الشعر الجاهلي مزيف ومنحول

حسني المتعافي

.....................

أكثر الشعر الجاهلي مزيف ومنحول، وقد تمّ الإضافة إليه وتأليف أشعار ونسبتها إلى الأسماء الجاهلية في العصرين الأموي والعباسي لأغراض شتى منها:

1. الطعن في القرءان والتشكيك فيه.

2. التغلب على الخصوم في أمور نحوية وبلاغية.

وكان من أسباب ذلك أن الدين الأعرابي قد جعل أبطال الجاهلية رموزًا مقدسة، وظل يضرب بهم المثل في كل مكارم الأخلاق متجاهلا السابقين الأولين الذين كانوا خير من يمثلها.

وقد ظلوا على حالتهم هذه حتى أن الشاعر الفحل أبو تمام وقع في شرّ أعماله عندما امتدح أحمدَ بن الخليفة المعتصم في قصيدة مطلعها:

ما في وقوفك ساعةً من باس---تقضي ذِمامَ الأربُعِ الأدْراس

فلما بلغ قوله:

إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حَاتِمٍ---في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ

قال يعقوب بن إسحق الكِندي ناقدًا:

"إن الأمير فوق ما وصفت، ولم تزد على أن شبهته بأجلاف العرب، فمن هؤلاء الذين ذكرتهم؟ وما قدرهم؟"

أطرق أبو تمام قليلاً، فحضره بيتان ارتجلهما، على نفس الوزن والقافية:

لا تنكروا ضربي له مَنْ دونه---مثلاً شرودًا في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره---مثلاً مـن المِشكـاة والنبراس

وأبو تمام بذلك تخلص من مأزق تافه في حق أمير تافه ليقترف إثمًا مبينا.

» الخنسـاء بنت عمـــرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي .
» الشعر والبشرة..
» حكم صبغ الشعر بالسواد
» علاج تساقط الشعر
» علاج قشرة الشعر