منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:09 am


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة**

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 1220132120594

حلقات يكتبها: محمد البـاز
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 1
نقلاً عن اليوم السابع
*****************

قبل أن تقرأ

لم يكشف الفريق أول عبدالفتاح السيسى عن كل ما جرى بينه وبين الرئيس المعزول محمد مرسى، فى مناسبات محددة وفى توقيتات أشد تحديدا، أفرج عن بعض الأسرار التى رأى أنها يمكن أن تدعم وجهة نظره وتؤيد موقفه فى تأييد ومساندة الثورة المصرية، وهى المساندة التى كانت قدرا أكثر منها مجرد قرار.

فى المقابل لم يفصح محمد مرسى عن شىء، المعزول السجين فى الغالب يهذى فى محبسه، يردد كلاما كثيرا ومعادا ومكررا عن الشرعية وعن كونه الرئيس المنتخب -هذا على سبيل الاحتمال الذى تسنده تقارير صحفية عديدة يتم من خلالها تسريبات لبعض ما يفعله الرجل فى عزلته الإجبارية- ولذلك فلن نجد منسوبا له شيئا يمكن أن نقرأ على ضوئه ما خفى فى العلاقة بينه وبين وزير دفاعه.

لكن ورغم ذلك فلدينا من المعلومات والوقائع ما يجعلنا ننسج -بما يقترب من الدقة- خيوط العلاقة التى ربطت بين الرجلين، وهى خيوط بدأت فى التشكل على مهل وبحذر شديد بعد ثورة يناير 2011، وانتهت تماما قبل ساعات من ثورة يونيو 2013.

شهور معدودة هى عمر علاقة السيسى بمحمد مرسى.. وهى العلاقة التى أعتقد أنه من المفيد توصيفها فى ثنائية واضحة، ومبررات التوصيف ودوافعه وأسبابه سأتركها لك.. يمكن أن تكتشفها بسهولة فى سياق سرد ما جرى بينهما ليس فى الاجتماعات العامة فقط، ولكن فيما جرى من لقاءات لم يطلع عليها الكثيرون.. وأصبح كثير من أطرافها متوفرا بين أيدينا الآن.

التوصيف صاغته النهاية، فالبدايات كانت ملتبسة ومراوغة.. أما النهاية التى كان عنوانها «عزل رئيس منتخب استجابة لثورة من انتخبوه بعد عام واحد من حكمه».. فهى تشير إلى أننا أمام «داهية» فى مواجهة «هلفوت».

الداهية نعرفه، أعماله تدل عليه.. ليس فى حاجة إلى إضافة شىء إليه حتى يتأكد لنا دهاؤه وإخراجه للمشهد على الوجه الذى يريده.. وهو داهية من نوع خاص، فارق هائل بين رقة حديثه ونعومة ألفاظه والهدوء الساكن بين عينيه، وما يقوم به ويقف وراءه من أحداث من شأنها إعادة تشكيل وجه مصر من جديد.. فأنى لرجل يسير بين الناس ويتحدث معهم بعذوبة شديدة، يكون هو نفسه من يجمع بين يديه كل الخيوط ويدير الأمور بصلابة وقوة وعنفوان قائد عسكرى لا يرحم.

أما الهلفوت فيحتاج إلى بعض الرتوش التى نضعها بين يديه.

كلمة الهلفوت فى الأساس لها أصل فرعونى.. مكونة من مقطعين، الأول «هال» ومعناها النصاب، والثانى «فوت» ومعناها يهرب.. وعلى الإجمال يكون الهلفوت بالفرعونى هو النصاب الذى يسرق ويهرب.. وأعتقد أن محمد مرسى يعبر عن هذا المعنى جيدا، فقد احتال هو وجماعته للفوز بالانتخابات الرئاسية، وبعدها قرر أن يخطف مصر كلها لتكون فى خدمة جماعته.. لكن الله سلم، فقد خرج من يقطع عليه طريقه قبل أن يحكم سيطرته على كل شىء.

مضى الهلفوت عبر العصور، فتعامل معه الرومان على أنه من القوادين وتجار الرقيق، ونظر له العرب على أنه من الغجر والشحاذين، ولما أصبح الإنسان يستمد قيمته من لقبه فى عهد محمد على وأسرته، فهذا باشا وهذا بك وهذا أفندى.. أصبح من لا صفة اجتماعية له مجرد هلفوت.

فى الذهنية الشعبية المصرية وبعيدا عن كل هذه المعانى، يستقر الهلفوت على أنه الرجل التافه الذى بلا قيمة، وهى أمور تحددها الأفعال.. ويترجمها محمد مرسى الذى كان مجرد تابع فى جماعة الإخوان، نفخوا فيه من أرواحهم ليكون رئيسا -هؤلاء الذين قال قائلهم يوما: «لو رشحنا كلبا ميتا لانتخبه الناس»- ليس لأنه الأكفأ ولا الأفضل، ولكن لأنه الأكثر قابلية للسيطرة وطاعة الأوامر وعدم المناقشة.. وحتى نهايته -التى يريد أتباعه الإشارة إليها على أنها بعض من آيات البطولة، فهو لا يزال صامدا- تشير إلى أنه ليس إلا تافها وبلا قيمة.

فبالله عليكم كيف لرجل أصبح رئيسا لدولة كبيرة مثل مصر وبالانتخاب ووراءه جماعة ضخمة تدعمه.. أن تنزع منه هذه الدولة فى أقل من ثلاث دقائق، هى تقريبا الفترة التى استغرقها بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو 2013 الذى استجاب فيه لهتاف الملايين برحيل الرئيس الإخوانى وخلص به مصر والمصريين من مرسى ورفاقه.

قد تقول إن نتيجة المواجهة محسومة.. فأنت تضعها بين ثنائية «الداهية والهلفوت».. وعليه فليس من العدل أن نقيم مباراة بينهما.. لكن ماذا نفعل ودراما العلاقة بين السيسى ومرسى تفرض نفسها علينا.. دراما بدأت بما يمكن أن نسميه الإعجاب والارتياح وانتهت بالصدام العنيف الذى لم يبق وراءه شيئا ولم يذر.. دراما تسجل من بين ما تسجل جزءا مهما من تاريخ مصر.

تحت السطح كثير مما لا نعرفه.. وأعتقد أنه من حقنا أن نعرف.. على الأقل حتى نفهم بعضا مما جرى.. نعرف لماذا يصر مرسى وجماعته وإخوانه على أن ما حدث انقلاب؟.. ولماذا

يصر الشعب والجيش فى المواجهة على أن ما جرى كان ثورة حقيقية؟
فى هذه الحلقات بعض من الإجابة.

إذا بحثت عن أكثر خمسة فى مصر يعرفون الإخوان المسلمين جيدا فسيكون السيسى واحدا منهم، وإذا بحثت عن أكثر ثلاثة يعرفون الجماعة جيدا فى مصر فسيكون السيسى واحدا منهم، وإذا بحثت عن أكثر من يعرف أبناء حسن البنا وما يريدون وما يخططون له فى مصر فسيكون السيسى.

لا تضع هذا الكلام على هامش حالة الهوس الجماعى بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، فهو عن حقيقة لا يمكن أن يتجاهلها أحد، فلو لم يكن يعرفهم ويدرك ما يخططون له، لما حمل رأسه على كفيه وتحمل مسؤولية دعم ومساندة ثورة كان هدفها ليس إزاحة مرسى من حكم مصر فقط، ولكن إخراج الإخوان المسلمين من المشهد السياسى تماما.. ثورة فشلها لم يكن له سوى معنى واحد هو إعدامه وتعليق رقبته فى ميدان التحرير.

لكن كيف عرف الفريق السيسى جماعة الإخوان المسلمين؟

كيف تعرف تحديدا على صقور الجماعة الذين تولوا قيادتها فى الفترة التى أعقبت ثورة

يناير، وحتى خروج الجماعة برئيسها خروجا مذلا بثورة يونيو؟

عندما تخلى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير 2011، وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شؤون البلاد، لم يكن اللواء عبدالفتاح السيسى بعيدا عن قلب الحدث، صحيح أنه لم يكن وجها إعلاميا بارزا.. لكنه كان حاضرا حضورا بالغا من وراء الستار.

تقريبا لم يتحدث إلا مرة واحدة خلال الفترة الانتقالية عندما اعترف بإجراء فحوص كشف العذرية معللا ذلك بأنه لحماية رجال الجيش ولحماية من يتم القبض عليهن، وكانت هذه شجاعة نادرة منه، فقد اعترف بينما أنكر آخرون من رجال المجلس العسكرى.

وتقريبا لم يأت الإعلام على سيرته إلا مرة واحدة.. لكنها كانت صاخبة ومدوية، وذلك عندما وضع بعضهم اسمه فى جملة مفيدة متهما إياه بأنه رجل الإخوان المسلمين فى المجلس العسكرى، وهو ما لم يعلق عليه السيسى وقتها ولم يهتم به من الأساس.

البعد عن الضوء لم يكن معناه أنه بعيد عن التأثير، كان السيسى - المولود فى 19 نوفمبر 1954 - أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنا، لكنه كان أكثرهم أهمية، فطبيعى أن يكون رجل المعلومات الأول فى المجلس بوصفه مديرا للمخابرات الحربية هو من يحدد التوجهات والسيناريوهات وربما القرارات.. فهو من يعرف، ثم أنه كان يحظى بثقة المشير محمد حسين طنطاوى.. الذى كان قد عينه قبل ذلك رئيسا لفرع المعلومات والأمن بوزارة الدفاع.. وهو منصب بالمعايير الأمنية والعسكرية يعتبر الأهم داخل الوزارة.

تعرف السيسى على قيادات الإخوان الكبار - لم يكن مرسى من بينهم بالطبع - عن عمد، أما المعزول فقد تعرف عليه وزير الدفاع مصادفة، أو لنقل أن الأقدار وضعتهما وجها لوجه فى لحظة يمكن أن نؤرخ بها لمشوار امتد لما يقرب من العامين.

أما ما أقصده بالمعرفة عن عمد، فهى تخص معرفة عبدالفتاح السيسى بمحمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسجون فى طرة الآن ونائبه الأول خيرت الشاطر الذى يجاوره فى نفس السجن، فقد كان يستضيف بديع والشاطر فى مكتبه بمبنى المخابرات الحربية، وعقد معهما عدة اجتماعات بالفعل فى حضور المشير طنطاوى والفريق سامى عنان.. وهى الاجتماعات التى كانت تفرضها طبيعة الأزمات التى جمعت بين الإخوان والمجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية.

السؤال: لماذا كانت تعقد تلك الاجتماعات فى مكتب عبدالفتاح السيسى بمبنى المخابرات الحربية، ولا تعقد فى مكتب المشير طنطاوى أو مكتب الفريق عنان فى وزارة الدفاع.. ولماذا لم يحضرها من الأساس بقية أعضاء المجلس العسكرى، وهل كان هناك فى الأمر ما ينبغى إخفاؤه؟

والإجابة: أن اختيار مكتب عبدالفتاح السيسى لعقد هذه اللقاءات كان لسبب بسيط، وهو أن مدير المخابرات الحربية كان المكلف بإدارة ملف الجماعات الإسلامية ومن بينها الإخوان المسلمين بعد الثورة، وذلك بحكم نشاط الجهاز المعلوماتى وقدرته على متابعة نشاط هذه الجماعات التى تشظت وانتشرت بعد الثورة، ولم يكن أحد يعرف على وجه التحديد أولها من آخرها.

أما لماذا لم يحضر آخرون؟

فربما تكون هناك تفاهمات من نوع ما جرت فى هذه الاجتماعات، وإن كنت أرجح أنها كانت تفاهمات من أجل المرور بمصر من المرحلة الانتقالية بسلام، وكان طنطاوى وعنان مقتنعين بالفعل أن جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الأكثر تنظيما والأكثر قدرة على العمل، ولا أعتقد أن اللواء عبدالفتاح السيسى وقتها كان بعيدا عن هذا التصور، فكل الطرق كانت تؤدى إليه، خاصة أن المجلس العسكرى كان قد دعم الأحزاب الجديدة، وخاصة تلك التى أسسها شباب الثورة، ومن بينها حزب العدل الذى أسسه ورأسه مصطفى النجار، للدرجة التى كان المجلس العسكرى يدفع فيها تكلفة الإعلانات عن الحزب فى الصحف دعما له ومحاولة لتسويقه شعبيا، لكن فى النهاية لم يستطع أحد أن ينافس الإخوان المسلمين.

فى الاجتماعات التى كان الفريق السيسى يحضرها عندما كان مديرا للمخابرات سواء فى المجلس العسكرى، أو فى مكتبه مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كان يضع ما لديه من معلومات أمام الموجودين، ويشرح سيناريوهات التعامل مع المواقف، ثم يترك المجتمعين ليأخذوا هم القرار.. ويشهد له من يعرفه أن من بعض دهائه أنه كان دائما ما يعرض ما لديه من معلومات ويشرح ما يمتلكه من سيناريوهات بالطريقة التى تدفع المجتمعين إلى اتخاذ القرار الذى يريده هو، والذى حدده مسبقا.

كان الفريق السيسى سببا فى امتصاص كثير من غضب جماعة الإخوان وتوترها.
وأعتقد أن البداية كانت من هنا.

فى 15 إبريل 2012 كان المشير طنطاوى قد دعا إلى اجتماع يحضره ممثلو القوى السياسية المختلفة، وبحضور عدد من نواب مجلس الشعب المستقلين.. لمناقشة أزمة إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بعد حكم محكمة القضاء الإدارى الذى قضى بحل الجمعية.
فى الاجتماع كان محمد مرسى - ممثل حزب الحرية والعدالة - غاضبا، فالعواصف كانت تحيط بالعلاقة التى تربط بين المجلس العسكرى والإخوان، الجماعة تتهم المجلس أنه سيزور الانتخابات الرئاسية لمرشح ترضى عنه المؤسسة العسكرية، والمجلس يلوح بسيناريو 54 مرة أخرى، فى إشارة إلى الضربة القاسية التى وجهها عبدالناصر إلى الإخوان بعد تورطهم فى محاولة اغتياله الفاشلة بميدان المنشية فى الإسكندرية.

كان الصحفى والسياسى مصطفى بكرى نائب مجلس الشعب المستقل وقتها حاضرا هذا اللقاء، ولأنه كان يحظى خلال هذه المرحلة بثقة الجيش والإخوان على حد سواء - بعد ذلك انقلب الإخوان عليه كما يفعلون دائما - فقد طلب من المشير طنطاوى أن يجلس مع محمد مرسى والاستماع إلى وجهة نظره فى الخلاف بين المجلس والجماعة.

لم يستجب المشير لطلب بكرى لأنه كان مرتبطا بموعد مسبق، لكنه كلف ثلاثة من أعضاء المجلس العسكرى بالجلوس مع مرسى والاستماع منه، وكان من بين الثلاثة اللواء عبدالفتاح السيسى.
بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده
*******************************
**********************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:13 am


استمر هذا اللقاء ما يقرب من نصف ساعة، خرج بعدها محمد مرسى بانطباع جيد عن اللواء السيسى، لقد كان هناك توتر دائم فى العلاقة بين الجيش والإخوان، كان الصدام بينهما هو الأقرب من الاتفاق.. لكن مرسى وجد فى السيسى نمطا مختلفا، فهو يستمع جيدا لمن أمامه، لا يعلق إلا بكلمات قليلة، كما أنه يمنح من أمامه ثقة بأنه يصدق ما يقوله ويقتنع به.
محمد مرسى كان لديه رأى محدد فى السيسى، قاله لمصطفى بكرى فى اليوم التالى للقاء، فقد وجد فيه قائدا صاحب رؤية وفكر عميق.. كما أنه حريص على تجاوز الأزمات بين المجلس العسكرى والجماعة.

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يرى فيه السيسى محمد مرسى.. كان يراه بشكل عابر فى بعض الاجتماعات التى عقدت بين أعضاء المجلس العسكرى وقيادات الأحزاب والقوى السياسية، لكن كانت هذه هى المرة الأولى التى يجلس إليه مدة طويلة وبشكل مباشر.
الانطباع الأول كان مهما جدا، لقد اطمأن محمد مرسى للسيسى، ولأن رئيس حزب الحرية والعدالة كان قد تم الإعلان عن ترشحه للرئاسة كاحتياطى لخيرت الشاطر قبل هذا اللقاء بحوالى أسبوع واحد فقط - رشحته الجماعة للرئاسة فى 7 إبريل 2012 - فقد كان مهما أن يلتقيه السيسى ويقترب منه.. تحديدا بوصفه مديرا للمخابرات الحربية، والرجل المسؤول عن إعداد تقارير مفصلة عن مرشحى الرئاسة الذين أصبح محمد مرسى بالفعل واحدا منهم.

لم يكتف السيسى بالمعلومات المتوفرة عن محمد مرسى، ولكن قرر أن يلتقيه أكثر من مرة، وهو ما حدث بالفعل، فقد جمعت بينهما عدة لقاءات فى أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة فى مصر الجديدة، وهى الاجتماعات التى لم يكن الهدف منها الاتفاق على شىء محدد أو توصيل رسائل محددة، رغم أن محمد مرسى كان يستعد للمعركة الرئاسية، ولكنها كان لقاءات تم فيها اكتشاف كل من الرجلين للآخر.. وقد تكون هذه الاجتماعات تحديدا هى التى قادت محمد مرسى لاختيار السيسى وزيرا للدفاع بعد ذلك، فقد عرفه عن قرب، وهو الاختيار الذى ما كان ليتم له إلا بعد الرجوع لجماعته بالفعل.

كان محمد مرسى يعرف أن التعامل مع المؤسسة العسكرية فى حالة وصوله إلى السلطة لن يكون أمرا سهلا، فميراث الغضب الذى يجمع بين الجيش والجماعة ليس هينا، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، ولذلك كان من المهم الوصول إلى شخص تطمئن له الجماعة من بين أبناء المؤسسة العسكرية، لكنه فى الوقت نفسه يكون مناسبا للمواصفات التى تريدها الجماعة فى وزير الدفاع الجديد.

كان مرسى مثل السفينة التائهة، لكنه عندما عثر على الفريق السيسى شعر أنه وصل إلى الشاطئ الذى يريده، ولم يكن الحكم عشوائيا، ففى الوقت الذى كان السيسى مهتما بجمع أكبر قدر من المعلومات عن محمد مرسى، كان هناك من يجمع معلومات عن الفريق السيسى.

مؤكد أن انطباع مرسى الأول عن السيسى تبدل وتغير أكثر من مرة، فلم يكن هو الرجل الطيع الذى يريد أن يتجاوز الأزمات طول الوقت.. بل كان هو من أوقف عجلة التاريخ ليعيد تشكيلها من جديد، عندما وجد أن الأزمة التى تقف وراءها الجماعة لا يمكن التهاون معها، فهى أزمة تهدد هوية أمة ومستقبل شعب.

الآن بقيت الإشارة إلى انطباع السيسى عن محمد مرسى، رأى العسكرى المجرب أستاذ الجامعة الإخوانى مجرد رجل طيب، وهنا يمكن أن نركن إلى أن الانطباعات الأولى التى كونها السيسى عن مرسى دامت بالفعل، فهو لا يزال حتى الآن ينظر إلى المعزول على أنه مجرد رجل طيب تلاعبت به جماعته حتى أوردته موارد التهلكة.. لم يكن له من الأمر شىء لا فى أوله ولا فى آخره.

وعندما صعد مرسى إلى عرش مصر، ونادى فى قادة الجيش عندما استقبلوه ليسلموه السلطة فى معسكر الهايكستب أنه قائدهم الأعلى، كان السيسى يراقب وينتظر، كان يعرف أن هذا الذى جاء من صفوف الإخوان لن يهدأ حتى يعيد تشكيل القيادة العسكرية على عينه وبما يريده ويحتاجه هو.

فى الفترة التى قبل فيها محمد مرسى مشاركة طنطاوى وعنان له السلطة على مضض «30 يونيو - 12 أغسطس 2012»، اقترب أكثر من اللواء عبدالفتاح السيسى، وكان للاقتراب مبرره، فبعد حادث مقتل جنود الجيش فى رفح قبل الإفطار فى رمضان، كانت المخابرات الحربية هى التى تتولى التحقيق فى الحادث، ولأن مرسى كان يعتبر نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد كان يطلب السيسى كى يطلعه على التحقيقات، وهو ما كان يفعله مدير المخابرات بشكل طبيعى جدا، خاصة أن المشير طنطاوى لم يعترض مطلقا على أن يكون التعامل بين الرئيس ومدير المخابرات مباشرا ودون المرور عليه.

هل لنا أن نترك القدر يطل برأسه علينا قليلا.

فى اليوم الذى طلب فيه محمد مرسى طنطاوى وعنان مخططا للانقلاب عليهما - 12 أغسطس 2012 - كان هناك اجتماع للمجلس العسكرى لم يحضره اللواء عبدالفتاح السيسى، الذى كان قد تلقى هو الآخر استدعاء من محمد مرسى للحضور إلى قصر الاتحادية.. أعتقد أن هذه زيارة عادية من الزيارات التى تكررت على هامش رغبة مرسى فى معرفة مصير تحقيقات حادث رفح - هى نفسها التحقيقات التى أصر على عدم إعلانها أو الإفصاح عنها طوال فترة وجوده فى السلطة - إلا أنها كانت الزيارة الفاصلة، فلم يخرج السيسى من القصر إلا وزيرا للدفاع، بينما خرج طنطاوى وعنان ليسمعا خبر خروجهما من منصبيهما عبر الراديو.. بعد أن فتحه سائق سيارتهما ليعرفا آخر الأخبار.

بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده
********************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:23 am


 تقارير مخابرات الإخوان عن عبدالفتاح السيسى.. «الجماعة» قامت بتسويق «السيسى» لأعضائها بأن مواقفه تختلف عن أعضاء المجلس العسكرى وأنه ملتزم وصريح


( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 1220132120594

مرسى والسيسى

نقلا عن اليومى..

بعد ساعات قليلة من تعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، وتحديدًا فى الساعة السادسة وثلاث وثلاثين دقيقة يوم 12 أغسطس 2012، منحته بوابة «الحرية والعدالة» توصيفًا موحيًا، فهو «وزير دفاع بنكهة الثورة».

كان مبرر التوصيف واضحًا، فما دام الإخوان يتعاملون مع مرسى على أنه رئيس الثورة، فلابد أن يكون وزير الدفاع الذى اختاره بنكهتها.

التقرير الذى كتبته البوابة الإخوانية عن الوزير الجديد لم يكن صحفيًا فقط، لكنه عكس طبيعة المعلومات التى تراكمت لدى الجماعة عنه، كما يعكس رأيها فيه، وآمالها العريضة التى علقتها عليه، وكذلك دوافع مرسى ومبرراته لاختيار السيسى بالذات وليس غيره من بين أعضاء المجلس العسكرى، رغم أن هناك من بينهم من كان قريبًا من الجماعة بالفعل.
المبررات الإخوانية لاختيار السيسى يمكن أن نسجلها على النحو التالى:

أولاً: رأت الجماعة أن عبدالفتاح السيسى الذى هو أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا - عمره وقتها كان 58 سنة - كانت له مواقف تختلف عن باقى رفاقه فى المجلس، وهو ما يميزه عنهم.

ثانيًا: كانت للسيسى تصريحات هاجم فيها التعامل العنيف مع المتظاهرين بعد الثورة، وطالب بتغيير ثقافة قوات الأمن مع المواطنين، وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة والتعذيب.
ثالثًا: صراحة السيسى كانت نقطة مهمة، فقد أبرزت الجماعة اهتمامها بأنه كان أول من اعترف فعليًا بإجراء كشوف العذرية فى السجن الحربى، وبرر ذلك بشجاعة، من أجل حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب التى قد تلحق بالجنود بعد الإفراج عن المحتجزات، كما أنه أكد أن الجيش لا ينوى اعتقال النساء.

لكن هل كان هذا هو كل شىء؟
بالطبع لا.. فالجماعة التى كانت تحسب لكل شىء حسابًا، وتتعامل مع المؤسسة العسكرية بعقدتها القديمة التى بدأت على يد عبدالناصر فى 54، لم تكن لتترك السيسى يدخل قصر الاتحادية ليحلف اليمين قبل أن تعرف عنه كل شىء.. وهنا يظهر دور ما يمكن اعتباره جهاز مخابرات الجماعة الخاص، وهو جهاز كان يديره ويشرف عليه ويتلقى كل تقاريره خيرت الشاطر، وقد بدا هذا من تصريحاته فى أكثر من مناسبة، أهمها بعد مجزرة الاتحادية فى ديسمبر 2012، عندما قال إن لديه تسجيلات لبعض أعضاء القوى السياسية يتآمرون فيها على الرئيس مرسى.

اهتمت تحريات جهاز مخابرات الإخوان بعلاقة عبدالفتاح السيسى بمبارك، فهو فى النهاية شغل منصب مدير المخابرات الحربية فى عهده، وكان يشغل المنصب قبله اللواء مراد موافى الذى خرج منه محافظًا لشمال سيناء، وهو ما يعنى أن السيسى عمل مديرًا للمخابرات ما يقرب من عشرة أشهر، فقد تولى مسؤولية الجهاز فى مارس 2010.

من خلال المعلومات التى توفرت للجماعة عرفت أنه لم يكن هناك تعامل مباشر بين السيسى ومبارك، فقد وافق على تعيينه فى منصبه، لكن الدور الأكبر فى ترشيحه كان للمشير طنطاوى الذى كان ولا يزال يعتبر السيسى ابنه المقرب إليه.. بل عزز موقف السيسى لدى الجماعة أن رأيه كان سلبيًا جدا فى سياسات مبارك، وكان واحدًا من الرافضين تمامًا للتوريث، ولم يكن بعيدًا عن خطة تحرك الجيش لمواجهة تنفيذ هذا السيناريو، وهو ما أشار إليه بعض قادة المجلس العسكرى من طرف خفى، فقد كانت هناك خطة لمواجهة مبارك إذا ما حاول فرض نجله ليكون رئيسًا لمصر.


المفاجأة أن من قاموا بجمع المعلومات للجماعة، اهتموا بسلوك السيسى وملامح تدينه أكثر ربما من أى شىء آخر، وهنا لم تكن المهمة صعبة، فمن بين ما يعرف عن السيسى ويردده قادته وزملاؤه أيضا، أنك إذا أردت أن تعرف ما يفعله السيسى الآن، فالأمر لا يخرج عن واحد من أربعة أشياء، فهو إما يصلى، أو يقرأ القرآن، أو يمارس الرياضة، أو يعمل.
كان التزام السيسى الدينى باديًا عليه، وقد يكون هذا هو الباب الملكى الذى أغرى الجماعة بالاقتراب منه أكثر، ولأن خيرت الشاطر كان من يحصد تقارير الجماعة، فقد كان طبيعيًا أن يخبر زوجته السيدة عزة برأيها فى القائد الجديد، وهو الرأى الذى أفصحت عنه فى لقاء مسجل بعد الثورة.

كانت عزة مندهشة جدًا من موقف السيسى، قالت إن الجماعة كانت تحسن الظن به، وذلك لأنه كما أخبرها خيرت ملتزم ومتدين وصوّام وقوّام.
بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده


***************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:30 am


معلومات الجماعة كانت صحيحة، لكنها عجزت عن تفسيرها، أو معرفة حقيقة تدين السيسى من خلال رصد سلوكه.. فهو متدين، ولكن ليس على طريقة الإخوان، يصلى ويصوم ويقرأ القرآن من أجله هو، وليس من أجل جماعة تأخذ من عبادتها وسيلة للتقرب إلى الناس وليس للتقرب إلى الله.. كان تدينه وسطيًا مثل غالبية المصريين، وقد يكون هذا تحديدًا ما جعله يكشف تدين الإخوان المتطرف مبكرًا جدًا.

لقد رصدت الجماعة بعناية شديدة ما قاله توفيق عكاشة عن الفريق السيسى قبل تعيينه وزيرًا للدفاع.. توفيق وبطريقته التى تميل إلى الهزل أكثر من الجدية كشف عن معلومات قال إنها مؤكدة عن انتماء السيسى لجماعة الإخوان، واستغل اسم القيادى الإخوانى عباس السيسى الذى كان واحدًا من الرعيل الأول للجماعة، وله كتاب مهم عن تاريخها هو «فى قافلة الإخوان المسلمين»، وقال أيضا إن زوجة السيسى منتقبة، للتأكيد على كلامه، وكأن النقاب- على فرض أنه موجود- يعنى أن صاحبته وزوجها من الإخوان.

دع عنك أن زوجة السيسى السيدة انتصار-وهى بالمناسبة ابنة خالته- ليست منتقبة، لكنها محجبة فقط كحجاب المصريات العادى، إلا أن ما قاله عكاشة كان له دوىّ كبير، فهو لم يقل هذه المعلومات لملء الفراغ، ولكن ليشير إلى أن محمد مرسى سيطيح بطنطاوى وعنان ويأتى بالسيسى، وبذلك تضع الجماعة يدها على القوات المسلحة.

درست جماعة الإخوان المسلمين كلام توفيق عكاشة، واستقر فى يقينها عبر تقارير أجهزتها المخابراتية أن هناك صراعًا بين الأجهزة السيادية فى مصر، وأن هناك من لا يريد أن يصعد السيسى إلى منصب وزير الدفاع، ولذلك يقومون بحرقه، خاصة أنه كان هناك تخويف للجماعة من أن تستعين بأحد من أعضائها أو ممن ينتمون لها فى الوزارات السيادية، وأن ذلك يتم بهدف صرف نظر محمد مرسى عن الفريق السيسى الذى هو أميل للجماعة بدليل نقاب زوجته، ولذلك قررت الجماعة حسم أمرها واختيار السيسى للمنصب الكبير.

هل يمكن أن نقرأ ما جرى من زاوية أخرى؟
فى لقاء تليفزيونى عابر كان توفيق عكاشة يتحدث مع أسامة كمال على فضائية القاهرة والناس، سأله أسامة عما قاله عن الفريق السيسى قبل تعيينه وزيرًا للدفاع، وهل لا يزال عند رأيه؟

ابتسم عكاشة ابتسامة المنتصر، وبطريقته الهزلية قال إن ما قاله كان طعمًا التقطته جماعة الإخوان المسلمين، وأن هناك من كان يريد أن تطمئن الجماعة إلى الفريق السيسى، لأنه كان الوحيد الذى يجيد التعامل معها، والوحيد الذى يستطيع أن يقطع يد مرسى إذا حاولت أن تتدخل فى الجيش.

قد يكون هناك من أراد خداع الجماعة بالفعل، خاصة أن عكاشة ورغم هزليته الشديدة صدق فى كثير مما قاله، لكن الجماعة تجاوبت مع الخدعة تمامًا، لأنها كانت من زاويتها الخاصة ترى أن السيسى، ورغم أنه ليس إخوانيًا، فإن تدينه يجعله أقرب إلى الحالة النفسية للجماعة، ومن يدرى فربما عندما يقترب من مرسى يتحول التدين إلى ميل إخوانى واضح.. هكذا فكرت الجماعة، وعلى هذا الأساس أخذت قرارها.

بقيت أمام الجماعة مشكلة أساسية، هى حالة الارتباط الكبيرة التى تجمع السيسى بطنطاوى، وهى حالة لا ينكرها السيسى بالمناسبة، وقد تبدت بشدة عندما دعاه إلى احتفال القوات المسلحة بنصر أكتوبر، رغم أنه يعرف أن كثيرين من الثوار يعتبرون طنطاوى مسؤولًا عن سقوط عدد كبير من الشهداء خلال الفترة الانتقالية، وتجب محاكمته لا تكريمه، لكن السيسى لم يلتفت لذلك، ليس لمحبته الشديدة لطنطاوى، ولكن ربما لمعرفته بحقيقة الدور الذى قام به المشير فى الثورة.


من بين ما يجمع طنطاوى والسيسى أنهما أبناء سلاح واحد «المشاة»، وإن كان الفارق بينهما أن طنطاوى يعانى بشدة من عقدة سلاح المشاة من الأسلحة الأخرى، مثل الطيران مثلًا، حيث يرى أبناء المشاة أن هذه أسلحة تحظى بالاهتمام الأكبر داخل المؤسسة العسكرية، لكن السيسى لا يلتفت إلى هذه العقدة كثيرًا، بل تجاوزها وكسرها مبكرًا بتفوقه، ولابد أنه الآن يشعر بالارتياح الكبير، فأحد أبناء سلاح المشاة هو وزير الدفاع.

كان طنطاوى يقف وراء كل خطوة خطاها السيسى فى حياته العسكرية، كان مؤمنًا بموهبته وقدرته على العمل، وكان السيسى يبادله حبًا واحترامًا وإخلاصًا، وكان يعرف أن طنطاوى يجهزه ليكون وزيرًا للدفاع من بعده، رغم اعتقاد البعض بأن سامى عنان، رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق، كان أقرب إلى هذا الترشيح.

أراد محمد مرسى أن يضرب هذا التحالف المقدس بين طنطاوى والسيسى، من خلال إخراج مشهد تعيين وزير الدفاع الجديد بصورة يبدو منها أن السيسى لم يحافظ على طنطاوى، وشارك الرئيس فى إهانته، إذ حلف اليمين، وقبل التكليف بوزارة الدفاع، دون أن يخبر طنطاوى بالأمر.

كان محمد مرسى قد استدعى طنطاوى وعنان إلى قصر الاتحادية قبل عصر يوم الأحد 12 أغسطس، كان الهدف المعلن من الطلب هو رغبة مرسى أن يدعم الجيش حكومة هشام قنديل بـ 2 مليار جنيه لشراء مواد الوقود.. لم يكن الطلب يستدعى حضور سامى عنان، لكن مرسى أصر على حضوره، بل طلب اللواء محمود نصر، المسؤول عن الحقيبة الاقتصادية فى القوات المسلحة، أن يأتى معه بميزانية الجيش.

ذهب سامى عنان وهو يشعر بأن هناك ما يخطط له محمد مرسى، وبالفعل كان هذا ما جرى، لم يقابلهما مرسى بعد دخولهما القصر مباشرة، تأخر عليهما بعض الوقت، كان هذا تحديدًا هو الوقت الذى استغرقه الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى حلف اليمين وقبول التكليف، ولم يكن وحده من أدى اليمين فى هذه الجلسة، فقد كان هناك المستشار محمود مكى الذى عيّنه مرسى نائبًا للرئيس.
أخبر مرسى السيسى بأن المشير طنطاوى هو من رشحه ليكون خليفته فى وزارة الدفاع، وأن المشير والفريق عنان موجودان فى القصر.. طلب السيسى أن يلتقى بهما، إلا أن مرسى طلب منه أن يعود هو على الفور إلى مكتبه فى وزارة الدفاع، فهناك مهام كثيرة فى انتظاره، وكان واضحًا من الفيديو الذى سجل حلف السيسى لليمين حالة الاحتفاء والانتشاء الكبيرة التى كان عليها مرسى وهو يودعه ويطلب منه أن يبلغ تحياته إلى كل القادة فى المجلس العسكرى.

بعدها خرج مرسى لطنطاوى وعنان، وكان قد سبقه إليهما أحمد عبدالعاطى، مدير مكتبه، والمستشار محمود مكى الذى تولى مهمة «دسترة» إخراج طنطاوى وعنان من منصبيهما بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، ولم يكن أى منهما يعرف من الأساس بتعيين مكى نائبًا للرئيس، بل فوجئا بالموجودين ينادونه بسيادة النائب، ولم يستغرق الأمر إلا دقائق أخبر فيها مرسى المشير والفريق بأنه أنهى عملهما وقام بتعيينهما مستشارين له، ومنحهما قلادة النيل لـ«طنطاوى» ووسام الجمهورية لـ«عنان»، لما بذلاه من جهود خلال الفترة الانتقالية، وخلال الشهرين اللذين عملا فيهما إلى جواره.

كان طنطاوى وعنان يعرفان أن السيسى موجود فى القصر، أخبرهما أحمد عبدالعاطى بشكل مقصود ولهدف محدد أنه موجود، ولما طلبا منه أن يدعوه ليصلى معهما، قال له عبدالعاطى إن السيسى مع الرئيس، وإنه يمكن أن يلحق بهما.

الخطة كانت محكمة إذن.. لم يكتف محمد مرسى باختيار السيسى وزيرًا للدفاع، وإخراج طنطاوى وعنان من المشهد بصورة تسىء إليهما، لكنه أراد أن يدق «إسفينًا» بينهم.. صوّر الأمر وكأن السيسى باع طنطاوى وعنان، وقبل التكليف بوزارة الدفاع دون أن يخبرهما أو يعود إليهما أو يتشاور مع أعضاء المجلس العسكرى الذى كان فى هذه اللحظة يتعامل بندية شديدة مع محمد مرسى.

استوعب المشير طنطاوى الموقف، وربما يكون قد أيقن ما يريده محمد مرسى من وراء ما يفعله، لكن الفريق سامى عنان لم يفوتها، وأعتقد أنه لم يغفرها للفريق أول عبدالفتاح السيسى حتى الآن، ولهذا السبب ربما لم يحدث بينهما لقاء مباشر منذ تولى السيسى وزارة الدفاع، وجاء غياب عنان عن الاحتفال بنصر أكتوبر ليؤكد أن هناك من وراء الستار توترًا ما فى العلاقة بينهما.
قد تكون هذه واحدة من الأشياء القليلة التى نفذها محمد مرسى بكفاءة.. فقد أجرى عملية جراحية اختطف بها السيسى من جبهة طنطاوى، معتقدًا أنه عندما يختاره هو ويعينه وزيرًا للدفاع يكون صاحب فضل عليه، وهو ما ترسخ فى وجدان كل أعضاء جماعة الإخوان، القادة والأتباع على السواء، فبعد الثورة كان الاحتجاج الأساسى على السيسى أنه خان مرسى الذى عيّنه وزيرًا للدفاع، وكأن التعيين كان تفضلًا من مرسى على السيسى بشكل شخصى، وعليه كان يجب أن يكون الولاء للشخص حتى لو أخلّ بكل واجباته القانونية والدستورية.


من بين ما أفصح عنه الفريق السيسى أنه تقابل مع المشير طنطاوى بعد تكليفه بوزارة الدفاع مباشرة، ومما يؤكد أن طنطاوى كان يرى أن الأمر غير طبيعى، وأن هناك ما حدث خلف الكواليس لم يكن من المفروض أن يحدث دون أن يعرفه.

سأله السيسى: «يا فندم لو عاوزنى أمشى.. هامشى فورا».

فرد عليه طنطاوى: «لا.. إنت عارف قدرك عندى ومدى اعتزازى بك».
أدرك طنطاوى والسيسى وقتها الحيلة التى نفذ بها محمد مرسى خطته، لكن الأمر كان قد انتهى تمامًا، ولم يكن لأحد أن يعدل المسار الذى نفذه الرئيس الإخوانى، ورغم تكريمه لطنطاوى وعنان بتعيينهما مستشارين له، ومنحهما تقديرًا وطنيًا بقلادة النيل ووسام الجمهورية، فإنه ذهب لأنصاره ليحتفل مساء بليلة القدر، وليزف لهم البشرى بأنه أنهى حكم العسكر.

هل يمكن أن يتجدد السؤال من جديد عن سبب اختيار مرسى للسيسى تحديدًا وزيرًا للدفاع؟
أعتقد أنه لابد أن يتجدد، فإضافة إلى ما استقرت عليه الجماعة من واقع تحرياتها بأن السيسى هو المناسب، فإنه كانت هناك أسباب أخرى قد تكون مشابهة تمامًا لاختيار محمود مكى تحديدًا نائبًا للرئيس.


فى مقابلة حضرها عدد من الكتاب والصحفيين ورؤساء التحرير فى قصر الاتحادية، قال لنا محمود مكى إن فخامة الرئيس - هكذا كان يتحدث عن مرسى - اختارنى أنا تحديدًا نائبًا له لتكون هذه رسالة واضحة إلى كل القوى السياسية الليبرالية والمدنية أنه لن يقصر التعاون على الإخوان، وأن الكفاءات هى التى ستحدد أصحاب المناصب، ثم إنه يريد أن نجرى حوارًا مع الجميع، ورأى أن الجميع يتفقون علىّ.


شىء من هذا حدث مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لكن حجم المناورة أكبر، والرغبة فى الاستغلال كانت أكبر.. كانت جماعة الإخوان تعرف أن وجود السيسى على رأس جهاز المخابرات الحربية يعنى أنه يجمع بين يديه أطراف ملفات كل قادة الجيش، وأنه لا يمكن الاعتراض عليه من أى من القادة، دون أن يعرفوا أن قادة الجيش المصرى على درجة من الاحترافية التى لا تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة أبدًا.

كان محمد مرسى يعرف أن المجتمع لن يتقبله بسهولة، لذلك أراد أن يعتمد على وجوه مقبولة، سواء من القوى المدنية أو القوى العسكرية.. محمود مكى المدنى تورط حتى أذنيه مع الجماعة، وسار فى ركابها، وانحاز بمواقفه إلى الفئة الضالة على حساب الشعب كله، أما الفريق السيسى فقد تنبه مبكرًا إلى ما يريده الإخوان، ولما وجد الدليل أمامه قرر أن هذه الجماعة لا تريد الخير لمصر.. لم يحسم أمره سريعًا.. بل ظل ينتظر بعض الشىء.

بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده
****************************


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:35 am


. مرسى يبحث عن ولاء السيسى الشخصى برأس طنطاوى الطائر.. السيسى قال لمرسى بعد تكليفه: الجيش لن يكون إلا تحت قيادتك أنت بحكم الشرعية التى منحها لك الشعب  *


( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) S5201322124535

مرسى والسيسى


نقلا عن اليومى..

هناك مفتاح واحد يمكن من خلاله أن ندخل إلى الباب الكبير الذى يخفى خلفه علاقة عبدالفتاح السيسى «وزير الدفاع» ومحمد مرسى «الرئيس».

مفتاح حددته إجابة السيسى على سؤال وجه إليه فى واحد من الحوارات القليلة جدا التى أجراها بعد 30 يونيو «السيسى فعليًا أجرى حوارين الأول لمجلة 7 أيام وأجراه الزميل إياد أحمد، والثانى لجريدة المصرى اليوم وأجراه الزميل ياسر رزق».

كان السؤال نصًا: هناك من يقول إنك كنت تنوى عزل مرسى منذ اليوم الأول لتوليك قيادة القوات المسلحة؟

وكانت الإجابة نصًا أيضًا: القوات المسلحة المصرية ليست قوات انقلابية وتحترم الشرعية، وكانت تتعامل مع الدكتور محمد مرسى على أنه رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن هذا لا يعنى أن يكون ولاء الجيش المصرى على حساب إرادة الشعب.
المفتاح بتكثيف شديد يمكن أن نعثر عليه فى عقيدة الجيش المصرى التى يمثلها الفريق السيسى، وهى عقيدة تقوم على احترام الشرعية والانحياز التام والكامل لمن يحملها.
وإذا قلت كيف ذلك والجيش انحاز ضد مرسى فى معركته مع الشعب رغم أنه كان منتخبًا وحاملاً للشرعية؟

أقول لك إن كلمة الشرعية وحدها لا تعبر عن عقيدة الجيش، بل لابد من إضافة كلمة الشعبية لها، فالجيش يحمى «الشرعية الشعبية».. ولا يلتفت كثيرا إلى الشرعية السياسية الانتخابية إذا ما تآكلت.. والتاريخ الطويل يقول ذلك ويؤكده، فعلها عرابى ضد الخديو توفيق.. وفعلها جمال عبدالناصر ورجاله ضد الملك فاروق.. وفعلها طنطاوى ورجاله ضد مبارك.. وأخيرًا فعلها السيسى والذين معه ضد محمد مرسى والإخوان المسلمين.. فالشعب هو الذى يحدد بوصلة الجيش.

ولذلك دخل السيسى مع محمد مرسى فى مرحلة من الوفاق بعد تعيينه وزيرا للدفاع، ليس لأن مرسى تفضل عليه واختاره- كما يحلو للإخوان ترويج ذلك- ولكن لأنه كان هو الرئيس المنتخب فى انتخابات أشرف الجيش عليها بنفسه.. ولم يكن السيسى مراوغًا عندما قال لمرسى- صرح هو بذلك فى واحدة من كلماته القليلة المذاعة: الجيش المصرى لن يكون إلا تحت قيادتك أنت بحكم الشرعية التى منحها لك الشعب ولن يكون تحت قيادة آخر سواك.

الوفاق بين السيسى ومرسى كان وفاقًا سياسيًا أكثر منه نفسيًا. فلا يمكن أن نتجاهل التراث الطويل بين الجيش والإخوان، وهو تراث يقوم على الكراهية والتربص على الأقل من قبل الجماعة.. ثم إن هناك من بين رجال القوات المسلحة من أفزعهم أن يكون قائدهم الأعلى من بين أبناء الجماعة، التى هى فى حقيقتها تمثل خطرًا على مصر ربما بأكثر مما تمثله إسرائيل نفسها.

قبل أن يتم تعيين الفريق السيسى وزيرا للدفاع، كان المشير طنطاوى وسامى عنان قد دشنا محمد مرسى قائدًا أعلى للقوات المسلحة فعلًا لا قولًا، عندما أديا له التحية العسكرية وهو فى بيتهما بمعسكر الهايكتسب، ورغم أنهما فعلا ما يعتقدان أنه صواب، فإن الموقف ذاته ترك أثرًا سلبيًا لدى كثيرين من قادة القوات المسلحة.

وعندما حضر مرسى أول احتفال عسكرى فى عهده بتخريج دفعة من الكلية البحرية- كان احتفالاً بتخريج الدفعة 63 وتوالت بعدها الاحتفالات بتخريج الكليات العسكرية- بدا على الموجودين من القادة حالة من الاستياء الشديد بسبب تصرفات سامى عنان الذى كان وقتها لا يزال رئيسًا لأركان حرب الجيش، حيث بالغ فى الحفاوة بأعضاء جماعة الإخوان، وحاول التقرب من أحمد فهمى نسيب مرسى ورئيس مجلس الشورى بصورة كانت مستفزة لكثيرين ممن حضروا الاحتفال.. فقد سأله بنفسه عن القهوة التى يشربها، ثم قام ليطلبها له.
أحد شهود الاحتفال قال لى: كنت أشعر أن القادة يحضرون مأتما كبيرا، وليس احتفالًا، خاصة أن مرسى أخذته الجلالة وتعامل وكأنه قائد عسكرى راسخ فى العسكرية، ولعلك تذكر صورته الشهيرة وهو فوق إحدى القطع البحرية يلوح للفراغ.. وهى الصورة التى جلبت عليه كثيرًا من السخرية.

منحت هذه الاحتفالات مرسى نوعًا من القوة التى يحتاجها، فالقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان يفسحان له الطريق تماما ليمارس دوره كقائد أعلى، وهو ما دفعه إلى أن يهدد معارضيه وهو يلقى كلمته فى الاحتفال بتخريج الدفعة 106 من الكلية الحربية فى 17 يوليو 2012، عندما قال نصًا: «أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل أقول لهم لا يغرنكم حلم الحليم».

لقد أراد مرسى أن يمنح تهديده لمعارضيه قوة ففعلها وهو بين رجال القوات المسلحة، اعتقادًا منه أن الجيش أصبح جيشه، وأنه سيكون تحت أمره فيما يريد أن يفعله، وهو ما ظل معه حتى خطابه فى قاعة المؤتمرات يوم 26 يونيو 2013، عندما لوح بأن من يعتدون عليه سيحاكمون عسكريا لأنهم يعتدون على القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده
******************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت مصر
عضو stars
عضو stars
بنت مصر


اسم العضو : بنت مصر
الجنس : انثى عدد المساهمات : 1590
تاريخ الميلاد : 03/06/1980
تاريخ التسجيل : 03/04/2012
العمر : 43
المزاج عال العال

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 3:41 am


روح القائد الأعلى للقوات المسلحة التى تلبست مرسى هى التى استقبلت السيسى فى القصر لحظة حلفه لليمين، وهى التى جعلته يعتقد أن وزير الدفاع الجديد سيكون طوع بنانه وعند أطراف أصابعه، ثم إن رأس طنطاوى الطائر والذى لحقه رأس عنان من المؤكد أنه سيكون درسًا للسيسى.. فهو أمام رئيس قوى يستطيع فى لحظة أن يتخلص من وزير دفاعه.

على الجهة الأخرى، كان السيسى يرى أن محاولات مرسى الاستعراضية للتأكيد على أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة لا تروق للكثيرين فى القوات المسلحة، وهو ما بدأ مرسى يلاحظه.

لقد حضر مرسى مناسبات عسكرية عديدة، وكان السيسى إلى جواره محافظا على المسافة الفاصلة بينهما، وفى كل منها كان ينتظر أن يؤدى له القادة التحية العسكرية، إلا أنه لاحظ فى أحد المناسبات أن عددا من القادة يخلعون البيريهات ويمسكون بها فى أيديهم- العرف العسكرى يقول إنه لا تحية عسكرية بدون غطاء الرأس- وكانت المفاجأة أنه قال لهم: أنتم تخلعون البيريهات لأنكم لا تريدون أن تؤدوا لى التحية العسكرية.. أليس كذلك؟

كان مرسى قائدًا عسكريًا بلا أهلية كاملة إذن بالنسبة لقادة الجيش.. لكن هذا لم يدفع الفريق السيسى إلى التفكير فى إزاحته أو الانقلاب عليه.. بل أدرك أنه كى ينجح فى التعامل مع مرسى، فلابد أن يراعى الجوانب النفسية أكثر من الجوانب السياسية فى العلاقة بينهما.

هذا المنهج فى التعامل مع محمد مرسى كرئيس- نفسيا وليس سياسيا- هو الذى جعل الفريق السيسى يستوعب جيدًا ما فعله مرسى فى الاحتفال بنصر أكتوبر 2012، وهو الاحتفال الذى أغضب قادة القوات المسلحة بمستوياتهم المختلفة، من خرج منهم من الخدمة ومن كان منهم على ذمتها لا يزال.


دعا الرئيس الإخوانى من قاموا بالاشتراك فى قتل من صنع النصر، وتجاهل أصحاب النصر الحقيقيين، دخل إلى الاستاد فى سيارة مكشوفة يلوح لآلاف الحاضرين، وكأنه من صنع النصر وحده.


وقتها لم يعاتب السيسى الرئيس الإخوانى، ولكن استقر الأمر لديه على تفسيرين أساسيين:
الأول: أن محمد مرسى بالفعل لا يفهم ما هى الدولة، ولا يزال لا يستوعب مهام الرئيس، ولذلك فإنه يتورط فى أمور لا يعرف أنها يمكن أن تضره، ولذلك فإنه لو كان يعرف أن دعوة من قتلوا السادات إلى الاحتفال بنصر كان السادات رمزه لما أقدم على ذلك.. وهذا ما يمكن أن نسميه العذر بالجهل.

الثانى: أن محمد مرسى أراد أن يدعو إلى الاحتفال من يرونه كبيرا، ومن هم على استعداد أن يتقبلوا منه أى شىء يقوله، بل ويرددوه دون مناقشة، ولذلك دعا أنصاره وحلفاءه ورجاله الذين سيصفقون له باعتباره الزعيم.. أما لو دعا المختلفين معه، فهؤلاء لن يقروه على ما يفعله أو يقوله، لأنهم يعرفون جيدا أنه لم تكن للإخوان أى علاقة بنصر أكتوبر.. وهذا ما يمكن أن نسميه العذر بالخلل النفسى الذى كان يعانى منه مرسى.


قرر السيسى أن يتعامل مع محمد مرسى كرئيس منتخب له كل الحقوق ومعه كل الشرعية، وأعتقد أن الجهة الوحيدة التى حرصت على أن تمنح محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين فرصة فى الحكم من أجل أن ينجحوا كانت القوات المسلحة.. كل المؤسسات كانت ضد الإخوان، إلا الجيش الذى تعامل مع الأمر بحيادية مطلقة واحترافية عالية.. ولم يصدر أحكاما مسبقة على مرسى لا بالنجاح ولا بالفشل.

فى مناسبات عسكرية عديدة كان مرسى إلى جوار الفريق السيسى، لكن الفارق بين حضوره معه وحضوره مع طنطاوى وعنان، أن حالة من التحفظ كانت تغلف لقاءات مرسى مع قيادات القوات المسلحة، لم تكن هناك حالة الحفاوة التى يبديها طنطاوى وعنان.. كان التواجد رسميا إلى حد كبير.. وقد سعى السيسى إلى تقليل تواجد محمد مرسى على ساحة القوات المسلحة، لأنه كان قد قرر أن يبتعد بالجيش تماما عن ممارسة السياسة بشكل مباشر، وأعلن فعليا العودة بالجيش إلى ثكناته.

كان السيسى يعرف الأضرار الجسيمة التى أصيب بها جسد الجيش المصرى بسبب نزوله إلى الميادين والشوارع بداية من 28 يناير 2011، وأهمها حالة الاستباحة التى تعامل بها الشعب مع الجيش.. وهى استباحة جعلت قادة الجيش فى متناول الأيدى.. وكم كان مفزعًا لأفراد الجيش هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر».
كان هذا الهتاف تحديدًا من صناعة جماعة الإخوان المسلمين.

أحد شباب الثورة أكد لى أن هذا الهتاف ظهر لأول مرة فى مارس 2011 أى بعد مرور ما يقرب من شهر فقط على تخلى مبارك، وكان السبب فيه ما تردد بعد فض اعتصام 26 مارس عن اختبارات كشف العذرية التى أجريت للمعتقلات فى السجن الحربى.

لكن ما لا يعرفه هذا الشاب أن هذ الهتاف كان صناعة خالصة للإخوان المسلمين، وأنهم ألقوا به فى الشارع السياسى، وهم يعرفون جيدًا أن الثوار والقوى السياسية ستلتقطه وتردده.. لأن الإخوان منذ اللحظة الأولى لسقوط مبارك كانوا يعرفون أن مواجهتهم لن تكون إلا مع الجيش، لأنه لم تكن هناك قوة أخرى يمكن أن تقف فى مواجهتهم وتحول دون وصولهم إلى أهدافهم سواه.. وهو ما حدث بالفعل فقد التقطت القوى السياسية الطعم.. وهضمته جيدا، وكان للإخوان كل ما أرادوا.

أراد السيسى أن يسترد جنوده لياقتهم، ويبتعدوا عن المواجهات الموجودة فى الشارع، ولأنه يدرك أن الحالة النفسية لقواته تحتاج إلى دعم كبير، فقد شارك بنفسه فى التدريبات، وحضر أكثر من طابور صباحى، وظهر فى الصور وهو يقود جنوده ويعدو أمامهم، فى رسالة واضحة إلى أن الجيش عاد إلى مهمته الأساسية وهى التدريب والإعداد من أجل حماية الأمن القومى المصرى وحماية الحدود، بعد أن اختار الشعب رئيسه.


لكن الملاحظة الأساسية فى المرحلة التى يمكن أن نعتبرها تعكس حالة الوفاق بين السيسى ومرسى، والتى دامت فى الفترة من 12 أغسطس 2012 «اليوم الذى تم تعيين السيسى فيه وزيرا للدفاع» إلى 23 نوفمبر 2012 «اليوم الذى أعلن فيه محمد مرسى الإعلان الدستورى الذى حصن به قرارته وأقال النائب العام عبد المجيد محمود وقضى بعدم حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية للدستور».. أن هناك حالة من التقارب الإنسانى جرت بين مرسى والسيسى، وأن وزير الدفاع كان يتردد كثيرا على قصر الاتحادية، وكان يجتمع كثيرًا مع الرئيس.

فى الغالب لا تكون هناك لقاءات كثيرة بين الرئيس المصرى ووزراء دفاعه.. فحدود العلاقة معروفة.. لكن مرسى كان يريد الفريق السيسى إلى جواره، كان يثق فى رأيه، ويطمئن إلى إخلاصه، ولم يكن السيسى يبخل بالرأى أو المشورة خلال هذه الفترة أبدًا، فهو ترك الرئيس يعمل بمفرده تمامًا، لم يمل عليه قرارًا ولم يحاصره بالنصائح، بل اكتفى بتقديم الرأى فقط.
كان السيسى يعرف أنه أمام رئيس بلا قدرات تقريبا، كان مقتنعا أنه لا يفكر مطلقا فى أن يكون رئيسا لكل المصريين، فعندما سئل: هل يستطيع محمد مرسى أن ينفصل عن جماعته ويصبح رئيسًا للجميع؟
قال بفهم كامل لطبيعة شخصية الرئيس المعزول: المشكلة ليست فى أنه يستطيع، ولكن المشكلة فى هل هو يريد أن يفعل ذلك أم لا.. ورغم ذلك كان السيسى يحاول أن يساهم فى إنجاح الرئيس.. وأن يمنحه الفرصة ليعمل.

بعد الإعلان الدستورى- الذى قسم الشعب بالفعل فأصبح لدينا إخوان ومصريين- تحولت نظرة السيسى إلى محمد مرسى، فهو ليس أمام رئيس يريد أن يكون لكل مواطنيه، ولكنه رئيس يريد أن يمنح نفسه لأتباعه فقط، وقد تكون كلمة مرسى للسيسى التى أكد فيها أن الإخوان جاءوا للحكم ليحكموا 500 سنة رنت فى أذنه وقتها، فها هو المشروع يتحقق، وها هو مرسى يتصرف وهو مطمئن تمامًا إلى أن وزير الدفاع معه فهو مخلص له ولن يفكر مطلقًا فى أن يعارضه.

هل آن الأوان لتبدأ مواجهة بين وزير الدفاع وبين الرئيس؟

أعتقد أنه آن تمامًا.

بعد الإعلان الدستورى الذى خرجت مئات الآلاف من الشعب المصرى لإسقاطه، قدم السيسى لمحمد مرسى نصيحة مباشرة، بأن يجمع القوى السياسية المختلفة، وأن يستمع إليها ويتواصل معها، ويصل إلى حل يرضى جميع الأطراف قبل أن تنفلت الأمور من بين يديه، وقدم له تقدير موقف، وضع من خلاله تخوفات محددة من أن تصل الأمور إلى مرحلة الاقتتال والمواجهة المسلحة بين الشعب المصرى.

المواجهة بين الرئيس ووزير الدفاع لم تكن للصراع على الأدوار، ولكنها كانت من أجل الخروج من الأزمة التى تحاصر الجميع.. لكن مرسى لم ينصت إلى السيسى وراح يبحث عن الحل لدى جماعته.. فكانت مجزرة الاتحادية التى حدثت مساء 5 ديسمبر 2012 واستمرت إلى ساعات الفجر الأولى من يوم 6 ديسمبر، والتى جاءت على هامش محاولة ميليشيات الجماعة فض اعتصام بضع عشرات من المحتجين على الإعلان الدستورى أمام قصر الاتحادية.. وهى المجزرة التى أثبتت للجيش قبل الشعب أن هناك نواة جيش موازٍ يجهزه الإخوان لحسم خلافاتهم مع الشعب دون الحاجة إلى الشرطة أو القوات المسلحة.
يعتبر السيسى أن ما حدث أمام قصر الاتحادية- وهو حدث رعاه مرسى ورجاله وربما دعوا إليه وحرضوا عليه- كانت البروفة الأولى للاقتتال والحرب الأهلية، ورغم أن ذلك كان كافيًا وحده ليحسم قراره ويواجه مرسى المواجهة الأخيرة، فإنه أجّل هذه المواجهة وقرر أن يمنحه فرصة جديدة.

على صفحته الخاصة عبر الفيس بوك، أعلن المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، باسم الجيش، الدعوة إلى اجتماع تحضره القوى السياسية المختلفة ويشارك فيه الرئيس، وحدد البيان الذى تبنى الدعوة الفئات التى ستحضر الاجتماع: «مجموعة رئاسة الوزراء، النخبة السياسية، القوى الوطنية من التيارات المختلفة، شباب الثورة، الأزهر الشريف، الكنيسة، نادى القضاة، أعضاء المحكمة الدستورية، المحامين، الإعلاميين، الصحفيين، الفنانين، الرياضيين، العمال والفلاحين».

كانت الفئات التى حددتها الدعوة تعبر عن المأزق الذى يقع مرسى فيه، فهو وحده وجماعته فى جبهة وبقية المصريين جميعا فى جبهة أخرى تماما.

عندما اقترح السيسى على مرسى فكرة جمع القوى الوطنية فى اجتماع بدار الدفاع الجوى أثنى على الفكرة تماما، ورحب بالحضور- الفكرة بالمناسبة لم تكن من بنات أفكار القوات المسلحة، ولكن ألقاها فى طريقهم أحد السياسيين القريبين من المؤسسة العسكرية فراقت لهم- لكن فى اليوم المحدد للدعوة- الأربعاء 12 ديسمبر 2012 - وعندما اتصل السيسى بمرسى للاتفاق على ترتيبات الدعوة، وجد مرسى يقول له: أرجوك ألغ هذه الدعوة، ولم يرد عليه السيسى إلا بكلمة واحدة هى: حاضر.

كان مرسى فى مساحة محددة وضيقة يريد أن ينجح كرئيس، وربما لهذا قبل الدعوة التى كان فيها بادرة أمل للتفاهم، لكنه كان يعلم أن هناك استحقاقات لجماعته التى أوصلته إلى منصبه، عاد إليها كى يستشيرها فأشارت عليه بعدم قبول الدعوة، لأن معناها أن مركز الثقل انتقل من الرئاسة إلى القوات المسلحة، وأن القوى السياسية التى رفضت أن تشارك فى جلسات الحوار التى دعا إليها مرسى، هى نفسها التى لبت نداء السيسى.

كان السيسى يعرف أن ما حدث يسبب حرجًا بالغًا لمحمد مرسى، ولذلك حاول تخفيف الأمر، فأصبح الحديث عن اللقاء الذى تم إلغاؤه عن طريق إبلاغ المشتركين فيه تليفونيا بالأمر- بعضهم كان فى الطريق بالفعل إلى دار الدفاع الجوى- مجرد دعوة على الغداء للم الشمل، وأنها أبدًا لم تكن دعوة للحوار، وزاد السيسى فى تخفيف الحرج عندما أعلن أن سبب إلغاء اللقاء أن بعض المدعوين لم يلبوا الدعوة لأسباب خاصة.. وليس لأن الرئيس رضخ لأوامر جماعته.. التى خافت أن يبدو رجلها مهزومًا فى حضور كل معارضيه.
**********************************


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 30, 2013 12:17 pm


الشاطر استخدم ميليشياته الإلكترونية لنشر شائعة عزل مرسى لوزير الدفاع لقياس رد الفعل بالجيش..والسيسى طلب من الشاطر الإبقاء على ياسر رزق بالأخبارفرد: ليس منا ولن يكون
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 110201330171953
ياسر رزق والسيسى والشاطر


كانت اللحظة التى تحول فيها موقف الإخوان المسلمين من الحماس والتأييد التام للفريق السيسى إلى الرغبة فى التخلص منه نهائيا، هى نفسها اللحظة التى تحول فيها موقف السيسى من محاولة إنقاذ رئيس بدأت بوادر فشله إلى إنقاذ وطن من أنياب جماعة بدت نواياها فى مصادرة كل شىء لمصلحة أعضائها وحدهم.

لم تمر دعوة الجيش للقوى السياسية من أجل الحوار والتوافق بحضور الرئيس - وهى الدعوة التى قبلها مرسى ثم اعتذر عنها - مرور الكرام على جماعة الإخوان، وتحديدا على رجل بعينه هو خيرت الشاطر، الذى يبدو أنه تسلم ملف التعامل مع الفريق السيسى بنفسه، ولأنه لم يكن يظهر فى الصورة، مفضلا أن يحرك الأحداث من وراء حجاب، فقد دفع برجاله وميليشياته وجواسيسه فى حرب غير شريفة ضد وزير الدفاع.. وهى الحرب التى وقف محمد مرسى شاهدا عليها، دون أن يشترك فيها إلا بدور صغير، لم يصل حتى إلى مستوى الكومبارس، وهو الدور الذى ستتضح ملامحه بعد قليل.

لقد تعرف السيسى على خيرت الشاطر خلال الاجتماعات التى عقدت فى مكتبه بمبنى المخابرات بحضور المشير طنطاوى والفريق عنان، وكان يشترك فيها خيرت مع مرشد الجماعة محمد بديع لحسم ملفات كانت عالقة بين الجماعة والمجلس العسكرى، وهى الاجتماعات التى قرر كل منهما خلالها أن يرصد الآخر بدقة.. وليس بعيدا أن يكون خيرت الشاطر قد بدأ جمع المعلومات عن السيسى من اللحظة الأولى التى رآه فيها.
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 1
كانت قناعة الشاطر بالفريق السيسى متناهية، وكانت له الكلمة الأخيرة فى دفع مرسى لاختياره وزيرا للدفاع، لكن خيرت تأكد أن السيسى ليس صيدا سهلا، بعد أن وجده يتقدم شعبيا على محمد مرسى، ووجد القوى السياسية المختلفة تجتمع حوله وتتفق عليه فى الوقت الذى تنفض فيه عن الرئيس الإخوانى.. وكانت الدعوة التى تبناها السيسى للحوار ولبتها القوى السياسية هى التى حركت الشاطر لتجنيد كل أدواته للسيطرة على وزير الدفاع من جديد، وإدخاله طوعا أو كرها إلى بيت الطاعة الإخوانى.

لم تكن دعوة السيسى للقوى السياسية - رغم أن الجماعة أجهضتها - فقط هى من نبهت الشاطر إلى الوقوف بشدة فى طريق الطوفان الذى بدأ يتحرك من الجيش مهددا بتحطيم كل ما بنته الجماعة، كان ما حدث بعد الحكم على المتهمين فى مجزرة بورسعيد دالا وبشدة، فالفوضى التى خلفها الحكم وتعامل الشرطة مع الأهالى - أدى إلى مقتل 37 مواطنا - لم تستطع قرارات الرئيس بفرض الطوارئ وحظر التجوال أن تمنعها.

حاول مرسى أن يستعين بالجيش ليعينه على الأهالى وتنفيذ قراراته، لكن المفاجأة أن الجيش تفاعل مع الأهالى ولم يستخدم معهم القوة لتطبيق قرارات الرئيس، كان السيسى يتصرف وقتها بحكمة، فالرئيس غاضب منفعل والأهالى يبادلونه غضبا بغضب وانفعالا بانفعال، فلابد أن تكون هناك جهة تستوعب هذا الشعب الغاضب، ولم تكن هذه الجهة إلا الجيش، الذى نزل جنوده ليلعبوا الكرة مع أهالى مدن القناة، وهو ما اعتبرته الجماعة تشجيعا من الجيش على الفوضى وكسر حظر التجوال وبعثرة كرامة الرئيس.

ما لم يفهمه مرسى وقتها أن السيسى يريد أن يوجد حالة من التوازن، فإذا كانت الرئاسة تقسو على الشعب، فلابد أن يكون هناك متنفس حتى لا يصل الغضب إلى منتهاه، لكن صقور الجماعة اعتبروا أن ما يقوم به السيسى ورجاله ليس إلا تحدٍ للرئاسة ومحاولة لفرض السيطرة على الموقف.

وهنا تحديدا بدأت خطة المواجهة.. وتولى الشاطر دفة القيادة للمعركة التى أرادوها أن تكون مصيرية.

كانت الخطة التى اعتمدها خيرت الشاطر هى تقليم أظافر الفريق السيسى، أطلق عليها وقتها «تهذيب الديك الرومى»..لقد ظل الشاطر حريصا على أن يحتفظ بالسيسى، لكن دون أن يتجاوز دوره حدود واختصاصات محمد مرسى، ودون أن يتحول إلى رمز يلتف حوله من يعارضون الرئيس الإخوانى.

بدأت الحرب على الفريق السيسى عبر الطريقة الوحيدة التى يجيدها خيرت الشاطر، وهى بث الشائعات عبر اللجان الإلكترونية الإخوانية، وهى طريقة ابتدعها قبل أن يدخل السجن فى العام 2006 - على ذمة قضية ميليشيات الأزهر الشهيرة، التى جرت فى أذيالها قضية غسيل الأموال التى لم يبرأ منها حتى الآن هو وعدد كبير من قيادات الجماعة - حيث قام باستئجار شقة فى عمارة «دوحة ماسبيرو» الشهيرة بميدان عبدالمنعم رياض وجهزها بما تحتاجه الحرب على خصومه داخل الجماعة وكان على رأسهم عبدالمنعم أبوالفتوح.. وكان يتولى إدارة هذه الحرب شاب إخوانى هو عبدالمنعم محمود، صاحب مدونة «أنا إخوان» الشهيرة.
بعد خروج الشاطر من السجن فى مارس 2011، أدرك أن اللجان الإلكترونية سلاح مهم جدا فى معاركه المقبلة، فاهتم بتنميتها وأنفق عليها كثيرا، وقد لعبت الميليشيات الإخوانية دورا كبيرا فى تشويه معارضى الجماعة، حيث كانت تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يعترض طريقها فى رحلة الصعود إلى السلطة، وبعد أن أصبح محمد مرسى رئيسا، تحولت هذه الميليشيات إلى جيش من الأشباح التى تنقض على كل من يقترب من حمى الرئيس.
فى أواخر يناير 2012 كان السيسى قد أشار إلى استعداد الجيش للتدخل محذرا من أن الدولة ستنهار إذا لم يتم إيجاد حل للأزمة السياسية، وتحدث وقتها عن المعضلة التى يواجهها الجيش فى الموازنة بين مهمته فى حماية المنشآت وعدم إيذاء المتظاهرين السلميين فى الوقت ذاته.

بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 30, 2013 12:19 pm


( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 2
أغضب هذا الكلام محمد مرسى ومن ورائه جماعته، وكان لابد أن يتحرك الشاطر بميليشياته الإلكترونية، فى فبراير 2012 صدرت الأوامر، فبدأت شائعة نية مرسى لإقالة الفريق السيسى. وقتها لم يفكر مرسى جديا فى إقالة الفريق السيسى، وصورت الجماعة الأمر على أن الرئيس يبحث عن خروج لوزير دفاعه، لكن مرسى نزل على رغبة الشاطر فى إطلاق ما يمكننا التعامل معه على أنه بالون اختبار، لقياس رد فعل الجيش والرأى العام.. وقياس مدى شعبية وزير الدفاع فى الشارع.

رد الفعل كان غاضبا وعبر متحدث عسكرى لوسائل الإعلام، جاءت الرسالة واضحة دون لبس: فأى محاولة لإقصاء قيادات الجيش ستكون انتحارا سياسيا للنظام.. وربما كان هذا الغضب مبررا جدا، فبعد إخراج طنطاوى وعنان من منصبيهما بطريقة مهينة قررت القيادات العسكرية ألا تتهاون فى شأن قياداتها.

لقد أقدمت ميليشيات الإخوان على خطوة كانت أكثر جرأة - لكنها فيما يبدو قطعت كل خيوط الود بين مرسى والسيسى - فعبر موقع المرصد الإسلامى الذى يرتبط القائمون عليه بعلاقات قوية بقيادات الإخوان، نشرت رسالة قيل إنها موجهة إلى أبناء التيار الإسلامى.

كانت الرسالة عبارة عن بشرى زفها الموقع إلى أتباع مرسى، وجاء فيها أن الرئيس محمد مرسى استدعى الفريق السيسى ووجه له تحذيرا عنيفا، وطالبه بأن يتدخل لدى قيادات الجيش ويجبرهم على التوقف عن التصريحات السياسية التى تتحدى الرئيس، وأن مرسى نجح فى تأديب الفريق السيسى الذى خضع لمرسى وجدد له الولاء.

كان الموقف الذى تحدثت عنه الرسالة من نسج خيال القائمين على المرصد الإسلامى، فلا مرسى جلس مع السيسى، ولا السيسى خضع وجدد الولاء، لكن الجماعة أرادت أن تطمئن أتباع مرسى بأن رئيسهم يسيطر على الموقف تماما.

كانت هذه الرسالة محاولة من جماعة الإخوان المسلمين للتخفيف مما تردد عن أن قيادات الجيش قامت بهدم الأنفاق بين سيناء وغزة دون العودة إلى مرسى، وأن الهدم جاء عن طريق إطلاق مياه الصرف الصحى، فأراد القائمون على المرصد الإسلامى الإشارة إلى أن مرسى يسيطر ولا تزال خيوط اللعبة بين يديه، وحتى تستر الرئاسة موقفها، فقد أصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن هدم الأنفاق التى قام بها الجيش كان بعلمها وموافقتها وتعليماتها، رغم أنها فعليا لم تكن تعرف عنه أى شىء.

كان رجال الشاطر هم من أطلقوا كل هذه الشائعات حول الفريق السيسى، إلا أن مرسى هو من تحمل عبء تصحيح الخطأ فصدر بيان من رئاسة الجمهورية يجدد الثقة فى الفريق السيسى محاولا امتصاص غضب قيادات الجيش التى كان صبرها قد بدأ ينفد من الرئيس وجماعته.

أثناء تفاعل هذه الشائعات جرت بعض الوقائع التى تشير إلى أن الصراع بين السيسى ومرسى وجماعته أصبح مكشوفا.. صحيح أنه لا أحد يريد أن يعلن العداء، لكن الريبة كانت هى المسيطرة على الموقف كله، وكان غبار المعارك قد بدأ فى التصاعد عبر الآفاق البعيدة.
فى 25 فبراير 2012 صرح الفريق السيسى بأنه لن يسمح بوجود ميليشيات فى مصر - لم يشر صراحة إلى ميليشيات جماعة الإخوان رغم أنه لم تكن هناك ميليشيات إلا لها - وحتى تكتمل الرسالة قال السيسى: إن القوات المسلحة تتعرض لهجمة شرسة، لكنه فى رسالة واضحة للإخوان أكد أن الجيش ملك للشعب ويجب أن يسانده بقوة.

لم تكن كلمات السيسى من فراغ، فخلف الأبواب المغلقة كانت الجماعة تعمل على قدم وساق لمحاصرة الجيش، وتشير تقارير الجهات السيادية التى رصدت نشاط الإخوان وقتها أن الجماعة تعد مشروعا محددا لتغيير بعض الهياكل داخل الجيش، وأنها تقوم بتدريب شبابها تمهيدا لإنشاء تنظيم مواز للقوات المسلحة، وقد استغلت فى ذلك إمكانيات مراكز الشباب التى يشرف عليها وزير الشباب الإخوانى فى توفير التدريب للشباب تمهيدا لدمجهم داخل التنظيم الموازى.

الأخطر من ذلك، وهو ما رصدته تقارير الجهات السيادية، كان تحركات القيادى الإخوانى المسجون حاليا محمد البلتاجى وتحديدا فى جهاز الرقابة الإدارية، أجرى البلتاجى وقتها اتصالات مكثفة بعدد من قيادات الجهاز، وتركزت أسئلته عن وجود ملفات لقادة الجيش فى الجهاز، ويبدو أنه كان يريد استخدام هذه الملفات إذا ما وجدت فى ضرب قيادات الجيش فى مقتل.. ولم يكن مناسبا أن تصمت القيادة العسكرية على كل هذا العبث فخرجت تهدد وبشدة من الاقتراب منها.

مرت الأزمة بين مرسى والسيسى، لكن حالة التربص ظلت قائمة بعدها، وفى مارس 2013 - وكما قال السيسى نفسه - توقف عن تقديم النصائح إلى الرئيس مرسى، فقد اقتنع تماما أنه لا فائدة من الحديث مع رئيس سلم نفسه إلى جماعته، ولا يريد أن يسمع إلى صوت العقل الذى يشير عليه دائما إلى أنه رئيس لكل المصريين وليس مجرد عضو فى جماعة، أو كما يطلق عليه البعض «مندوب مكتب الإرشاد» فى مؤسسة الرئاسة.

كان محمد مرسى قانعا تماما بما انتهت إليه المعركة، لكن خيرت الشاطر لم يقنع بذلك، ورغم أن حالة من الهدوء سادت العلاقة بين الرئيس ووزير دفاعه، فإن الشائعات تجددت مرة أخرى وهذه المرة ليس عن عزل وزير الدفاع فقط ولكن عن تغيير قادة الأفرع.. وجاءت الشائعات متزامنة مع حديث متواصل عن مشروع محور قناة السويس الذى أطلقت عليه الجماعة «مشروع إقليم قناة السويس» وتنازل مرسى عن حلايب، وهو ما تردد بعد عودته من زيارة السودان.

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) 3


كانت هناك حالة من الغليان فى الجيش وصل بخارها إلى وجه مرسى الذى طلب اجتماعا عاجلا بأعضاء المجلس العسكرى، وهو الاجتماع الذى تم فى 12 إبريل 2012، وكان بالمناسبة الاجتماع الأخير، فلم تتح فرصة أخرى لمرسى ليجتمع مع قيادات الجيش.

لم يستطع مرسى أن يواجه الجنرالات بشىء، أنكر تماما كل ما تردد عن مشروع قناة السويس والتنازل عن حلايب - هناك تسجيل صوتى لوزير الرى السودانى يؤكد أن مرسى تنازل عن حلايب بالفعل - كما أنكر نيته لتغيير قادة الأفرع، وانتهى الاجتماع بتجديد الثقة مرة أخرى بين الجيش والرئاسة.

لم يهمد الشاطر، وعاود مرة أخرى محاولته لإخضاع وزير الدفاع، وكان لابد من ضربة كبيرة، ولأن التفكير الإخوانى الشيطانى لا يتوقف، فقد لجأ إلى ما يمكن تسميته محاولة صنع بطولة للرئيس العاجز حتى يكتسب شعبية على حساب وزير دفاعه.

وكان أن تم خطف سبعة من الجنود المصريين.

الواقعة حدثت فى مايو 2013.. استيقظت مصر على خبر اختطاف 7 من الجنود، 6 منهم ينتمون إلى الشرطة، وواحد ينتمى إلى الجيش، ظل الأمر غامضا، والحديث عن مفاوضات بين الخاطفين لا ينتهى، فى ظل عبارة مخجلة أطلقها محمد مرسى، حيث إنه يحرص على سلامة الخاطفين والمخطوفين معا.

أيام قليلة وتم بث فيديو للجنود الـ7 وهم معصوبو الأعين، وبعضهم يوجه حديثه بغضب إلى وزير الدفاع الذى يجلس فى مكتبه دون أن يهتم بأن يعيد المخطوفين، وفى الوقت نفسه يوجه بعضهم ما يمكن اعتباره استغاثة إلى الرئيس مرسى ليخلصهم من أسرهم.

كان واضحا جدا أن من خطفوا الجنود يوجهونهم إلى إهانة الفريق السيسى ويمجدون فى الرئيس.. وعندما عاد الجنود ذهب محمد مرسى ليستقبلهم ويداعبهم فى لفتة حاول أن تكون أبوية.. وفى الصالون الذى جلس فيه مرسى مع الجنود، وجلس إلى جواره الفريق السيسى والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان ووزير الداخلية محمد إبراهيم، بدا أن هناك ما دار خلف الكواليس، فوزير الدفاع ووزير الداخلية فى حالة صمت تام، تعلو ملامحهما الغضب المكتوم، فقد كان هناك ما حدث ولا يرضيهم.. لكنهم لا يريدون أن يفصحوا عنه.

ما تردد وقتها - وهو الآن أقرب إلى الصحة والمنطق - أن خيرت الشاطر اتصل بالخاطفين ووعدهم بأن أحدا لن يقترب منهم، وأن الرئيس أصدر أوامره إلى الجيش بعدم الاقتراب منهم أو المساس بهم - المكالمات كما أشار مصدر أمنى مسجلة وموجودة - وكأنه يعرف أو على الأقل اتفق معهم على تنفيذ العملية التى اعتقد الإخوان المسلمون أنها يمكن أن تضمن حالة من البطولة والشعبية للرئيس، الذى ذهب فى هيئة المنتصر وحرر جنودا من أيادى خاطفيهم بينما وزير الدفاع لم يفعل شيئا.

لقد تركت قصة خطف الجنود أثرا سيئا فى نفوس قادة الجيش، كانوا يعرفون من وراءها وما أراده من ذلك، لكن يبدو أن الفريق السيسى لم يتحرك وقتها، لأنه كان قد وصل إلى قناعة بأن هذا النظام انتهى تماما، وما يحدث من حوله ليس إلا علامات على ذلك، وكان يدرك أن محمد مرسى ليس أكثر من عروس ماريونيت يحركها آخرون من وراء ستار، ولذلك فإن نظاما يعمل بهذه الطريقة لابد أن يسقط دون أن يهز قواعده أحد.

كان السيسى يعرف أن الشاطر هو الرجل القوى، أدرك ذلك عندما زاره خيرت فى مكتبه بالمخابرات الحربية قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بساعات قليلة، وكانت الجماعة قد تأكدت أن محمد مرسى هو الفائز بها، يومها كان الشاطر يحمل معه رسائل طمأنة للجميع، وأن الجماعة لن تقصى أحدا، بل ستفتح ذراعيها لكل الأطياف السياسية الأخرى، كان يتحدث بقوة ومنطق من يملك كل الخيوط فى الجماعة.

تأكد السيسى من قوة خيرت داخل الجماعة كذلك فى الأيام الأخيرة لنظام محمد مرسى، ففى إحدى خطبه المذاعة أشار إلى أنه التقى باثنين من قيادات الجماعة قبل 24 ساعة من إلقاء مرسى خطاب 26 يونيو، وهو الخطاب الذى تحدى فيه الجميع، وأن أحدهما هدد بأنه فى حالة عزل مرسى، فإن حلفاء الجماعة سيقومون بعمليات عنف لا يمكن السيطرة عليها، وبعد ذلك فى حوار السيسى مع ياسر رزق، كشف عن أن هذين القياديين هما سعد الكتاتنى وخيرت الشاطر.

ذهب الشاطر فيما يبدو أنه كان محاولة أخيرة لإنقاذ محمد مرسى، وكانت هذه المرة مباشرة ودون الاختفاء وراء ميليشيات إلكترونية.. لأن الأزمة كانت قد اقتربت من خط النهاية، وكان لابد أن يظهر الشاطر بنفسه ويصبح فى المواجهة أمام الرجل الذى كان يعرف تماما أنه من سيتصدى للجماعة إذا ما خرج الشعب عليها، وعندما صرخ السيسى فى وجه الشاطر - طبقا لما قاله - انتم يا تحكمونا يا تموتونا - أدرك رجل الجماعة القوى أن الأمر انتهى، وأن صمت السيسى طوال الشهور الماضية لم يكن إلا انتظاراً للحظة يخرج فيها الشعب لعزل مرسى، وهى اللحظة التى كانت قد اقتربت بالفعل.

لم يكن الفريق السيسى يجهل قوة خيرت الشاطر.. كان يعرف أنه من يحرك الأمور كلها، ولذلك فعندما قررت اللجنة التى شكلها مجلس الشورى لاختيار رؤساء التحرير الجدد للصحف، وقررت هذه اللجنة أن تستبعد ياسر رزق من رئاسة تحرير الأخبار، لم يتحدث السيسى مع مرسى ولا يطرق باب أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، ولكنه تحدث مباشرة مع خيرت الشاطر، لكن الشاطر أصر على أن يخرج رزق من الأخبار، قائلا لوزير الدفاع: إنه ليس معنا ولن يكون معنا أبدا.

ورغم معرفة الفريق بقوة الرجل وسيطرته على الجماعة فإنه لم يتورط أبدا فى الإشارة إليه لا بالتلميح ولا بالتصريح. كان يضعه فقط تحت المراقبة الدقيقة، وربما تكون هذه المراقبة هى التى جعلت الشاطر الآن سجينا ليس متهما فقط بالتحريض على العنف وتمويله..ولكنه متهم أيضا فى عدة قضايا تخابر.. لن يكون عسيرا أن يتم تقديم الدليل عليها لأنه موجود بالفعل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 01, 2013 11:43 am


.. «الليالى الطويلة».. أحلام وكوابيس مرسى والسيسى فى 4 أيام .. المعزول رفض الاستفتاء على بقائه فى الحكم لأنه كان يعرف أن مكانه إما على رأس السلطة أو فى قاع السجن


( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) S520132162557

مرسى حاول خداع السيسى.. أخبره بأن خطاب 26 يونيو فيه كل ما طلبه.. ووكالة الأناضول تنشر تصريحا: لا تنازلات للمعارضة والطوارئ فى انتظار 30 يونيو

الجماعة استعانت بالشاطر لتهديد السيسى فى مكتبه.. والسؤال: لماذا لم يأمر وزير الدفاع بالقبض على خيرت بعد أن هدد بإعلان الحرب على الجيش؟

السيسى قرر منح الرئيس مهلة 7 أيام بعد أن وصلت إهانات الإخوان إلى الجيش.. فلم يتحمل القادة وصف البلتاجى للجيش بأنه جيش النكسة

لماذا فشل محمد مرسى فى اختراق تحالف السيسى مع وزير الداخلية.. وهل قدّم محمد إبراهيم استقالته ليلة 30 يونيو بعد أن تجاوز المعزول فى الحديث معه؟

فى مؤتمر نصرة سوريا ردد محمد عبد المقصود دعاء وصف فيه معارضى مرسى أنهم كفار وسط ترديد المعزول للدعاء

هل كتب هيكل بيان مهلة الـ48 ساعة الأخيرة.. ولماذا حرص على التقاط صورة خاصة مع السيسى أمام قبر عبدالناصر؟

ان شباب «تمرد» ينطلقون فى الشوارع والميادين يسارعون الزمن من أجل الحصول على صك عزل مرسى عبر ملايين التوقيعات على الاستمارة السحرية التى خرجت لجماعة الإخوان من قلب الجحيم الذى صنعوه هم بأيديهم.

وكان رجال حركة «تجرد»- الحركة التى أسسها نفاقا القيادى الإرهابى عاصم عبدالماجد- وفى حالة منحطة من المكايدة السياسية يحاولون تشويه حركة الشباب والسخرية من التوقيعات التى يجمعونها، ويزايدون عليهم بأنهم جمعوا توقيعات أكثر منهم، رغم أننا لم نر لهم نشاطا لا فى شارع ولا فى ميدان.

وقتها كانت قيادات جماعة الإخوان عبر وسائل الإعلام تتحدث بتفاؤل عن الغد المشرق، والبرلمان الذى سيأتى ليحسم حالة النزاع التى يشهدها الشارع، فالمصريون سيقولون كلمتهم ويختارون الجماعة وحلفاءها، وسيكون هذا الرد البليغ حجرا فى فم كل من يشكك فى شرعية الرئيس، أما ما يردده كارهو المشروع الإسلامى عن تغيير الحكومة وتعديل مواد الدستور المختلف عليها وإنهاء مهزلة النائب العام، فهى أمور تافهة سرعان ما سينفض عنها من يطالبون بها.

وقتها أيضا - وفى حالة تعكس الخوف الشديد من غضب الشعب وفوران الشارع- كان عدد من قيادات الجماعة يخففون من وطأة ما سيحدث، عصام العريان مثلا- أحد الذين كانوا يفهمون سياسة داخل الجماعة رغم انحطاطه بعد وصول الإخوان إلى السلطة- قال إن شيئا لن يحدث، عدة آلاف سيخرجون فى مظاهرات، وفى نهاية اليوم سيعودون إلى منازلهم، وبعدها تلتفت الجماعة إلى شؤونها.

وعندما تمد الخيط على استقامته ستجد حلفاء الجماعة يقومون بواجبهم فى ترهيب الخصوم وبث الرعب فى قلوبهم، فصفوت حجازى يهدد من يرش الرئيس بالماء أن يرشه هو بالدم، وطارق الزمر يهدد بسحق من يتظاهر أو يخرج يوم 30 يونيو، وعاصم عبدالماجد يعد الجيوش ليواجه أعداء الله والرئيس.. وكل هذا مسجل ومذاع على الملأ، دون خوف ولا خشية، فهؤلاء رجال الرئيس فمن يقدر عليهم.

فى هذه الأيام العصيبة- أتحدث تحديدا عن الفترة من 23 يونيو إلى 3 يوليو 2013- كان الشعب يرقب ما يحدث بخوف وقلق.. كان هناك حلم كبير أن ينزاح كابوس الإخوان، لكنها كانت أحلاما مهددة.. لم يكن أحد يثق فى شىء.. كان السؤال الذى سيطر على أذهان الخائفين: هل يمكن أن يفعلها الشعب المصرى مرة ثانية؟
أين كان الجيش من كل هذا؟
ما الذى كان الفريق السيسى تحديدا يفعله خلال هذه الفترة التى بدأت بصدام ناعم مع الرئيس محمد مرسى سرعان ما تحول إلى صدام صريح، عنوانه قائد جيش ينحاز إلى رغبة شعبه ويزيح رئيسا حتى اللحظة الأخيرة يتمسك بشرعيته التى كانت قد تآكلت بالفعل؟.. ما الذى يفكر فيه وهو يعرف أن أخطر اختبار فى انتظاره، فإذا ما خرج الشعب سيكون عليه الاختيار.. ولن تكون لديه رفاهية التريث، فهو إما مع الشعب وإما مع الإخوان.. فالحسم لابد أن يكون سريعا.

كل ما صرح به السيسى قبل أن نصل إلى محطة 30 يونيو كان يشير إلى أنه سيكون فى الضفة التى سيقف عليها الشعب، لكن أعتقد أنه كثيرا ما دعا ربه فى صلواته وخلواته: «اللهم لا تدخلنا فى تجربة ونجنا من الشرير»، فلا هو ولا مصر كلها كانت فى حاجة إلى مزيد من العنف والفوضى والتخريب، لأن الاختيار كان إما المصالحة بين النظام والقوى السياسية والشعب، أو إزاحة النظام كله، وهو نظام كان السيسى يعرف أنه لن يستسلم بسهولة، لأن مرسى ومن وراءه لم يكن لديهم إلا تصور واحد، فهم إما فى السلطة أو فى السجن.. وكان الإخوان وحلفاؤهم قد قرروا ألا يعودوا إلى السجون مرة أخرى.
أعرف أن الفترة التى تحدد مرحلة الصراع بين السيسى ومرسى قصيرة، لكن ما حدث فيها جعل منها محطات عديدة، أعتقد أن الوقوف على كل منها يمكن أن يساعدنا ليس فى معرفة ما جرى ولكن فى استيعابه وفهمه أيضا.

محاولة إنقاذ فى 7 أيام
فى 23 يونيو قرر الفريق السيسى أن يكون واضحا ومباشرا، ينهى مرحلة النصائح السرية والاجتماعات الخاصة التى تجمعه بمحمد مرسى، ويجعل الشعب طرفا فيما يدور بين الرئيس ووزير دفاعه.. شعر أنه لا بد أن يجيب على سؤال الشارع: أين السيسى؟
كان وزير الدفاع يحضر الندوة التثقيفية الخامسة التى نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء.. تحدث لمن حضروا الندوة، وهناك قال إن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى.

رسالة السيسى كانت واضحة، فهو كما قال إن القوات المسلحة على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى، دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام، وولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم.

كان السيسى يعرف أن هناك من سينتقد إشارته إلى استعداد الجيش للتدخل فى العراك السياسى القائم، ولذلك دفع بما يبرر موقفه، مشيرا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية ومنذ توليها المسؤولية فى أغسطس الماضى أصرت على أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى، وتفرغت تماما لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها، وما تم من إنجازات فى هذا الشأن خلال الأشهر الثمانية السابقة يمثل قفزة هائلة، لكن حالة الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، لأنه يخطئ من يعتقد أن هذه الحالة فى صالح المجتمع، ولكنها تضر به وتهدد الأمن القومى المصرى.

كانت هذه رسالة عامة.
الآن تبدأ الرسائل الخاصة، قال السيسى: يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه.
وقال أيضا: إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ونحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدى على إرادة الشعب، فليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف من أن يمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه.

وقال فى رسالة ثالثة: الإساءة المتكررة للجيش وقياداته هى إساءة للوطنية المصرية، والشعب المصرى بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، ولن تقف القوات المسلحة صامتة بعد الآن على أى إساءة قادمة توجه للجيش، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومى المصرى.

بعد الرسائل جاءت ساعة الحسم.
فقد دعا السيسى الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، وقال نصا: لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله.

لم يغضب محمد مرسى من مهلة الأسبوع التى منحها السيسى للجميع من أجل التوافق والمصالحة، بل أثنى عليها، وأغلب الظن أنه اعتبر نفسه فوق الجميع، وأن المقصود بالدعوة هو القوى السياسية التى يجب أن تتحاور وتصل إلى صيغة تفاهم، فهو حتى اللحظة الأخيرة كان مقتنعا بأنه على صواب والجميع على خطأ، وعليه فهو ليس معنيا بما قاله السيسى، بل الآخرون هم المعنيون بذلك وحدهم.

لم تكن دعوة الفريق السيسى صماء، لقد وصلت إلى محمد مرسى قائمة من المطالب التى تريدها قوى المعارضة، وكان سقف هذه المطالب الاستفتاء عليه هو شخصيا، ولست مع من يقول- وهى مصادر مقربة مما حدث- إن مرسى كان متفهما لما فعله السيسى، وكان موافقا على مهلة الأسبوع دون اعتراض، فقد كان الرجل عاجزا، بدليل أنه أخبر السيسى تخوفه من رد فعل الجماعة على مهلة الأسبوع، وانزعج بشدة من تصرفات الجماعة حيال المهلة، لكنه فى النهاية قبلها ولم يعلق على المطالب بشىء.. ربما لأنه كان ينتظر الرد ليأتيه من مكتب الإرشاد.

أصدق الفريق السيسى عندما قال: ان دعوته للتوافق فى أسبوع يمكن أن يحدث فيه الكثير مجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله، لكن لا أستطيع تجاهل أن الكلمات كانت غاضبة واللجهة كانت حاسمة والنبرات كانت متلاحقة، لأن الإهانة التى طالت الشعب من جماعة الإخوان بدأت فى الاقتراب من القوات المسلحة أيضا.. لقد أدركت الجماعة أن الجيش لن يكون معها أبدا، ولذلك أرادت أن تشن عليه هجمات استباقية علها تضعف من همته أو ترهب من يقودونه.

كانت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها قد دعوا إلى مليونية حاشدة وضعوا لها عنوانا مضحكا وهو «لا للعنف».. وعلى منصتها وقف محمد البلتاجى- الرجل الذى أورد نفسه وجماعته موارد التهلكة- ليهاجم الجيش المصرى ويصفه بأنه جيش النكسة، فى إشارة إلى ما حدث فى 5 يونيو، وهو ما لم يمرره قادة الجيش الذين غضبوا غضبة لم يستطيعوا كتمانها.. ولذلك كانت إشارة السيسى إلى الإساءات المتكررة للجيش فى بيان المهلة أمرا لافتا للانتباه.

قبل هذه المليونية كانت الجماعة قد ارتكبت حماقة من أكبر حماقاتها- وهى كثيرة ومتشعبة- فى المؤتمر الذى أسمته نصرة سوريا.

حضر مرسى فى حشد من أتباعه وأنصاره، وقد بدا الحشد محاولة لإرهاب الخصوم، أملا فى أن يتراجعوا عن المواجهة فى 30 يونيو، دعك مما قاله محمد مرسى فى خطابه الطويل والممل والسخيف، والإجراءات السياسية التى أعلنها فيما يخص سوريا، وهى إجراءات كانت تغازل الموقف الأمريكى من الأزمة وترمى بنفسها تحت قدميه، ولكننى أتوقف فقط عند الدعاء الذى ردده الشيخ محمد عبدالمقصود فى نهاية كلمته، وهى الكلمة التى حظيت بأكبر قدر من التصفيق من الحاضرين.

قال عبدالمقصود فى دعائه: أسأل الله- عز وجل- أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يجعل يوم الثلاثين من يونيو يوم عز للإسلام والمسلمين، وكسر شوكة الكفار والمنافقين، اللهم رد كيدهم فى نحورهم، واجعل تدميرهم فى تدبيرهم، اللهم إنا نجعلك فى نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب.. اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين واجعلنا منهم يا رب العالمين.

تصفيق أنصار محمد مرسى كان طبيعيا جدا، فهم ما جاءوا إلى استاد القاهرة، حيث عقد المؤتمر، إلا من أجل هذا الهدف، إرهاب من يعارضون رئيسهم، لكن المصيبة أن مرسى الذى كان يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين، كان يؤمن على دعاء عبدالمقصود على الشعب المصرى فى معظمه ووصفه بالكفر والنفاق، وهى المرة الأولى تقريبا التى تجد فيها رئيسا يدعو على شعبه.

كان هذا المؤتمر يوم 16 يونيو، وفيه اجتهد شيوخ السلفية فى التعريض بالشيعة، بل طالب أحدهم أن يطهر مرسى مصر من هؤلاء الأنجاس، وكان طبيعيا أن يحدث التحريض أثره، ففى 24 يونيو وبعد ساعات فقط من مهلة الأيام السبعة التى منحها السيسى للجميع، كانت مجموعة من المواطنين بتدبير واضح وتحريض محكم من الإخوان المسلمين يقتلون ويسحلون أربعة من الشيعة فى قرية أبو مسلم بمركز أبو النمرس بالجيزة، ومن بينهم القيادى الشيعى الكبير الشيخ حسن شحاتة.

كان الهدف من المجزرة واضحا، فالإخوان ومن يقفون وراءهم يريدون أن يرى الجميع مصير من يتجرأ ويخرج على الخط المرسوم، ليس لدى الجماعة إلا القتل والسحل لكل من يعترض طريقهم، وكأن جثث هؤلاء الشيعة القتلى لم تكن إلا قربانا قدمته الجماعة على مذبح السلطة حتى يخشى الجميع الاقتراب من حماها.. وحتى يفكر من يحشدون لـ30 يونيو أن مصيرهم لن يختلف عن هذا المصير بل سيكون أشد.

هذه الأعمال الإجرامية جعلت السيسى يدرك أن المعركة تجاوزت مرحلة المواجهة فيها بين الشعب والجماعة.. وهى مواجهة يقف فيها الجيش على الحياد، حتى إذا ما رأى خطورة على الأمن القومى المصرى فيسارع بالتدخل حتى لا تنهار الدولة، ولكن المواجهة أصبحت بين الجيش والشعب فى جهة وجماعة الإخوان وحلفائها فى الجهة الأخرى، فقد وحدت الجماعة بين الجيش والشعب فى الهدف والاتجاه والقرار.. والمصير أيضا.

كان بيان «السبعة أيام» هو نقطة البداية فى الثورة، فالسيسى- وهذا ما لم يستوعبه مرسى- وضع جدول الثورة بإعلانه عن مهلة الأيام السبعة، لأنه كان يعرف جيدا أن الجماعة لن تستجيب، بل ستظل على عنادها وغرورها وتكبرها.
بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 01, 2013 12:00 pm


ظهور اللاعب الرئيسى فى مكتب السيسى
كان لابد أن يرد محمد مرسى على مهلة الجيش، أدركت الجماعة أنها أصبحت فى صراع واضح مع القوات المسلحة، هى التى تقف فى المواجهة وليس الشعب فقط، حاول الإخوان أن يلعبوا باللاعب الرئيسى.. فظهر خيرت الشاطر فى محاولة أخيرة للإنقاذ.

فى 25 يونيو 2013 التقى الفريق السيسى بالمهندس خيرت الشاطر فى مكتبه بوزارة الدفاع، وكان حاضرا معهما الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة.. لم يكن للكتاتنى دور فى الاجتماع، فالمواجهة كانت بين الشاطر رأس الجماعة ومحركها ومدبر أمورها، وبين رأس الجيش والشعب معا.. وربما كان وجود الكتاتنى لصنع غطاء سياسى للقاء، فهو رئيس حزب الجماعة السياسى أما خيرت فلم يكن له منصب سياسى لا فى الحزب ولا فى الدولة يجعله يذهب للتفاوض أو التشاور أو الاتفاق مع وزير الدفاع على أى شىء.

لم يقدر الشاطر قوة خصمه، تعامل معه بالطريقة التى يجيدها، وليس بالطريقة التى يجب أن يتبعها فى حضور قائد جيش قوى ومدير جهاز مخابرات سابق متمكن من عمله.. تحدث الشاطر بوضوح عن رد فعل الجماعة إذا ما أدت مظاهرات 30 يونيو إلى عزل مرسى.
كان الشاطر يعرف جيدا أن المظاهرات وحدها حتى لو استمرت طويلا لن تكون قادرة على عزل الرئيس إلا إذا تدخل الجيش لمساندتها، وقال فيها كلمته الأخيرة، ولذلك فإننى لست مع الذين يميلون إلى أن الشاطر ذهب يهدد الشعب، ويقول إن هناك جانبا من الجماعات الإسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليه.. وهذه الجماعات موجودة فى سيناء والوادى ومستعدون فى أى وقت لإطلاق النار.

كان التهديد واضحا للجيش المصرى وفى حضور قائده.. الشاطر قصد تماما ما نطق به، فالجماعات الإسلامية التى احتضنها فى سيناء وغيرها لم تكن لها مهمة إلا الانتظار للحظة المناسبة، ولم تكن هذه اللحظة إلا محاولة إزاحة مرسى عن عرشها.. ولا أدرى كيف صبر السيسى على الرجل الذى هو فعليا بلا صفة سياسية وهو يهدد ويتوعد، بل كيف لم يأمر بالقبض عليه بعد تهديده الصريح للجيش المصرى بالاستهداف والتصفية؟
كان السيسى حتى هذه اللحظة يدير الأمر بهدوء، ورغم أنه انفعل على خيرت الشاطر- كما قال هو فى حواره مع ياسر رزق فى المصرى اليوم- وقال له: إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا- فإنه حافظ على انفعالاته، لقد أراد للمشكلة حلا، لكن الجماعة تصر على التعقيد.

خرج الشاطر من مكتب السيسى فى وزارة الدفاع وهو يدرك تماما أن مهمته فشلت، ذهب يهدد فوجد غضبا عارما فى مواجهته، لقد تعود الشاطر على لغة وتصرفات العصابات الإجرامية، وتجاهل تماما أنه أمام جيش منظم وقوى وأن التعامل معه لابد أن يكون بحساب.. وقد يكون الشاطر صمت بعدها لأنه أدرك أن وجود مرسى فى السلطة انتهى تماما، وربما يكون قرأ فى عيون السيسى وقتها هذا المعنى.. فتأكد أن قضاء الله وقع وقدره على وشك التنفيذ ولا فائدة من شىء.

فشل اللاعب الرئيسى فى الجماعة فظهر الاستبن فى محاولة أخيرة للإنقاذ.. صباح الأربعاء 26 يونيو جلس السيسى مع محمد مرسى ساعتين كاملتين.. لم يقرأ الخطاب الذى سيلقيه المعزول، اكتفى بأن سمع منه وعنه، قال له مرسى: إن كل ما تريده سنفعله.

صباح يوم الخطاب حدث ما يمكننا اعتباره مؤشرات خداع فى موقف محمد مرسى، وأن ما قاله للفريق السيسى لم يكن إلا محاولة لكسب الوقت.. وأنه لم يكن ينتوى مطلقا أن يستجيب لما قاله، فقد كانت لديه أجندته التى قرر ألا يغيرها أحد. فى هذا اليوم كتبت الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس للشئون السياسية على حسابها الخاص بـ«تويتر»: الخطاب الذى سيلقيه الرئيس اليوم سيقدم فيه كشف حساب للشعب عن حصاد عام منذ توليه.

وضعت باكينام نقطة وراء كلامها فى إشارة إلى أن الخطاب سيكون إيجابيا، فهى المسؤولة عن الصياغة السياسية لما يقوله الرئيس، ولابد أن لديها معلومات جعلتها تتأكد أن الأزمة ستنفرج، لكن ما نشرته وكالة الأناضول فى نفس اليوم وربما فى نفس التوقيت كان مختلفا تماما.

وكالة الأناضول - التى كنا نتعامل معها على أنها الوكالة الرسمية لنظام محمد مرسى وليس وكالة أنباء الشرق الأوسط - نقلت عن مصدر رئاسى مقرب من الرئيس - أخفت اسمه بالطبع- أن الخطاب ستكون فيه رسائل قوية وحاسمة، وأن مرسى سيجدد دعوته للحوار مع قيادات المعارضة دون أن يقدم لهم تنازلات من أى نوع.. كما أنه سيلمح بإمكانية فرض الطوارئ فى حالة تدهور الأوضاع عقب مظاهرات 30 يونيو.. وأنه سيكشف المؤامرة التى تخطط لها المعارضة بالاشتراك مع رموز الحزب الوطنى لإسقاط الدولة.

كانت هذه التصريحات- كل ما جاء فيها تحقق ولم يخرج عنه الخطاب الذى سمعه الجميع- منشورة تقريبا فى الوقت الذى كان يجتمع فيه السيسى مع محمد مرسى فى قصر الاتحادية، لكن وزير الدفاع مد حبال الصبر حتى تكتمل الصورة، ليكتمل القرار، وكان أن خرج مرسى ليستعدى الجميع ويخوض فى أعراض الناس ويذكر مواطنين بالاسم فى حالة تؤكد أنه على بعد خطوة واحدة من الانهيار التام.. وساعتها لم يجد السيسى إلا الصمت، فقد أدرك فى هذه اللحظة أن مرسى انتهى.. وأن ما تبقى منه هو إجراءات الدفن التى حتما ستنتهى سريعا.

3 - حلف السيسى ووزير الداخلية
من بين الأسباب التى دعمت التوتر بين السيسى ومحمد مرسى، علاقة وزير الدفاع بوزير الداخلية، أحمد جمال الدين، وهو الوزير الذى خرج من منصبه بعد أن رفض ما طلبه منه مرسى من فض اعتصام الاتحادية بالقوة.

كان السيسى يدرك أن الأمن لا يمكن أن يتم إلا بالتعاون الجاد بين الجيش والشرطة، وأن الداخلية التى فقدت كثيرا من قدرتها فى الشارع، واهتزت صورتها بعد ثورة يناير، تحتاج لمن يجبر كسرها ويعيد العلاقة بينها وبين الشعب لتكون هادئة ومستقرة.

ولا ينسى الإخوان المسلمين الصورة الشهيرة التى جمعت بين السيسى وأحمد جمال الدين وهما فى لقاء مشترك، وكل منهما يمسك بيد الآخر، فى إشارة واضحة إلى أن الداخلية ستكون داعمة للجيش فى أى موقف يأخذه، ورغم أن محمد إبراهيم الذى دخل الوزارة بعد أحمد جمال الدين كان متهما طول الوقت بأنه يعمل من أجل محمد مرسى فقط، وأنه يعيد الداخلية إلى ما كانت عليه فى عصر مبارك من حماية النظام على حساب الشعب، فإن الفريق السيسى اقترب من محمد إبراهيم، ويمكن أن نقول إنه احتواه بشكل كامل، وللمصادفة فهناك صورة من اجتماع بينهما، يمسك كل منهما بيد الآخر، فى إشارة إلى أن الجيش والشرطة إيد واحدة، وهو ما كان يزعج محمد مرسى، فقد كان يخطط دائما لأن يكون هناك فصل بين الداخلية والجيش، بحيث يكون ولاء كل جهاز منهما له هو شخصيا، دون تعاون أو تنسيق، لكى يقوم بهذا التنسيق وحده.

فى ليلة 30 يونيو.. عندما كانت أعصاب مصر كلها مشدودة ومتوترة، سارت شائعة عن مشاجرة عنيفة جرت فى قصر الاتحادية بين محمد مرسى ووزير داخليته محمد إبراهيم، كان مرسى عنيفا وهو يصدر أوامره لإبراهيم بأن يحمى مقرات جماعة الإخوان المسلمين ومقرات حزب الحرية والعدالة، لأن المظاهرات التى ستخرج تستهدف بالأساس هذه المقرات، إلا أن وزير الداخلية رفض وقال له إنه لو وفر حماية لمقرات حزب الحرية والعدالة، فسيكون عليه أن يوفر الحماية نفسها للأحزاب الأخرى، ثم إنه سيكون عليه عبء تأمين المظاهرات، ولن تكون هناك فرصة لتأمين كل مقرات الإخوان فى الجماعة والحزب.

يومها تردد أن وزير الداخلية تقدم باستقالته بعد أن تجاوز محمد مرسى فى الحديث معه، إلا أن مصدراً بوزارة الداخلية أكد لى أن الوزير لم يتقدم باستقالته يومها.

سألته عن المشادة التى حدثت بين الوزير والرئيس، فلم يحسم الأمر بشىء، لم يؤكد ولم ينف وترك أمر المواجهة العنيفة بين مرسى وإبراهيم لمزيد من الإضافات والحذف والشائعات.

لم يكن محمد إبراهيم يستطيع أن يخرج عن حالة الإجماع التى بدت عليها الداخلية قبل أيام من ثورة يونيو، كان جهاز الشرطة على قلب رجل واحد فى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت بالفعل قد تجاوزت كل الحدود فى التعامل مع كل مؤسسات الدولة.. وهذا هو المهم، لم يكن لوزير الداخلية أن يخرج من التحالف مع الفريق السيسى، وهو تحالف أعلن مبكرا جدا أنه سيحمى الشعب ولن يسمح بالاعتداء عليه مهما كانت العقبات أو الخسائر.

نجا محمد إبراهيم بهذا الموقف - سواء كان خبر المشاجرة مع مرسى صحيحا أو فيه بعض المبالغات - من انتقام الشعب ومطاردته، فقد اعتبره كثيرون يد الإخوان الباطشة فى مواجهة خصومها، لكنه فى اللحظة الأخيرة، وتحديدا فى اللحظة التى سبقت غلق باب التوبة أعلن انحيازه التام للشعب ضد سلطة فقدت كل شرعيتها.

أطول ليلة فى التاريخ
من بين ما استوقفنى كثيرا فى العلاقة التى ربطت بين محمد مرسى والفريق السيسى، كانت لحظات تأمل فى ليلة 30 يونيو، كيف قضى كل منهما هذه الليلة، إنها كانت فعلا وقولا أطول ليلة فى حياة كل منهما.

مرسى فى مأزق.. فهل يفعلها الشعب ويخرج بالملايين يطالب بعزله وإخراجه من قصر الرئاسة؟

والسيسى فى مأزق.. هل يتخاذل الشعب ولا يخرج من أجل المطالبة بحقوقه وحريته؟
كانت العلاقة بين مؤسسة الجيش ومؤسسة الرئاسة قد وصلت إلى بداية المنحدر.. لم تكن هناك عودة، كان السيسى يعرف جيدا أن الشعب لو تخاذل، فإن مرسى سيدير آلة الانتقام من الجميع، سينكل بكل من وقف فى طريقه.. وستخرج الجماعة ومن ورائها حلفاؤها ليفرضوا سطوتهم على الجميع وبلا رحمة.

تحدث السيسى عن يوم 30 يونيو، لكنه لم يتحدث عن الليلة التى سبقت العاصفة، قال إنه شاهد يوم 30 يونيو كل ما جرى، وكان يتوقع حشودا أكثر، لكن ما حدث كان هائلا ونقطة فارقة فى تاريخ مصر.

كانت التقارير التى وردت للأجهزة الأمنية السيادية تشير إلى أن جماعة الإخوان، ومن وراءها سيحاولون منع مظاهرات 30 يونيو بالقوة.. وهو ما كان مصدر قلق للجميع وليس الفريق السيسى فقط.. قلق يجعل النوم يخاصمه تماما.. فقد كان المستقبل كله معلقا بساعات قليلة مقبلة.

يحتفظ السيسى فى خزانة أسراره بتفاصيل هذه الليلة.. لم يفصح عن الأحلام التى زارته فى منامه، ولم يقترب من الكوابيس التى هاجمته، كان الرجل قد قرر أن يواجه مصيره وليكن بعدها ما يكون.

لم يتحدث السيسى مع محمد مرسى خلال يوم 30 يونيو.. ترك المشهد يتشكل على مهل، لم يحاول التأثير عليه أو يلفت نظره إلى الحشود التى نزلت إلى الشوارع، وهو ما يجعله ملزما بأن يستجيب لمطالب الشعب، ربما لأنه أدرك بنزول كل هذه الملايين أن كل المطالب التى أرسلها لمرسى قبل ذلك ووصل سقفها إلى الاستفتاء الشعبى على الرئيس، لم تعد صالحة للتجاوب مع المشهد المهيب، فلم يخرج المصريون ليطالبوا من مرسى شيئا، بل خرجوا لينهوا عصره تماما.

فى اليوم التالى 1 يوليو تحدث السيسى مع مرسى، وكانت المفاجأة أن الرجل لم يصله المشهد، تجاهل كل التقارير التى وصلته عن الملايين التى نزلت، واعتمد رواية حزب الحرية والعدالة وقناة مصر 25، حيث قدر أعداد الجماهير التى نزلت إلى الشوارع بـ 120 ألفا فقط.
كان السيسى يعرف أن محمد مرسى سيتجاهل الأعداد التى نزلت ضده فى 30 يونيو، لكنه لم يكن يتصور أن يتعامل الرجل بكل هذه الغفلة مع الأمر، ولذلك فقد قامت القوات المسلحة بتصوير المظاهرات فى مختلف أنحاء الجمهورية، وقدمتها لمحمد مرسى الذى ظل على رأيه تماما، ولم يتراجع عنه، فقد كان ما يقوله له الإخوان هو الأصدق بالنسبة له، أصدق حتى من عينيه بعد أن رأى الحشود بنفسه.

لم يكن أمام السيسى إلا الخطوة الأخيرة، لقد استنفد كل الأوراق التى معه، انتهت مهلة الأسبوع دون أن يتقدم محمد مرسى فى اتجاه المصالحة قيد أنملة، الشعب نزل وبملايين لم يكن يتوقعها أحد.. لم يبق إلا القرار الذى انتظره الشعب، والذى تحدث عنه السيسى.. لكن المفاجأة أنه لم يفعلها مباشرة.

بيان آخر وأخير منح محمد مرسى 48 ساعة، لم يكن البيان مفاجأة لمرسى، اطلع عليه، وأخبره السيسى بمحتواه، وهنا وصل الغضب الرئاسى إلى ذروته، شعر مرسى بأن السيسى يلوى ذراعه، ويجبره على أن يأخذ قرارا بعينه.

لقد أخذ السيسى من هذه الواقعة دليلا على أنه لم يسع إلى الانقلاب على الرئيس، فقد ظل حتى اللحظة الأخيرة يمد يده بالخير، ثم إن من يقوم بانقلاب لا يتحدث، ولا يخبر من سينقلب عليه بما سيقوم به.

لكن حتى مهلة الثمانية والأربعين ساعة أضاعها محمد مرسى، وقبل أن يمضى الرجل جعل المصريين يعيشون ليلة سوداء، فقد أطل مرسى مساء 2 يوليو فى خطاب إلى الشعب، مثل فى حد ذاته فضيحة متكاملة الإركان، وكان كافيا بمفرده كمبرر للإطاحة به.

كان مرسى فى خطاب 2 يوليو فاقدا لأى اتزان من أى نوع.. بدا كمجنون يوشك على الغرق، لم تكن على لسانه إلا كلمة واحدة وهى الشرعية - التى كانت بالفعل قد فقدت أى معنى لها - أخذ يهدد ويتوعد، وجزم المتشائمون أن هذا الحديث لم يكن إلا عبارة عن شفرة لأنصار مصر بأن يتحركوا، وكانت كلمة السر فى التحرك هى «إننى أفدى الشرعية بدمى».

لكن لم تمض إلا ساعات قليلة وكان الفريق السيسى ينهى كل شىء، وينحاز تماما إلى الشعب، لينهى بذلك علاقته مع محمد مرسى، فقد كان آخر مرة قد تحدث معه فيها يوم 2 يوليو، قبل أن يلقى مرسى كلمته، فقد منحه فرصة أخيرة عله يعدل عما فى رأسه، وعله يقدم حلا للخروج من الأزمة، لم يتفق السيسى مع مرسى على شىء يخص خطاب 2 يوليو، تركه يقول ما لديه، فقد كان يعلم أن الأمر انتهى تماما، وبالفعل فى 3 يوليو 2013 أنهى السيسى بكلمات قليلة عصر محمد مرسى، لتنتهى بذلك كوابيس أربعة أيام جمعت بين السيسى ومرسى فى قارب واحد.. قارب قرر السيسى أن يتركه لمرسى ليغرق به وحده.

وهنا تعود الصورة من جديد، لقد كانت الليلة التى سبقت 3 يوليو أقل وطأة، لأن السيسى كان على ثقة فى أن الشعب سيكمل ثورته، ولن يتخلى عنه فى اليوم الذى قرر فيه الاستجابة لمطالبه كلها مرة واحدة، لكن هذا لا يمنعنى من تصور حال الرجل فى هذه الليلة التى كان يعرف أنها الليلة الأخيرة فى نظام مرسى، وأن مصر بعد ساعات ستدخل عصرا جديدا.
ليلة أخرى أعتقد أنها كانت صعبة على السيسى، هى ليلة 26 يوليو، اليوم الذى دعا فيه المصريون إلى النزول لتفويضه لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، رغم أنه كان يحتاج إلى التفويض أكثر ليقول للعالم: إن ما قام ثورة وليس انقلابا.

قبلها كانت هناك اتصالات مع العديد من القوى السياسية للتنسيق فيما بينها للنزول يوم الجمعة 26 يوليو، إلا أن هذه القوى لم تتحمس. قال أحد رموز القوى السياسية: لا نستطيع أن نطلب من الناس أن تنزل فى مليونيات متعاقبة، إننا لا نريد أن نستهلك الجماهير فى فعاليات كثيرة لأن الناس تعبت.

تجاهل السيسى ما قالته القوى السياسية، وقرر أن يدعو الناس بنفسه للنزول، يومها كان مطمئنا أن المصريين لن يخذلوه، لكنه عاش كابوسا أن يختفى الناس وأن يكون ما قاله السياسيون حقيقيا، لأنه كان يومها يراهن على تاريخه ومستقبله كله.
بعــــــــــــــــــــــــده


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )   ( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** ) I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 01, 2013 12:01 pm


رائحة هيكل فى كلمات السيسى
بعد الثورة تحدث السيسى مرات محددة.. لم يفصح فيها عن كل شىء، قال ثم ترك الآخرين يبحثون خلف كلماته.. لقد ظل الصدام بين مرسى والسيسى ناعما حتى يوم 2 يوليو، أى أن الصدام العنيف بينهما لم يستمر إلا لساعات قليلة، هى الساعات التى قرر فيها السيسى الاجتماع بالقوى السياسية المختلفة وعلى رأسها حركة تمرد، ليصدر القرار الذى خرج به الشعب وكان فى حاجة لمن يتبناه ويبلوره ويذيعه.

حرص السيسى على الإشارة إلى قرار عزل مرسى والانحياز للثورة، كان قرارا مصريا لم يتدخل فيه أحد، ثم إنه لم يستشر أو يستأذن من أحد قبل أن يفعل ما فعل، لكن كانت هناك محاولة للسطو على الثورة من الداخل، وهى المحاولة التى يمكن أن نفهمها على ضوء علاقة السيسى بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.

لكن لماذا هيكل؟
هنا أعود بكم إلى نص البيان الذى أذاعته القوات المسلحة ومنحت فيه القوى السياسية 48 ساعة لإنهاء الخلاف والتوافق على المصلحة الوطنية.

فى هذا البيان وردت جملة كان هذا نصها: «لقد رأى الجميع حركة الشعب المصرى، وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام، ومن المحتم أن يتلقى الشعب ردا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرا من المسؤولية فى هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن».

وفيه أيضا جاءت جملة هذا نصها: إن الشعب المصرى الكريم لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد إلزاما أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله.

لفتت صياغة هذه الجمل من يتابعون هيكل إلى أنه بالتأكيد من كتبها هو الذى صاغ البيان الذى يضع به الجيش الكلمة الأخيرة فى عصر مرسى.. ورغم أن لغة الخطاب لا تخرج فى قليل أو كثير عن لغة السيسى نفسه، وهو الذى أشرف على صياغة البيان فى صورته النهائية، فإن هناك من أراد أن يختطف البيان إلى هيكل.

لقد كانت هناك رغبة فى اختطاف السيسى إلى ناحية الناصريين وليس ناحية عبدالناصر فقط، وبذلك تكون الثورة التى أطاحت بالإخوان لها نكهة ناصرية تحمل طابع الانتقام من الرئيس الذى خرج أول ما خرج ليقول: الستينيات وما أدراك ما الستينيات.

تعرف هيكل على السيسى بشكل طبيعى.
يقول مصطفى بكرى فى كتابه، «الجيش والإخوان»: عندما التقيت اللواء السيسى للمرة الأولى فى المجلس العسكرى ونقلت إليه وجهة نظر الأستاذ هيكل فيه، ابتسم بهدوء وراح يثنى على الأستاذ وعلى مواقفه، وكان هيكل يرى فى السيسى نموذجا لقائد عسكرى منضبط، ولديه رؤية وعمق ثقافى وقدرة على تحليل الوقائع والأحداث بشكل أثار إعجابه.

وعندما التقى هيكل بالسيسى اكتشف أنه قرأ كل ما كتبه، وهو ما جعله يزداد إعجابا به.

هناك من حاول أن يرسم ملامح لعلاقة عميقة بين السيسى وهيكل، لا أنفى أن هناك اتصالات ومقابلات يمكن أن نقول عليها عديدة، لكن هذا ليس معناه أن هيكل كان من بين من صاغوا الشكل النهائى للثورة، أو أنها صناعة ناصرية بمباركة كاهنها الأعظم.

لقد كان هيكل فى حاجة إلى السيسى أكثر من حاجة السيسى إليه.

كان الكاتب قد زلت قدماه أمام قصر الاتحادية، عندما دخله ليلتقى بمرسى بعد أيام قليلة من مذبحة الاتحادية، وهى المذبحة التى استهان بشهدائها على الهواء وهو يتحدث مع لميس الحديدى.. وقد دفع ثمن ذلك غاليا، فقد هاجمه المقربون منه والذين يعرفون أنه مثل الآلهة لا يقبل النقد فقط، ولكنه لا يتصور أن هناك من ينقده من الأساس.

كانت الصورة لدى هيكل مشوشة إلى حد كبير، لكن لقاءاته بالسيسى وربما بعض مكالماتهما معا، جعلته يعود إلى رشده وصوابه إذا جاز التعبير.. ويبدو أن هيكل أدرك قيمة الرجل ودوره فى التاريخ فحرص على أن يلتقط صورة معه، صورة منشورة ربما لم تكن هناك فرصة لالتقاطها فى لقاءاتهما الخاصة، ولذلك ذهب إلى قبر عبدالناصر فى ذكرى رحيله 28 سبتمبر الماضى، بعد أن انقطع ولسنوات طويلة عن زيارة قبر عبدالناصر فى هذه المناسبة، لكنه ذهب لأنه عرف أن السيسى هناك، وساعتها ستكون الصورة أكثر من معبرة، فهى ستكون فى حمى عبدالناصر الرجل الذى منح هيكل مجده، ومع الرجل الذى أعاد لهيكل توازنه السياسى قبل أن تنزلق قدماه فى أوحال الإخوان.. وأعتقد أن هذه قصة طويلة تستحق أن تروى.. وأعتقد أكثر أن أوان روايتها قد آن.

المقابلة التى لن تتم أبدا
بعد 3 يوليو وعندما أصبح محمد مرسى متحفظا عليه ثم سجينا على ذمة قضايا، كان قد طلب مقابلة الفريق السيسى أكثر من مرة، لكن فى كل مرة كان الفريق يرفض وبشكل قاطع المقابلة، فهو يعرف أن العلاقة بينهما انتهت تماما.. لا مجال فيها للنقاش، ثم إنه لم يعد يمتلك شيئا يمكن أن يقدمه لمرسى يساهم فى إنقاذه، لأنه بالفعل كان قد قدم له كل الفرص الواحدة وراء الأخرى دون أن يستغلها رئيس كان فى حاجة إلى قوة شعبه وليس إلى قوة جماعته.

مرسى قرر ألا يتحدث فى المحكمة - هذا إذا حضرها - لكن أعتقد أن جماعة الإخوان التى توجهه حتى وهو سجين ومتهم بالخيانة والقتل إذا سمحت له بأن يتحدث، فإنه لن يتورع عن طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليكون شاهدا فى محاكمته.

أغلب الظن أن مرسى لن يطلب من السيسى نفى الاتهامات عنه، لكنه سيطالبه فقط بأن يثبت رأيه فيه.. أن يقول لمن يحاكمونه إنه كان طيبا أكثر من اللازم، وإنه ترك نفسه لجماعته حتى صرعته، والآن تتركه يواجه مصيره وحده.

حتى لو حدث هذا

حتى لو طلب مرسى شهادة السيسى، فإن الفريق الذى وضع رأسه على كفيه فى لحظة مواجهته لمرسى ونظامه، لن يستجيب. فقد طوى الرجل ورقة الإخوان إلى الأبد، ولم يعد مرسى بالنسبة له إلا ذكرى.. مجرد ذكرى.
بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
( أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة** )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: قسم الموضوعات العامة :: الموضوعات العامة-
انتقل الى: