خواطر أدبية ماذا لو كانوا إرهابيين ؟ ..

خواطر أدبية
ماذا لو كانوا إرهابيين ؟ ..
الجماعات الإرهابية وحلفائهم يصرون على الإستمرار فى نشر الفوضى فى أرجاء مصر .. بالرغم من إعلان الجماعة المحظورة إنها إرهابية وصدور قانون التظاهر والأحكام التى بدأت تتوالى ضدهم .. فمن الواضح انهم غير مدركين ما طرأ من تغيرات حولهم .. فما يقومون به الآن وصفة جربت اكثر من مرة والنتائج مضمونة .. فدائماً هذه الجماعات قامت بالضغط على الأنظمة المتوالية على مصر .. وكان الهدف ليس الإسلام بالطبع وغيره من الشعارات .. بل الهدف المكاسب السياسية والمصالح المادية .. وإلا نستمر فى التفجيرات والإرهاب وإشاعة الفوضى والتخريب الممنهج .. وتفاوتت ردود الأفعال مع إختلاف الأنظمة .. فتصدى لهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفضل ان يأخذ القانون مجراه بعد كشف مخططهم الإجرامى .. ولم يكن رموز جماعة الإخوان المسلمين شرفاء فى خصومتهم مع جمال عبد الناصر وثورته .. وتصوروا أن الخصومة السياسية مباراة رياضية تنتهى بالمصافحة وعفا الله عما سلف .. حاولوا قتل جمال عبد الناصر أكثر من مرة .. ودبروا أكثر من محاولة للإطاحة بنظام حكمه .. وعندما فشلوا دفعوا ثمن محاولاتهم الانقلابية وعداءهم للنظام الثورى .. لم يكتفوا بذلك خرجوا من المعتقلات كالمتسول صاحب العاهة الذى يشحذ بعاهته .. وبتحالفهم مع السادات والسعودية والمخابرات المركزية الأمريكية تدفقت عليهم مئات الملايين من الدولارات وفتحت لهم المنابر لبخ سمومهم وأكاذيبهم عن أنبل وأشرف عربى فى التاريخ الحديث .. وعن عهده الذى يمثل استثناء لم يتكرر حتى الآن خلال ألف عام من التاريخ العربى .. ولكن لأن الوثائق لا تكذب ولا تتجمل .. والحقائق لابد أن تظهر مهما طال الزمن ..المخابرات التى عملوا لحسابها وتحالفوا معها أكتشفت أكاذيبهم وتدليسهم .. لقد زورت جماعة الإخوان المسلمين تاريخ جمال عبد الناصر وزيفت وعى أجيال من الشعوب العربية .. وبعد أن خلف الرئيس السادات جمال عبدالناصر رئاسة الجمهورية .. وعد الرئيس السادات بتبني سياسة مصالحة مع القوى السياسية المصرية فتم إغلاق السجون والمعتقلات التي انشأت في عهد جمال عبد الناصر واجراء إصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الاخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية تعززت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث أعطي السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلاً ولاسيما بعد تبنيه سياسات الانفتاح الاقتصادي .. وبعد إبرامه معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1977 .. شهدت مصر في تلك الفترة حركات معارضة شديدة لسياسات السادات حتى تم اعتقال عدد كبير من الإخوان والقوى السياسية الآخرى فيما سمي إجراءات التحفظ في سبتمبر 1981.. بعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981 على يد الجماعات الإرهابية .. خلفه حسني مبارك والذي اتبع في بدايات حكمه سياسة المصالحة والمهادنة مع جميع القوى السياسية ومنهم الإخوان .. وفي التسعينيات ظهرت حركات معارضة لحكم مبارك .. ومعارضة لأعتراف حكومة مبارك مثل حكومة السادات بالصلح مع كل الدول مثل أمريكا وروسيا وإسرائيل .. ومرت مصر بهذه المرحلة بموجة عنيفة من الأرهاب والتفجيرات فى أماكن حساسة بالدولة لضرب السياحة والبورصة والاقتصاد .. وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية وهم حكم مبارك .. مرت العلاقة بين جماعة "الإخوان المسلمين" ونظام مبارك بمراحل مختلفة تراوحت بين اللين والشدة .. فيما يشبه "الكر والفر" بين غريمين .. وتنوعت الإستراتيجيات التي تعاطى بها كل طرف مع الآخر .. بحيث باتت قواعد اللعبة معروفة للجميع .. صحيح أن النظام قد بدا دوما الطرف المتحكم فى تحديد درجة ووجهة العلاقة .. ولكن الجماعة -بخبراتها السابقة- بدت أيضا قادرة على مجاراة النظام والصمود أمام محاولات الإقصاء والعزل التي مورست تجاهها طيلة ثلاثين عاما .. فنظام مبارك وعلى خلاف نظامي عبد الناصر والسادات .. نجح في تهذيب السلوك السياسي للجماعة وتحديد سقفها وطموحها فيما يعرف دفع الجماعة للتعايش مع الأمر الواقع والرضا بما هو قائم .. وعلى الجانب الاخر كان الهدف الأساسي للجماعة بات هو البقاء كتنظيم اجتماعي تعبوي متماسك يلبي احتياجات أعضائه ويمتص حماستهم .. وليس كحركة سياسية تستهدف التغيير أو حركة دينية تسعى لإقامة الدولة الإسلامية ..
ولكن الأنظمة لم تقم بعمل مصالحة مع الفقراء والبسطاء وساكنى القبور والعشوائيات .. لم تقم الأنظمة بتوفيق أوضاعها مع رموز مصر الحقيقيين من الفلاحين والعمال والكادحين .. عندما تأكدت الأنظمة ان الجماعات الإرهابية من الممكن أن تقوم بأوضاع تمثل قلق بالنسبة لهم .. تعامل معهم كل نظام بما يضمن له إتقاء شرهم .. أما من لا يملكون سوى الشقاء والمعاناة والشكوى لا يمثلون أى خطر .. فلماذا التفكير فيهم والمهادنة مع ما يعانون والتخفيف عنهم .. فهم لا خوف منهم فهولاء هم المطحونيين الطيبيين المسالمين .. أما أذا كانوا إرهابيين .. ويمتلكون المتفجرات والسيارات المفخخة والملتوف والحشد والتمويل الخارجى .. فى هذه الحالة فقط كانت الأنظمة نظرت لهم بإنتباه ووضعتهم فى خطتها .. والسؤال الذى يطرح نفسه دائماً .. متى يكون لهم نصيب فى الحياة ؟ الأجابة المنطقية عندما يكونوا إرهابيين .. فلإرهابى من يجذب إنتباه الحكومة دائماً ويجد من يدافع عنه بالمصالحة والحوار والإحتواء .. الإرهابى يقتل ويخرب ويجد من لا يجرمه ويطلب عدم تطبيق القانون عليه .. متى تفيق الأنظمة وتدرك ليس الإرهابى فقط من يستحق اهتمامها ورعايتها .. تحية للفقراء الصابرين الكادحين رموز مصر الحقيقيين .. وتحيا مصر بأبنائها المخلصين .. يا بختنا أننا مصريين ..
الروائية .. مديحة مجدى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» خواطر أدبية: أين أنتم ؟
» خواطر الكلام.
» خواطر أدبية ( الصخرة)...الروائية .. مديحة مجدى
» خواطر أدبية تعظيم سلام .....الكاتبة المبدعة مديحة مجدى
» مداعبة أدبية لرجل أراد أن يتزوج على زوجته