* ما وراء اكتشاف الغاز الضخم في مصر *
----------------------------------------------------
-بالراحه كده عشان نفهم موضوع اكتشاف الغاز ..
-بطريقة مبسطة لغير المختصين في البترول:
-حجم احتياطي الغاز الموجود داخل طبقات الأرض في أي حقل إنتاج يقاس بوحده TCF
-يعني ايه TCF ، .يعني ترليون قدم مكعب -واحد و أمامه 12 صفر-.
-احتياطي مصر من الغاز الطبيعي سنه 1994 كان اقل من 1 TCF ,و في 2014 وصل الي 65 TCF
-و اكتشاف حقل الشروق الجديد في البحر المتوسط التي أعلنت عنه شركتنا يوم الأحد (30-8-2015م) هو 30 TCF، يعني هذا الاكتشاف يعادل نصف احتياطي مصر من الغاز و نصف كل ماحققته كل الشركات الأجنبية في تاريخ مصر لاستكشاف الغاز.
-و الشيء الخارق لكل المقاييس إن سمك الطبقات الحاملة للغاز يصل إلى 630 متر Hydrocarbon-Column Height .. لم نعتد على مثل هذا الاكتشاف في مصر من قبل.. فتح مبين من الله.
-دلوقتي احتياطينا ارتفع إلى 95 TCF و ممكن جدا أكثر مع تأكيد الحفر في الحقل الجديد و اكتشافات قريبة متوقعة.
-للتسهيل .. عموما أي حقل غاز يمكن استخراج 60% منه، و الباقي لايمكن استخراجه لصعوبات فنية و هندسية، في النهاية الطبيعة تقهر كل تكنولوجيا البشر مهما تقدمت، و سيظل الجزء غير المُستخرَج ثروة مستقبلية لحين وجود وسائل إنتاجية بطرق اقتصادية.
-بفرض إمكانية استخراج نصف الغاز فقط المكتشف في حقل الشروق -على أقل تقدير- بنتكلم في إنتاج 15 TCF في عدد طويل من السنين.. السوق المحلي المصري هو أول مستهلك لهذا المنتج.
-استهلاك مصر سنوياً من الغاز الطبيعي تقريبا 1.5 TCF.. هذا الحقل وحده يكفي مصر بالمعدلات الحالية لمدة عشر سنوات في حالة استخراج نصف الاحتياطي فقط.
-هذا الاكتشاف في المياه العميقة في البحر المتوسط ، عمق المياه 1500 متراً تقريباً حتى نصل إلى سطح الأرض Sea Bed .
-للعلم ارتفاع "برج خليفة" في دبي حوالي 800 متر، يعني ضعف ارتفاع برج خليفه تقريباً للوصول إلى قاع البحر، و بعد كده حفر 2500 متر تقريباً للوصول لطبقات الغاز.
-في هندسة الحفر ما يعرف باسم Deepwater and Ultra-deepwater Drilling -اللي هو مجال شغل العبد لله-، و هي تكنولوجيا صعبة و معقدة و عالية التكاليف و تصنف عالمياً بأنها عالية المخاطر، لكن فريق عمل Eni من مهندسين و فنيين مصريين و أجانب لديهم الخبرات اللازمة لاستكمال الحفر و التنمية بنجاح إن شاء الله.
-شركات قليلة في العالم تحتكر هذه التكنولوجيا و تسطيع أن تستخدمها، و بالتالي لا بديل لمصر أو أي دولة أخرى -مهما كانت- إلا أن تشارك واحدة من هذه الشركات، لأن الحفر في المياه العميقة عالي المخاطر و التكاليف، فبالتالي العائد للشريك الأجنبي لازم يكون مجزي.. نسبه الشراكة في الاكتشاف الجديد لم تحدد بعد، و مصر لها الأولوية لشرء حصة الشريك الأجنبي بسعر تفضيلي.
-حصه الشريك الأجنبي -شركتنا ايني Eni الإيطالية - في مرحلة الاستكشاف 100% .. بمعني أنها تتكفل بكل المصاريف، و تسترجع المصاريف في مرحلة الإنتاج، و في حالة عدم تحقيق اكتشاف تجاري تتحمل الشركة وحدها كامل التكلفة.
-بعد ذلك في مرحلة الإنتاج ستكون النسبه غالبا بالمناصفه بين مصر و الشريك الأجنبي و لمصر أولوية -كما قلنا سابقاً- في شراء حصة الشريك الأجنبي بسعر تفضيلي.. كل هذا سيتحدد و يُعلَن في مرحلة الإنتاج.
-نقطه هامة.. المشروع ضخم و يحتاج بنية تحت البحر لنقل الإنتاج حتي شواطي مصر.. الاكتشاف يقع علي بعد 180 كيلو متر من سواحل بورسعيد.. يعني مسافة تعادل المسافة بين القاهرة و بورسعيد تقريياً.
-الشيء الجيد أن مصر لديها وحدات / مصانع ضخمه لإسالة الغاز و تصديره، موجودة في (دمياط) و (إدكو)، و لدينا أيضا خطي أنابيب لتصدير الغاز، و لدينا وحدات معالجة و تخزين في حقول أخرى في مناطق (الجميل) و حقل (التمساح) و غيرها.. يعني نحن جاهزون للاستفادة بسرعة من هذا الكشف.
-مثلا دولة مثل "موزمبيق" -في شرق أفريقيا- اكتشفت كميات ضخمة مثل هذا الاكتشاف، لكن البنية التحتية لديها "صفر".
-كذلك دول الجوار في شرق المتوسط و قبرص و اليونان ليس لديها البنية التحتية التي عند مصر في صناعه الغاز ،علشان كده بإذن الله خريطة الطاقة هتتغير في المنطقة كلها
-القيمه المالية لاحتياطي هذا الحقل كبيرة جداً: من 60 إلى 90 مليار دولار، علي فرض سعر من 2 إلى 3 دولار لكل ألف قدم مكعب إنتاج مباشر للغاز من الآبار، ده متوسط السعر العالمي.
-قيمه أخرى مُضافَة حين يتم استخدام هذا الغاز في: المصانع، و إنتاج الكهرباء، و صناعة السماد و خلافه.. تقريبا أضعاف قيمه الاحتياطي نفسه -و أمامنا حوالي 3 سنين حتي ييدأ الإنتاج من هذا الحقل.
-اليوم إسرائيل في صدمة، و أسهم شركات الغاز هناك خسرت في البورصة حوالي 8% في يوم واحد، لأن المستهلك المحتمل لإنتاجها تبخر، إسرائيل لديها حقلين غاز هما "التامار" و "ليفياتان" مجموعهم من احتياطي الغار حوالي 20 TCF، و احنا حقل الشروق و أول بئر اتحفر "ظهر 1" ربنا كرمنا بـ 30 TCF.
-البئر الاستكشافي اسمه "ظهر" و به عبرنا في "عز الظهر " سقف احتياطي حقول إسرائيل في شرق المتوسط، و سنستكمل العبور إلى آفاق أعلى و أكبر بإذن الله..
سبحان الله الذي رزقنا من حيث لا نحتسب.
-لا أحب أن اتكلم في السياسة.. أنا مهندس بترول و فقط .. لكن أحب أن أوضح أن شرق البحر المتوسط ساحة للتنافس في استكشاف و استخراج الغاز، كما يقولون "الآن تتحدد الخنادق".. اقتصاديا هنالك خندق إسرائيل بحقولها "التامار" و "ليفياتان" بإجمالي احتياطي تقريبا 20 TCF, و خندق مصر بحقل الشروق الاكتشاف الجديد باحتياطي 30 TCF.. المعلومات متاحة في مصادر موثوقة و دوريات علمية على الإنترنت.. كل إنسان حُر فيما يختار أن يصدق.
-شركتنا Eni الإيطالية شركة عالميه محترفة، و لها أسهم في البورصات العالمية و مساهمين من كل دول العالم، و جمعية عمومية تحاسبها على كل رقم تنشره و تخرج به إلى العلن، راجع بيانات الشركة الرسمية press release عن حجم الاحتياطي في حقل الشروق 30 TCF.
-تحيه لزملائي بالشركة، فريق العمل الرائع خلف هذا الاكتشاف Mohamed Emam Abdallah Abdallah و آخرون من فريق عمل أكثر من رائع من المصريين و الإيطاليين.
-لله الحمد من قبل و من بعد..
-الصوره لسفينة الحفر الإيطالية العملاقة Saipem 10000 التي حفرت بئر الاستكشاف و ستكمل حفر آبار أخرى قريباً في حقل الشروق بإذن الله.
-أتمنى أن تكون هذه المعلومات علمٌ ينتَفَع به،
و صدقة جارية عن والدي الحبيب يرحمه الله (د. علي الغزلاوي).
- مهندس/ محمد علي الغزلاوي.
Muhammad ALi El Ghazalawy
ميلانو - الاثنين - 31-08-2015م