حسني المتعافي
-
من قصة شهود على العصر
قال رياض: لا أدري كيف تهاجمون الخلافة، وقد كانت الدولة الإسلامية عندها عزيزة غالبة على أمرها!
قال محسن ساخرًا: لا تُقال هكذا! يجب أن تقول: ماذا رأيتم من الخلافة حتى تكرهوها؟
قال ماهر: بعض عبيد البقرة يتساءلون: ماذا رأيتم من البقرة حتى تكرهوها؟
قال رياض: ألا تستطيعون أن تكونوا جادين؟!
قال محسن: هل تعلم ما هي أحلك أيام مصر سوادا؟
قال رياض: ما هذا؟ ما العلاقة بين سؤالي وجوابك؟
قال محسن: حاول أن تجيب!
قال رياض الإخواني: ربما ستقول إنه يوم تأسيس جماعة الإخوان، أو ستقول إنه يوم ميلاد حسن البنا، هاهاهاااه
قال محسن: هاهاهاهاااه، كانت بالفعل أيامًا سوداء، أيام مصر السوداء كثيرة، ومنها أيضًا تاريخ تولي الساداتي ومن بعده مبارك حكم مصر، ولكن من أسوأ أيام مصر يوم أن غزاها السفاح العثماني سليم الأول، وكذلك عندما استعادت الخلافة العباسية سيطرتها على مصر بعد انهيار الدولة الطولونية.
قال رياض: وماذا حدث بعد انهيار الدولة الطولونية؟
قال محسن: أحرق قائد الجيش العباسي العاصمة "القطائع" التي كانت أعجوبة الدنيا، لم يبق منها إلا مسجد أحمد بن طولون، وهو أعجوبة في حد ذاته، وكان حكم القائد العباسي في أهل مصر هو ضرب أعناقهم وقطع أيديهم وأرجلهم جورا وتمزيق ظهورهم بالسياط وصلبهم على جذوع النخل، كانت صفحة حالكة السواد في تاريخ مصر لا ينافسها في ذلك إلا دخول الجيش العثمانلي القاهرة بقيادة السفاح سليم الأول.
كان هذا هو الأسلوب الذي يتبعه الخلفاء في عصور الخلافة من بعد أن تحولت إلى ملك عضوض، تاريخ طويل من أبشع الجرائم والمجازر.
أما عندما دخل السفاح العثماني سليم الأول مصر فقد قتل عشرات الألوف من المصريين ونهب كل كنوزها وثرواتها، وأخذ العثمانيون ما كان في مصر من الآثار النبوية والمصاحف النادرة، بل استولوا على كل الصناع المهرة والخليفة العباسي، ثم وضع أسوأ نظام لإدارة شؤونها حتى لا يفكر أحد في الاستقلال بها، وفرض على مصر جزية ثقيلة، ونتج عن سياستهم أن الشعب المصري كاد ينقرض، وهبط عدد السكان إلى حوالي 2.5 مليون نسمة بعدما كان يزيد على 12 مليونا عند الغزو العربي، وطمرت الرمال أكثر الأراضي الزراعية، وخربت المدن العامرة في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تصنع نهضتها العظمى، أما المصريون المغفلون فكانوا في ذلك الوقت يدعون للسلطان العثماني بالنصر على أعدائه، وهم يسمون الاحتلال العثماني وهو أقذر وأخسّ احتلال تعرضت له في تاريخها بالفتح العثماني، ويطلقون اسم سليم العثماني على أحد شوارع القاهرة!!!!
قال رياض: أنتم لا تفتشون إلا في القمامة، وتبحثون عن أيامٍ كهذه لتهيجوا الناس ضد الخلافة.
قال ياسر: كان يجب يا أستاذ محسن أن تذكر في المقابل ماذا حدث عند دخول الإنجليز مصر، وذلك ليتبين الفارق بين المتحضرين وبين سفلة الهمج من العباسيين والعثمانيين، وحيث أنك لن تفعل لكراهيتك للإنجليز فسأفعل أنا!
قال رياض: أنت عميل للإنجليز!!!