منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) >

منتديات سيفن ستارز
عزيزى الزائر نتمنى ان تكون فى تمام الصحة والعافية نتمنا ان تسجل معنا وانشاء الله تفيدنا وتستفيد منا المدير العام لمنتديات سيفن ستارز
نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) >

منتديات سيفن ستارز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ارجو من الساده الاعضاء القدامى تعديل بيانتهم الشخصية
ياجماعة انصحكم بالدخول على المنتدى بالمتصفع العملاق Mozilla Firefox
مشاركتك بالموضوعات تعنى أنك قرأت قانون المنتدى ، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا الموضوع او الردود
تتقدم منتديات سيفن ستارز بأحر التهانى القلبية للأخت رونى المحامية المشرفة على المنتدى القانونى وذلك بمناسبة الزواج السعيد نسأل الله لها التوفيق فى حياتها وألف مليون مبروك لها ولزوجها الأستاذ /حسين إبراهيم حسين وعقبال البكارى وحياة سعيدة ملؤها التراحم والمحبة والقرب من الله
على السادة الأعضاء الإلتزام بالأقسام النوعية للمنتدى عند تقديم مساهماتهم حيث يكون كل موضوع داخل القسم الخاص به حتى يعطى الشكل المطلوب مع سهولة الوصول إليه لكل متصفح .فالموضوعات الخاصة بالمرأة داخل منتدى المرأة .والموضوعات التى تتحدث عن الإسلام توضع فى المنتدى الإسلامى   ...وهكذا ..ونشكر لكم حسن العمل .كما نشكركم على الأداء الممتاز داخل المنتديات..كما نحذر من الخوض أو التطرق لما يمس الغير أو التهجم أو إذدراء الأديان أو الخوض فى موضوعات سياسيه..المنتديات  أصلاً ..منشأة لتبنى وجهة النظر الأجتماعيه والإسلاميه لأهل السنة والجماعة دون التقليل من الغير بل الإحترام المتبادل..وللجميع ودون تميز بجنس أو نوع أو دين أو لون وشكراً لكم جميعاً...
إدارة المنتديات...سيفن ستارز.

 

 نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) Empty
مُساهمةموضوع: نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس )   نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 06, 2012 2:24 pm

الخطبة الاولى
نحو طريق الخلاص ( السديس )


نحو طريق الخلاص

يوم النحر يوم مشهود، يجتمع فيه المسلمون من كل فج عميق، وفيه تظهر نعم الله العظيمة وآلاؤه الجسيمة.

وفي هذا الاجتماع المبارك تطرح قضايا الأمة، وتوضع الحلول لمشاكلها، وتبين العقبات التي في طريقها.

منزلة التقوى




الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله.

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

الله أكبر كبيراً؛ والحمد لله كثيراً؛ وسبحان الله بكرة وأصيلاً!

الله أكبر عدد ما مشى فوق السماوات والأرضين ودرج! والله أكبر بيده مفاتيح الفرج! الله أكبر ذو الملك والملكوت، الله أكبر ذو العز والجبروت!

الله أكبر رب الأرباب، الله أكبر مسبب الأسباب، الله أكبر خالق خلقه من تراب!

الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً، الله أكبر هو ربنا ولن نشرك بربنا أحداً!

لا إله إلا الله وحده نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.

لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكرٌ وكبر، الله أكبر عدد ما حمد الله حامدٌ وشكر، الله أكبر عدد ما تاب تائبٌ واستغفر، الله أكبر أعاد علينا من عوائد فضله ما يعود في كل عيد ويظهر، الله أكبر زكَّى أبداننا من درن السيئات وطهر، الله أكبر عدد ما أشاد البيت مشيد وعمر، الله أكبر عدد ما ضحى لله مضح ونحر!

الله أكبر ما ذكره الذاكرون، الله أكبر ما حمده الحامدون، الله أكبر ما شكره الشاكرون، الله أكبر ما هلله المهللون، الله أكبر ما سبحه المسبحون، الله أكبر ما توافد الحجاج والمعتمرون.

الله أكبر عدد ما تحركت وفود بيت الله الحرام شوقاً إلى البيت العتيق، الله أكبر عدد ما اهتزت مشاعر الحجيج لرؤية البيت الحرام، الله أكبر عدد ما حداهم الأمل في مغفرة الزلل وقبول صالح العمل، الله أكبر عدد ما تحركت قوافل الحجيج لرؤية البيت العتيق، الله أكبر عدد ما تحركت مواكب الحجيج آمة هذه البقاع الطاهرة.

الله أكبر عدد ما أحرموا ولبوا، الله أكبر عدد ما طافوا وسعوا، الله أكبر ما استلموا الحَجر وصلوا بالحِجر، الله أكبر عدد ما وقفوا بالملتزم وشربوا من ماء زمزم، الله أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بـعرفة وباتوا بـالمزدلفة ، الله أكبر عدد ما رموا وحلقوا ونحروا وكبروا وشكروا وصلوا على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المؤمنين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد
الله ورسوله إمام المرسلين وخاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، صلى الله
وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم إلى يوم
الدين.

أما بعد:

فيا إخوة الإسلام في بلد الله الحرام: ويا أيها الإخوة الحجاج الكرام! ويا
إخوة العقيدة في مشارق الأرض ومغاربها! يا من تربطنا بكم أقوى العلائق،
وتصلنا بكم أسمى الوشائج! أيها الأحبة في الله في كل مكان من أرض الله! إلى
من يصله هذا الصوت فوق كل أرضٍ وتحت كل سماء! أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل
وعلا، فما قيمة الإنسان بغير التقوى، وهل لنا وزنٌ يذكر، أو سعيٌ يشكر بدون
تحقيق التقوى، تقوى الله وصيته سبحانه للأولين والآخرين من عباده، يقول
سبحانه: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]^ إنه لا خير ولا فلاح،
ولا عز ولا نجاح، ولا سعادة ولا صلاح إلا بتقوى الله.

تقوى الله سياجٌ منيع من الفتن، وحصنٌ حصين من المحن، وفرقانٌ بين الحق
والباطل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ
لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال:29]^.

في التقوى حبلٌ يقوى، ورزق يبقى، ويسر يغلب، وعسر يطرد وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:2-3] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً
[الطلاق:4] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ
وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5]^.

إنه مهما بلغت الأمم من الحضارة المادية، والاكتشافات العلمية، فهي خداجٌ
ما لم تكن تقوى الله هي الزاد: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى [البقرة:197].

فلا سبيل إلى الخروج من المآزق، والسلامة من العوائق، والنجاة من المضائق
إلا بتقوى الله جل وعلا، فحققوا التقوى رحمكم الله، بفعل الأوامر واجتناب
الزواجر، واقعاً عملياً في أنفسكم وأسركم ومجتمعاتكم، تسعدوا وتنصروا
وتفلحوا.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!


تأملات في يوم النحر




حجاج بيت الله الحرام: اشكروا الله عز وجل على نعمه العظيمة وآلائه
الجسيمة، حيث تنعمون في هذا اليوم المبارك بحلول عيد الأضحى، وحيث تعيشون
أجواء الروحانية، ولحظات إيمانية يتوجها شرف الزمان وشرف المكان، فيومكم
هذا -يا عباد الله- غرة في جبين الزمن، وابتسامة في ثغر هذا الأوان، يومٌ
تثمر فيه أغصان القلوب، وتتحات فيه أوراق الخطايا والذنوب، وتجتمع الخلائق
تدعوا علام الغيوب، وتسأله رفع الدرجات ومحو السيئات، وتنزل الخيرات وحلول
البركات، ونجاح الطلبات والرغبات.

في هذا اليوم المبارك يتذكر المسلم عبق الذكريات الخالدة، وشذا الانتصارات
الماجدة، ويسعى في تحقيق الآمال الواعدة، والأماني الصاعدة، وهو يعيش هذه
الأجواء العابقة، فيتذكر التأريخ الإسلامي المجيد على ثرى هذه الربى
والبطاح، وما سجله التأريخ من بطولات النصر والجهاد والكفاح من رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه.

في هذه الأجواء التي تزدحم فيها المشاهد والشواهد، وتختلط فيها المشاعر
بالمشاعر والشعائر، وتلقي في القلب الحي النابض آمالاً كبرى بنصرة دين الله
في الأرض، وانتشاره في الآفاق، وتذكره بقيمة هذه المناسبات العظيمة،
وضرورة الاستفادة منها، لا سيما والأمة تعاني من الفتن ما تعاني؛ ألا ما
أشد حاجة الأمة الإسلامية اليوم إلى أخذ الدروس والعبر من هذه المواقف
العظيمة، لتستعيد مجدها بين العالمين، وتحقق لكيانها العز والكرامة، في
منأىً عن التخلف والذلة والمهانة.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!


قضية التوحيد ومنزلتها




أمة الإسلام: إن قضية القضايا اتفاقاً، وأهم القضايا إطلاقاً، هي: قضية
التوحيد أصل الأصول، وقاعدة الدين والملة، وأساس العبادات وسائر الأعمال،
لا إله حق إلا الله، ولا معبود بحقٍ إلا الله: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ [لقمان:30]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ
يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ
شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم:40]^.

من أجل التوحيد أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، وجردت السيوف، ووقع الجهاد،
وقامت سوق الجنة والنار، فالشرك في عبادة الله خطره كبيرٌ وشره مستطير،
محبطٌ للأعمال، موجبٌ للحرمان من الجنة ودخول النار وبئس القرار عياذاً
بالله: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66]^ إِنَّهُ
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72]^.

فحققوا -إخوة الإسلام- التوحيد لله رب العالمين في ربوبيته وألوهيته
وأسمائه وصفاته، واحذروا الشرك أكبره وأصغره، جليه وخفيه، فمالك النفع
والضر هو الله وحده، احذروا مسالك السحرة والعرافين، وإتيان الكهنة
والمنجمين، وأدعياء علم الغيب والمشعوذين، وإياكم والبدع والخرافات،
والشركيات والخزعبلات

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصـى ولا زاجرات الطير ما الله صانعُ


ولا تغتروا -رحمكم الله- بما عليه عباد القبور والأضرحة، فالله تعالى يقول:
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]^.

إن قضية التوحيد هي القضية الكبرى التي يجب على المسلمين جميعاً أن يعنوا
بها غاية العناية، وإننا لنأسف أشد الأسف لتساهل كثيرٍ من المنتسبين إلى
الإسلام في تحقيق التوحيد الخالص لله، أين نصيب العقيدة من مناهج الدعوة
الموجودة في الساحة؟

وكم هو نصيب العقيدة في جهود الدعاة؟

إننا لا نتعدى الحقيقة إذا قلنا: إن المتأمل في ساحة الدعوة والدعاة يجد أن
هناك اهتماماتٍ شتى تزاحم هذا الأصل الأصيل، فهذا في قضايا السياسة وفقه
الواقع، وآخر في الفكر والثقافة، وثالثٌ في الزهد والرقائق والفضائل،
وآخرون يقصرون اهتماماتهم العقدية على جانب الحاكمية، ولربما جهلوا أو
تجاهلوا أبواباً أخرى، أو تأثروا بمناهج وافدة جربت سنين عدداً من تأريخ
الدعوة فما سببت إلا الفتن والمحن، وسببت من المحن ما لا يعلمه إلا الله.

إن علينا أن نأخذ العقيدة الصحيحة كلية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم، ومنهج السلف الصالح رحمهم الله، ونأخذها من العلماء الربانيين
أهل الفقه والأثر، والدليل والنظر، في بعدٍ عن الهوى والدخن، والله
المستعان.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!


أهمية دين الإسلام




أيها المسلمون! نحن أمة شرفها الله بهذا الدين، فكيف نرضى بغيره بديلاً؟

كيف يحلو لبعض الأدعياء أن ينعق بشعاراتٍ جاهلية، ويرفع ألوية لا دينية؟

إنه لا دين غير الإسلام الحق جامعاً للقلوب، وموحداً للدروب، ومنقذاً من
الفتن والخطوب، إن هذا الدين من السمو والشمول والكمال بحيث تتضاءل أمامه
النعرات الطائفية، والدعوات العنصرية، والشعارات القبلية، والانتماءات
الحزبية، التي عانت منها الأمة ما عانت حتى طوحت بها في سراديب الغواية،
ومستنقعات الضلالة.

لقد جربت الأمة طويلاً مناهج ومذاهب ومسالك ومشارب؛ فلم تجد فيها جمع
الكلمة، ولا توحيد الصفوف، ولا استعادة الأمجاد، ولا النصر على الأعداء، بل
كانت طريقاً إلى التمزق والدمار، والشقاء والبوار. لا بد أن تستيقن الأمة
جميعاً أنه لا طريق إلا دين الله، ولا شرع إلا شرع الله، ولا نهج إلا نهج
محمدٍ رسول الله عليه الصلاة والسلام: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ
يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
[المائدة:50]^.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!


ضرورة الإصلاح




أمة الإسلام: إن نقطة الإصلاح ونواة التطلع لواقعٍ أفضل، ومستقبلٍ مشرقٍ
-بإذن الله- يجب أن تبدأ من داخل النفوس، فتعمر النفوس بالإيمان والإسلام.

إن كثيراً من أجيال الأمة معزولة عن الإيمان، وتعاني من التمزق والازدواجية روحياً وفكرياً وتربوياً.

إن كثيراً من الأجيال تعاني من انهزامٍ نفسي وخواءٍ روحي، وتناقضٍ بين
السلب والإيجاب في قنوات التوجيه والتربية ومناهج التعليم ووسائل الإعلام،
وآخرين يعانون من تذبذبٍ واضطراب، وشكوكٍ وحيرة وقلق في تحديد المسار،
ومعرفة الخطأ من الصواب في مناهج الدعوة، ومسالك الدعاة، حتى تمزقت عند
كثيرٍ منهم أواصر المحبة في الله، ودعائم الأخوة الإيمانية، وإن طريق
الخلاص يكمن في اجتماع الأمة بجماعاتها وقياداتها أفرادها وفئاتها على
العقيدة السلفية الصحيحة، فلها وحدها يكون الولاء، ومن أجلها يكون البراء
والولاء والمنع والعطاء، وإذا كانت الهجمات الشرسة والتحديات السافرة التي
منيت بها هذه الأمة عبر التأريخ نابعة من الدين فلا تتحقق مواجهتها إلا
بالتمسك المتين بعرى هذا الدين القويم.



واجب العلماء في الإصلاح



إن واجب علماء الأمة ودعاة الإسلام كبيرٌ جداً في رسم المنهج الحق الذي يجب
أن تسلكه الأجيال المسلمة حتى تتحقق وحدة الأمة بعيداً عن النظرات
العصبية، والانتماءات الحزبية.

يجب أن نعنى بقضايا الاعتقاد الكلية، وبالأمور الكبرى، والأصول العظمى دون
تمييعٍ للقضايا، ولا انهزامية في الطرح، ليس من الحكمة أن تضيع الأوقات
وتسخر الأقلام لردود ومجادلات، وطعونٍ واتهامات، يجب أن تطرح القضايا على
بساط البحث المتجرد، والنقاش النزيه، وبالمنهج العلمي الرصين مع احترام
الآراء الاجتهادية، وعدم التحامل على المخالفين في المسائل الفرعية، ويعظم
الأمر حينما تتهم النيات ويتعرض للمقاصد والإرادات، فالحق ليس حكراً على
زيدٍ من الناس، والخلاف في المسائل الاجتهادية لا يتحول إلى خصومات وحروب
سرية وعلنية.

وإنه لا ينبغي الدخول في هذا المورد إلا لأهل الاختصاص، أما المتطفلون على
ساحة العلم فأولى لهم ثم أولى لهم أن يشتغلوا بأنفسهم، وتقويمها علمياً
وإيمانياً وخلقياً، ولا يتطاولوا على مقامات العلماء وأقدار الفضلاء.

وإذا كان من حق كل أحدٍ أن ينتقد ويلاحظ فإن منهج النقد وأسلوب الملاحظة
أمرٌ يجب التركيز عليه حتى لا نفسد من حيث نريد الإصلاح، ومن المعصوم عن
الخطأ؟ ومن الذي ما ساء قط؟ ثم لماذا يربى الناشئة على النقد والملاحظة قبل
أن ينضجوا؟

إن ذلك مسلكٌ يوغر الصدور، ويبعث الشرور، ولا يجوز أبداً أن يتحول الخلاف
في المسائل العلمية وخلاف التنوع في وجهات النظر إلى أمور شخصية وانتصارات
ذاتية.



أعلى الصفحة



المنهج في الإصلاح



لا بد من النظر في الأوليات، والبداية في المهمات فالمهمات، حتى لا تختلط
الموازين، وتختل المعايير، ثم إنه ينبغي الرجوع إلى العلماء والبعد عن
الهوى، ومعرفة مسئولية القلم، وأمانة الكلمة، ومصداقية الحرف في تسخيره
لخدمة العقيدة، ووحدة الصفوف، وجمع كلمة المسلمين على العقيدة الصحيحة.

نعم. لا بد من تعرية كل منهجٍ دخيل، وكل فكرٍ هزيل، لكن بحسن التصوير، ودقة
التعبير، وضوابط النقد ومنهجية الحوار، والحكمة ضالة المؤمن، والحق منهجه،
وإخلاص النية مطيته، وليحذر طلاب العلم من القول على الله بلا علم فذلك
جرمٌ فظيع، ومسلكٌ شنيع.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!



أعلى الصفحة



خطر الحكم على النيات



أمة الإسلام: من القضايا الخطيرة التي ينبغي التنبيه عليها: ما يقع فيه
كثيرٌ من قليلي العلم والبصيرة، وضعيفي الإيمان من الحكم على معتقدات الناس
ونياتهم ومقاصدهم، فيمتطون صهوة الحكم على العلماء والفضلاء، والقادة
والزعماء، والدعاة والخطباء بتبديع أو تفسيق أو تضليل، بل لربما وصل الأمر
إلى التكفير وإخراجهم من الملة، نعوذ بالله، أين الإيمان؟!

أين الخوف من الله؟!

أين استشعار رقابته سبحانه؟!

ألا بئس القوم وبئس صنيعهم!

نعم. لربما يلتمس ملتمس شيئاً من العذر لهذه النظرات الخاطئة؛ لغلوها في
الدين بسبب الجهل وعدم الأخذ من العلماء؛ وبسبب النظرة التشاؤمية لما آلت
إليه كثيرٌ من أمور المسلمين؛ بسبب إقصاء حكم الشريعة في كثيرٍ من البلاد،
ووجود المظاهر المحرمة والدعوات الآثمة للإلحاد والعلمانية والإباحية، لكن
منهج الدعوة في الحكمة والموعظة الحسنة يأبى أن تتحول الأفعال إلى ردود
أفعال، وأن يكون التطرف اللاديني باعثاً إلى ما عرف اليوم بالتطرف الديني
-وهو ما يعرف شرعاً بالغلو في الدين- حتى جنحت الدعوة إلى قتلٍ وعنفٍ وجرت
من الفتن ما لا يعلمه إلا الله.

وهنا أوجه الدعوة والنداء إلى القادة والزعماء، والدعاة والعلماء، وأهل
الحل والعقد في الأمة: أن يقوم كل بواجبه في نصرة دين الله، وإحقاق الحق
وردع الباطل، وألا يعمم الحكم على الجميع، فالتدين والمتدينون هم أهل الخير
في الأمة، وليست كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء فحمة.



أعلى الصفحة



واجب الولاة والزعماء في الإصلاح



فيا قادة المسلمين! ويا أيها الولاة والزعماء! إن مسئوليتكم عظيمة: [[إن
الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ]]^ سوسوا شعوبكم بكتاب الله،
واحكموهم بسنة رسول الله، أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، أدوا الأمانة التي
تحملتموها، واحكموا الناس بالعدل والإنصاف، وأداء الحقوق، كونوا سنداً
وعضداً لأهل الخير والدعوة والحسبة والإصلاح، حكموا الشريعة في أرض الله
على عباد الله، واتخذوا من العلماء الربانيين بطانة، ومن أهل الصلاح والنصح
جلساء ومستشارين، تصلح أحوالكم وأحوال شعوبكم، وتبقى مكانتكم، ويعم الأمن
والأمان بلادكم.

علماء الإسلام: إن مسئوليتكم في تبليغ هذا الدين كبيرة، وأمانتكم جسيمة،
انزلوا إلى ميدان التوجيه والإرشاد، واحملوا سلاح الدعوة والبلاغ، واحذروا
من التقصير في أداء ما حملتم، وكتمان ما أوتيتم فإن خطره كبير، واعلموا أن
ضعف كثير من العامة في أمور عقيدتهم وأمور دينهم وانتشار الجهل في كثير من
الناس سببه تواريكم عن الساحة، وإحجامكم عن النزول إلى الميدان، وصونوا
علمكم عن مطامع الدنيا وشهواتها.



أعلى الصفحة



واجب الدعاة في الإصلاح



دعاة الإسلام: دوركم كبير جد كبير، لقد حملتم شرف الدعوة، وشرفتم بتولي
ميراث النبوة، فاسلكوا أثر أفضل الدعاة عليه الصلاة والسلام، ركزوا على
الدعوة إلى العقيدة، واهتموا بالنوع والكيف، لا بالكثرة والكم، اجمعوا
قلوبكم ووحدوا صفوفكم، فالدعوة إلى الله ليست تجمعات حزبية، ولا تنظيمات
عصبية، وإنما هي رسالة صلاحٍ وإصلاح لعموم البشرية، حذار أن يوقع الشيطان
بينكم، وأن يشتغل بعضكم ببعض والعدو يتفرج من حولكم، ركزوا على العلم، ولقد
ثبت في الساحة أن أي دعوة لا تجعل للعلم الشرعي القدح المعلى فإنها تتعثر.

ولا تستعجلوا النتائج أيها الدعاة، واسلكوا سبيل الحكمة والرفق والعقل،
وبعد النظر وتحكيم المصالح الشرعية، والرجوع إلى العلماء، ومتى جنحت الدعوة
إلى العنف وسلكت مسالك الاندفاع والتهور، فشلت وسببت لأصحابها الضرر
العاجل، عليكم بالرفق أيها الدعاة، فما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من
شيء إلا شانه، اتصلوا بولاة الأمور، وسدوا الفجوة التي يريد خصومكم أن
ينفذوا إليكم من خلالها.



أعلى الصفحة


حقيقة الانتماء إلى الإسلام




أمة الإسلام: إنه لا عز للبشرية ولا صلاح للإنسانية إلا بتطبيق الإسلام،
والإسلام الحق المبني على العقيدة الصحيحة، والمتابعة للنبي صلى الله عليه
وسلم، والسير على ما سار عليه السلف الصالح.

إن كثيراً من الناس يدَّعون الإسلام ولكنه ادعاءٌ وانتماءٌ لا حقيقة، إنه
لا بد من تحقيق كلمة التوحيد، ولا بد من توحيد الكلمة عليها.

إن تضامن المسلمين اليوم ووحدتهم مطلبٌ جدُ مهم في عزهم وقوتهم وانتصارهم
على أعدائهم، وإن الفرقة والخلاف لهما الداء العضال الذي يفتت جسد الأمة
ويقطعها.

فاحرصوا -رحمكم الله- على الجماعة، واحذروا الشقاق والنزاع والفرقة، فإن يد
الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وإن مما يدعم ذلك
تلاحم الشعوب مع قادتهم، ومعرفة حقوق ولاة أمور المسلمين وعلمائهم، أما
الولاة فحقوقهم على رعاياهم السمع والطاعة لهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم
والتنصل من بيعتهم؛ لأن ذلك من أعظم أسباب الفتن ودواعي الفساد في البلاد
والعباد؛ فبهم تأمن السبل، ويستتب الأمن، وتصان الحقوق، وتقام الحدود،
وتحصن الثغور، طاعتهم في المعروف من طاعة الله ورسوله، والخروج على ولاة
الأمور ومنازعتهم، وإظهار أخطائهم أمام الناس، والوقيعة في أعراضهم مخالفٌ
لمنهج السلف الصالح ، ولما عليه أهل السنة والجماعة ، وطريق النصح المشروع
ليس بالتشهير والتجريح، فهذا لا يسلكه إلا من جهل ما يترتب عليه من مفاسد
في الدين والدنيا.

أما العلماء فيجب معرفة قدرهم، والقيام بحقهم، والدعاء لهم، وعدم الوقيعة
في أعراضهم، وإننا لنأسف أشد الأسف من أناسٍ أغرار حدثاء جهلوا مكانة
العلماء فوقعوا في أعراضهم تجريحاً وتنقيصاً، رموهم سفهاً بالمداهنة
والتزلف؛ لا لشيء إلا لأنهم سلكوا طريق الحكمة في معالجة الأمور.

وإن التفكه بأعراض العلماء والولاة في المجالس سمٌ قاتل، وبلاءٌ ظاهر،
وداءٌ عضال، وإثمٌ واضح، ففيه إيذاءٌ للمؤمنين، وغيبة للمسلمين، ووقوعٌ في
أعراضهم، وكفى بذلك إثماً وخطراً، مع أن هذا المسلك لا يخدم مصلحة، ولا
يحقق منفعة ولا يزول به منكر، فمن علم أنه موقوف بين يدي الله ومسئول عن
قوله وفعله وقف عند حده والتزم شرع ربه، وأما من غلب عليه الجهل والهوى
وأعجب برأيه، فلا حيلة فيه، ويُخشى أن يوقع نفسه وغيره في أمور لا يعلم
عواقبها إلا الله، فيحصل الندم حيث لات ساعة مندم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!


أحوال المسلمين في العصر الحديث




أمة الإسلام: إن تقليب صفحات تأريخنا المعاصر، وأوضاعنا المعاصرة يعطي صورة
مأساوية لما آل إليه أمر المسلمين في كثيرٍ من الأقطار، ما هي أحوال
إخوانكم في البوسنة والهرسك الذين وصلت قضيتهم أوج خطورتها، وبلغت حداً لا
يسع السكوت عليه، بل ولا نكتفي بالشجب والإدانة؛ لأن الأمر خطير جد خطير ضد
عقيدتهم وحرماتهم وأموالهم وبلادهم ومقدراتهم، لقد عمل فيهم عباد الصليب
أعمالاً فظيعة؛ هدموا مساجدهم، وعبثوا بمقدراتهم، وأخرجوهم من ديارهم لا
لشيء إلا لأنهم يقولون: ربنا الله، آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى،
وملايين المشردين لا لشيء إلا لإيمانهم بالله عز وجل وتمسكهم بإسلامهم،
ناهيك عن انتهاك الأعراض وسلب الأموال ومصادرة الحريات، وبث الرعب والقلق
والاضطراب، لماذا يحصل هذا أمام سمع العالم وبصره؟! فلا مراعاة للحقوق، ولا
التزام بالمعاهدات، ولا وفاء للأعراف الدولية، ولا التزام بدينٍ ولا خلق
ولا رادع.

إن إخوانكم هناك -يا عباد الله! ويا حجاج بيت الله!- ينادون: وا إسلاماه!
يستدرون عطفكم وشفقتكم، فحذار أن تخذلوهم، إننا لنتساءل: أين العالم عن هذه
المأساة؟

أين المسلمون عن الانتصار لإخوانهم؟

أين أدعياء حقوق الإنسان والمتبجحون بالإنسانية؟

لو قتل علجٌ واحدٌ من أعداء الإسلام لقامت الدنيا ولم تقعد، ولاشتغلت وسائل
الإعلام بالحديث حوله، والمطالبة بالإفراج عنه أو الانتصار له، ولكن الدم
المسلم أرخص الدماء ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلى الله المشتكى،
والمسلمون في كثير من البقاع لا بواكي لهم.

هل قتل علجٍ واحد جريمة لا تغتفر


وقتل شعبٍ مسـلم مسألة فيها نظر


إننا نطالب باسم المسلمين جميعاً، وباسم حجاج بيت الله الحرام قادة
المسلمين وحكام العالم: أن يبذلوا جهودهم للإفراج عن إخواننا في البوسنة
والهرسك ، وأن يتدخلوا عملياً لإنقاذ البقية الباقية من إخواننا المسلمين
هناك، نصرة للمظلوم وانتقاماً من الظالم.

كما أن واجب المسلمين الدعاء لإخوانهم والضراعة إلى الله أن ينصرهم ويفرج
عنهم، وأن يبذلوا أموالهم -لا سيما الأثرياء- لدعم إخوانهم هناك، فهم في
أمس الحاجة إلى الدعاء والغذاء والكساء والماء والدواء.

وإذا قلبت صفحة أخرى من مآسي المسلمين وجدت ما يماثل ذلك أو يقاربه، ما هي أحوال المسلمين في كشمير ؟

لقد قضى عليهم الوثنيون لطمس هويتهم، وتشريدهم من ديارهم، وحرمانهم من ممتلكاتهم، عملوا فيهم قتلاً وتشريداً.

ما هي أحوال المسلمين في بورما وفي الفليبين وفي الصومال ؟

ولا ننسى قضيتنا الأولى قضية فلسطين الجريحة، والمسجد الأقصى المبارك، ما هي أحوال المسجد الأقصى يا حجاج بيت الله الحرام؟!

هذه إسرائيل الحثالة البشرية والشرذمة الصهيونية من شذاذ الآفاق، وحثالة
العالم، وقتلة الأنبياء، وإخوان القردة والخنازير تريد التوسع لنشر مذهبها
الباطل، ودينها المحرف، وبناء هيكلها المزعوم، وإن ننسى فلا ننسى المجزرة
البشعة التي وقعت لإخواننا في فلسطين في شهر رمضان المبارك وهم صائمون
مصلون لله الواحد القهار.

كل ذلك على حساب المسلمين وبلادهم، ما هي أفعال اليهود في فلسطين ؟

إنه امتداد حلمها في الانتشار في العالم الإسلامي، ألا شاهت وجوه الصهاينة.

أيعجز المسلمون وهم أكثر من مليار مسلم أن يقفوا أمام هذه الحفنة القليلة؟! ولكن إلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



التحذير من اليأس من واقع المسلمين



أمة الإسلام: إنه كلما كثرت مآسي المسلمين فإن البشائر كثيرة، والفأل
مطلوب، والخير موجود بحمد الله، فأمة الإسلام أمة معطاءة أنجبت القادة
والعلماء، والأئمة والعظماء، والخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة، فحذار
من اليأس والتشاؤم فإن بشائر نصرة دين الله آتية ومتكاثرة، فالصحوة
الإسلامية تعم أرجاء العالم بحمد الله، الكل يريد الإسلام، ويبحث عن
الإسلام لما يمتاز به من تحقيق الأمن والأمان، ومن توفر الكمال والشمول،
غير أن العلم والإيمان والعقيدة والصبر والرجوع إلى العلماء مما يجب أن
تتحلى به الصحوة الإسلامية، كذلك ينبغي البعد عن التعجل والحماس والعواطف
المتأججة.

لا بد من المنهجية والتأصيل العلمي في الأمة حتى لا تتأثر الخطا، وتكبو
الجهود، يجب أن يؤخذ العلم من العلماء، وأن تبنى الأمة بناءً علمياً
سليماً، يقوم على القواعد والأسس من حفظ كتاب الله وحفظ متون أهل العلم،
وليس العلم بمجاراة العلماء، ولا مماراة السفهاء، ولا يؤخذ من نشراتٍ أو
وسائل سهلة المدخل، سريعة المخرج، هشة البناء، فتعلموا جيداً يا طلبة العلم
ولا تستعجلوا التصدر، واعلموا أنه لا بد في العلم من حني الظهور وثني
الركب في حلق العلماء؛ لتتحقق الاستفادة منهم على منهجٍ صحيح بإذن الله.



أعلى الصفحة



فتنة اليمن



أيها المسلمون: إن من الفتن الجديدة ما وقع لإخوتنا في اليمن ، وكذلك ما
وقع في بلاد الأفغان، فيا قادة اليمن ! إن عليكم أن تتقوا الله في أنفسكم،
وأن تصلحوا ذات بينكم، ولتعلموا أن الشيطان ينزغ بينكم، إن مصلحة الشعب
اليمني تقتضي إلقاء السلاح، وحقن الدماء، والتفرغ للإعمار والبناء، والقتال
لا ينفع إلا العدو وحده: {ولزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل مسلم
}^ بأي حقٍ تضيع مقدرات الشعوب، وتجر الأمة إلى هرجٍ وقتل ودمار، فإلى
بلاد الحكمة -كما ورد في الأثر- نطالب بالحكمة، والعقل والإصغاء إلى صوت
الضمير، وتفويت الفرصة على العدو المتربص.

كذلك ينبغي على إخواننا في أفغانستان أن يستجيبوا لنداء الحق والعدل، وأن
يمتثلوا داعي الإصلاح، حتى يعود لجهادهم ما سطروه في تأريخنا المعاصر من
أمجاد وانتصارات، وحذار من الدنيا والزعامة والكراسي فإن هذه زائلة ومن
عليها: وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ [يوسف:21]^.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



أعلى الصفحة


منزلة يوم النحر وأعماله




الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر!

الله أكبر عدد ما ذبح المسلمون الضحايا، الله أكبر عدد ما بذلوا من الصدقات والهدايا، الله أكبر عدد ما تقربوا إلى الله بصالح الأعمال وخالص النوايا.

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله
إلا الله، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك
عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى وأطيعوه وراقبوه ولا تعصوه،
واشكروه جل وعلا أن بلغكم هذا اليوم العظيم، وهذا الموسم الكريم، واعلموا
رحمكم الله أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى مكانه، وأظهر
فضله، وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيداً للمسلمين حجاجاً ومقيمين، فيه
ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى، بعد أن وقفوا بـعرفة ، وباتوا بـمزدلفة .

في هذا اليوم العظيم يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعاً لسنة
الخليلين إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم، فقد أمر الله خليله إبراهيم
بذبح ابنه وفلذة كبده فامتثل وسلم، ولكن الله سبحانه فداه بذبحٍ عظيم،
فكانت سنة جارية، وشرعة سارية عملها نبيكم صلى الله عليه وسلم ورغب فيها،
ففي الصحيحين : {أنه صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما
بيده وسمى وكبر }.

ومن فضل الله على عباده أن يسر لهم في الأضاحي فتجزأ الشاة الواحدة عن
الرجل وأهل بيته، فاتقوا الله عباد الله، واحذروا من البخل والشح في مال
الله، فقد أعطاكم الكثير وطلب منكم القليل، ضحوا في هذه الأيام المباركة عن
أنفسكم وأهليكم وأبنائكم، ففضل الله واسع، وله الحمد والمنة.

وليحذر من أراد أن يضحي من العيوب التي تمنع الإجزاء، فلا تجزئ العوراء
البين عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء التي لا تطيق المشي مع
الصحاح، ولا يجزئ من الإبل إلا ما له خمس سنين، ومن البقر إلا ما له سنتان،
ولا من المعز إلا ما تم له سنة، ولا من الضأن إلا ما تم له ستة أشهر.

والسنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، وذبح البقر والغنم على جانبها الأيسر موجهة إلى القبلة ويقول عند ذبحها: بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك.

والسنة أن يوزعها أثلاثاً، فيأكل ثلثاً ويهدي ثلثاً ويتصدق بثلث.

ووقت الذبح يمتد من الفراغ من صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق على الصحيح
من أقوال أهل العلم، فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله في هذه الأيام المباركة،
وتقربوا إلى الله بالعج والثج فما عمل في هذه الأيام المباركة أحب الله من
إراقة دم، وإنها لتقع من الله قبل أن تقع على الأرض فطيبوا بها نفساً، وإن
للمضحي بكل شعرة حسنة، وبكل صوفة حسنة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه
وسلم.

حجاج بيت الله الحرام: تفيضون هذا اليوم إلى منى لرمي الجمرة الكبرى -جمرة
العقبة- بسبع حصيات متعاقبات، استناناً بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم
القائل: {خذوا عني مناسككم }^.

ثم بعد الرمي ينحر المتمتع والقارن هديه، ثم يحلق رأسه أو يقصره والحلق
أفضل، وبعد ذلك يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ويسمى
هذا التحلل الأول، ويسن له بعد ذلك التطيب والتوجه إلى مكة لطواف الإفاضة؛
وهو ركنٌ من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، لقوله تعالى: ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ [الحج:29]^.

ثم يسعى المتمتع سعي الحج، وكذا المفرد والقارن إن لم يسعيا مع طواف
القدوم، وبعد ذلك يرجع الحجاج إلى منى للإقامة بها ليالي أيام التشريق،
ورمي الجمرات الثلاث مرتبة في كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال، والرمي
والمبيت ليالي أيام التشريق واجبٌ من واجبات الحج، ثم بعد الرمي في اليومين
الأولين من أيام التشريق، يجوز لمن أراد التعجل أن يخرج من منى قبل غروب
الشمس، ومن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمى الجمرات في اليوم الثالث فهو
أفضل وأعظم أجراً، يقول تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ
مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ
تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203]^.

فعليكم عباد الله! وعليكم حجاج بيت الله! بتطبيق سنة رسولكم صلى الله عليه
وسلم، وشغل هذه الأيام المباركة بالتكبير والذكر، يقول صلى الله عليه وسلم:
{أيام التشريق أيام أكلٍ وشرب وذكرٍ لله عز وجل }.

ثم إذا أردتم الرجوع إلى دياركم يجب أن تطوفوا للوداع وهو واجبٌ من واجبات
الحج لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: {أمر الناس أن يكون آخر عهدهم
بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض }^.

تقبل الله منكم، وجعل حجكم مبروراً، وسعيكم مشكوراً، وذنبكم مغفوراً، وعملكم صالحاً مقبولاً.

حجاج بيت الله الحرام! يا من لبيتم نداء ربكم، وجئتم إلى هذا المكان
المبارك تاركين أوطانكم وأموالكم وأعمالكم وأولادكم! لبوا نداء ربكم في كل
أمرٍ فاتبعوه، وفي كل نهي فاجتنبوه، لبيك اللهم لبيك، إجابة بعد إجابة،
قولوها وأعلنوها صريحة في كل مكان.

ولتبقى عليكم آثار الحج المباركة بعد عودتكم إلى دياركم بالاستمرار على طاعة الله والبعد عن معاصيه.


صور من النعم في بلاد الحرمين




عباد الله: إن من التحدث بنعمة الله عز وجل ما حبا الله بلاد الحرمين
الشريفين من نعم عظيمة، فنعمة العقيدة والإيمان، ونعمة الأمن والاطمئنان،
ونعمة الولاية المسلمة التي تعلن الإسلام وتعتز به، وتحكمه وتدعو إليه،
وتنصر أهله، وتقوم بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتها إعماراً وتوسعة
وتطهيراً، صيانة ونظافة وتطويراً، وما اللبنة الأخيرة التي وضعت قبل أيام
إلا امتداد للجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة هذه البلاد المباركة في
إعمار الحرمين الشريفين جعله الله في موازينها.

أيها المسلمون: لقد أرق وجود هذه النعم في بلاد الحرمين من الأمن والأمان
والخيرات والمقدسات مضاجع كثيرٍ من الحاسدين، ممن اكتوت قلوبهم بداء الحسد
والبغضاء والحقد والشحناء فعملوا على بث الدعايات الكاذبة، والشائعات
المغرضة، حسداً من عند أنفسهم.

نعم يا عباد الله! إننا محسودون فعلينا أن نحذر من الحاسدين الذين قد
يسخرون وسائل إعلامهم للنيل من هذه البلاد، وقيادتها، وعلمائها، وسيصطلون
بنار حسدهم ولن يحرقوا إلا أنفسهم وما يشعرون، فعلينا ألا ننخدع بهذه
الارتجافات، والحملات الإعلامية المغرضة التي تنطلق من وسائل إعلامٍ
مأجورة، ضيعت أمانة الكلمة، ومصداقية الحرف، وجانبت الموضوعية والإنصاف.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

أمة الإسلام: الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي الذي يشنه دعاة الرذيلة ضد
المسلمين عبر الوسائل المختلفة مما ينبغي أن يحذره المسلمون، ويتصدوا له
بالجرعات الإيمانية والتربوية، وعدم ترك الحبل على الغارب لهذه الوسائل أن
تتسلل إلى البيوت والأسر؛ فتقضي على إيمانها وعفافها وأخلاقها، وهنا تبدو
مسئولية المدرسة والبيت والأسرة كبيرة جداً.

أيها المسلمون: لا زالت كثيرٌ من المجتمعات تعاني من مشكلات اجتماعية
وأسرية متعددة منها غلاء المهور، والتكاليف بالزواج، وفشوا ظاهرة الطلاق
وارتفاع إحصاءاتها، والخلافات الزوجية بشكل مذهل مما يتطلب من الغيورين
العناية بهذه القضايا ووضع الحلول المناسبة لها

تذكروا -يا عباد الله- باجتماعكم هذا يوم يجمع الله الأولين والآخرين،
تذكروا الموت وكربته، والصراط وزلته، والقبر وظلمته، واستعدوا لذلك بصالح
العمل.


أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر




أيها الإخوة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوام هذا الدين، به نالت هذه
الأمة الخيرية على غيرها، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أهميته
ووجوبه، وإصلاحه للبلاد والعباد، فالواجب على المسلمين أن يأمروا بالمعروف
وأن ينهوا عن المنكر، كل على حسب استطاعته، على درجات الإنكار المعروفة.

ولا بد من تحلي الآمرين بالمعروف، والناهيين عن المنكر بالرفق والحلم
والعلم والحكمة، ليكون لعملهم الأثر الإيجابي في بعدٍ عن التعنيف والغلظة،
والحق أن أهل الحسبة يبذلون جهوداً جبارة، ينبغي أن تذكر فتشكر، وينبغي أن
يشجعوا مادياً ومعنوياً، وأن يكف عن تضخيم أخطائهم، وإن فضل الله على هذه
البلاد أن كانت البلاد الوحيدة التي بها جهاد مستقل بكافة أعضائه وتجهيزاته
ومرافقه خدمة للحسبة وأهلها، جعله الله في موازينها.



دور الإعلام في هذا العصر



أمة الإسلام: الإعلام في هذا العصر قناة مهمة، تؤثر سلباً وإيجاباً على
الناس في مختلف شئونهم، فالواجب استغلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة
والمقروءة للدعوة إلى الله، ونشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة.

فيا رجال الإعلام: اتقوا الله في مسئولياتكم، أدوا أمانة الكلمة، ولا
تضيعوا مصداقية الحرف، تحروا الحقائق واحذروا التهويل والإثارة والشائعات،
واجعلوا من وسائلكم قنوات للدعوة والتوجيه.

هذا وإننا لنحمد الله أن وفق ولي أمرنا لاتخاذ الخطوات الحاسمة لمنع
واستيراد كل ما يسبب ضرراً أخلاقياً ودينياً، ومما يؤثر على أمورنا، فجزاه
الله خيراً، وجعل ذلك في موازينه.



أعلى الصفحة



دور الشباب في الدعوة



شباب الإسلام: مهمتكم هي المهمة العظمى، فيا أيها الشباب! اتقوا الله عز
وجل، أنتم أحفاد الأبطال الفاتحين، والمجاهدين الصامدين، أنتم خلفاء سعد و
طارق و أسامة و صلاح الدين ، فكونوا خير خلف لخير سلف.

أيها الأخوات المسلمات: يا حفيدات عائشة و خديجة و فاطمة و سمية و نسيبة !
اتقين الله في أنفسكن، إن واجبكن في تقويم أنفسكن على شريعة الله في الحجاب
والعفاف والحشمة والحياء عظيمٌ جداً، فعليكم أن تقوموا به على خير وجه.



أعلى الصفحة



أهمية فرائض الدين



أيها المسلمون: أدوا الصلاة المفروضة التي هي عمود الإسلام، والفارق بين
الكفر والإيمان، واحذروا الوقوع في المعاصي، وأدوا الزكاة، وصوموا شهركم:
وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ [الأعراف:85]^ أفشوا السلام، وصلوا
الأرحام، وبروا الآباء والأمهات، احذروا الربا، والزنا، والمسكرات،
والمخدرات، والرشوة والتزوير والغش والخديعة، والغيبة والنميمة والبهتان،
وأوفوا إذا عاهدتم: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]^.

هذه إشارات عابرة ولمحات عاطرة، من باب الغيرة على دين الله: إِنْ أُرِيدُ
إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [هود:88]^.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله! الله أكبر الله أكبر ولله الحمد!

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير الورى نبيكم محمد بن عبد الله كما
أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]^ اللهم صل وسلم وبارك على
نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين،
أبي بكر الصديق و عمر الفاروق و عثمان ذي النورين ، و علي أبي السبطين ،
وعن السبطين العلمين، وعن العمين الكريمين، وعن أصحاب البيعة والعقبة
والشجرة، وعن أمهات المؤمنين، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم
بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الملة والدين.

اللهم دمر الطغاة والملحدين، والصهاينة المعتدين، وكل من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ يا رب العالمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين، والمضطهدين في دينهم في كل مكان.

اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن الصهاينة المعتدين، واليهود الغاشمين،
اللهم رده إلى حظيرة الإسلام والمسلمين، اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات
يا حي يا قيوم!

اللهم كن لإخواننا في البوسنة والهرسك ، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، وحفاة
فاحملهم، وجياعٌ فأطعمهم، وعراة فاكسهم، اللهم كن لإخواننا في كشمير ، وفي
بورما ، وفي الصومال ، وفي إرتيريا و الفليبين ، وفي سائر البقاع التي
يضطهد فيها المسلمون.

اللهم أصلح أحوال إخواننا في اليمن ، اللهم اجمع قلوبهم على كتابك وسنة
نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجمع قلوب القادة الأفغان على توحيدك
وكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين.

اللهم يسر لحجاج بيتك الحرام أداء بقية مناسكهم يا رب العالمين! اللهم
ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اجعل حجهم مقبولاً، وسعيهم مغفوراً، وعملهم
مشكوراً، يا حي يا قيوم! اللهم وأعدهم إلى بلادهم سالمين غانمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وولاة أمور المسلمين في كل مكان، وارزقهم تحكيم شرعك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبهما إلى ما تحب
وترضى، اللهم وفق سائر العلماء والأمراء والوزراء والمسئولين إلى ما فيه عز
الإسلام وصلاح المسلمين، اللهم اجزهم خير الجزاء وأوفره، جزاء ما قدموا
ويقدمون لحجاج بيتك الحرام، اللهم اجعل ذلك في موازين أعمالهم، وفي صفحات
حسناتهم يا حي يا قيوم، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

تفضل هنا لتشاهد المزيد من المواضيع عن : رياض المؤمنين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يتبــــــــــــــــــــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس )   نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس ) I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 06, 2012 2:26 pm

الخطبة الثانية
( الوقت والجائزة ) السديس

الوقت والجائزة

أيها الإخوة: لقد اعتنى الإسلام بالوقت عناية بالغة، بل لم يعرف التاريخ
أمة اهتمت برعاية الوقت وصيانة الزمن كهذه الأمة، وقد أكد على ذلك كتاب
الله سبحانه وتعالى في كثير من سوره وآياته، وسنة الرسول صلى الله عليه
وسلم في كوكبة من مشكاة النبوة.

ولقد كان سلف هذه الأمة أحرص الناس على كسب الأوقات وشغلها بجلائل الأعمال،
والتاريخ والحضارة الإسلامية خير شاهد لهم على ذلك، فالوقت أمره عظيم
فعليه تقام الحضارات وتبنى الأمم.

أهمية الوقت وقيمته




إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له
ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الليل
والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد
الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله
وسراجاً منيراً، فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، من
يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر
الله شيئاً.

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى؛ فتقوى الله سبحانه رأس كل أمر وجماع كل خير.

عباد الله: إذا كان كل مسلم لا يشك في أن سر وجوده وحكمة خلق الله له في
هذه الحياة إنما هي لغاية عظمى ورسالة كبرى تتمثل في تحقيق العبودية لله جل
وعلا، كما لا يرتاب في أن الحياة الدنيا ما هي إلا لحظات محدودة، وأنفاسٌ
معدودة، إذا كان الأمر كذلك -يا عباد الله- فإنه لا بد من استشعار أن
الأزمان أوعية وخزائن للأعمال، وأن الأوقات مطايا ومراحل للآجال، يقطعها
الإنسان في سفره إلى الدار الآخرة، كما أنه لا بد من معرفة قيمة الأوقات،
ومنزلة هذه النعمة ومكانتها عند المسلمين، وواجبهم نحوها، وما ينبغي أن
يكون عليه المسلم من حفظ الوقت والعناية بالزمن؛ لأنه عمر الحياة، وميدان
وجود الناس، وساحة ظلهم وبقائهم.



أهمية الوقت في القرآن



إخوة الإيمان: لقد اعتنى الإسلام بالوقت عناية بالغة، بل لم يعرف التاريخ
أمة اهتمت برعاية الزمن وصيانة الوقت كهذه الأمة، فهذا كتاب الله يؤكد ذلك
ويؤصل عظم مكانته وعلو قدره بأساليب مختلفة، يأتي في مقدمتها بيان أهميته
وعظم المنة به، يقول جل شأنه: وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [إبراهيم:33]^ فامتن
جل جلاله بنعمة الليل والنهار، وهما الزمن الذي يمر به هذا العالم كله.

وحسب الوقت من الأهمية أن الله سبحانه أقسم به وبأجزاءٍ منه في آيات كثيرة
من كتابه الكريم: كالفجر، والليل، والنهار، والعصر، والضحى، وغيرها . وما
ذاك إلا لمكانة الزمن ولفت الأنظار إليه، والتنبيه على جليل نفعه وعظيم
آثاره، بل لقد جاءت شعائر الإسلام وفرائضه من الصلاة والصيام والزكاة والحج
ونحوها؛ لتثبت هذا المعنى العظيم، وتوقظ في الإنسان الوعي والانتباه إلى
أهمية الوقت مع دورة الأفلاك وحركة الكون، وسير الشمس والنجوم واختلاف
الليل والنهار.



أعلى الصفحة



أهمية الوقت في السنة



إخوة العقيدة: أما السنة المطهرة فقد جاءت مؤكدة لقيمة الوقت ببيان ووضوح
في كوكبة من مشكاة النبوة، روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ
من الناس: الصحة والفراغ }^ وذلك لأن الزمن نعمة جلى ومنحة كبرى، لا يستفيد
منها إلا الموفقون، أما المغبونون الخاسرون فهم المفرطون في أوقاتهم
المهدرون لطاقاتهم.

كما جاءت السنة لتقرير مسئولية الإنسان عن الوقت يوم العرض على الله جل
جلاله، في الحديث الذي أخرجه الترمذي وغيره عن أبي برزة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى
يُسأل عن أربع، وذكر منها: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه }^.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{اغتنم خمساً قبل خمس، وذكر منها فراغك قبل شغلك }^ أخرجه الإمام أحمد و
النسائي و البيهقي ، و الحاكم و صححه .



أعلى الصفحة


محافظة السلف على أوقاتهم




معاشر المسلمين: لقد كان سلف هذه الأمة رحمهم الله أحرص الناس على كسب
الوقت وشغله بجلائل الأعمال، فقد كانوا يبادرون اللحظات، ويسابقون الساعات
ضناً منهم بالوقت، وحرصاً على ألا تذهب برهة منه -وإن قصرت- دون أن يتزود
منها بعلمٍ نافعٍ أو عمل صالح، حتى لا تتسرب الأعمار سدىً، وتذهب هدراً،
وتضيع هباءً، وتمضي جفاءً، وما ذاك إلا لمعرفتهم بقيمتها؛ مما أورثهم حضارة
عريقة الجذور، آتت أكلها علماً وفتحاً، وعزاً ومجداً، لم يعرف التاريخ له
مثيلاً.

يقول الحسن البصري رحمه الله: [[أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ]].

ونقل عن عامر بن قيس من التابعين [[أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك
الشمس ]] يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي
لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها.

ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: [[إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل
فيهما ]] وكانوا يجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر
يومٌ لا يستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح، وفي هذا
يقول بعضهم: "من كان يومه كأمسه فهو مغبون" ويقول آخر: "من علامة المقت
ضياع الوقت: وقال ابن مسعود رضي الله عنه: [[ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ
غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي ]]^.

وقال بعضهم: "من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ
أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم
نفسه".

ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه: [[إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره ]].

تلك شذرات عبقة مما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله، حيث كان الوقت عندهم
أغلى من كل جوهرٍ نفيس، بل هو الحياة كلها وكفى؛ لأن الماديات يمكن
استرجاعها بينما الثانية من الزمن لا يمكن أن تعود، وكل مفقود عسى أن
تسترجعه إلا الوقت، وقديماً قيل: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ولله در
القائل:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع



واجب المسلم نحو الوقت




أمة الإسلام: إذا كان من مزايا الوقت المدركة أنه سريع الزوال، وأن ما مضى
منه لا يمكن أن يعود أو يعوض، وأنه أنفس ما لدى الإنسان حتى إنه ليعتبر رأس
ماله الحقيقي، بل هو الحياة حقاً؛ فإن على المسلم واجبات نحو وقته يجب أن
يعيها وأن ينقلها من دائرة المعرفة والإدراك إلى حيز العمل والتنفيذ،
يجمعها الحرص على الاستفادة من الوقت فيما ينفع في أمر دينه ودنياه، وما
يعود على أمته بالخير والصلاح.

وإنه لمما يؤلم القلب ويزيده أساً وحسرات وزفرات ما يلحظ اليوم عند كثيرٍ
من الناس من إضاعة للأوقات تجاوزت حد التبذير إلى التبديد، ووصلت إلى مراحل
من السفه البالغ؛ حتى إنك لتسمع كثيراً عبارة تدور على ألسنة بعض
المغبونين الذين يحيون حياة الأنعام، ويعيشون عيش الطغام، هي عبارة: (قتل
الوقت هنا وهناك) وما علم هؤلاء أن من قتل وقته إنما يقتل نفسه، ويئد
كرامته في الحقيقة.

والحق: أن جريمة قتل الوقت وتبذيره من أخطر الجرائم وأشدها فتكاً بالأفراد
والمجتمعات، فهو وراء كل مشكلة، وسبب كل معضلة، وخلف تورط كثير من الناس في
المشكلات والأخلاقيات وغيرها، مما يتطلب من المسلمين جميعاً الإعداد
والتخطيط والعمل لهذه القضية المهمة تشخيصاً وعلاجاً؛ لأن ضرر أصحابها ليس
على أنفسهم فحسب وإنما على مجتمعهم بأسره، ألا فليعلم ذلك من يعمرون مجالس
اللهو الخاوية، ومجتمعات القيل والقال، والفضول الفارغة، ومن يجددون
الساعات الطوال في الليل والنهار فيما يضر ولا ينفع، دون شعورٍ ولا مبالاة،
لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة، غافلين عن حقوق الله وحقوق عباد الله، لسان
حالهم:

إنما الدنيا طعام وشراب ومنام


فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام


معرضين عن واجبات الدين والدنيا، يبددون الأوقات في الأسواق والطرقات،
والمقاهي والملاهي وعلى الشرفات، ويهدرون ساعات ليلهم بالسهر على إدارة
مؤشرات الشاشات، والقنوات والفضائيات وما تبثه من سمٍ زعاف، في فراغٍ صارخ،
وبطالة ممقوتة، أين قلوبهم حينما يسمعون بالحوادث والكوارث، أيظن هؤلاء
أنهم مخلدون في هذه الحياة، ما جوابهم حين العرض على سؤال الجبار جل جلاله
عن ضياع الشباب وتبديد الأعمار، نعوذ بالله من الخذلان.

ألا فليتق الله هؤلاء قبل أن تحل بهم ساعة الاحتضار، وتوسيد الثرى، والعرض
على الجبار جل جلاله حين يتمنون العودة ليعملوا ولو حسنة واحدة، ولكن
هيهات: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ
قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
[المؤمنون:99-100]^.


الفراغ وضياع الأوقات مشكلة خطيرة تداهم المجتمعات




أمة الإسلام: حينما يثار الحديث حول حفظ الأوقات وأهمية استغلالها في طاعة
الله ومراضيه، وإبعادها عن معاصيه، تبرز على الساحة -ولا سيما في هذه
الأيام- قضية كبيرة، ومشكلة خطيرة ألا وهي مشكلة الفراغ، وما يعانيه كثيرٌ
من الناس -ولا سيما من الشباب والفتيات- من تضييع للأوقات بسيئ الأعمال
وتافه الانشغالات، إنها والله مشكلة كبيرة يجب أن تخطى بالعناية والرعاية،
وخليقة أن تعد لها العدد والبرامج، وتخط لها الخطط وترسم المناهج؛ لضمان
حلها والقضاء عليها، فكم جرت من فتنٍ وويلات، وأشعلت نار الشرور والبليات،
وتسببت في حدوث الفساد والجرائم والمشكلات، وأسباب البلاء من الفراغ لا
سيما إذا اجتمع معه الشباب والمال.

فما الذي أوقع كثيراً من الناس في حبائل الشيطان وفخاخ أعداء الرحمن، وزين
لهم المتعة الحرام من الزنا والفجور والمخدرات والخمور إلا الفراغ؟

وإذا وجد الفراغ في أي أمة فمن واجب الأمة الإسلامية وهي الأمينة على شرع
الله، والمستخلفة في أرض الله، والوريثة لمهمة رسل الله، الأمة الجادة في
حمل قضاياها، وتوحيد صفوفها فلا يعرف الهزل طريقاً إلى أبنائها، ولا اللهو
والغفلة مسلكاً إلى أتباعها، أن لا تجد هذه المشكلة قراراً بين أبنائها،
ولكنه داء الأمم من حولها التي تعايش الفراغ في أبشع صوره، وأوسع مراميه،
لا سيما الفراغ العقدي والروحي، والفكري والنفسي.



عوامل ظهور مشكلة الفراغ وضياع الأوقات



إخوة الإسلام: إننا حينما نلتمس الأسباب والعوامل لهذه المشكلة نجد أن
أهمها ضعف الوازع الديني، والرادع الإيماني في نفوس هؤلاء الفارغين، وعدم
استشعارهم لقيمة الوقت، وطول أملهم في الحياة، وعدم تذكر الموت والقبر
والدار الآخرة، وقلة الخوف من الله، والتورط مع قرناء السوء ورفاق الشر
والفساد، بل إن لإهمال الأبوين وعدم متابعة الأسرة المتابعة التربوية
النصيب الأكبر في حصول هذه العوامل مما سبب الفراغ بشتى صوره.

ومنها: الفراغ القلبي والخواء الروحي، حيث لم تعمر كثيرٌ من القلوب بالطاعة، وتحيا الأرواح بالأعمال الصالحة.

وهناك الفراغ العقلي بخمول الفكر حيث لم تملأ بالوعي والعلم والمعرفة، والنظر والتأمل والابتكار فيما يوافق شرع الله جل وعلا.

وهناك الفراغ النفسي؛ فإن النفس إذا لم تشغلها بالخير شغلتك بالباطل، وإن
لم تزكها بالطاعة دسيتها بالمعصية، وقد قال عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]^ كما قال سبحانه
لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ [الشرح:7-8]^



أعلى الصفحة



علاج ظاهرة الفراغ وضياع الأوقات



أيها الأحبة في الله: أما علاج هذه الظاهرة فإنه مسئولية الأسرة والمجتمع،
وأهل التوجيه والتربية، وحملة الأقلام وأرباب الفكر، والمسئولين عن قنوات
التثقيف والتوجيه والإعلام في إعداد كل ما من شأنه شغل فراغ أبناء المسلمين
بما يعود عليهم بالنفع العظيم والخير العميم في أمور دنياهم وآخرتهم.

فيا شباب الإسلام: ماذا بعد انتهاء العام الدراسي وماذا بعد فترة الاختبارات؟ ماذا أعددتم لشغل أوقات فراغكم مدة إجازتكم؟

إن واجب النصيحة في هذه الأيام ينبغي أن يركز على حفظ الأوقات واغتنامها،
واستثمارها بالأعمال الصالحة التي تعود على الفرد وعلى أسرته بالخير
والصلاح، وعلى مجتمعه بالسعادة والفلاح.

ومن الخطر الفادح والضرر القادح أن تهمل الأوقات، وتضيع الأيام والساعات في
لهوٍ وغفلة، فيا شباب الإسلام! ويا أيها الطلبة والطالبات! ماذا أعددتم في
هذه الإجازة من برامج ونشاطات؟ ويا أيها الآباء والأمهات! ماذا برمجتم
لشغل أوقات فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد؟

هل ركزتم على تنظيم أوقاتهم وحسن الاستفادة منها، أو شجعتموهم على حفظ كتاب
الله وما تيسر من صحيح سنة رسول الله، والاطلاع على الموثوق من كتب العلم
والآداب ونحوها؟

حذار أن تتركوا لهم الحبل على الغارب، تابعوهم وراقبوهم، وانظروا من يصاحبون.

أيها الإعلاميون: ماذا أوجدتم لشغل أوقات الأجيال من برامج إعلامية تربوية،
كم يؤسفك أيها الغيور أن يتربى بعض الناس -لا سيما من فئة الشباب من
الجنسين- على مجلات منحرفة، وأفلام داعرة، ومناظر ماجنة.

أيها الآباء والأمهات: اتقوا الله في أماناتكم، ربوا أولادكم على الفضيلة
واحذروا من إيقاعهم في الرذيلة بجلب وسائل الفساد، ودمار الأخلاق والقيم في
البيوت والأسر، حققوا حسن الرعاية لهم والعناية بهم، فقد قال صلى الله
عليه وسلم : {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته }^ أخرجه الإمام مسلم في
صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

اللهم وفقنا إلى ما فيه حفظ أوقاتنا وشغل فراغنا بما فيه خيرنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين،
أقول قولي آنفاً وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل خطيئة وإثم
فاستغفروه وتوبوا إليه، اللهم أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير
الغافرين.



أعلى الصفحة


الآفات القاتلة للأوقات




الحمد لله الذي أبان لنا السبل، وأرشدنا بالأنبياء والرسل، ورفعنا بدينه
إلى أعلى المثل، أحمده تعالى وأشكره على نعمه التي لا تعد، وعلى إحسانه
الذي لا يحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا
محمداً عبد الله ورسوله المصطفى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أهل الفضل والتقى، ومن سار على نهجهم واقتفى.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى
اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
[البقرة:281]^

أيها الإخوة في الله: إن فرص استغلال الوقت كثيرة بحمد الله، فينبغي أن
يحرص على الفرص الشرعية والمباحة، وليتجنب العبد استغلال وقته في المحرمات
والمشتبهات، فاحذروا رحمكم الله من الآفات القاتلة للأوقات، وأخطرها الغفلة
والإعراض، والتسويف والتأجيل.

يقول الحسن البصري رحمه الله: [[إياك والتسويف فإنك في يومك ولست بغدك ]]
وعنه رحمه الله أنه قال: [[ما من يومٍ ينشق فجره إلا نادى يا بن آدم أنا
يومٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود في بعملٍ صالح فإني لا أعود إلى يوم
القيامة ]] وقال بعضهم: احذروا سوف فإنها من جنود إبليس.

كما ينبغي الحذر من لصوص الأوقات الذين لم يكتفوا بتضييع أوقاتهم بل سطوا
على أوقات الآخرين، ولعمر الحق إن سرقة الأوقات أشد من سرقة الأموال، وإن
أنفس ما حفظت فيه الأوقات -يارعاكم الله- تلاوة كتاب الله عز وجل وحفظ ما
تيسر منه، وهذه بحمد الله جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ودورات تجويده
وتعليمية منتشرة في أرجاء هذه البلاد المباركة، هذه الثورات العلمية،
والمراكز الصيفية التي يقوم عليها نخبة من أهل الفضل والصلاح فيفيدون
الناشئة، ويصقلون مهاراتهم ومواهبهم، ويزيدون في علومهم ومعارفهم، وتلك
المعاهد الفنية والمهنية لمن يريد أن يكتسب مهارة ويجيد صنعة، وتلك أرجاء
هذه البلاد الفسيحة ومناظرها الخلابة ومصائفها اللطيفة لمن أراد السياحة
والنزهة البريئة،فهذه جوانب من فرص استغلال الوقت، فما أجمل الرحلة إلى بيت
الله الحرام في عمرة، وإلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة،
لكن يجب على من أَمَّ هذين الحرمين الشريفين أن يتأدب بالآداب الشرعية، لا
سيما النساء حشمة وحجاباً وحياءً.

وما أحسن القيام بزيارة ذوي القربى وصلة الأرحام، والترويح عن النفوس في
حدود المباح شرعاً، ولا بأس بالسفر في محيط بلاد الإسلام مع المحافظة في
ذلك كله على الخير والفضيلة، والبعد عن الشر والفساد والرذيلة، أما السفر
إلى البلاد الموبوءة، والأماكن المشبوهة، حيث توأد الفضائل وتهدر المبادئ
والقيم فلا يرتاب أحدٌ من أهل العلم والإيمان في خطر ذلك على الأفراد
والمجتمعات، وعظم تأثيره على العقيدة والأخلاق والسلوكيات، فينبغي اجتنابه
والتحذير منه والله المستعان، وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الهادي البشير، والسراج المنير كما أمركم
بذلك المولى اللطيف الخبير، فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]^

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض
اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى
يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الرحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أيد بالحق
إمامنا وولي أمرنا، اللهم انصر به دينك وأعلِ به كلمتك، وارزقه البطانة
الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين
للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، والمضطهدين في دينهم في
كل بقعة من بقاع الأرض يا ذا الجلال والإكرام! اللهم أصلح لنا ديننا الذي
هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي
إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل
شر.

اللهم اجعل لنا وللمسلمين من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاء عافية يا ذا الجلال والإكرام!

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي، يعضكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل
يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نحو طريق الخلاص..... الشيخ ( السديس )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرءان كامل بصوت الشيخ/ عبد الرحمن السديس يوتيوب
» تشييع جثمان الشيخ السديس الآن بمكه المكرمه
»  فضيلة الشيخ/عبد الرحمن السديس وخطبة المسجد الحرام - 10 صفر 1432 - الرقية الشرعية أحكام وآداب**
» الشيخ //عبد الرحمن السديس وخطبة المسجد الحرام - 13 ربيع الثاني 1432 - وجوب الإجتماع ونبذ الفرقة -
» فضيلة الشيخ/ الشيخ أسامة خياط وخطبة المسجد الحرام - 3/2/1432 - الفرق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة**

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سيفن ستارز :: المنتدى الاسلامى :: الخطب المنبرية-
انتقل الى: