Mohammed Hafez.
*****************
مصر... باليرمو ..غزة .. حضور مصري فاعل ، وصفعة موجعة للأغا العثمانللي
===========================================
✪ اليوم ربحت مصر نقطتين في غاية الأهمية :
■ الأولى بتثبيت وقف اطلاق النار فى غزة عبر رعاية مصرية ، بعد أن انتهى عصر اليوم والفصائل الفلسطينية فى موقف قوة لا ضعف ، وبعد أن أعلنت سرايا القدس إدخالها لصواريخ جديدة للخدمة العسكرية ذات قدرات تدميرية عالية ، ويبدو أن عسقلان كانت أول التجارب.
.
■ والثانية وهي الأهم ، التى جاءت استراتيجية شطرنجية بأمتياز فى «باليرمو» بايطاليا ،،
◆ وذلك بعد الحضور المفاجئ للرئيس المصري بنفسه لمؤتمر «باليرمو»، وكذلك الحضور المباغت للمشير «خليفة حفتر» بعد أن كانت كل الأنباء تشير إلى عدم حضوره رغم دعوته رسميا بحكم انحياز ايطاليا فى كل المراحل لدعم الفوضى فى ليبيا واصطفافها مع محور «قطر- تركيا»، ولكن حضر حفتر ما يريده هو من لقاءات، وليس كما أعدت ايطاليا له كباقي الأطراف الليبية.
◆ ومن يريد أن يعرف أهمية حضور السيسي لـ «باليرمو» اليوم ، عليه أن ينظر كيف جاءت ردة فعل تركيا الغاضبة من عدم دعوة رئيسها للمؤتمر، وكذلك ما نلمحه بوضوح في سطور تصريحات «فؤاد أوكتاي» نائب الرئيس التركي أثناء اعلانه لإنسحاب بلاده من المشاركة فى المؤتمر ، والذي قال في بيانه : "نعلن انسحاب تركيا من المؤتمر بخيبة أمل عميقة... للأسف لم يتمكن المجتمع الدولي من التوحد هذا الصباح".
◆ وكذلك ما صرح به مستشار أردوغان الذي قال بأن ما أزعجه حقا هو عقد لقاءات جانبية مع شخصيات لدول بجوار ليبيا ، مضيفا "ان أي لقاءات تُعقد بدون تركيا لا يمكن أن تنجح طالما استمرت بعض الدول في اختطاف العملية السياسية لمصالحها الخاصة"
● ولم يظهر «أوكتاي» أو «حمد بن ناصر» وزير خارجية قطر فى الإجتماع الذي حضره «فائز السراج» و«حفتر» مع رؤساء وحكومات الدول الأجنبية الحاضرة للمؤتمر رغم تواجدهما هناك وظهور بن ناصر فى صورة جماعية أخرى ، فيما رجحت صحف إيطالية بوقت سابق من هذا الأسبوع بأن حفتر إشترط عدم المشاركة مع هاتين الشخصيتين بالذات فى أي جلسة أو إجتماع مقابل موافقته على الحضور .
● نعم مؤتمر «باليرمو» لم يضيف شيئاً لطرابلس أو حتى لايطاليا نفسها ، ولكنه أضاف الكثير لمصر اليوم، وهو أمر فى حد ذاته اضافة للشقيقة «ليبيا»، وخسران كبير لـ «تركيا».
.
◆ فكل التحية للتحرك المصري الحريص فى غزة ، وللخطوة الذكية فى «باليرمو»، ونعيد ونكرر، قبل أن يهلل من لطموا بالأمس والعكس، ومن يتعاملون مع السياسة بعواطفهم، ويَقْرَؤُهَا من منظور اعلامنا السطحي الذى يفقدنا كل يوم أشقاء، ويفقد مصر الأم هيبتها وسط أبنائها، نقول صراحة اليوم ليس نهاية الأمر... الحرب جوالات.. الحرب خدعة.. والسياسة ليست ثابتة.. والأيام متغيرة، وعلينا دائما فى قراءة أي ملف أن نحلل الأمر دون تهويل أو تهوين، وعند رؤيتنا للمشهد علينا أن نرى الواقع لا ما تتمناه قلوبنا.
.
◆ ولا أبالغ لو قلت أنه لن يتغير فى ملف اليمن شئ إلا لو مر عبر بوابة القاهرة، وتذكروا كم مرة طالبت الأطراف اليمنية نفسها (أقول الاطراف اليمنية المتواجدة فى قلب اليمن بشماله وجنوبه) بتدخل مصر لحل هذه الأزمة ، ولكن للأسف من أراد تقزيم مصر منذ البداية لم يستوعب حتى الآن ما الغرض من الزج به فى مستنقع اليمن.
.
✪ أخيرا وليس آخراً ، أنتظر الجديد والهام من العقل الاستراتيجي للدولة المصرية بعد أن كثفت «تركيا» نشاطها في الآونة الاخيرة فى منطقة القرن الافريقي والسودان، خاصة وأن وزارة الدفاع التركية أنهت دراسة بناء قاعدة عسكرية بجزيرة «سواكن» السودانية بالبحر الأحمر، وَوُضعت كافة الدراسات على مكتب «خلوصي آكار» وزير الدفاع التركي، الذى تواجد بالسودان والتقى رئيسها في نفس اليوم الذى تواجد فيه الرئيس السوداني «عمر البشير» بمنتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ ، وهو ما ردت عليه مصر بنشر فيديو على صفحة المتحدث العسكرى عن استعراض لاستراتيجية أمن البحر الأحمر بحضور القادة العسكريين من العيار الثقيل ..
.
•• حفظ الله مصر الأم، وليبيا الحبيبة، وفلسطين الغالية وسائر شعوبنا.
.
-----------
لـ فادى عيد