بواسطة Mohammed Haffz.
......................
نقلات سريعة ومتلاحقة على رقعة الشطرنج
========================
● منذ يومين قام آسياس أفورقي رئيس أريتريا بزيارة - بدت مفاجئة - للقاهرة قادما من أبو ظبي ، وفي القمة الثنائية التي حضرها رئيس المخابرات المصري ، أُعلن أن الرئيس المصري بحث مع نظيره الأريتري أمن البحر الأحمر..!
● ولمن لا يعرف فأريتريا تمثل بالنسبة لنا مركزا استراتيجيا متقدما لمواجهة التهديدات بمنطقة القرن الافريقي، نظرا لموقعها الاستراتيجي باطلالها وإمتداد سواحلها علي البحر اﻷحمر وقربها من مضيق باب المندب ، وأيضا لحدودها المشتركة والممتدة مع الجارين اللدودين إثيوبيا والسودان فهي "كالخنصر" بينهم ، كما أنها تمثل نقطة نفوذ وارتكاز هامة لأبوظبي التى تتواجد على شاطئ القرن الافريقي بقاعدة عسكرية في ميناء عصب بإريتريا، على بعد 106 كيلومترات شمال باب المندب ، وهي القاعدة التي يعتقد كثير من المراقبين أنها مجرد غطاء اماراتي للتواجد العسكري المصري ، نظرا لأن ثوابت السياسة المصرية ترفض سياسة بناء القواعد العسكرية خارج الأراضي المصرية .
.
● وبمجرد وصول أنباء زيارة الرئيس الآريتري للقاهرة ، قام البشير بإرسال رئيس أركان الجيش السوداني في زيارة خاطفة لأثيوبيا ، فيما بدا انه رد سوداني سريع على الزيارة الرئاسية الأريترية لمصر
.
● وقبلها بيومين كان السودان قد أعلن عن غلق حدوده البرية مع آريتريا مع اعلان حالة الطوارئ في ولاية كسلا السودانية و الدفع بتعزيزات عسكرية للمنطقة الحدودية ، بعد تواتر الأنباء عن وجود تعزيزات عسكرية مصرية في قاعدة ساوا الآريترية
.
● وتزامنا مع زيارة رئيس اريتريا قادما من أبوظبي الى القاهرة ، جاء وزير خارجية تنزاينا "أجوستين ماهيجا" للقاهرة قادما من أبوظبي أيضا ، ليعلن من القاهرة أن بلاده ستشرع في بناء سد لتوليد الطاقة بمشاركة واشراف مهندسين مصريين
.
● وقبل ذلك بأيام كانت فرقاطة قطرية "فرنسية الصنع" يقودها طاقم من البحرية السوادنية تحاول الاقتراب من المياه الاقليمية المصرية قبالة مدينة حلايب ، في محاولة ساذجة للتحرش البحري بمصر ، فجاء الرد المصري سريعا بارسال سرب من مقاتلات الرافال لتحوم فوق شواطئ السودان نفسها ، بل انها دخلت للعمق السوداني دون أن تكتشفها الدفاعات الجوية السودانية ، فصدرت الأوامر من الخرطوم على الفور بسرعة انسحاب الفرقاطة من أمام الشواطئ المصرية
.
● الجبهة الجنوبية تشتعل وتتسع لما هو أبعد من منطقة القرن الافريقي أو شرق أفريقيا فقط ، وميدانها أصبح لا يقتصر على الأمن المائي فقط .. حيث يبدو سد النهضة ما هو الا الجزء المرئي من جبل الجليد ، خاصة بعد الاعلان عن التواجد التركي على جزيرة سواكن السودانية على بعد 350 كيلومتر من مثلث حلايب وشلاتين المصري ، وبعد انشاء قاعدة عسكرية تركية في الصومال ، فيما بدا انها محاولات تركية لخلق ممر آمن جنوبي للدواعش لكي يتسللوا منه لتطويق مصر من الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي (من الصومال مرورا بالسودان مستهدفا مصر وليبيا ، أو من السودان مباشرة باتجاه مصر وليبيا) على غرار الممر الشمالي (عودتهم من الرقة لتركيا ثم التسلسل لسيناء ودرنة ومصراته وسرت)
.
● وفي أقصى الشمال المصري ، أعلن خفر السواحل اليوناني، عن ضبط سفينة كانت متجهة من تركيا إلى ميناء مصراتة في ليبيا، وهى تحمل 29 حاوية من المَواد المتفجرة ، وتبينَ من أرواق الشحن أنّ حمولة السفينة وُضعت عليها فى مينائى مرسين والاسكندرونة التركيين، وألقت السلطات اليونانية القبضَ على السفينة وطاقمها قربَ جزيرة كريت فى البحر المتوسط ، فيما بدا أنه محاولة تركية جديدة لاشعال الجبهة المصرية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي مع ليبيا
.
● لكن اللاعب المصري يبدو منتبهاً دوما لتلك النقلات ، بل انه يسبقها بخطوات واسعة ، وبدا ذلك واضحا في انشاء الأسطول الجنوبي المصري بالبحر الأحمر ، وفي تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع آريتريا ، وقبلها في تقوية روابط الصداقة مع اليونان وقبرص احكام السيطرة على منطقة شرق المتوسط
● وهو ما دفع صحيفة يو إس توداي لأن تقول بأن المارشال المصرى السيسى نجح فى عمل
طوق أمنى عسكرى بالقرن الأفريقى وأحكم سيطرته على البحر الأحمر وباب المندب ، كما سيطر على مثلث برمودا بشرق المتوسط مع اليونان وقبرص لاستهداف سفن السلاح التركية المتجهة إلى ليبيا .
.
● حدودنا الجنوبية تشهد مبارة شطرنج حامية الوطيس، وحدودنا الغربية ينتظرها تحركات أكثر عمقا وتأثيرا قريبا بأذن الله.
#دوائر_النار
#لماذا_فتحتم_التابوت ؟
#هل_أدركتم_عقاب_من_يفتح_التابوت ؟