منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:00 am

c]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





53- سورة النجم





وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى
(2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ
هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)


أقسم الله تعالى
بالنجوم إذا غابت, ما حاد محمد صلى الله
عليه وسلم عن طريق الهداية والحق, وما خرج
عن الرشاد, بل هو في غاية
الاستقامة والاعتدال والسداد,
وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن
وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد
صلى الله عليه وسلم.




عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)
وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ
دَنَا فَتَدَلَّى (Cool فَكَانَ
قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
(9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى
(10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)


علَّم محمدًا صلى
الله عليه وسلم مَلَك شديد القوة, ذو منظر
حسن, وهو جبريل عليه السلام, الذي ظهر واستوى
على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه
و
سلم في الأفق الأعلى, وهو أفق
الشمس عند مطلعها, ثم دنا جبريل من الرسول
صلى الله عليه وسلم، فزاد في القرب, فكان
دنوُّه مقدار قوسين أو أقرب من ذلك. فأوحى
الله سبحانه وتعالى إلى عبده محمد صلى الله
عليه وسلم ما أوحى بواسطة جبريل عليه السلام.
ما كذب قلب محمد صلى
الله عليه وسلم ما رآه بصره.



أَفَتُمَارُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
(14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ
يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَق
َدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ
الْكُبْرَى (18)


أتُكذِّبون محمدًا
صلى الله عليه وسلم, فتجادلونه على ما يراه
ويشاهده من آيات ربه؟ ولقد رأى محمد صلى
الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية
مرة أخرى عند سدرة المنتهى- شجرة نَبْق-
وهي في السماء السابعة, ينتهي إلي
ها ما يُعْرَج به من الأرض, وينتهي
إليها ما يُهْبَط به من فوقها, عندها جنة
المأوى التي وُعِد بها المتقون. إذ يغشى
السدرة من أمر الله شيء عظيم, لا يعلم وصفه
إلا الله عز وجل. وكان النبي صلى الله عليه
وسلم على صفة عظيمة من الثبات والطاعة,
فما مال بصره يمينًا و
لا شمالا ولا جاوز ما أُمِر برؤيته.
لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج
من آيات ربه الكبرى الدالة على قدرة الله
وعظمته من الجنة والنار وغير ذلك.




أَفَرَأَيْتُمْ
اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ
الأُخْرَى (20)


أفرأيتم- أيها المشركون- هذه الآلهة التي تعبدونها:
اللات والعزَّى ومناة الثالثة الأخرى,
هل نفعت أو ضرَّت حتى تكون شركاء لله؟




أَلَكُمْ الذَّكَرُ
وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ
ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ
سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا أَنزَلَ ا
للَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا
تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ
مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)


أتجعلون لكم الذَّكر
الذي ترضونه, وتجعلون لله بزعمكم الأنثى
التي لا ترضونها لأنفسكم؟ تلك إذًا قسمة
جائرة. ما هذه الأوثان إ
لا أسماء ليس لها من أوصاف الكمال
شيء, إنما هي أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم
بمقتضى أهوائكم الباطلة, ما أنزل الله بها
مِن حجة تصدق دعواكم فيها. ما يتبع هؤلاء
المشركون إلا الظن, وهوى أنفسهم المنحرفة
عن الفطرة السليمة, ولقد جاءهم من ربهم
على لسان النبي صلى الله
عليه وسلم, ما فيه هدايتهم, فما
انتفعوا به.




أَمْ لِلإِنسَانِ
مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى
(25)


ليس للإنسان ما
تمناه من شفاعة هذه المعبودات أو غيرها
مما تهواه نفسه, فلله أمر الدنيا والآخرة.




وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ
فِي السَّمَوَاتِ
لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً
إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ
لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)


وكثير من الملائكة
في السموات مع علوِّ منزلتهم, لا تنفع شفاعتهم
شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لهم بالشفاعة,
ويرضى عن المشفوع له.




إِنَّ الَّذِينَ
لا يُؤْمِنُون
َ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ
الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى (27)
وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي
مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً (28)


إن الذين لا يصدِّقون
بالحياة الآخرة من كفار العرب ولا يعملون
لها ليسمّ
ُون الملائكة تسمية الإناث؛
لاعتقادهم جهلا أن الملائكة إناث, وأنهم
بنات الله. وما لهم بذلك من علم صحيح يصدِّق
ما قالوه, ما يتبعون إلا الظن الذي لا يجدي
شيئًا, ولا يقوم أبدًا مقام الحق.




فَأَعْرِضْ عَنْ
مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ
إِلاَّ الْح
َيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ
مَبْلَغُهُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى (30)


فأعْرِضْ عمَّن
تولى عن ذكرنا, وهو القرآن, ولم يُرِدْ إلا
الحياة الدنيا. ذلك الذي هم عليه هو منتهى
علمهم و
غايتهم. إن ربك هو أعلم بمن حادَ
عن طريق الهدى, وهو أعلم بمن اهتدى وسلك
طريق الإسلام. وفي هذا إنذار شديد للعصاة
المعرضين عن العمل بكتاب الله, وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، المؤثرين لهوى النفس
وحظوظ الدنيا على الآخرة.




وَلِلَّهِ مَا
فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ
الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ
وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ
رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ
بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم
ْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ
أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ
بِمَنْ اتَّقَى (32)


والله سبحانه وتعالى
ملك ما في السموات وما في الأرض؛ ليجزي
الذين أساؤوا بعقابهم على ما عملوا من السوء,
ويجزي الذي أحسنوا بالجنة
, وهم الذين يبتعدون عن كبائر
الذنوب والفواحش إلا اللمم, وهي الذنوب
الصغار التي لا يُصِرُّ صاحبها عليها, أو
يلمُّ بها العبد على وجه الندرة, فإن هذه
مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات, يغفرها
الله لهم ويسترها عليهم, إن ربك واسع المغفرة,
هو أعلم بأحوالكم حين
خلق أباكم آدم من تراب, وحين
أنتم أجنَّة في بطون أمهاتكم, فلا تزكُّوا
أنفسكم فتمدحوها وتَصِفُوها بالتقوى, هو
أعلم بمن اتقى عقابه فاجتنب معاصيه من عباده.




أَفَرَأَيْتَ
الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلاً
وَأَكْدَى (34)


أفرأيت -أيها الرسول-
الذي أعرض عن
طاعة الله وأعطى قليلا مِن ماله,
ثم توقف عن العطاء وقطع معروفه؟




أَعِنْدَهُ عِلْمُ
الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)


أعند هذا الذي قطع
عطاءه علم الغيب أنه سينفَد ما في يده حتى
أمسك معروفه, فهو يرى ذلك عِيانًا؟ ليس
الأمر كذلك, وإنما أمسك عن الصدقة والمعروف
والبر
والصلة; بخلا وشُحًّا.



أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ
الَّذِي وَفَّى (37)


أم لم يُخَبَّر
بما جاء في أسفار التوراة وصحف إبراهيم
الذي وفَّى ما أُمر به وبلَّغه؟




أَلاَّ تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ
لِل
إِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39)

أنه لا تؤخذ نفس
بمأثم غيرها، ووزرها لا يحمله عنها أحد,
وأنه لا يحصل للإنسان من الأجر إلا ما كسب
هو لنفسه بسعيه.




وَأَنَّ سَعْيَهُ
سَوْفَ يُرَى (40)


وأن سعيه سوف يُرى
في الآخرة, فيميَّز حَسَنه من سيئه؛ تشريفًا
للمحسن وتوبيخًا
للمسيء.



ثُمَّ يُجْزَاهُ
الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى
رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)


ثم يُجزى الإنسان
على سعيه الجزاء المستكمل لجميع عمله, وأنَّ
إلى ربك -أيها الرسول- انتهاء جميع خلقه
يوم القيامة.




وَأَنَّهُ هُوَ
أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)


وأنه سبحانه وتعالى أضحك مَن شاء في الدنيا
بأن سرَّه, وأبكى من شاء بأن غَمَّه.




وَأَنَّهُ هُوَ
أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)


وأنه سبحانه أمات
مَن أراد موته مِن خلقه, وأحيا مَن أراد
حياته منهم, فهو المتفرِّد سبحانه بالإحياء
والإماتة.




وَأَنَّهُ خَلَقَ
الزَّوْجَيْنِ الذَّكَ
رَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ
إِذَا تُمْنَى (46)


وأنه خلق الزوجين:
الذكر والأنثى من الإنسان والحيوان, من
نطفة تُصَبُّ في الرحم.




وَأَنَّ عَلَيْهِ
النَّشْأَةَ الأُخْرَى (47)


وأن على ربك -أيها
الرسول- إعادة خلقهم بعد مماتهم, وهي النشأة
الأخرى يوم القيام
ة.



وَأَنَّهُ هُوَ
أَغْنَى وَأَقْنَى (48)


وأنه هو أغنى مَن
شاء مِن خلقه بالمال, وملَّكه لهم وأرضاهم
به.




وَأَنَّهُ هُوَ
رَبُّ الشِّعْرَى (49)


وأنه سبحانه وتعالى
هو رب الشِّعْرى, وهو نجم مضيء, كان بعض
أهل الجاهلية يعبدونه من دون الله.




وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى (50) وَثَمُودَ
فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ
قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ
وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى
(53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)


وأنه سبحانه وتعالى
أهلك عادًا الأولى, وهم قوم هود, وأهلك ثمود,
وهم قوم ص
الح, فلم يُبْقِ منهم أحدًا,
وأهلك قوم نوح قبلُ. هؤلاء كانوا أشد تمردًا
وأعظم كفرًا من الذين جاؤوا من بعدهم. ومدائن
قوم لوط قلبها الله عليهم, وجعل عاليها
سافلها, فألبسها ما ألبسها من الحجارة.




فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)


فبأيِّ نعم ربك
عليك- أي
ها الإنسان المكذب- تَشُك؟



هَذَا نَذِيرٌ
مِنْ النُّذُرِ الأُولَى (56)


هذا محمد صلى الله
عليه وسلم, نذير بالحق الذي أنذر به الأنبياء
قبله, فليس ببدع من الرسل.




أَزِفَتْ الآزِفَةُ
(57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ
(58)


قربت القيامة ودنا
وقتها,
لا يدفعها إذًا من دون الله
أحد, ولا يَطَّلِع على وقت وقوعها إلا الله.




أَفَمِنْ هَذَا
الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ
وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ
(61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)


أفمِن هذا القرآن
تعجبون -أيها المشركون- من
أن يكون صحيحًا, وتضحكون منه
سخرية واستهزاءً, ولا تبكون خوفًا من وعيده,
وأنتم لاهون معرضون عنه؟ فاسجدوا لله وأخلصوا
العبادة له وحده, وسلِّموا له أموركم.




ize=24]


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:02 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


54- سورة القمر





اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ
وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)


دنت القيامة, وانفلق
القمر فلقتين, حين
سأل كفار "مكة" النبي صلى
الله عليه وسلم أن يريهم آية, فدعا الله,
فأراهم تلك الآية.




وَإِنْ يَرَوْا
آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ
مُسْتَمِرٌّ (2)


وإن ير المشركون
دليلا وبرهانًا على صدق الرسول محمد صلى
الله عليه وسلم، يُعرضوا عن الإيمان به
وتصديقه مك
ذبين منكرين, ويقولوا بعد ظهور
الدليل: هذا سحر باطل ذاهب مضمحل لا دوام
له.




وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا
أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ
(3)


وكذَّبوا النبي
صلى الله عليه وسلم، واتبعوا ضلالتهم وما
دعتهم إليه أهواؤهم من التكذيب, وكلُّ أمر
من خير أو شر و
اقع بأهله يوم القيامة عند ظهور
الثواب والعقاب.




وَلَقَدْ جَاءَهُمْ
مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
(4)


ولقد جاء كفار قريش
من أنباء الأمم المكذبة برسلها, وما حلَّ
بها من العذاب, ما فيه كفاية لردعهم عن كفرهم
وضلالهم.




حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ
فَمَا تُغْنِ ا
لنُّذُرُ (5)

هذا القرآن الذي
جاءهم حكمة عظيمة بالغة غايتها, فأي شيء
تغني النذر عن قوم أعرضوا وكذَّبوا بها؟




فَتَوَلَّ عَنْهُمْ
يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ
نُكُرٍ (6)


فأعرض -أيها الرسول-
عنهم, وانتظر بهم يومًا عظيمًا. يوم يدعو
الملك بنفخه في "القر
ن" إلى أمر فظيع منكر, وهو
موقف الحساب.




خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ
يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ
جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى
الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا
يَوْمٌ عَسِرٌ (Cool


ذليلة أبصارهم
يخرجون من القبور كأنهم في انتشارهم وسرعة
سيرهم للحساب جرادٌ منتشر في
الآفاق, مسرعين إلى ما دُعُوا إليه, يقول
الكافرون: هذا يوم عسر شديد الهول.




كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ
قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا
مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)


كذَّبت قبل قومك
-أيها الرسول- قوم نوح فكذَّبوا عبدنا نوحًا,
وقالوا: هو مجنون, وانتهروه متوعدين
إياه بأنواع الأذى, إن لم ينته عن دعوته.




فَدَعَا رَبَّهُ
أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)


فدعا نوح ربه أنِّي
ضعيف عن مقاومة هؤلاء, فانتصر لي بعقاب
من عندك على كفرهم بك.




فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ
السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَم
ِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ
عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ
قَدْ قُدِرَ (12)


فأجبنا دعاءه, ففتحنا
أبواب السماء بماء كثير متدفق, وشققنا الأرض
عيونًا متفجرة بالماء, فالتقى ماء السماء
وماء الأرض على إهلاكهم الذي قدَّره الله
لهم؛ جزاء شركهم.




وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ
وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً
لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)


وحملنا نوحًا ومَن
معه على سفينة ذات ألواح ومسامير شُدَّت
بها, تجري بمرأى منا وحفظ, وأغرقنا المكذبين؛
جزاء لهم على كفرهم وانتصارًا لنوح عليه
السلام. وفي هذ
ا دليل على إثبات صفة العينين
لله سبحانه وتعالى, كما يليق به.




وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا
آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ
كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)


ولقد أبقينا قصة
نوح مع قومه عبرة ودليلا على قدرتنا لمن
بعد نوح ؛ ليعتبروا ويتعظوا بما حلَّ بهذه
الأ
مة التي كفرت بربها, فهل من متعظ
يتعظ؟ فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي
وكذب رسلي, ولم يتعظ بما جاءت به؟ إنه كان
عظيمًا مؤلمًا.




وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
(17)


ولقد سَهَّلْنا
لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم
وال
تدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر,
فهل من متعظ به؟




كَذَّبَتْ عَادٌ
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)


كذبت عاد هودًا
فعاقبناهم, فكيف كان عذابي لهم على كفرهم,
ونذري على تكذيب رسولهم, وعدم الإيمان به؟
إنه كان عظيمًا مؤلمًا.




إِنَّا أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ
رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ
نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
(20)


إنَّا أرسلنا عليهم
ريحًا شديدة البرد, في يوم شؤم مستمر عليهم
بالعذاب والهلاك, تقتلع الناس من مواضعهم
على الأرض فترمي بهم على رؤوسهم, فتدق أعنا
قهم, ويفصل رؤوسهم عن أجسادهم,
فتتركهم كالنخل المنقلع من أصله.




فَكَيْفَ كَانَ
عَذَابِي وَنُذُرِ (21)


فكيف كان عذابي
ونذري لمن كفر بي, وكذَّب رسلي ولم يؤمن
بهم؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا.




وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
(22)


ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة
والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد
أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟ وفي هذا
حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه
وتعليمه.




كَذَّبَتْ ثَمُودُ
بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا
وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا
إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ
(24)


كذبت ثمود -وهم
قوم صالح- بالآيات التي أُنذرِوا بها, فقالوا:
أبشرًا منا واحدًا نتبعه نحن الجماعة الكثيرة
وهو واحد؟ إنا إذا لفي بُعْدٍ عن الصواب
وجنون.




أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ
عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ
أَشِرٌ
(25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ
الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)


أأُنزل عليه الوحي
وخُصَّ بالنبوة مِن بيننا, وهو واحد منا؟
بل هو كثير الكذب والتجبر. سَيَرون عند
نزول العذاب بهم في الدنيا ويوم القيامة
مَنِ الكذاب المتجبر؟




إِنَّا مُرْسِلُو
النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُم
ْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ
(27)


إنا مخرجو الناقة
التي سألوها من الصخرة؛ اختبارًا لهم, فانتظر-
يا صالح- ما يحلُّ بهم من العذاب, واصطبر
على دعوتك إياهم وأذاهم لك.




وَنَبِّئْهُمْ
أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ
شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)


وأخبرهم أن الماء مقسوم بين قومك والناقة:
للناقة يوم, ولهم يوم, كل شِرْب يحضره مَن
كانت قسمته, ويُحظر على من ليس بقسمة له.




فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ
فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ
عَذَابِي وَنُذُرِ (30)


فنادوا صاحبهم
بالحض على عقرها, فتناول الناقة بيده, فنحرها
فعاقَبْتُهم, فكيف كان عقابي
لهم على كفرهم, وإنذاري لمن عصى رسلي؟




إِنَّا أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا
كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)


إنا أرسلنا عليهم
جبريل, فصاح بهم صيحة واحدة, فبادوا عن آخرهم,
فكانوا كالزرع اليابس الذي يُجْعل حِظارً
ا على الإبل والمواشي.



وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
(32)


ولقد سَهَّلْنا
لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم
والتدبر لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل
مِن متعظ به؟




كَذَّبَتْ قَوْمُ
لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33)


كذَّبت قوم لوط بآيات الله التي أنذِروا بها.



إِنَّا أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ
نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً
مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ
شَكَرَ (35)


إنا أرسلنا عليهم
حجارةً إلا آل لوط, نجَّيناهم من العذاب
في آخر الليل, نعمة من عند
نا عليهم, كما أثبنا لوطًا وآله
وأنعمنا عليهم, فأنجيناهم مِن عذابنا, نُثيب
مَن آمن بنا وشكرنا.




وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ
بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ
(36)


ولقد خوَّف لوط
قومه بأس الله وعذابه, فلم يسمعوا له, بل
شكُّوا في ذلك, وكذَّبوه.




وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا
أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ
(37)


ولقد طلبوا منه
أن يفعلوا الفاحشة بضيوفه من الملائكة,
فطمسنا أعينهم فلم يُبصروا شيئًا, فقيل
لهم: ذوقوا عذابي وإنذاري الذي أنذركم به
لوط عليه السلام.




وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ
بُكْرَةً
عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا
عَذَابِي وَنُذُرِ (39)


ولقد جاءهم وقت
الصباح عذاب دائم استقر فيهم حتى يُفضي
بهم إلى عذاب الآخرة, وذلك العذاب هو رجمهم
بالحجارة وقلب قُراهم وجعل أعلاها أسفلها,
فقيل لهم: ذوقوا عذابي الذي أنزلته بكم
؛ لكفركم وتكذيبكم, وإنذ
اري الذي أنذركم به لوط عليه
السلام.




وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
(40)


ولقد سَهَّلْنا
لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم
والتدبر لمن أراد أن يتذكر, فهل مِن متعظ
به؟




وَلَقَدْ جَاءَ
آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)


ولقد جاء أتباعَ فرعون وقومَه
إنذارُنا بالعقوبة لهم على كفرهم.




كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ
مُقْتَدِرٍ (42)


كذَّبوا بأدلتنا
كلها الدالة على وحدانيتنا ونبوة أنبيائنا,
فعاقبناهم بالعذاب عقوبة عزيز لا يغالَب,
مقتدر على ما يشاء.




أَكُفَّارُكُمْ
خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ
بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)


أكفاركم- يا معشر
قريش- خير مِنَ الذين تقدَّم ذكرهم ممن
هلكوا بسبب تكذيبهم, أم لكم براءة مِن عقاب
الله في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة
من العقوبة؟




أَمْ يَقُولُونَ
نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)


بل أيقول كفار "مكة":
نحن أولو حزم ورأي وأمرنا مجتمع, فنحن جماعة
منتصرة لا يغلبنا من أرادنا بسوء؟




سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)


سيهزم جمع كفار
"مكة" أمام المؤمنين, ويولُّون الأدبار,
وقد حد
ث هذا يوم "بدر".



بَلْ السَّاعَةُ
مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ
(46)


والساعة موعدهم
الذي يُجازون فيه بما يستحقون, والساعة
أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم "بدر".




إِنَّ الْمُجْرِمِينَ
فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ
فِي النَّا
رِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا
مَسَّ سَقَرَ (48)


إن المجرمين في
تيه عن الحق وعناء وعذاب. يوم يُجرُّون
في النار على وجوههم, ويقال لهم: ذوقوا شدة
عذاب جهنم.




إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)


إنَّا كل شيء خلقناه
بمقدار قدرناه وقضيناه, وسبق علمنا ب
ه، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ.



وَمَا أَمْرُنَا
إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ
(50)


وما أمرنا للشيء
إذا أردناه إلا أن نقول قولة واحدة وهي
"كن", فيكون كلمح البصر, لا يتأخر طرفة
عين.




وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا
أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ
(51)


ولقد أهلكنا أشباهكم في الكفر
من الأمم الخالية, فهل من متعظ بما حلَّ
بهم من النَّكال والعذاب؟




وَكُلُّ شَيْءٍ
فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)


وكل شيء فعله أشباهكم
الماضون من خير أو شرٍّ مكتوب في الكتب
التي كتبتها الحفظة.




وَكُلُّ صَغِيرٍ
وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ
(53)

وكل صغير وكبير
من أعمالهم مُسَطَّر في صحائفهم, وسيجازون
به.




إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)


إن المتقين في بساتين
عظيمة, وأنهار واسعة يوم القيامة.




فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ
عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)


في مجلس حق, لا لغو
فيه ولا تأثيم عن
د الله المَلِك العظيم, الخالق
للأشياء كلها, المقتدر على كل شيء تبارك
وتعالى.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:04 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

56- سورة الواقعة





إِذَا وَقَعَتْ
الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا
كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ
رَافِعَةٌ (3)

إذا قامت القيامة,
ليس لقيامها أحد يكذِّب به, هي خافضة لأعداء
الله في النار, رافعة لأوليائه في الجنة.




إِذَا رُجَّتْ
الأَرْضُ رَجّاً (4) وَبُسَّتْ الْجِبَالُ
بَسّاً (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً
(6)


إذا حُرِّكت الأرض
تحريكًا شديدًا, وفُتّ
ِتت الجبال تفتيتًا دقيقًا,
فصارت غبارًا متطايرًا في الجو قد ذَرَتْه
الريح.




وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً
ثَلاثَةً (7)


وكنتم- أيها الخلق-
أصنافًا ثلاثة:




فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (Cool وَأَصْحَابُ
الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَ
ةِ (9)

فأصحاب اليمين,
أهل المنزلة العالية, ما أعظم مكانتهم !!
وأصحاب الشمال, أهل المنزلة الدنيئة, ما
أسوأ حالهم !!




وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
(11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)


والسابقون إلى
الخيرات في الدنيا هم السابقون
إلى الدرجات في الآخرة, أولئك
هم المقربون عند الله, يُدْخلهم ربهم في
جنات النعيم.




ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ
(13) وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ (14) عَلَى
سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا
مُتَقَابِلِينَ (16)


يدخلها جماعة كثيرة
من صدر هذه الأمة,
وغيرهم من الأمم الأخرى, وقليل
من آخر هذه الأمة على سرر منسوجة بالذهب,
متكئين عليها يقابل بعضهم بعضًا.




يَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ
وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)
لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ
(19)


يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لا يهرمون
ولا يموتون, بأقداح وأباريق وكأس من عين
خمر جارية في الجنة, لا تُصَدَّعُ منها
رؤوسهم, ولا تذهب بعقولهم.




وَفَاكِهَةٍ مِمَّا
يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا
يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ
اللُّؤْلُؤِ ال
ْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)


ويطوف عليهم الغلمان
بما يتخيرون من الفواكه, وبلحم طير ممَّا
ترغب فيه نفوسهم. ولهم نساء ذوات عيون واسعة,
كأمثال اللؤلؤ المصون في أصدافه صفاءً
وجمالا؛ جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات
في الدنيا.




لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً
وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً
سَلاماً (26)


لا يسمعون في الجنة
باطلا ولا ما يتأثمون بسماعه, إلا قولا
سالمًا من هذه العيوب, وتسليم بعضهم على
بعض.




وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ
مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ
مَخْ
ضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
(29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ
(31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ
وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
(34)


وأصحاب اليمين,
ما أعظم مكانتهم وجزاءهم!! هم في سِدْر لا
شوك فيه, وموز متراكب بعضه على
بعض, وظلٍّ دائم لا يزول, وماء
جار لا ينقطع, وفاكهة كثيرة لا تنفَد ولا
تنقطع عنهم, ولا يمنعهم منها مانع, وفرشٍ
مرفوعة على السرر.




إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ
إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
(36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) لأَصْحَابِ الْيَمِينِ
(38)


إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة
غير النشأة التي كانت في الدنيا, نشأة كاملة
لا تقبل الفناء, فجعلناهن أبكارًا, متحببات
إلى أزواجهن, في سنٍّ واحدة, خلقناهن لأصحاب
اليمين.




ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ
(39) وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ (40)


وهم جماعة كثيرة
من الأولين, و
جماعة كثيرة من الآخرين.



وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ
مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ
وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43)
لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44)


وأصحاب الشمال
ما أسوأ حالهم جزاءهم !! في ريح حارة من حَرِّ
نار جهنم تأخذ بأنفاسهم, وماء حار يغلي,
وظلٍّ من دخان شديد السواد, لا بارد المنزل,
ولا كريم المنظر.




إِنَّهُمْ كَانُوا
قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45)


إنهم كانوا في الدنيا
متنعِّمين بالحرام, معرِضين
عما جاءتهم به الرسل.



وَكَانُوا يُصِرُّونَ
عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46)


وكانوا يقيمون
على الكفر بالله والإشراك به ومعصيته, ولا
ينوون التوبة من ذلك.




وَكَانُوا يَقُولُونَ
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً
أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47)


وكانوا يقولون إنكارًا للبعث: أنُبعث
إذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا بالية؟
وهذا استبعاد منهم لأمر البعث وتكذيب له.




أَوْ آبَاؤُنَا
الأَوَّلُونَ (48)


أنُبعث نحن وآبناؤنا
الأقدمون الذين صاروا ترابًا, قد تفرَّق
في الأرض؟




قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ
وَالآخِرِينَ (49) لَ
مَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ
يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)


قل لهم -أيها الرسول-:
إن الأولين والآخرين من بني آدم سيُجمَعون
في يوم مؤقت بوقت محدد, وهو يوم القيامة.




ثُمَّ إِنَّكُمْ
أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ
(51) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ
(52) ف
َمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
(53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ
(54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)


ثم إنكم أيها الضالون
عن طريق الهدى المكذبون بوعيد الله ووعده,
لآكلون من شجر من زقوم, وهو من أقبح الشجر,
فمالئون منها بطونكم ; لشدة الجوع, فشارب
ون عليه ماء متناهيًا في الحرارة
لا يَرْوي ظمأ, فشاربون منه بكثرة, كشرب
الإبل العطاش التي لا تَرْوى لداء يصيبها.




هَذَا نُزُلُهُمْ
يَوْمَ الدِّينِ (56)


هذا الذي يلقونه
من العذاب هو ما أُعدَّ لهم من الزاد يوم
القيامة. وفي هذا توبيخ لهم وتهكُّم بهم.




نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ
(57)


نحن خلقناكم- أيها
الناس- ولم تكونوا شيئًا, فهلا تصدِّقون
بالبعث.




أَفَرَأَيْتُمْ
مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ
أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)


أفرأيتم النُّطَف
التي تقذفونها في أرحام نسائكم, هل أنتم
ت
خلقون ذلك بشرًا أم نحن الخالقون؟



نَحْنُ قَدَّرْنَا
بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
(60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ
وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ
(61)


نحن قَدَّرنا بينكم
الموت, وما نحن بعاجزين عن أن نغيِّر خلقكم
يوم القيام
ة, وننشئكم فيما لا تعلمونه من
الصفات والأحوال.




وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ
النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ
(62)


ولقد علمتم أن الله
أنشأكم النشأة الأولى ولم تكونوا شيئًا,
فهلا تذكَّرون قدرة الله على إنشائكم مرة
أخرى.




أَفَرَأَيْتُمْ
مَا تَحْرُثُونَ (63
) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ
أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ
لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ
تَتَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
(66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)


أفرأيتم الحرث
الذي تحرثونه هل أنتم تُنبتونه في الأرض؟
بل نحن نُقِرُّ قرار
ه وننبته في الأرض. لو نشاء لجعلنا
ذلك الزرع هشيمًا, لا يُنتفع به في مطعم,
فأصبحتم تتعجبون مما نزل بزرعكم, وتقولون:
إنا لخاسرون معذَّبون, بل نحن محرومون من
الرزق.




أَفَرَأَيْتُمْ
الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ
أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَ
مْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)

أفرأيتم الماء
الذي تشربونه لتحْيَوا به, أأنتم أنزلتموه
من السحاب إلى قرار الأرض, أم نحن الذين
أنزلناه رحمة بكم؟




لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ
أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70)


لو نشاء جعلنا هذا
الماء شديد الملوحة, لا يُنتفع به في
شرب ولا زرع, فهلا تشكرون ربكم
على إنزال الماء العذب لنفعكم.




أَفَرَأَيْتُمْ
النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ
أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ
الْمُنشِئُونَ (72)


أفرأيتم النار
التي توقدون, أأنتم أوجدتم شجرتها التي
تقدح منها النار, أم نحن الموج
دون لها؟



نَحْنُ جَعَلْنَاهَا
تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ
(73)


نحن جعلنا ناركم
التي توقدون تذكيرًا لكم بنار جهنم ومنفعة
للمسافرين.




فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)


فنزِّه -أيها النبي-
ربك العظيم كامل الأسماء والصفات, كثير
الإحسان والخير
ات.



فَلا أُقْسِمُ
بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ
لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)


أقسم الله تعالى
بمساقط النجوم في مغاربها في السماء, وإنه
لَقَسم لو تعلمون قَدَره عظيم.




إِنَّهُ لَقُرْآنٌ
كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا
يَمَسُّهُ
إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79)

إن هذا القرآن الذي
نزل على محمد لقرآن عظيم المنافع, كثير
الخير, غزير العلم, في كتاب مَصُون مستور
عن أعين الخلق, وهو الكتاب الذي بأيدي الملائكة.
لا يَمَسُّ القرآن إلا الملائكة الكرام
الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب, ولا
يَمَس
ُّه أيضًا إلا المتطهرون من
الشرك والجنابة والحدث.




تَنزِيلٌ مِنْ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)


وهذا القرآن الكريم
منزل من رب العالمين, فهو الحق الذي لا مرية
فيه.




أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ
أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)


أفبهذا القرآن
أنتم -أيها المشركون- مكذِّبون؟




وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ
تُكَذِّبُونَ (82)


وتجعلون شكركم
لنعم الله عليكم أنكم تكذِّبون بها وتكفرون؟
وفي هذا إنكار على من يتهاون بأمر القرآن
ولا يبالي بدعوته.




فَلَوْلا إِذَا
بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ
حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْن
ُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ
وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85)


فهل تستطيعون إذا
بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع, وأنتم
حضور تنظرون إليه, أن تمسكوا روحه في جسده؟
لن تستطيعوا ذلك, ونحن أقرب إليه منكم بملائكتنا,
ولكنكم لا ترونهم.




فَلَوْلا إِنْ
كُنتُمْ غَيْرَ مَ
دِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا
إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)


وهل تستطيعون إن
كنتم غير محاسبين ولا مجزيين بأعمالكم
أن تعيدوا الروح إلى الجسد, إن كنتم صادقين؟
لن ترجعوها.




فَأَمَّا إِنْ
كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ
وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89
)

فأما إن كان الميت
من السابقين المقربين, فله عند موته الرحمة
الواسعة والفرح وما تطيب به نفسه, وله جنة
النعيم في الآخرة.




وَأَمَّا إِنْ
كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ
لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)


وأما إن كان الميت
من أصحاب اليمين, في
قال له: سلامة لك وأمن; لكونك
من أصحاب اليمين.




وَأَمَّا إِنْ
كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ
(92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ
جَحِيمٍ (94)


وأما إن كان الميت
من المكذبين بالبعث, الضالين عن الهدى,
فله ضيافة من شراب جهنم المغلي المتناهي
ا
لحرارة, والنار يحرق بها, ويقاسي
عذابها الشديد.




إِنَّ هَذَا لَهُوَ
حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)


إن هذا الذي قصصناه
عليك -أيها الرسول- لهو حق اليقين الذي لا
مرية فيه, فسبِّح باسم ربك العظيم, ونزِّهه
عما يقول الظالمون والج
احدون, تعالى الله عما يقولون
علوًا كبيرًا.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:06 am




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


57- سورة الحديد





سَبَّحَ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (1)


نزَّه الله عن السوء
كلُّ ما في السموات والأرض من جميع مخلوفاته,
وهو العزيز على خلقه, الحكيم في تدبير أمورهم.




لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)


له ملك السموات
والأرض وما فيهما, فهو المالك المتصرف في
خلقه, يحيي ويميت, وهو على كل شيء قدير, لا
يتعذَّر عليه شيء أراده, فما شاءه كان, وما
لم يشأ لم يكن.




هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(3)


هو الأول الذي ليس
قبله شيء, والآخر الذي ليس بعده شيء, والظاهر
الذي ليس فوقه شيء, والباطن الذي ليس دونه
شيء, ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في
السماء, وهو بكل شيء عليم.




هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ
مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ
مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ
وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ
أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُو
نَ بَصِيرٌ (4)

هو الذي خلق السموات
والأرض وما بينهما في ستة أيام, ثم استوى
-أي علا وارتفع- على عرشه فوق جميع خلقه
استواء يليق بجلاله, يعلم ما يدخل في الأرض
من حب ومطر وغير ذلك, وما يخرج منها من نبات
وزرع وثمار, وما ينزل من السماء من مطر وغيره,
وما يعرج فيه
ا من الملائكة والأعمال, وهو
سبحانه معكم بعلمه أينما كنتم, والله بصير
بأعمالكم التي تعملونها, وسيجازيكم عليها.




لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ
تُرْجَعُ الأُمُورُ (5)


له ملك السموات
والأرض, وإلى الله مصير أمور الخلائق في
الآخرة, وسيجازي
هم على أعمالهم.



يُولِجُ اللَّيْلَ
فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ
فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ (6)


يُدْخِل ما نقص
من ساعات الليل في النهار فيزيد النهار,
ويُدْخِل ما نقص من ساعات النهار في الليل
فيزيد الليل, وهو سبحانه عليم بما في ص
دور خلقه.



آمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ
مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ
كَبِيرٌ (7)


آمنوا بالله ورسوله
محمد صلى الله عليه وسلم, وأنفقوا مما رزقكم
الله من المال واستخلفكم فيه, فا
لذين آمنوا منكم أيها الناس,
وأنفقوا من مالهم, لهم ثواب عظيم.




وَمَا لَكُمْ لا
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ
لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ
مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(Cool


وأيُّ عذر لكم في
أن لا تصدقوا بوحدانية الله وتعم
لوا بشرعه, والرسول يدعوكم إلى
ذلك, وقد أخذ الله ميثاقكم على ذلك, إن كنتم
مؤمنين بالله خالقكم؟




هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ
عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ
مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ
اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)


هو الذي ينزل على عبده محمد صلى الله عليه
وسلم آيات مفصلات واضحات من القرآن؛ ليخرجكم
بذلك من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان, إن
الله بكم في إخراجكم من الظلمات إلى النور
لَيَرْحمكم رحمة واسعة في عاجلكم وآجلكم،
فيجازيكم أحسن الجزاء.




وَمَا لَكُمْ أَلاَّ
تُنْفِقُوا فِي سَبِ
يلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ
السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ
مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ
أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ
وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ
بِمَا تَع
ْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)

وأيُّ شيء يمنعكم
من الإنفاق في سبيل الله؟ ولله ميراث السموات
والأرض يرث كلَّ ما فيهما, ولا يبقى أحد
مالكًا لشيء فيهما. لا يستوي في الأجر والمثوبة
منكم مَن أنفق من قبل فتح "مكة" وقاتل
الكفار, أولئك أعظم درجة عند الله من الذين
أنفقوا في
سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا
الكفار, وكلا من الفريقين وعد الله الجنة,
والله بأعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها,
وسيجازيكم عليها.




مَنْ ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)


من ذا الذي ينفق
في سبيل ا
لله محتسبًا من قلبه بلا مَنٍّ
ولا أذى, فيضاعف له ربه الأجر والثواب, وله
جزاء كريم, وهو الجنة؟




يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ
الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْ
هَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)


يوم ترى المؤمنين
والمؤمنات يسعى نورهم على الصراط بين أيديهم
وعن أيمانهم, بقدر أعمالهم, ويقال لهم: بشراكم
اليوم دخول جنات واسعة تجري من تحت أشجارها
الأنهار, لا تخرجون منها أبدًا, ذلك الجزاء
هو ال
فوز العظيم لكم في الآخرة.



يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا
انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا
نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ
بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاه
ِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ
(13)


يوم يقول المنافقون
والمنافقات للذين آمنوا, وهم على الصراط:
انتظرونا نستضئْ من نوركم, فتقول لهم الملائكة:
ارجعوا وراءكم فاطلبوا نورًا (سخرية منهم),
فَفُصِل بينهم بسور له باب, باطنه مما يلي
المؤمنين فيه الرحمة, وظاهره مما
يلي المنافقين من جهته العذاب.



يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ
مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ
فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ
وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ
حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ
بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)


ينادي المنافقون المؤمنين قائلين: ألم نكن
معكم في الدنيا, نؤدي شعائر الدين مثلكم؟
قال المؤمنون لهم: بلى قد كنتم معنا في الظاهر,
ولكنكم أهلكتم أنفسكم بالنفاق والمعاصي,
وتربصتم بالنبي الموت وبالمؤمنين الدوائر,
وشككتم في البعث بعد الموت, وخدعتكم أمانيكم
الباطلة, وبقيتم ع
لى ذلك حتى جاءكم الموت وخدعكم
بالله الشيطان.




فَالْيَوْمَ لا
يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ
الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ
هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
(15)


فاليوم لا يُقبل
من أحد منكم أيها المنافقون عوض؛ ليفتدي
به من عذاب الله, ولا من الذين كفروا بالله
ورسوله, مصيركم جميعًا ال
نار, هي أولى بكم من كل منزل,
وبئس المصير هي.




أَلَمْ يَأْنِ
لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ
وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ
(16)


ألم يحن الوقت للذين
صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه,
أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن,
ولا يكونوا في قسوة القلوب كالذين أوتوا
الكتاب من قبلهم- من اليهود والنصارى- الذين
طال عليهم الزمان فبدَّلوا كلام الله, فق
ست قلوبهم, وكثير منهم خارجون
عن طاعة الله؟ وفي الآية الحث على الرقة
والخشوع لله سبحانه عند سماع ما أنزله من
الكتاب والحكمة, والحذر من التشبه باليهود
والنصارى, في قسوة قلوبهم, وخروجهم عن طاعة
الله.




اعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)


اعلموا أن الله
سبحانه وتعالى يحيي الأرض بالمطر بعد موتها,
فتُخرِج النبات, فكذلك الله قادر على إحياء
الموتى يوم القيامة, وهو القادر على تليين
القلوب بعد قسوتها. قد بينَّا لكم دلائل
قدرتنا؛ لعلكم تع
قلونها فتتعظوا.



إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ
وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ
قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ
أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)


إن المتصدتقين
من أموالهم والمتصدقات, وأنفقوا في سبيل
الله نفقات طيبة بها نفوسهم؛ ابتغاء وجه
الله تعالى, يضاعف لهم
ثواب ذلك, ولهم فوق ذلك ثواب
جزيل, وهو الجنة.




وَالَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ
الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ
رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِي
مِ (19)

والذين آمنوا بالله
ورسله ولم يفرِّقوا بين أحد منهم, أولئك
هم الصديقون الذين كمُل تصديقهم بما جاءت
به الرسل، اعتقادًا وقولا وعملا، والشهداء
عند ربهم لهم ثوابهم الجزيل عند الله, ونورهم
العظيم يوم القيامة, والذين كفروا وكذَّبوا
بأدلتنا وحججنا أولئك أص
حاب الجحيم, فلا أجر لهم, ولا
نور.




اعْلَمُوا أَنَّمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ
فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ
غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ
ي
َكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ
عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ
وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)


اعلموا -أيها الناس-
أنما الحياة الدنيا لعب ولهو, تلعب بها
الأبدان وتلهو بها القلوب, وزينة تتزينون
بها, وتفاخر ب
ينكم بمتاعها, وتكاثر بالعدد
في الأموال والأولاد, مثلها كمثل مطر أعجب
الزُّرَّاع نباته, ثم يهيج هذا النبات فييبس,
فتراه مصفرًا بعد خضرته, ثم يكون فُتاتًا
يابسًا متهشمًا, وفي الآخرة عذاب شديد للكفار
ومغفرة من الله ورضوان لأهل الإيمان. وما
الحياة الدنيا لمن ع
مل لها ناسيًا آخرته إلا متاع
الغرور.




سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَ
ظِيمِ (21)

سابقوا -أيها الناس-
في السعي إلى أسباب المغفرة من التوبة النصوح
والابتعاد عن المعاصي؛ لِتُجْزَوْا مغفرة
من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض,
وهي مُعَدَّة للذين وحَّدوا الله واتَّبَعوا
رسله, ذلك فضل الله الذي يؤتيه مَن يشاء
مِن خلقه, فالجنة لا
تُنال إلا برحمة الله وفضله,
والعمل الصالح. والله ذو الفضل العظيم على
عباده المؤمنين.




مَا أَصَابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا
إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)


ما أصابكم- أيها
الن
اس- من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم من الأمراض والجوع والأسقام إلا
هو مكتوب في اللوح المحفوظ من قبل أن تُخْلَق
الخليقة. إن ذلك على الله تعالى يسير.




لِكَيْلا تَأْسَوْا
عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ
فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ
يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ (24)


لكي لا تحزنوا على
ما فاتكم من الدنيا, ولا تفرحوا بما آتاكم
فرحَ بطر وأشر. والله لا يحب كل متكبر بما
أوتي من الدنيا فخور
به على غيره. هؤلاء المتكبرون
هم الذين يبخلون بمالهم, ولا ينفقونه في
سبيل الله, ويأمرون الناس بالبخل بتحسينه
لهم. ومن يتولَّ عن طاعة الله لا يضر إلا
نفسه, ولن يضر الله شيئًا, فإن الله هو الغني
عن خلقه, الحميد الذي له كل وصف حسن كامل,
وفعل جميل يستحق أن يحمد
عليه.



لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا
مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ
النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
وَرُسُلَهُ بِالْغَ
يْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ
عَزِيزٌ (25)


لقد أرسلنا رسلنا
بالحجج الواضحات, وأنزلنا معهم الكتاب
بالأحكام والشرائع, وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل
الناس بينهم بالعدل, وأنزلنا لهم الحديد,
فيه قوة شديدة, ومنافع للناس متعددة, وليعلم
الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دين
ه ورسله بالغيب. إن الله قوي
لا يُقْهَر, عزيز لا يغالَب.




وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي
ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ
فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
فَاسِقُونَ (26)


ولقد أرسلنا نوحًا
وإبراهيم إلى قومهما, وجع
لنا في ذريتهما النبوة والكتب
المنزلة, فمِن ذريتهما مهتدٍ إلى الحق,
وكثير منهم خارجون عن طاعة الله.




ثُمَّ قَفَّيْنَا
عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ
الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ رَ
أْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً
ابْتَدَعُوهَامَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ
إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ
فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)


ثم أتبعنا على آثار
نوح وإ
براهيم برسلنا الذين أرسلناهم
بالبينات, وقفَّينا بعيسى بن مريم, وآتيناه
الإنجيل, وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه على
دينه لينًا وشفقة, فكانوا متوادِّين فيما
بينهم, وابتدعوا رهبانية بالغلوِّ في العبادة
ما فرضناها عليهم, بل هم الذين التزموا
بها من تلقاء أنفسهم, ق
َصْدُهم بذلك رضا الله, فما قاموا
بها حق القيام، فآتينا الذين آمنوا منهم
بالله ورسله أجرهم حسب إيمانهم, وكثير منهم
خارجون عن طاعة الله مكذبون بنيه محمد صلى
الله عليه وسلم.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِ
فْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)


يا أيها الذين آمنوا,
امتثلوا أوامر الله واجتنبوا نواهيه وآمنوا
برسوله, يؤتكم ضعفين من رحمته, ويجعل لكم
نورًا تهتدون به, ويغفر لكم ذنوبكم, والل
ه غفور لعباده, رحيم بهم.



لأَلاَّ يَعْلَمَ
أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ
عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ
الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
(29)


أعطاكم الله تعالى
ذلك كله؛ ليعلم أهل الكتاب ال
ذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله
عليه وسلم، أنهم لا يقدرون على شيء مِن
فضل الله يكسبونه لأنفسهم أو يمنحونه لغيرهم,
وأن الفضل كله بيد الله وحده يؤتيه مَن
يشاء من عباده, والله ذو الفضل العظيم على
خلقه.










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:08 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





58- سورة المجادلة





قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)


قد سمع الله قول
خولة بنت ثعلبة التي تراجعت في شأن زوجها
أوس بن الصامت, وفيما صدر عنه في حقها من
الظِّهار، وهو
قوله لها: "أنت عليَّ كظهر
أمي"، أي: في حرمة النكاح، وهي تتضرع
إلى الله تعالى; لتفريج كربتها، والله يسمع
تخاطبكما ومراجعتكما. إن الله سميع لكل
قول، بصير بكل شيء، لا تخفى عليه خافية.




الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ
مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ
إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ
اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ
مُنْكَراً مِنْ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ
اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)


الذين يُظاهرون
منكم من نسائهم، فيقول الرجل منهم لزوجته:
"أنت عليَّ كظهر أمي" -أي في حرمة النكاح-
قد عصوا الل
ه وخالفوا الشرع، ونساؤهم لَسْنَ
في الحقيقة أمهاتهم, إنما هن زوجاتهم, ما
أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. وإن هؤلاء المظاهِرين
ليقولون قولا كاذبًا فظيعًا لا تُعرف صحته.
وإن الله لعفو غفور عمَّن صدر منه بعض المخالفات،
فتداركها بالتوبة النصوح.




وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ
رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا
ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)


والذين يحرِّمون
نساءهم على أنفسهم بالمظاهَرة منهن, ثم
يرجعون عن قولهم ويعزمون على وطء ن
سائهم، فعلى الزوج المظاهِر-
والحالة هذه- كفارة التحريم، وهي عتق رقبة
مؤمنة عبد أو أمة قبل أن يطأ زوجته التي
ظاهر منها، ذلكم هو حكم الله فيمن ظاهر
مِن زوجته توعظون به، أيها المؤمنون; لكي
لا تقعوا في الظهار وقول الزور، وتُكَفِّروا
إن وقعتم فيه، ولكي لا تعودو
ا إليه، والله لا يخفى عليه شيء
من أعمالكم، وهو مجازيكم عليها.




فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً
ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتِلْكَ ح
ُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ
عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)


فمن لم يجد رقبة
يُعتقها، فالواجب عليه صيام شهرين متتاليين
من قبل أن يطأ زوجه, فمن لم يستطع صيام الشهرين
لعذر شرعي, فعليه أن يطعم ستين مسكينًا
ما يشبعهم، ذلك الذي بينَّاه لكم من أحكام
الظهار; من أجل أن تصد
ِّقوا بالله وتتبعوا رسوله وتعملوا
بما شرعه الله, وتتركوا ما كنتم عليه في
جاهليتكم, وتلك الأحكام المذكورة هي أوامر
الله وحدوده فلا تتجاوزوها, وللجاحدين
بها عذاب موجع.




إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا
كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَب
ْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ
مُهِينٌ (5)


إن الذين يشاقون
الله ورسوله ويخالفون أمرهما خُذِلوا وأُهينوا،
كما خُذِل الذين من قبلهم من الأمم الذين
حادُّوا الله ورسله, وقد أنزلنا آيات واضحات
الحُجَّة تدل على أن شرع الله
وحدوده حق، ولجاحدي تلك الآيات
عذاب مُذلٌّ في جهنم.




يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ
اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا
عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(6)


واذكر -أيها الرسول-
يوم القيامة, يوم يحيي الله الموتى جميعًا,
ويجم
ع الأولين والآخرين في صعيد
واحد، فيخبرهم بما عملوا من خير وشر، أحصاه
الله وكتبه في اللوح المحفوظ، وحفظه عليهم
في صحائف أعمالهم، وهم قد نسوه. والله على
كل شيء شهيد، لا يخفى عليه شيء.




أَلَمْ تَرَى أَنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى
ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا
خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا
أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ
هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ
يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)

ألم تعلم أن الله
تعالى يعلم كل شيء في السموات والأرض؟ ما
يتناجى ثلاثة مِن خلقه بحديث سرٍّ إلا هو
رابعهم بعلمه وإحاطته, ولا خمسة إلا هو
سادسهم، ولا أقلُّ من هذه الأعداد المذكورة
ولا أكثرُ منها إلا هو معهم بعلمه في أيِّ
مكان كانوا, لا يخفى
عليه شيء من أمرهم, ثم يخبرهم
تعالى يوم القيامة بما عملوا من خير وشر
ويجازيهم عليه. إن الله بكل شيء عليم.




أَلَمْ تَرَى إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ
يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ
بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ
الرّ
َسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ
بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ
فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا
اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ
يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (Cool


ألم تر -أيها الرسول-
إلى اليهود الذين نُهوا عن الحديث سرًّ
ا بما يثير الشك في نفوس المؤمنين,
ثم يرجعون إلى ما نُهوا عنه، ويتحدثون سرًّا
بما هو إثم وعدوان ومخالفة لأمر الرسول؟
وإذا جاءك -أيها الرسول- هؤلاء اليهود لأمر
من الأمور حيَّوك بغير التحية التي جعلها
الله لك تحية، فقالوا: (السام عليك) أي: الموت
لك, ويقولون ف
يما بينهم: هلا يعاقبنا الله
بما نقول لمحمد إن كان رسولا حقًا, تكفيهم
جهنم يدخلونها, ويقاسون حرها، فبئس المرجع
هي.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا
بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ
الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِر
ِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
(9)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا تحدثتم فيما
بينكم سرًا، فلا تتحدثوا بما فيه إثم من
القول، أو بما هو عدوان على غيركم, أو مخالفة
لأمر الرسول، وتحدثوا بما فيه خير وطاعة
وإ
حسان، وخافوا الله بامتثالكم
أوامره واجتنابكم نواهيه، فإليه وحده مرجعكم
بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم,
وسيجازيكم بها.




إِنَّمَا النَّجْوَى
مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً
إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَل
َى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ
الْمُؤْمِنُونَ (10)


إنما التحدث خفية
بالإثم والعدوان من وسوسة للشيطان، فهو
المزيِّن لها, والحامل عليها; ليُدْخِل
الحزن على قلوب المؤمنين، وليس ذلك بمؤذي
المؤمنين شيئًا إلا بمشيئة الله تعالى
وإرادته. وعلى الله وحده فليعتمد المؤمنو
ن به.



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا
فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ
اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا
فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)

يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا طُلب منكم
أن يوسع بعضكم لبعض المجالس فأوسعوا، يوسع
الله عليكم في الدنيا والآخرة، وإذا طلب
منكم- أيها المؤمنون- أن تقوموا من مجالسكم
لأمر من الأمور التي يكون فيها خير لكم
فقوموا،
يرفع الله مكانة المؤمنين المخلصين
منكم، ويرفع مكانة أهل العلم درجات كثيرة
في الثواب ومراتب الرضوان, والله تعالى
خبير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها, وهو
مجازيكم عليها. وفي الآية تنويه بمكانة
العلماء وفضلهم، ورفع درجاتهم.




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِ
ذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ
فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ
صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا أردتم أن
تُكلِّموا رسول الله صلى الله عل
يه وسلم سرًّا بينكم وبينه،
فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة, ذلك
خير لكم لما فيه من الثواب, وأزكى لقلوبكم
من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به
فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين,
رحيم بهم.




أَأَشْفَقْتُمْ
أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَا
كُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ
تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)


أخشيتم الفقر إذا
قدَّمتم صدقة قبل مناجاتكم رسول الله؟
فإذْ لم تفعلوا ما أُمرت
م به، وتاب الله عليكم, ورخَّص
لكم في ألا تفعلوه، فاثبتوا وداوموا على
إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله
ورسوله في كل ما أُمرتم به, والله سبحانه
خبير بأعمالكم, ومجازيكم عليها.




أَلَمْ تَرَى إِلَى
الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا
هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ
وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ (14)


ألم تر إلى المنافقين
الذين اتخذوا اليهود أصدقاء ووالوهم؟ والمنافقون
في الحقيقة ليسوا من المسلمين ولا من اليهود،
ويحلفون كذبًا أنهم مسلمون، وأنك رسول
الله, وهم يعلمون أنهم كا
ذبون فيما حلفوا عليه.



أَعَدَّ اللَّهُ
لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)


أعدَّ الله لهؤلاء
المنافقين عذابًا بالغ الشدة والألم, إنهم
ساء ما كانوا يعملون من النفاق والحلف على
الكذب.




اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ
جُنَّةً فَصَ
دُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)


اتخذ المنافقون
أيمانهم الكاذبة وقاية لهم من القتل بسبب
كفرهم, ولمنع المسلمين عن قتالهم وأخذ أموالهم,
فبسبب ذلك صدُّوا أنفسهم وغيرهم عن سبيل
الله وهو الإسلام، فلهم عذاب مُذلٌّ في
النار؛ لاستكبارهم عن
الإيمان بالله ورسوله وصدِّهم
عن سبيله.




لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ
وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ (17)


لن تدفع عن المنافقين
أموالهم ولا أولادهم مِن عذاب الله شيئًا،
أولئك أهل النار يدخ
لونها فيبقون فيها أبدا, لا يخرجون
منها. وهذا الجزاء يعم كلَّ من صدَّ عن دين
الله بقوله أو فعله.




يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ
جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ
لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى
شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ
(18)


يوم القيامة يبعث الله المنافقين
جميعًا من قبورهم أحياء, فيحلفون له أنهم
كانوا مؤمنين، كما كانوا يحلفون لكم- أيها
المؤمنون- في الدنيا, ويعتقدون أن ذلك ينفعهم
عند الله كما كان ينفعهم في الدنيا عند
المسلمين, ألا إنهم هم البالغون في الكذب
حدًا لم يبلغه غيرهم.




اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ
الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ
أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا
إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ
(19)


غلب عليهم الشيطان،
واستولى عليهم, حتى تركوا أوامر الله والعمل
بطاعته, أولئك حزب الشيطان وأتباعه. ألا
إن
حزب الشيطان هم الخاسرون في
الدنيا والآخرة.




إِنَّ الَّذِينَ
يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ
فِي الأَذَلِّينَ (20)


إن الذين يخالفون
أمر الله ورسوله، أولئك من جملة الأذلاء
المغلوبين المهانين في الدنيا والآخرة.




كَتَبَ اللَّهُ
لأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ
عَزِيزٌ (21)


كتب الله في اللوح
المحفوظ وحَكَم بأن النصرة له ولكتابه
ورسله وعباده المؤمنين. إن الله سبحانه
قوي لا يعجزه شيء, عزيز على خلقه.




لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا ر
َضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا
إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ
(22)


لا تجد -أيها الرسول-
قومًا يصدِّقون بالله واليوم الآخر، ويعملون
بما شرع الله لهم, يحبون ويوالون مَن عادى
الله ورسوله وخالف أمرهما, ولو كانوا
آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم
أو أقرباءهم، أولئك الموالون في الله والمعادون
فيه ثَبَّتَ في قلوبهم الإيمان, وقوَّاهم
بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، ويدخلهم
في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار,
ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، أحلَّ
الله عليه
م رضوانه فلا يسخط عليهم, ورضوا
عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات,
أولئك حزب الله وأولياؤه, وأولئك هم الفائزون
بسعادة الدنيا والآخرة.


\
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

 التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)    التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر) I_icon_minitimeالخميس مارس 14, 2013 11:13 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



59- سورة الحشر





سَبَّحَ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (1)


نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ
ما في السموات وما في الأرض, وهو العزيز
الذي لا يغالَب, الحكيم في قَدَره وتدبيره
وصنعه وتشريعه, يضع الأمور في مواضعها.




هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ
مَا ظ
َنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ
مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ
حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِ
ي الأَبْصَارِ (2)

هو- سبحانه- الذي
أخرج الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه
وسلم، من أهل الكتاب, وهم يهود بني النضير,
من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول
"المدينة", وذلك أول إخراج لهم من "جزيرة
العرب" إلى "الشام", ما ظننتم- أيها
المسلمون - أن يخرجوا من
ديارهم بهذا الذل والهوان; لشدة
بأسهم وقوة منعتهم, وظن اليهود أن حصونهم
تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد,
فأتاهم الله من حيث لم يخطر لهم ببال, وألقى
في قلوبهم الخوف والفزع الشديد, يُخْربون
بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين, فاتعظوا
يا أصحاب البصائر السليم
ة والعقول الراجحة بما جرى لهم.



وَلَوْلا أَنْ
كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلاءَ
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ
فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)


ولولا أن كتب الله
عليهم الخروج مِن ديارهم وقضاه, لَعذَّبهم
في الدنيا بالقتل والسبي, ولهم في الآخرة
ع
ذاب النار.



ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ
يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (4)


ذلك- الذي أصاب
اليهود في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة-
لأنهم خالفوا أمر الله وأمر رسوله أشدَّ
المخالفة, وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما
, ومن يخالف الله ورسوله فإن
الله شديد العقاب له.




مَا قَطَعْتُمْ
مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً
عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ
وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)


ما قطعتم -أيها
المؤمنون- من نخلة أو تركتموها قائمة على
ساقها, من غير أن تتعرضوا
لها, فبإذن الله وأمره؛ وليُذلَّ
بذلك الخارجين عن طاعته المخالفين أمره
ونهيه, حيث سلَّطكم على قطع نخيلهم وتحريقها.




وَمَا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا
أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا
رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ
رُسُلَهُ عَل
َى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)


وما أفاءه الله
على رسوله من أموال يهود بني النضير, فلم
تركبوا لتحصيله خيلا ولا إبلا ولكن الله
يسلِّط رسله على مَن يشاء مِن أعدائه, فيستسلمون
لهم بلا قتال, والفيء ما أُخذ من أموال الكفار
بحق من غير قت
ال. والله على كل شيء قدير لا
يعجزه شيء.




مَا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ
الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاك
ُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
(7)


ما أفاءه الله على
رسوله من أموال مشركي أهل القرى من غير
ركوب خيل ولا إبل فلله ولرسوله, يُصْرف
في مصالح المسلمين العامة, ولذي قرابة رسول
الله
صلى الله عليه وسلم، واليتامى,
وهم الأطفال الفقراء الذين مات آباؤهم,
والمساكين, وهم أهل الحاجة والفقر, وابن
السبيل, وهو الغريب المسافر الذي نَفِدت
نفقته وانقطع عنه ماله؛ وذلك حتى لا يكون
المال ملكًا متداولا بين الأغنياء وحدهم,
ويحرم منه الفقراء والمساكين.
وما أعطاكم الرسول من مال, أو
شرعه لكم مِن شرع, فخذوه, وما نهاكم عن أَخْذه
أو فِعْله فانتهوا عنه, واتقوا الله بامتثال
أوامره وترك نواهيه. إن الله شديد العقاب
لمن عصاه وخالف أمره ونهيه. والآية أصل
في وجوب العمل بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرًا.




لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ
هُمْ الصَّادِقُونَ (Cool


وكذلك يُعطى من
المال الذي أفاءه الله على رسوله الفقراء
المهاجرون, الذين
اضطرهم كفار "مكة" إلى
الخروج من ديارهم وأموالهم يطلبون من الله
أن يتفضل عليهم بالرزق في الدنيا والرضوان
في الآخرة, وينصرون دين الله ورسوله بالجهاد
في سبيل الله, أولئك هم الصادقون الذين
صدَّقوا قولهم بفعلهم.




وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا
الدَّارَ وَالإِيمَانَ
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ
مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ
فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ
كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ
(9)


والذين استوطنوا
"المدين
ة", وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين
-وهم الأنصار- يحبون المهاجرين, ويواسونهم
بأموالهم, ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم
مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره, ويُقَدِّمون
المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم, ولو
كان بهم حاجة وفقر, ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ
الفضل من المال
فأولئك هم الفائزون الذين فازوا
بمطلوبهم.




وَالَّذِينَ جَاءُوا
مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)


والذين جاؤوا من
المؤمنين من بعد الأنصار والمهاجرين الأولين
يقولون: ربنا اغفر لنا ذنوبنا, واغفر لإخواننا
في الدين الذين سبقونا بالإيمان, ولا تجعل
في قلوبنا حسدًا وحقدًا لأحد من أهل الإيمان,
ربنا إنك رؤوف بعبادك, رحيم بهم. وفي الآية
دلالة على أنه ينبغي للمس
لم أن يذكر سلفه بخير, ويدعو
لهم, وأن يحب صحابة رسول الله, صلى الله
عليه وسلم، ويذكرهم بخير, ويترضى عنهم.




أَلَمْ تَرى إِلَى
الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ
وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً
أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
(11)


ألم تنظر إلى المنافقين,
يقولون لإخوانهم في الكفر من يهود بني النضير:
لئن أخرجكم محمد ومَن معه مِن منازلكم لنخرجن
معكم, ولا نطيع فيكم أح
دًا أبدًا سألَنا خِذْلانكم
أو ترك الخروج معكم, ولئن قاتلوكم لنعاوننكم
عليهم؟ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
فيما وعدوا به يهود بني النضير.




لَئِنْ أُخْرِجُوا
لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا
لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ
لَيُوَلُّنَّ
الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ
(12)


لئن أُخرج اليهود
من "المدينة" لا يخرج المنافقون معهم,
ولئن قوتلوا لا يقاتلون معهم كما وَعَدوا,
ولئن قاتلوا معهم ليولُنَّ الأدبار فرارًا
منهزمين, ثم لا ينصرهم الله, بل يخذلهم,
ويُذِلُّهم.




لأَنْتُمْ أَشَدُّ
رَهْبَةً فِ
ي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ
(13)


لَخوفُ المنافقين
وخشيتهم إياكم- أيها المؤمنون- أعظم وأشد
في صدورهم من خوفهم وخشيتهم من الله؛ وذلك
بسبب أنهم قوم لا يفقهون عظمة الله والإيمان
به, ولا يرهبون عقابه.




لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى
مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ
بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ
جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (14)


لا يواجهكم اليهود
بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار
والخنادق, أو م
ن خلف الحيطان, عداوتهم فيما
بينهم شديدة, تظن أنهم مجتمعون على كلمة
واحدة, ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم
قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.




كَمَثَلِ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ
أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(15)


مثل هؤلاء اليهود فيما حلَّ بهم
من عقوبة الله كمثل كفار قريش يوم "بدر",
ويهود بني قينقاع, حيث ذاقوا سوء عاقبة
كفرهم وعداوتهم لرسول الله صلى الله عليه
وسلم في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب أليم
موجع.




كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ
إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّ
ا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ
مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
(16)


ومثل هؤلاء المنافقين
في إغراء اليهود على القتال ووَعْدهم بالنصر
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمثل
الشيطان حين زيَّن للإنسان الكفر ودعاه
إليه, فلما كفر قال: إني بريء م
نك, إني أخاف الله رب الخلق أجمعين.



فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا
أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ
فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
(17)


فكان عاقبة أمر
الشيطان والإنسان الذي أطاعه فكفر, أنهما
في النار, ماكثَيْن فيها أبدًا, وذلك جزاء
المعتدين المتجاوزين ح
دود الله.



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ
نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(18)


يا أيها الذين صدَّقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه, خافوا الله,
واحذروا عقابه بفعل ما أمركم به
وترك ما نهاكم عنه, ولتتدبر كل
نفس ما قدمت من الأعمال ليوم القيامة, وخافوا
الله في كل ما تأتون وما تَذَرون, إن الله
سبحانه خبير بما تعملون, لا يخفى عليه شيء
من أعمالكم, وهو مجازيكم عليها.




وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ
أَنْفُسَهُم
ْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ
(19)


ولا تكونوا- أيها
المؤمنون- كالذين تركوا أداء حق الله الذي
أوجبه عليهم, فأنساهم بسبب ذلك حظوظ أنفسهم
من الخيرات التي تنجيهم من عذاب يوم القيامة,
أولئك هم الموصوفون بالفسق, الخارجون عن
طاعة الله طاعة ورسوله.




لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ
الْفَائِزُونَ (20)


لا يستوي أصحاب
النار المعذَّبون, وأصحاب الجنة المنعَّمون,
أصحاب الجنة هم الظافرون بكل مطلوب, الناجون
من كل مكروه.




لَوْ أَنْزَلْنَا
هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَ
أَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(21)


لو أنزلنا هذا القرآن
على جبل من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد
ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته
وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا
من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال
نضربها, ونوضحها للناس ؛ لعلهم يتفكرون
في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر
القرآن, وتفهم معانيه, والعمل به.




هُوَ اللَّهُ الَّذِي
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
(2
2)

هو الله سبحانه
وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه, عالم
السر والعلن, يعلم ما غاب وما حضر, هو الرحمن
الذي وسعت رحمته كل شيء, الرحيم بأهل الإيمان
به.




هُوَ اللَّهُ الَّذِي
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
ا
لْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(23)


هو الله المعبود
بحق, الذي لا إله إلا هو, الملك لجميع الأشياء,
المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة, المنزَّه
عن كل نقص, الذي سلِم من كل عيب, المصدِّق
رسله وأنبياءه بما ترسلهم به م
ن الآيات البينات, الرقيب على
كل خلقه في أعمالهم, العزيز الذي لا يغالَب,
الجبار الذي قهر جميع العباد, وأذعن له
سائر الخلق, المتكبِّر الذي له الكبرياء
والعظمة. تنزَّه الله تعالى عن كل ما يشركونه
به في عبادته.




هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ ْبِ (24)


هو الله سبحانه
وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ
الموجد لهم على مقتضى حكمته, المصوِّر خلقه
كيف يشاء, له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات
العلى, يسبِّح له جميع ما في
السموات والأرض, وهو العزيز شديد الانتقام
مِن أعدائه, الحكيم في تدبيره أمور خلقه.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النجم/القمر/الرحمن/الواقعة/الحديد/الجادلة/الحشر)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الأحزاب /سبأ/فاطر/يٌس/الصًافات/صً*)
» التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة المؤمنون/النور/الفرقان/الشعراء*)
» التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة النمل/القصص/العنكبوت/الروم/لقمان/السجدة*)
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الزمر/غافر/فصلت/الشورى/الزخرف/الدخان)
»  التفسير الميسر للقرآن الكريم (تفسير سورة الجاثية/الأحقاف/محمد/الفتح/الحجرات/ق/الذاريات/الطور)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: التفسير-
انتقل الى: