التاريخ دائماً يعيد نفسه .. ولكن .

خواطر أدبية
17 فبراير



التاريخ دائماً يعيد نفسه .. ولكن ..
للجماعات الأرهابية تاريخ غير مشرف على الأطلاق مع السياحة .. فعندما تشعر هذه الجماعات بالخطر تبدأ فى تنفيذ سلسلة من المخططات الإرهابية التى إعتادوا عليها .. فهذا ما يملكونه ويحترفون فيه تماماُ .. وهو فى وجهة نظر مشايخهم المدعيين والمتمسحيين فى الإسلام جائز شرعاً لنصرة الدين .. فما حدث أمس من تفجير أتوبيس طابا السياحى الذي أودى بحياة 4 وإصابة 13 شخص .. لن يكون الأول وبالطبع لن يكون الأخير وكل هذا متوقع .. قتاريخهم الغير مشرف شاهد عليهم .. فلا يمكن أن ننسى حادث الأقصر او مذبحة ( الدير البحرى ) عام 1997.. الذى تعد من أبرز الهجمات الإرهابية خلال تسعينيات القرن الماضي .. فلقد أودى بحياة نحو 62 سائحًا (36 سويسرى .. 10 يابانيين .. 6 بريطانيين (منهم طفلة صغيرة عندها خمس سنين) و 4 المان و كولومبى و فرنساوى).. وتم أصابة 9 مصريين و 12 سويسرى و اتنين المان و فرنساوى.. الجدير بالذكر ان هذه العملية تسببت فى توتر العلاقات بين مصر و سويسرا لأن أغلب القتلى و المصابين من مواطنيها .. بسبب رفض مصر مطالب سويسرا بصرف تعويضات كبيرة للضحايا..
وألقى الرئيس حسني مبارك جزء من مسئولية هذه الهجمات على بريطانيا العظمى بسبب منحها اللجوء السياسي لقادة الجهاد المصريين ..
ناهيك عن التمثيل والتشوية لجثث السياح فى أفظع ما يمكن ان تراه الإنسانية .. وكانت الموجة الإرهابية التى مرت بها مصر فى التسعينات شديدة وعنيفة ..
و لم تتوانى الهجمات الإرهابية .. وكان أشدها حادث تفجير شرم الشيخ في عام 2005 .. الذي أودى بحياة 60 شخصا .. ناهيك عن قتل سائح بريطاني قرب ديروط بمحافظة أسيوط .. وأعلنت ( الجماعة الإسلامية ) مسؤوليتها عن قتله فى 21 أكتوبر 1992 .. وقتل سائح تركي وآخر سويدي .. وشخص ثالث مصري في انفجار قنبلة بمقهى في وسط القاهرة .. ونتج عن الإنفجار جرح 19 شخصا آخرين بما في ذلك 6 سياح .. وتم إلقاء قنبلة على حافلة سياحية قرب الأهرامات .. 8 فى 1993 يونيو ما أسفر عن مقتل مصريين وجرح 15 سائحا .. من بينهم سائحان بريطانيان .. وفى 4 مارس 1994 تبنت (الجماعة الإسلامية ) هجوما على عبارة سياحية على النيل في جنوب مصر .. وقد أسفر الهجوم عن مقتل سائح ألماني .. وفى 23 يوليو 2005 قتل 60 شخصا على الأقل في سلسلة انفجارات استهدفت مدينة شرم الشيخ .. وبدأت الانفجارات في منطقة (خليج نعمة ) ونجمت عن ثلاث سيارات مفخخة .. حيث استهدف التفجير الأول فندق ( غزالة جاردنز ) مما أدى لتدمير الفندق بالكامل .. واستهدف التفجير الثاني منطقة ( السوق القديمة ) ..
بالأضافة إلى سلسلة انفجارات دهب على ساحل البحر الأحمر فى 24 أبريل 2006 .. وفى 22 سبتمبر 2008 بدأت الجماعات الأرهابية فى تطوير مخططاتها لضرب السياحة حيث تم اختطاف 11 سائحاً و8 مصريين أثناء رحلة سفارى قرب الحدود المصرية مع السودان. . وكل هذه الحوادث على سبيل المثال لا الحصر ..
فإستهداف السياحة ملازم للجماعات الإرهابية وذلك لأسباب عديدة .. فالإرهاب يضر القطاع السياحي بصورة مباشرة .. بالأضافة للكثير من التداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية التي لا حصر لها ..
فما نعيشه الآن حرب مفتوحة مع ارهابيين لا يعرفون معنى الوطنية والقيم و الأخلاق .. فالتاريخ دائمُاً يعيد نفسه فما يحدث اليوم حدث كثيراُ من قبل .. وبرغم ذلك أنتصرت الدولة المصرية وعادت فى كل مرة أقوى مما كانت .. ولكن هذا المرة الأمر مختلف مع الجماعات الإرهابية بعد إفتقادها لأهم سبل إستمرارها وهو التعاطف الشعبى .. الذى جعل الأنظمة تدخل معهم فى تحالفت ومكاسب سياسية .. ولكن مرت هذه المرحلة الآن تماماً وقضى الأمر .. فالإرهابيين يعلمون الآن أنهم إلى زوال .. لا تحالفات ولا مصالحات مع إرهابيين .. وكل ما يفعلونه من أعمال إجرامية طمعاً لتصالح لن يحدث بأمر الشعب .. فالشعب من كان سبب استمرارهم واليوم هو نفسه سبب إنهيارهم ..
تحية للشعب المصرى الذى اختار بكل شرف وحسم مواجهة الإرهاب بكافة صوره من منفذيه ومؤيديه .. رغم التهديات ورغم ما يدفعه الشعب المصرى العظيم من ثمن فادح من دماء أبنائه ومصادر رزقه .. فالشعب المصرى صامد وشجاع ويعلم ان نصر الله قريب وستنتصر مصر .. ستنتصر مصر .. وتحيا القوات المسلحة الدرع الواقى والملجأ والملاذ للشعب المصرى .. وتحيا الشرطة المصرية العظيمة الساهرة .. يا بختنا اننا مصريين ..
الروائية .. مديحة مجدى