منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
علوم الحديث وبحورها** >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
علوم الحديث وبحورها** >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 علوم الحديث وبحورها**

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 59
المزاج رايق

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 01, 2011 3:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علوم الحديث وبحورها**


الباب الرابع الإسناد ومَا يتعلقُ بهِ


الفصل الأول: لطائف الإسناد.
الفصل الثاني: معرفة الرواة.

الفصل الأول لطائف الإسناد


الإسناد العالي والنازل.
المسلسل.
رواية الأكابر عن الأصاغر .
رواية الآباء عن الأبناء .
رواية الأبناء عن الآباء .
المُدَبجَّ ورواية الأقْران.
السابق واللاحِق.
الإسناد العَالي والنَّازل
ـ 1 ـ
1- تمهيد:

الإسناد خَصيصة فاضلة لهذه الأمة ،وليست لغيرها من الأمم السابقة ،وهو سنة بالغة مؤكدة، فعلى المسلم أن يعتمد عليه في نقل الحديث والأخبار، قال ابن المبارك : " الإسناد من الدَّين ، ولولا الإسناد لقال مَنْ شاء ما شاء " وقال الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن " كما أن طلب العُلوَُِ فيه سنةِ أيضاً ، قال أحمد بن حنبل : " طلب الإسناد العالي سُنَّة عمن سَلَف " لأن أصحاب عبدالله ابن مسعود كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه ، ولذلك استحبت الرحلة في طلب الحديث ، ولقد رحل غير واحد من الصحابة في طلب علو الإسناد ، منهم أبو أيوب وجابر رضي الله عنهما .
2- تعريفه:
أ) لغة : العالي اسم فاعل من " العُلُوّ " ضد النزول ، النازل اسم فاعل من " النزول ".
ب) اصطلاحاً:
1- الإسناد العالي: هو الذي قَلَّ عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يَردُ به ذلك الحديث بعدد أكثر.
2- الإسناد النازل: هو الذي كثر عدد رجاله بالنسبة إلى سند آخر يَرِدُ به ذلك الحديث بعدد أقل.
3- أقسام العلو:
يقسم العلو إلى خمسة أقسام، واحد منها علو مُطْلَق، والباقي علو نِسْبي وهي:
أ) القُرْب من رسول الله صلي الله عليه وسلم بإسناد صحيح نظيف :
وهذا هو العلو المطلق ، وهو أجَلُّ أقسام العلو .
ب) القرب من إمام من أئمة الحديث :وإن كثر بعده العدد إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، مثل القرب من الأعمش أو ابن جُرَيْج أو مالك أو غيرهم ، مع الصحة ونظافة الإسناد أيضاً .
ج) القرب بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة أو غيرها من الكتب المعتمدة :
وهو ما كثر اعتناء المتأخرين به من الموافقة والإبدال والمساواة والمصافحة.
1- فالموافقة: هي الوصول إلى شيخ أحد المصنِّفين من غير طريقه بعدد أقل مما لو رَوَي من طريقه عنه.

مثاله : ما قاله ابن حجر في شرح النخبة " روي البخاري عن قتيبة عن مالك حديثا ، فلو رويناه من طريقه (1) كان بيننا وبين قتيبة ثمانية ، ولو روينا ذلك الحديث بعينه من طريق أبي العباس السراج (2) عن قتيبة مثلا لكان بيننا وبين قتيبة فيه سبعة ، فقد حصلت لنا الموافقة مع البخاري في شيخه بعينه مع علو الإسناد على الإسناد إليه " (3)
2- البَدَل: هو الوصول إلى شيخ شيخِ أحد المصنِّفين من غير طريقه بعدد أقل مما لو روي من طريقه عنه.
مثاله : ما قاله ابن حجر : " كأَنْ يقع لنا ذلك الإسناد بعينه ، من طريق أخرى إلى القَعْنَبي (4) عن مالك ، فيكون القَعْنَبي فيه بدلا من قتيبة .
3- المساواة: هي استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد أحد المصنِّفين .
مثاله:ما قاله ابن حجر : " كأَنْ يَرْوي النسائي مثلاً حديثاً يقع بينه وبين النبي صلي الله عليه وسلم فيه أَحَدَ عشر نَفْساً ، فيقع لنا ذلك الحديث بعينه بإسناد آخر ، بيننا وبين النبي صلي الله عليه وسلم فيه أَحَدَ عشر نفسا ، فنساوي النسائيَّ من حيث العدَد "
4- المصافحة:
هي استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد تلميذ أحد المصنِّفين . وسُمِّيَتْ مصافحةً لأن العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تَلاَقَيا.
د) العلو بتقدّم وفاة الراوي:
ومثاله ما قاله النووي : " فما ارويه عن ثلاثة عن البيهقي عن الحاكم أعلى من أن أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر بن خَلفَ عن الحاكم ، لتقدم وفاة البيهقي عن ابن خلف (5)
هـ) العلو بتقدم السماع: أي بتقدم السماع من الشيخ، فمن سمع منه متقدماً كان أعلى ممن سمع منه بعده.
__________
(1) أي من طريق البخاري .
(2) احد شيوخ البخاري .
(3) شرح النخبة ص 61 .
(4) القعنبي هو شيخ شيخ البخاري .
(5) التقريب بشرح التدريب جـ2 ـ ص 168 ، هذا وقد توفي البيهقي سنة 458هـ وتوفي ابن خلف سنة 487هـ .

مثاله: أن يسمع شخصان من شيخ، وسماع أحدهما منذ ستين سنة مثلاً، والآخر منذ أربعين سنة، وتَسَاوي العدد إليهما، فالأول أعلى من الثاني، ويتأكد ذلك في حق من اختلط شيخه أو خَرِفَ.
4- أقسام النزول:
أقسام النزول خمسة، وتعرف من ضدها، فكل قسم من أقسام العلو ضده قسم من أقسام النزول.
5- هل العلو أفضل أو النزول ؟
أ) العلو أفضل من النزول على الصحيح الذي قاله الجمهور، لأنه يُبْعِدُ كثرةَ احتمال الخَلَل عن الحديث، والنزول مرغوب عنه، قال ابن المديني " النزول شؤم " وهذا إذا تساوي الإسناد في القوة.
ب) ويكون النزول أفضل إذا تميز الإسناد النازل بفائدة (1)
6- أشهر المصنفات فيه :
لا توجد مصنفات خاصة في الأسانيد العالية أو النازلة بشكل عام ، لكن افرد العلماء بالتصنيف أجزاء أطلقوا عليها اسم " الثُلاثيات " ويعنون بها الأحاديث التي فيها بين المصنِّف وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشخاص فقط ، وفي ذلك إشارة إلى اهتمام العلماء بالأسانيد العوالي ، فمن تلك الثلاثيات .
ثلاثيات البخاري، لابن حجر.
ثلاثيات أحمد بن حنبل ، للسَّفَّاريني .
المسَلْسَلْ
ـ 2 ـ
1- تعريفه:
أ) لغة: اسم مفعول من " السَّلْسَلَة " وهي اتصال الشيء بالشيء، ومنه سِلْسِلَة الحديد، وكأنه سمى بذلك لشبهه بالسِّلْسِلة من ناحية الاتصال والتماثل بين الأجزاء.
ب) اصطلاحاً: هو تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة، وللرواية تارة أخرى.
2- شرح التعريف:
أي أن المسلسل هو ما تَوَالي رواة إسناده على:
الاشتراك في صفة واحدة لهم .
أو الاشتراك في حالة واحدة لهم أيضاً .
أو الاشتراك في صفة واحدة للرواية.
3- أنواعه:
يتبين من شرح التعريف أن أنواع المسلسل ثلاثة وهي : المسلسل بأحوال الرواة ، والمسلسل بصفات الرواة ، والمسلسل بصفات الرواية ، وإليك فيما يلي بيان هذه الأنواع .
__________
(1) كأن يكون رجاله أوثق من رجال الإسناد العالي أو أحفظ أو أفقه .

المسلسل بأحوال الرواة :
وأحوال الرواة ، أما أقوال أو أفعال ، أو أقوال وأفعال معاً .
المسلسل بأحوال الرواة القولية : مثل حديث معاذ ابن جبل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له : " يا معاذ إني أحبك فقل في دُبُر كل صلاة : اللهم أَعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " فقد تسلسل بقول كل من رواته " وأنا أحبك ، فَقُلْ (1)
المسلسل بأحوال الرواة الفعلية: مثل حديث أبي هريرة قال: " شَبَّكَ بيدي أبو القاسم صلي الله عليه وسلم وقال: " خلق الله الأرض يوم السبت " فقد تسلسل بتشبيك كل من رواته بيد من رواه عنه (2)
المسلسل بأحوال الرواة القولية والفعلية معاً : مثل حديث أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حُلْوِهِ ومُرِّهِ وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم على لحيته وقال : آمنت بالقَدَر خيره وشره حلوه ومره " (3) تسلسل بقبض كل راو من رواته على لحيته ، وقوله : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره .
المسلسل بصفات الرواة :
وصفات الرواة : أما قولية أو فعلية .
المسلسل بصفات الرواة القولية : مثل الحديث المسلسل بقراءة سورة الصَّفِّ فقد تسلسل بقول كل راو : " فقرأها فلان هكذا " هذا وقد قال العراقي : " وصفات الرواة القولية وأحوالهم القولية متقاربة بل متماثلة .
المسلسل بصفات الرواة الفعلية : كاتفاق أسماء الرواة ، كالمسلسل بـ " المُحَمَّدِيْنَ " أو اتفاق اسمائهم ، كالمسلسل بالفقهاء أو الحفاظ أو اتفاق نِسْبَتِهم كالدمشقيين أو المصريين .
ج) المسلسل بصفات الرواية : وصفات الراوية إما أن تتعلق بصِيَغ الأداء ، أو بزمن الرواية ، أو مكانها .
المسلسل بصِيَغ الأداء : مثل حديث مسلسل بقول كل من رواته " سمعت" أو "أخبرنا " .
__________
(1) أخرجه أبو داود ، في الوتر .
(2) أخرجه الحاكم مسلسلا في معرفة علوم الحديث ص 42 .
(3) أخرجه مسلسلا الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 40 .

المسلسل بزمان الرواية : كالحديث المسلسل بروايته يوم العِيد .
المسلسل بمكان الرواية : كالحديث المسلسل بإجابة الدعاء في المُلْتَزِم .
4- أفضله :
وأفضله ما دل على الاتصال في السماع وعدم التدليس .
5- من فوائده :
اشتماله على زيادة الضبط من الرواة .
6- هل يشترط وجود التسلسل في جميع الإسناد ؟
لا يشترط ذلك ، فقد ينقطع التسلسل في وسطه أو آخره ، لكن يقولون في هذه الحالة : " هذا مسلسل إلى فلان " .
7- لا ارتباط بين التسلسل والصحة:
فقَلَّمَا يسلم المسلسل من خلل في التسلسل، أو ضعف، وإن كان أصل الحديث صحيحاً من غير طريق التسلسل.
8- أشهر المصنفات فيه :
أ) المُسَلْسَلات الكبرى للسيوطي ، وقد اشتملت على / 85/ حديثاً .
ب) المناهل السَّلْسَلَة في الأحاديث المُسِلْسِلَة ، لمحمد عبدالباقي الأيوبي ، وقد اشتملت على / 212/ حديثاً .
رواية الأكابر عن الأصاغر
ـ 3 ـ
1- تعريفه: (1)
أ) لغة : الأكابر جمع " أَكَبْرَ " والأصاغر جمع " أَصْغَر " والمعني : رواية الكبار عن الصغار .
ب) اصطلاحاً: رواية الشخص عمن هو دونه في السن والطبقة أو في العلم والحفظ.
2- شرح التعريف :
أي أن يروي الراوي عن شخص هو أصغر منه سناً وأدنى طبقة، والدُّنُوُّ في الطبقة كراوية الصحابة عن التابعين ونحو ذلك. أو يروي عمن هو أقل منه علماً وحفظاً ، كرواية عالم حافظ عن شيخ ولو كان ذاك الشيخ كبيراً في السن ، هذا وينبغي التنبه إلى أن الكِبَر في السن أو القِدَم في الطبقة وحده ، أي بدون المساواة في العلم عمن يروي عنه لا يكفي لأن يُسَمَّي رواية أكابر عن أصاغر ، والأمثلة التالية توضح ذلك .
3- أقسامه وأمثلتها:
يمكن أن نقسم رواية الأكابر عن الأصاغر إلى ثلاثة أقسام وهي:
أن يكون الراوي أكبر سناً وأقدم طبقة من المَرْوِيِّ عنه. ( أي مع العلم والحفظ أيضاً ).
__________
(1) الهاء عائد لهذا النوع من علوم الحديث .

أن يكون الراوي أكبر قَدْراً ـ لا سناً ـ من المروي عنه، كحافظ عالم عن شيخ كبير غير حافظ.
مثل : رواية مالك عن عبدالله بن دينار .(1)
ج) أن يكون الراوي أكبر سناً وقَدْراً من المروي عنه، أي أكبر وأعلم منه.
مثل : رواية البَرْقاني عن الخطيب (2)
4- من رواية الأكابر عن الأصاغر :
أ) رواية الصحابة عن التابعين : كرواية العَبَادِلة وغيرهم عن كعب الأحبار .
ب) رواية التابعي عن تابِعِيِّهِ : كرواية يحيي بن سعيد الأنصاري عن مالك .
5- من فوائده :
أ) إلا يُتَوَهَّم أنَّ المروِي عنه أفضل وأكبر من الراوي لكونه الأغلب.
ب) إلا يُظَنَّ أن في السند انقلاباً ، لأن العادة جرت برواية الأصاغر عن الأكابر .
6- أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب " ما رواه الكبار عن الصغار والآباء عن الأبناء " للحافظ أبي يعقوب اسحق بن إبراهيم الورَّاق المتوفى سنة 403هـ.
رواية الآباء عن الأبناء
ـ4 ـ
1- تعريفه:
أن يوجد في سند الحديث أَبٌ يروي الحديث عن ابنه .
2- مثاله:
حديث رواه العباس بن عبد المطلب عن أبنه الفضل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة .
3- من فوائده :
ألا يُظَنَّ أن في السند انقلاباً أو خطأ ، لأن الأصل أن يروي الابن عن أبيه ، وهذا النوع مع النوع الذي قبله يدل على تواضع العلماء ، وأخْذِهِمُ العلم من أي شخص ، وإن كان دونهم في القَدْر والسن .
4- أشهر المصنفات فيه :
كتاب " رواية الآباء عن الأبناء " للخطيب البغدادي .
رواية الأبناء عن الآباء
ـ 5 ـ
1- تعريفه:
أن يوجد في سند الحديث ابْنٌ يروي الحديث عن أبيه فقط ، أو عن أبيه عن جده .
2- أهمه:
وأهم هذا النوع ما لم يُسَمَّ فيه الأبُ أو الجَدُ ، لأنه يحتاج إلى البحث لمعرفة اسمه .
3- أنواعه:
__________
(1) فمالك إمام حافظ ، وعبدالله بن دينار شيخ راو فقط ، وان كان اكبر سناً من مالك .
(2) لأن البرقاني أكبر سناًِ من الخطيب ، وأعظم قدراً منه لأنه شيخه ومعلمه وأعلم منه .

هو نوعان.
أ) رواية الراوي عن أبيه فحسب ( أي بدون الرواية عن الجَد ) وهو كثير.
مثاله : رواية أبي العُشَرَاء عن أبيه (1)
ب) رواية الراوي عن أبيه عن جده، أو عن أبيه عن جده فما فوقه. مثاله : رواية عَمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده .(2)
4- من فوائده:
أ) البحث لمعرفة اسم الأب أو الجَد إذا لم يُصَرَّحْ باسمه.
ب) بيان المراد من الجَدَّ ، هل هو جَدَّ الابن أو جد الأب .
5- أشهر المصنفات فيه :
أ) رواية الأبناء عن آبائهم ، لأبي نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي .
ب) جزء من روي عن أبيه عن جده ، لابن أبي خَيْثَمَةَ .
ج) كتاب الوَشْيُ المعلم في من روي عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم للحافظ العلائي .
المُدَبَج ورواية الأقْران
ـ 6 ـ
1- تعريف الأقْران:
أ) لغة: الأقران جمع " قَرِين " بمعنى المَصَاحِب، كما في القاموس (3)
ب) اصطلاحاً: المتقاربون في السن والإسناد(4).
2- تعريف رواية الأقران:
أن يروي أحد القريتين عن الآخر .
مثل : رواية سليمان التَّيْمي عن مِسِعَر بن كِدَام ، فهما قرينان ، لكن لا نعلم لمِسْعَرٍ رواية عن التَّيْمي .
3- تعريف المُدَبَّج:
أ) لغة: اسم مفعول من " التَّدْبِيْج " بمعنى التزيين والتدبيج مشتق من دِيْباجَتي الوجه أي الخدين ، وكأن المُدَبَّج سُمى بذلك لتساوي الراوي والمروي عنه ، كما يتساوي الخُدّان .
ب) اصطلاحاً: أن يروي القرينان كل واحد منهما عن الآخر.
4- أمثلة المدبج:
__________
(1) اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال ، أشهرها أنه اسامه بن مالك .
(2) عمرو هذا نسبة هكذا " عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاصي " فجده عمرو هو محمد ، لكن العلماء وجدوا من التتبع والاستقراء أن الضمير في " جده " يعود على شعيب فيكون المراد في "جده" عبدالله بن عمرو الصحابي المشهور .
(3) جـ4 ـ ص 260 .
(4) التقارب في الإسناد أن يكونوا قد أخذوا عن شيوخ من طبقة واحدة .

أ ) في الصحابة: في رواية عائشة عن أبي هريرة، ورواية أبي هريرة عن عائشة.
ب) في التابعين: رواية الزهري عن عمر بن عبدالعزيز ورواية عمر بن عبدالعزيز عن الزهري.
ج) في أتباع التابعين: رواية مالك عن الأوزاعي ، ورواية الأوزاعي عن مالك .
5- من فوائده :
أ) ألا يظن الزيادة في الإسناد . (1) ... ... ب) ألا يظن إبدال " عن " بـ " الواو ".(2)
6- أشهر المصنفات فيه :
أ) المدبج ، للدارقطني .
ب) رواية الأقران ، لأبي الشيخ الأصبهاني .
السَّابق واللاحق
ـ 7 ـ
1- تعريفه:
أ) لغة: السابق اسم فاعل من " السَّبْق " بمعني المتقدم، واللاحق اسم فاعل من " اللَّحَاق " بمعنى المتأخر، والمراد بذلك الراوي المتقدم موتاً، والراوي المتأخر موتاً.
ب) اصطلاحاً: أن يشترك في الرواية عن شيخ اثنان تَبَاعد ما بين وفاتيهما.
2- مثاله:
أ) محمد بن إسحق السراج (3)، اشترك في الرواية عنه البخاري والخَفاف ، وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر (4)
ب) الإمام مالك : اشترك في الرواية عنه الزهري وأحمد بن إسماعيل السَّهْمِي ، وبين وفاتيهما مائة وخمس وثلاثون سنة ، لأن الزهري توفي سنة 124 وتوفي السهمي سنة 259. وتوضيح ذلك أن الزهري أكبر سناً من مالك .
__________
(1) لأن الأصل أن يروي التلميذ عن شيخه ، فإذا روي عن قرينه ريما ظن من لم يدرس هذا النوع أن ذكر القرين المروي عنه زيادة من الناسخ .
(2) أي ألا يتوهم السامع أو القارئ لهذا الإسناد أن أصل الرواية : حدثنا فلان و فلان ، فأخطأ فقال ، حدثنا فلان عن فلان .
(3) ولد السراج سنة 216هـ وتوفي سنة 313وعاش 97 سنة .
(4) توفي البخاري سنة 256هـ ، وتوفي أبو الحسين احمد بن محمد الخفاف النيسابوري سنة 393هـ وقيل أربع وقيل خمس وتسعون وثلاثمائة .

لأنه من التابعين ،ومالك من أتباع التابعين ، فرواية الزهري عن مالك تعتبر من باب رواية الأكابر عن الأصاغر كما مر ، على حين أن السهمي أصغر سناًِ من مالك ، هذا بالإضافة إلى أن السهمي عُمِّر طويلا ، إذ بلغ عمره نحو مائة سنة ، لذلك كان هذا الفرق الكبير بين وفاته ووفاة الزهري .
وبتعبير أوضح فان الراوي السابق يكون شيخاً لهذا المروي عنه، والراوي اللاحق يكون تلميذاً له، ويعيش هذا التلميذ طويلاً.
من فوائده :
أ) تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب .
ألا يظن انقطاع سند اللاحق .
أشهر المصنفات فيه :
كتاب السابق واللاحق، للخطيب البغدادي.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع **
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 59
المزاج رايق

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 01, 2011 3:46 pm


الباب الرابع الإسناد ومَا يتعلقُ بهِ


الفصل الأول: لطائف الإسناد.
الفصل الثاني: معرفة الرواة.

الفصل الثاني معرفة الرواة


1- معرفة الصحابة.
2- معرفة التابعين.
3- معرفة الأخوة والأخوات
4- المتفق والمفترق .
5- المؤتلف والمختلف.
6- المتشابه.
7- المهمل.
8- معرفة المبهمات.
9- معرفة الوُحدان .
10- معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة.
11- معرفة المفردات من الأسماء والكنى والألقاب .
12- معرفة أسماء من اشتهروا بكناهم .
13- معرفة الألقاب.
14- معرفة المنسوبين إلى غير آبائهم .
15- معرفة النسب التي علي خلاف ظاهرها.
16- معرفة تواريخ الرواة.
17- معرفة من خلط من الثقات .
18- معرفة طبقات العلماء والرواة.
19- معرفة الموالي من الرواة والعلماء .
20- معرفة الثقات والضعفاء من الرواة .
21- معرفة أوطان الرواة وبلدانهم.

- 1 - معرفة الصحابة
1 - تعريف الصحابي:
أ ) لغة: الصحابة لغة مصدر بمعني " الصحبة " ومنه " الصحابي " و " الصاحب "
... ويجمع علي أصحاب وصَحْب ، وكثر استعمال " الصحابة " بمعني "الأصحاب" .
ب) اصطلاحاً: من لقي النبي صلي الله عليه وسلم مسلماً ومات علي الإسلام ، ولو تخللت ذلك ردة علي الأصح .
2- أهميته وفائدته:
... معرفة الصحابة علم كبير مهم عظيم الفائدة، ومن فوائده معرفة المتصل من المرسل.
3- بم تعرف صحبة الصحابي ؟
تعرف الصحبة بأحد أمور خمسة وهي:
أ ) التواتر: كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وبقية العشرة المبشرين بالجنية.
ب ) الشهرة : كضِمَام بن ثَعْلَبة ، وعُكاشة بن مِحْصَن .
ج ) إخبار صحابي.
د )إخبار ثقة من التابعين .
هـ ) إخبارُه عن نفسه إن كان عَدْلا، وكانت دعواه مُمْكنِة(1)
4 - تعديل جميع الصحابة:
... والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ، سواء من لابس الفتن منهم أولا ، وهذا بإجماع من يعتد به ، ومعني عدالتهم : أي تجنبهم عن تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها ، بارتكاب ما يوجب عدم قبولها ، فينتج عن ذلك قبول جميع رواياتهم من غير تكليف البحث عن عدالتهم ، ومن لابس الفتن منهم يحمل أمره علي الاجتهاد المأجور فيه لكل منهم تحسيناً للظن بهم . لأنهم حملة الشريعة وخير القرون .
5 - أكثرهم حديثاً :
ستة من المكثرين، وهم علي التوالي:
... أ ) أبو هريرة : روي / 5374 / حديثاً ، وروي عنه أكثر من ثلاثمائة رجل .
... ب) ابن عمر : روي / 2630 / حديثاً .
... ح) أنس بن مالك: روي / 2286 / حديثاً.
... د) عائشة أم المؤمنين: روت / 2210 / أحاديث.
... ه) ابن عباس : روي / 1660 / حديثاً .
... و) جابر عبدالله : روي / 1540 / حديثاً .
6 - أكثرهم فتيا :
... وأكثرهم فتيا تروي هو ابن عباس ، ثم كبار علماء الصحابة ، وهم ستة كما قال مسروق : " انتهي علم الصحابة إلى ستة : عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود ثم انتهي علم الستة إلى علي وعبد الله بن مسعود".
__________
(1) وذلك كأن يدعى الصحبة قبل مائة سنة من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، أما إذا ادعاها في زمن متأخر فلا يقبل خبره مثل " رتن الهندي" فإنه ادعى الصحبة بعد الستمائة للهجرة، وهو في الحقيقة شيخ دجال كما قال عنه الذهبي في الميزان جـ 2 - ص 45.1

7 - من هم العبادلة ؟
المراد بالعبادلة بالأصل من اسمهم " عبدالله " من الصحابة ، ويبلغ عددهم نحو ثلاثمائة صحابي ، لكن المراد بهم هنا أربعة من الصحابة كل منهم اسمه عبدالله ، وهم :
... أ ) عبدالله بن عمر .
... ب) عبدالله بن عباس .
... ج) عبدالله بن الزبير .
... د) عبدالله بن عمرو بن العاص .
والميزة لهؤلاء أنهم من علماء الصحابة الذين تأخرت وفاتهم حتى احتيج إلى عملهم ، فكانت لهم المزية والشهرة ، فإذا اجتمعوا علي شيء من الفتوى قيل هذا قول العبادلة .
8 - عدد الصحابة :
ليس هناك إحصاء دقيق لعدد الصحابة ، لكن هناك أقوال لأهل العلم يستفاد منها أنهم يزيدون علي مائة ألف صحابي ، وأشهر هذه الأقوال أبي زرعة الرازي : " قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روي عنه وسمع منه ".(1)
9 - عدد طبقاتهم :
اختلف في عدد طبقاتهم، فمنهم من جعلها باعتبار السبق إلى الإسلام، أو الهجرة أو شهود المشاهد الفاضلة، ومنهم من قسمهم باعتبار آخر، فكل قسمهم حسب اجتهاده.
... أ ) فقسمهم ابن سعد خمس طبقات .
... ب ) وقسمهم الحاكم اثنتي عشرة طبقة.
10 - أفضلهم :
أفضلهم علي الإطلاق أبو بكر الصديق ثم عمر رضي الله عنهما بإجماع أهل السنة، ثم عثمان ثم علي، علي قول جمهور أهل السنة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان "
11 - أولهم إسلاماً :
أ) من الرجال الأحرار: أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
ب ) من الصبيان: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ج ) من النساء : خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها .
د ) من الموالي: زيد بن حارثة رضي الله عنه.
هـ) من العبيد: بلال بن رباح رضي الله عنه.
12 - آخرهم موتاً :
أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، مات سنة مائة بمكة المكرمة ، وقيل أكثر من ذلك ، ثم آخرهم موتاً قبله أنس بن مالك توفي سنة ثلاث وتسعين بالبصرة .
13- أشهر المصنفات فيه :
... أ ) الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني .
... ب) أسد الغابة في معرفة الصحابة ، لعلي بن محمد الجزري المشهور بابن الأثير.
... ح ) الاستيعاب في أسماء الأصحاب ، لابن عبد البر .
__________
(1) التقريب مع التدريب جـ 2 - 2201

- 2 - معرفة التابعين
1 - تعريف التابعي:
أ) لغة: التابعون جمع تابعي أو تابع، والتابع اسم فاعل من "تبعه" بمعني مشي خلفه.
ب) اصطلاحاً: هو من لقي صحابيا مسلما ومات علي الإسلام، وقيل هو من صحب الصحابي.
2 - من فوائده :
تمييز المرسل من المتصل .
3 - طبقات التابعين:
اختلف في عدد طبقاتهم ، فقسمهم العلماء كل حسب وجهته .
أ) فجعلهم مسلم ثلاث طبقات.
ب) وجعلهم ابن سعد أربع طبقات .
ج) وجعلهم الحاكم خمس عشرة طبقة، الأولي منها من أدرك العشرة من الصحابة.
4- المخضرمون:
واحدهم "مخضرم " والمخضرم: هو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي صلي الله عليه وأسلم ولم يره. والمخضرمون من التابعين علي الصحيح .
وعدد المخضرمين نحو عشرين شخصاً ، كما عدهم الإمام مسلم ، والصحيح أنهم أكثر من ذلك ، ومنهم أبو عثمان النهدي ، والأسود بن يزيد النخعي.
5- الفقهاء السبعة:
ومن أكابر التابعين الفقهاء السبعة، وهم كبار علماء التابعين، وكلهم من أهل المدينة وهم:
" سعيد بن المسيب ـ والقاسم بن محمد ـ وعروة بن الزبير ـ وخارجة بن زيد ـ وأبو سلمة بن عبدالرحمن ـ وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة ـ وسليمان بن يسار "(1)
6- أفضل التابعين:
هناك أقوال للعلماء في أفضلهم ، والمشهور أن أفضلهم سعيد بن المسيب ، وقال أبو عبدالله محمد بن خفيف الشيرازي :
أ) أهل المدينة يقولون : أفضل التابعين سعيد بن المسيب .
ب) وأهل الكوفة يقولون : أويس القرني .
ج) وأهل البصرة يقولون : الحسن البصري .
7- أفضل التابعيات :
قال أبو بكر بن أبي داود : " سيدتا التابعيات حفصة بنت سيرين ، وعَمْرَة بنت عبدالرحمن ، وتليهما أم الدرداء.(2)
8- أشهر المصنفات فيه :
كتاب " معرفة التابعين " لأبي المطرف بن فطيس الأندلسي.(3)
__________
(1) جعل ابن المبارك"سالم بن عبدالله بن عمر" بدل " أبي سلمة" وجعل أبو الزناد بدلهما أي بدل " سالم وأبي سلمة" " أبا بكر بن عبد الرحمن".1
(2) أم الدرداء هذه هي أم الدرداء الصغرى، واسمها هجيمة ويقال جهيمة، وهي زوجة أبي الدرداء، وأم الدرداء الكبرى هي زوجة أبي الدرداء أيضاً واسمها خيرة، ولكنها صحابية.2
(3) انظر الرسالة المستطرفة ص 105.3

- 3 - معرفة الأخوة والأخوات
- توطئة:
هذا العلم هو إحدى معارف أهل الحديث التي اعتنوا بها وأفردوها بالتصنيف ، وهو معرفة الأخوة والأخوات من الرواة في كل طبقة ، وإفراد هذا النوع بالبحث والتصنيف يدل علي مدي اهتمام علماء الحديث بالرواة ، ومعرفة أنسابهم وإخوتهم ، وغير ذلك ، كما سيأتي من الأنواع بعده .
- من فوائده :
من فوائده ألا يظن من ليس بأخ أخاً عند الاشتراك في اسم الأب.
مثل : " عبدالله بن دينار " و " عمرو بن دينار " فالذي لا يدري يظن أنهما أخوان مع أنهما ليسا بأخوين ، وإن كان اسم أبيهما واحداً .
3- أمثلة:
أ) مثال للاثنين : في الصحابة ، عمر وزيد ابنا الخطاب .
ب) مثال للثلاثة : في الصحابة ، علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب .
ج ) مثال للأربعة : في أتباع التابعين ، سهيل وعبدالله ومحمد وصالح بنو أبي صالح .
د ) مثال للخمسة : في أتباع التابعين ، سفيان وآدم وعمران ومحمد وإبراهيم بنو عيينة.
هـ ) مثال الستة : في التابعين ، محمد وأنس ويحيي ومعبد وحفصة وكريمة بنو سيرين .
و ) مثال السبعة : في الصحابة ، النعمان ومعقل وعقيل وسريد وسنان وعبدالرحمن وعبدالله بنو مقرن .
وهؤلاء السبعة كلهم صحابة مهاجرون لم يشاركهم في هذه المكرمة أحد(1)، وقيل إنهم حضروا غزوة الخندق كلهم .
4- أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب الأخوة لأبي المطرف بن فطيس الأندلسي .
ب) كتاب الأخوة لأبي العباس السراج .(2)
__________
(1) أي لم يوجد سبعة أخوة من الصحابة كلهم مهاجرون إلا هؤلاء الأخوة السبعة.1
(2) السراج نسبة لعمل السروج، وكان من أجداده من يعملها، وهو أبو العباس محمد بن إسحق بن إبراهيم الثقفي مولاهم، محدث عصره بنيسابور، وروى عنه الشيخان، وتوفي سنة 313هـ.1

ـ 4 ـ المُتفِق المُفْتَرق
1- تعريفه:
أ) لغة : المُتفق اسم فاعل من (( الاتفاق )) المُفترق اسم فاعل من " الافتراق " ضد الاتفاق.
ب) اصطلاحاً : أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا خطا ولفظاً ، وتختلف أشخاصهم ، ومن ذلك أن تتفق أسماؤهم وكناهم ، أو أسماؤهم ونسبتهم ، ونحو ذلك(1)
2- أمثلة:
أ) الخليل بن أحمد : ستة أشخاص اشتركوا في هذا الاسم ، أولهم شيخ سيبويه .
ب) أحمد بن جعفر بن حمدان : أربعة أشخاص في عصر واحد .
ج) عمر بن الخطاب: ستة أشخاص.
3- أهميته وفائدته:
ومعرفة هذا النوع مهم جداً ، فقد زلق بسبب الجهل به غير واحد من أكابر العلماء . ومن فوائده :
عدم ظن المشتركين في الاسم واحداً ، مع أنهم جماعة . وهو عكس " المُهمل " الذي يُخشي منه أن يُظن الواحد اثنين (2)
التمييز بين المشتركين في الاسم، فربما يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيفاً، فيضعف ما هو صحيح أو بالعكس.
متى يَحْسُنُ إيرادهُ ؟
ويحسن إيراد المثال فيما إذا اشترك الراويان أو الرواة في الاسم ، وكانوا في عصر واحد ، واشتركوا في بعض الشيوخ أو الرواة عنهم ، أما إذا كانوا في عصور متباعدة فلا إشكال في أسمائهم .
أشهر المصنفات فيه :
كتاب " المُتَّفِق والمُفْترق " للخطيب البغدادي، وهو كتاب حافل نفيس(3)
كتاب " الأنساب المتفِقة " للحافظ محمد بن طاهر المتوفى سنة 507هـ وهو لنوع خاص من المتفق.
__________
(1) وأما الاتفاق في الاسم فقط ، فالإشكال فيه قليل نادر ، والتعريف إنما يكون على الغالب الذي هو مثال الاشكار ، ويذكر ذلك في المطولات ، وهو إلى نوع المهمل أقرب .
(2) انظر شرح النخبة ص 68 .
(3) يوجد منه نسخة مخطوطة غير كاملة في استانبول ـ مكتبة اسعد أفندي رقم / 2097/ في / 239/ ورقة وهي من أول الجزء العاشر إلى آخر الجزء الثامن عشر وهو آخر الكتاب ، ويوجد قسم منه عند الشيخ عبدالله بن حميد من أول الجزء الثالث إلى نهاية الجزء التاسع .

ـ 5 ـ المُؤْتَلف والمُخْتَلف
1- تعريفه:
أ) لغة : المُؤتلف اسم فاعل من " الائتلاف " بمعنى " الاجتماع والتلاقي " وهو ضد النُفْرة. والمُخْتَلِف اسم فاعل من " الاختلاف " ضد الاتفاق.
ب) اصطلاحاً : أن تتفق الأسماء أو الألقاب أو الكُنى أو الأنساب خطاً ، وتختلف لفظاً (1)
2- أمثلته :
أ) " سَلام " و " سَلاَّم " الأول بتخفيف اللام، والثاني بتشديد اللام.
ب) " مِسْوَر " و " مُسَوَّر " الأول بكسر الميم وسكون السين وتخفيف الواو . والثاني بضم الميم وفتح السين وتشديد الواو .
ج) " البَرَّاز " و " البَرَّاز " الأول آخره زاي ، والثاني آخره راء .
د) " الثَّوْري " و " التَّوَّزِي " الأول بالثاء والراء ، والثاني بالتاء والزاي .
3- هل له ضابط ؟
أ ) أكثره لا ضابط له، لكثرة انتشاره، وإنما يُضبط بالحفظ كل اسم بمفرده.
ب) ومنه ما له ضابط، وهو قسمان:
1)- ما له ضابط بالنسبة لكتاب خاص أو كتب خاصة ، مثل أن نقول : إن كل ما وقع في الصحيحين والموطأ " يَسَار " فهو بالمثناة ثم المهملة إلا محمد بن " بشار " فهو بالموحدة ثم المعجمة .
2)- ما له ضابط على العموم: أي لا بالنسبة لكتاب أو كتب خاصة. مثل أن نقول "سلام " كله مشدد اللام إلا خمسة ، ثم نذكر تلك الخمسة .
4- أهميته وفائدته :
معرفة هذا النوع من مهمات علم الرجال ، حتى قال على بن المديني " أشد التصحيف ما يقع في الأسماء " لأنه شيء لا يدخله القياس ، ولا قبله شيء يدل عليه ولا بعده (2).
وفائدته تكمن في تجنب الخطأ وعدم الوقوع فيه .
5- أشهر المصنفات فيه :
المُؤْتلف والمُخْتلف " لعبد الغني بن سعيد.
" الإكْمَال " لابن ماكُولا ، وذيله ، لأبي بكر بن نُقطة .
__________
(1) سواء كان مرجع الاختلاف في اللفظ النقط أو الشكل .
(2) انظر النخبة ص 68 .

- 6 - المُتَشَابِه(1)
1- تعريفه:
أ) لغة: اسم فاعل من " التشابه" بمعنى " التماثل" ويراد بالمتشابه هنا " الملتبس" ومنه " المتشابه" من القرآن أي الذي يلتبس معناه.
ب) اصطلاحاً: أن تتفق أسماء الرواة لفظاً وخطاً، وتختلف أسماء الآباء لفظاً لا خطاً، أو بالعكس.(2)
2- أمثلته:
أ) "محمد بن عقيل" بضم العين و" محمد بن عقيل" بفتح العين، اتفقت أسماء الرواة، واختلفت أسماء الأبناء.
ب) " شريح بن النعمان" و " سريح بن النعمان" اختلفت أسماء الرواة، واتفقت أسماء الآباء.
3- فائدته:
وتكمن فائدته في ضبط أسماء الرواة، وعدم الالتباس في النطق بها، وعدم الوقوع في التصحيف والوهم.
4- أنواع أخرى من المتشابه:
هناك أنواع أخرى من المتشابه، أذكر أهمها فمنها:
أ) أن يحصل الاتفاق في الاسم واسم الأب إلا في حرف أو حرفين مثل.
" محمد بن حُنَين" و " محمد بن جُبَيْر".
ب) أو يحصل الاتفاق في الاسم واسم الأب خطاً ولفظاً، لكن يحصل الاختلاف في التقديم والتأخير.
1- إما في الاسمين جملة مثل : " الأسود بن يزيد" و " يزيد بن الأسود"(3)
2- أو في بعض الحروف مثل:" أيوب بن يسار" و " أيوب ابن يسار".
5- أشهر المصنفات فيه:
أ) "تلخيص المتشابه في الرَّسم ، وحماية ما أَشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم " للخطيب البغدادي .
ب) " تالي التلخيص " للخطيب أيضاًَ، وهو عبارة عن تتمة أو ذيل للكتاب السابق، وهما كتابان نفيسان لم يُصنف مثلهما في هذا الباب(4)
__________
(1) وهو يتركب من النوعين قبله ، أي من نوعي " المتفق والمفترق " و " المؤتلف والمختلف "
(2) كأن تختلف أسماء الرواة نطقاً، وتتفق أسماء الآباء خطاً ونطقاً.2
(3) وهذا النوع يسميه بعضهم " المشتبه المقلوب" وهو مما يقع فيه الاشتباه في الذهن لا في الخط وربما انقلب اسمه على بعض الرواة، وقد صنف الخطيب في هذا النوع كتاباً سماه " رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب".3
(4) توجد منهما نسختان كاملتان في دار الكتب المصرية وعندي صورة عنهما.1

ـ 7 ـ المُهْمَل
1- تعريفه:
أ) لغة: اسم مفعول من " الإهمال " بمعنى " الترك " كأن الراوي ترك الاسم بدون ذكر ما يميزه عن غيره.
ب) اصطلاحاً: أن يروى الراوي عن شخصين متفقين في الاسم فقط أو مع اسم الأب أو نحو ذلك ، ولم يتميزا بما يَخُص كل واحد منهما.
2- متى يَضُرُّ الإهمال ؟
إن كان أحدهما ثقة والآخر ضعيفاً، لأنه لا ندرى من الشخص المروي عنه هنا، فربما كان الضعيف منهما، فيضعف الحديث.
أما إذا كانا ثقتين ، فلا يضر الإهمال بصحة الحديث ، لأن أياً منهما كان المروى عنه فالحديث صحيح .
3- مثاله:
أ) إذا كانا ثقتين : ما وقع للبخاري من روايته عن " أحمد" ـ غير منسوب ـ عن ابن وهب فإنه إما أحمد بن صالح أو أحمد بن عيسي ، وكلاهما ثقة .
ب) إذا كان أحدهما ثقة والآخر ضعيفاً : " سليمان بن داود " و " سليمان بن داود " فان كان "الخولاني " فهو ثقة . وان كان " اليمامي " فهو ضعيف .
4- الفرق بينه وبين المُبهم :
والفرق بينهما أن المُهْمل ذُكر اسمه والْتَبَسَ تعيينه، والمُبْهم لم يُذكر اسمه.
5- أشهر المصنفات فيه :
كتاب " المُكمل في بيان المُهْمل " للخطيب.

ـ 8 ـ معرفة المُبهمات
1- تعريفه:
أ) لغة: المُبَهمات جمع " مُبْهَم " وهو اسم مفعول من " الإبْهام " ضد الإيضاح.
ب) اصطلاحاً: هو من أُبْهم اسمه في المتن أو الإسناد من الرواة أو ممن له علاقة بالرواية.
2- من فوائده بحثه :
أ) إن كان الإبهام في السند: معرفة الراوي إن كان ثقة أو ضعيفاً للحكم على الحديث بالصحة أو الضعف.
ب) وإن كان في المتن: فله فوائد كثيرة أبرزها معرفة صاحب القصة أو السائل حتى إذا كان في الحديث منقبة له عرفنا فضله، وان كان عكس ذلك، فيحصل بمعرفته السلامة من الظن بغيره من أفاضل الصحابة.
3- كيف يُعْرَف المُبهم ؟
يعرف بأحد أمرين :
بوروده مُسَمي في بعض الروايات الأخرى .
بتنصيص أهل السير على كثير منه .
4- أقسامه:
يقسم المُبْهم بحسب شدة الإبهام أو عدم شدته إلى أربعة أقسام ، وأبدأ بأشدها إبهاماً .
رجل أو امرأة: كحديث ابن عباس أن " رجلا " قال يا رسول الله، الحج كل عام ؟ هذا الرجل هو الأقرع ابن حابس.
الابن والبنت: ويلحق به الأخ والأخت وابن الأخ وابن الأخت وبنت الأخ وبنت الأخت، كحديث أم عطية في غسل " بنت " النبي صلي الله عليه وسلم بماء وسِدْر هي زينب رضي الله عنهما.
العم والعم: ويلحق به الخال والخالة وابن أو بنت العم والعمة وابن أو بنت الخال والخالة، كحديث رافع بن خديج عن " عمه " في النهي عن المُخَابَرَة ، اسم عمه ظُهَير بن رافع، وكحديث " عمة " جابر التي بكت أباه لما قُتل يوم أُحُد ، اسم عمته فاطمة بنت عمرو .
الزوج والزوجة: كحديث الصحيحين في وفاة " زوج " سُبَيعة ، اسم زوجها سعد بن خَوْلَة وكحديث " زوجة " عبد الرحمن بن الزبير التي كانت تحت رفاعة القُرظي ، فطلقها ، اسمها تميمة بنت وهب .
5- أشهر المصنفات فيه :
صنف في هذا النوع عدد من العلماء ، منهم عبد الغني بن سعيد والخطيب والنووي ، وأحسنها وأجمعها كتاب " المُسْتَفاد من مبهمات المتن والإسناد " لولي الدين العراقي .

- 9 - معرفة الوُحْدان
1 - تعريفه:
أ) لغة: الوُحْدان بضم الواو جمع واحد .
ب) اصطلاحا: هم الرواة الذين لم يرو عن كل واحد منهم إلا راو واحد.
2 - فائدته:
معرفة مجهول العين ، ورد روايته إذا لم يكن صحابياً .
3 - أمثلته:
أ) من الصحابة : عروة بن مُضَرس، لم يرو عنه غير الشعبي ، والمسيب بن حزن ، لم يرو عنه غير ابنه سعيد .
ب ) من التابعين: أبو العُشَراء ، لم يرو عنه غير حماد بن سلمة.
4 - هل أخرج الشيخان في صحيحيهما عن الوُحْدان ؟
أ) ذكر الحاكم في " المَدْخَل " أن الشيخين لم يخرجا من رواية هذا النوع شيئاً.
ب) لكن جمهور المحدثين قالوا إن في الصحيحين أحاديث كثيرة عن الوُحْدان من الصحابة ، منها.
1 - حديث " المُسَيب " في وفاة أبي طالب ، أخرجه الشيخان .
2 - حديث " قيس بن أبي حازم" عن " مرداس الأسلمي" يذهب الصالحون الأول فالأول ولا راوي " لمرداس " غير قيس . والحديث أخرجه البخاري.
5- أشهر المصنفات فيه :
كتاب " المنفردات والوُحْدان " للإمام مسلم .

- 10 - معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة
1 - تعريفه:
هو راو وصف بأسماء أو ألقاب أو كني مختلفة، من شخص واحد أو من جماعة.
2 - مثاله:
" محمد بن السائب الكلبي " سماه بعضهم " أبا النضر " وسماه بعضهم " حماد بن السائب " وسماه بعضهم " أبا سعيد " .
3 - من فوائده:
أ) عدم الالتباس في أسماء الشخص الواحد ، وعدم الظن بأنه أشخاص متعددون.
ب) كشف تدليس الشيوخ .
4 - استعمال الخطيب كثيراً من ذلك في شيوخه :
فيروي في كتبه مثلا عن أبي القاسم الأزهري ، وعن عبيد الله ابن أبي الفتح الفارسي، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، والكل واحد .
- أشهر المصنفات فيه :
أ) إيضاح الإشكال، للحافظ عبد الغني بن سعيد.
ب) موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي.

- 11 - معرفة المفردات من الأسماء والكنى والألقاب
1 - المراد بالمفردات :
أن يكون لشخص من الصحابة أو الرواة عامة أو أحد العلماء اسم أو كنية أو لقب لا يشاركه فيه غيره من الرواة والعلماء، وغالبا ما تكون تلك المفردات أسماء غريبة يصعب النطق بها.
2 -فائدة معرفته:
عدم الوقوع في التصحيف والتحريف في تلك الأسماء المفردة الغربية .
3 - أمثلته:
أ) الأسماء:
1 - من الصحابة:" أجمد بن عجيان " كسفيان، أو كعليان، و " سندر " بوزن جعفر.
2 - من غير الصحابة: " أوسط " بن عمرو، " ضريب " ابن نقير بن سمير.
ب ) الكني:
1 - من الصحابة: " أبو الحمراء " مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم، واسمه هلال بن الحارث.
2 - من غير الصحابة: " أبو العبيدين " واسمه معاوية ابن سبرة .
ج) الألقاب:
1 - من الصحابة: " سفينة " مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم، واسمه مهران.
2 - من غير الصحابة: " مَنْدَل " واسمه عمرو بن علي الغزي الكوفي .
4 - أشهر المصنفات فيه :
أفرده بالتصنيف الحافظ أحمد بن هارون البرديجي في كتاب سماه " الأسماء المفردة " . ويوجد في أواخر الكتب المصنفة في تراجم الرواة كثير منه ، ككتاب " تقريب التهذيب " لابن حجر .

- 12 - معرفة أسماء من اشتهروا بكناهم
1 - المراد بهذا البحث:
المراد بهذا البحث أن نفتش عن أسماء من اشتهروا بكناهم حتى نعرف الاسم غير المشهور لكل منهم .
2 - من فوائده :
وفائدة معرفة هذا البحث هو إلا يظن الشخص الواحد اثنين، إذ ربما يذكر هذا الشخص مرة باسمه غير المشهور، ومرة بكنيته التي اشتهر بها. فيشتبه الأمر علي من لا معرفة له بذلك فيظنه شخصين، وهو شخص واحد.
3 - طريقة التصنيف فيه:
المصنف في الكني يبوب تصنيفه علي ترتيب حروف المعجم في الكني ، ثم يذكر أسماء أصحابها ، فمثلا يذكر في باب الهمزة " أبا إسحق " ويذكر اسمه ، وفي باب الباء " أبا بشر " ويذكر اسمه، وهكذا .
4 - أقسام أصحاب الكني وأمثلتها :
أ) من اسمه كنيته، ولا اسم له غيرها ، كأبي بلال الأشعري ، اسمه وكنيته واحد .ب) من عرف بكنيته، ولم يُعرف أله اسم أم لا ؟ كـ " أبي أناس " صحابي.
ج) من لقب بكنية، وله اسم وله كنية غيرها: كـ " أبي تراب " وهو لقب لعلي بن أبي طالب، وكنيته أبو الحسن.
د) من له كنيتان أو أكثر : كـ " ابن جريج " يكني بأبي الوليد وأبي خالد .
هـ)من اختلف في كنيته : كـ " أسامة بن زيد " قيل " أبو محمد " وقيل " أبو عبدالله " وقيل " أبو خارجة " .
و) من عرفت كنيته واختلف في اسمه : كـ " أبي هريرة " اختلف في اسمه واسم أبيه علي ثلاثين قولا ، أشهرها أنه " عبد الرحمن بن صخر " .
ز) من اختلف في اسمه وكنيته :كـ "سفينة " قيل اسمه " عُمير " وقيل " صالح " وقيل " أبو البختري " .
ح) من عرف باسمه وكنيته ، واشتهر بهما معاً : كآباء عبدالله " سفيان الثوري ـ ومالك ـ ومحمد بن إدريس الشافعي ـ وأحمد بن حنبل " وكأبي حنيفة النعمان بن ثابت .
ط) من اشتهر بكنيته مع معرفة اسمه : كـ " أبي إدريس الخولاني " اسمه عائذ الله .
ي) من اشتهر باسمه مع معرفة كنيته : كـ " طلحة بن عبيد الله التيمي " و " عبد الرحمن بن عوف " و " الحسن بن علي بن أبي طالب " كنيتهم جميعاً " أبو محمد ".
5 - أشهر المصنفات فيه :
... لقد صنف العلماء في الكني مصنفات كثيرة ، وممن صنف فيه علي بن المديني ومسلم والنسائي ، وأشهر هذه المصنفات المطبوعة :
ـ كتاب " الكني والأسماء " للدولابي أبي بشر محمد بن احمد المتوفى سنة 310هـ .

- 13 - معرفة الألقاب
1 - تعريفه لغة:
الألقاب جمع لقب، واللقب كل وصف أشعر برفعة أو ضعة ، أو ما دل علي مدح أو ذم .
2 - المراد بهذا البحث:
هو التفتيش والبحث عن ألقاب المحدثين ورواة الحديث لمعرفتها وضبطها .
3- فائدته:
وفائدة معرفة الألقاب أمران وهما :
أ) عدم ظن الألقاب أسامي، واعتبار الشخص الذي يُذْكَر تارة باسمه، وتارة بلقبه شخصين، وهو شخص واحد.
ب) معرفة السبب الذي من أجله لقب هذا الراوي بذاك اللقب، فيعرف عندئذ المراد الحقيقي من اللقب الذي يخالف في كثير من الأحيان معناه الظاهر.
4 - أقسامه:
الألقاب قسمان وهما :
أ) لا يجوز التعريف به: وهو ما يكرهه الملقب به.
ب) يجوز التعريف به: وهو مالا يكرهه الملقب به.
5 - أمثلته :
أ) " الضال " لقب لمعاوية بن عبدالكريم الضال ، لُقب به لأنه ضل في طريق مكة .
ب) " الضعيف " : لقب عبدالله بن محمد الضعيف ، لُقب به لأنه كان ضعيفاً في جسمه لا في حديثه . قال عبد الغني ابن سعيد: "رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان، الضال والضعيف ".
ج) " غندر " ومعناه المُشَغب في لغة أهل الحجاز ، وهو لقب محمد بن جعفر البصري صاحب شعبة ، وسبب تلقيبه بهذا اللقب أن ابن جريج قدم البصرة ، فحدث بحديث عن الحسن البصري ، فأنكروه عليه ، فقال له " اسكت يا غندر " .
د) " غنجار" : لقب عيسي بن موسي التيمي ، لُقب بـ " غنجار " لحمرة وجنتيه .
هـ) " صاعقة ": لقب محمد بن إبراهيم الحافظ روي عنه البخاري، ولقب بذلك لحفظه وشدة مذاكرته.
و) " مُشْكُدَانة " : لقب عبدالله بن عمر الأموي ، ومعناه بالفارسية " حبة المسك أو وعاء المسك ".
ز) " مُطَين " : لقب أبي جعفر الحضرمي ، ولُقِّب به لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء ، فيُطينون ظهره ، فقال له أبو نُعَيم : يا مُطَين لم لا تحضر مجلس العلم ؟
6 - أشهر المصنفات فيه :
صنف في هذا النوع جماعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، وأحسن هذه الكتب وأخصرها كتاب " نزهة الألباب " للحافظ ابن حجر .

- 14 - معرفة المنسوبين إلى غير آبائهم
1 - المراد بهذا البحث:
معرفة من اشتهر نسبه إلى غير أبيه، من قريب، كالأم والجد، أو غريب، كالمربي ونحوه، ثم معرفة اسم أبيه.
2 - فائدته:
دفع توهم التعدد عند نسبتهم إلى آبائهم .
3 - أقسامه وأمثلتها:
أ) من نُسِبَ إلى أمه: مثل : مُعاذ ومُعوذ بنو عَفْراء ، وأبوهم الحارث . ومثل بلال بن حمامة، أبوه رباح، ومحمد بن الحنفية ، أبوه علي بن أبي طالب.
ب) من نُسِبَ إلى جدته: العليا أو الدنيا، مثل يَعْلَي بن منية، ومنية أم أبيه، وأبوه أمية، بشير بن الخصاصية، وهي أم الثالث من أجداده، وأبوه مَعْبَد. .
ج) من نُسِبَ إلى جده: مثل أبو عُبيدة بن الجراح ، اسمه عامر بن عبدالله بن الجراح . أحمد بن حنبل ، هو أحمد بن محمد بن حنبل .
د) من نُسِبَ إلى أجنبي لسبب: مثل المقداد بن عمرو الكندي ، يقال له المقداد بن الأسود ، لأنه كان في حِجْر الأسود بن عبد يغوث، فتبناه .
4 - أشهر المصنفات فيه :
لا أعرف مصنفاً خاصاً في هذا الباب ، لكن كتب التراجم عامة ، تذكر نسب كل راو ، لاسيما كتب التراجم الموسعة

- 15 - معرفة النسب التي علي خلاف ظاهرها
1 - تمهيد:
هناك عدد من الرواة نسبوا إلى مكان أو غزوة أو قبيلة أو صنعة ، ولكن الظاهر المتبادر إلى الذهن من تلك النسب ليس مراداً ، والواقع أنهم نسبوا إلى تلك النسب لعارض عرض لهم من نزولهم ذلك المكان أو مجالستهم أهل تلك الصنعة ونحو ذلك .
2 - فائدة هذا البحث:
وفائدة هذا البحث هو معرفة أن هذه النسب ليست حقيقية، وإنما نسب إليها صاحبها لعارض، ومعرفة العارض أو السبب الذي من أجله نسب إلى تلك النسبة.
3 - أمثلة:
أ) أبو مسعود البدري ، لم يشهد بدراً، بل نزل فيها ، فنسب إليها .
ب) يزيد الفقير، لم يكن فقيراً، وإنما أصيب في فقار ظهره.
ج) خالد الحَذَّاء ، لم يكن حذاء ، وإنما كان يجالس الحذائين .
4 - أشهر المصنفات في الأنساب :
كتاب " الأنساب " للسمعاني ، وقد لخصه ابن الأثير في كتاب سماه " اللباب في تهذيب الأنساب " ولخص الملخص هذا السيوطي في كتاب سماه " لُبُّ اللباب ".

- 16 - معرفة تواريخ الرواة
1 - تعريفه:
أ) لغة : تواريخ جمع تاريخ وهو مصدر " أَرَّخَ " وسهلت الهمزة فيه .
ب) اصطلاحاً: هو التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال من المواليد والوفيات والوقائع وغيرها.
2 - المراد به هنا:
معرفة تاريخ مواليد الرواة وسماعهم من الشيوخ ، وقدومهم لبعض البلاد . ووفياتهم .
3 - أهميته وفائدته:
هو فن مهم ، قال سفيان الثوري : " لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ ، ومن فوائده معرفة اتصال السند أو انقطاعه .
وقد ادعى قوم الرواية عن قوم فنظر في التاريخ، فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين.
4- أمثلة من عيون التاريخ :
أ) الصحيح في سن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ثلاث وستون.
1- وقُبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحى الاثنين لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة 11 هـ .
2- وقُبض أبو بكر رضي الله عنه في جُمادي الأولي سنة 13هـ .
3- وقُبض عمر رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 23 هـ .
4- وقُتل عثمان رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 35هـ وعمره / 82 / سنة وقيل ابن / 90 / سنة.
5- وقُتل على رضي الله عنه في شهر رمضان سنة 40 هـ . وهو ابن / 63 / سنة
ب) صحابيان عاشا ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام وماتا بالمدينة سنة / 54/ وهما:
1- حكيم بن حزام . ... ... ... ... 2- حسان بن ثابت .
ج) أصحاب المذاهب المتبوعة : ... ولد سنة ... توفي سنة
1 ... النعمان بن ثابت : ( أبو حنيفة ) ... 80 ... 150
2 ... مالك بن أنس : ... 93 ... 179
3 ... محمد بن إدريس الشافعي : ... 150 ... 204
4 ... احمد بن حنبل : ... 164 ... 241
د) أصحاب كتب الحديث المعتمدة : ... ولد سنة ... توفي سنة
1 ... محمد بن إسماعيل البخاري ... 194 ... 256
2 ... مسلم بن الحجاج النيسابوري ... 204 ... 261
3 ... أبو داود السجستاني : ... 202 ... 275
4 ... أبو عيسى الترمذي : (1) ... 209 ... 279
5 ... احمد بن شعيب النسائي : ... 214 ... 303
6 ... ( ابن ماجه ) القزويني : ... 207 ... 275
5- أشهر المصنفات فيه :
أ) كتاب " الوَفَيَات " لابن زَبْر محمد بن عبيد الله الربعي محدث دمشق المتوفى سنة 379هـ وهو مرتب على السنين .
ب) ذيول على الكتاب السابق منها للكتاني ثم للأكفاني ثم للعراقي ، وغيرهم .
__________
(1) اختلف في سنة ولادته ، وأكثر المؤرخين لم يحددوا السنة التي ولد فيها وإنما ذكروا أن ولادته كانت في العقد الأول من القرن الثالث ، لكن بعض المتأخرين ذكروا أنه ولد سنة 209 هـ منهم شارح الشمائل محمد بن قاسم جسوس جـ1 ـ ص4.

ـ 17 ـ معرفة من اُخْتُلِطَ من الثقات
1- تعريف الاختلاط:
أ) لغة: الاختلاط لغة فساد العقل، يقال " اختلط فلان " أي فسد عقله، كما في القاموس.
ب) اصطلاحاً: فساد العقل، أو عدم انتظام الأقوال بسبب خَرَف أو عَمَي أو احتراق كتب أو غير ذلك.
2- أنواع المُخْتَلَطين:
أ) من اختلط بسبب الخَرَف : مثل عطاء بن السائب الثقفي الكوفي.
ب) من اختلط بسبب ذهاب البصر: مثل عبد الرزاق بن همام الصنعاني، فكان بعد أن عَمِيَ يُلَقَّنُ فَيَتَلقَّنُ.
ج) من اختلط بأسباب أخرى: كاحتراق الكتب ، مثل عبدالله بن لهيعة المصري .
3- حكم رواية المختلط :
أ) يقبل منها ما روي عنه قبل الاختلاط .
ب) ولا يقبل منها ما روي عنه بعد الاختلاط، وكذا ما شُك فيه أنه قبل الاختلاط أو بعده.
4- أهميته وفائدته:
هو فن مهم جداً ، وتكمن فائدته في تمييز أحاديث الثقة التي حدث بها بعد الاختلاط لردها وعدم قبولها .
5- هل أخرج الشيخان في صحيحيهما عن ثقات أصابهم الاختلاط ؟
نعم ، ولكن مما عُرف أنهم حدثوا به قبل الاختلاط .
6- أشهر المصنفات فيه :
صنف فيه عدد من العلماء ، كالعلائي والحازمي ، ومن هذه المصنفات كتاب " الاغتباط بمن رُمي بالاختلاط " للحافظ إبراهيم ابن محمد سِبْط ابن العجمي المتوفى سنة 841هـ

ـ 18 ـ معرفة طبقات العلماء والرواة
1- تعريف الطبقة:
أ) لغة: القوم المتشابهون.
ب) اصطلاحاً: قوم تقاربوا في السن والإسناد أو في الإسناد فقط (1)
ومعنى التقارب في الإسناد: أن يكون شيوخ هذا هم شيوخ الآخر أو يقاربوا شيوخه.
2- من فوائد معرفته :
أ) ومن فوائد معرفته الأمن من تداخل المتشابهين في اسم أو كنية ونحو ذلك، لأنه قد يتفق اسمان في اللفظ فيظن أن أحدهما هو الآخر، فيتميز ذلك بمعرفة طبقاتهما.
ب) الوقوف على حقيقة المراد من العنعنة .
3- قد يكون الراويان من طبقة باعتبار، ومن طبقتين باعتبار آخر:
مثل أنس بن مالك وشبهه من أصاغر الصحابة، فهم مع العشرة في طبقة واحدة باعتبار أنهم كلهم صحابة، وعلى هذا فالصحابة كلهم طبقة واحدة.
وباعتبار السوابق إلى الدخول في الإسلام، تكون الصحابة بضع عشرة طبقة كما تقدم في نوع " معرفة الصحابة " فلا يكون أنس بن مالك وشبهه في طبقة العشرة من الصحابة.
4- ماذا ينبغي على الناظر فيه:
ينبغي على الناظر في علم الطبقات أن يكون عارفاً بمواليد الرواة ووفياتهم، ومن رووا عنه، ومن روى عنهم.
5- أشهر المصنفات فيه:
أ) كتاب " الطبقات الكبرى " لابن سعد .
ب) كتاب " طبقات القراء " لأبي عمرو الداني.
ج) كتاب " طبقات الشافعية الكبرى " لعبد الوهاب السبكي .
د) تذكرة الحفاظ للذهبي .

__________
(1) انظر تدريب الراوي جـ 2 ـ ص 381 .

ـ 19 ـ معرفة الموالي من الرواة والعلماء
1 - تعريف المولي:
أ) لغة: الموالي جمع مولي ، والموالي من الأضداد فيطلق علي المالك والعبد ، والمُعْتِق والمُعْتَق(1) .
ب) اصطلاحاً: هو الشخص المحالف، أو المعتق، أو الذي أسلم علي يد غيره.
2 - أنواع الموالي:
أنواع الموالي ثلاثة وهي:
أ) مولي الحِلْف: مثل الإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي ، فهو أصبحي صليبة ، تيمي بولاء الحلف ، وذلك لأن قومه " أصبح " موالي لتيم قريش بالحِلف .
ب) مولي العَتَاقة: مثل أبو البختري الطائي التابعي ، واسمه سعيد بن فيروز ، هو مولي طييء ، لأن سيده كان من طييء فأعتقه .
ج) مولي الإسلام : مثل محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، لأن جده المغيرة كان مجوسياً فأسلم علي يد اليمان بن أخنس الجعفي ، فنسب إليه .
3- من فوائده :
الأمن من اللبس . ومعرفة المنسوب إلى القبيلة نسباً أو ولاء . ومن ثم ليتميز المنسوب إلى القبيلة ولاء عمن يشاركه في اسمه من تلك القبيلة نسباً.
4- أشهر المصنفات فيه:
صنف في ذلك أبو عمر الكِنْدي بالنسبة إلى المصريين فقط .

--------------------------
(1) نظر القاموس ح 4 - ص 404 .....

ـ 20 ـ معرفة الثقات والضعفاء من الرواة
1- تعريف الثقة والضعيف:
أ) لغة: الثقة لغة المُؤتمن. والضعيف ضد القوي . ويكون الضعف حسياً ومعنوياً .
ب) اصطلاحاً: الثقة: هو العدل الضابط والضعيف: هو اسم عام يشمل من فيه طعن في ضبطه أو عدالته.
2- أهميته وفائدته:
هو من أَجَلَّ أنواع علوم الحديث . لأنه بواسطته يُعْرَف الحديث الصحيح من الضعيف .
3- أشهر المصنفات فيه وأنواعها :
أ) مصنَّفات مًفْرَدَة في الثقات : مثل كتاب " الثقات " لابن حِبَّان ، وكتاب " الثقات " للعِجْلي .
ب) مصنفات مُفْرَدَة في الضعفاء: كثيرة جداً. كالضعفاء للبخاري والنسائي والعُقَيْلي والدارقطني . ومنها كتاب " الكامل في الضعفاء " لابن عدي .وكتاب " المغني في الضعفاء " للذهبي
ج) مصنفات مشتركة بين الثقات والضعفاء : وهي كثيرة أيضاً .منها : كتاب " تاريخ البخاري الكبير " ومنها كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم ، وهي كتب عامة للرواة . ومنها كتب خاصة ببعض كتب الحديث . مثل كتاب " الكمال في أسماء الرجال " لعبد الغني المقدسي ، وتهذيباته المتعددة التي للمِزي والذهبي وابن حجر والخزرجي .

ـ 21 ـ معرفة أوطان الرواة وبلدانهم
1- المراد بهذا البحث:
الأوطان جمع وطن . وهو الإقليم أو الناحية التي يولد الإنسان أو يقيم فيها ، والبلدان جمع بلد، وهي المدينة أو القرية التي يولد الإنسان أو يقيم فيها .
والمراد بهذا البحث هو معرفة أقاليم الرواة ومدنهم التي ولدوا فيها أو أقاموا فيها .
2- من فوائده:
ومن فوائده التمييز بين الاسمين المتفقين في اللفظ إذا كان من بلدين مختلفين وهو مما يُحتاج إليه حفاظ الحديث في تصرفاتهم ومصنفاتهم .
3- إلى أي شيء يَنْتَسب كلٌ من العرب والعجم ؟
أ) لقد كانت العرب قديماً تنتسب إلى قبائلها، لأن غالبيتهم كانوا بدواً رحلاً، وكان ارتباطهم بالقبيلة أوثق من ارتباطهم بالأرض، فلما جاء الإسلام، وغلب عليهم سكنى البلدان والقرى انتسبوا إلى بلدانهم وقراهم.
ب) أما العجم فإنهم ينتسبون إلى مدنهم وقراهم من القديم.
4- كيف ينتسب من انتقل عن بلده ؟
أ) إذا أراد الجَمع بينهما في الانتساب: فليبدأ بالبلد الأول ثم بالثاني المنتقل إليه، ويحسن أن يُدخل على الثاني حرف " ثم " فيقول مَنْ وُلد في حَلَبَ وانتقل إلى المدينة المنورة: " فلان الحلبي ثم المدني " وعلى هذا عملُ أكثر الناس.
ب) وإذا لم يًرِدِ الجمع بينهما : له أن ينتسب إلى أيهما شاء . وهذا قليل .
5- كيف ينْتسب من كان من قرية تابعة لبلدة ؟
أ) له أن ينتسب إلى تلك القرية.
ب) وله أن ينتسب إلى البلدة التابعة لها تلك القرية .
ج) وله أن ينتسب إلى تلك الناحية التي منها تلك البلدة أيضاً.
ومثال ذلك : إذا كان شخص من" الباب " وهي تابعة لمدينة " حلب " وحلب من " الشام " فله أن يقول في انتسابه : فلان البابي أو فلان الحلبي ، فلا الشامي .
6- كم المدة التي إن أقامها الشخص في بلد نُسِبَ إليها ؟
أربع سنين ، وهو قول عبدالله بن المبارك .
7- أشهر المصنفات فيه :
أ) يمكن أن نعتبر كتاب " الأنساب " للسمعاني الذي تقدم من مصنفات هذا النوع لأنه يذكر الانتساب إلى الأوطان وغيرها .
ب) ومن مظان ذكر أوطان الرواة وبلدانهم كتاب " الطبقات الكبرى " لابن سعد .
هذا آخر ما يسر الله في هذا الكتاب وصلى الله عليه وسلم سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد الله رب العالمين.



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع **
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق
لاعب ذهبى
لاعب ذهبى



اسم العضو : طارق محمد حشيش
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 299
تاريخ الميلاد : 20/09/1965
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
العمر : 59
المزاج رايق

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2011 1:29 pm



الحديثُ المضطرب والمُعَلَّل

ما رُوي على أوجهٍ مختلِفة ، فَيعتلُّ الحديث .

فإن كانت العِلّةُ غيرَ مؤثًرة ، بأن يَرويَه الثَّبْتُ على وجهٍ ، ويُخالِفَه واهٍ ، فليس بمَعْلُول . وقد ساق الدارقطنيُّ كثيراً من هذا النمط في (( كتاب العِلَل )) ، فلم يُصِب ، لأنَّ الحُكم للثَّبْت .

فإن كان الثَّبْتُ أرسَلَه مثلاً ، والواهي وصَلَه ، فلا عبرة بوصلِه لأمرين : لضعفِ راويه ، ولأنه معلولّ بإرسال الثَّبْت له .

ثم اعلم أنَّ أكثَرَ المتكلَّمِ فيهم ، ما ضعَّفهم الحُفَّاظُ إلا لمخالفتهم للأثبات.

وإن كان الحديثُ قد رَوَاه الثَّبْتُ بإسناد ، أو وَقَفَه ، أو أَرسَلَه ، ورفقاؤه الأثباتُ يُخالفونه ، فالعبِرةُ بما اجتَمَع عليه الثقات ، فإنَّ الواحد قد يَغلَط . وهنا قد ترجَّع ظهورُ غَلَطِه فلا تعليل ، والعِبرةُ بالجماعة .

وإن تساوَى العَدَدُ ، واختَلَف الحافظانِ ، ولم يترجَّح الحكمُ لأحِدهما على الآخر ، فهذا الضَّرْبُ يَسوقُ البخاريُّ ومسلمُ الوجهين ِ ـ منه ـ في كتابيهما . وبالأولَى سَوْقُهما لما اختَلَفا في لفظِهِ إذا أمكن جَمْعُ معناه .

ومن أمثلة اختلاف الحافِظَينِ : أن يُسمَيَ أحدُهما في الإسناد ثقةً ، ويُبدِله الآخرُ بثقةٍ آخر أو يقولَ أحدُهما : عن رجل ، ويقولَ الآخرُ : عن فلان ، فيُسميَّ ذلك المبهَمَ ، فهذا لا يَضُرُّ في الصحة .

فأمَّا إذا اختَلَف جماعةُ فيه ، وأَتَوْا به على أقوالٍ عدًة ، فهذا يُوهِنُ الحديث ، ويَدُلُّ على أنَّ راوِيَه لم يُتقِنه .

نعم لو حَدَّثَ به على ثلاثِة أوجهٍ تَرجعُ إلى وجهٍ واحد ، فهذا ليس بمُعْتَلّ ، كأن يقولَ مالك : عن الزُّهري ، عن ابن المسَّيب ، عن أبي هريرة . ويقولَ عُقَيلُ : عن الزُّهري ، عن أبي سَلَمة . ويَرويَه ابنُ عيينة ، عن الزهري ، عن سَعِيدٍ وَأبي سَلَمة معاً .





الحديثُ المُدْرَج

هي ألفاظ تقعُ من بعض الرواة ، متصلةً بالمَتْن ، لا يبِينُ للسامع إلا أنها من صُلْبِ الحديث ، ويَدلُّ دليلُ على أنها من لفظِ راوٍ ، بأن يأتيَ الحديثُ من بعضِ الطرق بعبارةٍ تَفْصِلُ هذا من هذا.

وهذا طريقّ ظنيّ ، فإنْ ضَعُفَ توقَّفْنا أو رجَّحْنا أنها من المتن ، ويَبْعُدُ الإدراجُ في وسط المتن ، كما لو قال : (( من مَسَّ أُنْثَيْيِه وذكَرَهُ فلْيتوضأ )) .

وقد صنَّف فيه الخطيب تصنيفاً ، وكثيرُ منه غيرُ مُسلَّم له إدراجُه .



ألفــــــــــــــــــــــــــــــــــاظُ الأداء

فـ ( حدَّثَنا ) و ( سَمِعتُ ) لِمَا سُمِع من لفظ الشيخ . واصطُلِح على أنَّ (حدَّثَني ) لِمَا سَمِعتَ منه وحدَك ، و (حدَّثَنا ) لِمَا سَمِعتَه معَ غيرك . وبعضُهم سَوَّغ ( حدَّثَنا ) فيما قراه هو على الشيخ .

وأما ( أخبَرَنا ) فصادِقةٌ على ما سَمِع من لفظ الشيخ ، أو قرأه هو،أو قرأه آخَرُ على الشيخِ وهو يَسمع . فلفظُ ( الإخبار ) أعمُّ من ( التحديث ) .

و ( أخبرني ) للمنفرِد . وسَوَّى المحققون كمالكٍ والبخاريِّ بين ( حدَّثنا ) و (أخبِرنا ) و ( سَمِعتُ ) ، والأمرُ في ذلك واسع .

فأمَّا ( أنبأنا ) و ( أنا ) فكذلك ، لكنها غلَبتْ في عُرف المتأخرين على الإجازة . وقولُه تعالى : ) قالَتْ من أَنبأَك هذا قال: نَبَّأنيَ العليمُ الخبير ( . دَالُّ على التَّساوِي . فالحديثُ والخبرُ والنَّبأُ مُترادِفاتُ .

وأما المغاربة فيُطلقون : ( أخبرَنا ) ، على ما هو إجازةُ ، حتى إنَّ بعضهم يُطلقُ في الإجازة ! : ( حدَّثَنا ) . وهذا تدليس . ومن الناس من عَدَّ ( قال لنا ) إِجازَةً ومُناوَلةً .

ومن التدليس أن يقولَ المحدَّثُ عن الشيخ الذي سَمِعَه ، في أماكنَ لم يَسمَعْها : قُرِئ على فلان : أخبَرك فلان . فربما فَعَل ذلك الدار قطنيُّ يقولُ : قُرئ على أبي القاسم البغوي : أخبرك فلان . وقال أبو نُعَيم : قُرِئ على عبدا لله بن جعفر بن فارس :حدثنا هارون بن سليمان . ومن ذلك ( أخبرنا فلانُ من كتابِه ) ، ورأيت ابنَ مُسَيَّب يفعله .

وهذا لا ينبغي فإنه تدليس ، والصوابُ قولُك : في كتابه ( يراجع هل هنا قطع ) ومن التدليس أن يكون قد حَضَر طِفْلاً على شيخٍ وهو ابُن سنتينِ أو ثلاث ، فيقول : أنبأنا فلان ، ولم يقل : وأنا حاضر . فهذا الحضورُ العَرِيُّ عن إذنِ المُسْمِع لا يُفيد اتصالاً ، بل هو دون الإجازة ، فإن الإجازة نوعُ اتصال عن أئمة .

وحضورُ ابنِ عامٍ أو عامَيْنَ إذا لم يَقترن بإجازةٍ كلا شيءَ ، إلا أن يكون حضورُه على شيخٍ حافظِ أو محدِّثٍ وهو يَفْهَمُ ما يُحدِّثُه ، فيكون إقرارُه بكتابةِ اسمِ الطفل بمنزلةِ الإِذن منه له في الرواية .

ومن صُوَر الأداء : حدَّثَنا حَجَّاجَ بن محمد ، قال : قال ابن جُرَيج.

فصيغةُ ( قال ) لا تدلُّ على اتصال .

وقد اغتُفِرَتْ في الصحابة ، كقول الصحابي : قال رسول الله صل الله عليه وسلم .

فحُكمُها الاتصالُ إذا كان ممن تُيُقِّنَ سَمَاعُه من رسول الله صل الله عليه وسلم ، فإن كان لم يكن له إلا مُجرَّدُ رُؤْية ، فقولُه : قال رسول الله صل الله عليه وسلم محمولٌ على الإرسال ، كمحمود بن الرَّبِيع ، وأبي أُمَامة بن سَهْل ، وأبي الطُّفَيل ، ومروان .

وكذلك ( قال ) من التابعي المعروفِ بلقاء ذلك الصحابي ، كقول عُروة : قالت عائشة . وكقولِ ابن سيرين : قال أبو هريرةَ ، فحُكمُه الاتصال .

وأرفَعُ من لفظةِ ( قال ) : لفظةُ ( عن ) . وأرفَعُ من ( عن ) : ( أخبرنا ) ، و ( ذَكَر لنا ) ، و ( أنبأنا ) . وأرفعُ من ذلك : ( حدَّثَنا ) ، و ( سَمِعتُ ) .

وأما في اصطلاح المتأخرين فـ( أنبأنا ) ، و ( عن ) ، و ( كَتبَ إلينا ) واحِدٌ .



الحديثُ المقلوب

هو ما رواه الشيخُ بإسنادٍ لم يكن كذلك ، فيَنقلِبُ عليه ويَنُطُّ من إسنادِ حديثٍ إلى مَتْنٍ آخَرَ بعدَه . أو : أن يَنقلِبَ عليه اسمُ راوٍ مثْلُ ( مُرَّة بن كعب ) بـ (كعب بن مُرَّة ، و (سَعْد بن سِنان ) بـ (سِنَان بن سَعْد ) .

فمن فعَلَ ذلك خطأً فقريب ، ومن تعمَّد ذلك وركَّبَ متناً على إسنادٍ ليس له ، فهو سارقُ الحديث ، وهو الذي يقال في حَقَّه : فلانُ يَسرِقُ الحديث . ومن ذلك أن يَسِرقَ حديثاً ما سَمِعَه ، فيدَّعِيَ سماعَهُ من رجل .

وإن سَرَق فأَتى بإسنادٍ ضعيفٍ لمتنٍ لم يَثُبت سنَدُه ، فهو أخفُّ جُرماً ممن سَرَق حديثاً لم يصحَّ متنُه ، وركَّب له إسناداً صحيحاً ، فإن هذا نوع من الوضع والافتراء . فإن كان ذلك في متون الحلال والحرام ، فهو أعظمُ إثماً وقد تبوَّأَ بيتاً في جهنم .

وأمَّا سَرِقَهُ السماع وادَّعاءُ ما لم يَسمع من الكتب والأجزاء ، فهذا كذبٌ مجرَّد ، ليس من الكذب على الرسول صل الله عليه وسلم ، بل من الكذب على الشيوخ ، ولن يُفِلحَ من تعاناه ، وقلَّ من سَتَر الله عليه منهم ، فمنهم مَنْ يَفتضِحُ في حياتِه ، ومنهم من يَفتَضِحُ بعدَ وفاتِه ، فنسألُ الله السَّتر والعفو.

فصل

لا تُشتَرَطُ العدالةُ حالةَ التحمُّل ، بل حالةَ الأداء ، فيَصِحُّ سماعُهُ كافراً وفاجراً وصَبيّاً ، فقد رَوَى جُبَير بن مُطْعِم رضي الله عنه أنه سَمِعَ النبيَّ يقرأ في المغرب بـ (الطُّوْر ) . فسَمِعَ ذلك حالَ شِركِه ، ورَوَاه مؤمناً .

واصطلح المحدَّثون على جعلِهم سَمَاعَ ابن خمس سنين : سَمَاعاً ، وما دونها : حُضُوراً . واستأنَسُوا بأنَّ محموداً ( عَقَل مَجَّةَّ ) ولا دليلَ فيه .

والمعتبَرُ فيه إنما هو أهليةُ الفهم والتمييز .

1ـ مسألة : يَسُوغُ التصرُّفُ في الإسناد بالمعنى إلى صاحب الكتابِ أو الجزء . وكرِهَ بعضُهم أن يزيدَ في ألقابِ الرواة في ذلك ، وأن يزيدَ تاريخَ سماعِهم ، وبقراءةِ من سَمِعُوا ، لأنه قَدْرُ زائد على المعنى .

ولا يَسُوغُ إذا وَصَلْتَ إلى الكتاب أو الجزء ، أن تَتصرَّفَ في تغيير أسانيدِه ومُتُونِه ، ولهذا قال شيخنا ابنُ وهب : ينبغي أن يُنظَرَ فيه : هل يَجبُ ؟ أو هو مُستَحْسَن ؟ وقُوَّى بعضُهم الوجوبَ مع تحويزهم الروايةَ بالمعنى ، وقالوا : مالَهُ أن يُغيَّر التصنيفَ . وهذا كلامُ فيه ضعف

أماَّ إذا نقلنا من ( الجزء ) شيئاً إلى تصانيِفنا وتخارِيجِنا ، فإنه ليس في ذلك تغيرٌ للتصنيف الأول .

قلتُ : ولا يَسُوغُ تغييرُ ذلك إلا في تقطيع حديثٍ ، أو في جَمْعِ أحاديثَ مفرَّقةٍ ، إسنادُها واحد ، فيقال فيه : وبِهِ إلى النبي صل الله عليه وسلم .

2ـ مسألة : تَسمَّحَ بعضُهم أن يقول : سَمِعتُ فلاناً ، فيما قَرَأه عليه ، أو يَقرؤُه عليه الغيرُ . وهذا خلافُ الاصطلاح أو من بابِ الروايِة بالمعنى ، ومنه قولُ المؤرَّخين : سَمِع فلاناً وفلاناً .

3ـ مسألة : إذا أَفرَد حديثاً من مثل نسخة هَمَّام ، أو نسخة أبي مُسْهِر ، فإنْ حافَظَ على العبارة جاز وِفاقاً ،كما يقول مسلم : (( فذكَرَ أحاديثَ ، منها : وقال رسولُ صل الله عليه وسلم )) وإلا فالمحقَّقون على الترخيصِ في التصريفِ السائِغ .

4ـ مسألة : اختصارُ الحديث وتقطيعُه جائزُ إذا لم يُخِلَّ معنىً . ومن الترخيص تقديمُ مَتْنٍ سَمِعهَ على الإسناد ، وبالعكس ، كأن يقول : قال رسولُ الله صل الله عليه وسلم : النّدَمُ تَوْبَة ، أخبَرَنا به فلان عن فلان .

5ـ مسألة : إذا ساق حديثاً بإسناد ، ثم أَتبعَه بإسنادٍ آخَرَ وقال : مثلُه ، فهذا يجوزُ للحافظ المميز للألفاظ ، فإن اختَلَف اللفظُ قال : نحوُه ، أو قال : بمعناه أو بنحوٍ منه .

6ـ مسألة : إذا قال : حدَّثَنا فلانُ مذاكَرةً ، دَلَّ على وَهْنٍ مَّا ، إذْ المذاكرةُ يُتَسمَّحُ فيها.

ومن التساهل : السَّماعُ من غير مقابلة ، فإن كان كثيرَ الغَلَط لم يَجُز ، وإن جَوَّزنا ذلك فيَصِحُّ فيما صَحَّ من الغلط ، دون المغلوط وإن نَدَر الغَلَطُ فمُحَتمَل ، لكن لا يجوزُ له فيما بعدُ أن يُحدَّثَ من أصلِ شيخِه .



آدابُ المحدَّث

تصحيحُ النيَّةِ من طالب العلم متعيَّن ، فمن طَلَب الحديثَ للمكاثرة أو المفاخرة ، أو ليَروِيَ ، أو لِيتناوَلَ الوظائفَ ، أو ليُثْنى عليه وعلى معرفتِه فقد خَسِر . وإنْ طلَبَه لله ، وللعمل به ، وللقُربةِ بكثرة الصلاة على نبيـه صل الله عليه وسلم ، ولنفعِ الناس ، فقد فاز . وإن كانت النيَّةُ ممزوجةُ بالأمرينِ فالحكمُ للغالب .

وإن كان طَلَبَه لفَرْطِ المحبةِ فيه ، مع قطع النظر عن الأجْرِ وعن بني آدم ، فهذا كثيراً ماً : يَعتبري طلبةَ العُلُوم ، فلعلَّ النيَّةَ أن يَرزُقَها اللهُ بعدُ .

وأيضاً فمن طَلَب العلم للآخِرة كَسَاهُ العِلمُ خَشْيَةً لله ، واستَكانَ وتواضَعَ ، ومن طلبه للدنيا تكبَّرَ وتجبَّر ، وازدَرَى بالمسلمين العامَّة ، وكان عاقبةُ أمرِه إلى سِفَالٍ وحَقَارة .

فليحتسِب المحدَّثُ بحديثهِ ، رجاءَ الدخولِ في قوله صل الله عليه وسلم : (( نَضَّر الله امرءاً سَمِعَ مقالتي فوعاها ، ثم أدَّاها إلى من لم يَسمعها )) .

ولْيَبْذُلْ نفسَه للطلبةِ الأخيار ، لا سيما إذا تَفرَّد ، ولْيَمْتَنَعْ مع الهَرَمِ وتغيَّرِ الذهن ، ولْيَعْهَدَ إلى أهله وإخوانه حالَ صحته : أنكم متى رأيتموني تغيَّرتُ ، فامنَعُوني من الرواية .

فمن تَغيَّرَ بسُوءِ حفظٍ وله أحاديثُ معدودة ، قد أَتقَنَ روايتَها ، فلا بأس بتحديِثه بها زمنَ تغيُّره .

ولا بأس بأن يُجيزَ مروياَّ تِه حالَ تغيُّره ، فإنَّ أصولَه مضبوطةُ ما تغيَّرتْ ، وهو فَقَدَ وَعْيَ ما أجاز . فإن اختَلَط وخَرِفَ امتُنِعَ من أخْذِ الإجازةِ منه .

ومن الأدب أن لا يُحدَّثَ مع وجودِ من هو أَولَى منه لِسِنهِّ وإتقانِه .

بل يَدُلَّهم على المُهِمّ ، فالدَّينُ النصيحة .

فإنْ دَلَّهم على مُعَمَّرٍ عامِيٍ ، وعَلِمَ قُصورَهم في إقامِة مرويَّاتِ العاميِّ ، نَصَحهم ودَلَّهم على عارفٍ يَسمعون بقراءتهِ ، أو حَضَر مع العاميِّ ورَوَى بنُزولٍ ، جَمْعاً بين الفوائد .

ورُوي أنَّ مالكاً رحمه الله كان يَغتسِلُ للتحديث ، ويَتبخَّرُ ، ويتطيَّبُ ، ويَلبَسُ ثيابَه الحسنة ، ويَلزمُ الوَقارَ والسَّكينة ، ويَزْبُرُ من يَرفعُ صوتَه ، ويُرَتِّلُ الحديث .

وقد تَسمَّح الناسُ في هذه الأعصار بالإسراع المذموم ، الذي يَخفَى معه بعضُ الألفاظ . والسماعُ هكذا لا مِيزةَ له على الإجازةِ ، بل الإجازةُ صِدْقّ ، وقولُك : سَمِعتُ أو قرأتُ هذا الجزءَ كلَه ـ مع التَّمْتَمَةِ ودَمْجِ بعض الكلمات ـ كَذِبُ .

وقد قال النَّسائيُّ في عِدَّةِ أماكنَ من (( صحيحه )) : وذَكَرَ كلمةً معناها كذا وكذا .

وكان الحُفَّاظُ يَعقِدون مجالسَ للإملاء ، وهذا قد عُدِمَ اليوم ، والسماع بالإملاء يكون مُحقَّقاً ببيانِ الألفاظِ للمُسمِع والسامع .

ولْيجتنِبْ روايةَ المشكلات ، مما لا تحملُه قلوبُ العامَّة ، فإن رَوَى ذلك فليكن في مجالس خاصة . وَيَحرُمُ عليه روايةُ الموضوع ، وروايةُ المطروح ، إلا أن يُبيّنَه للناسِ ليَحذّرُوه .

الثقة :

تُشتَرَطُ العدالةُ في الراوي كالشاهد ، ويمتازُ الثقةُ بالضبطِ والإتقان ، فإن انضاف إلى ذلك المعرفةُ والإكثارُ ، فهو حافظ .

والحُفَّاظُ طبقات :

1ـ في ذِرْوَتِها أبو هريرة رضي الله عنه .

2ـ وفي التابعين كابنِ المسيَّب .

3ـ وفي صِغارِهم كالزُّهريِّ

4ـ وفي أتباعِهم كسفيان ، وشعبة ، ومالك .

5ـ ثم ابنِ المبارك ، ويحيى بنِ سعيد ، ووكيع ، وابنِ مهدي .

6ـ ثم كأصحابِ هؤلاء ، كابن المَدِيني ، وابنِ مَعِين ، وأحمد ، وإسحاق ،

وخَلْق .

7ـ ثم البخاريِّ ، وأبي زُرْعَة ، وأبي حاتم ، وأبي داود ، ومُسْلِم .

8ـ ثم النَّسائيِّ ، وموسى بنِ هارون ، وصالحِ جَزَرَة ، وابنِ خُزَيمة .

9ـ ثم ابنِ الشَّرْقي . وممن يُوصَفُ بالحفظ والإتقانِ جماعةُ من الصحابة والتابعين .

10ـ ثم عُبَيدِ الله بنِ عمر ، وابنِ عَوْن ، ومِسْعَر .

11ـ ثم زائدة ، والليثِ ، وحمَّادِ بن زيد .

12ـ ثم يزيدُ بنِ هارون ، وأبو أسامة ، وابنُ وهب .

13ـ ثم أبو خيثمة ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نُمَير ، وأحمد بن صالح .

14ـ ثم عَبَّاسٌ الدُّوْرِي ، وابنُ وارَهْ ، والترمذيُّ ، وأحمدُ بن أبي خَيْثَمة ، وعبدُ الله بن أحمد

15ـ ثم ابنُ صاعِد ، وابن زياد النيسابوري ، وابنُ جَوْصَا ، وابنُ الأَخْرَم .

16ـ ثم أبو بكر الإسماعيلي ، وابنُ عَدِيّ ، وأبو أحمد الحاكم .

17ـ ثم ابنُ منده ، ونحوُه .

18ـ ثم الَبرْقَانيُّ ، وأبو حازم العَبْدَوِي .

19ـ ثم البيهقيُّ ، وابنُ عبد البَرّ .

20ـ ثم الحُمَيدي ، وابنُ طَاهِر .

21ـ ثم السِّلَفِيّ ، وابن السَّمْعاني .

22ـ ثم عبدالقادر ، والحازمي .

23ـ ثم الحافظ الضياء ، وابنُ سيد الناس خطيبُ تونس .

24ـ ثم حفيدُه حافظ وقتِه أبو الفتح .

وممن تقدَّم من الحفاظِ في الطبقةِ الثالثة : عَدَدٌ من الصحابةِ وخلقٌ من التابعين وتابعيهم ، وهلُمَّ جراً إلى اليوم .

1ـ فمثلُ يحيى القطان ، يقال فيه : إمامُ ، وحُجَّة ، وثَبْت ، وجِهْبِذ ، وثِقَةُ ثِقَة .

2ـ ثم ثقةُ حافظ .

3ـ ثم ثقةُ مُتقن .

4ـ ثم ثقةُ عارف ، وحافظُ صدوق ، ونحوُ ذلك .

فهؤلاء الحُفَّاظُ الثقات ، إذا انفرد الرجلُ منهم من التابعين ، فحديثهُ صحيح . وإن كان من الأتباعِ قيل : صحيح غريب . وإن كان من أصحاب الأتباع قيل : غريبُ فَرْد .

ويَنْدُرُ تفرُّدهم ، فتجدُ الإمامَ منهم عندهَ مِئتا ألف حديث ، لا يكادُ ينفرد بحديثينِ ثلاثة .

ومن كان بعدَهم فأين ما يَنفرِدُ به ، ما علمتهُ ، وقد يوُجَد .

ثم نَنْتَقِلُ إلى اليَقِظ الثقةِ المتوسِطِ المعرفةِ والطلب ، فهو الذي يُطلَقُ عليه أنه ثقة ، وهم جُمهورُ رجالِ (( الصحيحين )) فتابِعِيُّهم ، إذا انفَرَد بالمَتْن خُرَّج حديثهُ ذلك في ( الصحاح ) .

وقد يَتوقَّفُ كثيرُ من النُّقاَّد في إطلاق ( الغرابة ) مع ( الصحة ) ، في حديثِ أتباعِ الثقات . وقد يُوجَدُ بعضُ ذلك في ( الصحاح ) دون بعض .

وقد يُسمِّي جماعةٌ من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثلُ هُشَيْم ، وحفصِ بنِ غِياثٍ : منكراً

فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة الأئمة ، أطلقوا النكارةَ على ما انفرد مثلُ عثمان بن أبي شيبة ، وأبي سَلَمة التَّبُوْذَكِي ، وقالوا : هذا منكر.

فإن رَوَى أحاديثَ من الأفراد المنكرة ، غَمَزُوه وليَّنوا حديثَه ، وتوقفوافي توثيقه ، فإن رَجَع عنها وامَتَنع من روايتها ، وجَوَّز على نفسِه الوَهَمَ ، فهو خيرُ له وأرجَحُ لعدالته ، وليس من حَدِّ الثقةِ : أنَّهُ لا يَغلَطُ ولا يُخطِئ ، فمن الذي يَسلمُ من ذلك غيرُ المعصومِ الذي لا يُقَرُّ على خطأ .

فصل
الثقة : من وثَّقَه كثيرٌ ولم يُضعَّف . ودُونَه : من لم يُوثق ولا ضُعِّف .

فإن حُرِّج حديثُ هذا في (( الصحيحين )) ، فهو مُوَثَّق بذلك ، وإن صَحَّح له مثلُ الترمذيِّ وابنِ خزيمة فجيِّدُ أيضاً ، وإن صَحَّحَ له كالدارقطنيِّ والحاكم ، فأقلُّ أحوالهِ : حُسْنُ حديثه .

وقد اشتَهَر عند طوائف من المتأخرين ، إطلاقُ اسم ( الثقة ) على من لم يُجْرَح ، مع ارتفاع الجهالةِ عنه . وهذا يُسمَّى : مستوراً ، ويُسمىَّ :

محلهُّ الصدق ، ويقال فيه : شيخ .

وقولهم : ( مجهول ) ، لا يلزمُ منه جهالةُ عينِه ، فإن جُهِلَ عينُه وحالُه ، فأَولَى أن لا يَحتجُّوا به .

وإن كان المنفردُ عنه من كبارِ الأثبات ، فأقوى لحاله ، ويَحتَجُّ بمثلِه جماعةٌ كالَّنسائي وابنِ حِباَّن .

ويَنْبُوعُ معرفةِ ( الثقات ) : تاريخُ البخاريِّ ، وابنِ أبي حاتم ، وابنِ حِبَّان ، وكتابُ (( تهذيب الكمال )) .

فصل
من أَخرَج له الشيخان على قسمين :

أحدُهما : ما احتَجَّا به في الأصول . وثانيهما : من خرَّجا له متابعةً وشَهادَةً واعتباراً .

فمن احتَجَّا به أو أحدُهما ، ولم يُوثَّق ، ولا غُمِزَ ، فهو ثقة ، حديُثُه قوي .

ومن احتَجَّا به أو أحدُهما ، وتُكلِّم فيه :

فتارةً يكون الكلامُ فيه تعنُّتاً ، والجمهورُ على توثيقِه ، فهذا حديثُهُ قويّ أيضاً .

وتارةً يكون الكلامُ في تليينِهِ وحِفظِهِ له اعتبار . فهذا حديثهُ لا يَنحطُّ عن مرتبة الحسَن ، التي قد نُسمِّيها : من أدنى درجات ( الصحيح )

فما في (( الكتابين )) بحمد الله رجلٌ احتَجَّ به البخاريُّ أو مسلمٌ في الأصولِ ، ورواياتُه ضعيفة ، بل حَسَنةٌ أو صحيحة .

ومن خَرَّجَ له البخاريُّ أو مسلمٌ في الشواهد والمتابَعات ، ففيهم من في حِفظِه شيء ، وفي توثيِقه تردُّد . فكلُّ من خُرِّجَ له في ((الصحيحين )) ، فقد قَفَزَ القَنْطَرة ، فلا مَعْدِلَ عنه إلا ببرهانٍ بَيِّن .

نعم ، الصحيحُ مراتب ، والثقاتُ طَبَقات ، فليس مَنْ وُثِّق مطلقاً كمن تُكلِّمَ فيه ، وليس من تُكلِّم في سُوءِ حفظِه واجتهادِه في الطَّلَب ، كمن ضعَّفوه ولا من ضعَّفوه ورَوَوْا له كمن تركوه ، ولا من تركوه كمن اتَّهموه وكذَّبوه .

فالترجيحُ يَدخُلُ عند تعارُضِ الروايات . وحَصْرُ الثقاتِ في مصنَّفٍ كالمتعذِّر . وضَبْطُ عَدَدِ المجهولين مستحيل .

فأمَّا من ضُعِّفَ أو قيل فيه أدنى شيء ، فهذا قد ألَّفتُ فيه مختصراً سمَّيتُه بـ (( المغني )) ، وبَسَطتُ فيه مؤلَّفاً سَمَّيتُه بـ ((الميزان )) .

فصل
ومن الثقات الذين لم يُخْرَجْ لهم في (( الصحيحين )) خَلْقٌ ، منهم :

من صَحَّح لهم الترمذيُّ وابنُ خزيمة ثم : من رَوَى لهم النسائي وابنُ حِبَّان وغيرُهما ، ثم : ـ مَنْ ـ لم يُضَعِّفْهم أحد واحتَجَّ هؤلاء المصنِّفون بروايتهم .

وقد قيل في بعضهم : فلانٌ ثقة ، فلان صدوق ، فلان لا بأس به ، فلان ليس به بأس ، فلان محلُّه الصدق ، فلان شيخ ، فلان مستور ، فلان رَوَى عنه شعبة ، أو : مالك ، أو : يحيى ، وأمثالُ ذلك . كـ: فُلانٌ حسَنُ الحديث ، فلانٌ صالحُ الحديث ، فلانٌ صدوقٌ إن شاء الله .

فهذه العبارات كلُّها جيَّدة ، ليسَتْ مُضعِّفةً لحالِ الشيخ ، نعم ولا مُرَقِّيةً لحديِثه إلى درجة الصِّحَّةِ الكاملةِ المتفَقِ عليها ، لكنْ كثيرٌ ممن ذكرنا مُتَجَاذَبٌ بين الاحتجاجِ به وعَدَمِه .

وقد قيل في جَمَاعاتٍ : ليس بالقويِّ ، واحتُجَّ به . وهذا النَّسائيُّ قد قال في عِدَّةٍ : ليس بالقويّ ، ويُخرِجُ لهم في (( كتابه )) ، قال : قولُنا :

( ليس بالقوي ) ليس بجَرْحٍ مُفْسِد .

والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ ، وبَراءةٍ من الهوى والمَيْل ، وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديثِ وعِلَلِه ، ورجالِه .

ثم نحن نفتَقِرُ إلى تحرير عباراتِ التعديلِ والجرح وما بين ذلك ، من العباراتِ المُتَجَاذَبَة .

ثم أهَمُّ من ذلك أن نَعلمَ بالا ستقراءِ التامِّ : عُرْفَ ذلك الإمامِ الجِهْبِذ ، واصطلاحَه ، ومقاصِدَه ، بعباراتِه الكثيرة .

أما قولُ البخاري : ( سكتوا عنه ) ، فظاهِرُها أنهم ما تعرَّضوا له بجَرْح ولا تعديل ، وعَلِمنا مقصدَه بها بالا ستقراء : أنها بمعنى تركوه .

وكذا عادَتُه إذا قال : ( فيه نظر ) ، بمعنى أنه متَّهم ، أو ليس بثقة . فهو عنده أسْوَأُ حالاً من ( الضعيف ) .

وبالا ستقراءِ إذا قال أبو حاتم : ( ليس بالقوي ) ، يُريد بها : أنَّ هذا الشيخ لم يَبلُغ درَجَة القويِّ الثَّبْت . والبخاريُّ قد يُطلقُ على الشيخ :

( ليس بالقوي ) ، ويريد أنه ضعيف .

ومن ثَمَّ قيل : تجبُ حكايةُ الجرح والتعديل ، فمنهم من نَفَسُهُ حادٌّ في الجَرْح ، ومنهم من هو معتدِل ،ومنهم من هو متساهل .

فالحادُّ فيهم : يحيى بنُ سعيد ، وابنُ معين ، وأبو حاتم ، وابنُ خِراش ، وغيرُهم .

والمعتدلُ فيهم : أحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبو زُرْعَة .

والمتساهلُ كالترمذيِّ ، والحاكم ، والدارقطنيِّ في بعض الأوقات .

وقد يكون نَفَسُ الإمام ـ فيما وافَقَ مذهبَه ، أو في حالِ شيخِه ـ ألطفَ منه فيما كان بخلاف ذلك . والعِصمةُ للأنبياءِ والصديقين وحُكَّام القِسْط .

ولكنَّ هذا الدين مؤيَّد محفوظ من الله تعالى ، لم يَجتمع علماؤه على ضلالة ، لا عَمْداً ولا خطأ ، فلا يَجتمِعُ اثنانِ على توثيقِ ضعيف ، ولا على تضعيفِ ثقة ، وإنما يقعُ اختلافُهم في مراتبِ القُوَّةِ أو مراتبِ الضعف . والحَاكمُ منهم يَتكلَّمُ بحسبِ اجتهادِهِ وقُوَّةِ مَعارِفِه ، فإن قُدِّرَ خطؤه في نقده ، فله أجرٌ واحد ، والله الموفق .

وهذا فيما إذا تكلَّموا في نقدِ شيخٍ وَرَدَ شيءٌ في حِفظَه وغَلَطِه ، فإن كان كلامُهم فيه من جهةِ معتَقَدِه ، فهو على مراتب :

فمنهم : من بِدْعَتُه غليظة .

ومنهم : من بِدْعَتُه دون ذلك .

ومنهم : الداعي إلى بدعتِه .

ومنهم : الكافُّ ، وما بينَ ذلك .

فمتى جَمَع الغِلَظَ والدعوةَ تُجُنِّبَ الأخذُ عنه .

ومتى جِمِع الخِفَّةَ والكفَّ أَخذوا عنه وقَبِلُوه .

فالغِلَظُ كغُلاةِ الخوارج ، والجهميةِ ، والرافضةِ .

والخِفَّةُ كالتشيُّع والإِرجاء .

وأمَّا من استَحلَّ الكذبَ نَصْراً لِرَأْيِه كالخطَّابيَّة فبالأولى رَدُّ حديثهِ .

قال شيخنا ابنُ وَهْب : العقائدُ أَوجبَتْ تكفيرَ البعضِ للبعض ، أو التبديعَ ، وأَوجبَتْ العَصَبِيَّةَ ، ونشأ من ذلك الطعنُ بالتكفيرِ والتبديع ، وهو كثير في الطبقة المتوسِّطةِ من المتقدمين .

والذي تَقرَّرَ عندنا : أنه لا تُعتَبرُ المذاهبُ في الرواية ، ولا نُكفِّرُ أهلَ القِبلة ، إلا بإنكارِ مُتواترٍ من الشريعة ، فإذا اعتَبَرْنَا ذلك ، وانضمَّ إليه الورَعُ والضبطُ والتقوى فقد حَصَل مُعْتمَدُ الرواية . وهذا مذهبُ الشافعي رضي الله عنه ، حيث يقول : أَقبَلُ شهادةَ أهلِ الأهواءِ إلا الخَطَّابيَّةَ من الرَّوَافِض .

قال شيخنا : وهل تُقبَلُ روايةُ المبتدِع فيما يؤيِّدُ به مذهبَه ؟ فمن رأى رَدَّ الشهادةِ بالتُّهْمَة ،لم يَقبَل . ومن كان داعيةً مُتَجاهِراً ببدعتِه ، فليُترَك إهانةً له ، وإخماداً لمذهبِه ، اللهم إلا أن يكون عنده أثَرٌ تفرَّدَ به ، فنُقدَّمُ سَمَاعَهُ منه .

ينبغي أن تُتَفَقَّدَ حالَ الجارح مع من تَكلَّم فيه ، باعتبار الأهواء فإن لاح لك انحرافُ الجارح ووجدتَ توثيقَ المجروح من جهةٍ أخرى ، فلا تَحفِلْ بالمنحرِف وبغَمْزِه المبهَم ، وإن لم تجد توثيقَ المغموز فتأَنَّ وترفَّقْ .

قال شيخُنا ابنُ وَهْب رحمه الله : ومن ذلك : الاختلافُ الواقعُ بين المتصوِّفة وأهلِ العلمِ الظاهرِ ، فقد وَقَع بينهم تنافُرٌ أوجَبَ كلامَ بعضِهم في بعض .

وهذه غَمْرَةٌ لا يَخلُصُ منها إلا العالمُ الوَافي بشواهد الشريعة .

ولا أَحْصُرُ ذلك في العلم بالفروع ، فإنَّ كثيراً من أحوال المُحِقِّينَ من الصوفية ، لا يَفِي بتمييزِ حَقِّه من باطِلِه عِلمُ الفروع ، بل لا بُدَّ من معرفةِ القواعدِ الأصولية ، والتمييزِ بين الواجبِ والجائز ، والمستحيلِ عقلاً والمستحيلِ عادَةً .

وهو مقامٌ خَطِر ، إذ القادِحُ في مُحِقَّ الصُّوفية ، داخلٌ في حديث (( من عادَى لي وَلِيّاً فقد بارَزَني بالمُحارَبة )) . والتارِكُ لإنكارِ الباطلِ مما سَمِعَه من بعضِهم تاركٌ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ومن ذلك : الكلامُ بسبب الجهل بمراتب العلوم ، فيُحتاجُ إليه في المتأخرين أكثَرُ ، فقد انتَشَرَتْ علومٌ للأوائل ، وفيها حَقٌّ كالحسابِ والهندسةِ والطِّبٌ ، وباطلّ كالقولِ في الطبيعيَّاتِ وكثيرٍ من الإلهيَّاتِ وأحكامِ النجوم .

فيَحتاجُ القادحُ أن يكون مُميِّزاً بين الحقِّ والباطل ، فلا يُكفِّرَ من ليس بكافر ، أو يَقبلَ رواية الكافر .

ومنه : الخَلَلُ الواقعُ بسببِ عَدَمِ الوَرَعِ والأَْخْذِ بالتوهُّم والقرائنِ التي قد تَتخلَّفُ ، قال صل الله عليه وسلم : (( الظَّنُّ أكذَبُ الحديث )) فلا بد من العلم والتقوى في الجَرْح ، فلصُعُوبةِ اجتماع هذه الشرائط المزكِّين ، عَظُمَ خَطَرُ الجَرْح والتعديل .




المُـوْقِظَـةُ

في علم مصطلح الحـديث


للإمام الحافظ المؤرخ

شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 61
المزاج مصر العربيه

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالإثنين يونيو 20, 2011 5:08 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن المرجاوى
المدير العام
المدير العام
حسن المرجاوى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 4067
تاريخ الميلاد : 03/06/1963
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 61
المزاج مصر العربيه

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالإثنين يونيو 20, 2011 5:36 pm


المردود وأسباب رده



( ثُمَّ المَرْدُودُ ) وموجب الرد ( إِمَّا أَنْ يَكُونَ لِسَقْطٍ ) من إسناد ( أَوْ طَعْنٍ ) في راو على اختلاف وجوه الطعن ، أعم من أن يكون لأمر يرجع إلى ديانة الراوي أو إلى ضبطه .


المعلق



( فَالسَّقْطُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ مَبادِئ السَّنَدِ مِنْ ) تصرف ( مُصَنِّفٍ ، أَوْ مِنْ آخِرِهِ ) أي الإسناد ( بَعْدَ التَابِعِيِّ ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ . فَالأوَّلُ : المُعلَّقُ ) سواء كان الساقط واحداً ، أم أكثر .

وبينه وبين المعضل الآتي ذكره ، عموم وخصوص من وجه ، فمن حيث تعريف المعضل بأنه سقط منه اثنان فصاعدا ، يجتمع مع بعض صور المعلق ، ومن حيث تقييد المعلق بأنه من تصرف المصنف من مبادئ السند ، يفترق عنه ، إذ هو أعم من ذلك .

ومن صور المعلق أن يحذف جميع السند ، ويقال مثلاً : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم . ومنها أن يحذف إلا الصحابي ، أو إلا التابعي والصحابي معاً ، ومنها أن يحذف من حَدَثَّه ويضيفه إلى من فوقه .

فإن كان من فوقه شيخا لذلك المصنف ، فقد اختلف فيه هل يسمى تعليقاً أو لا ؟ والصحيح في هذا التفصيل ، فإن عُرِف بالنص ، أو الاستقراء أن فاعل ذلك مدلس قضى به ، وإلا فتعليق .

وإنما ذكر التعليق في قسم المردود للجهل بحال المحذوف ، وقد يحكم بصحته إن عرف بأن يجيء مسمى من وجه آخر ، فإن قال : جميع من أحذفه ثقات . جاءت مسألة التعديل على الإبهام ، وعند الجمهور لا يقبل حتى يسمى ، لكن قال ابن الصلاح هنا :

إن وقع الحذف في كتاب الُتزمت صحته ، كالبخاري ومسلم ، فما أتى فيه بالجزم ، دلّ على أنه ثبت إسناده عنده ، وإنما حذف لغرض من الأغراض ، وما أتى فيه بغير الجزم ، ففيه مقال ، وقد أوضحت أمثلة ذلك في « النكت على ابن الصلاح » .




الناسخ والمنسوخ



وإن لم يمكن الجمع فلا يخلو إما أن يعرف التاريخ ( أَوِ لاَ ) فإن عرف ( وَثَبَتَ المُتَأخِّرُ ) به ، أو بأصرح منه ( فَهُوَ النَّاسِخُ ، وَالآخِرُ المَنْسُوخُ ) . والنسخ : رفع تعلق حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه . والناسخ : ما يدل على الرفع المذكور . وتسميته ناسخا مجاز ؛ لأن الناسخ في الحقيقة هو اللّه تعالى .

ويعرف النسخ بأمور : أصرحها : ما ورد في النص ، كحديث بريدة في صحيح مسلم : « كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنها تذكر الآخرة » .

ومنها ما يجزم الصحابي بأنه متأخر ، كقول جابر رضي اللّه تعالى عنه : « كان آخر الأمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ترك الوضوء مما مست النار » . أخرجه أصحاب السنن .

ومنها ما يعرف بالتاريخ ، وهو كثير . وليس منها ما يرويه الصحابي المتأخر الإسلام معارضاً للمتقدم عليه ؛ لاحتمال أن يكون سمعه من صحابي آخر أقدم من المتقدم المذكور ، أو مثله فأرسله .

لكن إن وقع التصريح بسماعه له من النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيتجه أن يكون ناسخاً ، بشرط أن يكون لم يتحمل عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم شيئاً قبل إسلامه ، وأما الإجماع فليس بناسخ بل يدل على ذلك ، وإن لم يعرف التاريخ ، فلا يخلو إما أن يمكن ترجيح أحدهما على الآخر بوجه من وجوه الترجيح المتعلقة بالمتن أو بالإسناد ، أو لا .

فإن أمكن الترجيح تعين المصير إليه ( وَإِلاَّ ) فلا ، فصار ما ظاهره التعارض واقعا على هذا الترتيب : الجمع إن أمكن ، فاعتبار الناسخ والمنسوخ ، ( فَالتَّرْجِيحُ ) إن تعين ( ثُمَّ التَّوَقُّفُ ) عن العمل بأحد الحديثين .

والتعبير بالتوقف أولى من التعبير بالتساقط ؛ لأن خفاء ترجيح أحدهما على الآخر إنما هو بالنسبة للمعتبر في الحالة الراهنة ، مع احتمال أن يظهر لغيره ما خفي عليه ، واللّه أعلم .


المرســــــــــــــــــــــــــل



( وَالثَّانِي ) وهو ما سقط من آخره مَنْ بعد التابعي ( هُوَ المُرْسَلُ ) ، وصورته أن يقول التابعي سواء كان كبيرا أو صغيرا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم كذا ، أو فعل كذا ، أو فُعِل بحضرته كذا ، أو نحو ذلك .

وإنما ذكر في قسم المردود للجهل بحال المحذوف ؛ لأنه يحتمل أن يكون صحابيا ، ويحتمل أن يكون تابعيا ، وعلى الثاني يحتمل أن يكون ضعيفا ، ويحتمل أن يكون ثقة ، وعلى الثاني يحتمل أن يكون حمل عن صحابي ، ويحتمل أن يكون حمل عن تابعي آخر ، وعلى الثاني فيعود الاحتمال السابق ويتعدد ، إما بالتجويز العقلي فإلى ما لا نهاية له ، وإما بالاستقراء فإلى ستة أو سبعة ، وهو أكثر ما وجد من رواية بعض التابعين عن بعض .

فإن عرف من عادة التابعي أنه لا يرسل إلا عن ثقة ، فذهب جمهور المحدثين إلى التوقف لبقاء الاحتمال ، وهو أحد قولي أحمد ، وثانيهما وهو قول المالكيين والكوفيين : يُقبل مطلقا . وقال الشافعي : يقبل إن اعتضد بمجيئه من وجه آخر يباين الطريق الأولى مسندا كان أو مرسلاً ؛ ليترجح احتمال كون المحذوف ثقة في نفس الأمر . ونقل أبو بكر الرازي من الحنفية ، وأبو الوليد الباجي من المالكية أن الراوي إذا كان يرسل عن الثقات وغيرهم ، لا يقبل مرسله اتفاقاً .



المدلس



( وَ ) القسم ( الثَّانِي ) وهو الخفي ( المُدَلَّسُ ) بفتح اللام ، سمي بذلك لكون الراوي لم يسم من حدثه ، وأوهم سماعه للحديث ممن لم يحدثه به ، واشتقاقه من الدَلَس - بالتحريك - وهو اختلاط الظلام بالنور ، سمي بذلك لاشتراكهما في الخفاء .

( وَيَرِدُ ) المدلس ( بِصيِغَةٍ ) من صيغ الأداء ( تَحتَملُ ) وقوع ( اللُّقيّ ) بين المدلس ومن أسند عنه ( كَعَنْ ، وَ ) كذا ( قَالَ ) ، ومتى وقع بصيغة صريحة لا تجوُّز فيها كان كذباً .


أسباب الطعن في الحديث



( ثُمَّ الطَّعْنُ ) يكون بعشرة أشياء بعضها أشد في القدح من بعض ، خمسة منها تتعلق بالعدالة ، وخمسة تتعلق بالضبط ، ولم يحصل الاعتناء بتمييز أحد القسمين من الآخر لمصلحة اقتضت ذلك ، وهي ترتيبها على الأشد فالأشد في موجب الرد على سبيل التدلي ؛ لأن الطعن ( إِمَّا أَنْ يَكُونَ لِكَذِبِ الرَّاوِي ) في الحديث النبوي ، بأن يروي عنه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما لم يقله متعمداً لذلك .

( أَوْ تُهْمَتُهُ بِذَلِك ) بأن لا يروى ذلك الحديث إلا من جهته ، ويكون مخالفا للقواعد المعلومة ، وكذا من عرف بالكذب في كلامه ، وإن لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث النبوي ، وهذا دون الأول .

( أَوْ فَحْشِ غَلَطِهِ ) أي كثرته ( أَوْ غَفْلَتِهِ ) عن الإتقان ( أَوْ فِسْقِهِ ) أي بالفعل والقول مما لا يبلغ الكفر . وبينه وبين الأول عموم ، وإنما أفرد الأول لكون القدح به أشد في هذا الفن . وأما الفسق بالمعتقد فسيأتي بيانه .

( أَوْ وَهْمِهِ ) بأن يروي على سبيل التوهم ، ( أَوْ مُخَالَفَتِهِ ) أي للثقات ، ( أَوْ جَهَالتِهِ ) بأن لا يُعرف فيه تعديل ولا تجريح معين ، ( أَوْ بِدْعَتِهِ ) وهي اعتقاد ما حدث على خلاف المعروف عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا بمعاندة بل بنوع شبهة ، ( أَوْ سُوءِ حِفْظِهِ ) وهي عبارة عن أن لا يكون غلطه أقل من إصابته .



شرْحُ نخبة الفكر في مُصْطلح أهْل الأثر

أبو الفضل أحمد بن عليّ العسقلاني الشهير بابن حجر


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوجى
المدير العام
المدير العام
بوجى


اسم العضو : محمد حسن
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 739
تاريخ الميلاد : 25/03/1994
تاريخ التسجيل : 28/09/2010
العمر : 30

علوم الحديث وبحورها** Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم الحديث وبحورها**   علوم الحديث وبحورها** I_icon_minitimeالسبت يونيو 25, 2011 6:16 am


المتروك



( وَ ) القسم ( الثَّانِي ) من أقسام المردود ، وهو ما يكون بسبب تهمة الراوي بالكذب ، هو ( المَتْرُوكُ . وَالثَّالِثُ : المُنْكَرُ ، عَلَى رَأْيٍ ) من لا يشترط في المنكر قيد المخالفة . ( وَكَذَا الرَّابِعُ ، وَالخَامِسُ ) فمن فحش غلطه ، أو كثرت غفلته ، أو ظهر فسقه ، فحديثه منكر .

( ثُمَّ الوَهْمُ ) وهو القسم السادس ، وإنما أفصح به لطول الفصل ( إِنَ اطُّلِعَ عَلَيْهِ ) أي على الوهم ( بِالقَرَائِنِ ) الدالة على وهم راويه ، من وصل مرسل ، أو منقطع ، أو إدخال حديث في حديث ، أو نحو ذلك من الأشياء القادحة .



مدرج الإسناد



( ثُمَّ المُخَالَفَةُ ) وهو القسم السابع ( إِنْ كَانَتْ ) واقعة ( بِـ ) سبب ( تَغَيِيرِ السِّيَاقِ ) أي سياق الإسناد ( فَـ ) الواقع فيه ذلك التغيير ( مُدْرَجُ الإِسْنَادِ ) وهو أقسام :

الأول : أن يروي جماعة الحديث بأسانيد مختلفة ، فيرويه عنهم راوٍ ، فيجمع الكل على إسناد واحد من تلك الأسانيد ، ولا يبين الاختلاف .

الثاني : أن يكون المتن عند راوٍ إلا طرفا منه ، فإنه عنده بإسناد آخر ، فيرويه عنه راوٍ تاماً بالإسناد الأول .

ومنه أن يسمع الحديث من شيخه إلا طرفا منه فيسمعه عن شيخه بواسطة ، فيرويه راوٍ عنه تاماً بحذف الواسطة .

الثالث : أن يكون عند الراوي متنان مختلفان بإسنادين مختلفين ، فيرويهما راوٍ عنه مقتصراً على أحد الإسنادين ، أو يروي أحد الحديثين بإسناده الخاص به ، لكن يزيد فيه من المتن الآخر ما ليس في المتن الأول .

الرابع : أن يسوق الراوي الإسناد فيعرض عليه عارض ، فيقول كلاماً من قِبل نفسه ، فيظن بعض من سمعه ، أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد ، فيرويه عنه كذلك .

هذه أقسام مدرج الإسناد .



مدرج المتن



وأما مدرج المتن فهو أن يقع في المتن كلام ليس منه ، فتارة يكون في أوله ، وتارة في أثنائه ، وتارة في آخره ، وهو الأكثر ؛ لأنه يقع بعطف جملة على جملة ( أَوْ بِدَمْجِ مَوْقُوفٍ ) من كلام الصحابة ، أو مْنَ بعدهم ( بِمَرْفُوعٍ ) من كلام النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، من غير فصل ، ( فَـ ) هذا هو ( مُدْرَجُ المَتْنِ ) ، ويدرك الإدراج بورود رواية مفصلة للقدر المدرج مما أدرج فيه ، أو بالتنصيص على ذلك من الراوي ، أو من بعض الأئمة المطلعين .

أو باستحالة كون النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول ذلك ، وقد صنف الخطيب في المدرج كتاباً ، ولخصته وزدت عليه قدر ما ذكر مرتين ، أو أكثر ، وللّه الحمد .


المقلوب



( أَوْ ) إن كانت المخالفة ( بِتَقدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ ) أي في الأسماء كمرة بن كعب ، وكعب بن مرة ؛ لأن اسم أحدهما اسم أبي الآخر ( فَـ ) هذا هو ( المَقْلُوبُ ) وللخطيب فيه كتاب « رافع الارتياب » .

وقد يقع القلب في المتن أيضاً ، كحديث أبي هريرة - رضي اللّه تعالى عنه - عند مسلم في السبعة الذين يظلهم اللّه في ظل عرشه ، ففيه : « ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله » . فهذا مما انقلب على أحد الرواة . وإنما هو : « حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه » . كما في الصحيحين .



شرْحُ نخبة الفكر في مُصْطلح أهْل الأثر

أبو الفضل أحمد بن عليّ العسقلاني الشهير بابن حجر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7stars.forumarabia.com
 
علوم الحديث وبحورها**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  علوم الحديث وتحميل كتاب تهذيب الآثار - ((الإمام ابن جرير الطبري))
» علوم الحديث وومصطلحاتها شرْحُ نخبة الفكر في مُصْطلح أهْل الأثر أبو الفضل أحمد بن عليّ العسقلاني الشهير بابن حجر
»  كيف تعرف الحديث الصحيح من الحديث الضعيف ؟
» علوم الحضارة العربية**علم الصيدلة**
» مراتب الحديث**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الاحاديث الشريفة-
انتقل الى: