أرابيسك الفنون الأصيلة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أرابيسك ***الفنون الأصيلة***

أرابيسك

كثر تداول الكلمة أرابيسك ، وغلب على أكثر مستخدميها الجهل المطبق بمعناها،
كما جري العرف بذلك بين عوام الخطاطين وعامتهم
على استخدام كلمات غير عربية لايعرفون كيف ينطقونها ،
ولا يعرفون معناها في لغتها الأصلية ،
ويعجزون عن معرفة بديلها باللغة العربية ، مثل : (كشيدة) و (زلف)
، وينتشون جهلا باستخدام لغة سرية مثل لغات اللصوص في عالم الجريمة ،
وكلمة أرابيسك من الكلمات الأعجمية المتداولة وغير محدودة الدلالة حتى عند المتعلمين ، فما بالك بالخطاطين غير المتعلمين
نحن ندعوهم إلى أن يعبوا من العلم حتى يزال الجهل
وبالله التوفيق .

أرابيسك :

كلمة الأرابيسك تدل في لغات أجنبية، كالألمانية والإنكليزية والفرنسية، على أهم عنصر من عناصر الفن الإسلامي، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. وأكثر تعبيرين استعملا لأداء المعنى هما "التوشيح" و"الرقش العربي" إلى جانب اللفظة (أرابيسك) بالطبع
كما وظهرت حديثاً لفظة جديدة هي (العربسة).

من المؤكد أنه لا توجد حتى الآن كلمة متفق عليها تناسب أرابيسك تماماً. فمثلاً بالأسبانية : هناك كلمة (توريق) ، وأسبانيا أوثق اتصالاً بالفنون الإسلامية، من أي بلدأجنبي آخر. ولكن التوريق لم يكن وحده عالم ذلك الفن. وإذا كانت اللفظة الأسبانية تناولت قسماً منه،

فإن كلمة أرابيسك لا يمكنها ادعاء الشمولية، فالأرابيسك لا يدل على الزخرفة العربية أو الرقش العربي فقط، بل دنياه أوسع بكثير: به تفاهم الفن الفارسي مع الهندي والعربي، ولف بخطوطه ورسومه وألوانه كل بلاد الإسلام، من الصين وسمرقند وشمال أفريقيا واسبانيا إلى أن وصل صقلية وإيطاليا وفرنسا وألمانيا،
ومازال الحرفيون في المغرب يطلقون لفظة "توريق وتشجير" على الزخارف النباتية
ولفظة"تسطير" على الهندسية.
ولدى أولئك الحرفيين تسمية لكل نوع منها، ويحتفظون برسوم لها، يتوارثونها مع أسرار المهنة أبا عن جد. فهناك النجوم المتعدة الأنواع والأشكال ولكل منها تعريف، يرتبط بتكوينها الهندسي (كالمثمن) و (الست عشري المكناسي) و (عين الشمس) وغيرها.
وبعض هذه الأسماء وسواها تستعمل في كل البلاد العربية، وبعضها الآخرتسميات محلية.
ولا تقف تلك التسميات عند الشكل بل تتعداه إلى صغائر العناصرالزخرفية التسيطيرية والتوريقية :
(كالظفر) و (الصنوبرة) و (الجفت) و (الخيزرانة) و(المجرى) و (الورقة) و (العقدة) و (الشمعة) و (المروحة) و (المروحة العنكبوتية) و(الخرسانة العنكبوتية بالحنش) و (القلب) و (الشريط المفتول) و (خاتم سليمان) و(البلوطة) و (الحاجب) و (السنبلة) و (الصدفة) و (المحارة) و (الظفيرة) ... وغيرذلك.

لفظة "أرابيسك" لفظة شمولية تعني جميع أنواع الزخارف الإسلامية :
الهندسية وغيرالهندسية، الملونة والبسيطة، الدائرية والمستقيمة، اللولبية والمتعرجة، النباتية والكتابية، المنفذة بالحبر والأصباغ والمعادن الشائعة والثمينة، على الخشب والحجروالزجاج، في كل الأماكن وعلى كل الأدوات واللوازم التي تشكل معاً عالم المسلم الرحيب وحياته اليومية العامة والخاصة في وقت واحد.

الأرابيسك، زخارف يتيمز بهاالفن الإسلامي دون الأمم الأخرى وهو يقوم على اختصار خطوط التزيين النباتية المؤلفةمن براعم وأوراق متفرعة ومتصلة ومنوعة، دائمة الإتصال.
أكثر النماذج النباتية استعملت الأرابيسك بشكل متكرر ومتقابل ومروحي وبيضاوي، مجدل ومتشابك، مع التقيد بأداء الحركة بانسجام وتناوب وإيقاع، وتوزيع الزخارف مدروس لملء الفراغ وتكسية كامل السطح، بدوران هادئ متوازن، لا انفعال في تحركه، ولا مفاجآت في التفافه،
مع المحافظة على عنصر الإدهاش في إلقاء المشاهد وسط متاهات وخطوط على (أرضية) مربعة أومسدسة أو مثمنة أو. . . ولكن بلا حدود فالمساحات الهندسية الأخرى لا بداية لها ولانهاية.
وتدخل التزيين فترتاح الحروف على الأغصان أو معها أو تشكل المضلعات والمتداخلات.

أنواع الأرابيسك كثيرة ولكن تصنيفها كلها تحت عنوانين كبيرين:
الأول: يعتمد على الخطوط المستقيمة والزوايا.
والثاني : على الخطوط الملتوية والدوائر والتجريد النباتي وقد يكتفى بالخطوط وأنواعها المنضبطة بدقة لتشكل عملاً زخرفياً مستقلاً.
ولكن غالباً ما يشترك أكثر من عنصر - وربما كلها - لتؤلف عملاً فنياً متكاملاً.
فالخطوط المقيدة بالأدوات الهندسية والزوايا تتعامل مع الخطوط الحرةالملتوية والمتموجة تحت هيمنة القواعد نفسها من تعانق وتماثل وتقابل وتعاكس في الجزء وفي المجموعة وفي العمل كله.

هذان النوعان ليسا بالضرورة مستقلين. وكل التفاعل ضمن النوع الواحد، بل وحتى العنصر الواحد، يتم بين مجموعة العناصر وبين النوعين معاً، كالتعانق والتقابل والتماثل بكل أنواعها والتي تدرس بشكل فردي ومحدود أولاً، ثم تزداد العناصر وتتكاثر وتنعقد لتشكيل وحدة زخرفية توريقية أو هندسية، تسطيرية أو تدويرية، أو الاثنين معاً،
ثم تتطور الوحدة وتتفرع وتتداخل وتتشابك وتنعطف بتناسق عجيب، حتى يستحيل علىالمرء أن يعرف نقطة البداية أو النهاية، والفنان لا يتوقف عن العمل إلا لأن المساحة التي بين يديه انتهت حدودها.

لقد كان لكل بلد، ولكل عهد زخارف خاصة، بها نتعرف إليهما بسهولة، إن اختلفت العناصر والأنواع وتميزت، وبصعوبة إذا ما تشابهت!

فقدانفردت بعض البلاد أو العهود، باتقان الهندسي، وأخرى اتجهت إلى من النباتي. وربما طبعت أشكالٌ معينة حقبةً أو منطقة بطابعها.

فالخزف العثماني مثلاً كان يزين بزخارف نباتية تختصر أشكال الزهور ولا سيما القرنفل،
بينما الخزف السلجوقي تميز بتصاميم تعتمد على الشكل الهندسي الذي يقوم على المضلعات والنجوميات بشكل خاص.
وقد جلىالمصريون بالإبداع النجمي أيضاً وعلى الخشب بشكل خاص.
وإيران بقيت لا تجارى في النماذج النباتية الخزفية والملونة التي تغطي الجدران والقباب والمآذن والأضرحة لقد كان للأرابيسك أثر كبير في فنون الغرب وفنانيه، لأنه أصيل متميز ككل العطاءالفكري الإنساني، ولكن قيمته لا تكمن هنا بل بالوحدة التي حافظ عليها من العصور الأولى إلى اليوم مهما اختلف العهد أو اللغة أو المناخ أو البلد.

وإذا ما أردنا ان نتعرف إلى الأرابيسك في المسجد الكبير نجد ذلك منبثاً في مواقع وأجزاء كثيرة فيه ونجده بألوان وأشكال وحالات لا حد لها. فواجهة مصلى النساءالخشبية المتخذة على شكل مشربيات بارزة عن سمت الحائط، بما فيها من حفر على الخشب ونقوش فيه وتفريغ منظم لما بين أجزائه حتى يسمح بانتقال الصوت من مصلى الرجال إلى مصلى النساء ويتيح للنساء رؤية الخطيب والمصليين دون العكس، وبألوانها المعتقة وإياحاءآتها القديمة ضرب من الأرابيسك.

والخط العربي بكل أنواعه (الكوفي ـالثلث...) وأرضيته التي يستقر عليها، والتوريقات والأشكال الهندسية التي يسبحبينها، والمعاني العظيمة والإيحاءات اللطيفة التي يشير إليها ضرب من الأرابيسك. والنمنمات الخزفية الجدارية بتشكيلاتها المتعددة : المدورة والمضلعة والنجمية والمستطيلة والمربعة، و بألوانها المتقاربة حيناً أو المتباعدة أحياناً، وبتناسقها البديع بين جزئياتها الصغيرة بمهارة تفوق الوصف وتأسر الفؤاد ضرب من الأرابيسك. والتشكيلات العديدة للجبس المحفور أو المفرغ أو المصبوغ في سقف المسجد بعامة أو في مداخله، أو حول نوافذه العالية أو فوق الثريات المدلاة بدلال وشموخ، أو على جوانب الأبواب والمنافذ، أو أعلى المحاريب والأعمدة، أو النافر البارز في الأركان والزوايا ... ضرب من الأرابيسك.

إن المهندس في المسجد الكبير بذل كل جهده لإبراز فن الأرابيسك بكافة وجوهه وأنواعه ليؤكد الأصالة في هذا الصرح الإسلامي المنتسب إلى دين العروبة وحضارة الإسلام ومفهوم الحياة الإيمانية... مع عدم البعد عن الواقع والحياة والتجديد.

منقول

» من الفنون جنون(رسومات على ريش الطير‎ )**
» التكرار والتماثل في الفنون الزخرفية الإسلامية **
» إبداع الفنون ((فن الرسم على السيارات المتسخة))**
» علي بن حزم الأندلسي الأمام البحر ، ذو الفنون والمعارف.
» الروعة فى الفنون حينما يجتمع الإبدآآع والفن تكون النتيجه مذهلة ..**