Adel Ansary إلى إدارة السكرى .. ما قل و دل
********************************
#أ_ب_تثقيف_لمرضى_السكرىمع د/ DrAdel Ansary استشارى
****
السكرى و الغدد الصماء
الحلقة الرابعة .. (أساسيات العلاج .. البعد الأول "مراعاة الحالة النفسية")
الجزء الأول .. (مثلث المشاعر و المخ و الهرمونات)
البوست المرفق أرسلته لى ابنتى ميس نهى متسائلة هو الكلام ده صحيح ؛ طب إزاى؟! .. كما سألنى أحد "السكريين" مُستَنكراً إزاى نبعد عن الضغوط النفسية :(
و لذلك قررت عمل هذه الحلقات " مراعاة الحالة النفسية " للتوضيح ..
لا يكفى للحفاظ على أجسادنا صحيحة معافاة أن نجتهد في زيادة معرفتنا بحاجاتنا الغذائية فقط ؛ بل علينا ألاّ نغفل عن غذائنا العقلي و انفعالاتنا و عواطفنا .. فالكثير من هذه الأمور قد يسعدنا و ينعكس بالإيجاب على صحتنا ، و الكثير منها يُعَرِضنا للعثرات المُوهنة و المُثَبِطة التي تُولد الأمراض .. رغماً عنا
يملؤنا حزناً ما تفيض به علينا الصحافة و محطات الإذاعة و التلفزة ، من أنباء سيئة حول مآسي الحياة على اختلاف أنواعها ، سواء ما يدور في ساحتنا ، أو في أي مكان آخر ، إن الانفعالات التي تتولد في نفوسنا من جرّاء ذلك تغوص في أعماقنا و تعمل هناك في صمت ؛ و لكن بجدية على تدميرنا جسدياً و نفسياً.
إن إصغاءِنا لما يُعكر صفاء نفوسنا هو خطوة ـ مائلة ـ في طريق زلق نحو حياة بائسة في كل الميادين ، و باستطاعتنا أن نكون في منأى عما يؤذينا ؛ إذا اخترنا أن نغلق تلك الأبواق المؤذية و ما شابهها مما حولنا.
لابد أن نعي ما تسببه طبيعة أفكارنا و مشاعرنا و انفعالاتنا في صحة أجسادنا .. تَذكُر "كانداس بيرت" ـ و هي عالمة أميركية ـ في كتابها (جزيئات المشاعر) عن أحد الأطباء قوله: (الجسد يتحول إلى مسرح تجري فوقه حروب العقل) ؛ فكل المشاعر و الأفكار غير المحرّرة ، و كل معاناة سلبية لدينا سوف تظهر جميعها و تؤدي بنا إلى المرض.
يتفق المتخصصون الذين يمارسون العلاج النفسي الجسدي على قدرتنا في التحكم في صحتنا عن طريق مشاعرنا و أفكارنا و قناعاتنا في كل ثانية تمر علينا ، طبعاً ليس معنى ذلك أن الحفاظ على الصحة مطلب لا يتوفر إلا إذا كنا في حالة سعادة و فرح دائمين ؛ فمثل هذا الأمر لا ينسجم و طبيعتنا الإنسانية
فالانسان معرض لمؤثرات لا تحصى على مدار اليوم ، و عادة ما تكون لها أصداء متباينة في داخلنا ؛ لكن ينبغي أن يكون لنا دور واعٍ في المحافظة على مستوى من السلام النفسي و الرضا و الاتزان. و أنا أتفق مع المقولة (أن فورة غضب أحياناً في وقتها الصحيح ، صحيّة أكثر من الأفكار السعيدة في وقت غير مناسب).
إن المشاعر السلبية كـ (الكراهية و الغضب و الغيرة و الخوف و الكبت و اليأس) مماثلة للطعام الرديء في إنتاج الجذور الحرة و تدمير الصحة ؛ حتى إذا أقلعنا عن التدخين و الأطعمة المصنعة (المؤكسدة) ، و التزمنا بنظام غذائي صحى
و يجب أن ندرك أن كل أفكارنا و مشاعرنا تحت المراقبة ؛ تقول مارغيت بوركهارت الاختصاصية بعلم النفس في كتابها (التدريب الذهني لمقاومة الشيخوخة): "جهازك المناعي يُلاحظ و يسمع و يحس ؛ مرِّن مخيلتك و تصوّر أن في كل بقعة من جسمك محطات استقبال صغيرة تشرع هوائياتها للالتقاط على مدار الساعة ، و تحول كل الأفكار إلى نبضات ، و ترسلها فوراً عبر سعاة صغار سريعين بلمح البصر (الهرمونات) إلى كل أجهزة الجسم لتُدخل التعديلات المناسبة على نفسها).
- و يمكن التأثير على مثلث (المشاعر ـ المستقبلات العصبية ـالهرمونات) تأثيراً إيجابياً كما يقول د. ديباك تشوبرا اختصاصي الغدد الصماء في كتابه (الزمن الجسدي): "إن جهاز المناعة يسترق السمع دائماً و يسجل كل حواراتنا الداخلية" ، يمكننا أن نخدع من حولنا و ندفعهم إلى الاعتقاد بأننا في حالة هدوء تام ، و لا نعاني من أية ضغوط نفسية ؛ إلا أننا لا نستطيع خداع أجسادنا ، فحين نكون في حالة توتر أو شدة نفسية
سيرتفع ضغط دمائنا ، و سيتسارع نبضنا و تزداد سرعة تنفسنا و تبدأ الجذور الحرة بقصف خلايانا"
- ما رأيك أخي القارئ في أن نبدأ منذ اليوم بمراقبة أفكارنا و مشاعرنا و انفعالاتنا لنرى كم منها يفيد أجسادنا و يخدم صحتنا و مصلحتنا العامة ، و كم منها يسبب الضرر لأجهزتنا الحيوية و صحتنا ككل؟
- حياتنا تمضي سريعاً ـ حتى و إن عشنا عمراً طويلاً ـ فحياتنا تعتبر قصيرة. و هناك الكثير من المهام التي يجب القيام بها ، و الكثير من الطموحات التي نسعى إلى تحقيقها ، و جميعها تتطلب تأهباً دائماً و مستوى عالٍ من الطاقة .. لذلك علينا تضيعها دون تعكيرها بالخوف و الاستياء و الغيرة و الكراهية و الأحزان و تناول الطعام الرديء ؛ فنعانى من اعتلال الصحة و تدنّي الطاقة.