أبو ذر من أئمة السابقين الأولين

حسني المتعافي

....................

لقد كان أبو ذر من أئمة السابقين الأولين، ولقد اهتدي إلى التوحيد قبل بدء البعثة النبوية بثلاث سنوات وعُلم عنه ذلك، وكان واحدا من أول أربعة أو خمسة أسلموا مبكرا، وكان من أكثر السابقين الأولين علما بالأمور الدينية الكبرى وبروح الدين، وكان من أكثرهم إدراكا لها وتشبعا بها، وكان من القلائل الذين صمدوا وتصدوا لفتنة الدنيا وعملوا بركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك فقد انتقد تسابق الأكابر وغيرهم لحيازة الثروات وتكالبهم على الدنيا، ولقد تعرض بسبب ذلك للنفي على أيدي من كان منوطا بهم أن يكونوا أسوة للناس في الإعراض عن الدنيا، فنفي من المدينة إلى الشام ومن الشام إلى المدينة ومن المدينة إلى الربذة، ولقد كان الاضطهاد الذي حاق به والظلم الذي تعرض له وعدم مناصرة جل الناس له من الفتن الكبرى التي حاقت بالأمة، ولقد جهل الناس أمره وتناسوه حتى إنهم شكوا في سنة وفاته، ولقد صدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عندما قال عن أبي ذر: "يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده،" ولقد صدق فيه وفي الإمام علي والسيدة فاطمة والأرقم وخالد بن سعيد وسعد بن عبادة وقيس بن سعد وعمار بن ياسر.... قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها" أو كما قال، ولقد شهد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ له بأنه أصدق الناس لهجة، ومع كل ذلك فلقد تحامل عليه أهل اللاسنة والقطيع وزعموا أن ابن سبأ اليهودي الأسود المزعوم قد تلاعب به وخدعه وحرضه على عثمان ومعاوية، فكان ازدراء أقوال الرسول والتطاول على قيم الدين وعلى إمام من أئمة السابقين الأولين -الذين صدق ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا- أهون عندهم من الاعتراف بالحقيقة الواضحة البسيطة وهي أن الشيطان قد استزل بني أمية فاستجابوا له وأزمعوا على أن يستأثروا بالسلطة وبالثروة.

وكان العرب قد وطنوا أنفسهم على الخضوع لمن تولى عليهم وكأنه بالضبط قد قهرهم وتسيد عليهم ولم يولوه هم بأنفسهم، ومن المعلوم أن بني أمية قد حاولوا بشتى الطرق إسكات أبي ذر فأقسم أنه لن يترك كلمة سمعها من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ولقد تمادى الأمويون في غيهم واستفزوا المسلمين وتطاولوا عليهم متذرعين بما كان لهم من مكانة في الجاهلية واحتكروا التسلط على الولايات لأنفسهم، إن أعمال الأمويين كانت كافية تماما لتحريض كل من لديه ذرة من إيمان حقيقي ضدهم.

وموقف أهل اللاسنة والسلفية إنما يكشف عن أصل مذهبهم الأموي وعن نفاقهم العريق، فهم يرفعون راية الدفاع عن (الصحابة) كلهم بحجة أن منهم السابقين الأولين ثم يتضح في النهاية أنهم لا يعبئون بالكثير من أكابر السابقين وأنهم لا يقصدون إلا الدفاع عن أئمة أهل البغي والمنافقين وسفاكي الدماء والمفسدين.

» حكام مصر السابقين وطريقه رحيلهم.
» النيابة في مرافعة "وداي النطرون": الإخوان "أئمة مضلين".. قتلوا وسفكوا الدماء لتولي السلطة
» الصحف البريطانية: الفايننشيال تايمز تشيد بأداء البورصة المصرية.. العولقى يرحب بالثورات العربية.. الأسد يخاطر بنفس مصير الطغاه السابقين
» "العسكرى" يصدر قانون انتخابات الرئاسة دون علم مجلس الشعب.. القانون يلزم المرشح الحصول على موافقة 30 عضوا برلمانيا منتخبا أو تأييد 30 ألف مواطن ويحظر إذاعة استطلاعات الرأى فى اليومين السابقين للاستفتاء
» تفاصيل ساعتين من الرعب عاشتهما المرج..6 ملثمين أطلقوا النار على القسم ونجحوا فى تهريب "حمدان" تاجر المخدرات وأحرقوا القسم..الأهالى تجمعوا على نداءات أئمة المساجد..والنيابة تعثر على فوارغ الطلقات