منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:25 am

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟

السؤال
السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،
أنا فتاة ملتزمة ومثقفة جدًّا وذكية، ولي أجوائي الخاصَّة؛ كحبِّي للهُدوء، وقِراءة المصحف ومُطالعة الكُتُب، لكنَّ مشْكلتي بِزوجي؛ فهو غير متعلِّم وعصبي، ودائمًا صوْتُه مرتفع، وأنا أكْره هذِه الصِّفات بل أكاد أمْقُتُها به، ولكنَّه يُحبُّنِي جدًّا، وأنا أشعر بأني كنَبْتَةٍ في الظَّلام ذبلتْ، والله ذبلتُ من الهموم!

إلى أن تطوَّرت حالتي مع شيخٍ وإمام معروف ومشهور، لا تسألوني كيف ومتى حدث هذا؟

سأجيبُكم بـ: لا أعلم.

أصبحتُ أتَّصل وأتحدَّث إليْه، وأشْعُر أنَّ هذا الشَّخص هو مَن يُلائم عقْلي وتفْكيري، وتمنَّيت لو أنْ أنفصِل عن زوْجي لأرتبِط به.

وهو أيضًا أصبح يَميل إليَّ واعتاد على حديثي، إلى أن تسبَّبتُ بِمشكلة وكنتُ قاصدة؛ لأنِّي لم أجِد مَن أستشيرُه، وأنا الآن أتعذَّب وأتعذَّب، أشعُر بأنِّي اشتقتُ واعتدت عليْه، أرجوكم دلُّوني ماذا أفعل؟

لأنَّني ذكيَّة جدًّا وأعْرِف كيف يفكِّر هو، وأخاف بلحظةِ ضعف أرْجع وأكلِّمُه وأُنْهِي حياتي مع زَوْجِي لأجلِه، وأنا أستطيع فِعْلَ هذا بدون تردُّد، فأنا أحبُّ الحياة وزوْجي جدًّا غير مبالٍ بالعقل؛ فهو يُحبُّ الصَّحراء وتربية المواشي، وأنا أكره هذه الأشياء جدًّا جدًّا.
الجواب
السَّائلة الفاضِلة وردة الحياة.
السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته.
وحيَّاك الله  ولعلَّك تجِدين في سطوري ما يدلُّك - بعون الله - على الطَّريق الَّذي يدلُّك السَّير فيه على السَّعادة في الدنيا والآخرة.

مشكلتُك قسمان: القِسْم الأوَّل: "أنتِ"، يتعلق بك، والقسم الآخَر: يتعلَّق بنظرتك لزوْجِك، ولا أقول: زوجك، بل نظرتك لزوجك.

بدايةً: أعرِّفك أنَّني شديدة الاهتِمام باللُّغة المستخدمة ممَّن يُرسل الاستشارة، لغته في صياغة العنوان، وفي صياغته للمشْكلة، (وكلتا الصِّياغتين لا يتدخَّل في تعْديلها الأساتذة المشرفون على قِسْم الاستِشارات، بل يرسلونَها للمستشارة كما هي)؛ لأنَّ اللُّغة تكشِف الكثير عن مكنونات الإنسان، أولَم تسمعي قوْل العرب: "المرء مخبوء تحت طيِّ لسانه"؟!

لغتك تقول: إنَّك شديدة الثِّقة بنفسكِ، وصلت إلى عتبات الغرور، الغرور بما تَملكين من مزايا جمال وثقافة وذكاء، وحب للحياة، والقدرة على الوصول لما تريدينَه.

كرَّرت كلمة "أنا" بسطور قليلة خمسَ مرَّات تقريبًا، واستخدمتِ ضمير المتكلِّم كثيرًا، دون أن أقرأ أنَّك حمِدت الله - تعالى - مرَّة واحدة على ما أعطاك وحباك! فهل يفسِّر ذلك أيضًا ابتعادًا عن الله - تعالى - وتعاليًا؟!

وبالمقابل نظرتك لزوْجِك أنَّه "غير متعلِّم وعصبي ودائمًا صوته مرتفع".

"وزوجي جدًّا غير مبالٍ بالعقل؛ فهو يحب الصَّحراء وتربية المواشي"، وتقولين: أنَّك تكرهين هذا وذاك، وكأنَّ الزَّوج يفصَّل تفصيلاً حسب المقاسات التي تطْلُبها الزَّوجة!

رغْم أنَّ المستشارة يَجب أن تكون حياديَّة وهي تشير، لكنَّني أشعر الآن بالاستِياء للنَّظرة الَّتي تنظرين بها لزوجك، تُرى هل هذه النَّظرة كانت قبل أن تتعرَّفي على الشَّخص الذي ذكرْتِ؟ أم بِمجرَّد علاقتك به صِرْتِ وقول الشاعر يصدق بك:
وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ  كَلِيلَةٌ        وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا

ثمَّ كيف وأنت الزَّوجة المسلِمة العربيَّة، الَّتي هي من مجتمع محافظٍ، تسْمحين لنفسِك أن تكتُبي عنوانًا لمشكلتِك: "عشِقته وأنا متزوجة"؟!

لا أدري بعد هذا: مَن صاحب الحقِّ في النُّفور من الآخر: أنت أم زوجك؟!
هل فكَّرت بالمسألة بطريقة تبديل المواقِع؟ إن كان زوْجُك له من العيوب ما ذكرْتِ؛ لكنَّه على الأقلِّ ليس هناك عيبٌ يتعلَّق بوفائه لك وعلاقته الزوجيَّة بك! ولكن انظري أنتِ ماذا فعلت بحقِّه، بل وتبرِّرين الَّذي فعلتِ أنَّه بسببه، نافية عن نفسِك أي مسؤوليَّة في التَّأثير به، وواجبك بإضافة البهْجة والرَّونق على حياتِكما حتَّى تسير بأمان وسلاسة.

لُغتك أيضًا - يا وردة الحياة - تكشف قدرًا من الحبِّ منك لزوْجِك؛ لذلك أصابتْك الحيرة، وإلاَّ فأنت قادرة على اتِّخاذ قرار طلَب الطَّلاق منه، ولكنَّك تحبِّينه وحصل الصِّراع في داخلك بين حبٍّ وعشرة وأُلفة بينَك وبين زوْجِك، وبيْن الشَّوق لِما تظُنِّينه سيكون مع الشَّخص الآخر، ويكفي من مَحاسن زوْجِك أنَّك استطعت أن تعدِّدي عيوبه! وهي قليلة - لو سلَّمنا أنَّها عيوب.

أنتِ بِحاجة لتغْيير نظرتك - غير العادلة - لزوْجِك، ركِّزي بمحاسنه فقط، والحياة مع المواشي - كما أثبتتِ الدِّراسات - تورث صبرًا ورحْمة وقُدرة على التأمُّل بالنَّفس والكون؛ وقد صحَّ عنْه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه رعى الأغنام، وأنَّه ليس نبيٌّ إلاَّ ورعى الأغنام؛ أي: إنَّ هذا ليس عيبًا؛ بل هو فضل، وتكيَّفي مع عيوبه الأُخْرى؛ فليس هناك زوْجٌ يستوفِي شروط رضا الزَّوجة الصَّعبة، وذكِّري نفسَك أنَّك أخطأتِ بِحقِّه خطأً كبيرًا أكبر بكثير من عيوبه، وأنَّ واجبَك هو التَّعويض عن هذا التَّقصير وهذا الظُّلم الَّذي أصبت به زوْجَك!

قومي بِواجبِك ودوْرِك الأساس؛ من إضافة البَهْجة والتلوُّن لحياتِك الزَّوجيَّة، بِما أنَّك تُحبِّين الحياة وأنتِ وردتُها، فالحياة التي عليْك أن تسعَيْ لها هي تلك التي تتوافق مع منهج الله - تعالى - وأمَّا غير ذلك فهي أنفاسٌ فقط، نلتقطها حتَّى لا نموت، والفرْق كبير بين الحياة وعدم الموت، ولا تنتَظِري الآخَرين أن يقدِّموا ويقوموا عنْك بهذا الشيء.

أوَّلاً قبل كل شيء اقْطعي صِلَتَك بالشَّخص الآخَر فورًا.

المفروض أن يكون هذا كلامي الأوَّل لك، لكنِّي أجَّلته خشية ألاَّ تقرئي بقيَّة سطوري.

وفَّقك الله للسَّعادة بالدنيا والآخرة، وجمعك مع زوْجِك بخير.

رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:27 am

ملخص السؤال:
تبتعد عنه زوجته كلما اقترَب منها.. حاوَل إسعادَها بكل السبُل لكن لا نتيجة، حتى صارحتْه بأنها مُتعلِّقة بشابٍّ غيره وتحبه، لكنه تزوَّج وتركَها، ويسأل: ماذا أفعل بعدما اعترفتْ لي؟
 
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبتُ فتاةً لمدة 6 أشهر، قدَّمتُ خلالها كثيرًا مما تحلم به أيُّ فتاة؛ مِن أموالٍ وهدايا وحبٍّ.

وبعد الزواج وحاولتُ كثيرًا التقرُّب منها، لكن حائلاً يبعدها عني.. سألتُها وأصررتُ على سؤالي عن سبب ما تفعل، فأخبرتْني بأنها كانتْ تحب شخصًا آخر، وكان وَعَدَها بالزواج، لكنه تركَها وتزوَّج غيرها، مما أثَّر على نفسيتها ودمَّرها.

أخبرتْني بأنها تحبُّه لدرجة أنها ترفُض أن تتقرَّب مني لشدة تعلُّقها به، وتريد أن تستعيدَه بأية صورةٍ كانتْ، لكنه تزوَّج، وهي الآن تزوَّجتْ.

حاولتُ إسعادها بكل الطرُق، لكنها لا ترغب فيَّ، ولا تُكِنُّ لي أي مِقدار من الحبِّ، وتطلُب مني أن أُسامحها، لأنها لا تستطيع أن تقدِّم لي أيَّ شيء.

أشيروا عليَّ بالحل المناسب، وجزاكم الله خيرًا
الجواب
 
بسم الله الموفِّقُ للصواب
وهو المستعان


سلامٌ عليكم، أما بعدُ:
فقد تزوجتْ هذه المرأةُ على ما في كتاب الله تعالى: ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

فاتفِقْ معها على الحلِّ الأنسب لكما لأنها حياتكما معًا، فإن اختارتْ طلاقَ نفسها لأجل أنها لا تُحبك وقلبها مُعَلَّق بغيرك، فهذه رغبة يُقِرُّها الشرعُ.

ولعلها قد تزوجتْك وهي كارهة، ومَن يُزَوِّجها أهلُها وهي كارهة فيَجوز لها أن تختارَ بين البقاء والفراق.

والله سبحانه وتعالى أعْلَمُ بالصواب


رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:28 am

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ عام تعرَّفت إلى امرأةٍ في منتصف الثلاثينيات عبر (الفيس بوك)، وهي زوجة وأمٌّ لأربعة أولاد، وأنا خاطبٌ وعلى مشارف الزواج!
ومن يومٍ لآخر بَدَأَتْ خيوطُ عَلاقتنا تشتدُّ إلى حَدٍّ يصعب الاستغناءُ فيه عن بعضنا، فقد أحبَبْنا بعضَنا حُبًّا غير عادي! حيث يشعر كلُّ واحدٍ منا بأنه مُكمِّل للآخر!
وتطوَّر الأمر إلى أن أصبحَ كلٌّ منا يلقِّب الآخر بـ: "نفسي"، ويكاد لا يمرُّ علينا يومٌ إلا ونتكلَّم معًا، ويبوح كل واحدٍ منا لنفسه، وفي أغلب الأحيان يتجاوز ذلك منتصف الليل؛ حيث تكلِّمني من غرفة نومها، وهي بجانب زوجها، ودون علمه!
كما أنني أستعمل "الكاميرا" أحيانًا، دون أن تستعملَها هي، وهذا لم يجعلْني أشعر يومًا بنقصٍ من ناحيتها، أو نيَّةٍ في الفُحش - معاذ الله - بل على العكس تمامًا أحرص على صونِها، كما أني تمنَّيتُ أكثر مِن مرَّة لو كانتْ زوجتي؛ لعدَّة أسباب وخصال فيها.
أسألُكم - بالله - ماذا أفعل؟ وما هو جزاء صنيعي هذا؟
 
أفيدوني جزاكم الله خيرًا، وتقبَّلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
 
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فاسمحْ لي - في البداية - أن أتعجَّبَ مما ورد في رسالتِك، وأن أقول: عجيبٌ أمر النفس البشرية التي تستحلُّ ما ثَبَتَ تحريمُهُ بالضرورة العقلية، والفطرةِ الإلهية، بالتأويلات الفاسدة، وهي - أعني النفس البشرية - تعرف أن الحقائق إذا سمِّيتْ بغير اسمها لا تتغيَّر، وأنَّ الأسماء لا تُغَيِّر حقائق المسمَّيات، فتسميةُ الخمور بالمشروبات الروحية لا ينفي كونَها أمَّ الخبائث، وَدَعْوَى أن الرشوة هديةٌ لا يُعفِي صاحبها مِن اللعن، وتسمية الأوثان آلهة لا يُحَصِّنُ عُبَّادَها مِن الشِّرْك؛ وقد أشار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك فيما رواه أحمد، وأبو داود، عن أبي أمامة الباهِلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَذْهَبُ اللَّيالِي والأيامُ حتى تَشْرَبَ فيها طائفةٌ من أُمتي الخَمْرَ؛ يُسَمُّونَهَا بِغَيرِ اسْمِهَا)).
قال شيخ الإسلام: "وإنما أتي هؤلاءِ حيث استحلُّوا المحرَّمات بما ظنُّوه مِن انتفاءِ الاسم, ولم يَلتَفِتُوا إلى وجودِ المعنى المحرَّم وثبوته، وهذا بعينِه شبهةُ اليهودِ في استحلال بيع الشَّحْم بعد تجميلِه, واستحلال أخذِ الحيتان يومَ الأحد بما أَوقَعُوها به يومَ السبت في الشِّباك والحفائر من فعلِهم يوم الجمعة؛ حيثُ قالوا: ليس هذا بصيدٍ ولا عملٍ في يوم السبت"؛ اهـ.
وبالعودة إلى رسالتِك، نَرَى أن المرأةَ التي تمنَّيْتَ أن تكونَ زوجتَك لخصالٍ هي فيها؛ من أهمِّها: أنها تخون ربَّها وزوجها وأبناءها الأربعة، وتَجلِبُ العارَ لعائلتها بأحاديثِ الحُبِّ والهيام مع رَجُلٍ غريبٍ، ويتجاوز ذلك - كما تقول أنتَ - منتصفَ الليل، وهذا الحوارُ العاطِفِيُّ يَتِمُّ من غرفةِ نومها! ليس هذا فحسب، وإنما وهي بجانب زوجها السادرِ في غفلتِه، والمطعونِ في شرفه من امرأة وثق بها، وَأَمِنَهَا حتى نام وتركها جالسة على الإنترنت، ولم يَتطرَّقِ الشكُّ إلى قلبه، وأنت صاحبها وشريكها في الجُرْمِ، ثم تقول: "وهذا لم يجعلْني أشعرُ - يومًا - بنقصٍ من ناحيتها، أو نيَّة في الفحش - معاذ الله - بل على العكس أحرص على صونِها!"؛ هكذا قلتَ، ولكنك لم تَصُنْها من نفسِك، فَخَبَّبْتَهَا على زوجها!
وأنتَ تسأل: ما هو جزاء صنيعي؟
وأظنُّك تعلمُ حكمَ فعلتِك، وأنها تَحِيكُ في صدرك، وأنك تَخشَى أن يكون جزاؤك من جنس عملِك؛ لأن حُرْمَة العَلاقة الآثمة مع المرأة الأجنبية - وأنها من أخطر الذنوب، ومع المتزوِّجة من الكبائر - مما فُطِرَ الإنسانُ عليه، ويَقضِي العقلُ بقبحِه؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَن خَبَّب امرأة على زوجِها))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والحاكم، وقال: "صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي.
والتخبيبُ معناه: الإفساد، وهو إفسادُ الرجلِ زوجةَ غَيرِه عليه، وهو من الكبائر؛ كما حقَّقه الهيتمي في كتاب "الزواجر"، وهو من فعل السحرةِ، ومن أعظم فعل الشياطين؛ ففي الصحيح: ((إن إبليسَ يَضَعُ عرشَه على الماءِ، ثم يَبْعَثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمُهم فتنةً، يَجِيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقت بينه وبين امرأتِه، قال: فيُدْنِيه منه، ويقول: نِعْمَ أنت))، قال الأعمش: أراه قال: ((فيلتزمه))، وهو - أيضًا - من الغدر وعدم الحفظ لأعراض المسلمين، وشأن المسلم حفظُ أعراض إخوانه المسلمين لا هتكُها؛ وأن يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه، ويكره لأخيه ما يكره لنفسه، ولذلك كان الجزاء الفضيحة على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ فروى مسلمٌ، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عند استِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ)).
وكفى بهذا الوعيدِ زاجرًا عن الإقدام على تلك الأفعال المشينة، التي حَمَلَ عليها طغيانُ الشهوة، وإهدارُ حقوق المسلم على أخيه، وإفسادُ ذات البَيْن، والإسلامُ صانَ العَلَاقات بين الأفراد، وحدَّها بحُدُودٍ تلائم النفسَ البشرية؛ فَحَرَّمَ العَلَاقَةَ بين الرجال والنساء، إلا في ظلِّ زواجٍ شرعيٍّ، فلا يصح أن يُخاطِبَ الرجلُ المرأة، ولا المرأةُ الرجل إلا لحاجة، وإن كانت - ثَمَّ - حاجةٌ داعيةٌ إلى الخطاب بينهما، فليكن ذلك في حدود الأدب والأخلاق؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وقال تعالى: ﴿ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32].
فَتُبْ إلى الله تعالى توبةً صادقةً نصوحًا؛ واندمْ على ما فعلتَ، وأقلعْ عن هذا الذنب المشين، واعزمْ على عدم العَوْدِ، وأَكثِرْ من الدعاء والاستغفار؛ قال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 7]، وَسُدَّ على نفسِك أبواب الشيطان، بالبعد عن كل ما مِن شأنه أن يقرِّبك من تلك المرأة؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، واخشَ على نفسِك أن تُجازَى بجنسِ صنيعك إن لم تتبْ إلى الله تعالى، فعادةُ الله في خلقِه أن الجزاء من جنسِ العمل، والحذرَ الحذرَ أن تَرَى ما تكرهُ في زوجتِك ومحارمك، قال بعض السلف: "نظرتُ إلى امرأةٍ، فَنَظَرَ رجلٌ إلى امرأتي نظرةً أَكْرَهُهَا"! وقال الفُضَيل بن عِيَاض: "إني لأعصي الله، فَأَجِدُ شُؤْمَ معصيتي في خُلُقِ دابتي وزوجتي"، وفي الحديث المرسَل الذي أخرجه عبدالرزاق - ورجالُهُ ثقاتٌ -: ((كما تَدِينُ تُدَانُ)).
ومن أفضل ما يُعِينك على التوبة: تقويةُ الشعورِ بمراقبةِ الله لك، وأن تَسْتَحْيي من نظر الله إليك وأنتَ على تلك الحال؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7]، وقال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: ]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].






رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:29 am

ملخص السؤال:
تبتعد عنه زوجته كلما اقترَب منها.. حاوَل إسعادَها بكل السبُل لكن لا نتيجة، حتى صارحتْه بأنها مُتعلِّقة بشابٍّ غيره وتحبه، لكنه تزوَّج وتركَها، ويسأل: ماذا أفعل بعدما اعترفتْ لي؟
 
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبتُ فتاةً لمدة 6 أشهر، قدَّمتُ خلالها كثيرًا مما تحلم به أيُّ فتاة؛ مِن أموالٍ وهدايا وحبٍّ.

وبعد الزواج وحاولتُ كثيرًا التقرُّب منها، لكن حائلاً يبعدها عني.. سألتُها وأصررتُ على سؤالي عن سبب ما تفعل، فأخبرتْني بأنها كانتْ تحب شخصًا آخر، وكان وَعَدَها بالزواج، لكنه تركَها وتزوَّج غيرها، مما أثَّر على نفسيتها ودمَّرها.

أخبرتْني بأنها تحبُّه لدرجة أنها ترفُض أن تتقرَّب مني لشدة تعلُّقها به، وتريد أن تستعيدَه بأية صورةٍ كانتْ، لكنه تزوَّج، وهي الآن تزوَّجتْ.

حاولتُ إسعادها بكل الطرُق، لكنها لا ترغب فيَّ، ولا تُكِنُّ لي أي مِقدار من الحبِّ، وتطلُب مني أن أُسامحها، لأنها لا تستطيع أن تقدِّم لي أيَّ شيء.

أشيروا عليَّ بالحل المناسب، وجزاكم الله خيرًا
الجواب
 
بسم الله الموفِّقُ للصواب
وهو المستعان


سلامٌ عليكم، أما بعدُ:
فقد تزوجتْ هذه المرأةُ على ما في كتاب الله تعالى: ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

فاتفِقْ معها على الحلِّ الأنسب لكما لأنها حياتكما معًا، فإن اختارتْ طلاقَ نفسها لأجل أنها لا تُحبك وقلبها مُعَلَّق بغيرك، فهذه رغبة يُقِرُّها الشرعُ.

ولعلها قد تزوجتْك وهي كارهة، ومَن يُزَوِّجها أهلُها وهي كارهة فيَجوز لها أن تختارَ بين البقاء والفراق.

والله سبحانه وتعالى أعْلَمُ بالصواب


رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:30 am


السؤال
أنا متزوج منذ أربع سنوات، ولديَّ طفلةٌ، ولكن لا أحبُّ زوجتي بما فيه الكفاية؛ فليستْ مطيعة لي! لكنها تحبني جدًّا، وتعمل كلَّ ما في وُسْعِها لأكون سعيدًا، ولكن المشكلة فيَّ أنا؛ لأني عندما تزوجتها لم أكن أحبها بالقدْرِ الكافي، وإنما كان إعجابًا بأخلاقها، ورجاحة عقلها؛ يعني لم أكن أحبها بمفهوم حب الرجل للمرأة، فلم تكن جميلة بالشكل الذي كان في مخيلتي، ولم أكن أعرف شكلها عن قُرْب قبل الزواج، ولكن هو القدر.
 
زادت المشكلة عندما أحببتُ إحدى الفتيات عن طريق الإنترنت، وتطوَّر هذا الحبُّ حتى أصبح عشقًا متبادلًا بين الطرفين، وأصبحتُ أحبها أكثر مِن نفسي، ولا أستطيع أن أتخيَّل حياتي بدونها، وهي بالفعل تستحق هذا الحبَّ؛ لأنَّ فيها جميع المواصفات التي يتمنَّاها أي رجل.
 
المشكلة الثانية - وهي الأكبر - أن زوجتي قد عارضتْ وبشدة؛ بالإضافة إلى أني لا أملك الإمكانيات المادية للزواج من ثانية، فأنا غير مستعدٍّ - حاليًّا - لنسيان هذه الفتاة؛ لأنها أصبحت تشغل جميع تفكيري، فقد قررنا الزواج، لكننا فوجئنا بواقع مؤلمٍ؛ حيث إنَّ أهلها يستحيل أن يوافقوا على تزويج ابنتهم لرجل متزوجٍ.
 
أريد نصيحةً وحلًّا للخروج من هذا الجو الكئيب الذي أعيشه، وأرجو أن يكون حلًّا مُجديًا يستطيع إخراجي من الحالة التي أنا فيها؛ لأني تعبتُ جدًّا.
 
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فجواب استشارتك - أيُّها الأخُ الكريمُ - يَظهَر لك بتأمُّلِ ما كتبتَه أنتَ تأملًا جيدًا، لتعلم أن تعلُّقَكَ بفتاةٍ تصفها بأنها يتمناها أي رجل؛ فإذًا هي تستحق شابًّا لم يتزوج بعدُ، وظروفُه الماديةُ مواتيةٌ، ويتقبلُه أهلُها، ثم تقول: وقررنا الزواج، لكننا فوجئنا بواقع مؤلمٍ؛ حيث إن أهلها يستحيل أن يوافقوا على تزويج ابنتهم لرجل متزوجٍ، وفوق هذا فإن زوجتك فقد عارضتْ وبشدة، وأنت لا تملك الإمكانيات المادية للزواج بثانية!
 
تدبَّر عباراتك تلك؛ لتعلم أنك كنت تَتَسَلَّى مع تلك الفتاة التي تستحق ما طالها منك؛ لأنها أمكَنَتْ مِن نفسها؛ ولا يخفى عليك أن التصورَ ثم التصديقَ لا بُد أن يسبقا أيَّ عَمَلٍ؛ فأنت متصورٌ، ثم مصدقٌ - يقينًا - لوضعكَ الأسري والمالي، ولوضع الفتاة، ثم أقدمتَ على التعارف عليها، وتماديت حتى تعلَّقَ كلُّ واحدٍ بصاحبه، وأنت تعرف من نفسك مسبقًا أن الزواج ليس هدف هذا الحُب؛ لما كتَبَتْهُ يداك في رسالتك؛ فضلًا عن أن كلَّ ما قمتُما به مخالفٌ لديننا وقِيَمنا.
 
فلذلك أنا أكاد أجزمُ أن هذا ليس بالحبِّ الحقيقيِّ؛ إذ لو كان كذلك ما تماديتَ، ولا غررتَ بفتاة، وأنت تعلمُ - مسبقًا - أنك لن تستطيع الارتباط بها، كلُّ ما في الأمر أنك لست مقتنعًا بزوجتك، وأغلقتَ على قلبك باب الاكتفاء بها، وهذا وحدَه كافٍ للزهد فيها، حتى وإن كانت أعظم النساء، فليس الغِنَى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس؛ كما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا في كل شيءٍ حتى في النساء، والرغبةِ فيهن، والميلِ إليهن، فحرصُ النفوس عليهن شديدٌ، والرغبةُ فيهن غايةٌ في الشدة، فمن أَطْلَقَ لنفسه العنان، وتطلَّع إليهن، وتعرَّض لهنَّ، وَطَمِعَتْ نفسُه، ولم يقنع بما قسمه الله له؛ من زوجةٍ؛ كان حالُه كمن أصيب بمرضِ الجوعِ الكاذِبِ؛ كلما ازدَادَ أكلًا ازدَادَ جوعًا، وهذا ما حَذَّرَنَا منه الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - حيثُ قال: ((إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى))؛ متفق عليه.
 
ولذلك - على الرغم من ثنائك على امرأتك - تحاول أن تُقنِع نفسك بأن هناك ما يدعوك لطرق أبواب الحرام؛ من إنشاء علاقَةٍ مع فتاةٍ صغيرةٍ أجنبيةٍ عنك، وأنت تعلمُ - جيدًا - أن تَعَلُّقَ القلب بما لا مَطْمَعَ في حُصُولِهِ ليس من العقل في شيء.
 
وعلاجُ ما أنتَ فيه يتلخص في أمرين اثنين:
الأول: زيادة قناعتك في زوجتك، ويتأتى ذلك بالنظر في إيجابياتها، وغض الطرف عن مواضع القصور التي لا يسلم منها رجلٌ ولا امرأةٌ؛ وهذه وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))، أو قال: ((غَيْرَهُ)).
 
فأنتَ لا تحب زوجتك بما فيه الكفاية؛ لأن تفكيرك في الفتاة الأخرى يغطي على حُبِّها، لكنه لا يموت، فلا تستسلم لتلك الرغبة، واطْرُدْهُ من قلبك، وستصبِحُ - بعد قليلٍ - مجردَ ذكرياتٍ، وسوف تستريح من هذه العاطفة، وتوجهها إلى زوجتك الحلال الطيبة، التي أعطتك عُمُرها ونفسها واختارتك، بل أنت اخترتَها بنفسك، وأُعجبت بأخلاقها، ورجاحة عقلها؛ كما ذكرتَ، وهي بشهادتك أنت تحبُّك جدًّا، وتعمل كل ما في وسعها لتكون سعيدًا، وتذكر - دائمًا - أنك إن أخرجت من قلبك تلك المشاعر المحرمة، رَزَقَكَ اللهُ الحبَّ لزوجك الحلالِ؛ فراقب الكبير المتعال، واعلم أن من علامات الفتن أن يتعلق الإنسانُ بغير الله، وأن يكون حبه مخالفًا لهدي الشرع، فاسأَلِ الله أن يُخْرِجَ حبَّها من قلبك، وأن يعمره بالإيمان، والمراقبة لمالك الأكوان، واطرد عن نفسك الشيطان بكثرة الذكر لله، وتذكر - دائمًا - أن من يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وأن من يَسْتَشْرِفْ إلى ما ليس بيده، يُصَابُ بالجُوعِ الكَاذِبِ.
 
الأمر الثاني: قال شيخُ الإسلام ابنُ القَيِّمِ في "زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/ 251):
"وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه؛ قدرًا، أو شرعًا، أو هو ممتنعٌ عليه من الجهتين، وهو الداء العضال، فمن علاجه إشعار نفسه اليأس منه، فإن النفس متى يئستْ من الشيء استراحتْ منه، ولم تلتفتْ إليه، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس، فقد انحرف الطبْعُ انحرافًا شديدًا، فينتقل إلى علاجٍ آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوعٌ مِن الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقةٌ بالصعود إليها والدوران معها في فلكها، وهذا معدودٌ - عند جميع العقلاء - في زمرة المجانين.
 
فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها، لم يبق له إلا صدق اللجء إلى مَن يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه مستغيثًا به، متضرعًا، متذللًا، مستكينًا، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق، فليعف، وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس، ويعرضه للأذى؛ فإنه يكون ظالمًا معتديًا".
 
وفَّقك الله لكل خيرٍ

رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:30 am

Share on favoritesShare on facebook Share on twitter Share on hotmailShare on gmail

Share on bloggerShare on myspaceShare on digg [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السؤال
 
ملخص السؤال:
فتاة تدرس في مدينة جامعية، طلبها رجل متزوج ولديه أولاد، لكنها رفضتْ طلبه حتى لا تهدمَ بيته، ولكنها بالمقابل لا تستطيع نسيانه..
 
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة جامعية، في منتصف العشرين من عمري، أسكن في حي جامعيٍّ، طلبني المدير المسؤول عن المكان للزواج، لكن المشكلة أنه متزوج، ولديه أولاد.

رفضتُ طلبه بالزواج، لكني لا أستطيع نسيانه، ولا أريد أن أهدمَ بيته، لكنه غير مرتاح مع زوجته كما أخبرني.

أشيروا عليَّ فأنا في حيرة بين عقلي وقلبي
الجواب
 
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
عزيزتي، ما زلتِ في مُقتبل العمر، وفُرَص الزواج أمامك مُتاحة - إن شاء الله - وتردُّدك وحيرتُك هو أكبر دليلٍ على عدم اقتناعك بالموضوع، وإن التفكير في الزواج مِن هذا الرجل هو تفكير غير صائب.

فقد ذكرتِ أنه مُتزوجٌ، وأن لديه أولادًا، وأنك لا تُريدين أن تَهْدِمي حياته، بالإضافة إلى الفارق الكبير في العمر بينكما، وقد يكون وُجودك هو السبب في عدم رغبته في زوجته.
 
لذا أنصحك بالابتعاد عنه
 
وسيُعَوِّضك الله خيرًا منه - إن شاء الله


رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الذهبى
عضو stars
عضو stars
حسن الذهبى


اسم العضو : حسن الذهبى
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 2797
تاريخ الميلاد : 11/03/1956
تاريخ التسجيل : 16/01/2014
العمر : 68
المزاج عال

ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟   ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 16, 2015 11:31 am


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة عمري 36 عامًا، لم أتزوج بعدُ، يتقدم الكثير لخِطبتي، لكن لم يكتب الله لي الزواج. 

الآن تقدَّم لي شخص مواصفاته جيدة، لكنَّه متزوج. 

المشكلة تكمُن فيَّ أنا، إنِّي لا أتخيل أنْ أتزوج برجل متزوج، أشعر أنَّني رُبَّما أقلب حياته وحياتي إلى جحيم، فأنا شديدة الغَيْرَة. 

أستخير، أشعر أنِّي سأوافق، ثم فجأة أرفض، وقد حدث لي هذا في مرَّة من المرَّات. 

وعندما تحدد موعد النظرة الشرعيَّة رفضت، وهكذا كلما يأتي شخص، أرغب في الزَّواج، فهذه فطرة جعلها الله في خلقه؛ لكنِّي أشعر أني إذا تزوجت رُبَّما لا أستطيع تحمل أعباء الحياة الزَّوجيَّة، أشعر بخوف غريب. 

جُزيتم خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أختي العزيزة، أتفهَّم خوفك الغريب من الزَّواج، وخوفك من الفشل في تحمُّل أعباء الحياة الزوجية؛ ولكن هذا شعور طبيعي يرافق كلَّ تجربة جديدة نُقدم عليها في حياتنا، هو خوف من المجهول الذي لا نعلم كيف سيكون أو ماذا سيحمل لنا؟ وهو الخوف الذي يجعلنا نتعلم ونقرأ ونتدرب على كيفيَّة التعامُل مع مسؤوليَّاتنا القادمة، خوفك طبيعي للغاية، ولكن لا تجعليه عائقًا أمامك، بل اجعليه حافزًا ودافعًا يدفعك لتخطي الصِّعاب؛ حتى تصلي إلى الأفضل.

عزيزتي، كل امرأة في الكون تحب أن تشعر بأنَّ زوجها وشريك حياتها هو ملك لها وحدَها، ولا تشاركها فيه امرأة أخرى؛ لكن أحيانًا يكون هذا الأمر صَعبَ التحقيق، فما العمل حينها؟

الله - سبحانه وتعالى - ما شرع أمرًا إلا وكان فيه فائدة للخَلْقِ، وقد شرع - سبحانه وتعالى - التعدُّد؛ حتى يكفل حقَّ جميع النِّساء في الحصول على المودة، والرَّحمة، والسكن النفسي والمعنوي، الذي يحصل بالزواج؛ كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فالتعدُّد هو أمر شرعه الله؛ ليحفظ حقَّ المرأة في الزَّواج، وغَيْرتك الشديدة ليست أمرًا مستغربًا على النِّساء، فهذه أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - حين خطبها رسول الله - عليه أتم الصلاة والتسليم - اعتذرت بأنَّها تغار من نسائه، وقالت: "إني امرأة غيور"، فقال لها - عليه الصلاة والسلام -: ((أدعو الله لك أنْ يذهبَ عنك ذلك))؛ فلا تدعي غَيْرتك تكون سببًا في إفساد حياتك، وحرمانك من سعادة مُقبلة، إن شاء الله.

تضرَّعي إلى الله في جوف الليل، وصلِّي صلاة الاستخارة، وكرِّريها حتَّى يكتب الله لك الخير، فصلاة الاستخارة مُهمة جدًّا في كل أمورنا، وادْعي بقلبٍ صادق بأنْ يذهبَ الله الغَيْرة من قلبك، ويحل محلها الرِّضا والسَّعادة والهناء، وقد قال الله - جلَّ وعلا -: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وتذكري حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.

وكما قلت أنت، فإنَّ مواصفاتِه جيدة، والذي يمنعك من القَبُول به هو أنه "متزوج"، فلا تَدَعي الغَيْرة تفسد حياتك، وتذكري عزيزتي أنَّ العمر يتقدَّم بك، وكلما تقدم العمر، قلَّت الفرص، وزادت احتماليَّة بقائك دون زواج، وهذا يؤثر سلبًا على نفسيتك مع مرور الأيام، فصحيح أنَّ الزواج ليس كل شيء في الحياة؛ ولكنه جزء مهم جدًّا منها.

وفقك الله، ويسر أمرك، ورزقك الزوج الصالح الذي يكون سكنًا لك، وأمانًا من الفتن.

رابط الموضوع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا تفعل عندما تعشق المرأة رغم زواجها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  لمن أبتليت بزوج يشاهدالأفلام الخليعة ماذا تفعل.**
» °¨ لو كنت على هذة الرحلة ماذا تفعل ؟
» الزوج المهاجر الدائم الفراق عن زوجته ماذا تفعل ؟ تصبر أم تغضب الله.
» ماذا تفعل لو لديك مصاب بحرق ما فى جزء من الجسم؟
»  ماذا تفعل المحادة ( الشيخ بن باز رحمه الله )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المرأة :: مشاكل المرأة-
انتقل الى: