Eyad Harfoush
18 ساعة · تم تعديله ·
خلال اجتماع الزعيم "جمال عبد الناصر" بقادة الاتحاد السوفيتي في ٢٢ يناير ١٩٧٠م، وافق السوفيت على إمدام مصر بمنظومة صواريخ سام-٣ ضد الطيران المنخفض لمواجهة استراتيجية "السماوات المفتوحة" التي استهدف بها الكيان الصهيوني العمق المصري. وبقيت مشكلة ٦ أشهر تحتاجها الأطقم المصرية لاستيعاب المنظومة الجديدة، فدار الحوار التالي؛
بريجنيف: إذن سيكون عليكم التهدئة لمدة هذه الشهور الستة حتى يتم تدريب قواتكم.
عبد الناصر: جبهة القتال لا يمكن تحويلها إلى لعبة سخن وبارد، هناك معنويات جيش وشعب
بريجنيف: ولكن هل هناك حل آخر يا سيادة الرئيس؟
عبد الناصر: نعم! تعالوا أنتم بقوة صواريخ سام-٣ لحماية العمق المصري حتى يتم تدريب الأطقم المصرية عندكم
بريجنيف: تقصد قوات سوفيتية تشارك في الحرب؟
عبد الناصر: أريد قوات سوفيتية ولكن ليس لتشارك في الحرب! القوات المصرية كفيلة بحماية نفسها بعد بناء حائط الصواريخ، ما أطلبه منكم حماية العمق المدني وهو بعيد عن الجبهة.
كوسيجين: ولكن هذا العمل يعتبر تصعيدا ضد الولايات المتحدة وقد يؤدي إلى صدام!!!!
جريتشكو يقدم ورقة لبريجنيف، فيقول الأخير وهو يقرأ منها:
المسألة ليست صواريخ فقط، لو وافقنا على موضوع الصواريخ فهي تحتاج لحماية جوية وسيكون علينا إرسال قوات جوية معها!
عبد الناصر: نحن نوافق على إرسال قوات جوية لحماية صواريخ سام-٣ وأطقمها
بريجنيف: ولكن هذا سيكون تحديا عسكريا من جانبنا للولايات المتحدة
عبد الناصر: وإذا كانت الولايات المتحدة لا تتردد دقيقة واحدة في دعم إسرائيل بكل شيء، وإذا كنتم أنتم تترددون بكل خطوة! فسيكون علي أن أعود للجماهير في مصر لأقول لها أن هناك قوة واحدة في العالم قادرة على فعل شيء هي الولايات المتحدة، وهذا يعني الاستسلام! وبما أني لست الرجل الذي يقبل الاستسلام أو الرجل الذي يقبل منه الاستسلام، فسوف أترك مكاني لمن يمكنه ذلك لو لم أستطع بسبب ترددكم أن أزيل آثار العدوان!!!
تكهرب جو القاعة وطلب السوفيت مهلة للتفكير، وفي الخامسة مساء انعقد الاجتماع وبدأه بريجنيف قائلا:
سيادة الرئيس، وافقت المؤسسات القيادية والمجلس الأعلى على كل مطالبكم بخصوص التسليح والوجود المؤقت للأطقم والقوات الجوية السوفيتية لحماية العمق لحين إتمام حائط الصواريخ، وسوف يتم سحب تلك القوات في الوقت الذي ترونه أنتم مناسبا.
قبل نهاية فبراير بدأ وصول القوات السوفيتية لمصر لتتمركز في قواعد جناكليس غرب الدلتا وقاعدة المنيا بالصعيد، وبدأت الصواريخ تحتل مواقعها، وفي يوم ١٨ أبريل ١٩٧٠م توقفت طائرات العدو عن استهداف العمق المدني المصري
-----
المراجع
سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر: الأستاذ سامي شرف
أكتوبر 73 السلاح والسياسة: الأستاذ محمد حسنين هيكل