Ahmed Abd Elaziz
...............................
بداية نشأه العلاقة الامريكية بجماعة الاخوان الارهابية
_______________________________________
استعان الإخوان بجناح التنظيم الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية لتوطيد العلاقة بينهم ومن أبرزهم الدكتور حسان حتحوت- رئيس أكبر المنظمات الإسلامية بأمريكا- فقد كان أول من استقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمركز الإسلامي التابع لهم في العاصمة الأمريكية، عقب أحداث11 سبتمبر مباشرة، بوصفه ممثلا عن مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي وعن مجلس الشئون العامة الإسلامية.
ووجهت الجماعة من خلال "حتحوت" رسالة إلى الإدارة الأمريكية تؤكد فيها قدرتها على تقديم العون الجيد لواشنطن في إطار امتصاص غضب الشباب المسلم، وتحويله إلى نشاط إيجابي، بعيدا عن سلبية الجماعات المتطرفة، شريطة أن تدعم أمريكا الجماعة في مواجهة تلك الحكومات الديكتاتورية على حد وصفهم
واستمرت اللقاءات في الانعقاد، ولكن بشكل سري، حتي كان احتلال العراق، الذي أمر خلاله المرشد العام السابع للجماعة محمد مهدي عاكف( المنسق السابق للعلاقة مع الأمريكان)، جناح التنظيم الدولي في العراق( الحزب الإسلامي العراقي بقيادة محسن عبدالحميد والاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين بهاء الدين)، بالتعاون مع الحاكم العسكري الأمريكي آنذاك "بول بريمر"، والمشاركة في الحكومة الانتقالية التي شكلها عقب سقوط النظام العراقي مباشرة، وهو ما تسبب في إيجاد أزمة داخل التنظيم الإخواني بالعراق، وتدخل عاكف بوصفه المرشد العام للتنظيم الدولي لاحتواء تلك الأزمة، وأصدر قراراً،- وصف بالملتويًا- يؤكد أن مشاركة الإخوان في الحكومة الانتقالية تمثل شأنا داخليا للجماعة في العراق، الأمر الذي ترتب عليه استقالة عدد من إخوان العراق المعارضين لتلك المشاركة، وتشكيلهم "جيش الخلاص الإسلامي"، بينما قام بعضهم بتكوين "جبهة علماء المسلمين" برئاسة حارث الضاري، الذي التقي بعاكف مرتين بالقاهرة وطالبه بضرورة التدخل لإنهاء علاقة الحزب الإسلامي بحكومة بريمر، ولكن عاكف رفض للمرة الثانية، معتبرا أن ذلك الأمر شأن داخلي يخص العراقيين وحدهم.
كانت أمريكا تلتقي ممثلي ورموز جماعة الإخوان المحظورة- 2007 التقت الكتاتني بالولايات المتحدة الذي طالب دعم أمريكا للإخوان- والتي أصبحت دورية ومنتظمة وامريكا كانت تتحاور وتستمع وترسل توجيهاتها وتصوراتها للجماعة التي يمكن أن تشكل حكومة في المستقبل، وأصبحت هذه اللقاءات أكثر جدية وأدق تنظيما، وقابلتها متابعة مصرية أمنية دقيقة وضربات للجماعة ولرموزها وسلسلة من الاعتقالات والمحاكمات لهم.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تدافع عن الإخوان، فقد اعتبرت مجلة "FOREIGNAFFAIRS" أن جماعة الإخوان "بوليصة تأمين ضد التطرف والإرهاب"، وأن التحاور معها يحقق المصالح الأمريكية لتلاقي مصالح الطرفين في مجالات متعددة، ومطالبة المسئولين عن صنع القرار الأمريكي بإقامة الحوار مع الجماعة من خلال ممثليها المقيمين في الغرب، وتأكيد اعتدال الجماعة( من وجهة نظرهم) تجاه القضية الفلسطينية، بدعوي أن الجماعة تري أن الصراع مع إسرائيل ليس دينيا، بل هو نزاع على الأراضي المحتلة، وأن الإخوان على استعداد للاعتراف بدولة إسرائيل بمجرد قيام منظمة "حماس" بذلك
كما نشرت مجلة"HARBERS" مقالًا بعنوان( أحزاب الله الديمقراطية الإسلامية ومذهب بوش) يذكر أن الرفض الأمريكي المطلق للجماعات الإسلامية لا يخدمهم على المدي البعيد، وأنه على الرغم من أن أيديولوجيتها السياسية قد لا تروق للأذن الغربية، فإن ذلك لا يمنع من أن المستقبل الديمقراطي في الشرق الأوسط سوف يعتمد بصورة كبيرة على تفهم هذه الأيديولوجيات والأفكار والتعامل معها.
والغريب في الأمر أن وسائل الإعلام الأمريكية التي تدافع عن الجماعة، وقد اعتمدت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة تدعو إلى فتح حوار سياسي ومباشر مع جماعة الإخوان تتطلب الاقتراب أكثر من الجماعة، وأوصت عام 2010 بضرورة أن تكون جلسات الحوار مع قيادات الإخوان منتظمة ودائمة وعدم الاستماع كثيرًا لتحذيرات الحكومة المصرية بعدم التعاون مع هذا التيار.
ورأت المذكرة أن علاقة واشنطن بالإخوان خلال السنوات الماضية كانت لها بعض النتائج الإيجابية- حسب ما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس- التي قالت: "يجب ألا يكون الخوف من وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة عائقًا أمام الإصلاحات العربية"، وجاء بتقرير مادلين أولبرايت- وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- بعد زيارتها للقاهرة عام2005 : "إذا كان التخوف الأمريكي قد بني على أن إجراء الانتخابات الحرة سيؤدي حتما إلى وصول الأصوليين- أي الإخوان- إلى مقاعد السلطة بسبب الأحزاب الشرعية، فإن التجارب السابقة تشير إلى أنهم جماعات براجماتية يمكن التعامل معها بشكل ممتاز"، وقد أسهمت تلك التصريحات في منح الإخوان الجرأة السياسية حتي وصل الأمر بمرشدها مهدي عاكف أن يعلن في2005 أن الإخوان ليس لديهم مانع من أن يكون الرئيس مبارك رئيسا لمصر لفترة خامسة، شريطة أن يكون ذلك بناءً على اتفاق بينه وبين جماعة الإخوان.
Ahmed Abd Elaziz