بين العباد، إتيانًا
يليق بجلاله.




الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ
الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً
عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (26)


المُلْك الحق في
هذا اليوم للرحمن وحده دون مَن سواه، وكان
هذا اليوم صعبًا شديدًا
على الكافرين، لما ينالهم من
العقاب والعذاب الأليم.




وَيَوْمَ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا
لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ
أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ
أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَ
عْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29)


واذكر - أيها الرسول
- يوم يَعَضُّ الظالم لنفسه على يديه ندمًا
وتحسرًا قائلا يا ليتني صاحبت رسول الله
محمدًا صلى الله عليه وسلم واتبعته في اتخاذ
الإسلام طريقًا إلى الجنة، ويتحسَّر قائلا
يا لي
تني لم أتخذ الكافر فلانًا صديقًا
أتبعه وأوده. لقد أضلَّني هذا الصديق عن
القرآن بعد إذ جاءني. وكان الشيطان الرجيم
خذولا للإنسان دائمًا. وفي هذه الآيات التحذير
من مصاحبة قرين السوء؛ فإنه قد يكون سببًا
لإدخال قرينه النار.




وَقَالَ الرَّسُولُ
يَا رَبِّ إِنَّ
قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ
مَهْجُوراً (30)


وقال الرسول شاكيًا
ما صنع قومه: يا ربِّ إن قومي تركوا هذا
القرآن وهجروه، متمادين في إعراضهم عنه
وتَرْكِ تدبُّره والعمل به وتبليغه. وفي
الآية تخويف عظيم لمن هجر القرآن فلم يعمل
به.




وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا
ل
ِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ
الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً
وَنَصِيراً (31)


وكما جعلنا لك -
أيها الرسول - أعداء من مجرمي قومك، جعلنا
لكل نبيٍّ من الأنبياء عدوًا من مجرمي قومه،
فاصبر كما صبروا. وكفى بربك هاديًا ومرشدًا
ومعينًا يعينك على أعدائك. و
في هذا تسلية لنبيه محمد صلى
الله عليه وسلم.




وَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ
بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً
(32)


وقال الذين كفروا:
هلا أنزل القرآن على محمد جملة واحدة كالتوراة
والإنجيل والزبور! قال الله
سبحانه وتعالى: كذلك أنزلناه مفرقًا؛ لنقوِّي
به قلبك وتزداد به طمأنينة، فتعيه وتحمله،
وبيَّنَّاه في تثبت ومُهْلَة.




وَلا يَأْتُونَكَ
بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ
وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33)


ولا يأتيك - أيها
الرسول - المشر
كون بحجة أو شبهة إلا جئناك بالجواب
الحق وبأحسن بيان له.




الَّذِينَ يُحْشَرُونَ
عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ
شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34)


أولئك الكفار هم
الذين يُسحبون على وجوههم إلى جهنم, وأولئك
هم شر الناس منزلة، وأبعدهم طريقًا
عن الحق.



وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ
أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا
اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً
(36)


ولقد آتينا موسى
التوراة، وجعلنا معه أخاه هارون معينًا
له، ف
قلنا لهما: اذهبا إلى فرعون وقومه
الذين كذَّبوا بدلائل ربوبيتنا وألوهيتنا,
فذهبا إليهم، فدَعَواهم إلى الإيمان بالله
وطاعته وعدم الإشراك به، فكذَّبوهما، فأهلكناهم
إهلاكًا عظيمًا.




وَقَوْمَ نُوحٍ
لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ
وَجَعَلْنَاهُمْ لِل
نَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً (37)


وأغرقنا قوم نوح
بالطوفان حين كذَّبوه. ومن كذب رسولا فقد
كذب الرسل جميعًا. وجعلنا إغراقهم للناس
عبرة، وجعلنا لهم ولمن سلك سبيلهم في التكذيب
يوم القيامة عذابًا موجعًا.




وَعَاداً وَثَمُودَ
وَأَ
صْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً
بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً (38)


وأهلكنا عادًا
قوم هود، وثمود قوم صالح، وأصحاب البئر
وأممًا كثيرة بين قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب
الرسِّ، لا يعلمهم إلا الله.




وَكُلاًّ ضَرَبْنَا
لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا
تَتْبِيراً (39)


وكل الأمم بيَّنَّا لهم الحجج،
ووضَّحنا لهم الأدلة, وأزحنا الأعذار عنهم،
ومع ذلك لم يؤمنوا، فأهلكناهم بالعذاب
إهلاكًا.




وَلَقَدْ أَتَوْا
عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ
مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا
يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ
نُشُوراً (4
0)

ولقد كان مشركو
"مكة" يمرون في أسفارهم على قرية قوم
لوط، وهي قرية "سدوم" التي أُهلِكت
بالحجارة من السماء، فلم يعتبروا بها،
بل كانوا لا يرجون معادًا يوم القيامة يجازون
فيه.




وَإِذَا رَأَوْكَ
إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا
الَّذِي بَعَثَ اللَّ
هُ رَسُولاً (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا
عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا
عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً
(42)


وإذا رآك هؤلاء
المكذبون - أيها الرسول - استهزؤوا بك قائلين:
أهذا الذي يزعم أن الله بعثه رسولا
إلينا؟ إنه قارب أن يصرفنا عن
عبادة أصنامنا بقوة حجته وبيانه, لولا أن
ثَبَتْنا على عبادتها، وسوف يعلمون حين
يرون ما يستحقون من العذاب: مَن أضل دينًا
أهم أم محمد؟




أَرَأَيْتَ مَنْ
اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ
تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43)


انظر - أيها الرسول - متعجبًا إلى مَن
أطاع هواه كطاعة الله، أفأنت تكون عليه
حفيظًا حتى تردَّه إلى الإيمان؟



أَمْ تَحْسَبُ
أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ
يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)


أم تظن أن أكثرهم
يسمعون آيات ال
له سماع تدبر، أو يفهمون ما فيها؟
ما هم إلا كالبهائم في عدم الانتفاع بما
يسمعونه، بل هم أضل طريقًا منها.



أَلَمْ تَرَى إِلَى
رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ
شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا
الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ
قَبَضْنَاهُ إ
ِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً
(46)


ألم تر كيف مدَّ
الله الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس؟
ولو شاء لجعله ثابتًا مستقرًا لا تزيله
الشمس، ثم جعلنا الشمس علامة يُستَدَلُّ
بأحوالها على أحواله، ثم تَقَلَّصَ الظل
يسيرًا يسيرًا، فكلما ازداد ارتفاع الشمس
ازداد نقصانه.
وذلك من الأدلة على قدرة الله
وعظمته، وأنه وحده المستحق للعبادة دون
سواه.




وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ
سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً
(47)


والله تعالى هو
الذي جعل لكم الليل ساترًا لكم بظلامه كما
يستركم اللباس، وجعل ا
لنوم راحة لأبدانكم، وجعل لكم
النهار؛ لتنتشروا في الأرض، وتطلبوا معايشكم.




وَهُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ
رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ
مَاءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً
مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا
أ
َنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً
(49)


وهو الذي أرسل الرياح
التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة
منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر
به ؛ لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه
، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي
ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام
والناس.



وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ
بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ
النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50)


ولقد أنزلنا المطر
على أرض دون أخرى؛ ليذكر الذين أنزلنا عليهم
المطر نعمة الله عليهم، فيشكروا له، وليذكر
الذين مُنعوا منه، فيسارعوا بالتوبة إلى
الله - ج
ل وعلا- ليرحمهم ويسقيهم، فأبى
أكثر الناس إلا جحودًا لنعمنا عليهم، كقولهم:
مطرنا بنَوْء كذا وكذا.




وَلَوْ شِئْنَا
لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً
(51) فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ
بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)


ولو شئنا لبعثنا
في كل قرية نذ
يرًا، يدعوهم إلى الله عز وجل،
وينذرهم عذابه، ولكنا جعلناك - أيها الرسول
- مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك
أن تبلغهم هذا القرآن، فلا تطع الكافرين
في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك
في تبليغ الرسالة, وجاهد الكافرين بهذا
القرآن جهادًا كبيرًا، لا يخالط
ه فتور.



وَهُوَ الَّذِي
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ
وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا
بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53)


والله هو الذي خلط
البحرين: العذب السائغ الشراب، والملح
الشديد الملوحة، وجعل بينهما حاجزًا يمنع
كل واحدٍ منهما
من إفساد الآخر، ومانعًا مِن
أن يصل أحدهما إلى الآخر.




وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ
نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً
(54)


وهو الذي خلق مِن
منيِّ الرجل والمرأة ذرية ذكورًا وإناثًا،
فنشأ من هذا قرابة النسب وقرابة المصاهرة
. وكان ربك قديرًا على خلق ما
يشاء.




وَيَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ
وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ
عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)


ومع كل هذه الدلائل
على قدرة الله وإنعامه على خلقه يَعبدُ
الكفار مِن دون الله ما لا ينفعهم إن عبدوه,
ولا
يضرهم إن تركوا عبادته, وكان
الكافر عونًا للشيطان على ربه بالشرك في
عبادة الله, مُظَاهِرًا له على معصيته.




وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (56)


وما أرسلناك - أيها
الرسول - إلا مبشرًا للمؤمنين بالجنة ومنذرًا
للكافرين بالنار.




قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى
رَبِّهِ سَبِيلاً (57)


قل لهم: لا أطلب
منكم على تبليغ الرسالة أيَّ أجر، لكنْ
من أراد أن يهتدي ويسلك سبيل الحق إلى ربه
وينفق في مرضاته، فلست أُجبركم عليه, وإنما
هو خير لأنفسكم.




وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا
يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى
بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58)


وتوكل على الله
الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما
يليق بجلاله الذي لا يموت، ونزِّهه عن صفات
النقصان. وكفى بالله خبيرًا بذنوب خلقه,
لا يخفى عليه شيء
منها، وسيحاسبهم عليها ويجازيهم
بها.




الَّذِي خَلَقَ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ
خَبِيراً (59)


الذي خلق السموات
والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى
على العرش-
أي علا وارتفع- استواءً يليق
بجلاله، هو الرحمن، فاسأل - أيها النبي
- به خبيرًا، يعني بذلك سبحانه نفسه الكريمة،
فهو الذي يعلم صفاته وعظمته وجلاله. ولا
أحد من البشر أعلم بالله ولا أخبر به من
عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.




وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ اسْجُدُو
ا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا
الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا
وَزَادَهُمْ نُفُوراً (60)


وإذا قيل للكافرين:
اسجدوا للرحمن واعبدوه قالوا: ما نعرف الرحمن،
أنسجد لما تأمرنا بالسجود له طاعة لأمرك؟
وزادهم دعاؤهم إلى السجود للرحمن بُعْداً
عن الإيمان ونفور
ًا منه.



تَبَارَكَ الَّذِي
جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ
فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61)


عَظُمَتْ بركات
الرحمن وكثر خيره، الذي جعل في السماء النجوم
الكبار بمنازلها، وجعل فيها شمسًا تضيء
وقمرًا ينير.




وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَ اللَّيْلَ وَال
نَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ
أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً
(62)


وهو الذي جعل الليل
والنهار متعاقبَيْن يَخْلُف أحدهما الآخر
لمن أراد أن يعتبر بما في ذلك إيمانًا بالمدبِّر
الخالق، أو أراد أن يشكر لله تعالى على
نعمه وآلائه.




وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ
الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63)


وعباد الرحمن الصالحون
يمشون على الأرض بسكينة متواضعين, وإذا
خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم
بالمعروف من القول, وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون
فيه من الإثم، و
من مقابلة الجاهل بجهله.



وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64)


والذين يكثرون
من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين
له بالسجود والقيام.




وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَا
ماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً
وَمُقَاماً (66)


والذين هم مع اجتهادهم
في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم
من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن
جهنم شر قرار وإقامة.




وَالَّذِينَ إِذَا
أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
وَكَانَ بَيْن
َ ذَلِكَ قَوَاماً (67)

والذين إذا أنفقوا
من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء،
ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم
وسطًا بين التبذير والتضييق.




وَالَّذِينَ لا
يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللَّهُ إِلاَّ
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ
تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً
(70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ
يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)


والذين يوحدون
الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره،
ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها
إلا بما يحق قتلها به: من كفر بعد إيمان،
أو زنى ب
عد زواج، أو قتل نفس عدوانًا،
ولا يزنون، بل يحفظون فروجهم, إلا على أزواجهم
أو ما ملكت أيمانهم، ومن يفعل شيئًا من
هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا. يُضاعَفْ
له العذاب يوم القيامة، ويَخْلُدْ فيه
ذليلا حقيرًا. (والوعيد بالخلود لمن فعلها
كلَّها، أو لمن أشرك
بالله). لكن مَن تاب مِن هذه الذنوب
توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا
بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم
سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات ؛ بسبب توبتهم
وندمهم . وكان الله غفورًا لمن تاب، رحيمًا
بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته
بأكبر المعاصي. ومن تا
ب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل
عملا صالحا فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا
صحيحًا، فيقبل الله توبته ويكفر ذنوبه.




وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا
بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72)


والذين لا يشهدون
بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل
الباطل واللغو من غير قصد مرُّوا
معرضين منكرين يتنزهون عنه، ولا يرضونه
لغيرهم.




وَالَّذِينَ إِذَا
ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا
عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73)


والذين إذا وُعِظُوا
بآيات القرآن ودلائل وحدانية الله لم يتغافلوا
عنها، كأنهم صم
ٌّ لم يسمعوها، وعُمْيٌ لم يبصروها،
بل وَعَتْها قلوبهم، وتفتَّحت لها بصائرهم،
فخرُّوا لله ساجدين مطيعين.




وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا
لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)


والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب
لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ
به أعيننا، وفيه أنسنا وسرورنا، واجعلنا
قدوة يُقتدى بنا في الخير.




أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ
فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ
فِيهَا حَسُنَتْ م
ُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)

أولئك الذين اتصفوا
بالصفات السابقة من عباد الرحمن، يثابون
أعلى منازل الجنة ؛ برحمة الله وبسبب صبرهم
على الطاعات, وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية
والتسليم من الملائكة, والحياة الطيبة
والسلامة مِنَ الآفات، خالدين فيها أبدًا
مِن غير
موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون
فيه ومقامًا يقيمون به، لا يبغون عنها تحولا.




قُلْ مَا يَعْبَأُ
بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ
كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً
(77)


أخبر الله تعالى
أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس، لولا دعاؤهم
إياه دعاء العبادة و
دعاء المسألة، فقد كَذَّبتم-أيها
الكافرون- فسوف يكون تكذيبكم مُفْضِيًا
لعذاب يلزمكم لزوم الغريم لغريمه, ويهلككم
في الدنيا والآخرة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:35 pm

اقتباس :




26- سورة الشعراء







طسم (1)

(طسم) سبق الكلام
على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.




تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)


هذه آيات القرآن
الموضِّح لكل شيء الفاصل بين الهدى والضلال.




لَعَلَّكَ بَاخِعٌ
نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
(3)


لعلك - أيها الرسول
- من شدة حرصك على هدايتهم مُهْلِك نفسك
؛ لأنهم لم يصدِّقوا بك ولم يعملوا بهديك
، فلا تفعل ذلك.




إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ
آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا
خَاضِعِينَ (4)


إن نشأ ننزل على
المكذبين من قومك من السماء معجزة مخوِّفة
لهم تلجئهم إلى الإيمان ، فتصير أعناقهم
خاضعة ذليلة ، ولكننا لم نشأ ذلك; فإن الإيمان
النافع هو الإيمان بالغيب اختيارًا
.



وَمَا يَأْتِيهِمْ
مِنْ ذِكْرٍ مِنْ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ
إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)


وما يجيء هؤلاء
المشركين المكذبين مِن ذِكْرٍ من الرحمن
مُحْدَث إنزاله ، شيئًا بعد شيء ، يأمرهم
وينهاهم ، ويذكرهم بالدين الحق إلا أعرضوا
عنه, ولم يقبلوه.




فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ
أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون
(6)


فقد كذَّبوا بالقرآن
واستهزؤوا به, فسيأتيهم أخبار الأمر الذي
كانوا يستهزئون به ويسخرون منه, وسيحلُّ
بهم العذاب جزاء تمردهم على ربهم.




أَوَلَمْ يَرَوْا
إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَ
ا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ
كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (Cool وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
(9)


أكذبوا ولم ينظروا
إلى الأرض التي أنبتنا فيها من كل نوع حسن
نافع من النبات, لا يقدر على إنباته إلا
رب ال
عالمين؟ إن في إخراج النبات
من الأرض لَدلالة واضحة على كمال قدرة الله,
وما كان أكثر القوم مؤمنين. وإن ربك لهو
العزيز على كل مخلوق, الرحيم الذي وسعت
رحمته كل شيء.




وَإِذْ نَادَى
رَبُّكَ مُوسَى أَنْ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا ي
َتَّقُونَ (11)

واذكر - أيها الرسول
- لقومك إذ نادى ربك موسى: أن ائت القوم الظالمين,
قوم فرعون، وقل لهم: ألا يخافون عقاب الله
تعالى، ويتركون ما هم عليه من الكفر والضلال؟




قَالَ رَبِّ إِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ
صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ ل
ِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ
(13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ
أَنْ يَقْتُلُونِ (14)


قال موسى: رب إني
أخاف أن يكذبوني في الرسالة, ويملأ صدري
الغمُّ لتكذيبهم إياي، ولا ينطلق لساني
بالدعوة فأرسِلْ جبريل بالوحي إلى أخي
هارون ؛ ليعاونني. ولهم علي ذنب
في قتل رجل منهم, وهو القبطي,
فأخاف أن يقتلوني به.




قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا
بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ
(15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا
رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ
مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)


قال الله لموسى:
ك
لا لن يقتلوك, وقد أجبت طلبك
في هارون, فاذهبا بالمعجزات الدالة على
صدقكما، إنا معكم بالعلم والحفظ والنصرة
مستمعون. فأتِيَا فرعون فقولا له: إنا مرسَلان
إليك وإلى قومك من رب العالمين: أن اترك
بني إسرائيل ؛ ليذهبوا معنا.




قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ
فِينَا وَلِيدا
ً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ
سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي
فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ
(19)


قال فرعون لموسى
ممتنًا عليه: ألم نُرَبِّك في منازلنا صغيرًا،
ومكثت في رعايتنا سنين من عُمُرك وارتكبت
جنايةً بقتلك رجلا من قومي حين ضربته
ودفعته, وأنت من الجاحدين نعمتي
المنكرين ربوبيتي؟




قَالَ فَعَلْتُهَا
إِذاً وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ
مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ
لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ
(21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ
أَنْ عَبَّ
دْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)

قال موسى مجيبًا
لفرعون: فعلتُ ما ذكرتَ قبل أن يوحي الله
إلي، ويبعثني رسولا فخرجت من بينكم فارًّا
إلى "مدين"، لـمَّا خفت أن تقتلوني
بما فعلتُ من غير عَمْد، فوهب لي ربي تفضلا
منه النبوة والعلم, وجعلني من المرسلين.
وتلك التربية في
بيتك تَعُدُّها نعمة منك عليَّ،
وقد جعلت بني إسرائيل عبيدًا تذبح أبناءهم
وتستحيي نساءهم؟




قَالَ فِرْعَوْنُ
وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)


قال فرعون لموسى:
وما رب العالمين الذي تدَّعي أنك رسوله؟




قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
إنْ ك
ُنتُمْ مُوقِنِينَ (24)

قال موسى: هو مالك
ومدبر السموات والأرض وما بينهما، إن كنتم
موقنين بذلك، فآمِنوا.




قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ
أَلا تَسْتَمِعُونَ (25)


قال فرعون لمن حوله
مِن أشراف قومه: ألا تسمعون مقالة موسى
العجيبة بوجود رب سواي؟




قَالَ رَبُّكُمْ
وَرَبّ
ُ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ
(26)


قال موسى: الرب
الذي أدعوكم إليه هو الذي خلقكم وخلق آباءكم
الأولين, فكيف تعبدون مَن هو مخلوق مثلكم,
وله آباء قد فنوا كآبائكم؟




قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ
الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
(27)


قال فرعون لخاصته
يستثير غضبهم
؛ لتكذيب موسى إياه: إن رسولكم
الذي أرسل إليكم لمجنون, يتكلم كلامًا لا
يُعْقَل!




قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ
كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)


قال موسى: رب المشرق
والمغرب وما بينهما وما يكون فيهما من نور
وظلمة, وهذا يستوجب الإيمان
به وحده إن كنتم من أهل العقل
والتدبر!




قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ
إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ
الْمَسْجُونِينَ (29)


قال فرعون لموسى
مهددًا له: لئن اتخذت إلهًا غيري لأسجننك
مع مَن سجنت.




قَالَ أَوَلَوْ
جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)


قال موسى: أتجعلني من المسجونين, ولو جئتك ببرهان
قاطع يتبين منه صدقي؟




قَالَ فَأْتِ بِهِ
إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (31)


قال فرعون: فأت
به إن كنت من الصادقين في دعواك.




فَأَلْقَى عَصَاهُ
فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ
يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنّ
َاظِرِينَ (33)

فألقى موسى عصاه
فتحولت ثعبانًا حقيقيًا, ليس تمويهًا كما
يفعل السحرة, وأخرج يده مِن جيبه فإذا هي
بيضاء كالثلج من غير برص، تَبْهَر الناظرين.




قَالَ لِلْمَلإٍ
حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
(34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُم
ْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
(35)


قال فرعون لأشراف
قومه خشية أن يؤمنوا: إن موسى لَساحر ماهر،
يريد أن يخرجكم بسحره من أرضكم، فأي شيء
تشيرون به في شأنه أتبع رأيكم فيه؟




قَالُوا أَرْجِهِ
وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ
حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِك
ُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)

قال له قومه: أخِّر
أمر موسى وهارون, وأرسِلْ في المدائن جندًا
جامعين للسحرة, يأتوك بكلِّ مَن أجاد السحر،
وتفوَّق في معرفته.




فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ
يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ
هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)


فَجُمع السحرة،
وحُدِّد لهم وقت معلوم، هو وقت الضحى من
يوم الزينة الذي يتفرغون فيه من أشغالهم،
ويجتمعون ويتزيَّنون؛ وذلك للاجتماع بموسى.
وحُثَّ الناس على الاجتماع; أملا في أن
تكون الغلبة للسحرة.




لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ
إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِ
بِينَ (40)

إننا نطمع أن تكون
الغلبة للسحرة، فنثبت على ديننا.




فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ
قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً
إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)


فلما جاء السحرة
فرعون قالوا له: أإن لنا لأجرًا مِن مال
أو جاه، إنْ كنا نحن الغالبين
لموسى؟



قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً
لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (42)


قال فرعون: نعم
لكم عندي ما طلبتم مِن أجر، وإنكم حينئذ
لمن المقربين لديَّ.




قَالَ لَهُمْ مُوسَى
أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)


قال موسى للسحرة
مريدًا إبطال سحرهم وإظهار أن ما جاء به
ليس سحرًا: ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.




فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ
وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ
إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)


فألقَوا حبالهم
وعصيَّهم, وخُيِّل للناس أنها حيَّات
تسعى, وأقسموا بعزة فرعون قائلين:
إننا لنحن الغالبون.




فَأَلْقَى مُوسَى
عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
(45)


فألقى موسى عصاه,
فإذا هي حية عظيمة, تبتلع ما صدر منهم من
إفك وتزوير.




فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ
سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ
الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ
(48)


فلما شاهدوا ذلك،
وعلموا أنه ليس من تمويه السحرة, آمنوا
بالله وسجدوا له، وق
الوا: آمنَّا برب العالمين رب
موسى وهارون.




قَالَ آمَنْتُمْ
لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ
فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ
وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)


قال فرعون للسحرة مستنكرًا: آمنتم
لموسى بغير إذن مني، وقال موهمًا أنَّ فِعْل
موسى سحر: إنه لكبيركم الذي علَّمكم السحر،
فلسوف تعلمون ما ينزل بكم من عقاب: لأقطعنَّ
أيديكم وأرجلكم من خلاف: بقطع اليد اليمنى
والرجل اليسرى أو عكس ذلك، ولأصلبنَّكم
أجمعين.




قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا
مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ
يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا
أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)


قال السحرة لفرعون:
لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا,
إنا راجعون إلى ربنا فيعطينا النعيم المقيم.
إنا ن
رجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا
من الشرك وغيره; لكوننا أول المؤمنين في
قومك.




وَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ
مُتَّبَعُونَ (52)


وأوحى الله إلى
موسى عليه السلام: أَنْ سِرْ ليلا بمن آمن
من بني إسرائيل؛ لأن فرعون وجنوده متبعوكم
حتى ل
ا يدركوكم قبل وصولكم إلى البحر.



فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ
فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)


فأرسل فرعون جنده-
حين بلغه مسير بني إسرائيل- يجمعون جيشه
من مدائن مملكته.




إِنَّ هَؤُلاءِ
لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ
لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَ
جَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)

قال فرعون: إن بني
إسرائيل الذين فرُّوا مع موسى لَطائفة
حقيرة قليلة العدد، وإنهم لمالئون صدورنا
غيظًا؛ حيث خالفوا ديننا, وخرجوا بغير إذننا,
وإنا لجميع متيقظون مستعدون لهم.




فَأَخْرَجْنَاهُمْ
مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ
وَ
مَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ
وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
(59)


فأخرج الله فرعون
وقومه من أرض "مصر" ذات البساتين وعيون
الماء وخزائن المال والمنازل الحسان. وكما
أخرجناهم، جعلنا هذه الديار من بعدهم لبني
إسرائيل.




فَأَتْبَعُوهُمْ
مُشْرِقِينَ (60)


فلحق فرعون وجنده موسى ومَن معه وقت
شروق الشمس.




فَلَمَّا تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى
إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)


فلما رأى كل واحد
من الفريقين الآخر قال أصحاب موسى: إنَّ
جَمْعَ فرعون مُدْرِكنا ومهلكنا.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:36 pm

اقتباس :


قَالَ كَلاَّ إِنَّ
مَعِي رَبِّي سَيَهْدِي
نِ (62)

قال موسى لهم: كلا
ليس الأمر كما ذكرتم فلن تُدْرَكوا; إن
معي ربي بالنصر، سيهديني لما فيه نجاتي
ونجاتكم.




فَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ
الْعَظِيمِ (63)


فأوحينا إلى موسى
أن اضر
ب بعصاك البحر، فضرب، فانفلق
البحر إلى اثني عشر طريقًا بعدد قبائل بني
إسرائيل، فكانت كل قطعة انفصلت من البحر
كالجبل العظيم.




وَأَزْلَفْنَا
ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى
وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا
الآخَرِينَ (66)


وقرَّبْنا هناك فرعون وقومه حتى دخلوا
البحر, وأنجينا موسى ومَن معه أجمعين. فاستمر
البحر على انفلاقه حتى عبروا إلى البر،
ثم أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق البحر عليهم
بعد أن دخلوا فيه متبعين موسى وقومه.




إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
(67)


إن في ذلك الذي
حدث لَعبرة عجيبة دالة على قدرة الله، وما
صار أكثر أتباع فرعون مؤمنين مع هذه العلامة
الباهرة.




وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)


وإن ربك لهو العزيز
الرحيم, بعزته أهلك الكافرين المكذبين،
وبرحمته نجَّى موسى ومَن معه أجمعين.




وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ
إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ
مَا تَعْبُدُونَ (70)


واقصص على الكافرين
- أيها الرسول - خبر إبراهيم حين قال لأبيه
وقومه: أي شيء تعبدونه؟




قَالُوا نَعْبُدُ
أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
(71)


قالوا: نعبد أصنامًا، فنَعْكُف على عبادتها.



قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ
إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ
أَوْ يَضُرُّونَ (73)


قال إبراهيم منبهًا
على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم,
أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم، أو
يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟




قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا
آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)


قالوا: لا يكون
منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم,
فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.




قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ
مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ
وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُ
مْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ
الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ
يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي
وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ
يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ
يَغْفِرَ لِي خَطِيئَ
تِي يَوْمَ الدِّينِ (82)

قال إبراهيم: أفأبصرتم
بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام التي لا
تسمع ولا تنفع ولا تضر، أنتم وآباؤكم الأقدمون
من قبلكم؟ فإن ما تعبدونهم من دون الله
أعداء لي، لكن رب العالمين ومالك أمرهم
هو وحده الذي أعبده. هو الذي خلقني في أحسن
صورة ف
هو يرشدني إلى مصالح الدنيا
والآخرة، وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام
والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني
ويعافيني منه، وهو الذي يميتني في الدينا
بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة, لا يقدر
على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز
عن ذنبي يوم الجزاء.




رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ (83)


قال إبراهيم داعيًا
ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني
بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة.




وَاجْعَلْ لِي
لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84)


واجعل لي ثناء حسنًا
وذكرًا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى
يوم القيامة.



وَاجْعَلْنِي
مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)


واجعلني من عبادك
الذين تورثهم نعيم الجنة.




وَاغْفِرْ لأَبِي
إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ (86)


وهذا دعاء من إبراهيم
عليه السلام أن ينقذ الله أباه من الضلال
إلى الهدى، فيغفر له ويتجاوز عن
ه، كما وعد إبراهيم أباه بالدعاء
له، فلما تبيَّن له أنه مستمر في الكفر
والشرك إلى أن يموت تبرَّأ منه .




وَلا تُخْزِنِي
يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى
اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)


ولا تُلْحق بي الذل،
يو
م يخرج الناس من القبور للحساب
والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا
من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم
من الكفر والنفاق والرذيلة.




وَأُزْلِفَتْ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)


وقُرِّبت الجنة
للذين اجتنبوا الكفر والمعاصي، وأقبلوا
على الله بالطاعة.




وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
(91)


وأُظهرت النار
للكافرين الذين ضَلُّوا عن الهدى، وتجرَّؤوا
على محارم الله وكذَّبوا رسله.




وَقِيلَ لَهُمْ
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ
دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ
يَنْتَصِرُونَ (93)


وقيل لهم توبيخًا: أين آلهتكم التي كنتم
تعبدونها مِن دون الله، وتزعمون أنها تشفع
لكم اليوم؟ هل ينصرونكم, فيدفعون العذاب
عنكم, أو ينتصرون بدفع العذاب عن أنفسهم؟
لا شيء من ذلك.




فَكُبْكِبُوا
فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ
إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)


فجُمِعوا وألقُوا في جهنم، هم والذين أضلوهم
وأعوان إبليس الذين زيَّنوا لهم الشر, لم
يُفْلِت منهم أحد.




قَالُوا وَهُمْ
فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ
كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا
إِلاَّ الْمُ
جْرِمُونَ (99)

قالوا معترفين
بخطئهم، وهم يتنازعون في جهنم مع مَن أضلوهم،
تالله إننا كنا في الدنيا في ضلال واضح
لا خفاء فيه; إذ نسويكم برب العالمين المستحق
للعبادة وحده. وما أوقعنا في هذا المصير
السيِّئ إلا المجرمون الذين دعونا إلى
عبادة غير الله فاتبعناهم.




فَمَا لَنَا مِنْ
شَافِعِينَ (100) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)


فلا أحدَ يشفع لنا،
ويخلِّصنا من العذاب، ولا مَن يَصْدُق
في مودتنا ويشفق علينا.




فَلَوْ أَنَّ لَنَا
كَرَّةً فَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
(102)


فليت لنا رجعة إلى
الدنيا, فنصير من جملة المؤمنين
الناجين.



إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
(103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ (104)


إن في نبأ إبراهيم
السابق لَعبرة لِمن يعتبر, وما صار أكثر
الذين سمعوا هذا النبأ مؤمنين. وإن ربك
لهو العزيز القادر على الانتقام
من المكذبين, الرحيم بعباده
المؤمنين.




كَذَّبَتْ قَوْمُ
نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِن
ْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (110)


كَذَّبت قوم نوح
رسالة نبيهم، فكانوا بهذا مكذبين لجميع
الرسل; لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل.
إذ قال لهم أخوهم نوح: ألا تخشون الله بترك
عبادة غيره؟ إني لكم رسول أمين
فيما أبلغكم، فاجعلوا الإيمان
وقاية لكم من عذاب الله وأطيعوني فيما آمركم
به من عبادته وحده. وما أطلب منكم أجرًا
على تبليغ الرسالة، ما أجري إلا على رب
العالمين، المتصرف في خلقه، فاحذروا عقابه,
وأطيعوني بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.




قَالُوا أَنُؤْمِنُ
لَك
َ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ
(111)


قال له قومه: كيف
نصدِّقك ونتبعك, والذين اتبعوك أراذل الناس
وأسافلهم؟




قَالَ وَمَا عِلْمِي
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)


فأجابهم نوح عليه
السلام بقوله: لست مكلفًا بمعرفة أعمالهم,
إنما كُلفت أن أدعوهم إلى الإيمان. والاعت
بار بالإيمان لا بالحسب والنسب
والحِرف والصنائع.




إِنْ حِسَابُهُمْ
إِلاَّ عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
(113)


ما حسابهم للجزاء
على أعمالهم وبواطنهم إلا على ربي المطَّلِع
على السرائر. لو كنتم تشعرون بذلك لما قلتم
هذا الكلام.




وَمَا أَنَا بِطَارِدِ
الْمُؤْم
ِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ
نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)


وما أنا بطارد الذين
يؤمنون بدعوتي, مهما تكن حالهم؛ تلبية لرغبتكم
كي تؤمنوا بي. ما أنا إلا نذير بيِّن الإنذار.




قَالُوا لَئِنْ
لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ
مِنْ الْمَرْجُومِينَ (116)


عدل قوم نوح عن المحاورة إلى التهديد, فقالوا
له: لئن لم ترجع- يا نوح- عن دعوتك لتكوننَّ
مِنَ المقتولين رميًا بالحجارة.




قَالَ رَبِّ إِنَّ
قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ
مَعِي مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (118)


فلما سمع نوح قولهم هذا دعا ربه بقوله: رب إن قومي
أصروا على تكذيـبي، فاحكم بيني وبينهم
حكمًا تُهلك به مَن جحد توحيدك وكذَّب رسولك،
ونجني ومَن معي من المؤمنين مما تعذب به
الكافرين.




فَأَنجَيْنَاهُ
وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
(119)


فأنجيناه ومَن
معه في السفينة
المملوءة بصنوف المخلوقات التي
حملها معه.




ثُمَّ أَغْرَقْنَا
بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)


ثم أغرقنا بعد إنجاء
نوح ومن معه الباقين، الذين لم يؤمنوا مِن
قومه وردُّوا عليه النصيحة.




إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
(121)


إن في نبأ نوح وما كان من إنجاء المؤمنين وإهلاك
المكذبين لَعلامة وعبرةً عظيمة لمن بعدهم,
وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين
بالله وبرسوله وشرعه.




وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)


وإن ربك لهو العزيز
في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره, الرحيم
بعباد
ه المؤمنين.



كَذَّبَتْ عَادٌ
الْمُرْسَلِينَ (123)


كذَّبت قبيلة عاد
رسولهم هودًا- عليه السلام- فكانوا بهذا
مكذِّبين لجميع الرسل؛ لاتحاد دعوتهم في
أصولها وغايتها.




إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
(126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (127)


إذ قال لهم أخوهم
هود: ألا تخشون الله فتخلصوا له العبادة؟
إني مرسَل إليكم لهدايتكم وإرشادكم، حفيظ
على رسالة الله، أبلِّغها لكم
كما أمرني ربي، فخافوا عقاب
الله وأطيعوني فيما جئتكم به من عند الله.
وما أطلب منكم على إرشادكم إلى التوحيد
أيَّ نوع من أنواع الأجر، ما أجري إلا على
رب العالمين.




أَتَبْنُونَ بِكُلِّ
رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ
مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُد
ُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ
بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)


أتبنون بكل مكان
مرتفع بناء عاليًا تشرفون منه فتسخرون
مِنَ المارة؟ وذلك عبث وإسراف لا يعود عليكم
بفائدة في الدين أو الدنيا, وتتخذون قصورًا
منيعة وحصونًا مشيَّدة، كأنكم تخلدون في
الدنيا ولا تموتون، و
إذا بطشتم بأحد من الخلق قتلا
أو ضربًا، فعلتم ذلك قاهرين ظالمين.




فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ
بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ
وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)


فخافوا الله، وامتثلوا
ما أدعوك
م إليه فإنه أنفع لكم، واخشوا
الله الذي أعطاكم من أنواع النعم ما لا
خفاء فيه عليكم، أعطاكم الأنعام: من الإبل
والبقر والغنم، وأعطاكم الأولاد، وأعطاكم
البساتين المثمرة, وفجَّر لكم الماء من
العيون الجارية.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)   التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*) I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 3:37 pm

اقتباس :


إِنِّي أَخَافُ
عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13
5)

قال هود- عليه السَّلام-
محذرًا لهم: إني أخاف إن أصررتم على ما أنتم
عليه من التكذيب والظلم وكُفْر النِّعم،
أن ينزل الله بكم عذابًا في يوم تعظم شدته
من هول عذابه.




قَالُوا سَوَاءٌ
عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ
مِنْ الْوَاعِظِينَ (136)


قالوا له: يستوي عندنا تذكيرك وتخويفك لنا
وتركه, فلن نؤمن لك.




إِنْ هَذَا إِلاَّ
خُلُقُ الأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ (138)


وقالوا: ما هذا
الذي نحن عليه إلا دين الأولين وعاداتهم،
وما نحن بمعذبين على ما نفعل مما حَذَّرْتنا
منه من العذاب.




فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ
الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)


فاستمَرُّوا على
تكذيبه، فأهلكهم الله بريح باردة شديدة.
إن في ذلك الإهلاك لَعبرة لمن بعدهم, وما
كان أكثر الذين سمعوا قص
تهم مؤمنين بك. وإن ربك لهو العزيز
الغالب على ما يريده من إهلاك المكذبين,
الرحيم بالمؤمنين.




كَذَّبَتْ ثَمُودُ
الْمُرْسَلِينَ (141)


كذَّبت قبيلة ثمود
أخاهم صالحًا في رسالته ودعوته إلى توحيد
الله، فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسل;
لأنهم جميعًا يدعون إلى توح
يد الله.



إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ
عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)


إذ قال لهم أخوهم
صالح
: ألا تخشون عقاب الله، فتُفرِدونه
بالعبادة؟ إني مرسَل من الله إليكم, حفيظ
على هذه الرسالة كما تلقيتها عن الله، فاحذروا
عقابه تعالى, وامتثلوا ما دعوتكم إليه.
وما أطلب منكم على نصحي وإرشادي لكم أي
جزاء، ما جزائي إلا على رب العالمين.




أَتُتْرَكُونَ
فِي مَا ه
َاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا
هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ
بُيُوتاً فَارِهِينَ (149)


أيترككم ربكم فيما
أنتم فيه من النعيم مستقرين في هذه الدنيا
آمنين من العذاب والزوال والموت؟ في حدائق
مثمرة
وعيون جارية وزروع كثيرة ونخل
ثمرها يانع لين نضيج، وتنحتون من الجبال
بيوتًا ماهرين بنحتها, أَشِرين بَطِرين.




فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ
الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ
فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)


فخافوا عقوبة الله, واقبلوا نصحي، ولا
تنقادوا لأمر المسرفين على أنفسهم المتمادين
في معصية الله الذين دأبوا على الإفساد
في الأرض إفسادًا لا إصلاح فيه.




قَالُوا إِنَّمَا
أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ
إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ
إِنْ كُنْتَ
مِنْ الصَّادِقِينَ (154)

قالت ثمود لنبيها
صالح: ما أنت إلا من الذين سُحروا سِحْرًا
كثيرًا، حتى غلب السحر على عقلك. ما أنت
إلا فرد مماثل لنا في البشرية من بني آدم،
فكيف تتميز علينا بالرسالة؟ فأت بحجة واضحة
تدل على ثبوت رسالتك, إن كنت صادقًا في دعواك
أن الل
ه أرسلك إلينا.



قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ
لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
(155) وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ
عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)


قال لهم صالح- وقد
أتاهم بناقة أخرجها الله له من الصخرة-:
هذه ناقة الله لها نصيب من الماء في يوم
م
علوم، ولكم نصيب منه في يوم آخر.
ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها،
ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم، ولا
تنالوها بشيء مما يسوءها كضَرْبٍ أو قتل
أو نحو ذلك، فيهلككم الله بعذابِ يومٍ تعظم
شدته؛ بسبب ما يقع فيه من الهول والشدة.




فَعَقَرُوهَا
فَأَص
ْبَحُوا نَادِمِينَ (157)

فنحروا الناقة,
فأصبحوا متحسرين على ما فعلوا لَمَّا أيقنوا
بالعذاب، فلم ينفعهم ندمهم.




فَأَخَذَهُمْ
الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا
كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)


فنزل بهم عذاب الله
الذي توعدهم به صالح عليه السلام، ف
أهلكهم. إن في إهلاك ثمود لَعبرة
لمن اعتبر بهذا المصير, وما كان أكثرهم
مؤمنين.




وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)


وإن ربك لهو العزيز
القاهر المنتقم من أعدائه المكذبين، الرحيم
بمن آمن من خلقه.




كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)


كَذَّبت قوم لوط برسالته, فكانوا
بهذا مكذبين لسائر رسل الله؛ لأن ما جاؤوا
به من التوحيد وأصول الشرائع واحد.




إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
(164)


إذ قال لهم أخوهم
لوط: ألا تخشون عذاب الله؟ إني رسول من ربكم،
أمين على تبليغ رسالته إليكم، فاحذروا
عقاب الله على تكذيبكم رسوله، واتبعوني
فيما دعوتكم إليه، وما أسألكم على دعوتي
لهدايتك
م أيَّ أجر، ما أجري إلا على
رب العالمين.




أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ
مِنْ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا
خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)


أتنكحون الذكور
مِن بني آدم، وتتركون ما خلق الله لاستمتاعكم
وتناسلكم
مِن أزواجكم؟ بل أنتم قوم - بهذه
المعصية- متجاوزون ما أباحه الله لكم من
الحلال إلى الحرام.




قَالُوا لَئِنْ
لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ
مِنْ الْمُخْرَجِينَ (167)


قال قوم لوط: لئن
لم تترك يا لوط نَهْيَنا عن إتيان الذكور
وتقبيح فعله، لتكونن من المطرو
دين من بلادنا.



قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ
مِنْ الْقَالِينَ (168)


قال لوط لهم: إني
لِعملكم الذي تعملونه من إتيان الذكور،
لَمن المبغضين له بغضًا شديدًا.




رَبِّ نَجِّنِي
وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)


ثم دعا لوط ربه
حينما يئس من استجابتهم له قائلا ربِّ
أنقذني وأنقذ أهلي مما يعمله
قومي مِن هذه المعصية القبيحة, ومِن عقوبتك
التي ستصيبهم.




فَنَجَّيْنَاهُ
وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً
فِي الْغَابِرِينَ (171)


فنجيناه وأهل بيته
والمستجيبين لدعوته أجمعين إلا عجوزًا
من أهله، وهي امرأته، لم تشاركهم
في الإيمان، فكانت من الباقين
في العذاب والهلاك.




ثُمَّ دَمَّرْنَا
الآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ
مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ
(173)


ثم أهلكنا مَن عداهم
من الكفرة أشدَّ إهلاك، وأنزلنا عليهم
حجارة من السماء كالمطر أهلكتهم, فقَبُحَ
مطرُ م
ن أنذرهم رسلهم ولم يستجيبوا
لهم؛ فقد أُنزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك
والتدمير.




إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
(174)


إن في ذلك العقاب
الذي نزل بقوم لوط لَعبرة وموعظة, يتعظ
بها المكذبون. وما كان أكثرهم مؤمنين.




وَإِنَّ رَبَّكَ
ل
َهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
(175)


وإن ربك لهو العزيز
الغالب الذي يقهر المكذبين, الرحيم بعباده
المؤمنين.




كَذَّبَ أَصْحَابُ
الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ
لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا
اللّ
َهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
(180)


كذَّب أصحاب الأرض
ذات الشجر الملتف رسولهم شعيبًا في رسالته،
فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسالات.
إذ قال لهم شعيب: ألا تخشون عقاب الله على
شرك
كم ومعاصيكم؟ إني مرسَل إليكم
مِنَ الله لهدايتكم، حفيظ على ما أوحى الله
به إليَّ من الرسالة, فخافوا عقاب الله,
واتبعوا ما دعوتكم إليه مِن هداية الله؛
لترشدوا, وما أطلب منكم على دعائي لكم إلى
الإيمان بالله أيَّ جزاء، ما جزائي إلا
على رب العالمين.




أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنْ
الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ
الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ
أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ
مُفْسِدِينَ (183)


قال لهم شعيب- وقد
كانوا يُنْقِصون الكيل والميزان-: أتمُّوا
الكيل للناس وافي
ًا لهم، ولا تكونوا ممن يُنْقِصون
الناس حقوقهم, وَزِنوا بالميزان العدل
المستقيم، ولا تنقصوا الناس شيئًا مِن
حقوقهم في كيل أو وزن أو غير ذلك، ولا تكثروا
في الأرض الفساد، بالشرك والقتل والنهب
وتخويف الناس وارتكاب المعاصي.




وَاتَّقُوا الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالْ
جِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ (184)

واحذروا عقوبة
الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم.




قَالُوا إِنَّمَا
أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا
أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ
نَظُنُّكَ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ
عَلَيْنَا كِسَفاً مِنْ ال
سَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ
(187)


قالوا: إنما أنت-
يا شعيب- مِنَ الذين أصابهم السحر إصابة
شديدة، فذهب بعقولهم، وما أنت إلا واحد
مثلنا في البشرية، فكيف تختص دوننا بالرسالة؟
وإن أكبر ظننا أنك من الكاذبين فيما تدَّعيه
من الرسالة. فإن كنت صادقًا في
دعوى النبوة، فادع الله أن يسقط
علينا قطع عذاب من السماء تستأصلنا.




قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ
بِمَا تَعْمَلُونَ (188)


قال لهم شعيب: ربي
أعلم بما تعملونه مِنَ الشرك والمعاصي،
وبما تستوجبونه من العقاب.




فَكَذَّبُوهُ
فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
إِنَّ
هُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(189)


فاستمَرُّوا على
تكذيبه، فأصابهم الحر الشديد، وصاروا يبحثون
عن ملاذ يستظلون به، فأظلتهم سحابة، وجدوا
لها بردًا ونسيمًا، فلما اجتمعوا تحتها،
التهبت عليهم نارًا فأحرقتهم، فكان هلاكهم
جميعًا في يوم شديد الهول.




إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ (190)


إن في ذلك العقاب
الذي نزل بهم، لَدلالة واضحة على قدرة الله
في مؤاخذة المكذبين، وعبرة لمن يعتبر،
وما كان أكثرهم مؤمنين متعظين بذلك.




وَإِنَّ رَبَّكَ
لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)


وإن ربك - أيها الرسول - لهو العزيز في نقمته
ممن انتقم منه من أعدائه، الرحيم بعباده
الموحدين.




وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ
مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ (195)


وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه
القصص الصادقة، لَمنزَّل مِن خالق الخلق,
ومالك الأمر كله، نزل به جبريل الأمين,
فتلاه عليك - أيها الرسول - حتى وعيته بقلبك
حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين
يخوِّفون قومهم عقاب الله، فتنذر بهذا
التنزيل الإنس والجن أجمعين. ن
زل به جبريل عليك بلغة عربية
واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة، فيما يحتاجون
إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.




وَإِنَّهُ لَفِي
زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196)


وإنَّ ذِكْرَ هذا
القرآن لَمثبتٌ في كتب الأنبياء السابقين,
قد بَشَّرَتْ به وصَدَّقَتْه.




أَوَلَمْ يَكُنْ
لَه
ُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)


أولم يَكْفِ هؤلاء-
في الدلالة على أنك رسول الله, وأن القرآن
حق- عِلْمُ علماء بني إسرائيل صحة ذلك،
ومَن آمن منهم كعبد الله بن سلام؟




وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ
عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَه
ُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ
مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ
فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ
بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ
(201)


ولو نَزَّلنا القرآن
على بعض الذين لا يتكلمون بالعربية, فقرأه
على كفار قريش قراءة عربية صحيحة
, لكفروا به أيضًا، وانتحلوا
لجحودهم عذرًا. كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين
جحود القرآن، وصار متمكنًا فيها؛ وذلك
بسبب ظلمهم وإجرامهم، فلا سبيل إلى أن يتغيروا
عمَّا هم عليه من إنكار القرآن، حتى يعاينوا
العذاب الشديد الذي وُعِدوا به.




فَيَأْتِيَهُمْ
بَغْتَةً وَ
هُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا
هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ (203)


فينزل بهم العذاب
فجأة، وهم لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه, فيقولون
عند مفاجأتهم به تحسُّرًا على ما فاتهم
من الإيمان: هل نحن مُمْهَلون مُؤخَّرون؛
لنتوب إلى الله مِن شركنا، ونستدرك ما فاتنا؟




أَفَبِعَذَابِنَا
يَسْتَعْجِلُونَ (204)


أَغَرَّ هؤلاء
إمهالي، فيستعجلون نزول العذاب عليهم من
السماء؟




أَفَرَأَيْتَ
إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ
جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)


أفعلمت - أيها الرسول
- إن مَتَّعناهم بالحياة سنين طويلة بتأخي
ر آجالهم، ثم نزل بهم العذاب
الموعود؟




مَا أَغْنَى عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)


ما أغنى عنهم تمتعهم
بطول العمر، وطيب العيش، إذا لم يتوبوا
من شركهم؟ فعذاب الله واقع بهم عاجلا أم
آجلا.




وَمَا أَهْلَكْنَا
مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ
(208
) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ
(209)


وما أهلكنا مِن
قرية من القرى في الأمم جميعًا, إلا بعد
أن نرسل إليهم رسلا ينذرونهم, تذكرة لهم
وتنبيهًا على ما فيه نجاتهم, وما كنا ظالمين
فنعذب أمة قبل أن نرسل إليها رسولا.




وَمَا تَنَزَّلَتْ
بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)
وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا
يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ
لَمَعْزُولُونَ (212)


وما تَنَزَّلَتْ
بالقرآن على محمد الشياطين- كما يزعم الكفرة-
ولا يصح منهم ذلك، وما يستطيعونه؛ لأنهم
عن استماع القرآن من السماء محجوبون مرجومون
بالشهب.




فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ (213)


فلا تعبد مع الله
معبودًا غيره, فينزل بك من العذاب ما نزل
بهؤلاء الذين عبدوا مع الله غيره.




وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ (214)


وحذِّر - أيها الرسول
- الأقرب فالأقرب مِن قومك، مِن عذ
ابنا، أن ينزل بهم.



وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
(215)


وأَلِنْ جانبك
وكلامك تواضعًا ورحمة لمن ظهر لك منه إجابة
دعوتك.




فَإِنْ عَصَوْكَ
فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ
(216)


فإن خالفوا أمرك
ولم يتبعوك، فتبرَّأ من أعما
لهم، وما هم عليه من الشرك والضلال.



وَتَوَكَّلْ عَلَى
الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ
حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ
(219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(220)


وفَوِّضْ أمرك
إلى الله العزيز الذي لا يغالَب ولا يُقْهَر,
الرحيم الذي لا يخذل أولياءه،
وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة وحدك في
جوف الليل، ويرى تقلُّبك مع الساجدين في
صلاتهم معك قائمًا وراكعًا وساجدًا وجالسًا,
إنه- سبحانه- هو السميع لتلاوتك وذكرك, العليم
بنيتك وعملك.




هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَ
اطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى
كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ
السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
(223)


هل أخبركم- أيها
الناس- على مَن تنـزَّل الشياطين؟ تتنزل
على كل كذَّاب كثير الآثام من الكهنة, يَسْتَرِقُ
الشياطين السمع, يتخطفونه من الملأ الأعلى,
ف
يلقونه إلى الكهان, ومَن جرى
مجراهم مِنَ الفسقة, وأكثر هؤلاء كاذبون,
يَصْدُق أحدهم في كلمة, فيزيد فيها أكثر
مِن مائة كذبة.


وَالشُّعَرَاءُ
يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ
تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
(225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا
يَفْعَلُونَ (226)

والشعراء يقوم
شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون
الزائغون مِن أمثالهم. ألم تر - أيها النبي
- أنهم يذهبون كالهائم على وجهه, يخوضون
في كل فن مِن فنون الكذب والزور وتمزيق
الأعراض والطعن في الأنساب وتجريح النساء
العفائف، وأنهم يقولون م
ا لا يفعلون, يبالغون في مدح
أهل الباطل, وينتقصون أهل الحق؟




إِلاَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا
اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ
مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ
ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
(227)


استثنى الله من الشعراءِ الشعراءَ الذين
اهتدَوْا بالإيمان وعملوا الصالحات, وأكثروا
مِن ذِكْر الله فقالوا الشعر في توحيد الله
- سبحانه- والثناء عليه جلَّ ذكره, والدفاع
عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتكلموا
بالحكمة والموعظة والآداب الحسنة، وانتصروا
للإسلام، يهجون مَن
يهجوه أو يهجو رسوله, ردًّا
على الشعراء الكافرين. وسيعلم الذين ظلموا
أنفسهم بالشرك والمعاصي، وظلموا غيرهم
بغمط حقوقهم, أو الاعتداء عليهم, أو بالتُّهم
الباطلة, أي مرجع من مراجع الشر والهلاك
يرجعون إليه؟ إنَّه منقلب سوء, نسأل الله
السلامة والعافية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الأحزاب /سبأ/فاطر/يٌس/الصًافات/صً*)
» التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النمل/القصص/العنكبوت/الروم/لقمان/السجدة*)
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الزمر/غافر/فصلت/الشورى/الزخرف/الدخان)
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الممتحنة/الصف/الجمعة/المنافقون/التغابن/الطلاق/التحريم)
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الجاثية/الأحقاف/محمد/الفتح/الحجرات/ق/الذاريات/الطور)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: التفسير-
انتقل الى: