فريد حشيش
...................
كان هناك رجلٌ حكيم طاعنٌ في السن
يشتكي من الألم والإجهاد في نهايةِ كل يوم.
سأله صديقه:
ولماذا كل هذا الألم الذي تشكومنه؟
فأجابه الرجل الحكيم:
يُوجد عندي بازان (الباز نوع من الصقور) يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما كل يوم
وأرنبان يلزم أن أحرسهما من الجري خارجا
وثعلبان عليَّ أن أُقَوِّدهما وأدربهما
وثعبان عليَّ أن أحاصره وﻻ اتركه يلدغ البشر
وأسدُ عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي
ومريضٌ عليَّ أن أعتني به واخدمه
قال الصديق:
ما هذا كله لابد أنك تمزح ، لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الأشياء فى آن واحد .
قال له الحكيم :
إنني لا أمزح ولكن ما أقوله هو الحقيقة المحزنة ولكنها الهامة
إن البازين هما عيناي وعليَّ أن أروضهما عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه باجتهادٍ ونشاط
والأرنبين هما قدماي وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طرقِ الخطيئة
والثعلبان هما يداي وعليَّ أن أدربهما على العمل للبعد عما حرم الله وان تمداني بما أحتاج وبما يحتاج إليه الآخرون ممن يحتاجنى فى الخير
والثعبان هو لساني وعليَّ أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين احاسب عليه يوم القيامة .
والأسد هو قلبي الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة وعليَّ أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا تخرج منه ما ﻻ اطيق سواء حب او بغض .
أما الرجل المريض فهو جسدي كله الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي حتى ﻻ يمت منى وﻻ استطيع ان احييه مرة اخرى
إن هذا العمل اليومي يستنفد عافيتي........ ...............
....................................................
إن من أعظم الأشياء التي في العالم هي أن تضبط نفسك ..... وﻻ تدع أي شخصٍ آخر محيطاً بك يدفعك ﻻمر ﻻ ترغبه او يقهرك او يغرضك ويجذبك للمعصية ... ولا تدع أيَّاً من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك..... فلا يوجد أعظم مما خلقك الله لأجله
وهو أن تكون ملكا على نفسك .